• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حرف الجيم

 

حرف الجيم

 1 ـ جعفر الصادق(عليه السلام)

2 ـ الجهاد الاكبر (جهاد النفس) 3 ـ الجهاد الأصغر (جهاد العدو) 4 ـ الاجتهاد

5 ـ الجزية

6 ـ الجن

7 ـ الجنة

8 ـ الجاهلية

9 ـ جوامع الحكمة

10 ـ الجنة لا النار

11 ـ الجمع بين الدنيا والآخرة

12 ـ الجدل «الديالكتيك»

13 ـ التجسس

14 ـ الجروح قصاص

15 ـ الجبيرة

16 ـ المجبرة «الأشاعرة»

17 ـ الجار

18 ـ جمع القرآن

19 ـ الجرَي (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب»

20 ـ الأجماع

21 ـ الجنابة

22 ـ جماعة المسلمين

23 ـ التجاوز

24 ـ الجهل

25 ـ الجُعالة

26 ـ التجري

27 ـ التجربة

28 ـ مجهول المالك

29 ـ المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق

30 ـ الجندي المجهول «الشهيد المعلوم»

31 ـ الجعفرية

32 ـ المجتمع الاسلامي

33 ـ الجمل

34 ـ الجريمة

35 ـ الجزاء

* * *

حرف الجيم - - موسوعة ثقافة المسلم

حرف الجيم - - موسوعة ثقافة المسلم

 

1 ـ جعفر الصادق(عليه السلام)([1]):

الحديث عن الأمام جعفر الصادق(عليه السلام) سوف يكون من خلال النقاط الآتية:

l الولادة والاسرة: ولد في المدينة المنورة يوم الجمعة عند طلوع الفجر في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول عام/80 للهجرة، والده الامام محمد الباقر(عليه السلام)، وجده الأمام السجاد(عليه السلام)، أمه أم فروة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر من أولاده الأمام موسى الكاظم(عليه السلام).

l سيرته:

أ - السيرة الفعلية: نقتبس منها:

* عبادته: عن مالك بن أنس إمام المذهب قال: «جعفر بن محمد، أختلف إليه زماناً فما كنت أراه إلا على إحدى خصال ثلاث:«اما مصلي واما صائم واما يقرأ القرآن»

* نشاطه العلمي: كانت للأمام جامعة تُدرس فيها مختلف العلوم الاسلامية وغيرها، حتى بلغ عدد الدارسين فيها أربعة ألاف منهم (900) شيخ في جامع الكوفة، حتى قال الحسن بن علي الوشا «أدركت في هذا المسجد ـ يعني مسجد الكوفة ـ تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد» وقد اخذ عنه علماء السنة المعارف الاسلامية امثال مالك وابي حنيفه، ولم يقتصر تعليم الأمام على علوم الشريعة وانما تعداها الى علوم الطب والفلسفة والجبر، والكيمياء، حتى برع جابر بن حيان الكوفي في هذا المجال وكان يروي عن استاذه الصادق (عليه السلام)فقد علمه الامام طريقة تحضير مداد مضي يستخدم في كتابه المخطوطات الثمينة لأمكان قرائتها في الظلام وعلمه أيضاً طريقة صنع صنف من الورق غير قابل للأحتراق.

* سياسته: لقد كان عمل الامام في المجال السياسي ضمن خطين:

الاول: مواجهة الحكام وحكومتهم الظالمه: وهذا الخط اتخذ اساليب متعددة منها:

أ - الدعوة الى مقاطعة الحكومة الظالمة، فيقول الأمام لأتباعه «لاتعنهم على بناء مسجد» كما يقول «إتقوا الحكومة فإن الحكومة للأمام العالم بالقضاء العادل بالمسلمين لنبي أو وصي نبي».

ب - دعمه للثورة ضد الحكومة الظالمة فعن ثورة زيد يقول «رحم الله عمي زيداً إنه دعا الى الرضا من آل محمد ولو ظفر لوفى الله في ذلك انه قال: أدعوكم الى الرضا من آل محمد».

جـ - مقاطعة الامام للحكام ومواقفه الصلبة معهم فقد كتب المنصور الدوانيقي للأمام يطلب منه التردد عليه فأجابه الأمام «من أراد الدنيا فلا ينصحك ومن أراد الآخرة فلا يصحبك».

الثاني: العمل لتغيير الأمة من خلال:

أ - إعداد العلماء في مختلف مجالات المعرفة، امثال هشام، زارة، جابر الكوفي، أبان بن تغلب، مؤمن الطاق.

ب - الاهتمام بالشيعة على اعتبارهم القوة التي يعتمد عليها الامام.

جـ - مواجهة التيارات الفاسدة التي اوجدتها الاوضاع الفاسدة في العهدين الاموي والعباسي، من هذه التيارات:

1 ـ أهل الرأي والقياس: الذين يعملون بالقياس ومنهم أبو حنيفة وكان الامام ينهاه ويشدد الأنكار عليه ويقول: بلغني أنك تقيس الدين برأيك، لا تفعل فان أول من قاس إبليس، قال له الله تعالى أسجد لأدم، فقال (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) الأعراف / 12، فمن قاس الدين برأيه قرنه الله يوم القيامة بابليس لانه اتبعه بالقياس، ثم قال جعفر (عليه السلام) أيهما أعظم قتل النفس أم الزنا؟ قال ابو حنيفة قتل النفس قال الصادق (عليه السلام) فإن الله عزوجل قبل في قتل النفس شاهدين، ولم يقبل في الزنا إلاَّ اربعة، ثم قال: ايهما اعظم الصلاة ام الصوم؟ قال ابو حنيفه: الصلاة، قال (عليه السلام)فما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، فكيف ويحك يقوم لك قياسك! اتق الله ولا تقسن الدين برأيك.

2 ـ وضاع الحديث: وهم الذين يختلقون الروايات وينسبونها للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)بهدف الحصول على المال أو تشويه الحقائق أو التقرب الى الحكام فمن الطرائف مايذكر في هذا الباب ماحدث احدهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «إن من بلغ لسانه أرنبة أنفه لم يدخل النار»، فلم يبق احد منهم إلا واخرج لسانه يومي به الى أرنبه أنفه وقد وقف الامام من هذا التيار بالدعوة الى عرض أمثال هذه الموضوعات على كتاب الله لمعرفة الصحيح من الموضوع حيث يقول «كل حديث لايوافق كتاب الله فهو زخرف».

3 ـ المتصوفه: وهم جماعة يتظاهرون بالخشونة والزهد بالحياة الدنيا حيث بيَّن لهم الأمام (عليه السلام) بأن التصوف والزهد ليس بالمظاهر من لبس ملابس الصوف أو أجتناب الطيبات من الرزق وانما الزهد بتحرك الحرام والإبتعاد عن الشبهات يقول الامام (عليه السلام) «أزهد الناس من ترك الحرام»، ويقول (عليه السلام) «ليس الزهد أن لاتملك شيئاً ولكن الزهد أن لايملكك شي».

4 ـ الزنادقه: وهم جماعة ينكرون وجود الله وقد اسلم بعضهم بعد مناقشة الامام لهم، من هؤلاء ابو شاكر الديصاني، بن ابي العوجاء وابن المقفع، وعندما بلغ الأمام مقالة أحدهم وهي انه جعل في قاروره تراباً ومائاً، فاستحال دوداً وهواماً، فقال : انا خلقت هذا لأنني سبب كونه، فقال له الامام جعفر (عليه السلام): ليقل كم هي، وكم الذكران والأناث إن كان خلقهما، وكم وزن كل واحدة منهن، وليأمر الذي سعى الى هذا الوجه أن يرجع الى غيره.

5 - الغلاة: وهم جماعة يرفعون من مقام الامام الى مقام الله، او النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)وقد حاربهم الامام وأمر اصحابه باجتنابهم، من هؤلاء الغلاة المغيرة بن سعيد وابو منصور وابو الخطاب، فمن اقواله بهم :

- إن أبا منصور كان رسول إبليس لعنه الله ابا منصور «قالها ثلاث».

- وذكر عنده اصحاب ابي الخطاب والغلاة، فقال(عليه السلام):«لاتقاعوهم ولاتواكلوهم ولاتشاربوهم ولا تصافحوهم ولا ثوارثوهم».

6 ـ الجبر والتفويض: أما اهل الجبر فيزعمون بأن الانسان مكره في افعاله، واما اهل التفويض فيزعمون بأن الله بعد خلق الانسان فوض له الامر يقول الامام «لاجبر ولا تفويض بل امربين امرين» وهذه التيارات كانت مدعومة من قبل الحكام من اجل ابعاد الناس عن الاسلام الصحيح وتبرير احكامهم الجائره.

ب - سيرته القولية: من كلماته نختار مايأتي:

1 ـ لايبلغ احدكم حقيقة الايمان حتى يحب أبعد الخلق منه في الله، ويبغض اقرب الخلق منه في الله.

2 ـ من تعلَّم لله وعمل لله وعلم لله دُعي في ملكوت السماوات عظيماً.

3 ـ من اخلاق الجاهل: الاجابه قبل أن يسمع، والمعارضه قبل أن يفهم والحكم بما لايعلم.

l الوفاة: كانت وفاة الأمام في الخامس والعشرين من شهر شوال عام (148)هـ متأثراً بسم دسه إليه المنصور العباسي على يد عامله في المدينة محمد بن سلمان.

 

2 ـ الجهاد الأكبر: «جهاد النفس»([2]):

عن الإمام علي(عليه السلام): ان رسول الله بعث سرية فلما رجعوا قال: «مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر قيل: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر قال: جهاد النفس»([3]).

إن الأنسان مخلوق مزود بالعقل والغرائز والجوارح، وحوله الدنيا بكل مظاهر الزينة قال تعالى: ( زين للناس حبُ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ) آل عمران / 14.

ثم الشيطان الذي يعمل بالخفاء لأضلال الأنسان وإفساده قال تعالى ( ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ) النور / 21، وصلاح الأنسان في هذه الحياة يتوقف على مقدار إستفادته من العقل والشرع، قال تعالى ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) الشمس / 7 ـ 10، وقال تعالى ( ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) الاسراء / 9، في جهاده ومعركته مع الغرائز (الجنس، الهوى.. الخ)، وضد وسوسة الشيطان ومكائده، ثم إغراءات الدنيا ومفاتنها.

وهذه الحالة من الصراع، هي معركة طويلة وواسعة تبدأ منذ بلوغ الأنسان حيث مسؤوليته عن التكاليف الألهية، وتمتد الى يوم وفاته، وتتسع دائرتها ومفرداتها لتشمل كل مجالات الحياة، لهذا سُمي هذا الجهاد بالجهاد الأكبر.

ومحصلة هذا الجهاد إحدى حالات ثلاث:

الأولى: حالة النفس المطمئنة: وهي نفس الأنسان المؤمن التي إستقامت على فعل الطاعات، وترك المحرمات قال تعالى ( يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )الفجر / 27.

الثانية: حالة النفس الأمارة بالسوء: وهي نفس الكافر والمنافق التي إنحرفت عن تعاليم الله تعالى، قال تعالى ( وخاب من دساها ) الشمس / 8.

الثالثة: حالة النفس اللوامة: وهي نفس المؤمن الذي لم يستكمل بعد حالة الأستقامة، قال تعالى ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) القيامة / 2.

ويلزم الأنسان المسلم أن يدرس أسباب إنحراف النفس ومرضها من أجل المعالجة، ومن هذه الاسباب:

1 ـ إتباع الهوى، قال تعالى ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) الجاثية / 23.

2 ـ إرتكاب الذنوب، قال تعالى ( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )المطففين / 14.

3 ـ الأنشداد الى الدنيا، فالأمور الدنيوية إذا صارت هي الغاية تسبب غفلة الأنسان عن آخرته، وتضعف أو تزيل إرتباط القلب بالله، فقد ورد عن الأمام الصادق(عليه السلام) «رأس كل خطيئة حب الدنيا»([4])

كما يلزم الأنسان لكي يحقق الأستقامة في هذه الحياة ويحافظ عليها حتى نهاية المطاف أن يراعي جملة من الضوابط منها:

1 ـ الأخلاص في النية: بمعنى أن يكون فعله وتركه بقصد الأمتثال لأوامر الله تعالى، لا لغرض آخر قال تعالى ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )البينة / 5.

2 ـ التقوى: أي أن يكون مواظباً على فعل الطاعات وترك المحرمات، بل وترك الشبهات والمكروهات، ومراعاة المستحبات.

3 ـ المداومة على تلاوة القرآن والأدعية المتنوعة وعرض سلوكه عليها.

4 ـ المشاركة في تأدية الشعائر الجماعية كصلاة الجمعة، الأعتكاف.

5 ـ التدبر في حياة الأبرار والأشرار، ليقتدي بسلوك الأبرار ويجتنب سلوك الأشرار.

6 ـ الأهتمام بالثقافة الأيمانية، وذلك من خلال المطالعة الواعية في مختلف ابواب الثقافة الاسلامية، العقيدة، التفسير، الأخلاق، الفقه، السيرة... الخ.

7 ـ مراقبة النفس ومحاسبتها: وذلك بأن يستعرض أعماله بين الفترة والأخرى، ليشكر الله على الطاعات ويستزيد منها، وليستغفر الله من المعاصي ويتوب عنها.

إن الأنسان المؤمن إذا إهتم بنفسه وعمل على إصلاحها وذلك بالتخلي عن الرذائل، والتحلي بالفضائل، سوف تنتعش هذه النفس وتتألق وترتبط بخالقها فتستمد منه الكمالات ويصبح الأنسان مالكاً لهذه النفس ومسخراً لها فيما يرضي الله، ولن تقوده حينئذ إلا الى خير الدنيا والآخرة.

3 ـ الجهاد الأصغر «جهاد العدو»([5]):

قال تعالى ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ) التحريم / 9.

والجهاد هنا بمعنى: بذل المال والنفس لأعلاء كلمة الاسلام، واقامة شعائر الأيمان([6]).

والبحث عن الجهاد الأصغر يتضمن ما يأتي:

l أهداف الجهاد: ونحن إذا إستعرضنا تاريخ الاسلام والجهاد وتشريعه، نستطيع أن نكتشف أن الاسلام لم يُشرع الجهاد في بداية دعوته، بل كانت دعوته فكرية، ونداؤه عقلياً، إستعمل اسلوب الحوار والمناظرة إلا أن خصوم الاسلام وأعداء الله والأنسان راحوا يستعملون كل وسائل الأرهاب والقهر والأبادة ضد المسلمين، لذا كان من أهداف تشريع الجهاد:

أ ـ الوقوف بوجه الكفر والضلال قال تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) الأنفال / 39.

ب ـ الدفاع عن الوجود الاسلامي عقيدة وأمة وأرضاً، قال تعالى ( أذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير ) الحج / 39.

ج ـ تحرير المستضعفين من عبودية الطاغوت الى عبودية الله تعالى.

د ـ الدفاع عن النفس والمال والعرض.

l مبادي الجهاد في الاسلام: وللاسلام مقوماته الخاصة في عملية الجهاد، نذكر منها:

أ ـ إعداد القوة: سواء على مستوى العدد أو العُدة المرتبطة بالتدريب ونوع السلاح وما شاكل ذلك قال تعالى ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) الأنفال / 60.

ب ـ القيادة الحكيمة التي تتسم بالمعرفة والقوة والتقوى، والاسلام يؤكد تأكيداً بالغاً على عنصر القيادة ويلزم الجماعة الطاعة لها قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) النساء / 59.

ج ـ ذكر الله تعالى، والذين يعني إستحضار تواجده في كل الآنات وما وعد به من النصر والتثبيت في الدنيا، وما أعده من النعيم والرزق الكريم في الآخرة، قال تعالى ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ) آل عمران / 160 وقال ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) آل عمران / 169.

د ـ الثبات في المعركة، وعدم الأنهزام أو الوقوع في أسر العدو، قال تعالى ( يا ايها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا ) الأنفال / 45.

l أخلاق الجهاد: وللجهاد في الاسلام أخلاق وآداب معينة نذكر منها:

أ ـ عدم قتل الشيوخ والنساء والأطفال ممن لم يشتركوا في الحرب.

ب ـ عدم نقض الأمان لمن طلبه وحصلت الموافقة عليه ولو من بعض المسلمين.

ج ـ لا يجوز تخريب المظاهر العمرانية والحضارية إلا عند الأضطرار الى ذلك.

د ـ حرمة التمثيل بأفراد العدو.

فمن وصايا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الخالدة لقادة الجيش:

«سيروا باسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله، لا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا صبياً، ولا إمرأة، ولا تقطعوا شجراً، إلا أن تضطروا إليها، وأيما رجل من أدنى المسلمين أو أفضلهم نظر الى أحد المشركين، فهو جار، حتى يسمع كلام الله، فإن تبعكم فأخوكم في الدين»([7]).

l أنواع الجهاد: وهي:

1 ـ جهاد الدعوة (الجهاد الأبتدائي): وهو الجهاد الذي يقوم به المسلمون من أجل نشر الدعوة الأسلامية والدخول في الاسلام بعد توفر القدرة والأمكانات الضرورية للجهاد، ولا يكون القتال إلا بعد أن تعجز الدعوة الفكرية والحوار العقائدي، والاّ بعد تقديم الأدلة والبراهين العقلية والعملية لمن يجهل الدعوة الاسلامية، وفي هذه المرحلة القتالية يُفرق بين أهل الكتاب وبين من لا يؤمن بدين ولا كتاب من حيث المعاملة والأسلوب.

فأهل الكتاب بعد أن يعرض عليهم الاسلام، ويرفضوا الأيمان به، يُخيرون بين الصلح ودفع الجزية والدخول في ذمام المسلمين وحمايتهم أو القتال.

أما الصنف الثاني ممن يرفض الأيمان بدين الاسلام كالوثنيين والملحدين وأمثالهم، فلا يقبل منهم الصلح ولا الجزية بل يقاتلونهم حتى يعلنوا الاسلام.

ويجب جهاد الدعوة وجوباً كفائياً على المسلم الذي تتوفر فيه الشروط الآتية:

(العقل، البلوغ، الحرية، السلامة من الأمراض والعاهات التي تمنعه من القتال كالعمى، توفر النفقة الكافية له ولعياله، الذكورة» ويتحقق وجوب هذا الجهاد عند إعلان الدولة الاسلامية العادلة كلمة الجهاد على لسان رئيسها أو من ينوب عنه «الفقيه الجامع للشرائط».

2 ـ جهاد البغاة: وهم الخارجون على القانون والسلطة الشرعية بحمل السلاح أو العصيان والمجابهة.

3 ـ جهاد الدفاع: وهو عبارة عن عملية صد العدوان والهجوم الذي يقوم به أعداء الاسلام ضد الأمة الاسلامية، وهو واجب على كل المسلمين رجالاً ونساءً، وشيوخاً وشباباً ويبدأ ترتيب الوجوب بالأقرب فالأقرب للعدوان، ولا يشترط في هذا النوع من الجهاد إذن الحاكم الشرعي، ولا إنتظار قرار الدولة الاسلامية بالدفاع.

4 ـ جهاد أهل الذمة الناكثين للعهد: وذلك إذا أخلوا بشرائط العهد المتفق عليها بينهم وبين المسلمين.

والأمة الاسلامية إذا راعت الجهاد كما رسمته الشريعة الاسلامية تكون لها الغلبة والعزة والهيبة أمام الأمم الأخرى، وتحظى بالأستقلال والسيادة التامة هذا في الدنيا، وأما في الآخرة فالحياة الطيبة والنعيم الدائم، فقد ورد عن الأمام علي(عليه السلام) «فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى ودرع الله الحصين، وجنته الوثيقة»([8]).

ويقول رسولنا العظيم «أغزوا تورثوا أبناءكم مجداً»([9]).

4 ـ الأجتهاد([10]):

الأجتهاد في اللغة مأخوذ من (الجهد) وهو «بذل الوسع للقيام بعمل ما»، واصطلاحاً إستعملت هذه الكلمة بمعنى خاص لدى كل من السنة والشيعة; وتوضيح ذلك:

أ ـ إجتهاد الرأي: الأجتهاد هنا يعني التفكير الشخصي، فالفقيه حيث لا يجد النص يرجع الى تفكيره الخاص ويستلهم ويبني على ما يرجع في فكره الشخصي من تشريع، ولذا يقال له «إجتهاد الرأي»، والأجتهاد بهذا المعنى يعتبر من أدلة الفقيه، ومصدراً من مصادره، فكما أن الفقيه يستند الى الكتاب أو السنةويستدل بهما معاً كذلك يستند في حالات عدم توفر النص الى الأجتهاد الشخصي ويستدل به، ومن أمثلة ذلك إجتهاد عمر بن الخطاب في موضوعات كثيرة مقابل النص كما ورد عنه «أنهما كانتا متعتان، على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما، إحداهما متعة النساء... والأخرى متعة الحج»([11]).

وهذا النوع من الأجتهاد هو الذي ورد ذمه في روايات أهل البيت(عليهم السلام)من ذلك ما ورد عن الأمام الصادق(عليه السلام) «من حكم برأيه بين إثنين فقد كفر، ومن فسر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر»([12]).

وقد إشتهر أبو حنيفة بالعمل بالقياس.

ب ـ إجتهاد النص: هو الجهد الذي يبذله الفقيه في استخراج الحكم الشرعي من أدلته ومصادره «الكتاب والسنة»، فلم يعد مصدراً من مصادر الأستنباط، بل هو عملية إستنباط الحكم من مصادره التي يمارسها الفقيه.

والفرق بين المعنيين جوهري للغاية، حيث أن المعنى الأول (أ) يعني أن يستنبط الفقيه من تفكيره الشخصي وذوقه الخاص في حالة عدم توفر النص، أما في المعنى الثاني (ب) يعني أن الفقيه يستنبط من المصادر والأدلة ومن حقنا أن
نسأله ونطالب منه أن يدلنا عليها ومن أمثلة إجتهاد النص الأفتاء بحرمة التعاون مع الظالم لقوله تعالى ( ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار ) هود / 113.

والأجتهاد ضرورة في حياة المسلمين منذ أن انقطع الوحي من حياة المسلمين، وانقطع حديث أهل البيت(عليهم السلام) عند غيبة الأمام المنتظر(عليه السلام)، وكان لابد أن يلتجي المسلمون الى الأجتهاد فيما يجد في حياتهم من مسائل وفيما تعرض عليهم من أحوال لا يعرفون الحكم الشرعي فيها، فلم يهمل الاسلام حكماً دون تشريع وبيان في قواعد عامة مرنة قابلة للتطبيق في ظروف مختلفة، وبصورة تشريعات خاصة تتناول قضايا ثابتة في حياة الأنسان.

ويعتبر الأجتهاد واجباً كفائياً، فيجب على الأمة أن يتصدى منها جماعة للحصول على الأجتهاد خصوصاً في دائرة الأحكام الشرعية، وهذا الأجتهاد أما أن يكون في كل الأحكام بشكل عام (الأجتهاد المطلق)، أوفي بعض الأبواب (الاجتهاد المتجزي)، والحصول على مرتبة الأجتهاد يحتاج الى جهد كبير وصبر واحاطة بعلوم متعددة كعلوم العربية، وعلوم القرآن وعلوم الحديث، وأصول الفقه، العلوم العقلية، وعلوم العصر... الخ».

والمجتهد في زمان الغيبة هو نائب الأمام المعصوم له من الصلاحيات التشريعية مثل ما كان للمعصوم([13]).

وبالنظر لأهمية الأجتهاد في عملية إستنباط الأحكام الشرعية لوقائع الحياة المتجددة والمتكثرة فقد ربى أهل البيت تلامذتهم عليه وورد التأكيد في أحاديثهم بشأنه، فقد ورد عن الأمام الصادق(عليه السلام) «إنما علينا أن نلقي إليكم الأصول، وعليكم أن تفرعوا»([14]).

5 ـ الجزية([15]):

والجزية; مقدار من المال تقديره بيد الأمام (ولي الأمر)، تؤخذ من اليهود والنصارى (أهل الكتاب) وممن لهم شبهة كتاب وهم المجوس، بعد موافقتهم على شرائط الذمة، وذلك مقابل إقرارهم على دينهم.

ولا تؤخذ الجزية من: المجانين، والصبيان، والنساء، كما تسقط عن الشيخ الكبير والمُقعد.

أما شرائط الذمة فهي:

1 ـ قبول الجزية.

2 ـ ألاّ يفعلوا ما ينافي الأمان كالتجسس على المسلمين، أو إمداد أعداء المسلمين، بث الأشاعات، نشر الأفكار المناوئة للاسلام.

3 ـ ألاّ يؤذوا المسلمين: كالسرقة لأموالهم، والأعتداء على أعراضهم.

4 ـ ألاّ يتظاهروا بالمناكير (المنكرات): كشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير.

5 ـ ألاّ يحدثوا كنيسة، ولا يضربوا ناقوساً.

6 ـ أن تجري عليهم أحكام المسلمين، كدفع الزكاة، واجراء العقوبات.

قال تعالى ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) التوبة / 29.

6 ـ الجن([16]):

وهم نوع من الخلق المستور عن حواس الأنسان، وقد خلق الله هذا الخلق من النار، قال تعالى ( وخلق الجان من مارج من نار ) الرحمن / 15.

وفيهم الذكور والأناث، وهم يتكاثرون، ويمتلكون الأدراك والقدرة على التمييز بين الحق والباطل، ولذا فهم مكلفون قال تعالى ( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ) الذاريات / 56.

وفيهم المؤمن الصالح، والمنحرف الضال قال تعالى ( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً * وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً )الرحمن / 14 ـ 15.

وذكر القرآن الكريم أن منهم جماعة إستمعوا للقرآن الكريم من الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وآمنوا به ورجعوا الى قومهم لأبلاغهم بذلك، قال تعالى ( قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجباً * يهدي الى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً ) الجن / 1 ـ 2.

ويمتلك الجن قدرات وقابليات فائقة، من حيث الحركة، والنفوذ، وإجادة الأشغال وقد تحدث القرآن الكريم عن خدمات الجن للنبي سليمان وعن الأعمال الشاقة التي كانوا يقومون بها من ذلك ما ورد في تنفيذ عملية الأتيان بعرش بلقيس أيام سليمان حيث ينقل القرآن الكريم ( قال عفريت من الجن أناآتيك به قبل أن تقوم من مقامك واني عليه لقوي أمين ) النمل / 39.

7 ـ الجنة:

والجنة تطلق على البستان، والجنة التي وعد الله تعالى بها عباده الصالحين
ليس لها نظير في أرضها وأشجارها وعيونها وأنهارها وهوائها وأجوائها العامة، لذا يقول القرآن الكريم ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون ) السجدة / 17، كما ورد في الحديث القدسي «أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر»([17])... والحديث عن الجنة يشمل أمرين:

الأول: النعيم الروحي([18]): ومن مصاديقه:

l رضوان الله تعالى: قال تعالى ( ورضوان من الله اكبر ) التوبة / 72.

وقال ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك هو الفوز العظيم ) المائدة / 199.

وعن الامام علي(عليه السلام) «ان أطيب شيء في الجنة والذهُ حب الله، والحمدُ لله»([19]).

قال عز وجل ( وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) يونس / 10.

وذلك انهم اذا عاينوا في الجنة من النعيم هاجت المحبة في قلوبهم فينادون عند ذلك: ان الحمدُ لله رب العالمين.

l الصفاء بين المؤمنين وأحاديث السحر: قال تعالى ( ونزعنا ما في قلوبهم من غل اخوانا على سرر متقابلين ) الحجر / 47.

وقال تعالى ( واقبل بعضهم على بعض يتساءلون، قالوا انا كنا قبل في أهلنا مشفقين ) الطور / 26.

l إلحاق الذرية: قال تعالى ( جناتُ عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم ) الرعد / 23.

l المعاملة الطيبة: قال تعالى ( يقولون سلامُ عليكم ادخلوا الجنة بما كنت تعملون ) النحل / 32.

وقال: ( ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم ) الاعراف / 46.

وقال: ( يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ) مريم / 85.

l التشفي من الظالمين وذلك بالاطلاع على ما يتعرضون لهُ من العقوبات قال تعالى ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ) المطففين / 34.

l الخدمة لهم من قبل الغلمان، قال تعالى ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون اذا رايتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ) النسان / 19.

الثاني: النعيم المادي ومن مصاديقه:

l ارض الجنة([20]): سئل النبي عن الجنة ما بناؤها؟ فقال: «لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك الأذفر، وترابها الزعفران، وحصاؤها اللؤلؤ والياقوت».

l السكن([21]): وهو على ثلاثة أنواع: القصور، الغرف، الخيام، قال تعالى ( تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات تجري من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا ) الفرقان / 10.

وقال تعالى ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوءنهم من الجنة غرفا )العنكبوت / 58.

وقال ( حور مقصورات في الخيام ) الرحمن / 72.

l الملابس([22]): وهي من الحرير والاستبرق والسندس، وعلى رؤوسهم
التيجان المحلاة بالحلي.. عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): «اذا دخلَ المؤمن الى منازله في الجنة ووضع على رأسه تاج الملك والكرامة البس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظوم في الاكليل تحت التاج وفي ايديهم الاساورة» قال تعالى ( عليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا اساور من فضة ) الانسان / 21.

l القرش([23]): حيث الاسرة والزرابي المبثوثة والنمارق المصفوفة، قال تعالى ( فيها سرر مرفوعة ) الغاشية / 13.

وقال تعالى ( وزرابي مبثوثة ) الغاشية / 16، ( ونمارق مصفوفة ) الغاشية / 16.

وقال: ( متكئين على رفرف من خضر وعبقري حسان ) الرحمن / 76.

l الجنس([24]): وهو على نوعين: الحور العين، والخيرات الحسان:

قال تعالى: ( وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ) الواقعة / 12.

( إنا انشأناهن انشاءً فجعلناهنَّ أبكارا عرباً أتراباً ) الواقعة / 35.

وقال ( فيهن خيرات حسان ) الرحمن / 70.

l الطعام([25]): وهو من الفواكه واللحوم المختلفة، قال تعالى ( وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة ولا ممنوعة ) الواقعة / 32.

وقال: ( فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام ) الرحمن / 11.

وقال: ( ولحم طير مما يشتهون ) الواقعة / 21.

l الشراب([26]): حيث الانهار والعيون وعلى ضفافها الاباريق والاكواب والكؤوس وبمختلف الاشربه الخالصة العذبة: قال تعالى: ( يطوف عليهم ولدان مخلدون، بأكواب وأباريق وكأس من معين )الواقعة / 17.

وقال: ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمهُ وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم ) محمد / 15.

وقال تعالى: ( عيناً فيها تسمى سلسبيلا ) الانسان / 18.

l الاعمار([27]): وأهل الجنة في سن واحدة، وهي سن الشباب، عن الباقر(عليه السلام)«ان الرب تبارك وتعالى يقول: ( ادخلوا الجنة برحمتي وانجوا من النار بعفوي وتقسموا الجنة بأعمالكم فوعزتي لأنزلنكم دار الخلود ودار الكرامة فإذا دخلوها صاروا على طول آدم ستين ذراعاً وعلى مَلد عيسى اي شبابه ثلاثة وثلاثين سنة وعلى لسان محمد بالعربية وعلى صورة يوسف في الحسن ثم يعلو وجوههم النور وعلى قلب ايوب في السلامة من الغل»([28]).

l الوقت: وهو كما عبر عنه القرآن الكريم ( لا يرون فيها شمساً ولا زمهريرا ) الانسان / 13.

l الراحة النفسية([29]): فلا متاعب ولا هموم ولا غل، انما حياة السلام والراحة النفسية، قال تعالى ( لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ) فاطر / 35.

8 ـ الجاهلية([30]):

ورد عن الأمام عليّ(عليه السلام) «الحكم حكمان، حكم الله، وحكم الجاهلية، فمن
أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية»([31]).

إن كل حالة أو وضعية يعيشها الأنسان أو الجماعة بعيداً عن القوانين الألهية تسمى بالجاهلية، وقد تحدثت نصوص القرآن والسنة عن الجاهلية في مراحل متعددة من حياة الأنسان..، فقد كان العرب يعبدون الأصنام، وكانوا يعيشون سلطة القبيلة وتسلط الأسياد الأقوياء على الفقراء والعبيد، وكان الفقر والجهل والمرض والخوف تسيطر على قبائل العرب المتناثرة في الجزيرة الموحشة الجرداء، قال تعالى ( فليعبدوا ربّ هذا البيت. الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) قريش / 2 ـ 4.

وكانت المرأة مهانة، وقد تعمد بعض القبائل الى دفن المولود وهو حي إذا كان أنثى، قال تعالى ( واذا يُشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بُشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون )النحل / 58 ـ 59.

وكان الناس يتعاطون الخمرة والطرب، ثم هناك حالة التبرج والزنا، ومفردات أخرى نجدها في حديث جعفر الطيار عندما سأله النجاشي عن دين محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال «أيها الملك كنا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسي الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا لتوحيد الله صراحة لا نشرك به شيئاً، ونخلع ما كنا نعبد من الأصنام، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم، وأمرنا بالصلاة والصيام»([32]).

وها نحن اليوم والجاهلية تطل علينا في ثوبها الجديد حيث عبادة المال والسلطة، وحيث تسلط الدول الكبرى على الدول الضعيفة بالقوة والأرهاب، ثم الحروب الجهنمية التي يشعل فتيلها أعداء الأنسانية للسلب والنهب، وبعد هذا وذاك الأباحة الجنسية فالمرأة متبرجة بل عارية، وعمليات الجنس تحدث أمام أعين الناس ولا تقتصر على النساء بل تعدتها الى زواج الرجل بالرجل، ثم الخمور وسائر المخدرات وأجواء الطرب وعصابات الخطف والقتل والسرقة... أما قوانين الله والعقل والفطرة فهي ومضات تنبعث هناك وهناك... فعالمنا اليوم ينطبق عليه قوله تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس )الروم / 41.

9 ـ جوامع الحكمة([33]):

فيما يأتي نص من كلمات الأمام علي(عليه السلام) في جوامع الحكمة: «لا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العُجب، ولا عقل كالتدبير، ولا كرم كالتقوى، ولا قرين كحُسن الخُلق، ولا ميراث كالأدب، ولا قائد كالتوفيق، ولا تجارة كالعمل الصالح، ولا ربح كالثواب، ولا ورع كالوقوف عند الشبهة، ولا زهد كالزهد في الحرام، ولا عمل كالتفكر، ولا عبادة كأداء الفرائض، ولا إيمان كالحياء والصبر، ولا حسب كالتواضع، ولا شرف كالعلم، ولا عز كالحلم، ولا مُظاهرة أوثق من المشاورة».

10 ـ الجنة والنار([34]):

كان الحر بن يزيد الرياحي من قادة جيش عبيد الله بن زياد الذين بعثهم لقتال الأمام الحسين(عليه السلام) في كربلاء، وبعد إلتقائه بالأمام والتحدث معه حول أسباب خروجه لازم الأمام حتى قدم عمر بن سعد وهو القائد العام للقوات ثم إنتهى الأمر إلى مقاتلة الأمام الحسين(عليه السلام) والتفت الحُر إلى نفسه واذا به في الصف الذي يُقاتل الأمام الحسين(عليه السلام) وهنا أخذ الحُر يفكر مع نفسه أيجوز لي مقاتلة الحسين وهو ابن رسول الله وممن أوجب الله مودتهم وطاعتهم، وهذه الحالة أحسَن بها من كان على مقربة من الحر فسأله قائلاً: ما هذا الذي أراه منك؟ فقال الحر: إني أخيرُ نفسي بين الجنة والنار، والله لا أختار على الجنة شيئاً ولو أُحرقت، ثم ضرب جواده نحو الأمام الحسين(عليه السلام) فكان من الشهداء مع الأمام الحسين(عليه السلام).

11 ـ الجمع بين الدنيا والآخرة:

قال تعالى ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ) البقرة / 201.

ويقول الأمام علي(عليه السلام) «أعظم الناس هماً المؤمن، يهتم بأمر دنياه، وأمر آخرته»([35]).

وقد ورد أن ثلاثة رهط جاؤا إلى بيوت أزواج النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يسألون عن عبادته، فلما أُخبروا بها، قالوا: وأين نحن من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فانبرى أحدهم فقال لصاحبه «أنا أصلي الليل أبداً» وانطلق الثاني يقول «أنا أصوم الدهر أبداً» فقال الثالث «وأنا أعتزل النساء فلا اتزوج أبداً» فبلغ ذلك النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فقام وهو مغيظ إلى المسجد واعتلى أعواد المنبر فقال: «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، أما والله إني أخشاكم وأتقاكم لكني أصوم وافطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فتلك سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني»([36]).

12 ـ الجدل «لديالكتيك»([37]):

والجدل يعني في المنطق الكلاسيكي طريقة خاصة في البحث والمناظرة التي تطرح المتناقضات الفكرية ووجهات النظر المتعارضة بقصد أن تحاول كل واحدة منها أن تظهر ما في نقيضها من نقاط الضعف ومواطن الخطأ على ضوء المعارف المُسلمة والقضايا المعترف بها سلفاً.

أما الجدل أو الديالكتيك الجديد فلم يعد منهجاً في البحث وأسلوباً لتبادل الآراء بل أصبح طريقة لتفسير الواقع وقانوناً كونياً عاماً ينطبق على مختلف الحقائق وألوان الوجود، فالتناقض ليس بين الآراء ووجهات النظر فحسب بل هو ثابت في صميم كل واقع وحقيقة، فما من قضية إلاّ وهي تنطوي في ذاتها على نقيضها ونفيها، فقد أنشأ هيجل فلسفته المثالية كلها على أساس هذا الديالكتيك وجعله تفسيراً كافياً للمجتمع والتاريخ والدولة وكل مظاهر الحياة، وتبناه بعده ماركس فوضع فلسفته المادية في تصميم ديالكتيكي خالص، وقد إدعى المنطق الهيجلي أنه قضى ـ بما زعمه للوجود من جدل ـ على الخطوط الرئيسية للمنطق الكلاسيكي والتي من أبرزها:

1 ـ مبدأ عدم التناقض، وهو يعني أن الشيء الواحد لا يمكن أن يكون متصفاً بصفة وبنقيض تلك الصفة في وقت واحد.

2 ـ مبدأ السكون والجمود في الطبيعة الذي يرى سلبية الطبيعة وثباتها وينفي الديناميكية عن دنيا المادة وقد تصدى الشهيد الصدر(قدس سره) لهذا المنهج في التفكير بالمناقشة والدراسة العلمية وبيّن خطأه وعدم دقته وقال: بأن حركة التغير والتطور في الأشياء هي سير تدريجي للوجود وتطور للشيء في الدرجات التي تتسع لها إمكاناته، ولذلك فإن الحركة في المفهوم الفلسفي تعني خروج الشيء من القوة الى الفعل تدريجاً ]القوة، عبارة عن إمكان الشيء، والفعل، عبارة عن وجوده حقيقة[، وهذا هو المفهوم الفلسفي الدقيق الذي تعطيه الفلسفة الميتافيزيقية للحركة، وقد أخذته المادية الديالكتيكية ولم تفهمه على وجهه الصحيح، حيث زعمت أن الحركة والتطور وكل التغيرات لا تتم إلا بالتناقض، في حين أن المعنى الصحيح للتناقض هو عبارة عن إجتماع الوجود والعدم «الأثبات والنفي» للشيء في وقت واحد وهو مستحيل عقلاً وخارجاً «واقعاً».

13 ـ التجسس([38]):

هو التتبع والتفحص عن بواطن الأمور، سواء كان لنفسه أو لغيره، وسواء كان لداعي الشر أو الخير، وسواء كانت الأمور خيراً أو شراً.

وتختلف موارد التجسس من جهة إشتمالها على المصالح وعدمها، وهي على أقسام:

الأول: أن يكون لمجرد الأطلاع عن أحوال الأشخاص من دون غرض عقلائي.

الثاني: أن يكون ذلك لغرض فاسد، كالهتك وإذاعة الفحشاء وايذاء المؤمنين.

وقد ورد النهي عن التجسس في هذين القسمين مما يدلل على حرمتهما، قال تعالى ( ولا تجسسوا ) الحجرات / 12، كما ورد عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الأيمان إلى قلبه، لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفصخه ولو في بيته»([39]).

الثالث: أن يكون التجسس لغرض صحيح، كحفظ الحكومة من إخلال الكفار أو المنافقين، أو لدفع نشر الفساد الأجتماعي، أو للأطلاع على كيفية إتيان العمال بوظائفهم، أو للأطلاع على قوات الأعداء وتحركاتهم، أو لمعرفة الأفراد الكاملين لأعطائهم المناصب المناسبة لهم، أو لكشف الحاجات الأجتماعية، وغير ذلك من الأمور الراجحة.

وهذا النوع من التجسس ضروري لتوقف كثير من المصالح السياسية والأجتماعية عليه، والسيرة العملية للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة تدل عليه، كما ان الروايات تؤكدهُ، من ذلك ما ورد عن الريان بن الصلت، قال: سمعت الرضا(عليه السلام)يقول: «كان رسول الله إذا وجه جيشاً فأمّهم أمير بعث معه من ثقاته من يتجسس له خبره»([40]).

وكتب الأمام عليّ(عليه السلام) الى بعض عماله «أما بعد فاستخلف على عملك واخرج في طائفة من أصحابك حتى تمر بأرض كورة السواد فتسأل عن عمالي وتنظر في سيرتهم»([41]).

ومنها ما رواه ابن هشام في سرية عبدالله بن جحش أن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)بعثه في سرية وكتب له كتاباً وأخبره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما امره به ولا يستكره من أصحابه أحداً... فلما سار عبدالله بن جحش يومين فتح الكتاب فنظر فيه فإذا فيه «إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشاً وتعلم الناس أخبارهم»([42]).

14 ـ الجروح قصاص([43]):

قاعدة فقهية تعني المعاقبة بالمثل، فمن قطع يد غيره متعمداً، كان للغير ان يقطع يد المعتدي، وهكذا سائر الجروح اذا امكن المعاقبة بالمثل دون تجاوز مع مراعاة الشروط العامة في القصاص وهي: «البلوغ، العقل، التساوي في الحرية، التساوي في الدين، إنتفاء الأبوة ان يكون المجروح محقون الدم، التساوي في سلامة العضو» قال تعالى ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن، والجروح قصاص ) المائدة / 45.

15 ـ الجَبيرة([44]):

هي ما يوضع على العضو من الألواح والخرق ونحوها اذا حدث فيه كسرٌ أو جرحٌ أو قرح، والجبيرة اذا تعذر رفعها أو كان مشقّة أو ضرر في رفعها كان الحكم كما يأتي: 1 ـ في حالة الغسل للعضو إن امكن إيصال الماء تحت الجبيرة أوصله وان لم يمكن مسح عليها. 2 ـ في حالة المسح على العضو يمسح على الجبيرة. ويشترط في الجبيرة أن تكون غير مغصوبة وان يكون ظاهرها طاهراً.

 

16 ـ المُجبرة / الأشاعرة([45]):

يُنسب الأشاعرة الى أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، وقد وُلد بالبصرة سنة (260هـ) وتوفي ببغداد سنة (324)هـ. وقد شاع المذهب الأشعري وانتشر في العراق وخراسان وبلاد المغرب خصوصاً بعد القرن السادس حتى صار مذهباً رسمياً لأبناء السنة لأكثر الأقطار الاسلامية والى يومنا هذا. ومن شخصياتهم: 1 ـ القاضي أبو بكر الباقلاني (ت403)هـ. 2 ـ عبدالقاهر البغدادي (ت429)هـ. 3 ـ أبو حامد الغزالي (ت505)هـ. ومن أبرز معتقداتهم:

1 ـ إنكار التحسين والتقبيح الذاتيين، والقول بأن الحسن هو ماحسنه الشارع، والقبيح ما قبحه الشارع، لأن الواجبات كلها سمعية، والعقل لا يوجب شيئا..

2 ـ إنكار العدل: حيث جوزوا على الله تعالى أن يعاقب المطيعين وأن يثيب العاصين وأن يكلف العباد مالا يطيقون وما لا يقدرون عليه ومع ذلك يعاقبهم على تركه لأنه تعالى ( لا يسأل عما يفعل وهم يُسألون ) الأنبياء / 23.

3 ـ القول بالجبر: فالله عندهم هو الفاعل الحقيقي لأفعال المخلوقين، سواءأكانت الأفعال خيراً أم شراً، وليس لهم أي إختيار في صدور الفعل أو تركه.

4 ـ رؤية الله تعالى بالأبصار يوم القيامة، لأن المصحح عندهم للرؤية هو الوجود، والله تعالى موجود، وبذلك ورد قوله ( وجوه يومئذ ناضرة ... الى ربها ناظرة ) القيامة / 22 ـ 23.

5 ـ الأمامة بالأختيار (الشورى) لا بالنص والتعيين.

17 ـ الجار([46]):

وهو الانسان المجاور لك أي المقارب في السكن هذا في اللغة وأما في الشرع فيطلق على: 1 ـ القريب في جواره. 2 ـ البعيد في جواره الى أربعين بيتاً. عن الأمام علي(عليه السلام) «والجوار أربعون داراً من أربعة جوانبها»([47]). 3 ـ الرفيق، كرفيق السفر أو الدرس أو الصلاة في المسجد. ويجمع هذهِ الأصناف قوله تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار الجُنب والصاحب بالجنب ) النساء / 36.

وهذه الاصناف امر الاسلام بالأحسان اليها ومقابلة أذاها بالعفو، يقول الامام الكاظم(عليه السلام) «ليس حسن الجوار كف الاذى ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى»([48])، والرواية الاتية عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)تجمع لنا حقوق الجار، «إن استغاثك أغثه وان إستقرضك أقرضه، وان إفتقر عدت عليه، وان اصابته مصيبة عزيته، وان
أصابه خير هنأته، وان مرض عدته، وان مات اتبعت جنازته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح الا بإذنه، واذا اشتريت فاكهة فاهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا تخرج بها ولدك تغيظ بها ولده، ولا تؤذه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها»([49]).

18 ـ جمع القرآن([50]):

جمع القرآن له معنيان:

أحدهما: حفظه في الصدور على سبيل الأستيعاب لجميع آياته، وكان الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) سيد الحُفاظ كما كان يُرغب المسلمين باستمرار في حفظه وتدارسه واستظهاره، وكان هذا رائجاً بين الرجال والنساء.

والمعنى الآخر لجمعه: كتابته وتسجيله في أوراق بشكل كامل، وقد تمّ جمع القرآن زمن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الأعظم، ويؤيد أن أصل جمع القرآن في زمن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) مجموعة من العناصر; «أهمية القرآن الكريم، والخطر في تعرضه للتحريف بدون التدوين، وادراك النبي لهذا الخطر، ووجود إمكانات التدوين، وحرص النبي على القرآن والأخلاص له».

وقد كان القرآن في زمن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) مجموعاً في جرائد النخل وفي اكتاف الأبل، وبعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) انصرف الأمام علي(عليه السلام) الى تنسيق تلك الرقاع وتنظيمها وترتيب سورها وآياتها، وجعلها كتاباً موحداً، وهذا هو معنى الجمع الذي مارسه الأمام علي(عليه السلام).

ولما قُتل اكثر حفاظ القرآن قال عمر لأبي بكر فلو جمعت القرآن؟ فإني أخاف عليه أن يذهب حملته، فقال أبو بكر أفعل ما لم يفعله رسول الله؟ فلم يزل به عمر حتى جمعه وكتبه في صحف، وكان مفترقاً في الجريد وغيره»([51]).

وعندما ظهر الأختلاف في القراءة بين المسلمين ذهب حذيفة بمن اليمان الى عثمان بن عفان قائلاً له «أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب إختلاف اليهود والنصارى»([52]).

فقام عثمان بجمع المسلمين على قراءة واحدة، وهي القراءة التي كانت متعارفة بين المسلمين، والتي تلقوها بالتواتر عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ومنع سائر القراءات، وأحرق المصاحف أو أتلفها، عدا المصحف الذي إختاره واستنسخته لجنة زيد بن ثابت وجماعة آخرين.

19 ـ الجَري (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)([53]):

إذا نزلت الآية بسبب خاص، وكان اللفظ فيها عاماً فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فلا يتقيد بالمدلول القرآني في نطاق السبب الخاص للنزول أو الواقعة التي نزلت الآية بشأنها، بل يؤخذ به على عمومه لأن سبب النزول يقوم بدور الاشارة لا التخصيص، وقد جرت عادة القرآن أن ينزل بعض أحكامه وتعليماته وارشاداته على أثر وقائع وأحداث تقع في حياة الناس، وتتطلب حكماً وتعليماً من الله لكي يجي البيان القرآني أبلغ تاثيراً وأشد أهمية في نظر المسلمين، وان كان مضمونه عاماً شاملاً، فآية اللعان مثلاً تشرع حكماً شرعياً عاماً لكل زوج يتهم زوجته بالخيانة وان نزلت في شأن هلال بن أمية، وآية الظهار تبين حكم الظهار بصورة عامة وان كان نزولها بسبب سلمة بن صخر.

وقد جاءت نصوص عن أئمة أهل البيت(عليهم السلام) تعزز هذا المعنى، من ذلك ما ورد عن الامام الصادق(عليه السلام) «ان القرآن حي لم يمت وانه يجري كما يجري الليل والنهار، وكما تجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا»([54]).

20 ـ الأجماع([55]):

أ ـ الأجماع عند السُنة: فقد ذهب بعضهم الى أن المقصود به إتفاق مطلق الأمة على قضية من القضايا، وذهب البعض الآخر الى أن المقصود هو إتفاق المجتهدين منهم في عصر.

ب ـ الأجماع عند الشيعة: أما مدرسة الشيعة الأمامية فقد آمنت بحجية الأجماع وأختلف علماؤها كذلك في تحديده وتفسير حجيته، فالشهيد الصدر أوضح أن الأجماع كاشف عن الدليل الشرعي وليس هو دليلاً شرعياً مساوياً للكتاب والسنة.

فإن الأجماع عبارة عن إتفاق أهل الفتوى والنظر من فقهاء عصر الغيبة المتقدمين على فتوى معينة دون أن يُعلم لهم مستند لفظي «أية، رواية» فهم تلقوا جواً عاماً من الأقتناع والارتكاز الكاشف عن الدليل الشرعي عن الطبقات السابقة من الفقهاء المتقدمين عليهم.

وقد فسر الصدر(رضي الله عنه) الأجماع على اساس حساب الأحتمال وتراكم القرائن، فإن الفقيه لا يفتي إلا بدليل وان لم يذكر مستنده، غير أن فتواه في هذه القضية معرضة للخطأ والصواب وعندما يفتي فقهاء آخرون الفتوى نفسها ويجمعون عليها، تعتبر فتوى كل واحد منهم قرينة على صحة الفتوى «وبتراكم الفتوى تتجمع القرائن الأحتمالية لأثبات الدليل الشرعي بدرجة كبيرة تتحول بالتالي إلى يقين، لتضاؤل إحتمال الخلاف»([56]).

21 ـ الجنابة([57]):

وسميت الجنابة بذلك لكونها سبباً لتجنب الصلاة في حكم الشرع([58]).

وتتحق الجنابة بأمرين:

الاول: خروج المني ويعرف بالعلم ومع عدمه الرجوع الى العلامات الآتية:

1 ـ الشهوة «اللذة». 2 ـ الدفق «الخروج بقوة». 3 ـ الفتور واسترخاء الجسم، وتكفي الشهوة في المرأة أو المريض.

الثاني: الجماع وان لم ينزل «يخرج المني» ويتحقق بغيبوبة الحشفة في القُبل أو الدُبر.

وعلى المجنب أن يغتسل حتى تصح منه العبادات من الصلاة والصوم ونحوهما وللغسل صورتان:

1 ـ الغسل الترتيبي: وذلك بان ينوي الغسل الترتيبي «اغتسل غسل الجنابة الترتيبي قربة الى الله تعالى» ثم يبدأ بغسل الرأس والرقبة ثم الجانب الايمن ثم الجانب الأيسر.

2 ـ الغسل الارتماسي: وذلك بان ينوي الغسل الأرتماسي «اغتسل غُسل الجنابة الارتماسي قربة الى الله تعالى» ويكون غمس الجسم بأسرهِ مقارناً للنية.

وتحرم على المجنب عدّة امور:

أ ـ مس كتابة القرآن الكريم واسماء الله تعالى وكذا اسماء الانبياء والأئمة.

ب ـ دخول المسجد الحرام ومسجد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) «المسجدين».

ج ـ المكث في غير المسجدين من المساجد.

د ـ قراءة سور العزائم الاربع ولو بعض منها حتى البسملة بقصد إحداها وسور العزائم هي: إقرأ، النجم، ألم تنزيل، حم السجدة.

ويجزي غسل الجنابة عن الوضوء كما يُجزي عن الاغسال الاخرى، وقد أشار القرآن الكريم الى وجوب التطهير من الجنابة بقوله: ( وان كُنتم جُنباً فأطّهروا ) المائدة / 6.

22 ـ جماعة المسلمين:

وهم أتباع الحق وان قلوا، قيل لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ما جماعة أمتك؟ قال: مَن كان على الحق وان كانوا عشرة»([59]) ويقول الامام علي(عليه السلام) «والجماعة والله
مجامعة أهل الحق وان قلّوا»([60]).

وقد وردت الأخبار الكثيرة بصدد جماعة المسلمين من حيث الدعم الألهي لها كما في الحديث «يد الله مع الجماعة»([61]) ومن حيث أنها تمثل الحق كما في حديث «لن تجتمع امتي على ضلالة أبداً»([62]) وان الخارج عليها خارج على الحق ومن حصة الشيطان وفي زمن المعصوم (النبي أو الأمام) يكون الحق في طرف المعصوم وان كان لوحده قال تعالى ( إن ابراهيم كان امة ) النحل / 120 ويقول الرسول «إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق»([63]).

23 ـ التجاوز([64]):

قاعدة فقهية، معناها أنه إذا شك المكلف في تحقق جزء من العبادات بعد تجاوز المحل فلا يعتني بشكه ولا يترتب على الشك أي أثر، فقد ورد عن أبي جعفر «إن شك في الركوع بعد ما سجد فليمض، وان شك في السجود بعد ما قام فليمض، كل شيء شك فيه مما قد جاوزه ودخل في غيره فليمض عليه»([65]). دلت على عدم إعتبار الشك بعد التجاوز عن المحل، وهذه القاعدة ليست مختصة بباب الصلاة، بل تجري فى كل مركب شك في أحد أجزائه بعد الدخول في الجزء الآخر، إلا الوضوء، فإنه يأتي بما شك به.

24 ـ الجهل([66]):

والجهل هو عدم العلم ممن له الأستعداد للعلم والتمكن منه، وهو على قسمين:

الأول: الجهل البسيط: هو ان يجهل الأنسان شيئاً وهو ملتفت الى جهله فيعلم انه لا يعلم.

الثاني: الجهل المركب: هو أن يجهل الأنسان شيئاً وهو غير ملتفت الى أنّه جاهل به، بل يعتقد أنّه من أهل العلم به، فلا يعلم انّه لا يعلم، كأهل الاعتقادات الفاسدة الذين يحسبون أنهم عالمون بالحقائق وهم جاهلون بها بالواقع.

وقد حارب الاسلام الجهلَ بنوعيه ودعا الى ضرورة التعلم وترك التقليد الأعمى والعناد، كما دعا إلى استخدام العقل واختيار الأحسن، ومما ورد في ذم الجهل قول الأمام علي(عليه السلام): «الجاهل ميت وان كان حياً»([67]).

وقد قسم الفقهاء الجاهل الى قسمين([68]):

الأول: الجاهل القاصِر: وهو الذي لم يتمكن من الفحص أو فحصَ عن الحكم الشرعي فلم يعثر عليه.

الثاني: الجاهل المقصر: وهو الذي تمكن من الفحص عن الحكم الشرعي ولكنه لم يفحص عنه. والجاهل من النوع الأول معذور، أما الجاهل من النوع الثاني فإنه مسؤول ومحاسب.

وللجهل آثار سلبية منها:

1 ـ الحرمان من آثار العلم بالحقائق المختلفة لا سيما معرفة الخالق وشرعه.

2 ـ المعاداة لأهل المعرفة.

3 ـ الوقوع في إرتكاب الذنوب.

فقد ورد عن الأمام علي(عليه السلام) «الجاهل لا يعرف تقصيره ولا يقبل من النصيح له»([69]).

وعنه «الجهل يزل القدم»([70]).

25 ـ الجُعالة([71]):

هي أن يجعل شخص أو جهة عوضاً معلوماً لكل من يقوم بعمل محلل يطلبه الجاعل، كأن يقول الجاعل: مَن قام بإرجاع سيارتي الضائعة فلهُ دينار، ويَكفي في الجُعالة الأيجاب من جهة الجاعل ولا تحتاج الى القبول وانما المتصدي للعمل هو الطرف الموجب، قال تعالى ( قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم ) يوسف / 72.

26 ـ التجري([72]):

إذا قطع المكلف بوجوب أو تحريم فخالفه، وكان التكليف ثابتاً في الواقع إعتبر عاصياً «كما لو قطع بوجوب الصلاة وحرمة الخمر» وأما إذا قطع بالتكليف وخالفه ولم يكن التكليف ثابتاً واقعاً سمي متجرياً «كما لو قطع بأن سائلاً ما خمر فشربه ثم ظهر انه ماء مثلاً»، وقد وقع البحث في أنه هل يدان مثل هذا المكلف المتجري بحكم العقل، ويستحق العقاب كالعاصي أو لا؟ وهذه المسألة مربوطة بحق المولى (الله)، فهل موضوعه هو التكليف المنكشف للمكلف أو مجرد الأنكشاف ولو لم يكن مصيباً؟ بمعنى أن حق المولى على الأنسان هل في أنه يطيعه في تكاليفه التي إنكشفت لديه أو في كل ما يتراءى له من تكاليفه، سواء كان هناك تكليف حقاً أو لا؟

فعلى الأول لا يكون المكلف المتجري قد أخل بحق الطاعة إذ لا تكليف، وعلى الثاني يكون قد أخل به فيستحق العقاب. والصحيح هو الثاني، لأنّ حق الطاعة ينشأ من لزوم إحترام المولى عقلاً ورعاية حرمته، ولا شك في أنه من الناحية الأحترامية ورعاية الحرمة لا فرق بين التحدي الذي يقع من العاصي والتحدي الذي يقع من المتجري، فالمتجري إذن يستحق العقاب كالعاصي.

27 ـ التجربة([73]):

وهي إخضاع الظاهرة للحواس أو المشاهدة أو الملاحظة، وتأتي التجربة بعد العقل في الأهمية وتسبقه بالمرتبة، والتجربة على قسمين:

1 ـ القسم الاول: التجربة الطبيعية، كمعرفة أصلح دواء لمرض السِل مثلاً.

2 ـ القسم الثاني: التجربة الأجتماعية، كمعرفة أصلح نظام لقيادة البشرية.

وهناك مجموعة فروق بين التجربتين الطبيعية والاجتماعية نعرف على ضوئها عجز الانسان من النجاح في مجال التجارب الأجتماعية، من هذه الفروق:

الفرق الاول: ان التجربة الطبيعية يمكن أن يمارسها فرد واحد ويدرسها بصورة مباشرة وينتهي بفكرة عنها، أما التجربة الأجتماعية، فلا يمكن ان يقوم بها فرد واحد ويستوعبها وانما يقوم بها المجتمع كلّه وتستوعب مرحلة تأريخية من حياة المجتمع أوسع كثيراً من حياة هذا الفرد أو ذاك كتجربة النظام الرأسمالي.

الفرق الثاني: ان التفكير الذي تبلورهُ التجربة الطبيعية اكثر نزاهة وموضوعية من التفكير الذي يستمده الانسان من التجربة الاجتماعية وذلك لأرتباط مصلحة الانسان الذي يصنع التجربة باكتشاف الحقيقة كاملة صريحة دون مواربة وليس لهُ في الغالب أدنى مصلحة بتزوير الحقيقة أو طمس معالمها التي تتكشف خلال التجربة، وأما التجربة الأجتماعية فلا تتوقف مصلحة المجرب دائماً على تجلية الحقيقة واكتشاف النظام الأجتماعي الأصلح لمجموع الانسانية، بل قد تكون مصلحتهُ الخاصة ان يستر الحقيقة عن الانظار.

28 ـ مجهول المالك:

هو كل مال لم يُعلم مالكه ولم يصدق عليه عنوان اللقطة، وحكمه، وجوب الفحص عن المالك وبعد اليأس عن الظفر به يتصدق به، والأحوط ان يكون التصدق بإجازة من الحاكم الشرعي ولا يضمنه المتصدق إذا وجد مالكه بعد ذلك([74]) ومن التطبيقات على مجهول المالك:

1 ـ لو تبدل حذاؤه بحذاء غيره جاز له أن يتملكه إذا علم أن الموجود لمن أخذ ماله وانه راض بالمبادلة بشرط ان لا تزيد قيمة المتروك عن قيمة المأخوذ، والاّ فالزيادة من مجهول المالك([75]).

2 ـ الذي يكون في سفر وبعد نزوله من السيارة مثلاً يجد في لوازمه نقوداً أو حاجة ومن الحاجات ولا يستطيع معرفة صاحبها فإنه يجرى عليه حكم مجهول المالك([76]).

3 ـ من أخذ قلماً أو غير ذلك من الغير لقضاء حاجة فعليه له، ولم يعرف ممن أخذ ذلك، فحكمه حكم مجهول المالك([77]).

4 ـ من أودع بعض أثاث بيته في دار شخص وسافر من دون أن يعرف خبره، فإنه يلزمه تطبيق حكم مجهول المالك عليه([78]).

5 ـ الفائدة التي تستلم من البنوك الحكومية في البلاد الاسلامية، والجائزة التي يحصل عليها بالقرعة في أوراق اليانصيب وكانت الشركة حكومية، كل هذه الموارد تعتبر من مجهول المالك([79]).

29 ـ المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق([80]):

هو هيئة سياسية أريد لها أن تمثل القوى الاسلامية العراقية وذلك بعد شهادة المرجع والمفجر للثورة الاسلامية داخل العراق الشهيد السيد محمد باقر الصدر(رضي الله عنه)، وتعرض القوى الاسلامية لحملات القتل والسجن والتشريد من قبل نظام صدام التكريتي، وكان تأسيس المجلس في ]17 / 11 / 1984م[، وتضم تشكيلته رئيساً وهو «حجة الاسلام السيد محمد باقر الحكيم» وعدداً من الأعضاء من الشيعة والسنة، العرب والأكراد والتركمان، وقد اتخذ من الدولة الاسلامية في إيران مقراً له لأنها تمثل قاعدة للمحرومين والمستضعفين في العالم لاسيما المسلمين منهم.

أما أهداف المجلس الاعلى فأبرزها:

1 ـ التحرك السياسي محلياً واقليمياً وعالمياً من أجل التعريف بمظلومية الشعب العراقي وطبيعة صدام ونظامه اللاإنساني.

2 ـ قيادة مسيرة الجهاد لأسقاط النظام من خلال التعبئة الجماهيرية والقوات النظامية المتمثلة بقوات الفيلق والأتصال بانباء الشعب المجاهدين من الداخل.

وقد قام المجلس منذ تأسيسه ولا يزال بنشاطات عديدة نذكر منها:

أ ـ رعاية شؤون المهجرين واللاجئين العراقيين.

ب ـ الأهتمام بشؤون الاسرى العراقيين المتواجدين في ايران.

ج ـ التوعية السياسية والأيمانية من خلال قنوات الأعلام المختلفة:

1 ـ إصدار الكراسات والجرائد «جريدة الشهادة».

2 ـ إقامة الأحتفالات واحياء المناسبات واستثمارها بما يخدم القضية العراقية.

3 ـ الدورات الدينية في مختلف أبواب الثقافة الاسلامية.

4 ـ برامج الأذاعة والتلفزيون المقررة له.

والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق يؤكد على وحدة العراق من حيث الأرض والشعب والحكم، ويرى أن النظام وطبيعة الحكومة المرتقبة بعد سقوط صدام، هو ما يختاره الشعب العراقي المسلم، ولا يعتقد أن الشعب المسلم يختار غير النظام الاسلامي بديلاً، مع المحافظة على حقوق بقية الأقليات، كما هو الحال في التجربة الثورية للشعب الأيراني المسلم في ايران.

 

30 ـ الجندي المجهول «الشهيد المعلوم»:

رمز للألوف من الجنود الذين يموتون في ساحة الوغى دفاعاً عن أرض الوطن باذلين دماءهم في سبيل الواجب، ولأعتبار أن حرية الدولةواستقلالها قد بُنيت على عظام جنودها المجهولين الذين كرسوا حياتهم وقضوا نحبهم فداءً عن أوطانهم، وقد أصبح الجندي المجهول رمزاً للوطنية والتضحية والأخلاص، وأقامت له الدول نصباً تذكارياً تكرمة، وتضع عليها أكاليل الزهر في المناسبات تعبيراً عن تقديرها وعرفانها بالجميل([81]).

أما في الاسلام فإن القرآن يقول ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) التوبة / 105 ويعتبر الاسلام كل حالة يموت عليها المسلم سواء القتل أو العمل أو المصائب المختلفة، كل هذه الحالات إذا مات عليها المسلم وهو مقبل على الله قاصدٌ لمرضاته سائراً على أحكامه، فإن هذا الأنسان يعتبر شهيداً، فقد ورد عن الأمام علي(عليه السلام) «المؤمن على أي حال مات، وفي أي ساعة قبض، فهو شهيد»([82])، وقد كرّم الاسلام الشهيد فى الحياة الدنيا فمن تكريمه في الدنيا الحكم بطهارته، وأن سقوط أول قطرة من دمه تكفير لذنوبه فقد ورد عن الرسول «أول ما يهراق من دم الشهيد يغفر له ذنبه كله إلا الدين»([83])، وأمر الأمة تكريمه، وجعل له المنزلة الرفيعة في الآخرة، قال تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عندربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ) آل عمران/ 169.

31 ـ الجعفرية:

راجع «الأمامية الأثنا عشرية» في حرف الألف.

32 ـ المجتمع الاسلامي([84]):

هو المجتمع القائم على أساس الاسلام، بأفكاره ونظمه وسلوكه وأعرافه.

وللمجتمع الاسلامي أربعة عناصر أشارت إليها الآية المباركة ( إني جاعل في الأرض خليفة ) البقرة / 30 وهذه العناصر هي([85]):

الأول: المستخلِف: وهو الله تعالى الخالق للأنسان والكون والمشرع للأنسان النظام الذي يسعده في الدنيا والآخرة.

الثاني: الطبيعة (الأرض): التي هي ميدان نشاط الأنسان سخرها الله للأنسان للأستفادة منها في مسيرته.

الثالث: الخليفة: وهو الأنسان الذي خلقه الله تعالى وحمّلهُ المسؤولية في هذه الحياة.

الرابع: العلاقة الأجتماعية وهي علاقة ذات جانبين:

الجانب الأول: علاقة الأنسان بأخيه الأنسان ولابد أن تكون وفق ضوابط الاسلام.

الجانب الثاني: علاقة الأنسان بالطبيعة، من حيث إصلاحها والأستفادة من خيراتها بما ينسجم ومباي الاسلام.

l الروابط في المجتمع الاسلامي; وتشمل:

1 ـ رابطة العقيدة الاسلامية: المجتمع الاسلامي يرتبط أفراده على أساس العقيدة، فالمسلمون أمة واحدة متساوون في الحقوق والواجبات لا تمايز بين أفراده بسبب اللغة أو اللون أو الأقليم، فقد ورد عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»([86]).

2 ـ الرابطة التاريخية: الأمة الاسلامية لها تأريخ وامتداد تأريخي موحد، بدأ بنزول الوحي على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فكل مسلم يرتبط بالسلف الصالح من هذه الأمة ويعتز به،وما قدمه من تضحيات في مجال نشر الدعوة، وكذلك الخدمة العلمية لاسيما ما قدمه أهل البيت، مما جعل القرآن يؤكد على محبتهم قال تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) الشورى / 23.

3 ـ رابطة الثقافة الموحدة، حيث أن على المسلمين جميعاً أن يبنوا ثقافتهم ومعارفهم على أساس عقيدة التوحيد والأحكام والأخلاق الاسلامية المنبثقة عن الكتاب والسنة والعقل.

4 ـ رابطة العبادات ونظام الحياة، فإن العبادات الجماعية في الاسلام كصلاة الجماعة والجمعة وصوم شهر رمضان، والحج،والجهاد، كلها من مجالات للأجتماع والتآلف والشعور بالمساواة.

ويشكل نظام الحياة والسلوك رابطة قوية بين أفراد المجتمع، فقد حددت الشريعة المحرمات والواجبات والمسلم هو الذي يخضع سلوكه الى هذه الأحكام ويلتقي مع أخيه المسلم في دائرتها.

5 ـ رابطة المصالح المادية: إن الفرد في المجتمع الاسلامي يشعر بأنه عضو فعّال، عليه واجبات وله حقوق وله حاجات مادية كالحاجات الأقتصادية والأمنية، وتوفير الخدمات الصحية السكينة...الخ.

وهذا الشعور يجعله يتماسك مع الجماعة، ويفكر بمصالحها لأنه يدرك أنه لا يستطيع العيش منفرداً.

l وسائل تحصين المجتمع الاسلامي: هناك عدة وسائل لحفظ المجتمع الاسلامي وحمايته من الأنهيار منها:

1 ـ الدولة الاسلامية، وهي الجهة المسؤولة، عن تطبيق الاسلام، وتربية الفرد والجماعة على العقيدة الأسلامية، كما هي مسؤولة عن حماية الرسالة والثقافة الاسلامية.

كما تقوم بتطوير الحياة الأقتصادية والثقافية للمجتمع الاسلامي، وتفتح أمامه سبل الهداية والأصلاح والأستقامة، وتوفر الأمن، وتقف بوجه المؤامرات الداخلية والخارجية.

2 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فكل مسلم ملزم بأن يؤدي واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واصلاح المجتمع ومكافحة الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي وغير ذلك، قال تعالى ( ولتكن منكم يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم الملفحون ) آل عمران / 104.

3 ـ الحركة العلمية: وللحركة العلمية الأثر الكبير في بناء المجتمع الاسلامي وحمايته من الاخطار والنظريات الغريبة على الفكر الاسلامي أو المعادية له، كما لها الأثر في تحقيق التقدم العلمي والتنمية الأقتصادية، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، والسكنية، وتطوير الأنتاج.

وبهذا يتخلص المجتمع من التبعية الفكرية والعلمية ويتوجه للأكتفاء الذاتي.

إن المجتمع الاسلامي مجتمع رباني يدعو الى التنافس والتسابق في المجالات التي تعود بالخير والنفع للجميع، تنافس في العلم النافع وتنافس في الخُلق الرفيع، وتنافس في كل عمل صالح، ويجمع هذه المجالات، عنوان واحد الا هو التقوى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات / 13.

ويمنع الاسلام التمايز القائم على المقاييس الخاطئة التي لا تقوم على اساس العدل، وفي هذا المجال أكد الاسلام على المساواة وعدم التفاضل، فالناس سواء من حيث مادة الخلقة، وسواء أمام التكاليف الشرعية من الواجبات والمحرمات، وسواء أمام القضاء الاسلامي في الدنيا وسواء يوم القيامة، ويبقى المقياس هو صلاح العمل أو فساده، وقربه من الله تعالى أو بعده ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) الزلزلة / 7 ـ 8.

 

33 ـ الجمل([87]):

معركة حدثت في عام (36) هـ قادها كل من عائشة وطلحة والزبير ضد الامام علي(عليه السلام)، وسميت بالجمل لأن عائشة كانت راكبة عليه فقد كانت السيدة عائشة من أشد المعارضين للأمام علي(عليه السلام) وأكثرهم تحريضاً عليه، يقول عنها الأمام علي(عليه السلام) «أما عائشة فقد أدركها ضعف في النساء، وضغن غلا في صدرها»، كما أن طلحة والزبير بعد أن يئسا من تحقيق أطماعهما في الحكومة الجديدة أضمرا الخلاف واعلان الثورة، وتركت عائشة المدينة للأقامة في مكة وانضم اليها الحاقدون من بني أمية وعبد الله بن عامر الحضرمي عامل عثمان على مكة، وجعلت تدعو الناس للخروج والثورة، وكان عبدالله بن عامر رجح لها الخروج الى البصرة وزعم أن له فيها أنصاراً يستجيبون لطلبه ويتداعون لنصرته، فاستجابت لطلبه بعد أن إتصلت بالزبير وطلحة، واتفقوا جميعاً على ذلك، وحاولت عائشة أن تقنع نساء النبي بالخروج معها ولكن إمتنعن عن ذلك بل كتبت اليها السيدة أم سلمة تنصحها بعدم الخروج إلى البصرة، ولكن عائشة لم تستمع لنصحها.

وقبل أن تصل عائشة الى البصرة أرسل عثمان بن حنيف والي الأمام علي(عليه السلام) على البصرة ـ أبا الأسود الدؤلي وعمران بن حصين لمقابلة القوم والتحدث معهم حول مسيرهم ولكن لم ينفع الكلام معهم، وعندما دخلت عائشة البصرة جاءهم عثمان بن حنيف وقال لهم: ما الذي نقمتم على علي(عليه السلام) حتى خرجتم عليه تقاتلوه: فقالوا: لأنه ليس بأولى بالخلافة منا وقد صنع ما صنع؟ وطلب منهم أن ينتظروا حتى يكتب للأمام ويستمع لجوابه، فوافقوا على ذلك، إلا أنهم لم يلبثوا إلا يومين حتى وثبوا عليه فقاتلوه وأخذوه أسيراً، ولولا خوف الأنصار لقتلوه، ومع ذلك فقد مثلوا به ونتفوا شعر حاجبيه ولحيته وأشفار عينيه.

وكان الأمام علي بعد ما أحيط علماً بمواقف طلحة والزبير وعائشة وبمسيرتهم الى البصرة اعلانهم العصيان المسلح اتجه نحو البصرة بجيش ضم وجوه الأنصار والمهاجرين، وعندما دخل البصرة بعث الى المتمردين من أصحابه من يناشدهم الله في الدماء والأموال فلم يستجيبوا له وأصروا على القتال، وكان مع الأمام علي(عليه السلام) من أهل بيته الحسن(عليه السلام) والحسين(عليه السلام) ومحمد بن الحنفية ومن أنصاره، عمار بن ياسر، أبو أيوب الأنصاري: خزيمة بن ثابت الأنصاري وعبد الله بن عباس... وغيرهم.

وتقدم الأمام علي(عليه السلام) بجيشه لمواجهة القوم الذين تتقدمهم عائشة وهي راكبة على جمل ومعها طلحة والزبير ومروان بن الحكم، واقتتل الفريقان إقتتالاً شديداً لا يرى الناس إلا أيدي تتناثر وأرجل تقطع وأجساد تتهاوى هنا وهناك وعائشة على جملها تخرج يدها من الهودج تحمل بها بدرة من الدنانير وتصيح بأعلى صوتها «من يأتيني برأس الأصلع وله هذه البدرة» وأصحابها يندفعون على الموت، ولما رأى الأمام علي هذا الموقف الرهيب علم ان المعركة لن تنتهي ما دام الجمل واقفاً على قوائمة فصاح بأصحابه: إعقروا الجمل فإن في بقائه فناء العرب فأمر ولده محمد بن الحنفية أن يحمل بمن معه فأبطأ ليتقي سهام القوم ونبالهم التي إتجهت نحوه كالعواصف من كل جانب، فتقدم الأمام واخذ الراية منه وتقدم بها فحمل والناس معه، فلما سقط الجمل تفرق كل من كان حوله، وبقيت صاحبة الهودج وحدها في المعركة، فقال الأمام لأخيها محمد بن أبي بكر «أدرك أختك حتى لا تصاب بأذى».

وانتهت المعركة بهزيمة المتمردين وسقوط طلحة والزبير قتيلين مع آلاف القتلى من الطرفين وحاول بعض أنصار الأمام قتل عائشة فأنكر عليهم ووضعها تحت حراسة مشددة حتى لا يتعرض لها أحد بسوء وأمر من ينادي بأصحابه «لا تجهزوا على جريح ولا تتبعوا هارباً ولا تطعنوا مدبراً ومن ألقى سلاحه فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن»، ثم أمر الأمام علي(عليه السلام) بترحيل عائشة وجهزها وبعث معها نساءً ورجالاً لحراستها وخدمتها حتى دخلت المدينة.

وهكذا إنتهت معركة الجمل وعادت الحياة الى مدينة البصرة ورجع الناس الى الأمام علي(عليه السلام) يجددون له ولاءهم وبيعتهم، وبايعه من لم يكن بايعه بالأمس، ثم ترك الأمام البصرة متوجهاً الى الكوفة حيث مقر الخلافة الاسلامية.

 

34 ـ الجريمة([88]):

l تعريفها: محظور شرعي زجر الله عنه بحد أو تعزير، والمحظور: يشمل الفعل المنهي عن إرتكابه «كالزنا»، كما يشمل الترك المأمور بفعله ، كالزكاة» وبعبارة أخرى: الجريمة هي: فعل ما نهى الله عنه أو ترك ما امر الله به (فعل المحرمات أو ترك الواجبات).

l أركان الجريمة: وهي:

1 ـ أن يكون نص من الشريعة يحظر الجريمة ويعاقب عليها.

2 ـ أن يكون الفاعل مكلفاً «إنساناً بالغاً عاقلاً».

3 ـ إرتكاب الجريمة.

l ما تثبت به الجريمة: هناك عدة طرق لأثبات الجريمة في الاسلام أبرزها:

1 ـ علم القاضي بالجريمة.

2 ـ إقرار المجرم بالجريمة.

3 ـ الشهادة على الجريمة ويختلف عدد الشهود بإختلاف الجريمة.

l أسباب إرتكاب الجريمة: المجرم لا يفعل الجريمة حين يفعلها إلا وهو واقع تحت تأثير عوامل ودوافع ذاتية، وأخرى خارجية تقوده الى تزيين الشر والجريمة، وأهم هذه الأسباب:

1 ـ الجهل: وذلك لأن الجاهل لا يدرك خطورة فعله، ولا يعرف نتائج فعله المشين، ولا يميز الطريق الموصل الى الخير، فهو كالأعمى الذي لا يميز الألوان، ونعني بالعلم هنا، هو العلم بالله وأحكامه، وأن لله حق الطاعة على العبد ومسؤولية العبد عن ذلك، يقول الأمام علي «الناس أعداء ما جهلو»([89]).

2 ـ الأنحراف النفسي: الذي تصاب به الشخصية بسبب الوراثة أو التربية، عندما لا تخضع هذه الشخصية المريضة لمعالجة، ان النفس البشرية تكون في بداية تكونها سليمة ما لم تطرأ عليها عوامل الأنحراف المرضي، فتطغى عليها النوازع الشهوانية كالأنانية والحقد والأنتقام، فيلجأ المنحرف الى القتل والسرقةوالزنا... الخ ويتحلل من قيم الأخلاق، قال تعالى ( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون ) البقرة / 87.

3 ـ الحاجة: للأنسان حاجة طبيعية من الغذاء واللباس والجنس والسكن.. الخ، وهو يبذل جهوده لتحصيلها، فإن حالت دون توفرها الحواجز، وعجز عن تحصيلها في ظل نظام جائر لا يكفل له حاجته، ولا يسد فقره ونواقصه، لجأ الى الجريمة، فيسرق ويقتل ويزني.

4 ـ عدم الأيمان بالله تعالى: وذلك حينما لا يتحسس الأنسان الرقابة الألهية التي تحصي عليه كل أعماله لتحاسبه عليها في حياة بعد هذه الحياة الدنيا، فإن مثل هذا الأنسان لا يجدُ حرجاً ولا مانعاً يحول بينه وبين الجريمة.

l أنواع الجريمة: يمكن تقسيم الجريمة الى عدة أقسام، من هذه التقسيمات:

أ ـ جريمة الحد: والحد: هو العقوبة المقدرة بمقدار معين شرعاً: نذكر منها:

1 ـ الزنا: ويتحقق الزنا بإدخال مقدار الحشفة في فرج إمرأة من دون عقد ولا شبهة ولا ملك.

2 ـ اللواط: وهو وطء الذكر.

3 ـ القذف: وهو الرمي بالزنا أو اللواط، مثل قوله للغير زنيتَ، أو لُطتَ.

4 ـ الشرب، أي شرب المسكر كالخمر.

5 ـ السرقة: بسرقة البالغ العاقل من الحرز بعد هتكه بلا شبهة ربع دينار من الذهب أو قيمته سراً.

6 ـ المحاربة: وهي تجريد السلاح براً أو بحراً ليلاً أو نهاراً لأخافة الناس في مصر وغيره.

ب ـ جريمة التعزير: وهي كل من خالف الشريعة بفعل محرم أو ترك واجب من دون عذر ولم يرد تحديد شرعي لمقدار عقوبته، عاقبه الحاكم الشرعي بما يراه صلاحاً على أن لا يبلغ مقدار الحد.

ج ـ جريمة القصاص: والقصاص هو الجزاء على الجناية بالمثل، وهذه الجناية على قسمين:

1 ـ الجناية على النفس (القتل).

2 ـ الجناية على ما دون النفس «القطع، الجرح».

د ـ جريمة الدية: والدية غرامة مالية شرعت كجزاء على إرتكاب الجناية وتشمل:

1 ـ دية قتل العمد.

2 ـ دية الجوارح كالعين الواحدة أو الأذن الواحدة... الخ.

3 ـ دية الأصابع.

4 ـ دية الضرب.

هـ ـ جريمة الأرش والحكومة «الضمان»، وذلك في الموارد التي لم تحدد الشريعة مقدار الدية فيترك للحاكم الشرعي تحديدها.

لقد عانت البشرية على طول التاريخ (بين الفترة والأخرى) من مختلف الجرائم، لا سيما جرائم القتل والأبادة، وجرائم السلب والنهب، وجرائم الجنس «الزنا، واللواط» وكان للأنبياء دور في التخفيف من هذه الجرائم بين الفترة والاخرى، وعندما جاء الاسلام شخص الأسباب لهذه الجرائم ووضع لها الحلول من حيث الوقاية والعلاج، (راجع كلمة العقوبة في حرف العين). وقد إعتبر الاسلام الأعتداء على الأنسان غير المذنب إعتداءً على كل البشرية قال تعالى ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ) المائدة / 32. واليوم وبالرغم من التقدم العلمي الهائل، تعاني البشرية الويلات من مختلف الجرائم بسبب غياب الضمير وغياب القانون الألهي، فجرائم القتل والأبادة، وجرائم الزنا واللواط وجرائم السلب والنهب، والحروب المدمرة من أجل السيطرة على الناس لأستعبادهم واستغلالهم تجري هنا وهناك، والعالم كله يعرف جرائم هتلر، وجرائم أمريكا، وجرائم صدام، وجرائم اليهود في فلسطين، حيث القتل والتشريد والسحق لكرامة الأنسان وتدمير المظاهر العمرانية.

35 ـ الجزاء: راجع كلمة (الثواب) في حرف الثاء.

 

--------------------------------------------------------------------------------

( [1] ) أسد حيدر / الأمام الصادق والمذاهب الأربعة.

مؤسسة البلاغ / سيرة رسول الله واهل بيته: 2/283 ـ 324.

الحراني / تحف العقول: 301 ـ 357.

( [2] ) الخميني / الجهاد الأكبر;

حسين معن / الاعداد الروحي.

ضياء الدين أحمد / نظرات في تزكية النفس:

( [3] ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1/452، 453.

( [4] ) الكليني / الكافي: 3/315.

( [5] ) مؤسسة البلاغ / الجهاد في الاسلام

مغنية محمد جواد / فقه الأمام جعفر الصادق (عليه السلام): 2/259 ـ 280.

فضل الله محمد حسين / الاسلام ومنطق القوة.

( [6] ) الطريحي / مجمع البحرين: 3/31.

( [7] ) الحر العاملي / الوسائل: 6/44.

( [8] ) الصالح د. صبحي / نهج البلاغة: 69.

( [9] ) الحر العاملي / الوسائل: 2/9.

( [10] ) الصدر محمد باقر / دروس في علم الأصول: 1/153 ـ 160.

الفضلي د. عبد الهادي / تاريخ التشريع الاسلامي: 49.

الآصفي محمد مهدي / الأجتهاد والتقليد: 15.

( [11] ) سنن البيهقي: 7/206.

( [12] ) الحر العاملي / الوسائل: 18/39.

( [13] ) الخميني / الحكومة الاسلامية: 49.

( [14] ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1/549.

( [15] ) المحقق الحلي / شرائع الاسلام: 1/372 ـ 376.

مؤسسة البلاغ / الجهاد في الاسلام: 66 ـ 70.

( [16] ) الشيرازي ناصر مكارم / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 19/107.

( [17] ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1/425.

( [18] ) القرآن الكريم.

( [19] ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1/433.

( [20] ) شبر السيد عبدالله / تسلية الفؤاد: 217.

( [21] ) القرآن الكريم.

( [22] ) القرآن الكريم.

شبر السيد عبدالله / حق اليقين: 2/158 ـ 159.

( [23] ) القرآن الكريم.

( [24] ) القرآن الكريم.

( [25] ) القرآن الكريم.

( [26] ) القرآن الكريم.

( [27] ) القرآن الكريم.

( [28] ) شبر السيد عبدالله / حق اليقين: 2/166.

( [29] ) القرآن الكريم.

( [30] ) مؤسسة البلاغ / سيرة رسول الله وأهل بيته: 1/17 ـ 23.

شمس الدين / بين الجاهلية والاسلام.

( [31] ) الحر العاملي / الوسائل: 18/11.

( [32] ) ابن الأثير / الكامل في التاريخ: 2/80.

( [33] ) الصالح صبحي / نهج البلاغة: 488.

( [34] ) المقرم عبد الرزاق / مقتل الحسين: 294 ـ 296.

( [35] ) الري شهري / ميزان الحكمة: 2/914.

( [36] ) تفسير القمي: 1/179.

( [37] ) الصدر محمد باقر / فلسفتنا: 191 ـ 195.

( [38] ) مجلة فقه أهل البيت: 11 ـ 12/93 ـ 117.

الشيرازي ناصر مكارم / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 16/505 ـ 508.

( [39] ) البروجردي / جامع الأحاديث: 16/315.

( [40] ) الحميري / قرب الأسناد: 148.

( [41] ) اليعقوبي / تاريخ اليعقوبي: 2/204 ـ 205.

( [42] ) ابن هشام / السيرة النبوية: 2/252.

( [43] ) الخميني روح الله / تحرير الوسيلة: 2/508 ـ 520.

الشيرازي ناصر مكارم / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 4/18 ـ 19.

( [44] ) الخميني روح الله / تحرير الوسيلة: 1/34 ـ 36.

( [45] ) سبحاني / الملل والنحل: / 2.

الفضلي / خلاصة علم الكلام

البصري أبو مصعب / أضواء على الفرق والمذاهب الاسلامية / 43 ـ 50.

( [46] ) الصدر مهدي / أخلاق أهل البيت: 458 ـ 460.

( [47] ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/488، 486.

( [48] ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/488، 486.

( [49] ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/488.

( [50] ) الحكيم محمد باقر / علوم القرآن: 104، 114 ـ 115.

العطار د. داود / موجز علوم القرآن: 162 ـ 164.

( [51] ) اليعقوبي / تاريخ اليعقوبي: 1/125.

( [52] ) ابن كثير / فضائل القرآن: 10.

( [53] ) الحكيم محمد باقر / علوم القرآن: 42.

( [54] ) تفسير العياشي: 2/203.

( [55] ) الموسوي هاشم / التشيع. نشأته معالمه: 322 ـ 323.

( [56] ) الصدر محمد باقر / دروس في علم الأصول: ح3، ق1 213.

( [57] ) الخميني / تحرير الوسيلة: 1/36 ـ 44.

( [58] ) الراغب الأصفهاني / معجم مفردات ألفاظ القرآن: 98.

( [59] ) الري شهري / ميزان الحكمة: م1/406.

( [60] ) ( 2 ) ( 3 ) الري شهري / ميزان الحكمة: م1/406.

( [63] ) الفيروز آبادي / فضائل الخمسة من الصحاح والستة: 2/64.

( [64] ) المصطفوي محمد كاظم / القواعد: 84، 87.

( [65] ) الحر العاملي / الوسائل: 4/937.

( [66] ) المظفر محمد رضا / المنطق: 19 ـ 20.

( [67] ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1/463.

( [68] ) الخميني / تحرير الوسيلة: 1/8.

( [69] ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1/463.

( [70] ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1/462.

( [71] ) السيستاني السيد علي / المسائل المنتخبة: 131 ـ 132.

( [72] ) الصدر محمد باقر / دروس في علم الأصول: 2/40.

( [73] ) الصدر محمد باقر / المدرسة الاسلامية: 23 ـ 30.

( [74] ) الخوئي السيد أبو القاسم / المسائل المنتخبة: 337.

( [75] ) الخوئي السيد أبو القاسم / المسائل المنتخبة: 337.

( [76] ) مغنية محمد جواد / فقه الأمام جعفر الصادق: 4/303 ـ 304.

( [77] ) ( 4 ) الأيرواني محمد باقر / دروس تمهيدية في الفقه الاستدلالي: 2/455.

( [79] ) الخوئي / المسائل المنتخبة: 399، 424.

( [80] ) العيداني أبو جهاد / المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق.

( [81] ) الكيالي د. عبد الوهاب / موسوعة السياسة: 99.

( [82] ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 2/1514، 1517.

( [83] ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 2/1514 ـ 1517.

( [84] ) الموسوي السيد هاشم / النظام الأجتماعي فى الاسلام: 29 ـ 54 بتصرف.

( [85] ) الصدر محمد باقر / المدرسة القرآنية: 125 ـ 137.

( [86] ) السيوطي / الجامع الصغير: 1/459.

( [87] ) الطبري / تاريخ الطبري: 469 ـ 542.

الحسني هاشم معروف / سيرة الأئمة الأثني عشر: 1/403 ـ 440.

( [88] ) عبد القادر عودة / التشريع الجنائي الاسلامي: 1/66 ـ 78.

مؤسسة البلاغ / المعصية والشقاء

الأيرواني الشيخ محمد باقر / دروس تمهيدية في الفقه الاستدلالي: 2/565 ـ 637.

( [89] ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1/466.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page