• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حرف الحاء

حرف الحاء

1 ـ الحسن بن علي(عليه السلام) 2 ـ الحسين بن علي(عليه السلام) 3 ـ الحسن العسكري(عليه السلام)  5 ـ الحق «الحقيقة». 6 ـ الحكمة. 7 ـ حد الترخص. 8 ـ الحيازة. 9 ـ الحضانة. 10 ـ يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب. 11 ـ الحدود تدرأ بالشبهات. 12 ـ إحياء الأرض. 13 ـ حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لايجوز واحد. 14 ـ الحسد. 15 ـ الحِسبة. 16 ـ حروب الردة. 17 ـ المحاسبة. 18 ـ الحُب. 19 ـ الحبس (السجن). 20 ـ التحدي. 21 ـ الأحتكار. 22 ـ الأحتضار. 23 ـ حق المارة. 24 ـ محقرات الذنوب. 25 ـ الحكم الشرعي. 26 ـ الأحتياط. 27 ـ محرمات الذبيحة. 28 ـ الحج. 29 ـ الحضارة. 30 ـ حسن الظن بالله. 31 ـ حق المواطنة في الإسلام. 32 ـ الحروف المقطعة في القرآن. 33 ـ حدود العلم. 34 ـ حسن الخلق. 35 ـ حوار منطقي. 36 ـ حصاد الفرقة. 37 ـ الحياد. 38 ـ تحويل القبلة. 39 ـ المحترم. 40 ـ المحدَث. 41 ـ الحداد. 42 ـ الحوالة. 43 ـ الحجر. 44 ـ الحنوط. 45 ـ الحديث (الخبر). 46 ـ الحقيقة والمجاز. 47 ـ الحائر الحسيني. 48 ـ الحجر الاسود. 49 ـ الحلال والحرام. 50 ـ الحدَث. 51 ـ الحوض. 52 ـ الحور العين. 53 ـ الحواريون. 54 ـ حضور القلب. 55 ـ الحسنة والسيئة. 56 ـ حق الطاعة. >57 ـ الحساب يوم القيامة. 58 ـ الحركة الجوهرية. 59 ـ الحجاب. 60 ـ إحياء الليل. 61 ـ الحقوق. 62 ـ الحيض. 63 ـ الاستحاضة. 64 ـ الحرية.  66 ـ الأحسان.    70 ـ حنين. 71 ـ التحريف. 72 ـ الحوزة العلمية الدينية. 73 ـ الحوار «الجدل». 74 ـ الحديث القدسي.   77 ـ الحروب الصليبية.

 

* * *

 

حرف الحاء - - موسوعة ثقافة المسلم


1 ـ الحسن بن علي بن أبي طالب(1):

l الولادة والأسرة: ولد الحسن(عليه السلام) في المدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنة 3 هـ وقد سماهُ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا الأسم، وأذّن في أذنه اليمنى كما أقام في اليسرى، والده الامام علي (عليه السلام) ووالدته السيدة فاطمة (عليهما السلام) وجدتُه خديجة الكبرى (رضي الله عنه) وجدهُ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم).

أولاده: اشتهر من اولاده القاسم وامهُ رملة وعبدالله وقد استشهدا في واقعة الطفّ، وزيد والحسن المثنى.

l الحسن(عليه السلام) في القرآن: حيث وردت الآيات العديدة في منزلته منها:

* آية التطهير( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)الاحزاب / 33.

* آية المودة ( قل لااسألكم عليه اجراً إلاّ المودة في القربى) الشورى / 23.

* آية اولي الامر ( ياايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الامر منكم) النساء / 59.

l الحسن في السنة: فقد جاءت الأحاديث الكثيرة في منزلته منها:

* قال الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) « مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى».

* وقوله(صلى الله عليه وآله وسلم) « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة من احبّهما احبّني ومن أبغضها ابغضني».

* وقوله(صلى الله عليه وآله وسلم) «انّ الجنّة تشتاق الى اربعة من اهلي قد أحبّهم الله وامرني بحبّهم، عليّ (عليه السلام) والحسن (عليه السلام)والحسين (عليه السلام) والمهدي(عليه السلام) الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم».

l جوانب من سيرة الأمام(عليه السلام).

ـ الجانب التربوي: روي أن الحسن(عليه السلام) والحسين(عليه السلام) مرّا على شيخ يتوضأ ولا يُحسن الوضوء فاظهرا تنازعاً يقول كل منهما للآخر انت لا تحسن الوضوء، وقالا ايها الشيخ كن حكماً بيننا فتوضئا وقالا أينا يحسن الوضوء فقال الشيخ: كلاكما تحسنان الوضوء ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يُحسن الوضوء وقد تعلم الآن منكما وتاب على ايديكما، ببركتكما وشفقتكما على امة جدِّكما.

ـ الجانب الأخلاقي: مرّ رجلٌ من اهل الشام بالامام الحسن (عليه السلام) فجعل يشتم الامام حتى اذا انتهى الشامي من كلامِه قال له الامام (عليه السلام) «ايُّها الشامي أظنّك غريباً فلو أنك سألتنا اعطيناك، ولو استرشدتنا ارشدناك وان كنت جائعاً اطعمناك، وان كنت محتاجاً اغنيناك او طريداً آويناك»، فذهل الشامي وسيطر عليه الحياء وجعل يتململ بين يديه يطلبُ عفوه قائلاً «الله اعلم حيث يجعل رسالته».

ـ الشيعي عند الامام: قال له رجلٌّ اني من سيعتكم يبن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فقال له «يا عبدالله ان كنت لنا في اوامرنا وزواجرنا مطيعاً فقد صدقت، وان كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من اهلها، لاتقل انا من شيعتكم ولكن قل أنا من مواليكم ومحبيكم ومعادي اعدائكم وانت في خير والى خير».

ـ السياسة عند الامام: فقد سأله رجلٌّ عن السياسية فقال (عليه السلام): «السياسة ان ترعى حقوق الله وحقوق الاحياء والاموات فأمّا حقوق الله فأداء ما طلب والأجتناب عمّا نهى، وامّا حقوق الاحياء فهيَ ان تقوم بواجبك نحو اخوانك ولا تتأخر عن خدمة امتك وان تخلص لولي الأمر ما أخلص لأمته وترفع عقيرتك في وجهه اذا ما حاد عن الطريق السوي واما حقوق الاموات فهي ان تذكر خيراتهم وتتغاضى عن مساوئهم فان لهم ربّاً يحاسبهم».

ـ الصلح مع معاوية: بعد شهادة الامام علي (عليه السلام) أُخذت البيعة للامام الحسن(عليه السلام) فبادر الى تعبئة قواته من اجل مواصلة القتال مع معاوية غير أن الامام لم يتمكن من الاستمرار في الحرب لعدة اسباب:

أ - قوة جيش الشام وطاعتهُ لمعاوية.

ب - بث الجواسيس للدعاية لصالحه.

جـ - شراء الضمائر بالأموال والمناصب.

د - تفكك جيش الأمام الحسن(عليه السلام) لتعدد الاهواء والاتجاهات فيه مع قلة شيعته وانصاره، فقد كان في جيشه الموالون لمعاوية والخوارج واصحاب المطامع، والمندفعون لأعتبارات عشائرية حتى ان الامام تعرض لعدة محاولات إغتيال.

هـ - خيانة قائد جيش الامام الحسن (عليه السلام) عبيدالله بن العباس بعد ان اغراه معاوية بالمال.

وأمام هذه الأجواء كانت أمام الامام الحسن (عليه السلام) الخيارات التالية:

الاول: مواصلة القتال والذي ينتهي بقتله أو أسره ومن معه من اهل بيته وشيعته دون آثار ايجابية.

الثاني: إعتزال الساحة لمعاوية دون قيد أو شرط.

الثالث: ايقاف الحرب ضمن شروط من شأنها إدانة معاوية وكشف هويته للمغفلين، فأختار الامام الحسن (عليه السلام) هذا الخيار وتم الصلح.

فقد ورد عن الامام الحسن (عليه السلام) «والله لو قاتلتُ معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سَلماً والله لئن اسالمه وانا عزيز احب اليّ من أن يقتلني وانا أسير أو يمن عليّ فتكون سُبه على بني هاشم».

ـ فقرات مُعاهدة الصلح: من هذه الفقرات:

* ان يعمل فيهم بكتاب الله وسنة نبيه محمد وسيرة الخلفاء الصالحين.

* ان لايوصي بالخلافة من بعده لأحد بل يكون الامر من بعده شورى للمسلمين.

* الناس آمنون في عراقهم وشامهم.

* ان لايبغي للحسن ولا لأخيه ولا لأحد من أهل البيت (عليه السلام).

ولكن معاوية لم يفِ بشيء من هذه الشروط وقد أعلن عن نقضه للشروط بقوله لأهل العراق بعد الصلح «ألا وان كل شيء أعطيته للحسن بن علي (عليه السلام)تحت قدمي هاتين لا افي له بشيء منه» وقوله «والله اني ماقاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا انكم لتفعلون ذلك وانما قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وانتم له كارهون».

ـ قبس من كلمات الأمام:

1 ـ ماتشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم.

2 ـ سئل عن الغنى فقال: رضى النفس بما قُسم لها، وسئل عن الفقر فقال: شره النفس الى كل شيء.

3 ـ من أراد عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله الى عز طاعته.

ـ الوفاة: وكانت وفاة الأمام الحسن (عليه السلام) في السابع من صفر عام (50) هـ
حيث دس إليه معاوية السم بواسطة زوجة الأمام «جعدة بنت الأشعث» ودفن في مقبرة البقيع بالمدينة.


2 ـ الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)(2):

l ولادتهُ وأُسرته:

ولد الحسين (عليه السلام) في اليوم الربع من شهر شعبان للسنة الرابعة من الهجره، ابوه علي (عليه السلام)وامه فاطمة الزهراء(عليهما السلام)، جده الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وجدته خديجة الكبرى.

l أولادهُ: من أولاده علي الأكبر الذي استشهد في واقعة الطف وعلي الاوسط وهو السجاد (عليه السلام) الامام من بعده، وعلي الاصغر وهو عبدالله الرضيع الذي قتل يوم الطف، وسكينة والرباب وفاطمة الصغيرة.

l الحسين في القرآن: فقد نزلت فيه وفي بقية أهل البيت العديد من الايات تذكر منزلته ومقامه منها:

* آية التطهير: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)الأحزاب / 33.

* آية المودة: (قل لا اسئلكم عليه أجراً الا المودة في القربى) الشورى / 23.

* آية اولي الأمر: (يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الأمر منكم) النساء / 59.

l الحسين في السنة: حيث الاحاديث الكثيرة في الاشادة به منها:

* قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) «حسين مني وأنا من حسين».

* وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) «انت حجة ابن حجة اخو حجه أبو حجج تسع تاسعهم قائمهم».

وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».

l جوانب من سيرة الامام.

أ ـ السيرة العملية من ذلك:

* الجانب الايماني: بلغ الأمام الحسين (عليه السلام) في ايمانه بالله تعالى وحبه له مرتبة عالية فهو القائل مخاطباً لله تعالى «ماالذي وجد من فقدك وماالذي فقد من وجدك» لقد حج الامام الى بيت الله تعالى الحرام ماشياً عشرين حجة ولم يترك العبادة وذكر الله حتى اثناء قيام المعركة بل كان له وانصاره في ليلة العاشر دوي كدوي النحل بسبب الدعاء والصلاة وقراءة القرآن وقد ترك الحسين (عليه السلام) كل شيء من اجل الله فهو القائل:

تركت الخلق طراً في هواكا***وايتمت العيال لكي أراكا

فلو قطعتني في الحب إرباً***لما مال الفؤاد إلى سواكا

* الجانب الاخلاقي:

جنى بعض مواليه جناية تستحق التأديب فأمر بتأديبه، فقال يامولاي إن الله يقول «والكاظمين الغيظ» فقال الامام(عليه السلام) «خلوا عنه فقد كظمت غيظي» فقال «والعافين عن الناس» فقال (عليه السلام) «لقد عفوت عنك» فقال «والله يحب المحسنين» فقال الامام (عليه السلام)«أنت حرٌ لوجه الله» واعطاه مايكفيه في حياته.

* الجانب التربوي:« جاءه رجل فقال له، أنا أعصي الله ولا أصبر عن المعصيه فعظني بموعظة انتفع فيها يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له إفعل خمسة اشياء واذنب ماشئت قال الرجل هاتها يا أبا عبدالله فقال له لاتأكل من رزق الله واذنب ماشئت فقال الرجل ومن اين آكل إذن وكل مافي الكون لله ومن عطائه فقال له الأمام أخرج من ارض الله واذنب ماشئت، فقال الرجل وهذه أعظم من الأولى فأين أسكن وكل مافي الكون لله وحده فقال الامام (عليه السلام) أطلب موضعاً لايراك الله فيه واذنب ماشئت فقال الرجل وهل تخفى على الله خافيه فقال الامام اذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك واذنب ماشئت والخامسة إذا أراد مالك ان يدخلك النار فلا تدخلها واذنب ماشئت فقال له الرجل حسبي يابن رسول الله، لن يراني الله بعد اليوم حيث يكره».

* الجانب السياسي: كان الامام الحسين (عليه السلام) يرعى شؤون الامة الاسلامية ويعمل من اجل تصحيح الانحرافات وقد كانت الامة في ذلك الوقت مبتعدة عن دينها بسبب السياسة الاموية المعادية للاسلام والتي انتهجها معاوية ومن بعده يزيد، ومن مواقف الامام السياسية تجاه يزيد نذكر:

ـ رفض اعطاء البيعة ليزيد حيث قال الامام «يزيد فاسق فاجر قاتل النفس المحترمة وشارب للخمور،ونحن من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، ومثلي لايبايع مثله».

ـ الثورة على يزيد الذي عُرف بطغيانه وخروجه عن الدين، وقد أعلنها الحسين (عليه السلام)وبين أهدافها «واني لم اخرج أشراً ولابطراً ولامفسداً ولاضالماً وانما خرجت طلباً لاصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر».

* الجانب الجهادي: حيث ضحى بكل ما يملك من مال واهل وانصار ونفس في سبيل الله وخاض معركته المقدسة ضد يزيد الظالم فكانت هذه الثورة هزة في جسم الامة الاسلامية بعثت فيها الحياة ووضعتها في خط المسؤولية بضرورة الوقوف بوجه الظالم وبذل كل غال ونفيس من أجل الدين وسنة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) العظيم وكان لسان حال الحسين (عليه السلام) كما قال الشاعر:

ان كان دين محمد لم يستقم***الا بقتلى فياسيوف خذيني

ب ـ السيرة القولية من ذلك:

1 ـ رضا الله ورضانا أهل البيت لنصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين.

2 ـ الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون.

3 ـ إني لاأرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما.

l الشهادة: كانت شهادة الامام الحسين (عليه السلام) في اليوم العاشر من محرم عام (61) هـ بعد ثورته الخالدة وخوضه المعركة مع جيش يزيد بن معاوية وقبره الان في كربلاء في العراق.


3 ـ الحسن العسكري(عليه السلام)(3):

l الولادة والاسرة: ولد في يوم الجمعة الرابع من ربيع الثاني سنة /232 هـ، في المدينة المنورة، والده الامام علي الهادي(عليه السلام)، ووالدته أم ولد «سوسن» من أولاده الأمام محمد المهدي «عج».

l سيرته وتتضمن:

أ - السيرة العملية: من ذلك:

* عبادته: كان يصوم النهار ويقوم الليل كله ولايتكلم ولايتشاغل بغير العبادة، وقد وقع للبهلول معه حديث عندما رآه يبكي وهو صبي والصبيان يلعبون، فظن أنه يتحسر على ما بأيديهم فقال له: أشتري لك ماتلعب به فقال: ياقليل العقل ماللعب خُلقنا، فقال له: فلماذا خُلقنا؟ قال: للتعلم والعبادة، فقال له: من أين لك هذا؟ فقال: من قوله تعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لاترجعون)المؤمنون / 115، وعندما سُجن الأمام وبالرغم من التضييق عليه كان مكباً على العبادة.

* علمه: من ذلك ماورد عنه في تفسير الحروف المقطعة في بداية بعض السور، كما في «الم»: أي يامحمد هذا الكتاب الذي أنزلته عليك هو بالحروف المقطعة التي منها «أ، ل، م» وهو بلغتكم وحروف هجائكم فأتوا بمثله إن كنتم صادقين واستعينوا بذلك سائر شهدائكم.

* استجابة دعائه: كانت للأمام خزانة وكان يليها أبو علي بن راشد فسلمت الى عروة بن يحيى فأخذ منها لنفسه ثم أحرق باقي مافيها، يغايظ بذلك الأمام، فلعنه وبرأ منه ودعا عليه، فما أمهل يومه ذلك وليلته حتى قبضه الله الى النار، فقال الأمام: جلستُ لربي ليلة كذا وكذا جلسة حتى إنفجر عمود الصبح وما إنقضى ذلك النهار حتى قتل الله عروة.

* دفاعه عن القرآن: كان الكندي فيلسوف العراق في زمانه أخذ في تأليف ونقض القرآن وشغل نفسه بذلك، وان بعض تلامذته دخل يوماً على الأمام فقال له الأمام، أمافيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي عما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن، فقال التلميذ: نحن من تلامذته، كيف يجوز لنا الأعتراض عليه في هذا أو في غيره، فقال الأمام: أتؤدي إليه ما ألقيه إليك، فقال: نعم، قال: فصُر إليه وتلطف في مؤانسته ومعونته على ماهو في سبيله، فإذا وقعت الأُنسة في ذلك فقل: قد حضرتني مسألة أسألك عنها، فإن يسترعي ذلك منك، فقل له: إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم منه غير المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت إليها فإنه سيقول: من الجائز، لأنه رجل يفهم إذا سمع، فإذا أوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعله أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فتكون واضعاً بغير معانيه، فصار الرجل الى الكندي وتلطف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة فقال له: أعد عليّ فأعاد عليه فتفكر في نفسه ورأى ذلك محتملاً في اللغه وسائغاً في النظر، فقال: أقسمت عليك إلا أخبرتني من أين لك؟ فقال: إنه شي عرض بقلبي فأوردته عليك، فقال: كلا، ما مثلك من اهتدى الى هذا ولا من بلغ هذه المنزلة، فعرفني من أين لك هذا؟ فقال: أمرني به أبو محمد، فقال: الآن جئتَ به وماكان ليخرج مثل هذا إلا ذلك البيت، ثم إنه دعا بالنار وأحرق جميع ماكان ألفه.

ب ـ السيرة القولية: من ذلك:

1 ـ ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة، وانما العبادة كثرة التفكر في أمر الله.

2 ـ بئس العبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يُطري أخاه شاهداً ويأكله غائباً، إن أُعطي حسده وان إبتُلي خذله.

3 ـ أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام على الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أرشد الناس إجتهاداً من ترك الذنوب.

l الوفاة: كانت وفاة الامام يوم الجمعة الأول من ربيع الأول سنة (260) هـ، بالسم الذي دسه إليه المعتمد العباسي، ودفن بسامراء في العراق.


5 ـ الحق «الحقيقة»:

والحق هو المطابقة والموافقة(4) وبعبارة أخرى، هو الفكرة المطابقة للواقع.(5)

وعلى هذا الأساس(6):

أ ـ يقال لذات الله «الحق» لأن وجوده ثابت وموافق لأرتباط الأشياء الممكنة بهذا الوجود المقدس قال تعالى (فذلكم الله ربكم الحق) يونس / 32، كما يقال لأفعاله وأقواله حق، لأنها موافقة لمقتضى الحكمة قال تعالى ( وما خلق الله ذلك إلا بالحق )يونس / 5، ويقول ( وانه الحق من ربك ) البقرة / 149.

ب ـ يقال في الأعتقاد للشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه «الحق» كقولنا إعتقاد فلان في البعث والثواب والجنة و النار حق، قال تعالى ( فهدى الله الذين آمنوا لما إختلفوا فيه من الحق ) البقرة / 213.

جــ و يقال للفعل والقول الواقع بحسب ما يجب وفي الوقت الذي يجب (حق) كقولنا: قولك حق، و فعلك.

قال تعالى ( حق القول مني لأملأن جهنم ) السجدة / 13، وقوله ( ولو اتبع الحق أهواءهم ) المؤمنون / 71.

إن مسيرة الإنسان الصحيحة تتوقف على معرفة الحق في كل قضية أولا، والعمل بهذه المعرفة ثانياً فنحن نقرأ في الدعاء (اللّهم ما عرفتنا من الحق فحملناه)(7)، و قد جعل لنا الله تعالى طرقاً لمعرفة الحق من الباطل والصحيح من الكذب، و هذه الطرق هي:

أ ـ العقل الواعي: قال تعالى ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيرة ) القيامة / 15.

ب ـ القرآن الكريم قال تعالى ( ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) الإسراء / 9.

جــ أهل البيت(عليهم السلام): قال تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) الأحزاب / 23.

وعلى الإنسان بعد أن يتوفق لمعرفة الحق أن يواصل الخطوات الآتية:

1 ـ قبول الحق والعمل به

2 ـ إظهار الحق للآخرين

3 ـ نصرة الحق و خذلان الباطل

وإذا نجح الإنسان في هذه الخطوات فإنه سوف يحقق الخير له وللآخرين، لأن الحق نور وهداية تزيل الأكاذيب والشبهات، فهو هداية إلى الأرتباط بالمولى الحقيقي، الله تعالى شأنه الذي يعني الالتزام بشرعه الاستقامة والسير لتحقيق سعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) الأعراف / 96.


6 ـ الحكمة:

والحكمة إصابة الحق بالعلم والعقل(8)، وتوضيح ذلك:

1 ـ الحكمة من الله تعالى تعنى:

أ ـ كون أفعاله في غاية الأحكام و الأتقان، و غاية الأتمام و الأكمال، وهذا المعنى يشهد له كل مفردات الوجود في حسن صنعها و دقتها، قال تعالى ( الذي أحسن كل شيء خلقه ) السجدة / 7.

ب ـ كون أفعاله منزهة عن القبيح، و أنها هادفة وليست بالعبثية، سواء أكان على مستوى التكوين كخلق المخلوقات، أو على مستوى التشريع، قال تعالى ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ) المؤمنون/ 115، وقال ( أفحسبتم انما خلقناكم عبثاً ) المؤمنون / 115.

2 ـ الحكمة في الإنسان، تعني:

أ ـ إصابة الحق أي الحصول على المعلومات الصحيحة بالرجوع الى مصادرها الحقيقية وهي «القرآن الكريم، السنة الشريفة، العقل، الخبرات الإنسانية التي لاتخالف القرآن والسنة والعقل».

ب ـ توظيف المعرفة الصحيحة في كل مجالات الحياة و إيصالها إلى كل الناس بقدر حاجتهم.

جــ إستخدام الأسلوب المناسب في إيصال المعرفة الصحيحة إلى الآخرين. بمراعاة الزمان، المكان، العمر، الأعراف الإجتماعية... وهكذا، والحكمة هنا، تعتبر أحد الأساليب الثلاثة التي طرحها القرآن الكريم في الدعوة إلى الإسلام قال تعالى( أدعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) النحل / 125.

وهذا الاسلوب هو أسلوب الأنبياء والأئمة في تغيير الناس واخراجهم من الخطأ الى الصواب فقد ورد أن الإمامين الحسن والحسين(عليهما السلام) مرّا على شيخ يتوضأ ولا يُحسن، فأخذا في التنازع يقول كل واحد منهما أنت لاتحسن الوضوء، فقالا: أيها الشيخ كن حكماً بيننا، يتوضأ كل واحد منا، فتوضآ ثم قالا: أينا يحسن الوضوء؟ قال: كلاكما تحسنان الوضوء، ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن وقد تعلم الآن منكما(9)، وينبغي بالإنسان العاقل أن يبحث عن الحكمة، لاسيما عند العلماء وفي حياة الماضين ويأخذ بها فقد ورد أن «الحكمة ضالة المؤمن»(10)، وقد عبر القرآن عن الحكمة بسأنها خير كثير قال تعالى ( ومن يُؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ) البقرة / 69، و ذلك لوجود الآثار الطيبة الكثيرة في الحكمة منها:

1 ـ معرفة الحقائق وفي مقدمتها معرفة الله تعالى.

2 ـ إصلاح النفس.

3 ـ إصلاح وهداية الناس.


7 ـ حد الترخص(11):

هو المكان الذي يخفى فيه على المكلف المسافر الأذان أو يتوارى عنه فيه الجدران و اشكالها لا اشباحها، وفي هذا المكان يعتبر الإنسان في حكم المسافر اذا بلغه لدى مغادرته موطنه فيقصر في صلاته و يفطر إذا كان صائماً، هذا في السفر، واما لو عاد من سفره وبلغ هذا المكان من موطنه فإنه يتم صلاته ويصوم لو وصل قبل أذان الظهر ولم يتناول مفطراً.


8 ـ الحيازة(12): «من حاز ملك».

هي عملية الأستيلاء والسيطرة العرفية على الشيء الذي لم يكن مسبوقاً بالملكية: وللحيازة صورتان:

الأولى: الحيازة بقصد الانتفاع و الإستثمار كحيازة الخشب من الغابة والماء من النهر وهذه الحيازة تمنح الشخص حقاً خاصاً.

الثانية: الحيازة بقصد الأحتكار والاستئثار كحيازة عيون الماء والثروات الطبيعية، والحيازة هنا لاتمنح الشخص حقاً في الثروة.

والحيازة من النوع الأول يقال فيها إنها سبب لملكية الحائز،و يستدل عليها بمضمون بعض الروايات منها ما في معتبرة السكوني «لليد ما أخذت و للعين ما رأت»(13).


9 ـ الحضانة(14):

هي حق رعاية الأطفال، و الأم أحق بحضانة الولد و تربيته مدة الرضاع أي الحولين ذكراً كان أو انثى سواء أرضعته بنفسها أم بغيرها، فلا يجوز للأب ان يأخذه في هذه المدة منها و ان فطمته، فإذا انقضت مدة الرضاع فالأب أحق بالذكر و الام بالأنثى حتى تبلغ سبع سنين من عمرها ثم يكون الأب أحق و لا يسقط حق الام في الحضانة إلا إذا تزوجت بالغير، و تنتهي الحضانة ببلوغ الولد رشيداً فيكون مالكا لنفسه ذكراً كان أو انثى.


10 ـ يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب(15):

قاعدة فقهية: معناها; حرمة التزويج بين الرجل و المرأة اللذين تربطهما علاقة الرضاع، كحرمته فيما إذا كانا مرتبطين بعلاقة النسب (بنفس النسبة)، فإذا تحقق الرضاع تحققت حرمة التزويج على نهج حرمة النكاح في النسب، فكما أن نكاح الأم والأخت والعمة و غيرها من الأرحام النسبية محرمة، فكذلك يحرم النكاح فيما إذا كانت العلاقة رضاعة فعند إجتماع شرائط الأرضاع تصير المرضعة أماً للمرضع، و ذو اللبن أبا له، و اخواتهما أخوالا و أعماماً له، و أخواتهما عمات و خالات له و أولادهما أخوة، فقد ورد في الحديث عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب»(16).


11 ـ الحدود تدرأ بالشبهات(17):

الحدود هي العقوبات التي نصت عليها الشريعة كعقوبة الزنا و السرقة... الخ، و تدرأ: بمعنى تدفع و تسقط و الشبهات من الشبهة التي هي بمعنى الأشتباه والخطأ.

ومعنى هذه القاعدة الفقهية: هو عدم إقامة الحد على العمل الجنائي الذي يقع إشتباهاً فالمراد من الشبهة هنا هو تحقق العمل الذي عليه الحد مع الجهل بالموضوع أو الحكم، كأن يشرب شخص سائلا على أنه ماء فيظهر أنه خمرٌ فهذا من الأشتباه بالموضوع فلا يقام عليه الحد أو أنه يشرب شخص الخمرة لعدم معرفته بحرمة شربها.

والدليل على هذه القاعدة ما ورد في النبوي المشهور قوله «إدرؤوا الحدود بالشبهات»(18).


12 ـ إحياء الأرض:

«من أحيا أرضاً فهي له»(19).

وهي عملية الاستفادة من الأرض و استثمارها بعد ان كانت غير قابلة للاستثمار بفعل عدم وصول الماء إليها أو كونها مالحة او ما شابه ذلك، و الأرض في هذه الحالة تكون لمن احياها اي ان المباشر في إحيائها تكون له الأولوية في الاستفادة منها بحيث لا ينازعه أحد فيها، فقد جاء في الحديث «من أحيا أرضاً مواتاً فهي له»(20).

و انما يتم التصدي لاستثمارها بعد أخذ الاذن من الإمام أو نائبه الذي بدوره يجعل حصة من الأرض من خراجها يدفع لبيت مال المسلمين، و في الحالات التي تهمل فيها الأرض من قبل المتصدي لها يحق لولي الأمر انتزاعها و اعطائها لشخص آخر بشرط إحيائها.


13 ـ حكم الامثال فيما يجوز وفيما لايجوز واحد(21):

قاعدة فلسفية، معناها أن الأشياء المتساوية تتساوى أحكامها في الإثبات والنفي، فمثلا قولنا الممكن متغير يصح على كل أفراده منها الأرض، وقولنا المستحيل لايقع في الخارج يصح على كل أفراد المستحيل كشريك الباري واجتماع النقيضين مثلا.


14 ـ الحسد(22):

هو تمني زوال نعمة الآخرين و انتقالها للحاسد.

وللحسد مراتب وهي:

1 ـ أن يحب زوال النعمة عن المحسود و ان لم تنتقل إليه، وهذا أخبث المراتب و أشدها ذماً.

2 ـ أن يحب زوال نعمة الغير لرغبة في عينها.

كرغبة في دار حسنة معينة أو إمرأة جميلة بعينها. قال تعالى ( ولا تتمنوا ما فضل الله بعضكم على بعض ) النساء / 31، و على الحاسد أن يمنع نفسه من التفكر في زوال نعمة المحسود ولا يسمح لجوارحه بإظهار ذلك في القول أو الفعل.

والحسد من الصفات الذميمة التي أمرنا الله بالتعوذ منها واجتنابها، قال تعالى ( ومن شر حاسد إذا حسد ) الفلق / 5، و للحسد آثار سيئة على الفرد والمجتمع منها :

1 ـ فساد العمل الصالح 2 ـ الخصومة وبغض الناس 3 ـ أذى النفس، فقد ورد عن الرسول «إياكم والحسد، فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»(23)، وعن الإمام علي(عليه السلام) «الحسود كثير الحسرات، متضاعف السيئات»(24).

ويمكن معالجة الحسد بعدة طرق منها:

1 ـ أن يتذكر منزلة الحسود عند الله وعند الناس.

2 ـ أن يتدبر في مساويء الحسد على نفسه حيث يكون الحسود متشتت البال كثير الحسرات.

3 ـ أن يعمل بعكس ما يدعو إليه الحسد فيحترم الآخرين و يشكرهم ويدعو لهم و أن يدعو الله بأن يرزقه مثلهم.


15 ـ الحِسبةُ(25): «الأمور الحسبية»:

وتطلق على الأمور التي لايجوز تصديها لأحد في عصر الغيبة، بل تجب على الحاكم الشرعي المبسوط اليد والذي يكون جامعاً لشرائط الإجتهاد، أمثال نصب القيم على الصغار، الحكم ببينونة المرأة إذا إرتد زوجها أو فُقد بعد الفحص، إجبار من لم يؤدِ الحقوق الشرعية، و أمثال ذلك من الأمور العامة.


16 ـ حروب الردة(26):

الردة، والأرتداد بمعنى الرجوع عن الدين قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ) آل عمران / 100.

وقد إرتد بعض المسلمين في عصر الرسول، كعبدالله بن أبي سرح، الذي أمر الرسول بقتله يوم فتح مكة، و عبيدالله بن جحش الذي أسلم و هاجر الى الحبشة ثم تنصر هناك ومات على النصرانية.

أما حروب الردة فقد أطلقت على من حاربهم أبوبكر في أيام خلافته، و توضيح ذلك، أنه عندما إنتشر خبر موت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في الجزيرة العربية و سكانها العرب كانوا على قسمين:

منهم من كان قد أسلم قبل ذلك، و منهم من بقي على دينه.

أما غير المسلمين فقد قويت شوكتهم و ظهرت معارضتهم، وأما المسلمون فإنهم تريثوا وعيونهم نحو المدينة ليطلعوا على أخبار الخلافة، حتى بلغهم تناحر أصحاب الرسول على البيعة و تأخر عامة بني هاشم و جملة من الصحابة وبلغهم أن البيعة كانت لأبي بكر.

وقد تخلف بعض المسلمين عن تسليم زكواتهم الى الخليفة الجديد، وكان
مرد ذلك الى عدم الخضوع لأبي بكر والإمتناع عن بيعته، لأنهم على إعتقاد تام بأن الخليفة بعد الرسول هو الإمام علي يشهد لذلك حادث الدار وبيعة الغدير وغيرهما من الشواهد. وقد حارب أبوبكر هؤلاء بما فيهم مالك بن نويرة الصحابي الجليل الذي غدر به خالد بن الوليد و بعشيرته بعد أن نزلوا ضيوفاً عليهم و كانوا قد بيتوا خطة لقتلهم ليلا.

والحق أن العرب الذين حاربهم أبوبكر وسموا مرتدين لم يكفروا بالإسلام و لم يرفضوه وانما كانوا فريقين:

1 ـ فريق كان مخالفاً لبيعة أبي بكر وممتنعاً من دفع الزكاة إليه لأنه لايرى أحقيته بالخلافة.

2 ـ فريق لم يكن قد دخل في الإسلام. أما الذين إدعوا النبوة في عهد الرسول أمثال مسليمة الكذاب، الأسود العنسي، سُجاح، فهؤلاء لم يكونوا من المسلمين حتى يصح إطلاق مصطلح الإرتداد عليهم، و هكذا القبائل التي قاتلها أبوبكر ولم تكن قد دخلت في الإسلام لايصح إطلاق مصطلح المرتدين عليهم لأنهم لم يكونوا قد دخلوا في الإسلام.


17 ـ المحاسبة: وللمحاسبة نوعان:

الأول محاسبة النفس: وهي ان يستعرض الإنسان اعماله في كل يوم ليشكر الله على الطاعة ويدعوه بالتوفيق للأستزادة و الاستمرار، ويتوب اليه عن المعصية ويستغفره منها، ان المحاسبة للإنسان من قبل نفسه على اعماله من شأنها ان تقوّم مسيرته و تخلصه من الكثير من الذنوب، كما أنهاتخفف عنه من حساب يوم القيامة، فقد ورد عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) «حاسبوا أنفسكم قبل أن
تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتجهزوا للعرض الأكبر»(27)، ويقول الإمام الكاظم(عليه السلام) «ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فان عمل خيراً استزاد الله منه وحمد الله عليه وان عمل شراً إستغفر الله منه وتاب إليه»(28).

الثاني: محاسبة الآخرين: و تشمل:

أ ـ محاسبة الإنسان لأفراد أسرته: وذلك من خلال مراقبتة لسلوكهم داخل الأسرة و خارجها والعمل على تقريبهم من الطاعات و مكارم الأخلاق من ناحية وابعادهم عن المعاصي و مساوىء الأخلاق من ناحية أخرى، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقدوها الناس والحجارة ) التحريم / 6.

ب ـ محاسبة الإنسان لأفراد المجتمع: وذلك لأن المؤمن مرآة أخيه عليه أن يأمره بالمعروف، و أن يحذره و يمنعه عن المنكرات، قال تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) آل عمران / 10، إن هذه الأنواع من المحاسبة إذا تحققت فسوف تتحقق المسيرة الصحيحة ونضمن سلامة الفرد و الأسرة والمجتمع لما فيه خير الدنيا و الآخرة.


18 ـ الحُب:

وهو حالة نفسية تؤدي إلى مودة الغير.

ولا ينبغي ان يكون الا لمن هو أهل له، وموارده:

1 ـ الحب لله تعالى: لانه الموجد المفيض لكل خير وكمال، ويتجلى الحب لله عن طريق الامتثال لاوامره والانتهاء عن نواهيه، قال تعالى ( والذين آمنوا أشد حُباً لله ) البقرة / 115.

2 ـ الحب لاولياء الله تعالى من الانبياء والأئمة والمؤمنين، و من مصاديقه التولي لهم والنصرة، ففي الحديث عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) «لايؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وتكون عترتي أحب اليه من عترته، ويكون أهلي أحب اليه من أهله، و يكون ذاتي أحب اليه من ذاته»(29).

3 ـ حب الدنيا: من الزوجة والاولاد والاموال وما شابه ذلك، ولا ينبغي ان يصل هذا الحب الى الدرجة التي توقع الإنسان في الحرام، قال تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) الكهف / 46.


19 ـ الحبسُ «السجن»(30)

عملية الحجز للانسان في مكان مُعين، وتختلف فترة المحبوس، فقد يحبس لفترة قصيرة حتى ينظر في امره كما في المتهم أو الكفيل حتى يُحضر المكفول، وقد يكون الحبس مؤبداً، فقد ورد عن الإمام علي(عليه السلام) «لايخلد في السجن إلا ثلاثة، الذي يُمسك على الموت، و المرأة المرتدة حتى تتوب، والسارق بعد قطع اليد والرجل»(31).

وقد جعل الإسلام من السجون مدارس إصلاحية يغير فيها السجناء ويربون على المباديء الإسلامية، وشرع للسجناء حقوقاً منها السماح لهم بالخروج لأداء صلاة الجمعة، ومنها اللقاء بعوائلهم، ومنها الخروج في أيام الاعياد.

يقول الإمام الصادق «على الإمام أن يُخرج المحبوسين في الدَين يوم الجمعة الى الجمعة، ويوم العيد الى العيد، فيرسل معهم فإذا قضوا الصلاة والعيد ردهم الى السجن»(32).


20 ـ التحدي(33):

هو مطالبة الله تعالى الخلق بأن يأتوا بمثل القرآن ولو بسورة واحدة وذلك في مقام الرد على من زعم أنّ القرآن ليس من صنع الله تعالى، وقد أخفق اعداء الإسلام أيام نزول القرآن بمجاراته ولو بسورة واحدة كما سوف يخفق الخلق حتى قيام الساعة لو ارادوا أن يجربوا طاقاتهم، وفيما يلي استعراض لمراحل التحدي التي ذكرها القرآن:

1 ـ الإتيان بمثل القرآن، قال تعالى ( فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين )الطور / 34.

2 ـ الإتيان بعشر سور من مثله، قال تعالى ( قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) هود / 13.

3 ـ الإتيان بسورة واحدة من مثله، قال تعالى ( أم يقولن افتراه قل فأتوا بسوره مثله ) يونس / 38.


21 ـ الأحتكار(34):

هو حبس الطعام وجمعه يتربص به الغلاء مع ضرورة المسلمين وحاجتهم وعدم وجود من يبذله لهم قدر كفايتهم، و يجبر المحتكر على البيع، وله ان يبيع بما شاء إلا إذا أجحف فيجبر على النزول من دون تسعير عليه، ومع عدم تعيينه يعينه الحاكم الشرعي بما يرى، فعن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) «من جمع طعاماً يتربص به الغلاء أربعين يوماً فقد بريء من الله وبريء الله منه»(35) ولولي الامر معاقبة المحتكر بما يراه مناسباً، يقول الإمام علي(عليه السلام) «فمن قارف حكرة بعد نهيك إياه فنكل به وعاقبه في غير اسراف»(36).


22 ـ الأحتضار(37):

وهو السوق أعاننا الله عليه وثبتنا بالقول الثابت لديه، وسمي به لحضور الموت أو الملائكة الموكلة به أو إخوانه و أهله عنده أو الأئمة خصوصاً الإمام علي(عليه السلام) وفي هذا الوقت يجب توجيه المحتضر المسلم الى القبلة بان يُلقى على ظهره بحيث إذا جلس يكون وجهه باتجاه القبلة، ويستحب تلقين المحتضر الشهادتين و الاقرر بالأئمة الاثني عشر وكلمات الفرج وهي ( لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين)(38) وقراءة القرآن قبل خروج روحه وبعده، وخصوصاً (يس) و (الصافات) لتعجيل روحه. كما يستحب تغميض عينيه وتطبيق فمه وشد فكيه ومد يديه ورجليه، و اعلام المؤمنين و التعجيل في تجهيزه الا مع إشتباه حاله فينتظر الى حصول اليقين بموته.


23 ـ حق المارة(39):

وهو إذا ما مرّ شخص ببستان لم يكن مُسَيجاً يجوز ان يتناول شيئاً مما فيه من الثمار وذلك إذا توفرت الشروط الآتية:

1 ـ عدم قصد المرور لاجل الأكل.

2 ـ الاّ يفسد شيئاً.

3 ـ الاّ يحمل معه شيئاً.

4 ـ الاّ يعلم او يظن عدم رضا المالك.


24 ـ محقرات الذنوب(40):

ومحقرات الذنوب، هي الذنوب التي لايُعير لها الإنسان أهمية لصغرها، فقد ورد أن الرسول نزل بأرض قرعاء (خالية من الأشجار)، فقال لأصحابه; إئتونا بحطب، فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب، قال: فليأت كل إنسان بما قدر عليه، فجاؤا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض.

فقال الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): هكذا تجتمع الذنوب، ثم قال: إياكم والمحقرات من الذنوب فإن لكل شيء طالباً، الا و ان طالبها يكتب ما قدموا و آثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين.

وقد ورد عن الإمام الكاظم(عليه السلام):

«إن المسيح قال للحواريين:

إن صغار الذنوب ومحقراتها من مكائد إبليس، يحقرها لكم و يصغرها في أعينكم فتجتمع و تكثر فتحيط بكم»(41).


25 ـ الحُكم الشرعي(42):

هو التشريع الصادر من الله تعالى لتنظيم حياة الإنسان، و ينقسم الى قسمين:

الأول: الحكم الشرعي التكليفي: وهو ما كان متعلقاً بأفعال الإنسان والموجهة لسلوكه مباشرة في مختلف جوانب حياته الشخصية والعبادية والعائلية والإجتماعية التي عالجتها الشريعة ونظمتها جميعاً، وهذا بدوره ينقسم الى خمسة أقسام:

1 ـ الواجب: وهو حكم شرعي يبعث نحو الشيء الذي تعلق به بدرجة الألزام، مثل وجوب الصلاة.

2 ـ الاستحباب: وهو حكم شرعي يبعث نحو الشيء الذي تعلق به بدرجة دون الألزام، مثل صلاة الليل.

3 ـ الحرمة: وهو حكم شرعي يزجر عن الشيء الذي تعلق به بدرجة الألزام، مثل حرمة الخمر.

4 ـ الكراهة: وهو حكم شرعي يزجر عن الشيء الذي تعلق به بدرجة دون الألزام، مثل خُلف الوعد.

5 ـ وهي ان يفسح الشارع المجال للمكلف بأن يختار الموقف الذي يريده وللمكلف حينئذ الحرية بأن يفعل أو يترك.

الثاني: الحكم الشرعي الوضعي: وهو كل حكم يُشرع وضعاً معيناً يكون له تأثير غير مباشر في سلوك الإنسان من قبيل الأحكام التي تنظم علاقاته الزوجية فإنها تشرع بصورة مباشرة علاقة معينة بين الرجل والمرأة وتؤثر بصورة غير مباشرة في السلوك وتوجهه لأن المرأة بعد ان تصبح زوجة فعلا تلزم بسلوك معين تجاه زوجها.


26 ـ الإحتياط(43):

وقد ذكروا له المعاني الآتية:

الأول: احد طرق إحراز التكاليف الشرعية «الإجتهاد، الإحتياط، التقليد»، ويُعرّف بأنه العمل الذي يتيقن معه ببراءة الذمة من الواقع المجهول، و ينقسم الى:

1 ـ إحتياط يقتضي الفعل، وذلك في كل مورد تردد الحكم فيه بين الوجوب وغير الحرمة، كما لو تردد الحكم بالنسبة للإستهلال لشهر رمضان بين الوجوب وعدم الحرمة، فالاحتياط يقتضي الاستهلال.

2 ـ إحتياط يقتضي الترك: وذلك في كل مورد تردد الحكم فيه بين الحرمة وغير الوجوب، كما لو تردد الحكم بالنسبة لصلاة الجمعة في زمان الغيبة بين الحرمة وغير الوجوب، فالإحتياط يقتضي ترك الصلاة.

3 ـ الإحتياط التكراري: وهو في كل مورد تردد الواجب فيه بين فعلين كما إذا لم يعلم المكلف في مكان خاص ان وظيفتة الاتمام في الصلاة او القصر، فان الاحتياط يقتضي ان يأتي بالصلاة مرة قصراً و مرة تماماً.

الثاني: احد الأصول العملية، وقد مضت الاشارة اليه في كلمة «الاصول العملية» في حرف الألف.

الثالث: الأحتياط في مقام الفتوى، وهو أما يجب العمل به أو الرجوع الى الغير من الفقهاء الأعلم فالأعلم إن كان الاحتياط واجباً،ويجوز تركه إن كان الاحتياط مستحباً(44).


27 ـ محرمات الذبيحة(45):

تحرم من الذبيحة عدة أشياء وهي: 1 ـ الدم 2 ـ الروث 3 ـ القضيب 4 ـ الفرج 5 ـ المشيمة 6 ـ الغُدة 7 ـ البيضتان 8 ـ خرزة الدماغ (حبة بقدر الحمصة في وسط الدماغ) 9 ـ النخاع، و هو خيط أبيض في وسط فقار الظهر 10 ـ العلباوان: عصبتان ممتدتان على الظهر من الرقبة الى الذنب 11 ـ المرارة 12 ـ الطحال 13 ـ المثانة 14 ـ حدقة العين، هذا في غير الطيور، وأما الطيور فالظاهر عدم وجود شيء من الأمور المذكورة فيها ما عدا الرجيع والدم والمرارة والطحال والبيضتين في بعضها.


28 ـ الحج(46):

هو الذهاب الى بيت الله الحرام للقيام بأعمال معينة «تسمى المناسك» قربة لله تعالى ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) آل عمران / 97، وهنا عدة نقاط تحتاج الى توضيح:

الاولى: شرائط وجوب الحج وهي: 1 ـ البلوغ 2 ـ العقل 3 ـ الاستطاعة من حيث المال وصحة البدن وسلامة الطريق وسعة الوقت.

الثانية: شرائط صحة الحج وهي: 1 ـ العقل 2 ـ الإسلام 3 ـ الا يكون أغلفاً (غير مختون) ان كان ذكراً.

الثالثة: أقسام الحج: و للحج ثلاثة أقسام:

1 ـ حج التمتع: وهو فرض من كان بعيداً عن مكة وحد البعد «48» ميلا أي «4/86» كم من كل جانب من مكة.

2 ـ حج قران

3 ـ حج افراد.

وهما فرضان لمن كان حاضراً في مكة.

الرابعة كيفية أداء الحج:

1 ـ حج التمتع: وكيفيته بأن يُحرم في أشهر الحج من أحد المواقيت بالعمرة المتمتع بها الى الحج ثم يدخل مكة فيطوف بالبيت سبعاً، ويصلي عند مقام ابراهيم(عليه السلام) ركعتين، ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعاً، ثم يقصر فيحل عليه كل ما حرم عليه بالاحرام، وهذه صورة عمرة التمتع التي هي أحد جزئي حجه ثم ينشيء إحراماً للحج من مكة في وقت يعلم أنه يدرك الوقوف بعرفة، والأفضل إيقاعه يوم التروية بعد صلاة الظهر، ثم يخرج الى عرفات فيقف بها من زوال يوم عرفة الى غروبه ثم يفيض منها ويمضي الى المشعر فيبيت فيه ويقف فيه بعد طلوع الفجر من يوم النحر الى طلوع الشمس منه، ثم يمضي الى منى لاعمال يوم النحر فيرمي جمرة العقبة ثم ينحر أو يذبح هديه ثم يحلق ان كان صرورة «لم يحج سابقاً» و يتخير غيره بينه و بين التقصير، ويتعين على النساء التقصير، فيحل بعد التقصير من كل شيء الا النساء والطيب، ثم يأتي إلى مكة ليومه إن شاء فيطوف طواف الحج و يصلي ركعتين فتحل له النساء، ثم يعود الى منى لرمي الجمار فيبيت فيها ليالي التشريق وهي الحادية عشرة والثانية عشرة والثالثة عشرة، ويرمي في أيامها الجمار الثلاث.

2 ـ حج القران: وكيفيته كحج التمتع إلا في تأخير العمرة عن الحج وينفرد القِران بالتخيير في عقد احرامه بين الهدي والتلبية.

3 ـ حج الأفراد: وكيفيته كحج التمتع إلا في تأخير العمرة عن الحج وان الهدي فيه مستحب.

كما ان صورة العمرة المفردة كعمرة التمتع إلا في امور:

إحداها: انه في عمرة التمتع يتعين التقصير ولا يجوز الحلق، وفي العمرة المفردة تخير بينهما.

ثانيهما: انه لا يكون في عمرة التمتع طواف النساء وان كان أحوط.

وفي العمرة المفردة يجب طواف النساء.

ثالثها: ميقات عمرة التمتع أحد المواقيت المعينة، وميقات العمرة المفردة أدنى الحل، وان جاز فيها الاحرام من تلك المواقيت.

الخامسة: المواقيت: هي المواضع التي عينت للاحرام وهي خمسة لعمرة الحج:

1 ـ ذو الحليفة: وهو ميقات أهل المدينة و من يمر على طريقهم.

2 ـ العَقيق: وهو ميقات أهل نجد والعراق ومن يمر عليه من غيرهم.

3 ـ الجحفة: وهي لأهل الشام ومصر والمغرب ومن يمر عليها من غيرهم.

4 ـ يَلملم: وهو لأهل اليمن ومن يمر عليه.

5 ـ قرن المنازل: وهو لأهل الطائف ومن يمر عليه.

السادسة: واجبات الاحرام: وهي:

1 ـ النية والقصد.

2 ـ التلبيات الاربع وصورتها: «لبيك اللّهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك».

3 ـ لُبس ثوبي الاحرام يتزر بأحدهما و يتردى بالاخر.

السابعة: تروك الاحرام: وهي:

1 ـ صيد البر إصطياداً و أكلا 2 ـ النساء وطأً وتقبيلا و لمساً ونظراً بشهوة.

3 ـ ايقاع العقد لنفسه او لغيره ولو كان مُحلا 4 ـ الإستمناء بيده أو بغيرها.

5 ـ الطيب بأنواعه 6 ـ لُبس المخيطِ للرجالِ 7 ـ الاكتحال بالسواد إن كان فيه الزينة 8 ـ النظر في المرآة 9 ـ لُبس ما يستر جميع ظهر قدمه بالنسبة للرجال دون النساء 10 ـ الفسوق و لا يختص بالكذب بل يشتمل السُباب و المفاخرة 11 ـ الجدال وهو قوله «لا والله»، «بلى والله» 12 ـ قتل هوام الجسد كالقمل و كذا هوام سائر الحيوانات 13 ـ لُبس الخاتم للزينة 14 ـ التدهين 15 ـ لُبس المرأة الحُلي للزينة 16 ـ إزالة الشعر كثيره و قليله 17 ـ تغطية الرجل رأسه 18 ـ تغطية المرأة وجهها 19 ـ التظليل فوق الرأس للرجل دون النساء 20 ـ اخراج الدم من البدن 21 ـ قلم الأظافر و قصها كلا أو بعضاً 22 ـ قلع الضرس 23 ـ قلع الشجر والحشيش النابتين في الحرم وقطعهما.

الثامنة: واجبات الطواف:

1 ـ النية 2 ـ الطهارة من الحدث الأكبر و الأصغر 3 ـ طهارة البدن واللباس 4 ـ ان يكون مختوناً إذا كان رجلا أو صبياً 5 ـ ستر العورة، وهي كل ما يجب عليه ستره في الصلاة .

التاسعة: من أهداف الحج: يقول الإمام الصادق(عليه السلام) «فجعل فيه الاجتماع من الشرق و الغرب ليتعارفوا، وليتربح كل قوم من التجارات من بلد الى بلد، ولتعرف آثار رسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الله وتعرف أخباره ويذكر و لا يُنسى»(47).


29 ـ الحضارة(48):

مشتقة من التحضر والتمدن (من الحضر والمدنية)(49).

إن معنى الحضارة، هو عبارة عن مجموع الأفكار والمفاهيم الخاصة عن الكون والحياة والإنسان، كالعقيدة والقانون والفن، والأخلاق ونظام الإجتماع والسياسة والاقتصاد وأمثالها.

لذا تعددت الحضارات، واختلف بعضها عن البعض، فهناك الحضارة الإسلامية القائمة على أساس الإيمان بالله تعالى، والتي لها خصائصها المميزة لها، قال تعالى ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون ) البقرة / 138.

وكما أن للحضارة الإسلامية شخصيتها وكيانها المستقل، فإن للحضارة الجاهلية كيانها المستقل كالحضارة الرومانية واليونانية وحضارة بابل و حضارة بلاد فارس والحضارة الأوربية الحديثة «كالحضارة الرأسمالية والحضارة الشيوعية... الخ».

ولكل من هذه الحضارات أفكارها ونظرياتها التي تبني الحياة البشرية عليها، ولها منهجها الخاص بها في القانون والفن والأدب والأخلاق، راجع كلمة الثقافة في حرف الثاء.

إن للمسلمين حضارتهم الخاصة بهم، والتي تقوم على أساس عقيدة التوحيد ومفاهيم القرآن والسنة المطهرة. ولقد بنى المسلمون حضارة إسلامية عظيمة على مدى الأربعة عشر قرناً الماضية تجسدت فيها الثقافة والفنون والآداب واسلوب الحياة والحضارة الاسلامية تتسم بالإصالة والشمول والانفتاح على بقية الحضارات للحوار والتفاهم والأخذ والعطاء لما هو الأصوب والأحسن، قال تعالى ( فبشر عبادي الذي يستمعون القول فيتبعون أحسنه ). الزمر / 17.

نعم، الحضارة الإسلامية في الجانب الثابت منها «النصوص الإسلامية»، لاتقبل التطوير أو الأنصهار لأن هذا الجانب يعبر عن حقائق كونية أو فطرية لاتستقر الحياة إلا بها، لهذا يقول حامل هذه الرسالة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): «حلال محمد حلال أبداً إلى يوم القيامة، و حرامة حرام أبداً إلى يوم القيامة»(50).

والإسلام يقدم أدلته المختلفة على صحة هذا المدعى، وعلوم الحياة المعاصرة والتجارب الإنسانية والدراسات المقارنة قد أثبتت هذا، قال تعالى ( وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )الإنعام / 153.


30 ـ حسن الظن بالله تعالى(51):

دخل البهلول على هارون الرشيد، فقال له هارون: ألك حاجة نقضيها لك ؟ قال البهلول: نعم، قال هارون: وما هي؟ قال: تغفر ذنبي وتدخلني الجنة. قال هارون: ليس هذا بيدي يا بهلول قال: فلأي شيء تقول: ألك حاجة نقضيها ؟ قال هارون: يا بهلول: بلغنا أن عليك ديناً فنقضيه عنك ؟ قال: يا هارون الدين لا
يقضى بالدين، رُدّ أموال الناس إليهم. قال هارون : أمرت برزقك يدرُ عليك حتى تموت. فقال يا هارون: أنا وأنت عبدان لله تعالى أترى هو يذكرك وينساني، فخجل هارون من كلامه.


31 ـ حق المواطنة في الإسلام(52):

الإسلام في تعاليمه يحترم كل الناس ويشركهم في الخدمات العامة لاسيما أولئك الذين ترعرعوا في بلاد الإسلام ولم يخرجوا على آدابه الخيرة، يقول الإمام علي(عليه السلام) في عهده لمالك الاشتر «الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق» و قد روي عن الإمام علي(عليه السلام) أنه مرّ بشيخ مكفوف كبير يسأل الناس: فسأل الإمام عنه، قالوا: يا أمير المؤمنين نصراني، فقال: استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه، أنفقوا عليه من بيت المال».


32 ـ الحروف المقطعة في القرآن(53):

ذكر المفسرون للحروف المقطعة التي وردت في بداية عدد من السور القرآنية «البقرة، آل عمران، الأعراف... الخ» عدة تفاسير وأهم هذه التفاسير، هو أن هذه الحروف إشارة الى أن هذا الكتاب السماوي بعظمته وأهميته التي حيرت فصحاء العرب وغير العرب، و تحدت الجن و الأنس في عصر الرسالة وكل العصور، يتكون من نفس الحروف المتيسرة في متناول الجميع، ومع أن القرآن يتكون من هذه الحروف الهجائية والكلمات المتداولة فإن ما فيه من جمال
العبارة وعمق المعنى يجعله ينفذ الى القلب والروح ويملأ النفس بالرضا والاعجاب، ويفرض إحترامه على الأفكار والعقول، ان هذه الحروف موجودة تحت تصرف الإنسان، لكنه عاجز عن صنع جمل و عبارات شبيهة بالقرآن.


33 ـ حدود العلم(54):

فيما يأتي حديث شريف عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يُبين لنا فيه الحدود والمراحل التي ينبغي أن يمر بها العلم لدى حامليه، فعن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه جاء رجل الى رسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الله فقال يا رسول الله ما العلم؟ قال: الأنصات. قال: ثم مه؟ قال: الاستماع. قال: ثم مه؟ قال: الحفظ. قال: ثم مه؟ قال: العمل به. قال: ثم مه؟ قال: نشره.


34 ـ حُسن الخلق(55):

روي عن الإمام علي(عليه السلام) بن الحسين السجاد أنه كانت عنده جارية جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة، فسقط الأبريق من يدها فشجه، فرفع رأسه إليها فقالت له الجارية إن الله تعالى يقول ( والكاظمين الغيظ ) فقال لها «كظمت غيظي» قالت ( والعافين عن الناس ) قال «قد عفوتُ عنك» قالت ( والله يحب المحسنين )قال: «إذهبي فأنت حرة لوجه الله».


35 ـ حوار منطقي(56):

المطالع للقرآن الكريم وسيرة الأنبياء والأوصياء يجد الحوارات العديدة لهم مع المخالفين.

وقد إتسمت هذه الحوارات من جانبهم بإقامة الأدلة والبراهين العقلية والوجدانية والعلمية بحيث لم يستطع الطرف المقابل أن ينكرها إلا عناداً وعلواً، نذكر من تلك النماذج:

أ ـ قوله تعالى ( وضرب لنا مثلا و نسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) يس / 78 ـ 79.

ب ـ قوله تعالى ( ألم ترَ إلى الذي حاج ابراهيم في ربه، أن آتاه الله الملك إذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي و أميت، قال ابراهيم فإنه الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الكافرين )البقرة / 258.


36 ـ حصاد الفُرقة(57):

الفُرقة و الإختلاف تذهب بالقوة و تؤدي الى الصراع فالضعف وبالتالي سيادة الظالمين وقوى الشر وفيما يأتي شاهد جميل عليها ورد عن الإمام علي(عليه السلام) «كانت ثلاثة ثيران في أجمة أبيض وأسود وأحمر، و معها أسد، فكان لا يقدر منها على شيء لأجتماعها عليه، فقال الاسد للثور الاسد وللثور الأحمر، إنه لايدل علينا في أجمتنا (غابتنا) إلا الثور الأبيض فإن لونه مشهور لوني على لونكما، فلو تركتماني آكله خلت لكما الأجمة وصفت، فقالا دونك و اياه فكله فأكله، ومضت مدة على ذلك، ثم ان الأسد قال للثور الأحمر، لوني على لونك فدعني آكل الثور الأسود، فقال له شأنك به، فأكله، ثم بعد أيام قال للثور الأحمر إني آكلك لامحالة، فقال الثور الأحمر، دعني أنادي ثلاثة أصوات، فقال: إفعل، فنادي إنما أُكلت في اليوم الذي أُكل الثور الأبيض. قالها ثلاثاً.


37 ـ الحياد:

الحياد بصورة عامة يعني عدم التحيز لطرف معين في قضية معينة، لاسيما في القضايا الحربية والسياسية...، إذن الحياد عبارة عن الرغبة في التجرد عن مناصرة جانب دون آخر. أما الحياد الإيجابي فهو نهج سياسي يعني المشاركة في حل مشكلات المجتمع الدولي على أساس من عدم الأنحياز و حسبما تمليه مباديء العدالة الدولية بهدف الوصول إلى تحقيق الأمن و السلام العالميين.(58)

وللاسلام موقفه الخاص اتجاه الأحداث والصراعات العسكرية والسياسية التي تجري في العالم، وهذا الموقف يعتمد على تشخيص نوعية الحدث والذي هو واحد من إثنين:

الأول: أن يكون الحدث موافقاً للحق والعدل.

الثاني: أن يكون الحدث موافقاً للباطل والظلم.

والأصل في معالجة هذه الأحداث هو الحوار والتفاهم من أجل المصالحة واقرار السلام، فإذا عجزت الأساليب السلمية فإن الاسلام يقف الى جانب الفريق المحق ضد الباطل والعدوان، قال تعالى ( وان طائفتان من المؤمنين إقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي ) الحجرات / 9، ويقول الإمام علي لولديه الحسن والحسين «كونا للظالم خصماً وللمظلوم عونا»(59).


38 ـ تحويل القبلة:

عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: تحولت القبلة الى الكعبة بعدما صلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة 13 سنة الى بيت المقدس وبعد مهاجرته الى المدينة صلى الى بيت المقدس سبعة أشهر، ثم وجهه الله الى مكة، و ذلك ان اليهود كانوا يعيرون على رسول الله يقولون: أنت تابع لنا تصلي الى قبلتنا فاغتم رسول الله من ذلك غماً شديداً وخرج في جوف الليل ينظر الى آفاق السماء ينتظر من الله في ذلك أمراً فلما أصبح وحضر وقت صلاة الظهر كان في مسجد بنى سالم وقد صلى الظهر ركعتين فنزل جبرائيل(عليه السلام) فأخذ بعضديه وحوله الى الكعبة وانزل عليه ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبله ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهگم شطره ) البقرة / 144.


39 ـ المُحترَم(60):

وردت هذه الكلمة في الاستعمالات الآتية.

1 ـ المال المحترم: هو المال الذي له قيمة بنظر الإسلام بحيث لو أتلف يجب ضمانه، و يقابلهُ المال غير المحترم كالخمرة و لحم الخنزير.

2 ـ الحيوان المحترم: هو الحيوان الذي لا يجوز إتلافه.

3 ـ الناظر المحترم: أي الناظر الذي تحذر من اطلاعه كالبالغ والطفل المميز.

4 ـ النفس المحترمة: وهي النفس التي يحرم إراقة دمها من بني الإنسان، فالمحارب مثلا نفسه ليست محترمة.


40 ـ المحَدث(61):

ورد عن أبي بصير عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال «كان عليٌ محدثاً وكان سلمان مُحدثاً، قال: قلت: فما آية المحدث؟ قال: يأتيه الملك فينكت في قلبه كيت وكيت»(62).

للأولياء حالات خاصة مع الله تعالى منها التحديث معهم، والتحديث هو سماع صوت الملك غير أنه يسمع القلب دون سمع الحس فالمحدث يسمع صوت الملك في تحديثه و يعيه بسمعه نظير ما نسمعه و يسمع من الكلام المعتاد و الأصوات المسموعة في عالم المادة غير أنه لايشاركه في ما يسمعه من كلام الملك غيره، و ان كان أمراً قلبياً.

و أما علمه بأن ما حدث به من كلام الملك لا من نزغة الشيطان فذلك بتأييد من الله سبحانه و تسديد حيث يلقي في قلبه السكينة و الأطمئنان عند ما يلقي اليه الملك الحديث قال تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد / 28، والمحدث قد يسمع صوت الملك فقط، وقد يسمعه مع رؤيته ولكن لاعلى وجه الحقيقة وانما على صورة من الصور، كما حدث ذلك بالنسبة لإبراهيم، و بالنسبة للسيدة مريم قال تعالى ( فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً )مريم / 19.


41 ـ الحِداد:

والحداد يعني ترك الزينة واظهار الحزن بمناسبة وفاة قريب أو عزيز، وهو على نوعين:

الأول الحداد العام: حيث تقام مراسيم معينة للميت من قبل أهله وعشيرته ومعارفه و أحيانا من قبل الدولة أو الشخصيات والدول الأخرى ولمدة معينة.

الثاني الحداد الخاص(63): وهو ما كان مرتبطاً بزوجة الميت حيث يجب على الزوجة في وفاة زوجها مدة العدة وهي (130 يوماً) ترك الزينة في البدن مثل التكحل والتطيّب والخضاب وتحمير الوجه و الخطاط، وفي اللباس بلبس الاحمر والاصفر والحلي، وبالجملة ترك كل ما يُعد زينة تتزين به للزوج، نعم لابأس بتنظيف البدن واللباس، وتسريح الشعر و تقليم الاظافر ودخول الحمام والافتراش بالفراش الفاخر والسكن في المساكن المزينة وتزيين أولادها ونحو ذلك.


42 ـ الحَوالة(64):

لو احال المديون على شخص لينتقل الدَين الى ذمته وقبل الدائن ذلك وكانت الحوالة صحيحة برئت ذمة المُحيل، وانتقلَ الدين الى ذمة المحال عليه، ويعتبر في المحال عليه، البلوغ، العقل، الرشد. ويعتبر في الحوالة أن يكون المُحيل والمحال بالجنس والمقدار.


43 ـ الحَجرُ(65):

هو كون الشخص ممنوعاً في الشرع عن التصرف في ماله بسبب من الأسباب منها: الصغر، السفه، الفلس، مرض الموت، الجنون.

وتكون ولاية التصرف في مال الطفل والنظر في مصالحه وشؤونه لأبيه بأن يكون ناظراً في أمره، ومع فقده للحاكم الشرعي.

أما السَفيه: وهو الذي ليس له حالة باعثة على حفظ ماله والاعتناء به، بل يصرفه في غير موضعه و يتلفه في غير محله، وتكون الولاية عليه هنا كما في الصغير.

وأما المفلس: وهو من حُجر عليه عن ماله لقصوره عن ديونه فيحجر عليه بخصوص التصرفات المالية.

ومرض الموت يكون سبباً في عدم نفوذ وصية الميت بما زاد على الثلث في حين تنفذ عقوده وكل تصرف لايُعد سرفاً ولا تبذيراً عند العقلاء، وأما الجنون فانه يمنع حال جنونه ويكون امرة بيد ولي أمره.


44 ـ الحنوط(66):

يجب تحنيط الميت المسلم بعد تغسيله ،وهو عبارة عن مسح مواضعه
السبعة للسجود بالكافور المسحوق ويكفي فيه المُسمى، ويستحب خلطه بقليل من التربة الحسينية، ويسقط التحنيط فيما اذا مات الأنسان في احرام العمرة أو الحج.


45 ـ الحديث «الخبر»(67):

هو كلام يحكي قول المعصوم أو فعله أو تقريره، والخبر يرادف الحديث(68). كما أن الحديث يرادف السنة المطهرة.

ويعتبر الحديث شريكاً للقرآن والمصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي يقوم بعملية التوضيح لما أجمله القرآن أو التأكيد لما ورد فيه أو التأسيس للعديد من الأحكام الشرعية قال تعالى ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ). الحشر / 7.

وقد روي عن الرسول حثه على كتابة سنته و حفظها وروايتها ولو بالمضمون;

أ ـ عن الرسول «قيدوا العلم بالكتاب»(69).

ب ـ عن الرسول «من حفظ على أمتي أربعين حديثاً ينتفعون بها في أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً»(70).

جــ وعنه «نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني»(71).

د ـ وعنه «لابأس في الحديث قدمت فيه أو أخرت، إذا أصبت معناه»(72)وقد قام كل من الخليفتين أبي بكر و عمر على منع تدوين الحديث في عهد الرسول و بعد وفاته و منعا من التحدث به بل عمد عمر الى حرق ما كان مكتوباً من أحاديث الرسول لأسباب سياسية تتمثل في إبعاد الأمة عن الأحاديث التي كانت تؤكد خلافة الإمام علي وأحقيته في القيادة من بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد روى البخاري باسناده عن ابن عباس قال «لما إشتد بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه قال: إئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لاتضلوا بعده، قال عمر: ان النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا»(73).

والأستدلال بالحديث على الحكم الشرعي يتوقف على صحة الحديث والتي لا تتحقق إلا بأمرين:

الأول: صحة السند، أي أن رواة الحديث رووه واحداً عن آخر حتى يصل إرتباطه بالمعصوم، ولكي يحصل الإطمئنان بصحه السند لابد من أن يكون الراوي ثقة أي معروفاً بالصدق.

الثاني: صحة المتن: أي أن لفظ الحديث الذي يتقوم به معناه هو مول المعصوم.

وللحديث عدة تقسيمات نذكر منها:

إنقسامه الى المتواتر والآحاد:

أ ـ الحديث المتواتر: هو ما يرويه في كل جيل منذ عصر المعصوم الصادر عنه حتى عصر العمل به والرجوع اليه مجموعة من المسلمين يستحيل إتفاقهم على وضعه أو على الكذب أو الإشتباه في نسبته الى المعصوم. وينقسم المتواتر الى:

الاول: المتواتر اللفظي: وذلك في حالة إتحاد ألفاظ المخبرين في خبرهم كقول الرسول «إنما الأعمال بالنيات».

الثاني: المتواتر المعنوي: وذلك ما إذا تعددت ألفاظ المخبرين ولكن إشتمل كل منها على معنىً مشترك بينها. كالاخبار الواردة في بطولة الإمام علي(عليه السلام).

ب ـ الحديث الآحاد: وهو كل حديث لم يبلغ الى حد التواتر سواء نقله راوي واحد أو أكثر، والحديث الآحاد له عدة تقسيمات:

l قسم الى أربعة أقسام «بحسب الراوي»:

1 ـ الصحيح: وهو ما كان جميع رواته عدولا إمامية.

2 ـ الموثق: وهو ما كان رواته كلهم أو بعضهم من غير الإمامية ولكنهم وثقوا.

3 ـ الحسن: وهو ما كان رواته كلهم أو بعضهم من الإمامية ولكنهم لم يوثقوا بل مدحوا فقط.

4 ـ الضعيف: وهو ما لم يكن واحداً من الأقسام الثلاثة بل كان رواته مجهولين أو قد ضعفوا.

l وقسم بحسب الدلالة الى:

1 ـ النص: وهو ما كان صريحاً في الدلالة لايحتمل إلا معنى واحداً.

2 ـ الظاهر: مادل على معنى راجح مع إحتمال غيره.

3 ـ المجمل: الذي كان معناه غير واضح.

l تقسيمه الى:

1 ـ المستفيض: وذلك إذا تجاوز عدد رواته عن ثلاثة.

2 ـ المشهور: وهو ما شاع عند أهل الحديث خاصة دون غيرهم بأن نقله منهم رواة كثيرون ولا يعلم هذا القسم إلا أهل الصناعة.

وأما إذا كان مشهوراً عند غير المحدثين ولا أصل له فهو داخل في الضعيف.

l المسند: ما إتصل سنده من أولة الى آخره ولم يسقط منه أحد، ويقابله المنقطع.

2 ـ المرسل: إسناد الحديث الى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) من غير ذكر الواسطة.

وقد إهتم المسلمون بدراسة الحديث من حيث «السند» «الرواة»، و«المتن» «المضمون»، فأسسوا علمي «الحديث» و «الرجال».

ويجمع هذين العلمين علماً أسموه بعلم «الدراية»، وتحتفظ الأمة الإسلامية بالكتب المتنوعة في علمي الرجال والحديث لدى الشيعة والسنة، نذكر منها:

l الكتب الرجالية:

أ ـ الكتب الرجالية لدى السُنة(74):

1 ـ الجرح والتعديل / الرازي

2 ـ ميزان الأعتدال في نقد الرجال / الذهبي

3 ـ تهذيب التهذيب / العسقلاني

4 ـ لسان الميزان / العسقلاني

ب ـ الكتب الرجالية لدى الشيعة(75):

1 ـ رجال الكشي

2 ـ فهرست النجاشي

3 ـ رجال الشيخ الطوسي

4 ـ فهرست الشيخ الطوسي

5 ـ رجال البرقي

6 ـ رسالة أبي غالب الرازي

7 ـ مشيخة الصدوق

8 ـ مشيخة الطوسي

l كتب الحديث:

أ ـ كتب الحديث لدى السنة تشمل الصحاح الستة وهي(76):

1 ـ صحيح البخارى / البخاري

2 ـ صحيح مسلم / مسلم

3 ـ سنن الترمذي / الترمذي

4 ـ سنن النسائي / النسائي

5 ـ سنن ابن ماجة / ابن ماجة

6 ـ سنن أبي داوود / السجستاني

ب ـ كتب الحديث لدى الشيعة(77) وهي على مجموعتين:

كتب الحديث الأربعة:

1 ـ الكافي / الكليني

2 ـ من لايحضره الفقيه / القمي

3 ـ التهذيب / الطوسي

4 ـ الاستبصار / الطوسي

الكتب الثلاثة الجامعة لتفاريق الأخبار:

1 ـ الوافي / الفيض الكاشاني

2 ـ وسائل الشيعة / الحر العاملي

3 ـ بحار الأنوار / المجلسي.


46 ـ الحقيقة والمجاز(78):

فالحقيقة هي استعمال اللفظ في المعنى الموضوع له، كما في كلمة (أسد) التي وضعت للحيوان المفترس.

والمجاز: هو إستعمال اللفظ في معنى آخر لم يوضع له ولكنه يشابه ببعض الاعتبارات المعنى الذي وضع اللفظ له، ومثاله ان تستعمل كلمة البحر في العالم الغزير علمه لأنه يشابه البحر من الماء في الغزارة والسعة، ولابد في الاستعمال المجازي من ذكر قرينة تدل عليه وتشرح مقصوده فتقول «بحرٌ في العلم» فتكون كلمة «في العلم» قرينة على المعنى المجازي وهكذا.


47 ـ الحائر الحُسيني(79):

وهو ما أحاطت به جدران الصحن، فيدخل فيه الصحن من جميع الجوانب
والعمارات المتصلة بالقبة المنورة والمسجد الذي خلفها، وسبب التسمية بالحائر، لأن المتوكل العباسي لما أمر بإرسال الماء على قبر الإمام الحسين(عليه السلام)ليعفيه ويُلغي وجوده حار الماء أي توقف ولم يبلغ القبر الشريف، ومن خصائص الحائر الحسيني ان الصلاة فيه للمسافر مخيرة بين القصر والإتمام.


48 ـ الحجر الاسود(80):

حجر في أحد أركان الكعبة يجب على الحاج عند الطواف البدء منه والإختتام فيه، ويستحب للحاج إستلامه بيده، ويروى أن الحجر كان درة بيضاء رمى بها الله تعالى الى آدم(عليه السلام) بأرض الهند، فحمله آدم(عليه السلام) على عاتقه حتى وافى به مكة فجعله في الركن، وحينما بُنيت الكعبة و تشاجروا أيهم يضع الحجر في موضعه وقع إختيارهم على الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في وضع الحجر الأسود في مكانه، راجع كلمة (البيت الحرام) في حرف الباء.


49 ـ الحلال والحرام(81):

الحلال في الأحكام الشرعية، مالم تمنع عنه الشريعة الإسلامية، بل أمرت به و حثت عليه وجعلت المحاسبة على مخالفته، ولا شك أن المشرع لا يُحل إلاّ لوجود مصلحة ومنفعة فيما أحله قال تعالى ( يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات ) المائدة / 4، وتتسع دائرة الحلال لتشمل كل مجالات الحياة، وعلى مختلف الأصعدة، نذكر من ذلك:

1 ـ المال الحلال: الذي يجب أن يحصل عليه بطريق مشروع كالعمل المشروع.

2 ـ الأكل والشراب الحلال: وهو ما كان نافعاً ومباحاً.

3 ـ الزواج الحلال: وهو ما كان بعقد شرعي.

4 ـ الكلام الحلال: وهو ما كان صادقاً.

وهكذا بقية التصرفات وفي مختلف المجالات...

وأما الحرام في الأحكام الشرعية: فهو ما كان ممنوعاً من جهة الشرع. والشرع إنما يمنع عن مباشرة مجموعة من التصرفات للمفسدة والأضرار المترتبة على فعلها، قال تعالى ( قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن )الأعراف / 33، وكما كانت دائرة الحلال تتسع لتشمل كل مجالات الحياة، فهنا يقابلها الحرام بالمثل، نذكر من ذلك:

1 ـ المال الحرام: كالمال المغصوب مثلا.

2 ـ الأكل والشراب الحرام: كالميتة والخمرة.

3 ـ الزواج الحرام: كالزنا.

4 ـ الكلام الحرام: كالغيبة والبهتان.

وهكذا بقية التصرفات وفي مختلف المجالات...

وارتكاب الحرام في الإسلام يعرض صاحبه الى العقوبة الدنيوية والأخروية، فقد ورد عن الإمام علي(عليه السلام) «إحذروا الدنيا فإن في حلالها حساب وفي حرامها عقاب»(82).


50 ـ الحَدث(83):

هو القذارة المعنوية التي توجد في الإنسان فقط بأحد أسبابها، وهو قسمان:

1 ـ الحدث الأصغر: الذي يوجب الوضوء: كالنوم و التبول.

2 ـ الحدث الأكبر: الذي يوجب الغُسل، كالجنابة والحيض.

والمحدث بالأصغر يحرم عليه مس كتابة القرآن ولا تصح منه العبادة المشروطة بالوضوء، كما أن المحدث بالأكبر يحرم عليه مس كتابة القرآن ولاتصح منه العبادة المشروطة بالطهارة، وتحرم عليه أعمال أخرى راجع كلمة (الجنابة) في حرف الجيم وكلمة (الحيض) في حرف الحاء.


51 ـ الحوض(84):

عن أنس قال: دخلتُ على رسول الله فقال: قد أعُطيت الكوثر، فقلت يا رسول الله وما الكوثر؟ قال: نهر في الجنة عرضه وطوله مابين المشرق والمغرب، لايشرب أحد منه فيظمأ، ويتوضأ أحد منه فيشعث، لايشربه إنسان أخفر ذمتي وقتل أهل بيتي، يذود علي(عليه السلام) عنه يوم القيامة من ليس من شيعته، ومن شرب منه لم يظمأ أبدأ.


52 ـ الحور العين(85):

والحور جمع حوراء وأحور، ويقال للشخص الذي يكون سواد عينه
شديداً وبياضها شفافاً، والعين جمع عيناء وأعين، بمعنى العين الواسعة، لأن أكثر جمال الإنسان في عيونه، و قال البعض، إن حور أُخذت من مادة «حيرة» يعنى أنهن جميلات إلى حد تصاب فيها العيون بالحيرة عند رؤيتهن، والحور العين من زوجات المؤمنين في الجنة قال تعالى ( وزوجناهم بحور عين ) الدخان / 54، وقد وردت أوصاف أخرى للحور منها قوله تعالى ( وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ) الواقعة / 22.

ومنها قوله تعالى ( حور مقصورات في الخيام ) الرحمن / 72.


53 ـ الحواريون(86):

عن أبي عبدالله قال: ان حواري عيسى(عليه السلام) كانوا شيعته، و ان شيعتنا حواريونا، وما كان حواريّ عيسى(عليه السلام) بأطوع له من حوارينا لنا، وإنما قال عيسى للحواريين ( من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ) آل عمران / 52، فلا والله ما نصروه من اليهود ولاقاتلوا دونه، وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسول الله ينصرونا ويقاتلون دوننا ويحرقون ويعذبون ويشردون في البلدان جزاهم الله عنا خيراً، و عن الإمام الرضا(عليه السلام)، سمي الحواريون حواريين لأنهم كانوا مخلصين في أنفسهم و مخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ و التذكير.


54 ـ حضور القلب(87):

إن المعاني الباطنية التي بها يتم حياة الصلاة يجمعها ست جمل وهي:

حضور القلب، والتفهم، والتعظيم، والهيبة، والرجاء، والحياء.

فالأول: حضور القلب، و نعنى به أن يفرغ القلب عن غير ما هو ملابس له و متكلم به، فيكون العلم بالفعل والقول مقروناً بهما ولا يكون الفكر جارياً في غيرهما، ومهما إنصرف الفكر عن غير ما فيه وكان في قلبه ذكر كما هو فيه و لم يكن فيه غفلة عنه فقد حصل حضور القلب.

ثم التفهم لمعنى الكلام وهو أمر وراء حضور القلب، فربما يكون القلب حاضراً مع اللفظ ولا يكون حاضراً مع معنى اللفظ: فاشتمال القلب على العلم بمعنى اللفظ هو الذي أردنا بالتفهم، وهذا مقام يتفاوت فيه الناس إذ ليس يشترك الناس في تفهم المعاني للقرآن و التسبيحات، وكم من معان لطيفة يفهمها المصلي في أثناء الصلاة ولم يكن قد خطر بقلبه قبل ذلك، ومن هذا الوجه كانت الصلاة ناهية عن الفحشاء والمنكر، فإنها تفهم أموراً تمنع عن الفحشاء والمنكر لامحالة.

ثم التعظيم وهو أمر وراء حضور القلب والفهم، إذ الرجل ربما يخاطب غيره بكلام هو حاضر القلب فيه و متفهم لمعناه ولا يكون معظماً له.

ثم الهيبة: وهي زائدة على التعظيم، إذ هي عبارة عن خوف منشؤه التعظيم لأنه من لايخاف لايسمى مهابة، بل الهيبة خوف مصدره الاجلال

ثم الرجاء، فالعبد ينبغي أن يكون راجياً بصلاته ثواب الله كما أنه خائف بتقصيره عقاب الله ثم الحياء، ومبدؤه إستشعار تقصير وتوهم ذنب.

والمستفاد من الآيات والأخبار أن صلاة من يغفل عما يقول فيها ويفعل، ليست مقبولة إلا بقدر ما أقبل عليه منها، والفقهاء لم يشترطوا إلا حضور القلب عند التكبير والتوجه عنده.

والجواب: ان بين القبول والأجزاء فرقاً، فإن القبول في العبادة ما يترتب عليه الثواب في الأخرة، و تقرب الى الله زلفى، والأجزاء ما يسقط التكليف عن العبد ولم يثب عليه والناس مختلفون في تحمل التكليف. وقد ورد جملة من الروايات في التحدث عن حضور القلب، نذكر منها:

عن الرسول «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً»(88) وعنه «لايقبل الله صلاة عبد لا يحضر قلبه مع بدنه»(89)، وعن المعصوم «صلاة ركعتين بتدبر خير من قيام ليله والقلب ساه»(90).


55 ـ الحسنة والسيئة(91):

الحسنة يُعبر بها عن كل ما يسُر من نعمة تنال الإنسان في نفسه وبدنه وأحواله، والسيئة على الضد منها، وقد ورد ذكرهما والإشتقاقات المرتبطة بهما في النصوص الشرعية، ويحس الدارس لهذه النصوص بوجود التنافر بينهما وتأثير إحداهما بالأخري إيجاباً أو سلباً، وفيما يأتي عرض جملة من ذلك:

1 ـ الحسنة بمعنى فعل الطاعة والسيئة بمعنى فعل المعصية، قال تعالى ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لايظلمون ) الأنعام / 160.

2 ـ الحسنة بمعن الجزاء على العمل الصالح والسيئة بمعنى الجزاء على العمل الطالح قال تعالى ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و ان أسأتم فلها ) الاسراء / 7.

3 ـ الحسنة بمعنى النعمة كالرخاء والإمان، و السيئة بمعنى النقمة كالفقر والخوف، قال تعالى ( وبلوناهم بالحسنات والسيئات ) الأعراف / 168.

4 ـ الحسنة بمعنى العبادة (الصلاة) و السيئة بمعنى الذنب قال تعالى ( ان الحسنات يذهبن السيئات ) هود / 114.

5 ـ الحسنة بمعنى مطلق النعم والسيئة بمعنى مطلق العذاب قال تعالى ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) البقرة / 201.

6 ـ الحسنة بمعنى الصواب والسيئة بمعني الخطأ قال تعالى ( فبشر عبادِ الذين يسمعون القول فيتعبون أحسنه ) الزمر / 18.

7 ـ الحسنة بمعنى النصر أو الشهادة والسيئة بمعنى الهزيمة والقتل على الجاهلية، قال تعالى ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ) التوبة / 52.


56 ـ حق الطاعة(92):

إن الإنسان يدرك بعقله أن لله (سبحانه) حق الطاعة على عبيده، فنحن نطيع الله تعالى ونمتثل أحكام الشريعة لأن العقل يفرض علينا ذلك، ويتحتم علينا أن ندرس حق الطاعة الذي يدركه العقل وحدوده، فهل هو حق لله تعالى في نطاق التكاليف المعلومة فقط وأن التكاليف التي يشك فيها ولا علم له بها فلا يمتد إليها حق الطاعة، أو أن حق الطاعة كما يدركه العقل في نطاق التكاليف المعلومة يدركه أيضا في نطاق التكاليف المحتملة، فإذا علم بتكليف كان من حق الله عليه أن يمتثله (كالعلم بوجوب الصلاة) وإذا إحتمل تكليفاً كان من حق الله أن يحتاط فيترك ما يحتمل حرمته (كإحتمال حرمة التدخين) أو يفعل ما يحتمل وجوبه (كاحتمال وجوب الأستهلال).

والصحيح عند الشيهد الصدر(قدس سره) هو أن الأصل في كل تكليف محتمل هو الإحتياط نتيجة لشمول حق الطاعة للتكاليف المحتملة، فإن العقل يدرك أن للمولى على الإنسان حق الطاعة لافي التكاليف المعلومة فحسب، بل في التكاليف المحتمل الى الدرجة التي تدعو الى إلزام المكلف بالإحتياط.


57 ـ الحساب يوم القيامة(93):

وهو المساءلة عن التكاليف في الحياة الدنيا، قال تعالى ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) الصافات / 204.

والحديث عن الحساب يتضمن عدة نقاط، نذكر منها:

l مكان الحساب: قال تعالى ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ) إبراهيم / 48.

l مدة الحساب: قال تعالى ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )المعارج / 4.

إن في يوم الحساب خمسين موقفاً كل موقف يستغرق ألف سنة من سنين هذه الدنيا فتكون فترة الحساب هي خمسين ألف سنة.

l أصناف الناس في يوم الحساب: وهم ثلاثة أصناف:

الأول: الذين لايحاسبون، وهم السابقون في الإيمان والعمل الصالح، قال تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر / 10.

الثاني: الذين يحاسبون حساباً يسيراً، وهم أصحاب الميمنة، قال تعالى ( فأما من أوتي كتابه بيمينه، فسوف يحاسب حساباً يسيراً ) الإنشقاق / 7 ـ 8.

الثالث: الذين يحاسبون حساباً عسيراً وهم الكفار و المنافقون قال تعالى ( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره. فسوف يدعو ثبوراً ) الإنشقاق / 10 ـ 11.

l من طرق الحساب في يوم القيامة:

1 ـ بواسطة الكتاب «الطائر»: قال تعالى ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً. إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ) الإسراء / 13 ـ 14.

2 ـ شهادة الجوارح: قال تعالى ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم و أرجلهم بما كانوا يعملون ) النور / 24.

3 ـ إخبار مناطق الأرض التي عمل عليها قال تعالى ( يومئذ تحدث أخبارها ) الزلزلة / 3.

4 ـ الموازين: والمراد تقييم الأعمال من الحسنات والسيئات قال تعالى ( ونضع الموازين بالقسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً و ان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها و كفى بنا حاسبين ) الأنبياء / 47.

l نتائج الحساب في يوم القيامة: ونتائج الحساب كالآتي:

أ ـ فريق الى الجنة، وهم السابقون و أصحاب الميمنة قال تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) النازعات / 4.

ب ـ فريق الى النار الدائمة، قال تعالى ( فأما من طغى و آثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى ) النازعات / 4.

جــ فريق الى النار المؤقتة وبعدها يخرجون الى الجنة قال تعالى ( لابثين فيها أحقاباً ) النبأ / 23، وهم الموحدون الذين لم ترجح كفة حسناتهم على سيئاتهم.


58 ـ الحركة الجوهرية(94):

الحركة سير تدريجي للوجود، و تطور للشيء في الدرجات التي تتبع لها إمكاناته، و لذلك حدد المفهوم الفلسفي للحركة بأنها خروج الشيء من القوة الى الفعل تدريجاً.

إن الحركة ليست عبارة عن فناء الشيء فناءً مطلقاً و وجود شيء آخر جديد، و إنما هي تطور الشيء في درجات الوجود، فيجب إذن أن تحتوي كل حركة، على وجود واحد مستمر، منذ أن تنطلق الى أن تتوقف، و هذا الوجود هو الذي يتحرك، بمعنى أنه يتدرج ويثرى بصورة مستمرة، وكل درجة تعبر عن مرحلة من مراحل ذلك الوجود الواحد، و هذه المراحل إنما توجد بالحركة... فالشيء المتحرك أو الوجود المتطور لايملكها قبل الحركة و الا لما وجدت الحركة بل هو في لحظة الأنطلاق يتمثل لنا في قوى وامكانات، و بالحركة تستنفذ تلك الأمكانات، ويستدل في كل درجة من درجات الحركة الإمكان بالواقع والقوة بالفعلية.

فالماء قبل وضعه على النار لا يملك من الحرارة المحسوسة إلا إمكانها، وهذا الإمكان الذي يملكه ليس إمكاناً لدرجة معينة من الحرارة بل هي بجميع درجاتها التي تؤدي الى الحالة الغازية في النهاية ممكنة للماء وحين يبدأ بالانفعال و التأثير بحرارة النار تبدأ حرارته بالحركة والتطور، بمعنى أن القوى و الإمكانات التي كانت تملكها تتبدل الى حقيقة، والماء في كل مرحلة من مراحل الحركة يخرج من إمكان الى فعلية ولذلك تكون القوة والفعلية متشابكتين في جميع أدوار الحركة هذا هو المفهوم الفلسفي الدقيق الذي تعطيه الفلسفة المتيافيزيقية للحركة .

وجاء بعد ذلك دور الفلسفة الإسلامية، على يد الفيلسوف الإسلامي الكبير صدر الدين الشيرازي فوضع نظرية الحركة العامة، وبرهن فلسفياً على ان الحركة بمفهومها الدقيق الذي عرضناه، لا تمس ظواهر الطبيعة وسطحها العرضي فحسب، بل الحركة في تلك الظواهر ليست إلا جانباً من التطور يكشف عن جانب أعمق، وهو التطور في صميم الطبيعة وحركتها الجوهرية، ذلك أن الحركة السطحية في الظواهر لما كان معناها التجدد و الانقضاء، فيجب لهذا أن تكون علتها المباشرة أمراً متجدداً غير ثابت الذات أيضا، لأن علة الثابت ثابتة، وعلة المتغير المتجدد متغيرة متجددة، فلا يمكن أن يكون السبب المباشر للحركة أمراً ثابتاً و الالم تنعدم أجزاء الحركة، بل تصبح قراراً و سكوناً.


59 ـ الحجاب(95):

إعتنى الإسلام بقضية اللباس و وجه الإنسان الى أنواع الملابس التي يجب أو يحرم عليه أو يستحب له أن يلبسها، و للباس المرأة في المجتمع الإسلامي صفاته وخصائصه المميزة له عن لباس الرجال، ليحفظ للمرأة أنوثتها، وشخصيتها النسوية وجمالها الخاص بها، ويوفر لها العفة والكرامة الشخصية.

والإسلام عندما حدد نوعاً معيناً من اللباس الذي إصطلح الناس عليه و سموه بـ «الحجاب» وحرم عليها أن تظهر زينتها للرجال الأجانب، فهو لم يفعل ذلك إلا للحفاظ على كرامة المرأة وعفتها وابعادها عن الرذيلة، والفساد و العلائق المحرمة، ولئلا تكون مجالا لأثارة الشهوات والأعتداء عليها من قبل الاشرار.

لقد أمرت الشريعة الإسلامية المرأة أن تستر جسدها وشعرها وزينتها عن الرجال الأجانب، كما أمرت الرجال أن يستروا أجسادهم عن النساء الأجنبيات لئلا يقع الأعزاء والفتنة و الآثارة الجنسية المحرمة، في حين حببت للمرأة أن تعتني بزينتها وجمالها لزوجها، كما حببت للزوج أن يعتني بمظاهر الزينة و الأناقة والجمال لزوجته، ذلك لإن الإهتمام بالزينة والجمال قضية نفسية تنبغي العناية و الإهتمام بها.

وقد ثبتت الشريعة الإسلامية الأحكام الخاصة بلباس المرأة وزينتها من غير أن تحدد لها شكل اللباس، فلها أن تصنع ملابسها على أية هيئة شاءت، بشرط أن تتوفر في اللباس الشروط الآتية:

1 ـ أن يستر اللباس جسد المرأة وشعرها عن الرجال الأجانب، عدا الوجه والكفين.

2 ـ أن لا يكون رقيقا يشف عن ما تحته من الجسد

3 ـ أن لا يكون مثيراً ومغرياً يظهر زينة المرأة وجمالها

4 ـ يحرم على المرأة أن تتشبه بالرجال في لباسها

وقد أوجز القرآن موضوع الحجاب بهذه الآية المباركة ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) النور / 30

فالزينة هنا أعضاء جسم المرأة، و ما ظهر منها هو الوجه و الكفان.


60 ـ إحياء الليل «التهجد»(96):

قال تعالى ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالإسحار هم يستغفرون )الذاريات / 17 ـ 18.

عن الرسول «ركعتان في جوف الليل أحب إليّ من الدنيا وما فيها»(97).

إن إحياء الليل بمعنى إستثمار بعضه أو أغلبه بالعبادة، و أفضل أوقات الليل هو السحر أي الساعات الأخيرة (الثلث الأخير من الليل) التي تسبق صلاة الصبح، حيث الهدوء وصفاء الذهن وانشراح القلب، والتوجه الصادق لله تعالى بالإنفتاح عليه و الأنقطاع له فالتعرض لشآبيب رحمته وفيوضاته اللامحدودة، ولأحياء الليل برنامج خاص ومفردات معينة وتوضيح ذلك يتم من خلال:

أ ـ البرنامج العام: والذي يشمل كل الليالي و أدنى ما في هذا البرنامج هو الإتيان بصلاة الليل التي ورد الحث عليها كثيراً، والإنسان في سعة من حيث تلاوة القرآن والأدعية المتنوعة أو أنواع التسبيح لذكر الله تعالى.

ب ـ البرنامج الخاص: وهو مرتبط ببعض الليالي التي حثت الروايات على إحيائها بصلوات وأدعية و أذكار معينة مضافاً الى صلاة الليل، من هذه الليالي نذكر:

أ ـ ليالي القدر وهي «19، 21، 23».

ب ـ ليلتي العيدين «الفطر والأضحى».

جــ ليلة النصف من شعبان.

د ـ أول ليلة جمعة من رجب «ليلة الرغائب».

فقد ورد عن الإمام على (عليه السلام) «كان يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليالي من السنة أول ليلة من رجب، وليلة النحر وليلة الفطر، وليلة النصف من شعبان»(98).


61 ـ الحقوق:

راجع كلمة «رسالة الحقوق» في حرف الراء.


62 ـ الحيض(99):

هو دم تعتاده النساء في كل شهر مرة في الغالب وقد يكون أكثر من ذلك أو أقل، والغالب في دم الحيض أن يكون أسود أو أحمر حاراً عبيطاً يخرج بدفق و حرقة، و أقله ثلاثة أيام متوالية و أكثره عشرة أيام، ويعتبر في دم الحيض أن يكون بعد البلوغ وقبل اليأس، ويتحقق بلوغ المرأة بإكمال تسع سنين. و اليأس ببلوغ خمسين سنة في غير القرشية وفي القرشية الى ستين سنة، والحيض يجتمع مع الحمل قبل ظهوره وبعد ظهوره وتحرم على الحائض أمور:

1 ـ ما كان يحرم على الجنب، راجع كلمة الجنابة في حرف الجيم.

2 ـ وطء الحائض في أيام الحيض.

كما لا تصح من الحائض عدة أمور:

1 ـ طلاق الحائض.

2 ـ العبادات الواجبة والمستحبة من الصوم والصلاة والطواف.

وغسل الحيض كغسل الجنابة من حيث الترتيب و الارتماس، والظاهر إغناؤه عن الوضوء.


63 ـ الإستحاضة(100):

دم في الأغلب أصفر بارد رقيق يخرج بغير قوة ولذع وحرقة، ليس لقليله
ولا كثيره حد، وهي ثلاثة أقسام:

1 ـ قليلة: وذلك أن تتلوث القطنة بالدم من دون أن يثقبها ويظهر من الجانب الآخر، وحكمها وجوب الوضوء لكل صلاة وغسل ظاهر فرجها لو تلوث بالدم.

2 ـ متوسطة: بأن يثقب الدم القطنة ويظهر من الجانب الآخر ولايسيل منها، وحكمها مضافاً إلى ما ذكر، يجب عليها غسل واحد لكل صلاة حدثت قبلها أو أثناءها.

3 ـ كثيرة: أن يسيل من القطنة، وحكمها مضافاً الى ما ذكر غسل آخر للظهرين تجمع بينهما وغسل للعشاءين تجمع بينهما. نعم لو حدثت بعد صلاة الفجر يجب في ذلك اليوم غسلان للظهرين وللعشاءين، ولو حدثت بعد الظهرين يجب غسل واحد للعشاءين فقط وإذا قامت المستحاضة بوظيفتها في الأقسام الثلاثة، فلا يحرم عليها ما كان يحرم على الحائض كما أنه تصح منها الأمور التي كانت لاتصح في حالة الحيض.


64 ـ الحرية(101):

الحرية في معناها العام هو: نفي سيطرة الغير، فقد ورد عن الإمام علي(عليه السلام)«لاتكن عبداً لغيرك وقد جعلك الله حراً»(102).

والحرية في الإسلام هي تحرر الإنسان من سيطرة الآخرين وكسر القيود و الأغلال التي تكبل يديه، ويعتبر تحقيق هذا الهدف للحرية من الأهداف الكبرى
للرسالة السماوية بالذات، قال تعالى ( ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ) الأعراف / 156.

ويربط الإسلام بين الحرية والتحرر من كل الأصنام والقيود المصطنعة، وبين العبودية المخلصة لله تعالى.

فالإنسان عبد الله قبل كل شيء، وهو بوصفه عبداً لله لايمكن أن يقر سيطرة لسواه عليه، أو يخضع لعلاقة صنمية مهما كان لونها وشكلها ،بل انه يقف على صعيد العبودية المخلصة لله الذي تتحطم بين يديه كل القوى الوثنية التي هددت كرامة الإنسان على مر التاريخ قال تعالى( ان الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ) الأعراف / 192، وهكذا كلما تأصل هذا اليقين في نفس المسلم، وتركزت نظرته التوحيدية الى الله، تسامت نفسه وتعمق إحساسه بكرامته وحريته وتصلبت إرادته في وجه الطغيان والبغي واستعباد الآخرين قال تعالى ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) الشورى / 39.

وبعبارة أخرى يمكن القول بأن موقف الاسلام من الحرية كالآتي:

أ ـ حرية المعتقد: حيث لا يصح للأنسان أن يعتقد إلاّ بعد قيام الدليل القطعي، قال تعالى ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) الاسراء / 36.

ب ـ الحريات الأخرى، كالحرية السياسية، الحرية الأقتصادية، الحرية الشخصية «الأكل، الشرب، الجنس، السكن... الخ»، وسائر الحريات لا يجوز للأنسان إعمال حريته إلا بعد موافقتها لأحكام الشريعة وضوابطها قال تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )الأحزاب / 36.


66 ـ الاحسان:

والبحث في هذه الكلمة يشمل:

أ ـ المعنى العام لهذه الكلمة وهو على وجهين(104):

أحدهما: الأنعام على الغير بأن يعطي أكثر مما عليه، ويأخذ أقل مما له قال تعالى ( ان الله يأمر بالعدل والأحسان ) النحل / 90.

الثاني: الأحسان في فعله، أي أن يكون عمله عملا حسناً قال تعالى ( ان الله لايضيع أجر المحسنين ) التوبة / 120.

ب ـ قاعدة فقهية(105) معناها العمل بقصد المساعدة للمسلم ولو لم ينته الى جلب المنفعة أو دفع المفسدة في الواقع، كما إذا أراد شخص إطفاء النار عن دار مسلم فهدم داره لهذا الغرض سواء تحقق الأطفاء أو لم يتحقق، كانت تلك المساعدة من الأحسان ويكون مفادها عدم الضمان والمؤاخذة على المحسنين قال تعالى( هل جزاء الأحسان إلا الأحسان ) الرحمن / 60.


67 ـ الحرب:

ظاهرة إستخدام العنف والأكراه كوسيلة لحماية مصالح أو لتوسيع نفوذ أو لحسم خلاف حول مصالح أو مطالب متعارضة بين جماعتين من البشر.

ولنشوب الحرب عدة أسباب فمنها الاقتصادية، ومنها الدينية، ومنها السياسية، و للحرب عدة أنواع نذكر منها:

l الحرب الساخنة : وهي الحرب التقليدية القائمة على أساس السلاح العسكري.

l الحرب الباردة: حالة من حالات الصراع غير المسلح في ظل وضع متوتر بين جانبين يستهدف كل جانب تقوية نفسه واضعاف الجانب الآخر بكل الوسائل ما عدا وسيلة الحرب الساخنة.

l الحرب الوقائية: الحرب التي يشنها طرف في ظل قناعة بأن النزاع العسكري مع طرف آخر لا يمكن تجنبه.

l الحرب الهجومية: وهي مقابل الحرب الوقائية أي الحرب التي يكون فيها هجوم الخصم وشيكاً.

l الحرب النفسية: إعتماد الدعاية وغيرها من الوسائل. بهدف التأثير على آراء ومشاعر ومواقف وتصرفات المجموعات المعادية أو المحايدة أو الصديقة، دعماً لسياسة أو لأهداف راهنة أو لخطة عسكرية في ظروف الحرب أو الأزمات والمواجهات و تستهدف الحرب النفسية بشكل عام التأثير على معنويات الخصم والقضاء على إرادته للقتال أو المقاومة وفي بعض الأحيان دفعه الى تقبل موقف الطرف الصديق.

l الحرب الأهلية: هي حالة صراع مسلح بين فريقين أو أكثر في أراضي دولة واحدة نتيجة لنزاعات حادة يتعذر حلها بالوسائل السلمية.

l الحرب البيولوجية أو الجرثومية: والتي تشمل استخدام ما يأتي:

1 ـ الكائنات الدقيقة مثل البكتريا والفطريات الخ.

2 ـ السموم الجرثومية الحيوانية والنباتية.

3 ـ ناقلات العدوى كالبراغيث.

4 ـ الحشرات والنباتات المؤذية.

5 ـ المضادات الكيمياوية المضادة للمزروعات.

وتعتبر الحرب بشكل عام ظاهرة تدميرية للمجتمعات بما في ذلك الإنسان والنتاج الحضاري لاسيما في وقتنا الذي يمتلك الوسائل التدميرية الرهيبة، والحرب تشوه النفسية الإجتماعية وتنشر البطالة وتحط من الأخلاق إلا عندما تكون دفاعاً عن القيم والوطن في وجه الغزو والعدوان الظالم، فإنها تورث الكرامة و تعزز الأخاء الصادق(106) وقد شهدت أرضنا العديد من المعارك التي ذهب ضحيتها الالاف من البشر وانقرض فيها العمران والحضارة كالحرب العالمية الاولى والثانية، كما شهدت حروباً كانت أنموذجاً للدفاع عن الحق وتحرير الإنسان من الجاهلية كالمعارك التي خاضها الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ومن بعده الإمام علي(عليه السلام) وكحروب التحرير في البلاد الاسلامية ضد الاستعمار، والحرب الإسلامية التي إضطرت لها الدولة الإسلامية في ايران ضد عدوان صرام الغاشم بمساعدة قوى الاستكبار وعملائهم في المنطقة وللاسلام نظريته الخاصة في الحرب من حيث: الأسباب والأهداف، ومن حيث المبادىء والآداب، راجع كلمة «الجهاد الأصغر» في حرف الجيم.

ويتوسل الاسلام في حل الخصومات بالوسائل السلمية أولا، كالتفاهم أو الصلح قال تعالى ( وان جنحوا للسلم فاجنح لها ) الأنفال / 61.

وفي الحالات التي لا يستجيب الخصم لمنطق السلم يبادر الإسلام للحرب على إختلاف أنواعها إنطلاقاً من قوله تعالى ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) الأنفال / 60.

وقوله تعالى ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) البقرة / 194، علما أن الإسلام لايريد العدوان والفساد بل يريد الدفاع عن القيم الخيرة وتحرير المستضعفين من قوى الطاغوت والجاهلية.


70 ـ حُنين:

بعد فتح مكة وخضوع قريش للنبيّ، إنزعجت هوازن لذلك فتجهزت هي وثقيف و أحلافهما من مشركي العرب وأعدوا العدة للقتال وتحركوا لغزو النبي محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) في جيش يفوق عدد جيش النبي بثلاث مرات.

ولما علم النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك خرج من مكة بإثني عشر ألفاً، وخرج معه من المكيين ممن لم يخالط الاسلام قلوبهم، وممن أسروا الشرك وأظهروا الاسلام كأبي سفيان وأمثاله، وكان هؤلاء بين طامع في المغانم وبين من دفعتهم الرغبة في الظهور معه بمظهر المناصر بعد أن أصبح قوياً مرهوب الجانب، وكان لواء المهاجرين مع الإمام علي(عليه السلام) ولما علمت هوازن بأن النبي قد تحرك بجيشه وخرج من مكة لقتالها أعدت خطة للغدر بالمسلمين على حين غفلة منهم، فمكثوا لهم في شعاب و اد من أودية تهامة حيث لا مفر لهم من المرور فيه، فلما مروا من ذلك المكان شدوا على المسلمين شدة رجل واحد من كل جانب فأمعنوا فيهم ضرباً وطعناً واختلط الناس بعضهم ببعض فاستولى الخوف على المسلمين، فانهزموا عن النبيّ، وثبت رسول الله في مكانه و معه علي والعباس وأبوسفيان بن الحارث وأسامة بن زيد وابن مسعود، و أنزل الله قوله: ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تُغنِ عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين. ثم أنزل الله سكنيته على رسوله وعلى المؤمنين ) التوبة / 25 ـ 26.

وصاح العباس بأمر من النبي، «يا أهل بيعة الشجرة يا أهل بيعة الرضوان الى أين تفرون عن الله ورسوله فأخذوا يتراجعون الى أن إجتمعوا حول الرسول فاستقبلوا بسيوفهم ورماحهم جموع هوازن، ثم برز جرول حامل رايتهم فبرز إليه علي(عليه السلام) وقتله فدب الرعب في نفوسهم كما دب الحماس في نفوس المسلمين لاسيما وقد رأوا النبي يتقدم ببغلته نحو المشركين، ويضربهم بسيفه ويقول:

أنا النبي لاكذب***أنا ابن عبدالمطلب

واشتدت المعركة وعاد أكثر المسلمين الى المعركة، و أخذ النبي حفنة من التراب أعطاها إياه علي وألقاها في وجه المشركين وهو يقول «شاهت الوجوه»،وتقدم نحوهم ومعه المسلمون و بين يديه علي(عليه السلام) ومن حوله بنو هاشم، وخلال ساعات معدودات إنتهت المعركة بهزيمة هوازن وحلفائها و أتم الله النصر للنبي ومن معه. والحمد لله رب العالمين.


71 ـ التحريف «الوضع»:

والتحريف هو «نقل الشيء عن موضعه وتحويله إلى غيره»(110).

وأهم المجالات التي طالها التحريف، والتي ينبغي التحدث فيها ما يأتي:

أولاً: التحريف في القرآن: وأبرز مجالاته(111).

أ ـ التحريف المعنوي: قال تعالى ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ) النساء/46.

ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في كتاب الله (القرآن)، فإن كل من فسرّ القرآن بغير حقيقته، وحمله على غير معناه فقد حرّفه، وترى كثيراً من أهل البدع والمذاهب الفاسدة قد حرّفوا القرآن بتأويلهم آياته على آرائهم وأهوائهم، وقد ورد المنع والذم عن هذا التحريف، فقد ورد عن الباقر(عليه السلام) «وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده، فهم يروونه ولا يرعونه»(112).

ب ـ التحريف بالزيادة بمعنى أن بعض المصحف الذي بأيدينا ليس من الكلام المنزل، والتحريف بهذا المعنى باطل بإجماع المسلمين.

ج ـ التحريف بالنقيصة، بمعنى أن المصحف الذي بأيدينا لا يشتمل على جميع القرآن الذي نزل من السماء، فقد ضاع بعضه على الناس، والتحريف بهذا المعنى هو الذي وقع فيه الخلاف فأثبته قوم ونفاه آخرون.

والمشهور بين علماء الشيعة ومحققيهم، بل المتسالم عليه بينهم هو القول بعدم التحريف، والأدلة على ذلك:

الدليل الأول قوله تعالى: ( إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )الحجر/9.

الدليل الثاني: إرشاد الأئمة المعصومين الى الأستدلال بظواهر الكتاب، وهذا التقرير عنهم لأصحابهم على التمسك بظواهر القرآن، إنما هو من جهة كون القرآن في نفسه حجة مستقلة.

الدليل الثالث: إهتمام النبي بأمر القرآن بحفظه وكتابته وتلاوته، واهتمام الصحابة بذلك في عهده وبعد وفاته يورث القطع بكون القرآن محفوظاً عندهم.

ثانياً: التحريف في السنة(113): وهو إختلاق الكلام وصناعته زوراً وبهتاناً ونسبته الى الرسول سواء أكان ذلك عمداً أم خطأ... وقد ظهرت بدايات التحريف لسنة الرسول في أيامه مما حمل الرسول على الرد عنها وتحذير من يفعل ذلك فقد ورد عن الرسول قوله «من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار»(114).

قالوا: لما أخذ ابن أبي العوجاء ليضرب عنقه قال «وضعت فيكم أربعة آلاف حديث، أحرم فيها الحلال وأحل الحرام»(115).

ثالثاً: التحريف في التاريخ: يضم تاريخينا الاسلامي العديد من الأحداث سواء في عهد الرسول أو العهود التي تلته، وقد لعبت الأهواء والمصالح الذاتية في تزوير الحقائق وابدالها بالأباطيل والأكاذيب، فمثلاً: أبو سفيان مات مسلماً وأبو طالب مشركاً، ومعاوية في حربه لعلي كان مجتهدا، وعصر هارون الرشيد الذي عرف بالطرب والظلم يطلقون عليه بالعصر الذهبي... وهكذا.

وللتحريف «الوضع» عدة أسباب نذكر أبرزها(116):

1 ـ دافع الافساد والأضرار بالدين وايقاع الخلاف بين المسلمين.

2 ـ النصرة لمذهب أو فرقة من من المسلمين واظهار شرعيتها وأحقيتها.

3 ـ التقرب من الحكام والملوك ووضع الأحاديث بما يخدمهم.

4 ـ إرضاء الناس واستمالتهم لحضور مجالس المتحدثين.

5 ـ الأنتصار على الخصم في المناظرات.

6 ـ عوامل الخطأ والنسيان وكبر السن وهي عوامل غير مقصودة ولكنها تؤدي الى وقوع التحريف.


72 ـ الحوزة العلمية الدينية(117):

الحوزة في اللغة: بمعنى الناحية.

وأما إصطلاحاً فهي: كيان علمي وبشري يؤهل للاجتهاد في علوم الشريعة الاسلامية، ويتحمل مسؤولية تبليغ الأمة، وقيادتها.

والحوزة بمفهومها هذا قد ظهرت مع اشعاعة فجر الاسلام، حين كان الرسول وفي دار الأرقم بالذات يجمع من حوله من المصدقين برسالته ليزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، ثم أخذ من المسجد بعد ذلك وسائر أماكن التجمع مواضع للتربية والتعليم، وكان من بعده الائمة المعصومون والصحابة الكرام ومن تلاهم من العلماء إلى يومنا هذا يعقدون حلقات الدرس في المساجد أو مراقد الأولياء الصالحين أو في بيوتهم أو أماكن يخصصونها لتدريس علوم الاسلام المختلفة، حتى أن الأمام الصادق كانت له حوزة علمية في الكوفة تضم أربعة آلاف طالب، وفي عصرنا توجد العديد من الحوزات العلمية في مقدمتها حوزة النجف الأشرف والحوزة العلمية في قم المقدسة.

وللحوزات العلمية الدينية أهمية كبيرة في حياة الأمة الاسلامية تتلخص بالنقاط الآتية:

1 ـ إعداد العلماء في علوم الشريعة.

2 ـ تعريف الأمة بالحلال والحرام.

3 ـ الدفاع عن الاسلام.

4 ـ صيانة الأمة من الأنحراف.

5 ـ قيادة الأمة واعطاء الموقف الشرعي الصحيح أيام الأحداث الكبيرة والحرجة.

يقول الامام الخميني (قدس) الراحل «لا شك في أن الحوزات العلمية، والعلماء الملتزمين، كانوا طيلة تاريخ الاسلام والتشيع أهم قواعد الاسلام الحصينة في مواجهة الحملات والانحرافات ولو أن الفقهاء لم يكونوا، ماكنا نعلم أي علوم كانت تقدم اليوم الى الناس باسم علوم القرآن والاسلام وأهل البيت»(118).

وتمتاز الحوزة على طول التاريخ بإستقلالها عن السلطة السياسية وعلى مختلف الأصعدة.

أ ـ إستقلال المرجعية.

ب ـ إستقلال الأساتذة.

ج ـ إستقلال الطلاب.

د ـ الاستقلال في الوضع المالي.

هـ ـ الاستقلال في المنهج الدراسي.

والمرجعية هي التي تؤمن ذلك بعيداً عن التبعية للسلطة الحاكمة، ويمكن القول بأن الهيكل العام للحوزة يتألف على الوجه الآتي:

المرجعية الدينية التي بدورها تشرف على:

أ ـ اعداد العلماء في دروس البحث الخارج.

ب ـ الأشراف على الحوزة من حيث:

1 ـ الأساتذة.

2 ـ الطلاب.

3 ـ الوضع المالي.

ج ـ رفد الأمة من حيث:

1 ـ الوكلاء.

2 ـ الخطباء.

وأما نظام الدراسة في الحوزة فهو:

أ ـ الأنتساب: يدخل الطالب الى النجف «حوزة النجف» فلا يسجل إسمه ولا صفته في سجل، بل لا يسأله أحد عن هويته واسمه إلا للتعارف فقط، ويترك له الخيار في تعيين الكتاب الذي يدرسه والرفيق والأستاذ.

ب ـ الزي، والزي المتعارف عليه في الحوزة هو العمة والجبة اللتان كانا يرتديهما الرسول والأئمة، ويكون لون العمامة سوداء بالنسبة للسيد وبيضاء بالنسبة للشيخ، وارتداء هذا الزي أما في بداية الأنتماء للحوزة أو بعد أن يقطع الطالب شوطاً من الدراسة، ويسند وضع العمة على رأس الطالب الى اكثر العلماء تقوىً ويختار لذلك مناسبة إسلامية كالمولد النبوي ويوم الغدير، وما شابه ذلك ويحضر تلك المناسبة المعارف من الطلاب وغيرهم.

ج ـ المراحل الدراسية ومناهجها:

1 ـ مرحلة المقدمات: ومناهجها الدراسية كالآتي:

l النحو: الأجرومية + قطر الندى وبل الصدى + ألفية ابن مالك.

l البلاغة: مختصر المعاني + المطول.

l المنطق: الحاشية + تحرير القواعد المنطقية في شرح الرسالة الشمسية.

l الفقه: تبصرة المتعلمين + شرائع الاسلام.

2 ـ مرحلة السطوح: ومناهجها الدراسية كالآتي:

l أصول الفقه: معالم الدين في الأصول + قوانين الأصول + الرسائل + كفاية الأصول.

l الفقه: اللمعة الدمشقية + المكاسب.

l الحديث: دراية الحديث.

l الفلسفة الاسلامية: المنظومة + الأسفار الأربعة.

l علم الكلام: شرح الباب الحادي عشر + تجريد الأعتقاد.

l تفسير القرآن: علوم القرآن + محاضرات في تفسير القرآن.

l الحساب: بعض المعلومات الهندسية التي يحتاج اليها الطالب في بعض الموضوعات الفقهية.

3 ـ مرحلة الأجتهاد «بحث الخارج»:

ليس في هذه المرحلة منهج معين أو كتاب محدد وانما تقع مهمة التحضير والأعداد على الطالب نفسه إذ يقوم الطالب ـ عادة ـ باعداد مادة المحاضرة من فقه وأصول أو تفسير ثم يراجع فيها أقوال العلماء وما يصلح أن يكون دليلاً لها ثم يحاول الطالب أن يستخلص لنفسه رأياً خاصاً في هذه المسألة، فيحضر الطالب محاضرة الأستاذ الذي لا يكون في هذه المرحلة إلاّ مجتهداً، ويستمع للأستاذ وهو يعرض مادة البحث «الدرس» الذي لا يكتبه الأستاذ في ورقة وانما يستحضره في ذاكرته فيعرضه عرضاً شاملاً مع آراء كافة علماء المذاهب الاسلامية، ودليل كل صاحب رأي فيناقش كل واحد من تلكم الآراء ليصل الى رأي خاص له في المسألة مع الدليل الذي إعتمده في تبني هذا الرأي، وتظل مهمة الطالب هنا الاستماع الى توجيهات الأستاذ وأطراف المسألة فقد يختلف الطالب والأستاذ في صياغة الدليل واعداد البحث ومناقشة الآراء، وقد يتفق أن يشتد الخلاف بين الأستاذ وطلابه في حلقة الدرس، وقد يتبلور لدى الأستاذ الوجه الآخر من الرأي، فينزل عند آراء الطالب.

وفي مرحلتي المقدمات والسطوح يفتح الأستاذ كتابه كما يفتح الطلاب كتبهم ليبدأ الأستاذ بالبسملة والصلاة على النبي محمد وآله، ومن ثم يشرح مفردات بحثه، فيقرأ العبارة ثم يشرحها وهكذا بقية العبارات، في درس يتراوح بين 45 دقيقة الى الساعة. هذا على مستوى الدراسة الحوزوية الحرة، وتوجد دراسة حوزوية رسمية، بإشراف بعض المراجع أو العلماء حُددت فيها شرائط للقبول وعدد سنوات الدراسة والشهادة التي تمنح للطالب وهناك حذف واضافة في المناهج التي كانت في الحوزة الحرة، كما في مدرسة العلوم الاسلامية التي كانت تابعة للسيد الحكيم، وكما في كلية الفقه في النجف الاشرف، وكلية أصول الدين التي كانت في بغداد. وكما في المدارس المرتبطة بالمركز العالمي
للدراسات الاسلامية في قم المقدسة، بل ان التغيير في المناهج من حيث الحذف والأضافة قد شمل الحوزة الحرة مراعاة للمباني العلمية وحاجة الزمن، فأدخلت الحلقات الثلاث للشهيد الصدر كمنهج دراسي في الأصول يحل محل منهج الأصول القديم، وادخلت مناهج حديثة في الكلام والدراية ـ الخ.


73 ـ الحوار «الجدال»(119):

الحوار: هو النقاش أو الصراع الفكري الذي يدور بين طرفين والذي يراد منه إعطاء الصورة الصحيحة عن قضية ما أو يراد منه الدفاع عن تلك القضية.

وأما الجدال فهو أن يخوض الصراع الفكري من أجل فكرته ضد المعارضين له.. وعلى هذا فكلمة الحوار، أوسع دلالة من كلمة «الجدال»(120).

وقد وردت الكلمتان في القرآن الكريم، قال تعالى ( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً ) الكهف/37.

وقال ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ) المجادلة / 1.

وللحوار صورتان، الاولى الحوار بالحق وهو الحوار القائم على أساس الدليل والبرهان والذي يتوخى فيه الطرفان الوصول الى الحق أو الدفاع عن الحقيقة.

والثانية الحوار بالباطل، وهو الحوار القائم على اساس من المغالطة والهوى والخشونة في النقاش.

ويدخل الحوار مختلف الميادين العلمية والثقافية، ومع مختلف أصحاب النظريات والمذاهب، ونجد القرآن الكريم وسيرة أهل البيت حافلة بالعديد من المحاورات في أجواء هادئة وباخلاقية عالية وبأدلة وحجج لا يستطيع الخصم تجاهلها، نجد هذه الحوارات في العقيدة وفي التشريع وفي المفاهيم العامة، مع أهل الكتاب ومع المشركين والملحدين بل ومع المسلمين أنفسهم، فقد حاور القرآن المنكرين لوجود الله تعالى بقوله ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون )الطور/35، وحاور المنكرين للمعاد بقوله تعالى: ( وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم )يس/77 ـ 78.

وقد أتى الحارث للأمام علي فقال: أتراني أظن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة؟

قال: إنك إمرؤ ملبوس عليك، إن دين الله لا يعرف بالرجال، بل بآية الحق، فاعرف الحق تعرف أهله»(121).

وينبغي للعاملين الى الاسلام الاستفادة من أسلوب الحوار في توضيح حقائق الاسلام أو في مجالات الدفاع عنه من حملات العداء والتضليل المتكررة، مستفيدين من أدوات الحوار التي لا يستطيع الخصم المغالطة فيها، كالعقل، الضمير، العلوم الصحيحة الوقائع التأريخية، وملتزمين بأدب الحوار الذي يتلخص بالنقاط الآتية:

1 ـ إحترام الخصم وعدم تحقيره.

2 ـ الأصغاء الى كلام الخصم وأدلته.

3 ـ ترك المغالطة والأذعان للحقيقة.

4 ـ الأستعانة بالأدلة القاطعة والمقنعة.

قال تعالى: ( أدعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) النحل/125.


74 ـ الحديث القدسي:

ونسبة الحديث الى القدس «وهو الطهارة والتنزيه» والى الألّه أو الى الرب لأنه صادر عن الله من حيث أن المتكلم به أولاً والمنشيء له، وأما كونه حديثاً فلأن الرسول هو الحاكي له من الله تعالى بخلاف القرآن فإنه لا يضاف إلا إلى الله تعالى(122) وهو كلام الله المنزل ـ لا على وجه الأعجاز ـ الذي حكاه أحد الأنبياء أو أحد الأولياء، مثل ما روي أن الله تعالى قال ( الصوم لي وأنا أجزي به )(123).

والفرق بينه وبين القرآن أن القرآن هو المنزل للتحدي والأعجاز بخلاف الحديث القدسي كان رسول الله يلقي أحياناً على أصحابه مواعظ يحكيها عن ربه عز وجل ولم يكن وحياً منزلاً حتى يسموها بالقرآن، ولا قولاً صريحاً يسنده إسناداً مباشراً حتى يسموها حديثاً، وانما كانت أحاديث يحرص النبي عليها تصديرها بعبارة تدل على نسبتها الى الله لكي يشير الى أن عمله الأوحد فيها، حكايتها عن الله بإسلوب يختلف ظاهراً عن اسلوب القرآن.

ولكن فيه ـ مع ذلك ـ نفحة من عالم القدس ونوراً من عالم الغيب، وهيبة من ذي الجلال والأكرام، تلك هي الأحاديث القدسية التي تسمى أيضاً إلهية وربانية(124).

ومن الشواهد الأخرى على الحديث القدسي ما ورد على لسان الرسول «يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم بها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه»(125).


77 ـ الحروب الصليبية(128):

والحروب الصليبية على نوعين:

الأول: الحروب الصليبية القديمة: وتطلق على الحملات العسكرية التي قامت بها أوربا المسيحية «فرنسا، إنكلترا، النمسا، ألمانيا..» ضد العالم الاسلامي خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي 1096م ـ 1291م، وقد جرت هذه الحملات تحت شعار الدوافع الدينية «إنقاذ بيت المقدس من المسلمين» إلا أنها في الحقيقة كانت لها مجموعة دوافع منها:

1 ـ دافع الحقد على الاسلام كدين وحضارة، يقول المستشرق «غار دتر» «ان الحروب الصليبية لم تكن لأنقاذ هذه المدينة «القدس» بقدر ما كانت لتدمير الاسلام»(129).

2 ـ الدافع الأقتصادي حيث الطمع بخيرات المسلمين.

3 ـ دافع التخلص من الأوضاع الداخلية السيئة التي كانت تعيشها أوربا.

ويبلغ عدد هذه الحملات أو الحروب سبع وهي:

1 ـ الحملة الصليبية الأولى (1096م ـ 1099م).

2 ـ الحملة الصليبية الثانية (1147م ـ 1149م).

3 ـ الحملة الصليبية الثالثة (1189م ـ 1192م).

4 ـ الحملة الصليبية الرابعة (1203م ـ 1204م).

5 ـ الحملة الصليبية الخامسة (1216م ـ 1221م).

6 ـ الحملة الصليبية السادسة (1228م ـ 1229م).

7 ـ الحملة الصليبية السابعة (1248م ـ 1251م).

وقد استطاع الغزاة في البداية السيطرة على العديد من المدن الاسلامية بما فيها بيت المقدس، وذلك بسبب الحالة التي كانت تعيشها البلاد الاسلامية حيث التمزق والفقر والتخلف.

وقد تصدى للحملة الأولى عماد الدين زنكي كبير أمراء السلاجقة من أهالي الموصل، إلا أنه توفي قبل أن يحقق أهدافه، فخلفه إينه نور الدين زنكي الذي تابع القتال ضد الصليبيين، فقدمت الحملة الصليبية الثانية لتتصدى لنور الدين الذي أصبح يهدد الحكم الصليبي في الشرق، وفي هذه الأثناء توفي نور الدين (1174م)، فاستلم صلاح الدين الأيوبي مقاليد الحكم في البلاد، وأعلن نفسه سلطاناً (1183م) على مصر والشام والعراق بعد أن ألغى الخلافة الفاطمية ودعا للخليفة العباسي ببغداد، ثم إنطلق بجيوشه ليحارب الصليبيين، وفي عام (1187م) خاض معركته الشهيرة «حطين» فهزم الصليبيين فيها حتى بلغ عدد قتلاهم نحو عشرة آلاف، وأسر ملك بيت المقدس، وتم تحرير القدس، والمدن الأخرى، وبقيت الحملات بين الطرفين بين كر وفر حتى مجيء الحملة الصليبية السابعة والتي تصدى لها المسلمون في عدة معارك واستطاعوا دحرهم وقتل (70) الف وأسر ملكهم لويس التاسع ولم يفرج عنه إلاّ بعد أن تعهد بمغادرة أرض مصر.

الثاني: الحروب الصليبية الجديدة: وتطلق على الغزو الأوربي الذي بدأ في أواخر القرن التاسع عشر، ولا يزال ضد العالم الاسلامي، والذي اتخذ عدة أشكال نذكر منها(130):

1 ـ الحركات والأحزاب المتصلة بالصليبية.

2 ـ وسائل الدعاية والأعلام المختلفة.

3 ـ أسواق تصريف البضائع.

4 ـ نفوذ الشركات.

5 ـ الأحلاف والمعاهدات السياسية.

6 ـ العملاء السياسيون.

8 ـ القواعد العسكرية.

--------------------------------------------------------------------------------

( 1 ) الأمين / اعيان الشيعة: 1/562 ـ 578.

الحراني / تحف العقول: 225 ـ 233.

سيرة رسول الله: 2/5 ـ 38.

فضل الله / محمد جواد / صلح الأمام الحسن.

( 2 ) مؤسسة البلاغ / سيرة رسول الله وأهل بيته: 2/47 ـ 180.

القرشي / حياة الامام الحسين: 5.

مطهري / الملحمة الحسينية.

( 3 ) الأمين / أعيان الشيعة: 1.

الحراثي / تحف العقول، مؤسسة البلاغ / سيرة رسول الله واهل بيته: 484 ـ 486.

سيرة الرسول: 2 / 605 ـ 651

( 4 ) الأصفهاني / معجم مفردات الفاظ القرآن: 124.

( 5 ) الصدر محمد باقر / فلسفتنا: 166.

( 6 ) الأصفهاني / معجم مفردات ألفاظ القرآن: 124.

( 7 ) القمي عباس / مفاتيح الجنان: 182.

( 8 ) الأصفهاني / معجم مفردات ألفاظ القرآن: 126.

( 9 ) الصدر مهدي / أخلاق أهل البيت: 13.

( 10 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1 / 671.

( 11 ) الخميني / زبدة الأحكام: 78.

( 12 ) الصدر محمد باقر / إقتصادنا: 517 ـ 521.

المصطفوي / القواعد: 280 ـ 281.

( 13 ) الحكيم / مستمك العروة الوثقى: 11 / 111.

( 14 ) مغنية محمد جواد / فقه الإمام جعفر الصادق: 5 / 310 ـ 336.

( 15 ) المصطفوى / القواعد: 315.

( 16 ) الحر العاملي / الوسائل: 14 / 280.

( 17 ) المصطفوي / القواعد: 117.

( 18 ) النجفي الشيخ محمد حسن / الجواهر: 41 / 482.

( 19 ) المصطفوي / القواعد: 474.

الصدر محمد باقر / إقتصادنا: 744 ـ 749.

( 20 ) العاملي / الوسائل: 17 / 326.

( 21 ) الطباطبائي محمد حسين / بداية الحكمة: 24.

( 22 ) الصدر مهدي / أخلاق أهل البيت: 145 ـ 149.

النراقي / جامع السعادات: 2 / 92 ـ 192.

( 23 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1 / 629، 630.

( 24 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1 / 629، 630.

( 25 ) الآصفي محمد مهدي / الإجتهاد والتقليد: 89 / 93.

( 26 ) العسكري مرتضى / عبدالله بن سبأ: 2/167 ـ 175.

الطبري / تاريخ الطبري: 2/474.

( 27 ) ( 2 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1 / 619.

( 29 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1 / 199، 518.

( 30 ) مغنية محمد جواد / فقه الإمام جعفر الصادق: 6 / 349 ـ 349.

( 31 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1 / 525.

( 32 ) نفس المصدر.

( 33 ) العطار داود / موجز علوم القرآن: 54 ـ 55.

( 34 ) الخميني روح الله / تحرير الوسيلة: 1 / 501 ـ 502.

( 35 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1 / 667.

( 36 ) نهج البلاغة: 438.

( 37 ) الشهيدان / شرح اللمعة: 1 / 51 ـ 53.

( 38 ) النجفي محمد حسن / الجواهر: 4/9 ـ 16.

( 39 ) الشهيدان / شرح اللمعة: 1 / 552.

( 40 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 2 / 991.

( 41 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 2 / 991.

( 42 ) الصدر محمد باقر / دروس في علم الأصول: 1 / 161 ـ 164.

( 43 ) الخوئي السيد أبو القاسم / المسائل المنتخبة: 6 ـ 7.

( 44 ) الخميني / زبدة الأحكام: 4 ـ 5.

( 45 ) الخوئي السيد أبو القاسم / المسائل المنتخبة: 353 ـ 354.

( 46 ) الخميني روح الله / زبدة الأحكام: 102 ـ 106.

( 47 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1 / 534.

( 48 ) الموسوي هاشم / النظام الإجتماعي في الإسلام: 47 ـ 49.

( 49 ) الكيالي / موسوعة السياسة: 2 / 548 ـ 549.

( 50 ) الكليني / الأصول: 1/47.

( 51 ) الأمين سيد محسن / أعيان الشيعة: 3 / 620.

( 52 ) العاملي / وسائل الشيعة: 6 / 49.

( 53 ) الشيرازي ناصر / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 1 / 64 ـ 65.

( 54 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 3 / 2102.

( 55 ) مؤسسه البلاغ / سيرة رسول الله و أهل بيته: 2 / 199.

( 56 ) القرآن الكريم.

( 57 ) الدميري / حياة الحيوان الكبرى: 1 / 259.

( 58 ) الكيالي د. عبدالوهاب / موسوعة السياسة: 2 / 594 ـ 596. بتصرف .

( 59 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 2/1780.

( 60 ) الخميني / تحرير الوسيلة: ج 1، 2 في مواضع متعددة.

( 61 ) الطباطبائي / الميزان: 3 / 219 ـ 222.

( 62 ) القمي عباس / سفينة البحار: 2 / 121.

( 63 ) السيستاني علي / المسائل المنتخبة: 427.

( 64 ) السيستاني / علي / المسائل المنتخبة: 347 ـ 348.

( 65 ) السيستاني / علي / المسائل المنتخبة: 331 ـ 332.

( 66 ) السيستاني / المسائل المنتخبة: 57 ـ 58.

( 67 ) الفضلي / مباديء أصول الفقه، الأيرواني / دروس تمهيدية في القواعد الرجالية،

سبحاني / أصول الحديث و أحكامه.

( 68 ) سبحاني / أصول الحديث و أحكامه: 15.

( 69 ) الحراني / تحف العقول: 36.

( 70 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1 / 546 ـ 547.

( 71 ) نفس المصدر.

( 72 ) نفس المصدر: 550.

( 73 ) صحيح البخاري / الحديث 55 من كتاب العلم.

( 74 ) سبحاني / كليات في علم الرجال: 474.

( 75 ) سبحاني / كليات في علم الرجال: 52 ـ 71.

( 76 ) مشكور د. محمد جواد / موسوعة الفرق الإسلامية: 290.

( 77 ) الأمين حسن / دائرة المعارف الإسلامية الشيعية: 6 / 201 ـ 202.

( 78 ) الصدر محمد باقر / دروس في علم الأصول: 1 / 189 ـ 190.

( 79 ) القمي عباس / سفينة البحار: 2 / 495 ـ 496.

الخميني روح الله / زبدة الاحكام: 81.

( 80 ) القمي عباس / سفينة البحار: 2 / 92.

( 81 ) الإصفهاني / معجم مفردات ألفاظ القرآن: 113 ـ 127.

( 82 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 2 / 901.

( 83 ) الخوئي السيد أبو القاسم / المسائل المنتخبة: 10.

( 84 ) شبر السيد عبدالله / حق اليقين: 2 / 129 ـ 131.

( 85 ) الشيرازي ناصر / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 17 / 423 ـ 424.

( 86 ) القمي عباس / سفينة البحار: 2 / 492 ـ 494.

( 87 ) الخميني / الآداب المعنوية للصلاة: 83 ـ 86، نقلا عن الفيض الكاشاني.

( 88 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 2 / 1628.

( 89 ) نفس المصدر: 2 / 1637.

( 90 ) نفس المصدر: 2 / 1638.

( 91 ) القرآن الكريم.

الإصفهاني / معجم مفردات الفاظ القرآن: 117.

الطريحي / مجمع البحرين: 2 / 232 ـ 234.

( 92 ) الصدر محمد باقر / دروس في علم الأصول: 1/250 ـ 252.

( 93 ) القرآن الكريم:

النفاخ / دروس في العقيدة والأخلاق: 196 ـ 200.

( 94 ) الصدر محمد باقر / فلسفتنا: 200 ـ 202.

( 95 ) الموسوي هاشم / النظام الإجتماعي في الإسلام: 64 ـ 65.

المطهري / مسألة الحجاب في الإسلام.

( 96 ) القمي / مفاتيح الجنان.

( 97 ) المجلسي / البحار: 87/148.

( 98 ) الحر العاملي / الوسائل: 3 / 139.

( 99 ) الخوئي السيد أبوالقاسم / المسائل المنتخبة: 21 ـ 31.

( 100 ) الخميني / زبدة الاحكام: 24 ـ 25.

( 101 ) الصدر محمد باقر / المدرسة الإسلامية: 101 ـ 111. بتصرف.

( 102 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1 / 582.

( 103 ) منشورات حزب الدعوة الاسلامية.

النعماني / الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار.

الحسيني محمد / السيد الشهيد الصدر.

( 104 ) الإصفهاني / معجم مفردات ألفاظ القرآن: 118.

( 105 ) المصطفوي محمد كاظم/ القواعد: 28 ـ 29.

( 106 ) الكيالي / موسوعة السياسية: 20 / 170 ـ 173، 181، 185 ـ 186، 187، بتصرف.

( 107 ) الفضلي د. عبدالهادي / في إنتظار الإمام: 122.

فضل الله / الحركة الاسلامية.

( 108 ) الفضلي د. عبدالهادي / في إنتظار الإمام: 123.

فضل الله / الحركة الاسلامية.

( 109 ) فضل الله محمد حسين / الحركة الاسلامية: 104 ـ 105.

( 110 ) الخوئي / البيان في تفسير القرآن: 197.

( 111 ) الخوئي / السيد أبو القاسم / البيان في تفسير القرآن: ص197 ـ 198، 200، 201، 207، 226.

( 112 ) الخوئي / البيان في تفسير القرآن: 197 نقلاً عن كتاب الوافي.

( 113 ) أبو ريه / أضواء على السنة المحمدية: 119.

( 114 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1/548.

( 115 ) القمي / سفينة البحار: 6/535.

( 116 ) أبو رية / أضواء على السنة المحمدية: 121 ـ 124.

( 117 ) الآصفي / مدرسة النجف وتطور الحركة الأصلاحية فيها.

البهادلي / علي أحمد / الحوزة العلمية في النجف.

( 118 ) البهادلي / الحوزة العلمية في النجف: 116.

( 119 ) القرآن الكريم:

الطبرسي / الأحتجاج:

( 120 ) فضل الله / الحوار في القرآن: 15.

( 121 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1/658.

( 122 ) الخطيب د. محمد عجاج / أصول الحديث، علومه ومصطلحه.

( 123 ) سبحاني / أصول الحديث وأحكامه: 16.

( 124 ) الصالح د. صبحي / علوم الحديث ومصطلحه: 122 ـ 123.

( 125 ) النووي / رياض الصالحين: 73.

( 126 ) الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة / الرياض : 79 ـ 85.

ثقافة الدعوة الاسلامية القسم الثاني: 1/296 ـ 312.

( 127 ) ثقافة الدعوة الاسلامية / القسم السياسي: 239 ـ 347 بتصرف.

الأمين حسن / دائرة المعارف الاسلامية الشيعية: 6/241 ـ 279.

( 128 ) الكيالي عبدالوهاب / موسوعة السياسة: 238 ـ 241.

( 129 ) د. مصطفى الخالدي و د. عمر فروخ / التبشير والاستعمار: 115.

( 130 ) ثقافة الدعوة الاسلامية / القسم السياسي: 1/157 ـ 159.

( 131 ) مجلة المجتمع الكويتي / العدد 635 / 20.

جريدة المنتدى / العدد 34 / 5.

( 132 ) الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة: 265 ـ 270.

رضا هلال / السيف والهلال: 20 ـ 21، 220 ـ 225.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page