• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سورة النمل : قصَّة مجتمع ثمود

 تظلّ قصص صالح (عليه السلام) و مجتمعه ثمود من القصص المتكرّرة كثيراً في القرآن
الكريم ، و هي قصص ترد بين التفصيل و الاختزال ، و بين السرد و الحوار . لذلك نقتصر في الحديث عن هذه القصة و سواها بما نجده مناسباً مع الموقف .

المهم تبدأ قصة صالح مع قومه في سورة «النمل» على هذا النحو:

﴿وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا

﴿اللّهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ

مع هذه البداية القصصيّة التي استهلّها النصُّ بإرسال صالح (عليه السلام) إلى قومه ، تستوقفنا سمةٌ فنّية هي أنّ قومَ صالح (عليه السلام) قد انشطروا فريقين يخاصمُ أحدُهما الآخر .

هذا يعني من الزاوية الفنّية ، أنّ القصة قد اختزلت ، أي حذفت تفصيلات العمل الرسالي الذي اضطلع به صالح ، بحيث أنهتنا إلى نقطة معينة تبدأ أحداث القصةِ بها ، و هي أنّ صالح (عليه السلام) قد نهض بمهمّته الاصلاحية ، و إلى أ نّه قد أفلح في هداية فريق من قومه ، و إلى أنّ فريقاً آخر قد ظلّوا على غوايتهم .

القصةُ لم تتحدّث بهذا التفصيل مباشرة ، لكنها عندما قالت لنا:

﴿فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ

حينئذ نستنتجُ ـ و هذة هي سمة الفنّ ـ أنّ الموقف قد انتهى إلى صورته المذكورة .

و الآن و قد أنهت القصةُ الموقف على هذا النحو ، ماذا يواجهنا من جديد فيها ؟

لنتابع قراءة القصة:

﴿قالَ: يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ؟

﴿لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

هنا نواجه سمةً فنّيةً جديدة من سمات العَرض القصصي ، و هي: أنّ القصة وجّهت على لسانِ صالح (عليه السلام) إلى قومه سؤالا ، هو: لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة ؟ ثمّ طالبهم صالح بالاستغفار ، لعلهم يُرحمون .

و هذا يعني أنّ هناك تفصيلات قد حُذفت ، و تُرِكَ للقارئ و السامع أن يستخلصها بطريقة فنّية من الممكن أن نتعرفها على هذا النحو:

إنّ السؤال الذي وجّهه صالح إلى قومه يخصّ الفريق الذي لم يستجب للرسالة ، و إلى أنّ هذا الفريق فيما يبدو قد حذّره صالح (عليه السلام) من إنزال العقاب عليه ، و إلى أنّهم قد استهزؤا بهذا التحذير إلى الدرجة التي طالبوا بها صالح بإثبات حجّته في نزول العذاب ، و أنّ صالحاً قد طالبهم بالاستغفار بدلا من التعجّل بنزول العذاب .

هذه التفصيلات جميعاً لا وجودَ لها في القصة ، لكن القارئ يستخلصها استخلاصاً لمجرّد أنّ القصة تكفّلت بطريقة فنّية حملَ القارئ على هذا الاستنتاج من خلال هذه الآية المحتشدة بكلّ سمات الفنّ:

﴿قالَ: يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ؟

* * *

بدلا من أن يذعن السفهاءُ لنصيحة صالح نجدهم يركبون رؤوسهم من جديد ، مُصرّين على تمرّدهم ، مُعلنين عن الأعراض المرضيّة التي تغلّف نفوسهم ، . . .
معلنين عنها بمثل هذه الأقوال المفصحة عن تفاهة حالتهم العقلية:

﴿قالُوا: اطَّيَّرْنا بِكَ وَ بِمَنْ مَعَكَ

هذه الإجابة أو القول تكشف عن حقائق مهمّة في حقل السمات الفنّية و النفسية في القصة .

فمن الناحية النفسية كشف القوم المتمرّدون عن أنّهم مرضى لا يمتلكون سمات الشخصية السوية السليمة . و لا عجب في ذلك ، فالمتمرّد على رسالة السماء أيّاً كانت سمات تمرّده لابدّ أن يعاني مركّبات و عُقَداً من النقص ، و الشك ، و التردّد ، و ما إلى ذلك من سمات المرض .

و لا أدلّ على مَرض مثل هؤلاء المنعزلين عن السماء ، لا أدلّ على مرضهم من
اعترافهم أنفسهم بذلك ، . . . فقد خاطبوا صالحاً بقولهم:

﴿اطَّيَّرْنا بِكَ وَ بِمَنْ مَعَكَ

فالمعروف أنّ الطيرة و الوسوسة و نحوهما تعدّ في الصميم من دائرة الأمراض النفسيّة أو العقلية التي تعرفها جيداً لغةُ علم النفس المَرَضي .

و لذلك فإنّ المشرّع الإسلامي يقدّم لمثل هؤلاء المرضى توصيات يعالج بها حالاتهم المرضية من نحو التوصية القائلة: إذا تطيّرتَ ، فامض .

أي: لا تسمح بالوساوس و الأوهام لأن تسيطر عليك ، بل تجاوَزها .

غير أنّ مثل هذه النصيحة أو التوصية إنّما تنجع في حالات المرض العابر ، أمّا إذا استفحلت في أعماق صاحبها ، فإنّ المعالجة تصبح من الصعوبة ، بمكان .

و المهم أنّ المتمرّدين ، أو المرضى من قوم صالح (عليه السلام) عندما دعاهم إلى اللّه
و إلى رسالته كشفوا عن حالتهم المَرَضية و أعلنوها بوضوح حينما خاطبوه بأنّهم متطيّرون منه .

و السؤال ، بعيداً عن سمة التطيّر المرضية ، هو:

هل أنّ القوم شاهدوا بعض الظواهر التي جعلتهم يتطيّرون فعلا ؟

النص القصصي ساكت عن ذلك إلاّ أنّ هذا الصمت سمة فنّية في الواقع ، لأنّ القصة تطالبنا ـ نحن القرّاء ـ بأن نستكشف بأنّ هناك ظواهر أو حوادث قد اقترنت و تزامنت مع الرسالة الخيّرة التي دعاهم إليها صالح (عليه السلام) .

و فعلا ، فإنّ النصوص المفسّرة تقول لنا: إنّ المطر قد انقطع عنهم فترتئذ و لفّتهم
المجاعة .

* * *

إنّ السؤال الذي غاب من أذهان هؤلاء المتطيّرين ، المَرضى ، هو: هل أنّ القحط ظاهرة طبيعية لا صلة لها بالسماء ؟

و إذا كان الأمر كذلك ، فما هي صلة الرسالة الخيّرة بها حتّى يُعاتبوا صالحاً بذلك ؟

و إذا كان الأمر متصلا بمجرّد وجود شخصية تحمل رسالة خيّرة ، و أنّ بالإمكان أن يرتبط القحط و الخصب بشخص أو بآخر ، فهذا يعني أنّ كلّ حوادث الحياة المتنوّعة ستخضع لوجود هذا الشخص أو ذاك ، الأمر الذي سيُعطّل كلّ استقرار في الحياة ، و يُشغل الآخرين باستنتاجات و تداعيات ذهنية يفسّرون بها كلّ حركة وفق الشؤم أو السعد ، و هذا هو حالة المرضى الذين يعانون من تسلّط الوسوسة و الطيرة عليهم .

إذن قوم صالح ، و نعني بهم المتمرّدين أو المرضى ، عندما قالوا له: اطّيّرنا بك ، لم يكن تطيّرُهم مستنداً إلى أية حقيقة يعتدّ العقلاءُ بها ، بقدر ما يفصح عن سمات المرض التي غلّفت شخوصَهم .

و هنا ينبغي أن نلتفت إلى سمة فنّية نستكشفها بوضوح من خلال الإجابة ﴿اطَّيَّرْنا بِكَ وَ بِمَنْ مَعَكَ . فهذه الإجابة تكشف عن وجود الفريق المؤمن الذي أشارت إليه القصة في بدايتها عندما قالت:

﴿فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ

و ها هو الفريق الثاني الفريق المؤمن يظهر على حركة القصة ، معلناً عن فاعليّته في سير الأحداث بعد أن كان الفريق الأوّل و هو: الفريق الكافر ، المتمرّد ، المريض قد أعلن عن هويته منذ اللحظات الاُولى من حركة القصة ، فيما انتهى إلى هذا الموقف المتطيّر الذي يفصح عن درجة المَرض الخطير لديه ، على نحو ما فصّلنا الحديثَ عنه .

* * *

و الآن بعد أن لحظنا جانباً من السمات النفسية و السمات الفنّية التي كشفت القصةُ عنها في فقرة حوارية واحدة هي:

﴿قالُوا: اطَّيَّرْنا بِكَ وَ بِمَنْ مَعَكَ

حينئذ يجدر بنا أن نتابع القصة في أحداثها اللاحقة ، و في مقدّمتها جواب صالح (عليه السلام) ، و طريقة تعامله مع مرضى يغلّفهم المرضُ النفسي الخطير من جانب ، و يغلّفهم جهلٌ مطبقٌ من جانب آخر . ثمّ نتائج هذا المركّب من المرض و الجهل من جانب ثالث فيما يعكس آثاراً خطيرة على أحداث القصة ، كما سنرى .

* * *

عندما تطيّر قومُ صالح (عليه السلام) من رسالته الخيّرة و من المؤمنين الذين واكبوا رسالته . . . عندما تطيّر القومُ من ذلك ، إنّما كان تطيّرهم ، كما أوضحنا مفصّلا ، ناتجاً عن سمة مَرَضية و ليس عن دراسة أو استنتاج منطقي .

ممّا لا شك فيه ، أنّ السماء تتعامل مع الآدميين وفقاً لمصالح خاصة يفرضها هذا السياق أو ذاك . فالسماء قد تغمر الأرض بالخصب حتّى للمتمرّدين على أوامرها ، و قد تقطع الخصبَ عنهم عقاباً على سلوكهم ، و قد تجعل الخصب مستمراً دون انقطاع ، ليزدادوا إثماً ، . . . و هكذا .

المهم أنّ صالحاً (عليه السلام) قد حذّرهم من نزول العذاب ـ كما استنتجنا فنياً ـ و إلى أنّهم و نعني: المتمرّدين ، قد تعجّلوه بالعذاب قبل نزوله .

و قد دبّت في حركة القصة إرهاصاتٌ لعلّها من الناحية الفنّية تمهّد لعذاب لاحق ، أو بالأحرى تعلن عن إشارة خطر من الممكن أن تحمل القوم على التدبّر و المراجعة ، بدلا من ركوب الذات .

و لا نستبعد حينئذ أن يكون القحط أو انقطاع المطر نذيراً أو مؤشراً في هذا الصدد .

و لذلك نجد صالحاً (عليه السلام) يخاطب الذين تطيّروا به و بجماعته المؤمنين ، . . .
يخاطبهم مجيباً على تطيّرهم بما يلي:

﴿قالَ: طائِرُكُمْ عِنْدَ اللّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ

و هذه الإجابة تحسم كلّ شيء .

فقد مَسَح صالحٌ (عليه السلام) بهذه الإجابة كلّ دلالة للتطيّر في نطاقه الذي صدر القومُ عنه ، و أكسبه دلالة اُخرى هي: الاختبار . الفتنة ، الامتحان ، المؤشّر ، الإنذار .

أوضح لهم أنّ السماء هي مالكة الأمر ، و أنّها تخصب الأرض أو تُمحلها ، أو تشبع القوم أو تجيعهم . . . كلّ ذلك من أجل اختبارهم في طاعة اللّه أو معصيته .

المهم أنّ إجابة صالح (عليه السلام) و من قبل ذلك تطيُّر القوم به و بجماعته المؤمنين ، . . .
إنّما شكّلت تمهيداً لأحداث لاحقة ، سنتعرّف عليها الآن ، و هي أحداث تكشف لنا عن أنّ القوم لم تُجدهم النصيحة و لم يُحرّكهم النذير ، بل كانوا حصيلةَ مرض نفسي من جانب ، و جهل مطبق من جانب آخر ، . . . حتّى اقتادهم الأمر نتيجة هذا المركّب: المرضِ و الجهلِ ، إقتادهم إلى أن يمارسوا ، أو أن يفكروا بتدبير جريمة حيال صالح (عليه السلام) ، على ما يكشف عنه الجزء اللاحق من القصة .

* * *

يبدأ القسمُ الجديد من قصة صالح (عليه السلام) أو مجتمع ثمود على هذا النحو الذي تبدأ الأحداث معه بما يُسمى في لغة الأدب القصصي بــ : التأزّم . تبدأ الأحداث في منعطفها الجديد ، أوّلا بهذا النحو:

﴿وَ كانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْط يُفْسِدُونَ فِي الاَْرْضِ وَ لا يُصْلِحُونَ

ثمّ يبدأ تأزّم الأحداث على هذا النحو:

﴿قالُوا تَقاسَمُوا بِاللّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَ أَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ

﴿ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَ إِنّا لَصادِقُونَ

إنّ القارئ أو السامع لم يكن ليتوقع أن تجري الأحداث بهذه السرعة ، و أن تتصاعد بهذا النحو الذي طبعته مرحلةُ التأزّم .

فالقوم كانوا متطيّرين من رسالة صالح و جماعته الذين آزروه .

و صالح (عليه السلام) أجابهم بأنّ طائرهم عند اللّه ، و أنّهم يُفتنون بحادثة انقطاع المطر و ما استتلاه من مجاعة مثلا ، و لكن فيما يبدو أنّ القوم لم يرعووا ، و لم يفقهوا مثل هذا النذير . أو بالأحرى ماداموا مرضى فإنّ المريض قد يقدم على ممارسة جريمة ما ، عندما تتصاعد حالته المرضيّة و عندما يُصاحبها بخاصة جهلٌ بحقائق الاُمور . و عندها نتوقع ، و هذا ما يلحظه كلّ من رصَدَ تحركات المرضى و العصابيّين ، نتوقّع أن يقدم المريض أو المنحرف على التفكير بأية جريمة تخفّف وطأة التمزّق في أعماقه .

و يبدو أنّ هناك شخصيات منحرفة بلغت درجةُ انحرافها قمة المرض ، و كان عددهم تسعة أنفار يجسّدون في عددهم نموذجاً أعلى للشخصيات اللا اجتماعية ، أو ما يُسمّى في لغة الأرض بــ : الشخصيات السيكوباثية ، و هي شخصيات ينعدم لديها الاحساس بالمسؤولية ، و لا تقيم وزناً للثواب و العقاب الاجتماعيين ، و نعني بهما: القوانين الرسمية ، أو العادات و التقاليد و الأعراف الاجتماعية . مثل هذه الشخصيات المنحرفة تمثّل عدداً ضئيلا تعزلهم الدوائر الرسمية في جناح خاص من مؤسساتها حتّى تتخلّص من شرورهم . و قد يصعدون في غفلة من الزمن إلى موقع السلطة ، كما هو شأن طغاة العصر الحديث فيفتكون بالأخيار و بعامّة الناس .

المهم ، أنّ تجمّع تسعة أشخاص من بين حفنة كبيرة من المنحرفين يحمل دلالةً خاصّة هي: أنّ هؤلاء التسعة أنفار يجسّدون قـمّة الوقاحة و الصلافة و انعدام الحسّ الإنساني لديهم ، حينئذ لا عجب أن يتقدّم هؤلاء التسعة دون غيرهم إلى التفكير بجريمة قتل لشخصيّة أرسلتها السماء إليهم ، لتنقذهم من الظلمات إلى النور .

* * *

و الآن ، لِنقف مع هذه الحفنة التي قاءتها الأرض ، للنظر إلى طريقة تفكيرها في حبك الجريمة و إخفاء معالمها ، ظنّاً منهم أنّهم قادرون على محو آثار الجريمة ماداموا كما قلنا يغلّفهم الجهلُ من جانب ، حينما لم يعوا أنّ إخفاء الجريمة لا يمكن أن يتم إلاّ لحين ، لكنهم ماداموا من جانب آخر مَرضى ، لا يرتوون إلاّ من سفك الدم ، حينئذ لا مناص لهم من الإقدام على الجريمة بأ يّة حال من الأحوال .

هؤلاء المفسدون في الأرض ، كما وصفتهم القصة:

﴿وَ كانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْط يُفْسِدُونَ فِي الاَْرْضِ وَ لا يُصْلِحُونَ

بدأوا في التفكير بمخطط الجريمة على هذا النحو:

﴿قالُوا تَقاسَمُوا بِاللّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَ أَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ

﴿ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَ إِنّا لَصادِقُونَ

لقد تحالفوا فيما بينهم على جريمة القتل ، ثمّ قرّروا أن ينكروا ذلك عند أولياء القتيل .

بيد أنّ السماء كانت لهم بالمرصاد . فوفقاً للنصوص المفسّرة ، أنّ السماء أرسلت ملائكتها فرموا كلّ واحد بحجر فقتلوهم جميعاً ، أو نزلوا في سفح جبل فخرّ عليهم ، أو اُوحي إلى صالح بالخروج ، فنزل العذاب عليهم بعد ذلك .

و أيّاً كان الأمر فإنّ القصة نفسها عقّبت على هذا الحادث:

﴿وَ مَكَرُوا مَكْراً وَ مَكَرْنا مَكْراً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ

﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنّا دَمَّرْناهُمْ وَ قَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ

﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا . . .

و بما أنّنا سنتحدّث عن العقاب الدنيوي الذي لحق القوم بعامّة ، كما سنتحدّث في قصص صالح في نصوص اُخرى تتصل بهذا الجانب ، إلاّ أنّنا هنا حسبنا أن نشير ولو عابرين أنّ أحداث القصة من الزاوية الفنّية ما أن بدأت بمرحلة التأزّم حتى أطلّت المرحلةُ التي تليها ، و هي مرحلة ما يُسمى بــ : الإنارة ، أو الانفراج ، أو الانعطاف بالحدث نحو نهايته التي عرّج بها النص بنحو خاطف ، سريع يتناسب فنّياً مع سرعة المكر الذي هيّأته السماء حيال حفنة من المنحرفين الذين يتعطّشون لسفك الدم ، حيث مكروا مكراً ، و خيّل إليهم أنّهم قادرون على ذلك .
و حتّى لو أنّهم قدروا على ذلك عاجلا ، فإنّ إمهالهم ولو لأجل من الدنيا ، لا ينقذهم من النهاية الكسيحة التي تنتظر الطغاة .

كلّ الطغاة في أي زمان و مكان .



أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page