• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الصفحة 301 الي 325


[ 301 ]
سواء أخذ بمعنى الموت أو بمعنى الغشية لا يختص الصعق قبل ذلك بموسى عليه السلام. وفي المجمع في قوله تعالى: " لها سبعة أبواب " فيه قولان أحدهما ما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام أن جهنم لها سبعة أبواب أطباق بعضها فوق بعض ووضع إحدى يديه على الاخرى فقال: هكذا وأن الله وضع الجنان على الارض، ووضع النيران بعضها فوق بعض فأسفلها جهنم، وفوقها لظى، وفوقها الحطمة، وفوقها سقر، وفوقها الجحيم، وفوقها السعير، وفوقها الهاوية وفي رواية الكلبي أسفلها الهاوية وأعلاها جهنم. وفي الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال: إن للجنة ثمانية أبواب: باب يدخل منه النبيون والصديقون، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبونا. فلا أزال واقفا على الصراط أدعو وأقول: رب سلم شيعتي ومحبي وأنصاري ومن تولاني في دار الدنيا فإذا النداء من بطنان العرش قد أجيبت دعوتك وشفعت في شيعتك ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه. وباب يدخل منه سائر المسلمين ممن يشهد أن لا إله إلا الله ولم يكن في قلبه مثقال من بغضنا أهل البيت. * * * سورة المؤمن مكية وهي خمس وثمانون آية بسم الله الرحمن الرحيم حم - 1. تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم - 2. غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير - 3. ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد - 4. كذبت قبلهم
________________________________________
[ 302 ]
قوم نوح والاحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب - 5. وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار - 6. (بيان) تتكلم السورة في استكبار الكافرين ومجادلتهم بالباطل ليدحضوا به الحق الذي يدعون إليه ولذلك نراها تذكر جدالهم وتعود إليه عودة بعد عودة " ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد " " الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا " " ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون ". فتكسر سورة استكبارهم وجدالهم بذكر ما عاقب الله به الماضين من الامم المكذبين وما أعد الله لهم من العذاب المهين بذكر طرف مما يجري عليهم في الاخرة. وتدحض باطل أقاويلهم بوجوه من الحجج الناطقة بتوحده في الربوبية والالوهية وتأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصبر وتعده والمؤمنين به بالنصر، وتأمرهم أن يؤذنهم أنه مسلم لربه غير تارك لعبادته فلييأسوا منه. والسورة مكية كلها لاتصال آياتها وشهادة مضامينها بذلك، وما قيل فيه من الايات أنه نزل بالمدينة لا يعبؤ به وسيجئ الاشارة إليها إن شاء الله. قوله تعالى: " حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم " التنزيل مصدر بمعنى المفعول فقوله: " تنزيل الكتاب " من قبيل إضافة الصفة إلى موصوفها والتقدير هذا كتاب منزل من الله. وتخصيص الوصفين: " العزيز العليم " بالذكر قيل: للاشارة إلى ما في القرآن من الاعجاز وأنواع العلوم التي يضيق عنها نطاق الافهام، وقيل: هو من باب التفنن. والوجه أن يقال: إن السورة لما كانت تتكلم حول جحد الجاحدين ومجادلتهم في
________________________________________
[ 303 ]
آيات الله بالباطل جهلا وهم يحسبونه علما ويعتزون به كما حكى ذلك عنهم في خاتمة السورة بقوله: " فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم " وكما حكى عن فرعون قوله لقومه في موسى: " إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الارض الفساد " وقوله لهم: " ما اريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ". افتتح الكلام في السورة بما فيه إشارة إلى أن هذا الكتاب النازل عليهم تنزيل ممن هو عزيز على الاطلاق لا يغلبه غالب حتى يخاف على ما نزله من استعلائهم و استكبارهم بحسب أوهامهم، عليم على الاطلاق لا يداخل علمه جهل وضلال فلا يقاوم جدالهم بالباطل ما نزله من الحق وبينه بحججه الباهرة. ويؤيد هذا الوجه ما في الاية التالية من قوله: " غافر الذنب وقابل التوب " الخ على ما سنبين. قوله تعالى: " غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير " الاتيان بصيغة اسم الفاعل في " غافر الذنب وقابل التوب " - لعله - للدلالة على الاستمرار التجددي فإن المغفرة وقبول التوب من صفاته الفعلية ولا يزال تعالى يغفر الذنب ثم يغفر ويقبل التوب ثم يقبل. وإنما عطف قابل التوب على ما قبله دون " شديد العقاب ذي الطول " لان غافر الذنب وقابل التوب مجموعهما كصفة واحدة متعلقة بالعباد المذنبين يغفر لهم تارة بتوبة و تارة بغيرها كالشفاعة. والعقاب والمعاقبة المؤاخذة التي تكون في عاقبة الذنب قال الراغب: والعقب والعقبى يختصان بالثواب نحو خير ثوابا وخير عقبا، وقال تعالى: وألئك لهم عقبى الدار، والعاقبة إطلاقها يختص بالثواب نحو والعاقبة للمتقين، وبالاضافة قد تستعمل في العقوبة نحو ثم كان عاقبة الذين أساؤا، وقوله: فكان عاقبتهما أنهما في النار يصح أن يكون ذلك استعارة من ضده، والعقوبة والمعاقبة والعقاب تختص بالعذاب. انتهى. فشديد العقاب كذي انتقام من أسماء الله الحسنى تحكي صفته تعالى في جانب العذاب كما يحكي الغفور والرحيم صفته تعالى في جانب الرحمة.
________________________________________
[ 304 ]
والطول - على ما في المجمع - الانعام الذي تطول مدته على صاحبه فذو الطول من أسمائه الحسنى في معنى المنعم لكنه أخص من المنعم لعدم شموله النعم القصار. وذكر هذه الاسماء الاربعة: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول بعد اسم العليم للاشارة إلى أن تنزيل هذا الكتاب المشتمل على دعوته الحقة المبني على العلم مبني على أساس ما تقتضيه مضامين هذه الاسماء الاربعة. وذلك أن العالم الانساني كما يتحد قبيلا واحدا في نيل الطول الالهي والتنعم بنعمه المستمرة المتوالية مدى الحياة الدنيا ينقسم من حيث حياته الاخرة قسمين وينشعب إلى شعبتين: سعيد وشقي والله سبحانه عالم بتفاصيل خلقه وكيف لا يعلم وهو خالقها وفاعلها، ومقتضى كونه غافرا للذنب قابلا للتوب أن يغفر لمن استعد للمغفرة وأن يقبل توبة التائب إليه، ومقتضى كونه شديد العقاب أن يعاقب من استحق ذلك. ومقتضى ذلك أن يهدي الناس إلى صراط السعادة كما قال: " إن علينا للهدى وإن لنا للاخرة والاولى " الليل: 13، وقال: " وعلى الله قصد السبيل " النحل: 9. لينقسم الناس بذلك قسمين ويتميز عنده السعيد من الشقي والمهتدي من الضال فيرحم هذا ويعذب ذلك. فتنزيل الكتاب من الله العزيز العليم مبني على علمه المحيط بخلقه أنهم في حاجة إلى دعوة يهتدي بها قوم ويضل بردها آخرون ليغفر لقوم ويعذب آخرين، وفي حاجة إليها لينتظم بها نظام معاشهم في الدنيا فينعموا بطوله ونعمته في الدنيا ثم في دار القرار. فهذا شأن كتابه المنزل بعلمه الذي لا يشوبه جهل والمبني على الحق الذي لا يداخله باطل، وأين هو من تكذيب الذين لا يعلمون إلا ظاهرا من الحياة وجدالهم بالباطل ليدحضوا به الحق. وعلى هذا الذي ذكرنا من العناية بالعلم يشهد ما سيذكره تعالى من دعاء الملائكة للمؤمنين بالمغفرة: " ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك " فتدبر فيه. وقوله: " لا إله إلا هو إليه المصير " ذكر كلمة التوحيد للاشارة إلى وجوب
________________________________________
[ 305 ]
عبادته وحده فلا تلغو الدعوة الدينية بتنزيل الكتاب، وذكر كون مصير الكل ورجوعهم إليه وهو البعث للاشارة إلى أنه هو السبب العمدة الداعي إلى الايمان بالكتاب واتباعه فيما يدعو إليه لان الاعتقاد بيوم الحساب هو الذي يستتبع الخوف والرجاء خوف العقاب ورجاء الثواب الداعيين إلى عبادة الله سبحانه. قوله تعالى: " ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد " لما ذكر تنزيل الكتاب وأشار إلى الحجة الباهرة على حقيته، المستفادة من صفاته الكريمة المعدودة في الايتين، الدالة على أنه منزل بعلمه الذي لا يشوبه جهل وبالحق الذي لا يدحضه باطل تعرض لحال الذين قابلوا حججه الحقة بباطل جدالهم فلوح إلى إن هؤلاء أهل العقاب وليسوا بفائتين ولا مغفولا عنهم فإنهم كما نزل الكتاب ليغفر الذنب ويقبل التوب كذلك نزله ليعاقب أهل العقاب فلا يسوءن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جدالهم ولا يغرنه ما يشاهده من حالهم. فقوله: " ما يجادل في آيات الله " لم يقل: ما يجادل فيه أي في القرآن ليدل على أن الجدال في الحق الذي تدل عليه الايات بما هي آيات. على أن طرف جدالهم هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو داع إلى الحق الذي تدل عليه الايات فجدالهم لدفع الحق لا للدفاع عن الحق. على أن الجدال في الاية التالية مقيدة بالباطل لادحاض الحق. فالمراد بالمجادلة في آيات الله هي المجادلة لادحاضها ودفعها وهي المذمومة ولا تشمل الجدال لاثبات الحق والدفاع عنه كيف ؟ وهو سبحانه يأمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بذلك إذا كان جدالا بالتي هي أحسن قال تعالى: " وجادلهم بالتي هي أحسن " النحل: 125. وقوله: " إلا الذين كفروا " ظاهر السياق أنهم الذين رسخ الكفر في قلوبهم فلا يرجى زواله، وقد قيل: " ما يجادل " ولم يقل: لا يجادل، وكذا ظاهر قوله: " فلا يغررك تقلبهم في البلاد " أن المراد بهم الكفار المعاصرون للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن لم يكونوا من أهل مكة. وتقلبهم في البلاد انتقالهم من طور من أطوار الحياة إلى طور آخر ومن نعمة إلى
________________________________________
[ 306 ]
نعمة في سلامة وصحة وعافية، وتوجيه النهي عن الغرور إلى تقلبهم في البلاد كناية عن نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الاغترار بما يشاهده منهم أن يحسب أنهم أعجزوه سبحانه. قوله تعالى: " كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم " الخ في مقام الجواب عما يسبق إلى الوهم أنهم استكبروا وجادلوا في آيات الله فلم يكن بهم بأس وسبقوا في ذلك. ومحصل الجواب: أن الامم الماضين كقوم نوح والاحزاب من بعدهم كعاد وثمود وقوم لوط وغيرهم سبقوا هؤلاء إلى مثل صنيعهم من التكذيب والجدال بالباطل وهموا برسولهم ليأخذوه فحل بهم العقاب وكذلك قضى في حق الكفار العذاب فتوهم أن هؤلاء سبقوا الله إلى ما يريد توهم باطل. فقوله: " كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم " دفع للدخل السابق ولذا جيئ بالفصل، وقوله: " وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه " يقال: هم به أي قصده ويغلب فيه القصد بالسوء أي قصدوا رسولهم ليأخذوه بالقتل أو الاخراج أو غيرهما كما قصه الله تعالى في قصصهم. وقوله: " وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق " الادحاض الازالة والابطال وقوله: " فأخذتهم " أي عذبتهم، وفيه التفات من الغيبة إلى التكلم وحده والنكتة فيه الاشارة إلى أن أمرهم في هذا الطغيان والاستكبار إلى الله وحده لا يدخل بينه وبينهم أحد بنصرة أو شفاعة كما قال: " فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد " الفجر: 14. وقوله: " فكيف كان عقاب " توجيه لذهن المخاطب إلى ما يعلمه من كيفية إهلاكهم وقطع دابرهم ليحضر شدة ما نزل بهم وقد قصه الله فيما قص من قصصهم. قوله تعالى: " وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار " ظاهر السياق أن المشبه به هو ما في الاية السابقة من أخذهم وعقابهم، والمراد بالذين كفروا مطلق الكفار من الماضين، والمعنى كما أخذ الله المكذبين من الماضين بعذاب الدنيا كذلك حقت كلمته على مطلق الكافرين بعذاب الاخرة، والذين كفروا من قومك منهم.
________________________________________
[ 307 ]
وقيل: المراد بالذين كفروا كفار مكة، ولا يساعد عليه السياق والتشبيه لا يخلو عليه من اختلال. وفي قوله: " كلمة ربك " ولم يقل: كلمتي تطييب لنفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتأييد له بالاشارة إلى أن الركن الذي يركن إليه هو الشديد القوي. * * * الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم - 7. ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم - 8. وقهم السيآت ومن تق السيآت يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم - 9. إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الايمان فتكفرون - 10. قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل - 11. ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير - 12.
________________________________________
[ 308 ]
(بيان) لما ذكر سبحانه تكذيب الذين كفروا وجدالهم في آيات الله بالباطل ولوح إلى انهم غير معجزين ولا مغفول عنهم بل معنيون في هذه الدعوة والعناية فيهم أن يتميزوا فيحق عليهم كلمة العذاب فيعاقبوا عاد إلى بدء الكلام الذي أشار فيه إلى أن تنزيل الكتاب وإقامة الدعوة لمغفرة جمع وقبول توبتهم وعقاب آخرين فذكر أن الناس قبال هذه الدعوة قبيلان: قبيل تستغفر لهم حملة العرش والحافون به من الملائكة وهم التائبون إلى الله المتبعون سبيله ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم، وقبيل ممقوتون معذبون وهم الكافرون بالتوحيد. قوله تعالى: " الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به " إلى آخر الاية. لم يعرف سبحانه هؤلاء الحاملين للعرش من هم ؟ ولا في كلامه تصريح بأنهم من الملائكة لكن يشعر عطف قوله: " ومن حوله " عليهم وقد قال فيهم: " وترى الملائكة حافين من حول العرش " الزمر: 75 أن حملة العرش أيضا من الملائكة. وقد تقدم تفصيل الكلام في معنى العرش في الجزء الثامن من الكتاب. فقوله: " الذين يحملون العرش ومن حوله " أي الملائكة الذين يحملون العرش الذي منه تظهر الاوامر وتصدر الاحكام الالهية التي بها يدبر العالم، والذين حول العرش من الملائكة وهم المقربون منهم. وقوله: " يسبحون بحمد ربهم " أي ينزهون الله سبحانه والحال أن تنزيههم له يصاحب ثناءهم لربهم فهم ينزهونه تعالى عن كل ما لا يليق بساحة قدسه ومن ذلك وجود الشريك في ملكه ويثنون عليه على فعله وتدبيره. وقوله: " ويؤمنون به " إيمانهم به - والحال هذه الحال عرش الملك والتدبير لله وهم حاملوه أو مطيفون حوله لتلقي الاوامر وينزهونه عن كل نقص ويحمدونه على أفعاله - معناه الايمان بوحدانيته في ربوبيته وألوهيته ففي ذكر العرش ونسبة التنزيه والتحميد والايمان إلى الملائكة رد للمشركين حيث يعدون الملائكة المقربين شركاء لله في ربوبيته وألوهيته ويتخذونهم أربابا الهة يعبدونهم.
________________________________________
[ 309 ]
وقوله: " ويستغفرون للذين آمنوا " أي يسألون الله سبحانه أن يغفر للذين آمنوا. وقوله: " ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما " الخ حكاية متن استغفارهم وقد بدؤا فيه بالثناء عليه تعالى بسعة الرحمة والعلم، وإنما ذكروا الرحمة وشفعوها بالعلم لانه برحمته ينعم على كل محتاج فالرحمة مبدء إفاضة كل نعمة، وبعلمه يعلم حاجة كل محتاج مستعد للرحمة. وقوله: " فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم " تفريع على ما أثنوا به من سعة الرحمة والعلم، والمراد بالسبيل التي اتبعوها هو ما شرع لهم من الدين وهو الاسلام واتباعهم له هو تطبيق عملهم عليه فالمراد بتوبتهم رجوعهم إليه تعالى بالايمان والمعنى فاغفر للذين رجعوا إليك بالايمان بوحدانيتك وسلوك سبيلك الذي هو الاسلام وقهم عذاب الجحيم وهو غاية المغفرة وغرضها. قوله تعالى: " ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم " إلى آخر الاية تكرار النداء بلفظة ربنا لمزيد الاستعطاف والمراد بالوعد وعده تعالى لهم بلسان رسله وفي كتبه. وقوله: " ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم " عطف على موضع الضمير في قوله: " وأدخلهم " والمراد بالصلوح صلاحية دخول الجنة، والمعنى وأدخل من صلح لدخول الجنة من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم جنات عدن. ثم من المعلوم من سياق الايات أن استغفارهم لعامة المؤمنين، ومن المعلوم أيضا أنهم قسموهم قسمين اثنين قسموهم إلى الذين تابوا واتبعوا سبيل الله وقد وعدهم الله جنات عدن، وإلى من صلح وقد جعلوا الطائفة الاولى متبوعين والثانية تابعين. ويظهر منه أن الطائفة الاولى هم الكاملون في الايمان والعمل على ما هو مقتضى حقيقة معنى قولهم: " الذين تابوا واتبعوا سبيلك " فذكروهم وسألوه أن يغفر لهم وينجز لهم ما وعدهم من جنات عدن، والطائفة الثانية دون هؤلاء في المنزلة ممن لم يستكمل الايمان والعمل من ناقص الايمان ومستضعف وسيئ العمل من منسوبي الطائفة الاولى فذكروهم وسألوه تعالى أن يلحقهم بالطائفة الاولى الكاملين في جناتهم ويقيهم السيئات. فالاية في معنى قوله تعالى: " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ " الطور: 21 غير أن الاية التي نحن فيها أوسع
________________________________________
[ 310 ]
وأشمل لشمولها الاباء والازواج بخلاف آية سورة الطور، والمأخوذ فيها الصلوح وهو أعم من الايمان المأخوذ في آية الطور. وقوله: " إنك أنت العزيز الحكيم " تعليل لقولهم: " فاغفر للذين تابوا " إلى آخر مسألتهم، وكان الذي يقتضيه الظاهر أن يقال: إنك أنت الغفور الرحيم لكنه عدل إلى ذكر الوصفين: العزيز الحكيم لانه وقع في مفتتح مسألتهم الثناء عليه تعالى بقولهم: " ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما ". ولازم سعة الرحمة وهي عموم الاعطاء أن له أن يعطي ما يشاء لمن يشاء ويمنع ما يشاء ممن يشاء وهذا معنى العزة التي هي القدرة على الاعطاء والمنع، ولازم سعة العلم لكل شئ أن ينفذ العلم في جميع أقطار الفعل فلا يداخل الجهل شيئا منها ولازمه إتقان الفعل وهو الحكمة. فقوله: " إنك أنت العزيز الحكيم " في معنى الاستشفاع بسعة رحمته وسعة علمه تعالى المذكورتين في مفتتح المسألة تمهيدا وتوطئة لذكر الحاجة وهي المغفرة والجنة. قوله تعالى: " وقهم السيآت ومن تق السيآت يومئذ فقد رحمته " الخ ظاهر السياق أن الضمير في " قهم " للذين تابوا ومن صلح جميعا. والمراد بالسيآت - على ما قيل - تبعات المعاصي وهي جزاؤها وسميت التبعات سيأت لان جزاء السيئ سيئ قال تعالى: " وجزاء سيئة سيئة مثلها " الشورى: 40. وقيل: المراد بالسيآت المعاصي والذنوب نفسها والكلام على تقدير مضاف والتقدير وقهم جزاء السيآت أو عذاب السيآت. والظاهر أن الاية من الايات الدالة على أن الجزاء بنفس الاعمال خيرها وشرها، وقد تكرر في كلامه تعالى أمثال قوله: " إنما تجزون ما كنتم تعملون " التحريم: 7. وكيف كان فالمراد بالسيآت التي سألوا وقايتهم عنها هي الاهوال والشدائد التي تواجههم يوم القيامة غير عذاب الجحيم فلا تكرار في قوليهم: " وقهم عذاب الجحيم " " وقهم السيآت ". وقيل: المراد بالسيآت نفس المعاصي التي في الدنيا، وقولهم: " يومئذ " إشارة إلى الدنيا، والمعنى واحفظهم من اقتراف المعاصي وارتكابها في الدنيا بتوفيقك.
________________________________________
[ 311 ]
وفيه أن السياق يؤيد كون المراد بيومئذ يوم القيامة كما يشهد به قولهم: " وقهم عذاب الجحيم " وقولهم: " وأدخلهم جنات عدن " الخ فالحق أن المراد بالسيآت ما يظهر للناس يوم القيامة من الاهوال والشدائد. ويظهر من هذه الايات المشتملة على دعاء الملائكة ومسألتهم: أولا: أن من الادب في الدعاء أن يبدء بحمده والثناء عليه تعالى ثم يذكر الحاجة ثم يستشفع بأسمائه الحسنى المناسبة له. وثانيا: أن سؤال المغفرة قبل سؤال الجنة وقد كثر ذكر المغفرة قبل الجنة في كلامه تعالى إذا ذكرا معا، وهو الموافق للاعتبار فإن حصول استعداد أي نعمة كانت بزوال المانع قبل حصول نفس النعمة. وذكر بعضهم أن في قوله: " فاغفر للذين تابوا " الاية دلالة على أن إسقاط العقاب عند التوبة تفضل من الله تعالى إذ لو كان واجبا لكان لا يحتاج فيه إلى مسألتهم بل كان يفعله الله سبحانه لا محالة. وفيه أن وجوب صدور الفعل عنه تعالى لا ينافي صحة مسألته وطلبه منه تعالى كما يشهد به قولهم بعد الاستغفار: " ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم " فقد سألوا لهم الجنة مع اعترافهم بأن الله وعدهم إياها ووعده تعالى واجب الانجاز فإنه لا يخلف الميعاد، وأصرح من هذه الاية قوله يحكي عن المؤمنين: " ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد " آل عمران: 194. وقبول التوبة مما أوجبه الله تعالى على نفسه وجعله حقا للتائبين عليه قال تعالى: " إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم " النساء: 17 فطلب كل حق أوجبه الله تعالى على نفسه منه كسؤال المغفرة للتائب هو في الحقيقة رجوع إليه لاستنجاز ما وعده وإظهار اشتياق للفوز بكرامته. وكذا لا يستلزم التفضل منه تعالى كون الفعل جائز الصدور غير واجبه فكل عطية من عطاياه تفضل سواء كانت واجبة الصدور أم لم تكن إذ لو كان فعل من أفعاله واجب الصدور عنه لم يكن إيجابه عليه بتأثير من غيره فيه وقهره عليه إذ هو المؤثر في كل شئ لا يؤثر فيه غيره بل كان ذلك بإيجاب منه تعالى على نفسه ويؤل معناه إلى
________________________________________
[ 312 ]
قضائه تعالى فعل شئ من الافعال وإفاضة عطية من العطايا قضاء حتم فيكون سبحانه إنما يفعله بمشية من نفسه منزها عن إلزام الغير إياه عليه متفضلا به فالفعل تفضل منه وإن كان واجب الصدور، وأما لو لم يكن الفعل واجب الصدور فكونه تفضلا أوضح. قوله تعالى: " إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الايمان فتكفرون " المقت أشد البغض. لما ذكر المؤمنين ببعض ما لهم من جهة إيمانهم رجع إلى ذكر الكافرين ببعض ما عليهم من جهة كفرهم. وظاهر الاية والاية التالية أن هذا النداء المذكور فيها إنما ينادون به في الاخرة بعد دخول النار حين يذوقون العذاب لكفرهم فيظهر لهم أن كفرهم في الدنيا إذ كانوا يدعون من قبل الانبياء إلى الايمان كان مقتا وشدة بغض منهم لانفسهم حيث أوردوها بذلك مورد الهلاك الدائم. وينادون من جانب الله سبحانه فيقال لهم: أقسم لمقت الله وشدة بغضه لكم أكبر من مقتكم أنفسكم وشدة بغضكم لها إذ تدعون - حكاية حال ماضية - إلى الايمان من قبل الانبياء فتكفرون. قوله تعالى: " قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل " سياق الاية وما قبلها يشعر بأنهم يقولون هذا القول بعد استماع النداء السابق، وإنما يقولونه وهم في النار بدليل قولهم: " فهل إلى خروج من سبيل ". وتقديم هذا الاعتراف منهم نوع تسبيب وتوسل إلى التخلص من العذاب ولات حين مناص، وذلك أنهم كانوا - وهم في الدنيا - في ريب من البعث والرجوع إلى الله فأنكروه ونسوا يوم الحساب وكان نسيان ذلك سبب استرسالهم في الذنوب وذهابهم لوجوههم في المعاصي ونسيان يوم الحساب مفتاح كل معصية وضلال قال تعالى: " إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب " ص: 26. ثم لما أماتهم الله إماتة بعد إماتة وأحياهم إحياءة بعد إحياءة زال ارتيابهم في أمر البعث والرجوع إلى الله بما عاينوا من البقاء بعد الموت والحياة بعد الحياة وقد كانوا يرون أن الموت فناء، ويقولون إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين. وبالجملة زال عنهم الارتياب بحصول اليقين وبقيت الذنوب والمعاصي ولذلك
________________________________________
[ 313 ]
توسلوا إلى التخلص من العذاب بالاعتراف فتارة اعترفوا بحصول اليقين كما حكاه الله عنهم في قوله: " ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون " الم السجدة: 12، وتارة اعترفوا بذنوبهم كما في الاية المبحوث عنها وقد كانوا يرون أنهم أحرار مستقلون في إرادتهم وأفعالهم لهم أن يشاؤا ما شاؤا وأن يفعلوا ما فعلوا ولا حساب ولا ذنب. ومن ذلك يظهر وجه ترتب قولهم: " فاعترفنا بذنوبنا " على قولهم: " أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " فالاعتراف في الحقيقة مترتب على حصول اليقين بالمعاد الموجب لحصول العلم بكون انحرافاتهم عن سبيل الله ضلالات وذنوبا. والمراد بقولهم: " أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " - كما قيل - الاماتة عن الحياة الدنيا والاحياء للبرزخ ثم الاماتة عن البرزخ والاحياء للحساب يوم القيامة فالاية تشير إلى الاماتة بعد الحياة الدنيا والاماتة بعد الحياة البرزخية وإلى الاحياء في البرزخ والاحياء ليوم القيامة ولو لا الحياة البرزخية لم تتحقق الاماتة الثانية لان كلا من الاماتة والاحياء يتوقف تحققه على سبق خلافه. ولم يتعرضوا للحياة الدنيا ولم يقولوا: " وأحييتنا ثلاثا وإن كانت إحياء لكونها واقعة بعد الموت الذي هو حال عدم ولوج الروح لان مرادهم ذكر الاحياء الذي هو سبب الايقان بالمعاد وهو الاحياء في البرزخ ثم في القيامة وأما الحياة الدنيوية فإنها وإن كانت إحياء لكنها لا توجب بنفسها يقينا بالمعاد فقد كانوا مرتابين في المعاد وهم أحياء في الدنيا. وبما تقدم من البيان يظهر فساد ما اعترض عليه بأنه لو كان المراد بالاحياءتين ما كان في البرزخ وفي الاخرة لكان من الواجب أن يقال: " أمتنا اثنتين وأحييتنا ثلاثا " إذ ليس المراد إلا ذكر ما مر عليهم من الاماتة والاحياءة وذلك إماتتان اثنتان وإحياءآت ثلاث. والجواب أنه ليس المراد هو مجرد ذكر الاماتة والاحياء اللتين مرتا عليهم كيفما كانتا بل ذكر ما كان منهما مورثا لليقين بالمعاد، وليس الاحياء الدنيوي على هذه الصفة. وقيل: المراد بالاماتة الاولى حال النطفة قبل ولوج الروح، وبالاحياءة الاولى ما هو حال الانسان بعد ولوجها، وبالاماتة الثانية إماتته في الدنيا، وبالاحياءة الثانية
________________________________________
[ 314 ]
إحياءته بالبعث للحساب يوم القيامة، والاية منطبقة على ما في قوله تعالى: " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم " البقرة: 28. ولما أحسوا بعدم صدق الاماتة على حال الانسان قبل ولوج الروح في جسده لتوقفها على سبق الحياة تمحلوا في تصحيحه تمحلات عجيبة من أراد الوقوف عليها فليراجع الكشاف وشروحه. على أنك قد عرفت أن ذكرهم ما مر عليهم من الاماتة والاحياءة إشارة إلى أسباب حصول يقينهم بالمعاد والحياة الدنيا والموت الذي قبلها لا أثر لهما في ذلك. وقيل: إن الحياة الاولى في الدنيا والثانية في القبر، والموتة الاولى في الدنيا والثانية في القبر ولا تعرض في الاية لحياة يوم البعث، ويرد عليه ما تقدم أن الحياة الدنيا لا تعلق لها بالغرض فلا موجب للتعرض لها، والحياة يوم القيامة بالخلاف من ذلك. وقيل: المراد بالاحياءتين إحياء البعث والاحياء الذي قبله وإحياء البعث قسمان إحياء في القبر وإحياء عند البعث ولم يتعرض لهذا التقسيم في الاية فتشمل الاية الاحياءات الثلاث والاماتتين جميعا. ويرد عليه ما يرد على الوجهين السابقين عليه مضافا إلى ما أورد عليه أن ذكر الاماتة الثانية التي في القبر دليل على أن التقسيم ملحوظ والمراد التعدد الشخصي لا النوعي. وقيل: المراد إحياء النفوس في عالم الذر ثم الاماتة ثم الاحياء في الدنيا ثم الاماتة ثم الاحياء للبعث، ويرد عليه ما يرد على سوابقه. وقيل: المراد بالتثنية التكرار كما في قوله تعالى: " ثم ارجع البصر كرتين " الملك: 4، والمعنى أمتنا إماتة وأحييتنا إحياءة بعد إحياءة. وأورد عليه أنه إنما يتم لو كان القول: " أمتنا إماتتين وأحييتنا إحياءتين أو كرتين مثلا لكن المقول نفس العدد وهو لا يحتمل ذلك كما قيل في قوله: " إلهين اثنين " النحل: 51. وقولهم: " فهل إلى خروج من سبيل " دعاء ومسألة في صورة الاستفهام، وفي تنكير الخروج والسبيل إشارة إلى رضاهم بأي نوع من الخروج كان من أي سبيل كانت
________________________________________
[ 315 ]
فقد بلغ بهم الجهد واليوم يوم تقطعت بهم الاسباب فلا سبب يرجى أثره في تخلصهم من العذاب. قوله تعالى: " ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا " الخ خطاب تشديد للكفار موطنه يوم القيامة، ويحتمل أن يكون موطنه الدنيا خوطبوا بداعي زجرهم عن الشرك. والاشارة بقوله: " ذلكم " إلى ما هم فيه من الشدة، وفي قوله: " وإن يشرك به " دلالة على الاستمرار، والكلام مسوق لبيان معاندتهم للحق ومعاداتهم لتوحيده تعالى فهم يكفرون بكل ما يلوح فيه أثر التوحيد ويؤمنون بكل ما فيه سمة الشرك فهم لا يراعون لله حقا ولا يحترمون له جانبا فالله سبحانه يحرم عليهم رحمته ولا يراعي في حكمه لهم جانبا. وبهذا المعنى يتصل قوله: " فالحكم لله العلي الكبير " بأول الاية ويتفرع عليه كأنه قيل: فإذا قطعتم عن الله بالمرة وكفرتم بكل ما يريده وآمنتم بكل ما يكرهه فهو يقطع عنكم ويحكم فيكم بما يحكم من غير أي رعاية لحالكم. فالاية في معنى قوله: " نسوا الله فنسيهم " التوبة: 67، والجملة أعني قوله: " فالحكم لله العلي الكبير " خاصة بحسب السياق وإن كانت عامة في نفسها، وفيها تهديد ويتأكد التهديد باختتامها بالاسمين العلي الكبير. * * * هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب - 13. فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون - 14. رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق - 15. يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ لمن الملك اليوم لله الواحد
________________________________________
[ 316 ]
القهار - 16. اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب - 17. وأنذرهم يوم الازفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع - 18. يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور - 19. والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشئ إن الله هو السميع البصير - 20. (بيان) احتجاج على التوحيد وإنذار بعد تقسيم الناس إلى راجع إلى الله متبع سبيله ومكذب بالايات مجادل بالباطل. قوله تعالى: " هو الذي يريكم آياته " إلى آخر الاية المراد بالايات هي العلائم والحجج الدالة على وحدانيته تعالى في الربوبية والالوهية بدليل ما سيجيئ من تفريع قوله: " فادعوا الله مخلصين له الدين " عليه، والايات مطلقة شاملة للايات الكونية المشهودة في العالم لكل إنسان صحيح الادراك والايات التي تجري على أيدي الرسل والحجج القائمة من طريق الوحي. والجملة مشتملة على حجة فإنه لو كان هناك إله تجب عبادته على الانسان وكانت عبادته كمالا للانسان وسعادة له كان من الواجب في تمام التدبير وكامل العناية أن يهدي الانسان إليه، والذي تدل الايات الكونية على ربوبيته وألوهيته ويؤيد دلالتها الرسل والانبياء بالدعوة والاتيان بالايات هو الله سبحانه، وأما آلهتهم الذين يدعونهم من دون الله فلا آية من قبلهم تدل على شئ فالله سبحانه هو الاله وحده لا شريك له، وإلى هذه الحجة يشير علي عليه السلام بقوله فيما روي عنه: " لو كان لربك شريك لاتتك رسله ".
________________________________________
[ 317 ]
وقوله: " وينزل لكم من السماء رزقا " حجة أخرى على وحدانيته تعالى من جهة الرزق فإن رزق العباد من شؤن الربوبية والالوهية والرزق من الله دون شركائهم فهو الرب الاله دونهم. وقد فسروا الرزق بالمطر، والسماء بجهة العلو، ولا يبعد أن يراد بالرزق نفس الاشياء التي يرتزق بها وبنزولها من السماء بروزها من الغيب إلى الشهادة على ما يفيده قوله: " وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم " الحجر: 21. وقوله: " وما يتذكر إلا من ينيب " معترضة تبين أن حصول التذكر بهذه الحجج إنما هو شأن إحدى الطائفتين المذكورتين من قبل وهم المنيبون الراجعون إلى ربهم دون المجادلين الكافرين فإن الكفر والجحود يبطل استعداد التذكر بالحجة والاتباع للحق. قوله تعالى: " فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون " الانسب للسياق أن يكون الخطاب عاما للمؤمنين وغيرهم متفرعا على الحجة السابقة غير أنه لا يشمل الكافرين المذكورين في آخر الاية وهم المكذبون المجادلون بالباطل. كأنه قيل: إذا كانت الايات تدل على وحدانيته تعالى وهو الرازق فعلى غير الكافرين الذين كذبوا وجادلوا أن يدعوا الله مخلصين له الدين، وأما الكافرون الكارهون للتوحيد فلا مطمع فيهم ولا آية تفيدهم ولا حجة تقنعهم فاعبدوه بالاخلاص ودعوا الكافرين يكرهون ذلك. قوله تعالى: " رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده " الخ صفات ثلاث له تعالى وكل منها خبر بعد خبر للضمير في قوله: " هو الذي يريكم آياته " والاية وما بعدها مسوقة للانذار. وقد أورد لقوله: " رفيع الدرجات " تفاسير شتى فقيل: معناه رافع درجات الانبياء والاولياء في الجنة، وقيل: رافع السماوات السبع التي منها تصعد الملائكة إلى عرشه، وقيل: رفيع مصاعد عرشه، وقيل: كناية عن رفعة شأنه وسلطانه. والذي يعطيه التدبر أن الاية وما بعدها يصفان ملكه تعالى على خلقه أن له عرشا تجتمع فيه أزمة أمور الخلق ويتنزل منه الامر متعاليا بدرجات رفيعة هي
________________________________________
[ 318 ]
مراتب خلقه ولعلها السماوات التي وصفها في كلامه بأنها مساكن ملائكته وأن أمره يتنزل بينهن وهي التي تحجب عرشه عن الناس. ثم إن له يوما هو يوم التلاقي يرفع فيه الحجاب ما بينه وبين الناس بكشف الغطاء عن بصائرهم وطي السماوات بيمينه وإظهار عرشه لهم فينكشف لهم أنه هو المليك على كل شئ لا ملك إلا ملكه فيحكم بينهم. فالمراد بالدرجات الدرجات التي يرتقى منها إلى عرشه ويعود قوله: " رفيع الدرجات ذو العرش كناية استعارية عن تعالي عرش ملكه عن مستوى الخلق وغيبته واحتجابه عنهم قبل يوم القيامة بدرجات رفيعة ومراحل بعيدة. وقوله: " يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده " إشارة إلى أمر الرسالة التي من شأنها الانذار، وتقييد الروح بقوله: " من أمره " دليل على أن المراد بها الروح التي ذكرها في قوله: " قل الروح من أمر ربي " أسرى: 85، وهي التي تصاحب ملائكة الوحي كما يشير إليه قوله: " ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا " النحل: 2. فالمراد بالقاء الروح على من يشاء تنزيلها مع ملائكة الوحي عليه، والمراد بقوله: " من يشاء من عباده " الرسل الذين اصطفاهم الله لرسالته، وفي معنى الروح الملقاة على النبي أقوال أخر لا يعبؤ بها. وقوله: " لينذر يوم التلاق " وهو يوم القيامة سمي به لالتقاء الخلائق فيه أو لالتقاء الخالق والمخلوق أو لالتقاء أهل السماء والارض أو لالتقاء الظالم والمظلوم أو لالتقاء المرء وعمله ولكل من هذه الوجوه قائل. ويمكن أن يتأيد القول الثاني بما تكرر في كلامه تعالى من حديث اللقاء كقوله: " بلقاء ربهم لكافرون " الروم: 8، وقوله: " إنهم ملاقوا ربهم " هود: 29، وقوله: " يا أيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه " الانشقاق: 6 ومعنى اللقاء تقطع الاسباب الشاغلة وظهور أن الله هو الحق المبين وبروزهم لله. قوله تعالى: " يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ " الخ تفسير ليوم التلاق، ومعنى بروزهم لله ظهور ذلك لهم وارتفاع الاسباب الوهمية التي كانت تجذبهم
________________________________________
[ 319 ]
إلى نفسها وتحجبهم عن ربهم وتغفلهم عن إحاطة ملكه وتفرده في الحكم وتوحده في الربوبية والالوهية. فقوله: " يوم هم بارزون " إشارة إلى ارتفاع كل سبب حاجب، وقوله: " لا يخفى على الله منهم شئ " تفسير لمعنى بروزهم لله وتوضيح فقلوبهم وأعمالهم بعين الله وظاهرهم وباطنهم وما ذكروه وما نسوه مكشوفة غير مستورة. وقوله: " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " سؤال وجواب من ناحيته سبحانه تبين بهما حقيقة اليوم وهي ظهور ملكه وسلطانه تعالى على الخلق على الاطلاق. وفي توصيفه تعالى بالواحد القهار تعليل لانحصار الملك فيه لانه إذ قهر كل شئ ملكه وتسلط عليه بسلب الاستقلال عنه وهو واحد فله الملك وحده. قوله تعالى: " اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب " الباء في " بما كسبت " للصلة والمراد بيان خصيصة اليوم وهي أن كل نفس تجزى عين ما كسبت فجزاؤها عملها، قال تعالى: " يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون " التحريم: 7. وقوله: " إن الله سريع الحساب " تعليل لنفي الظلم في قوله: " لا ظلم اليوم " أي إنه تعالى سريع في المحاسبة لا يشغله حساب نفس عن حساب أخرى حتى يخطئ فيجزي نفسا غير جزائها فيظلمها. وهذا التعليل ناظر إلى نفي الظلم الناشئ عن الخطاء وأما الظلم عن عمد وعلم فانتفاؤه مفروغ عنه لان الجزاء لما كان بنفس العمل لم يتصور معه ظلم. قوله تعالى: " وأنذرهم يوم الازفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين " إلى آخر الاية. الازفة من أوصاف القيامة ومعناها القريبة الدانية قال تعالى: " إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا " المعارج: 7. وقوله: " إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين " الحناجر جمع حنجرة وهي رأس الغلصمة من خارج وكون القلوب لدى الحناجر كناية عن غاية الخوف كأنها تزول عن مقرها وتبلغ الحناجر من شدة الخوف، وكاظمين من الكظم وهو شدة الاغتمام.
________________________________________
[ 320 ]
وقوله: " ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع " الحميم القريب أي ليس لهم قريب يقوم بنصرهم بحمية القرابة قال تعالى: " فلا أنساب بينهم يومئذ " المؤمنون: 101، ولا شفيع يطاع في شفاعته. قوله تعالى: " يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور " قيل: الخائنة مصدر كالخيانة نظيرة الكاذبة واللاغية بمعنى الكذب واللغو، وليس المراد بخائنة الاعين كل معصية من معاصيها بل المعاصي التي لا تظهر للغير كسارقة النظر بدليل ذكرها مع ما تخفي الصدور. وقيل: " خائنة الاعين " من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف، ولازمه كون العلم بمعنى المعرفة والمعنى يعرف الاعين الخائنة، والوجه هو الاول. وقوله: " وما تخفي الصدور " وهو ما تسره النفس وتستره من وجوه الكفر والنفاق وهيئات المعاصي. قوله تعالى: " والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشئ " الخ هذه حجة أخرى على توحده تعالى بالالوهية أقامها بعد ما ذكر حديث انحصار الملك فيه يوم القيامة وعلمه بخائنة الاعين وما تخفي الصدور تمهيدا وتوطئة. ومحصلها أن من اللازم الضروري في الالوهية أن يقضي الاله في عباده وبينهم والله سبحانه هو يقضي بين الخلق وفيهم يوم القيامة والذين يدعون من دونه لا يقضون بشئ لانهم عباد مملوكون لا يملكون شيئا. ومن قضائه تعالى تدبيره جزئيات أمور عباده بالخلق بعد الخلق فإنه مصداق القضاء والحكم قال تعالى: " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " يس (؟): 82، وقال: " إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون " آل عمران: 47، ولا نصيب لغيره تعالى في الخلق فلا نصيب له في القضاء. ومن قضائه تعالى تشريع الدين وارتضاؤه سبيلا لنفسه قال تعالى: " وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه " الاية أسرى: 23. وقوله: " إن الله هو السميع البصير " أي له حقيقة العلم بالمسموعات والمبصرات لذاته، وليس لغيره من ذلك إلا ما ملكه الله وأذن فيه لا لذاته.
________________________________________
[ 321 ]
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: " يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده " قال: روح القدس وهو خاص برسول الله والائمة صلوات الله وسلامه عليهم. وفي المعاني بإسناده عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يوم التلاق يوم يلتقي أهل السماء وأهل الارض. أقول: ورواه القمي في تفسيره مضمرا مرسلا. وفي التوحيد بإسناده عن ابن فضال عن الرضا عن آبائه عن علي عليه السلام في حديث قال: ويقول الله عز وجل: " لمن الملك اليوم " ثم ينطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون " لله الواحد القهار " ثم يقول الله جل جلاله: " اليوم تجزى كل نفس بما كسبت " الاية. وفي نهج البلاغة: وإنه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شئ معه، كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها، بلا وقت ولا زمان ولا حين ولا مكان، عدمت عند ذلك الاجال والاوقات، وزالت السنون والساعات، فلا شئ إلا الله الواحد القهار الذي إليه مصير جميع الامور، بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها، وبغير امتناع منها كان فناؤها، ولو قدرت على الامتناع لدام بقاؤها. وفي تفسير القمي بإسناده عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسين عليه السلام قال: سئل عن النفختين كم بينهما ؟ قال: ما شاء. ثم ذكر عليه السلام كيفية النفخ وموت أهل الارض والسماء إلى أن قال - فيمكثون في ذلك ما شاء الله ثم يأمر السماء فتمور ويأمر الجبال فتسير وهو قوله: " يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا " يعني يبسط وتبدل الارض غير الارض يعني بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة، ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته.
________________________________________
[ 322 ]
قال: فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله بصوت من قبله جهوري يسمع أقطار السماوات والارضين " لمن الملك اليوم " فلم يجبه مجيب فعند ذلك يقول الجبار عز وجل مجيبا لنفسه " لله الواحد القهار " الحديث. أقول: التدبر في الروايات الثلاث الاخيرة يهدي إلى أن الذي يفنى من الخلق استقلال وجودها والنسب وروابط التأثير التي بينها كما تفيده الايات القرآنية وأن الارواح لا تموت، وأن لا وقت بين النفختين فلا تغفل، وفي الروايات لطائف من الاشارات تظهر للمتدبر، وفيها ما يخالف بظاهره ما تقدم. وفي روضة الكافي بإسناده عن ابن أبي عمير عن موسى بن جعفر عليه السلام في حديث قال: يا أبا أحمد ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلا أساءه ذلك وندم عليه وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " كفى بالندم توبة " وقال: " من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن " فإن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له شفاعة وكان ظالما والله تعالى يقول: " ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ". وفي المعاني بإسناده إلى عبد الرحمان بن سلمة الحريري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " يعلم خائنة الاعين " فقال: " ألم تر إلى الرجل ينظر إلى الشئ وكأنه لا ينظر فذلك خائنة الاعين. وفي الدر المنثور أخرج أبو داود والنسائي وابن مردويه عن سعد قال: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة منهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح فاختبأ عند عثمان ابن عفان. فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس إلى البيعة جاء به فقال: يا رسول الله بايع عبد الله فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى أن يبايعه ثم بايعه ثم أقبل على أصحابه فقال: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا إلى حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟ فقالوا: ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك هلا أومأت إلينا بعينك. قال: إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة الاعين.
________________________________________
[ 323 ]
* * * أو لم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الارض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق - 21. ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب - 22. ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين - 23. إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب - 24. فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال - 25. وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الارض الفساد - 26. وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب - 27. وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب - 28. يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين
________________________________________
[ 324 ]
في الارض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد - 29. وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الاحزاب - 30. مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد - 31. ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد - 32. يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد - 33. ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب - 34. الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار - 35. وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلى أبلغ الاسباب - 36. أسباب السموات فاطلع إلى إله موسى وإني لاظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب - 37. وقال
________________________________________
[ 325 ]
الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد - 38. يا قوم إنما هذه الحيوة الدنيا متاع وإن الاخرة هي دار القرار - 39. من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب - 40. ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار - 41. تدعونني لاكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار - 42. لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الاخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار - 43. فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد - 44. فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب - 45. النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب - 46. وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفؤا للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار - 47. قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page