التاريخ: ٢٠٠٩/٠٩/١٥
السلام عليكم ورحمة الله تقبل الله صيامكم وطاعاتكم في هذا الشهر الفضيل لا سيما في أعظم ليالي السنة وأكثرها بركة ليلة القدر.
لنا معكم وقفة ثانية في هذا اللقاء نستلهم فيها دروس العمل الصالح من سورة القدر المباركة.
أشرنا في الحلقة السابقة الی ما ذكرته أحاديث أهل بيت النبوة (عليهم السلام) في تفسير قوله تعالی «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ» فقد ذكرت أن الله عزوجل ولعظيم كرمه جعل ثواب وآثار العمل الصالح في ليلة القدر مضاعفاً بالنسبة نفسها لأفضلية هذه الليلة المباركة علی ما سواها من ليالي السنة.
ومعرفة هذه الحقيقة تجعل كل طالب للخير والصلاح والبركات والقرب الإلهي يهتم بأمر الإستعداد لهذه الليلة المباركة وللعمل الصالح فيها بما يتناسب مع أهميتها وما خطهما الله عزوجل من مضاعفة ثواب العمل فيها من هنا ينبغي للصائمين أن يحسنوا الإستعداد لها بأختيار مسبق للأعمال الصالحة التي يتقربون الله عزوجل بأدائها في هذه الليلة من عبادات وأدعية وإنفاقات وإدخال السرور علی قلوب المؤمنين وأداء حقوق ذوي الحقوق وغير ذلك من أعمال الخير بما يناسبه.
بل ومن المفيد أن يحدد مسبقاً الحاجات التي يطلبها من الله عزوجل في هذه الليلة لنفسه وللأخرين بما يتناسب أيضاً مع خصوصيات حالته وحالاتهم وأهمية هذه الحاجات بالنسبة له ولهم.
كما ينبغي أن يتجنب كل ما يحرمه من توفيق العبادة والعمل الصالح في هذه الليلة المباركة نظير الإرتباطات غير الضرورية أو الإنشغال بما يمكن تأجيله لما بعد هذه الليلة المباركة والأهم من كل ذلك إجتناب الذنوب التي تسلب توفيق العمل الصالح في هذه الليلة مثل إيذاء الآخرين وكسر قلوبهم وغير ذلك.
ولإزالة هذه العقبة حثت الأحاديث الشريفة علی الأكثار من الإستغفار وتلاوة سورة القدر المباركة إستعداداً للعمل الصالح فيها.
لقد إستدل أئمة العترة المحمدية (عليهم السلام) بسورة القدر المباركة علی إستمرار الإمامة الی يوم القيامة لأن قوله تعالی «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ» هذا القول صريح في إستمرار هذا التنزل في كل سنة لإستخدام فعل «تَنَزَّلُ» المضارع، وهذا يدل علی حتمية وجود ولي معصوم وخليفة لله تبارك وتعالی في كل عصر لكي تتنزل عليه الملائكة والروح عليه بالأوامر الإلهية وتدبيرات شؤون العباد؛ من هنا قال بعض العلماء: إن ليلة القدر هي ليلة إمام العصر (عليه السلام) بالدرجة الأولی.
وبمعرفة هذه الحقيقة القرآنية يتضح أن من أهم أعمال ليلة القدر الدعاء لإمام العصر (عجل الله فرجه) والتوسل به الی الله جل جلاله.
آيات الصائمين (الحلقة ٢٢ )
- الزيارات: 3809