لله تبارك وتعالى حرم ، كما أنّ لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ولعلي بن أبي طالب ولأهل البيت حرماً ، وحرم الله مكة المكرمة وحرم رسوله المدينة المنورة ، وحرم علي الكوفة ، وحرم العترة الطاهرة قم المقدسة على ما روي عن الصادق(عليه السلام) حينما دخل عليه من أهل الري فقال : مرحباً بإخواننا من أهل قم . فقالوا : نحن من أهل الري . فأعاد الكلام . قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجاب به أولا ، فقال : إن لله حرماً وهو مكة ، وإنّ للرسول(صلى الله عليه وآله) حرماً وهو المدينة ، وإنّ لأمير المؤمنين(عليه السلام) حرماً وهو الكوفة ، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم ، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة فمن زارها وجبت له الجنّة . .(1) .
وللحرم حدود كما أنّ له حرمة ، وعلى الذي يدخل الحدود يجب أن يراعي حرمته ، ولكن الفرق بين حرم الله وحرم رسوله هو أن ما قيل من الإحرام واجتناب الصيد وقطع الأشجار وغير ذلك من المحرمات يختصّ بمكة المكرمة ، ولا يجب مراعاة هذه المسائل في المدينة المنورة ، وإن جاء التصريح باجتناب الصيد وقطع الأشجار فيها كما في الأحاديث المروية عنهم(عليهم السلام) وكما سنوافيك به إن شاء الله .
_________
(1) سفينة البحار 2 : 446 .
المدينة المنورة حرم رسول الله(صلى الله عليه وآله)
- الزيارات: 2084