• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

دليل آخر على حدوث العالم وقدم محدثه :

ومما يستدل به على محدث العالم ،أنا نجد الأجسام مشتركة في كونها أجساماً، هي مع ذلك مفترقة في اُمور أُخر: كونها تراباً وماءً وهواءً وناراً، فلا يخلوهذا في الإفتراق في الصور والصفات اما أن يكون لأمر من ألاُمور اقتضى ذلك أولا لأمر، فإن كان لا لأمر، لم تكن الأجسام بأن تفترق أولى من أن لا تفترق ، ولم يكن بعضها بكونه أرضاً وِبعضها هواءً أو ماءً بأولى من العكس ، فثبت أنه لابد من أمر أقتضى افتراقها، ولإيصج أن يكون ذلك ألامر هوكونها أجسامآَ لأنها مشتركة في ذلك ، فكان يجب أن تشترك في صفة واحدة، أو يكون كل بعض منها على جميع هذه الصفات المتصلات ، فلابد أن يكون الأمر المقتضي لأمر إنما هوغيرها، ولا يصح أن يكون مثلها ولا من جنسها، ثم لايخلو أن يكون موجباً أو مختاراً، فإن كان موجباً فلم اوجب النار كونها ناراً، دون أن يوجب للماء أن يكون ناراً، وللأرض أن تكون هواءً؟ وكيف يصح وجود صورمتضادة ولا موجب لها؟ وفي فساد هذا دلالة على أنه مختاراً، وإذا ثبت ذلك فهو المحدِث القديم، الذي ألايجوزأن يكون محدِ ثا إلا وهو حي قا در.
دليل آخر:
ومما يستدل به على أنه لابد للعالم من محدث ، ما تجد فيه [من ](1) إحكام الصنعة وإتقان التدبير، فلوجازأن يتفق ذلك لابمحدث أحدثه ، لجاز أن يجتمع ألواح وقار ومسامير وتتألف سفينة بغير جامع ولا مؤلف ، ثم تعبربالناس في البحربغيرمعبر ولا مدبّر، فلما كان ذلك ممتنعاً في العقل ، كان ذلك في العالم أشد امتناعاً وأبعد وقوعاً.
دليل آخر:
ومما يستدل به على وجود المدبر الصانع ، أمر الفيل وأصحابه ، الذين أخبر الله تعالى عنهم وعما أصابهم ، مما ليس لملحد في تخريج الوجوه له حيلة، ولايكون ذلك إلاّ من الصانع سبحانه ، وليس إلى إنكاره سبيل لاشتهاره وقرب عهده ، فلأنه يجوز أن يقوم
رجل فيقول للناس في وجوههم ويتلوعليهم : ( ألم تركيف فعل ربك بأصحاب الفيل )(2) ويقص عليهم قصتهم ، وهم مع ذلك لم يروا هذا ولم يصح عندهم، وليس من الطبائع التي يذكرها الملحدة ما يوجب قصة أصحاب الفيل ، ولا علم في العادات مثله ، ولا يقع من الآثار العلوية والسفلية نظيره ، وهو أن يجيء طيركثير في منقاركل واحد حجر، فيرسله على كل واحد من الوف كثيرة، فيهلكهم دون العالمين ، هذا مالا يكون إلا من صانع حكيم قادر عليهم ، ولا يصح أن يكون إلا رب العالمين .
أبيات في التوحيد:
يا من يجل بأن أراه بناظري * ويعز عن أوصاف كنه الخاطر
لوكنت تدركك العلوم تقدراً * وتفكراً وتوهماً للخاطر
ما كنت معبوداً قديماً دائماَ * حيأَ ولا صمداً وملجأحائر(3)
وبما وكيف ترى وتعلم في الورى * عظم العظيم وسرقهرالقاهر
لكن عظمت بأن تحاط جلالة * أبداً فسبحان القديم الآخر
يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه ، أبومحمد الحسن بن أبي الحسن الديلمي ، أعانه اللّه على طاعته ، وتغمده برأفته ورحمته :
اني حيث اثبت المعارف صدر الكتاب ، لوجوب تقدمها على جميع العلوم ، اقتضت الحال ارداف ذلك بذكر فضل العلم وأهله ، ولم ألتزم ذكرسند أحاديثها، لشهرتها في كتبها المصنفة المروية عن مشايخنا - رحمهم اللّه تعالى- بأسانيدهم لها، وأشير عند ذكر كل حديث مذكور أو أدب مسطور، إلى كتابه المحفوظ منه المنقول عنه ، إلاّ ماشذ عني من ذلك ، فلم أذكرإلا فص القول دون ذكركتابه والراوي له .
فمن ذلك ما حفظته من كتاب كنز الفوائد إملاء الشيخ الفقيه أبي الفتح محمد ابن علي الكراجكي رحمه اللّه تعالى :
عن النبي صلى اللّه عليه واله قال : «من خرج يطلب باباً من أبواب العلم ، ليرد به ضالاً إلى هدى، أو باطلاً إلى حق ، كان عمله كعبادة أربعين يوماً» .
وقال عليه واله السلام : « لساعة من العالم متكئاً على فراشه ينظرفي علمه ، خير من عبادة ثلاثين عاماً».
وقال عليه واله السلام : «إذا استرذل اللّه عبداً، حظرعليه العلم » .
وقال النبي صلى اللّه عليه وآله : «ما أهدى أخ إلى أخيه هدية أفضل من كلمة حكمة، يزيده الله بها هدى، أويرده عن ردى».
وقال صلى اللّه عليه وآله : «ما أخذاللّه الميثاق على الخلق أن يتعلموا، حتى أخذ على العلماء أن يعلموا».
وروى أمير المؤمنين عليه السلام ، عن النبي صلى اللّه عليه واله ، أنه قال : «من طلب العلم للّه ، لم يصب منه باباً إلا ازداد(4) في نفسه ذلاً، وفي الله تواضعاً، وللّه خوفاً، وفي الدين اجتهاداً، فذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلمه ، ومن طلب العلم للدنيا، والمنزلة عند الناس ، والحظة عند السلطان ، لم يصب منه باباً إلآ ازداد في نفسه عظمة، وعلى الناس استطالة، وباللهّ اغتراراً، وفي الدين محقاً، فذلك الذي لم ينتفع بالعلم فليكف عنه (5) الحجة عليه والندامة والخزي يوم القيامة».
وقال صلى اللّه عليه وآله : «يبعث اللّه تعالى العالم والعباد يوم القيامة، فإذا اجتمعا عند الصراط ، قيل للعابد: ادخل الجنة فانعم فيها بعبادتك ، وقيل للعالم : قف هاهنا في زمرة الأنبياء، فاشفع فيمن أحسنت أدبه في الدنيا».
وقال صلى اللّه عليه واله : «فضل العالم على العابد، كفضلي على سائر الأنبياء » .
وقال أمير المؤمنين صلى اللّه عليه واله : «العلم وراثة كريمة، والاداب حلل حسان ، والفكر مراة صافية، والاعتبار منذر ناصح ، وكفى بك أدباً لنفسك تركك ماتكرهه لغيرك »(6).
وقال النبي صلى اللّه عليه وآله : «طلب العلم فريضة على كل مسلم ».
وقال : «العلم علمان : علم في القلب فذلك العلم النافع ، وعلم في اللسان فذلك (7) حجة على العباد».
وقال :«أربع تلزم كل ذي حجى من اُمتي ، قيل : وما هن يا رسول اللّه ؟ قال : استماع العلم ، وحفظه ، والعمل به ، ونشره ».
وقال صلى اللّه عليه واله : «العلم خزائن ومفاتيحها السؤال ، فسلوا يرحمكم اللّه ، فإنه يؤجر فيه أربعة : السائل ، والمجيب ، والمستمع ، والمحب له (8)» .
وقال عليه السلام : «من يرد اللّه تعالى به خيراَ يفقهه في الدين ».
وقال : «إن اللّه لايقبض العلم انتزاعا ينزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم ، اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا(9) فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا».
وقال : «من ازداد فى العلم رشداً، ولم يزدد في الدنيا زهداً، لم يزدد من اللّه إلاّ بعداً»(10).
وقال : «انما مما أخاف على اُمتي زلات العلماء».
وقال : «قيدوا العلم بالكتابة».
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : «تعلموا العلم ، فإن تعليمه حسنة، وطلبه عبادة، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لايعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه علم الحلال والحرام ، وسبيل منازل (11) الجنة، والأنيس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح (12) على الأعداء، والزينة عند الأخلاء، يرفع به أقواماً فيجعلهم للخير قادة وأئمة، وتقتص آثارهم ،و يُقتدى بفعالهم ، ويُنتهى إلى رأيهم ، ترغب الملائكة في خُلَّتِهم ، وبأجنحتها(13) تمسحهم ، ويستغفرلهم كل رطب ويا بس ، لأن العلم حياة القلوب ، ومصابيح الأبصارمن الظلم ، وقوة الأبدان من الضعف ، ويبالغ به العباد(14) منازل الأخيار، والدرجات العلى، وبه توصل الأرحام ، ويعرف الحلالَ من الحرام ، وهو إمام العمل والعمل تابعه ،يلهمه(15) اللّه تعالى أنفس السعداء ويحرمه الأشقياء».
وقال عليه السلام : «الكلمة من الحكمة، يسمع بها الرجل فيقولها أو يعمل بها، خيرمن عبادة سنة».
وقال عليه السلام : «تعلموا العلم ، وتعلموا للعلم السكينة والوقار والحلم ، ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم ».
وقال عليه السلام : «شكرالعالم على علمه أن يبذله لمستحقه (16) ».
وقال عليه السلام : «لاراحة في عيش ، إلا لعالم ناطق ، أو مستمع واع » .
وقال عليه السلام : «اغد عالماً، أو متعلماً، ولا تكن الثالث فتهلك (17) ».
وقال عليه السلام : «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم ، رضاً بما يصنع».
وقال عليه السلام : «لوأن حملة العلم حملوه بحقه ، لأحبهم اللّه وملائكته وأهل طاعته من خلقه ، ولكن (18) حملوه لطلب الدنيا، فمقتهم اللّه ، وهانوا على الناس » .
وقال عليه السلام : «العلوم أربعة : الفقه للأديان ، والطب للأبدان ، والنجوم لمعرفة الأزمان ، والنحو للسان » .
وقال محمد بن علي الباقرعليه السلام :«عالم ينتفع بعلمه ، أفضل من سبعين ألف عابد».
وقال عليه السلام : «من أفتى الناس بغيرعلم ولا هدى، لعنته ملائكة السماء، وملائكة الرحمهّ ، وملائكة العذاب ، ولحقه وزر من عمل بفتياه » .
وقال الصادق عليه السلام : «تفقهوا في دين اللّه ولاتكونوا أعراباً، فإنه من لم يتفقه في دين اللّه ، لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة، ولم يزك له عمل ».
وقال عليه السلام : «العامل على غيربصيرة، كالسائرعلى غير الطريق ، ولا يزيده سرعة السيرإلاً بعداً».
وقيل (له عليه السلام )(19): أيحسن بالشيخ أن يتعلم ؟ فقال : «إذا كانت الجهالة تقبح منه ، (حسن منه التعلم )(20)»(21).
وقال الصادق علبه السلام : «تعلموا العلم ، وأثبتوه ، واحكموه بالدرس ، وإن لم تفعلوا ذلك يَدرس ».
وقال عليه السلام لخيثمة : «أبلغ موالينا السلام ، واوصهم بتقوى الله والعمل الصالح ، وأن يعود صحيحهم مريضهم ، وليعد غنيهم على فقيرهم ، وليحضر حيهم جنازة ميتهم ، وأن يتآلفوا في البيوت ، ويتذاكروا علم الدين ، ففي ذلك حياة أمرنا، رحم اللّه من أحيا أمرنا.
واعلمهم - يا خيثمة - أنا لانغني عنهم من الله شيئاً، إلاّ بالعمل الصالح، و أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والإجتهاد، وأن أشد الناس عذاباً يوم القيامة، من
____________
1 - أثبتناه لضرورة السياق .
2 - الفيل 105: 1.
3 - في الأصل : الحائر، والوزن الشعري يقتضي ما في المتن.
4 - في الأصل : أزاد وما أثبتناه هو الصواب .
5 - في الأصل : عند، وما أثبتناه هو الصواب .
6 - النسخة المطبوعة من كنزالفوائد خالية من الأحاديث المتقدمة الذكر.
7 - في الأصل : وذلك ، وما أثبتناه من المصدر.
8 - في المصدر: لهم .
9 - في الأصل : فسألوا، وما أثبتناه من المصدر.
10 - كنز الفوائد: 239، من : وقال النبي (ص) : «طلب العلم فريضة. . . ».
11- في الأصل: منار، وما أثبتناه من المصدر.
12 - في الإصل : الصلاح ، وما أثبتناه من المصدر.
13 - في الأصل : بأجنحتهم ، وما أثبتناه من المصدر.
14 - في المصدر: بالعباد.
15 - فى الأصل زيادة: إلى، وصوابه ما في المتن كما في المصدر.
16 - في المصدر: لمن يستحقه.
17 - في المصدر : فتعطب.
18 - في المصدر: ولكنهم .
19 - في المصدر: لأحد الحكماء.
20 - في ألمصدر: فإن التعلم يحسن منه .
21 - كنزالفوأئد : 239 - 240 ، من : وقال أمير المؤمنبن (ع): «تعلموا العلم ، فإن تعليمه ».


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page