جاء في المسترشد لمحمد بن جرير الطبري الشيعي/521: «ومما نقموا عليه أن رسول الله(ص) وضع المقام بين الكعبة والحجر، بينه وبين جدار الكعبة ذراع، فكان هناك صلاة رسول الله (ص) في ولاية الأول، وأمر الله جل ذكره نبيه(ص) أن يتخذ من مقام إبراهيم مصلى وفرض ذلك عليه وعلى الأمة .
فلما وليَ عمر قال: من يعرف موضع المقام في الجاهلية ؟ فقال ابن أبي وداعة السهمي: أنا يا أمير المؤمنين أعرفه، لقد أخذت مقداره وقياسه بشبر عندي وعلمت أنه سيحتاج إليه يوماً ما ! فقال له الثاني: آت به، وقدره وقاسه حتى إنتهى إلى الموضع الذي كان فيه في الجاهلية فوضعه فيه ! فهو فيه إلى يومنا هذا، فأزال المقام عن الموضع الأول الذي وضعه فيه رسول الله(ص) ووضعه في الموضع الذي كان فيه في الجاهلية ! ولم يرض بفعل النبي (ص) ولا بقول الله حيث قال: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فأبطل أمر الله ودفع أمر رسول الله وأحيا أمر الجاهلية، والمهاجرون والأنصار حوله قد ضربت عليهم الذلة فليس منهم منكر ولا مُغَيِّر ! وقد نقل شريعتهم التي شرعها الله ورسوله إلى الشرائع الجاهلية، ثم يزعمون أنه لم يغير ولم يبدل »!
وفي علل الشرائع:2/423، عن الإمام الصادق(ع) قال: «لما أوحى الله تعالى إلى إبراهيم (ع) أن أذن في الناس بالحج، أخذ الحجر الذي فيه أثر قدميه وهو المقام فوضعه بحذاء البيت لاصقاً بالبيت بحيال الموضع الذي هو فيه اليوم، ثم قام عليه فنادى بأعلى صوته بما أمره الله تعالى به، فلما تكلم بالكلام لم يحتمله الحجر فغرقت رجلاه فيه ! فقلع إبراهيم(ع) رجليه من الحجر قلعاً، فلما كثر الناس وصاروا إلى الشر والبلاء ازدحموا عليه، فرأوا أن يضعوه في هذا الموضع الذي هو فيه اليوم ليخلو المطاف لمن يطوف بالبيت، فلما بعث الله تعالى محمداً(ص) رده إلى الموضع الذي وضعه فيه إبراهيم(ع) فما زال فيه حتى قبض رسول الله (ص) وفي زمن أبي بكر وأول ولاية عمر . ثم قال عمر: قد ازدحم الناس على هذا المقام، فأيكم يعرف موضعه في الجاهلية ؟ فقال له رجل: انا أخذت قدره بقدر . قال: والقدر عندك ؟ قال: نعم قال: فائت به فجاء به، فأمر بالمقام فحمل ورد إلى الموضع الذي هو فيه الساعة».
وفي مدونة الإمام مالك:1/452: «قال مالك: بلغني أن عمر بن الخطاب لما وليَ وحج ودخل مكة أخر المقام إلى موضعه الذي هو فيه اليوم، وقد كان ملصقاً بالبيت في عهد النبي(ص)وعهد أبي بكر وقبل ذلك، وكانوا قدموه في الجاهلية مخافة أن يذهب به السيل ».راجع: الطبقات:3/284، وثقات ابن حبان:2/218، والإصابة:6/38 ، والنص والإجتهاد/279، وتفسير ابن أبي حاتم:1/226، وفتح الباري:6/289، وعمدة القاري:4/241، و:9/212، وتفسير ابن كثير:1/175.
س: قالت أم سلمة لعمر كما رواه البخاري (6/69): « عجباً لك يا ابن الخطاب دخلت في كل شئ حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله(ص)وأزواجه »!
وما رأيكم في عمل عمر في تغيير مكان المقام، وفي طاعة المسلمين له ؟!
شهاب
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة
المأخذ : www.alsoal.com