ورد عندهم:«وكانت تخرج قميص رسول الله ( ص ) وشعره وتقول :هذا قميصه وشعره لم يبلَ وقد أبلى دينه»! «كانت عائشة تحرض على قتل عثمان وتقول: أيها الناس هذا قميص رسول الله (ص)لم يبل وبليت سنة، أقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً» ! (أبو الفداء:1/127، وفتوح ابن ألأعثم:2/225، واليعقوبي:2/175).
وفي الإيضاح/259، أن عثمان قال لعائشة وحفصة: « ألستما اللتين شهدتما عند أبي بكر ولفقتما معكما أعرابياً يتطهر ببوله مالك بن الحويرث بن الحدثان فشهدتم أن النبي قال : إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة ! فإن كنتما شهدتما بحق فقد أجزت شهادتكما على أنفسكما، وإن كنتما شهدتما بباطل فعلى من شهد بالباطل لعنة الله والملائكة والناس أجمعين !
فقالتا له: يا نعثل والله لقد شبهك رسول الله بنعثل اليهودي! فقال لهما: ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحِينِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ! فخرجتا من عنده »!
وأيدت عائشة وحفصة مطالب وفد المصريين الذين حاصروا عثمان فى دار الخلافة، وقالت عائشة لابن عباس: « إياك أن ترد الناس عن هذا الطاغية ! وقالت عندما قتل عثمان بعض المصريين: «أيقتل قوماً جاؤا يطلبون الحق ؟».
وذهبت الى الحج وعثمان محصور وقالت لمروان: «وددت والله أن أضعك وعثمان في بعض غرائري (أكياس تحمل على الجمال) وأرميكما في البحر ! وقالت: سيشأم عثمان قومة، كما شأم أبو سفيان قومه يوم بدر » .
ولما بلغها قتل عثمان فرحت وقالت: «بعداً لنعثل وسحقاً، يا معشر قريش لا يسومنكم مقتل عثمان كما سام أحمر ثمود قومه! ودعت الناس الى بيعة طلحة، وكانت تتوقع أن يتم ذلك ! وقالت إن أحق الناس بهذا الأمر ذو الإصبع، ثم أقبلت مسرعه إلى المدينة، وهي لا تشك في أن طلحة هو صاحب الأمر !
ثم خرجت من مكة تريد المدينة، فلما كانت بسَرَف لقيها رجل من أخوالها من بني ليث يقال له عبيد بن أبيّ، فأخبرها بقتل عثمان واجتماع المسلمين على بيعة علي، فقالت: ليت هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك ،ردوني ردوني»! (الكامل:2/312، واليعقوبي:2/180).
وروى الطبري في تاريخه:3/477: «ردوني ردوني! فانصرفت إلى مكة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوماً، والله لأطلبن بدمه ! فقال لها ابن أم كلاب: ولمَ ؟ فوالله إن أول من أمال حرفه لأنت ! ولقد كنت تقولين أقتلوا نعثلاً فقد كفر !
قالت: إنهم استتابوه ثم قتلوه، وقد قلت وقالوا وقولي الأخير خير من قولي الأول ! فقال لها ابن أم كلاب:
فمنك البداء ومنك الغيَرْ**** ومنك الرياحُ ومنك المطرْ
وأنت أمرت بقتل الإمام**** وقلت لنا إنه قد كفر
فهبنا أطعناك في قتله**** وقاتله عندنا من أمر
ولم يسقط السقف من فوقنا**** ولم ينكسف شمسنا والقمر
وقد بايع الناس ذا تَدْرُإٍ**** يزيل الشَّبَا ويقيم الصَّعَر
ويلبس للحرب أثوابها**** وما من وفى مثل من قد غدر
أسئلة:
س1: ألا تعجبون من عائشة وحفصة وسبب نقمتهما على عثمان حتى كفرتاه ودعتا للثورة عليه وقتله ؟! ولو أعطاهما لصار خليفة شرعياً عادلاً ؟!
س2: ما قولكم في تناقض موقف عائشة من عثمان، فبينما هي تدعو الى قتله حتى دعت بعد أيام الى الأخذ بثاره ! وسمته نعثلاً : «وقالوا لعثمان نعثلاً تشبيهاً له برجل مصري إسمه نعثل، كان طويل اللحية، والنعثل: الذكر من الضباع » (تاريخ الذهبي:3/444).
وقال في شرح النهج(6/215): «قال كل من صنف في السير والأخبار: إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى أنها أخرجت ثوباً من ثياب رسول الله فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله لم يبلُ وعثمان قد أبلى سنته! قالوا: أول من سمى عثمان نعثلاً عائشة، والنعثل: الكثير شعر اللحية والجسد وكانت تقول : أقتلوا نعثلاً، قتل الله نعثلاً »! «قالت لها أم سلمة: يا بنت أبي بكرأبدم عثمان تطلبين ! فوالله إن كنت لأشد الناس عليه وما كنت تدعينه إلا نعثلا ً»! (المعيار والموازنة/27).
حيدرة
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة
المأخذ : www.alsoal.com