هل صحيح ما يقال إن المؤسس لأحدوثة الإتمام في السفر هو عثمان بن عفان في السنة السادسة من خلافته، على خلاف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث صلى قصراً ولم يتم في السفر وكذلك الخلفاء والصحابة، وقد اعترض عليه جملة من الصحابة وعابوا مخالفته لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فأجابهم بمالا يبرر موقفه من مخالفة السنة النبوية ولا يشفي الغليل.
1. روى الطبري قال: صلى عثمان بالناس بمنى أربعا، فاتى آتٍ عبد الرحمن بن عوف، فقال: هل لك في أخيك؟ قد صلى بالناس أربعا! فصلى عبد الرحمن بأصحابه ركعتين، ثم خرج حتى دخل على عثمان، فقال له: الم تصل في هذا المكان مع رسول الله صلي الله عليه و سلم ركعتين؟ قال: بلى،
قال: أفلم تصل مع ابي بكر ركعتين؟ قال: بلى،
قال: أفلم تصل مع عمر ركعتين؟ قال: بلى،
قال: ألم تصل صدراً من خلافتك ركعتين؟قال: بلى،
قال: فاسمع مني يا أبا محمد، اني اُخبرت أن بعض من حجَّ من اهل اليمن وجفاة الناس قد قالوا في عامنا الماضي: إنّ الصلاة للمقيم ركعتان، هذا امامكم عثمان يصلي ركعتين، وقد اتخذّتُ بمكة أهلا، فرأيت ان اصلي أربعا للخوف ما اخاف على الناس، واخرى قد اتخذت بها زوجه، ولي بالطائف مال، فربما اطلعته فاقمت فيه بعد الصدر.
فقال عبد الرحمن ابن عوف: ما من هذا شيء لك فيه عذر، اما قولك: اتخذت أهلا، فزوجتك بالمدينة تخرج بها إذا شئت وتقدم بها إذا شئت، انما تسكن بسكناك واما قولك: ولي مال بالطائف، فان بينك وبين الطائف مسيرة ثلاث ليال وأنت لست من اهل الطائف واما قولك: يرجع من حج من اهل اليمن وغيرهم فيقولون: هذا امامكم عثمان يصلي ركعتين وهو مقيم، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي والناس يومئذ الاسلام فيهم قليل، ثم ابو بكر مثل ذلك، ثم عمر، فضرب الاسلام بجرانه، فصلى بهم عمر حتى مات ركعتين، فقال عثمان: هذا رأي رأيته.
2. عن ابن عباس : أول ما تكلم الناس في عثمان ظاهرا أنه صلى بالناس بمنى في ولايته ركعتين، حتى إذا كانت السنة السادسة أتمها. فعاب ذلك غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتكلم في ذلك من يريد ان يكثر عليه حتى جاءه علي فيمن جاءه، فقال والله ما حدث امر ولا قدم عهد ولقد عهدت نبيك يصلي ركعتين (تاريخالطبري ج4 ص:268، الكامل لابن الأثير ج3 ص103، البداية والنهاية ج7 ص173 سنة 27، تاريخ ابن خلدون ج2 ص386. ).
علي الشهراني
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة
المأخذ : www.alsoal.com