إنّ الشواهد التاريخية الكثيرة تدلّ على أنّ القرآن الكريم متواتر بجميع أجزائه تواتراً قطعياً، فالمسلمون اعتنوا عناية فائقة على مدى التأريخ بحفظ القرآن الكريم وضبطه وقراءته ورسمه، لأنسهم العظيم به ولقداسته في نفوسهم ولحساسيتهم الشديدة تجاه حصول أىّ تغيير فيه، كلّ هذا منع من حصول أي تغيير أو تبديل فيه على مدى التاريخ.
فبالاضافة الى استدلال علماء الإمامية بالأدلة القرآنية والحديثية; اعتمدوا على الشواهد التاريخية، وإليك بعضهم:
# الشريف المرتضى علي بن الحسين علم الهدى (ت 436): قال في كتابه "الذخيرة في علم الكلام":
"قد بيّنا صحّة نقل القرآن في المسائل الطرابلسيات، وأنـّه غير منقوص ولا مبدَّل ولا مغيَّر وأن العلم بأنّ هذا القرآن الذي في أيدينا هو الذي ظهر على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب المصنّفة المشهورة والأشعار المدوّنة.
وذكرنا أنّ العناية اشتدت بالقرآن، والدواعي توفرت على نقله وحراسته، وبلغت إلى حد لم تبلغه في نقل الحوادث والوقائع والكتب المصنّفة... وانّ العلم بتفصيل القرآن وأبعاضه كالعلم بجملته وأنه يجري في ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنّفة ككتاب سيبويه والمزني... ومعلوم أنّ العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء..."(1).
# الشيخ سديد الدين محمود الحِمصي الرازي(2) (ت اوائل المائة السابعة)
# جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر العلامة الحلّي(3) (ت 726 هـ.).
# الشيخ زين الدين أبو محمّد العاملي البياضي(4) (ت 877 هـ.).
# المولى المحقق الأردبيلي (ت 993 هـ.) قال:
"... ولمّا ثبت تواتره ـ أي القرآن ـ فهو مأمون من الإختلال مع أنـّه مضبوط في الكتب حتى أنـّه معدود حرفاً حرفاً وحركة حركة وكذا طريق الكتابة وغيرها ممّا يفيد الظن الغالب بل العلم بعدم الزيادة على ذلك والنقص..."(5).
# الشيخ حسن بن زين الدين(6) (ت 1011 هـ.).
# الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي(7) (ت 1104 هـ.).
# السيد محمّد الطباطبائي(8) (ت 1242 هـ.).
# المحقق التبريزي(9) (ت 1307 هـ.).
# السيد شرف الدين العاملي(10) (ت 1377 هـ.).
# الإمام روح الله الموسوي الخميني (ت 1409 هـ.). قال:
"... فإنّ الواقف على عناية المسلمين بجمع الكتاب وحفظه وضبطه وقراءته وكتابته يقف على بطلان تلك المزعومة ـ أي مزعومة التّحريف ـ وأنـّه لاينبغي أن يركن إليه ذو مسكة..."(11).
# السيد أبو القاسم الخوئي(12) (ت 1413 هـ.).
____________
1 ـ الذخيرة في علم الكلام: ص 361 ـ 364 وأيضاً المسائل الطرابلسيات عن مجمع البيان: ج 1، ص 15.
2 ـ المنقذ من التقليد: ص 477 ـ 478.
3 ـ أجوبة المسائل المهنائية: ص 121.
4 ـ الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم: ج 1، ص 45.
5 ـ مجمع الفوائد والبرهان: ج 2، ص 218.
6 ـ معالم الدين وملاذ المجتهدين: ص 147 ـ 148.
7 ـ كما في الفصول المهمة للسيّد عبد الحسين شرف الدين: ص 166 هذا ويبدأ الشيخ الحرّ العاملي عند ذكره لمؤلفاته بـ "رسالة تواتر القرآن". راجع وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة: ج 1، ص 86، (30 مجلّداً)، طبع مؤسسة آل البيت لإحياء التراث.
8 ـ مفاتيح الاصول، "مبحث في بيان احوال الكتاب الكريم": ص 322.
9 ـ أوثق الوسائل بشرح الرسائل: ص 91.
10 ـ أجوبة مسائل جار الله: ص 28 والفصول المهمة: ص 163.
11 ـ تهذيب الاُصول: ج 2، ص 165.
12 ـ البيان في تفسير القرآن: ص 123 ـ 124.
ج ـ الشواهد التاريخية
- الزيارات: 2512