وهي اُمور[1]:
الأوّل: أن يكون عمق القبر إلى التِرقوة أو إلى قامة[2]، ويحتمل كراهة الأزيد.
**************************
[1] الأولى قصد الرجاء فيها؛ لعدم ثبوت الاستحباب في بعضها. مهدي الشيرازي.
* بعضها لم يثبت إلاّ بناءً على قاعدة التسامح، فاللازم الإتيان بها برجاء المشروعيّة، وكذا الكلام في المكروهات. (الحكيم).
* هي أكثر ممّا ذكره، والأولى رعايتها رجاءً. (المرعشي).
* لا بأس بالعمل بتلك الاُمور رجاءً. (الآملي).
* يؤتى بها برجاء المطلوبية؛ فإنّ بعضها مبنيّ على قاعدة التسامح في أدلة السنن. (زين الدين).
* استجاب بعض ما ذكر محلّ تأمّل، ولا بأس بإتيانها رجاءً، وكذلك في المكروهات يُتركها رجاءً. (حسین القمّي).
[2] لعلّه إلى الترقوة أولى. حسين القمّي.
الثاني: أن يجعل له لحد[3] ممّا يلي القبلة في الأرض الصلبة، بأن يحفر بقدر بدن الميّت في الطول والعرض، وبمقدار ما يمكن جلوس الميّت فيه في العمق، ويشقّ في الأرض الرخوة وسط القبر شبه النهر فيوضع فيه الميّت ويسقّف عليه[4].
**************************
[3] في التفصيل المذكور تأمّل. حسين القمّي.
[4] أو ما بحكمه، بأن تجعل اللبن أو الآجرّ أو الحجر باتّكاء كلّ واحد على الآخر من رأس الميّـت إلى قدمه، وقد شاهدت في قبور بعض المقابر الإسلامية القديمة كذلك. المرعشي.
الثالث: أن يدفن في المقبرة القريبة على ما ذكره بعض العلماء، إلاّ أن يكون في البعيدة مزيّة بأن كانت مقبرة للصلحاء، أو كان الزائرون هناك أزيد.
الرابع: أن توضع الجنازة دون القبر بذراعين أو ثلاثة أو أزيد[5] من ذلك، ثمّ ينقل قليلاً ويوضع، ثمّ ينقل قليلاً ويوضع، ثمّ ينقل في الثالثة مترسّلاً ليأخذ الميّت اُهبته، بل يكره أن يدخل في القبر دفعة، فإنّ للقبر أهوالاً عظيمة.
الخامس: إن كان الميّت رجلاً يوضع في الدفعة الأخيرة بحيث يكون رأسه عند ما يلي رجلي الميّت في القبر، ثمّ يُدخل في القبر طولاً من طرف رأسه، أي يدخل رأسه أوّلاً، وإن كان امرأة توضع في طرف القبلة، ثمّ تُدخَل عرضاً.
السادس: أن يغطّى القبر بثوب عند إدخال المرأة.
السابع: أن يُسلَّ من نعشه سلاًّ فيرسل إلى القبر برفق.
الثامن: الدعاء عند السلّ من النعش، بأن يقول: «بِسمِ اللّه وباللّه، وعلى ملّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، اللهمّ إلى رحمتك لا إلى عذابك، اللهمّ افسح له في قبره، ولقّنه في حجّته، وثبّته بالقول الثابت، وقِنا وإيّاهُ عذاب القبر».
وعند معاينة القبر: «اللهمّ اجعله روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرة من حفر النار».
وعند الوضع في القبر يقول: «اللهمّ عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أمتك، نزل بك وأنت خيرُ منزول به».
وبعد الوضع فيه يقول: «اللهمّ جافِ الأرضَ عن جنبَيه، وصاعِد عمله، ولقِّه منك رضواناً».
وعند وضعه في اللحد يقول: «بِسمِ اللّه وباللّه، وعلى ملّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله».
ثمّ يقرأ فاتحة الكتاب وآية الكرسيّ والمعوّذتين وقل هو اللّه أحد، ويقول: «أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم».
وما دام مشتغلاً بالتشريج(أ) يقول: «اللهمّ صِلْ وَحدَتَه، وآنس وحشته، وآمن روعته، وأسكنه من رحمتك رحمة تغنيه بها عن رحمة من سواك، فإنّما رحمتك للظالمين».
وعند الخروج من القبر يقول: «إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، اللهمّ ارفع درجته في عِلِّيِّين، واخلُف على عَقِبِه في الغابِرِين، وعندك نحتسبه يا ربَّ العالمين».
وعند إهالة التراب عليه يقول: «إنّا للّهِ وإنّا إليه راجعون، اللهمّ جافِ الأرض عن جنبَيه، وأصعِد إليك بروحه، ولقِّهِ منكَ رِضواناً، وأسكِن قبره من رحمتك ما تغنيه به عن رحمة من سواك». وأيضاً يقول: «إيماناً بك وتصديقاً ببعثك، هذا ما وَعَدَنا اللّهُ ورسولُه، اللهمّ زِدنا إيماناً وتسليماً».
التاسع: أن تُحلّ عُقَدالكفن بعدالوضع في القبر، ويبدأ من طرف الرأس.
العاشر: أن يُحسَر عن وجهه، ويُجعَل خدّه على الأرض، ويعمل له وسادة من تراب.
الحادي عشر: أن يسند ظهره بلبنة أو مدرة لئلاّ يستلقي على قفاه.
(أ) شَرَّجَ اللِبنَ: نضّد بعضه إلى بعض، وكلّ ما ضُمّ بعضُه الى بعضٍ فقد شُرِّجَ. لسان العرب: 7/70، ومجمع البحرين: 2/312 (مادة شَرَجَ).
الثاني عشر: جعل مقدار لِبنة من تربة الحسين عليهالسلام تلقاء وجهه بحيث لا تصل إليها النجاسة بعد الانفجار.
**************************
[5] الأولى الا كتفاء بذراعين أو ثلاثة. حسين القمّي.