الأربعون:
صلاة الهديّة ليلة الدفن[1]، وهي ـ على روايةٍ ـ ركعتان: يقرأ في الاُولى الحمد وآية الكرسيّ، وفي الثانية الحمد والقدر عشر مرّات، ويقول بعد الصلاة: اللهمّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد، وأبعث ثوابها إلى قبر فلان. وفي رواية اُخرى: في الركعة الاُولى الحمد و«قل هو اللّه أحد[2]»، مرّتين، وفي الثانية الحمد والتكاثر عشر مرّات. وإن أتى بالكيفيّتين كان أولى. وتكفي صلاة واحدة من شخص واحد، وإتيان أربعين أولى، لكن لا بقصد الورود والخصوصيّة، كما أ نّه يجوز التعدّد من شخص واحد بقصد إهداء الثواب، والأحوط قراءة آية الكرسيّ إلى «هم فيها خالدون[3]». والظاهر أنّ وقتها تمام الليل[4]، وإن كان الأولى أوّله بعد العشاء. ولو أتى بغير الكيفيّة المذكورة سهواً أعاد[5]، ولو كان بترك آية من «إنّا أنزلناه» أو آية من آية الكرسي. ولو نَسـي مَن أخذ الاُجرة عليها فتركها أو ترك شيئاً منها وجب[6] عليه ردّها إلى صاحبها، وإن لم يعرفه تصدّق بها عن صاحبها[7]، وإن علم برضاه[8] أتى بالصلاة[9] في وقت آخر، وأهدى ثوابها إلى الميّت لا بقصد الورود.
**************************
[1] اختصاصها بليلته إنّما هو بحسب الرواية الاُولى، وأمّا الرواية الاُخرى فيجوز العمل بها في النهار، وفي «فلاح السائل»أ: أنّها قبل ليلة الدفن. (الميلاني).
* ويعبّر عنها في ألسنة المتشرّعة بصلاة ليلة الدفن، وصلاة الوحشة.(المرعشي).
[2] بل الحمد و آية الكرسي مرة، و«قل هو اللّه أحد» مرتين، على مارواه الكفعميب عن بعض كتب أصحابنا، وكذا رواه السيّد في فلاح السائل(ج) عن حذيفة بن اليمان، و حيث إن روايته تشتمل على عظيم الأجر نذكرها بتمامها، قال: قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله: «لأياتي على الميّت ساعة أشدّ من أوّل ليلة، فارحموا موتاكم بالصدقة، فإن لم تجدوا فليصلّ أحدكم ركعتين، يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب مرّة و آية الكرسي مرة، «وقل هو اللّه أحد» مرّتين، و في الثانية فاتحة الكتاب مرّة و«ألهاكم التكاثر» عشر مرات، ويسلّم و يقول: اللهم صلِّ على محمدٍ و آل محمد، و ابعث ثوابهما إلى قبر ذلك الميّت فلان بن فلان، فيبعث اللّه من ساعته ألف ملك إلى قبره مع كُلّ ملك ثوب وحلّة ويوسّع في قبره من الضيق إلى يوم ينفخ في الصور، و يُعطى المصلّي بعدد ماطلعت عليه الشمس حسنات، و يرفع له أربعون درجة».الميلاني.
(أ) فلاح السائل: 173، فيما يُعمَل قبل أوّل ليلة الدفن.
(ب) المصباح: 519، صلاة هدية الميّت ليلة الدفن.
(ج) فلاح السائل: ص173.
[3] وإن كان الأقوى أنّ آخرها قوله تعالى: «وهو العلّي العظيم». زين الدين
[4] مقتضى التعليل الوارد في الرواية إتيانه في أول الليل. مهدي الشيرازي.
[5] لم يظهر لي وجه لزوم الإعادة مع إطلاق دليل قاعدة «لاتعاد»أ، ولا وجه ظاهرا للقول بعدم شمولها للصلوات المستحبة، ولكنّ الاحتياط طريق النجاة. (تقيالقمّي).
[6] الظاهر أنّه لا وجه لوجوب الردّ؛ فإنّ المفروض أنّ الإجارة صحيحة، غاية الأمر ثبوت الخيار للمستأجر في صورة عدم الإتيان بمورد الإجارة بين الفسخ وبين أخذ اُجرة المِثل للعمل، هذا مع قطع النظر عمّا ذكرنا من صحة العمل ببركة قاعدة «لاتعاد»، وإلاّ فلاوجه للفسخ أيضاً إذا كان متعلّق الإجارة الصلاة الصحيحة. تقي القمّي.
[7] مع اليأس من الوصول إليه، ويستأذن الحاكم الشرعي في ذلك على الأحوط. السيستاني.
[8] أي في التصرّف فيه بشرط الإتيان بالصلاة وإهداء ثوابها إلى الميّت ، ولكنّ العلم بالرضا يكفي في جواز التصرف فيه بمثل الأكل والشرب وأداء الدين، وأمّا
أ الفقيه: 1/240، باب أحكام السهو في الصلاة، ح991 كفايته في نفوذ الشراء به لنفسه فمحلّ كلام، وإن كان الأظهر الكفاية لما هو المختار؛ وفاقاً للماتن من أنّ حقيقة البيع صرف المقابلة بين المالَين في قبال التمليك المجّاني، ولا يعتبر فيه دخول كلٍّ منهما في ملك مالك الآخر، وإن كان هذا هو مقتضى إطلاقه. (السيستاني).
[9] فيه نظر. الحكيم.
(مسألة 1) :
إذا نقل الميّت إلى مكان آخر كالعتبات، أو اُخِّر الدفن إلى مدّةٍ فصلاة ليلة الدفن[10] تؤَّر إلى ليلة الدفن[11].
(مسألة 2) :
لا فرق في استحباب التعزية لأهل المصيبة بين الرجال والنساء، حتّى الشابّات منهنّ متحرّزاً عمّا تكون به الفتنة. ولا بأس بتعزية أهل الذمّة مع الاحتراز عن الدعاء لهم بالأجر، إلاّ مع مصلحة تقتضي ذلك.
(مسألة 3) :
يستحبّ الوصيّة بمالٍ لطعامِ مأتمه بعد موته.
**************************
[10] بالكيفية الاُولى، وأمّا الكيفية الثانية فظاهر الرواية الواردة بها استحبابها في أول ليلةٍ بعد الموت. السيستاني.
[11] بل تقدم أول ليلة الموت، والأولى الجمع. محمد الشيرازي.
