• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

صلاة الآيات


المراد بالآيات كسوف الشمس ، وخسوف القمر ، والزلزال ، وكلّ مخوف سماوي كالريح الهائلة ، والظلمة المفاجئة وسط النهار . وهذه الأربعة توجب الصلاة إطلاقاً في حضور المعصوم  عليه‏السلام وغيابه ، ولصلاتها صورة معيّنة وأحكام خاصّة .


المراد بالآيات كسوف الشمس ، وخسوف القمر ، والزلزال ، وكلّ مخوف سماوي كالريح الهائلة ، والظلمة المفاجئة وسط النهار . وهذه الأربعة توجب الصلاة إطلاقاً في حضور المعصوم  عليه‏السلام وغيابه ، ولصلاتها صورة معيّنة وأحكام خاصّة .

دليل الوجوب :


دليل الوجوب :
قال الإمام الصادق  عليه‏السلام : « صلاة الكسوف فريضة »([1]) .
وسئل عن الزلزلة ما هي ؟ قال [  عليه‏السلام] : « آية » . فقال السائل : إذا كان ذلك فما أصنع ؟ قال : « صلِّ صلاة الكسوف »([2]) .
وقال الإمام أبو جعفر  عليه‏السلام : « كلّ أخاويف السماء من ظلمة أو ريح أو فزع فصلِّ له صلاة الكسوف »([3]) .
وقال الإمام الكاظم ابن الإمام الصادق  عليهماالسلام : « لمّا قبض إبراهيم ابن الرسول الأعظم  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم [جرت فيه ثلاث سنن : أمّا واحدة فإنّه لمّا ]([4]) انكسفت الشمس ، فقال الناس : انكسفت لفقد ابن رسول اللّه‏  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فصعد المنبر فحمد اللّه‏ وأثنى عليه ، ثمّ قال : أ يّها الناس إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه‏ يجريان بأمره مطيعان له ، لا ينكسفان لموت أحد ، ولا لحياته ، فإذا انكسفتا أو واحدة منهما فصلّوا ، ثمّ نزل وصلّى بالناس صلاة الكسوف »([5]) .
اتّفق الجميع([6]) على العمل بهذه الروايات ، وما إليها .
____________________
[1] الوسائل 7 : 483 ، ب1 من أبواب صلاة الكسوف والآيات ، ح2 .
[2] الوسائل 7 : 486 ، ب2 من أبواب صلاة الكسوف والآيات ، ح3 .
[3] الوسائل 7 : 486 ، ب2 من أبواب صلاة الكسوف والآيات ، ح1 .
[4] من المصدر .
[5] الوسائل 7 : 485 ، ب1 من أبواب صلاة الكسوف والآيات ، ح10 .
[6] في الطبعات السابقة « الجمع » .


الوقت :


الوقت :
صلاة الكسوف والخسوف مؤقتة ، وتذهب بذهاب وقتها ، وحدّه من أوّل الكسوف إلى نهايته وتمام انجلاء القرص ، وعليه تجوز المبادرة إلى الصلاة بابتداء الكسوف ، وتتضايق كلّما أوشك الانجلاء على التمام ، والدليل على أنّ وقتها يبتدئ بابتداء الكسوف قول الرسول الاعظم  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم : « إذا رأيتم ذلك فصلّوا »([1]) . أمّا الدليل على استمرار الوقت إلى تمام الانجلاء فقول الإمام الصادق  عليه‏السلام : « إن صلّيت الكسوف إلى أن يذهب الكسوف عن الشمس والقمر وتطوّل في صلاتك فإنّ ذلك أفضل ، وإن أحببت أن تصلّي فتفرغ من صلاتك قبل أن يذهب الكسوف فهو جائز »([2]) . فقوله :
« إلى أن يذهب الكسوف » معناه أن يتمّ الانجلاء . وإذا احترق جزء يسير من القرص بحيث لم يتّسع الوقت لأقلّ ما يجب مع ما يتوقّف عليه من الشروط سقط التكليف من الأساس ؛ لاستحالة امتثاله والعمل به . وإذا اتسع الوقت للصلاة ولم يصلِّ فهل يجب عليه القضاء أو لا ؟
الجواب  :
ينظر فإن كان قد احترق القرص بكامله فعليه القضاء إطلاقاً ، سواء أعلم بذلك وترك متعمّداً ، أو لم يعلم إلاّ بعد حين . وإن لم يحترق القرص بتمامه يجب القضاء على من علم وترك عمداً أو نسياناً ، ولا يجب على من لا يعلم حتّى يخرج الوقت .
قال الإمام الصادق  عليه‏السلام : « إذا انكسف القمر ولم تعلم به حتّى أصبحت فإن كان احترق كلّه فعليك القضاء ، وإن لم يكن احترق كلّه فلا قضاء عليك »([3]) .
وبهذه الرواية المفصّلة نجمع بين الروايات التي أثبتت القضاء إطلاقاً ، والروايات التي نفته إطلاقاً .
أمّا الزلزلة فليس لصلاتها في النصوص وقت محدّد ، وكلّ ما دلّت عليه أنّ الصلاة تجب لها بمجرّد الوجود ، وعليه فأيّ وقت صلاّها الإنسان يأتي بها بنيّة الأداء ، لا بنيّة القضاء .
____________________
[1] سنن الدارمي 1 : 359 .
[2] الوسائل 7 : 498 ، ب8 من أبواب صلاة الكسوف والآيات ، ح2 .
[3] الوسائل 7 : 500 ، ب10 من أبواب صلاة الكسوف والآيات ، ح4 .


الصورة :


الصورة :
قال الإمام الباقر وابنه الإمام الصادق  عليهماالسلام : « إنّ صلاة كسوف الشمس وخسوف القمر والرجفة والزلزلة عشر ركعات ـ أي ركوعات ـ وأربع سجدات يركع خمساً ثمّ يسجد في الخامسة ، ثمّ يركع خمساً ثمّ يسجد في الخامسة ، وإن شئت قرأت سورة في كلّ ركعة ، وإن شئت قرأت نصف سورة في كلّ ركعة ، فإذا قرأت سورة فاقرأ فاتحة الكتاب ، وإن قرأت نصف سورة أجزأك أن لا تقرأ فاتحة الكتاب إلاّ في أوّل ركعة حتّى تستأنف اُخرى ، ولا تقل : سمع اللّه‏ لمن حمده في رفع رأسك من الركوع إلاّ في الركعة التي تسجد فيها »([1]) .
الفقهاء  :
أجمعوا على العمل بهذه الرواية ، وقالوا في شرحها وشرح غيرها : إذا أردت أن تصلّي صلاة الكسوف أو الخسوف أو الزلزلة نويت وكبّرت للإحرام ، ثمّ قرأت الحمد وسورة ، ثمّ تركع ، ثمّ ترفع رأسك وتقرأ الحمد وسورة ، ثمّ تركع ، وهكذا حتّى تتمّ خمساً ، فتسجد بعد الخامس سجدتين ، ثمّ تقوم للركعة الثانية فتقرأ الحمد وسورة ، ثمّ تركع ، وهكذا إلى العاشر تقنت قبل أن تركع ، وتسجد بعد الركوع العاشر سجدتين ، ثمّ تتشهّد وتسلّم . ويستحبّ أن تقول : سمع اللّه‏ لمن حمده وأنت تهوي إلى السجود .
وقالوا : يجوز تفريق سورة واحدة على الركعات الخمس الاُولى ، فتقرأ في القيام الأوّل من الركعة الاُولى الفاتحة ، ثمّ تقرأ بعدها آية من سورة ، ثمّ تركع وترفع رأسك وتقرأ الآية الثانية من تلك السورة ، وتركع ثمّ ترفع رأسك وتقرأ الآية الثالثة ، وهكذا إلى الخامس ، على شريطة أن تتمّ السورة في الركعة الاُولى التي تحتوي على خمس ركوعات ، ثمّ يقوم إلى الركعة الثانية ، ويصنع كما صنع في الاُولى ، ويكون قد قرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة ، والسورة مرّة ، موزعة على الركوعات الخمسة .
وتجوز هذه الصلاة فرادى وجماعة ، ولا يتحمّل الإمام عن المأموم شيئاً سوى القراءة تماماً كما هي الحال في اليوميّة . سئل الإمام  عليه‏السلام عن صلاة الكسوف تصلّى جماعة أو فرادى ؟ قال : « أيّ ذلك شئت »([2]) .
_______________________
[1] الوسائل 7 : 492 ، 495 ، ب7 من أبواب صلاة الكسوف والآيات ، ح1 ، 7 .
[2] الوسائل 7 : 504 ، ب12 من أبواب صلاة الكسوف والآيات ، ح3 .


مسائل :


مسائل :
1 ـ  إذا حصل الكسوف في وقت فريضة لم تؤدّها نظرت ، فإن اتّسع الوقت لهما معاً فابدأ بأ يّهما شئت ، وإن ضاق وقت الفريضة الحاضرة قدّمتها على صلاة الآية ؛ لقول الإمامين الباقر والصادق  عليهماالسلام : « إذا وقع الكسوف أو بعض هذه الآيات فصلّها ما لم تتخوّف أن يذهب وقت الفريضة ، فإن تخوّفت فابدأ بالفريضة »([1]) .
ولو افترض أ نّه مع ضيق الوقت خالف وصلّى الكسوف تاركاً الفريضة المضيّقة ، فهل تصحّ صلاته هذه أو تبطل ؟
الجواب :
تصحّ ؛ لأنّ الأمر بالشيء لا يقتضي النهي عن ضدّه ، أجل يأثم لمكان العصيان .
2 ـ  يثبت الكسوف والخسوف بالعلم والوجدان ، وبشهادة عدلين وبقول ذوي الاختصاص ، على شريطة أن يحصل الاطمئنان والوثوق بقولهم .
وقال قائل : لا يجوز الاعتماد على قولهم ؛ لأ نّهم يخبرون عن الكسوف والخسوف وتولّد الهلال عن الحدس والتخمين ، لا عن العيان والمشاهدة .
ونقول في جوابه : إنّهم يشاهدون ويعاينون السبب التامّ للكسوف وتولّد الهلال ، وبديهة أنّ العلم بالسبب التامّ علم بالمسبّب([2]) وبالعكس ، وعليه يكون قولهم عن حسّ ، لا عن حدس .
3 ـ  لا تجب هذه الصلاة على الحائض والنفساء ، وبالأولى عدم القضاء ؛ لأ نّه فرع عن الأداء .
__________________
[1] الوسائل 7 : 491 ، ب5 من أبواب صلاة الكسوف والآيات ، ح4 .
[2] في الطبعات السابقة « السبب » والصحيح ما أثبتناه .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page