• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

بقية شعراء الغدير في القرن السادس

54-قطب الدين الراوندي
/ صفحة 379 /
المتوفى : 573
بــــنو الــــزهراء آبــاء اليتامى                        إذا مــا خوطبوا قالوا : سلاما
هــــم حجـــج الآله على البرايا                     فمن نــــاواهم يلــــق الأثــــاما
فكــــان نهــــارهم أبـــدا صياما                     وليــــلهم كــــما تــــدري قـياما
ألم يجعل رسول الله يوم الغدير                    عــــليا الأعــــلــــى إمــــامــا ؟
ألــــم يــــك حيدر قرما هماما ؟                     ألــــم يــــك حيدر خيرا مقاما ؟

وله قوله :
لآل المصــــطفى شــــرف محـــيط                    تضــــايق عــــن مــرامـيه البسيط
إذا كثــــر البــــلايا فــــي البـــرايا                        فــكــــل منــــهم جــــاش ربــــيــــط
إذا مــــا قــــام قــــائمهم بــــوعظ                       فــــإن كــــلامـــــــه در لــــقــــيــــط
أو امتــــلأت بعــــدلهــــــم ديــــار                        تقاعس دونــــه الــــدهــــر القسوط
هــــم العــــلماء إن جــهل البرايا                         هم المــــوفون إن خــــان الخـــليط
بنــــو أعــــمامهم جـــاروا عليهم                         ومــــال الدهــــر إذ مــــال الغـــبيط
لهــــم فــــي كــــل يــــوم مستـجد                    لـــــــدى أعــــدائهم دم عــــبــــيــــط
تــــناسوا ما مضــــى بغـــدير خم                       فأدركهــــم لشقــــوتــــهم هــــبــــوط
ألا لعــــنت أميــــة قد أضاعـــــوا                          (الحسين) كــــأنه فـــرخ سميط (1)
عــــلى آل الــــرسول صـلاة ربي                        طوال الــــدهر مــا طلع الشميط (2)

**************
(1) السميط : الخفيف الحال.
(2) الشمط : الخلط. ويقال للصبح : الشميط. لاختلاطه باقي ظلمة الليل.
توجد الأبيات المذكورة في (مستدرك الوسائل) 3 : 489، وفي بعض المجاميع الأدبية.
/ صفحة 380 /

(الشاعر)
قطب الدين أبو الحسين سعد (1) بن هبة الله بن الحسن بن عيسى الراوندي، إمام من أئمة المذهب، وعين من عيون الطائفة، وأوحدي من أساتذة الفقه والحديث، وعبقري من رجالات العلم والأدب، لا يلحق شأوه في مآثره الجمة، ولا يشق له غبار في فضايله ومساعيه المشكورة، وخدماته الدينية، وأعماله البارة، وكتبه القيمة يوجد ذكره الجميل بالإطراء والثناء عليه في الفهرست للشيخ منتجب الدين. معالم العلماء. أمل الآمل. لسان الميزان 4 : 48.
رياض العلماء الإجازة الكبيرة للسماهيجي رياض الجنة في الروضة الرابعة. لؤلؤة البحرين. منتهى المقال ص 148، مستدرك الوسايل 3 : 489. روضات الجنات ص 301. تنقيح المقال 2 ص 22. الكنى والألقاب 3 : 58.

مشايخه والرواة عنه:
يروي قدس سره عن زرافات من حملة العلم وأساتذة المذهب منهم :
1 - الشيخ أبو السعادات هبة الله بن علي البغدادي المتوفى 522.
2 - السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد الحسيني المروزي أدركه الشيخ منتجب الدين حدود 520 وله يومئذ من العمر 115 عاما.
3 - الشيخ أبو المحاسن مسعود بن محمد الصواني المتوفى 544 كما ارخ في تاريخ بيهق.
4 - الشيخ عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري مؤلف " بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ".
5 - الشيخ أبو علي الطبرسي صاحب " مجمع البيان " المتوفى 548 كما ارخ في نقد الرجال.
6 - الشيخ ركن الدين أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد النيسابوري التميمي.
7 - الشيخ محمد بن علي بن عبد الصمد أخو الشيخ ركن الدين المذكور.

***************
(1) في غير واحد من المصادر الوثيقة : سعيد.
/ صفحة 381 /
8 - السيد أبو تراب المرتضى بن الداعي الرازي الحسني صاحب (تبصرة العوام) .
9 - السيد أبو الحرب المجتبى بن الداعي الرازي أخو السيد أبي تراب المذكور.
10 - السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل الحسيني المشهدي.
11 - الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي.
12 - أبو نصر الغاري.
قال صاحب " الرياض " : لعله نسبة إلى الغار من قرى الاحساء وهي معمورة إلى الآن.
13 - الشيخ أبو القاسم بن كميح.
14 - الشيخ أبو جعفر محمد بن المرزبان.
15 - الشيخ أبو عبد الله الحسين المؤدب القمي.
16 - الشيخ أبو سعد الحسن بن علي الارابادي.
17 - الشيخ أبو القاسم الحسن بن محمد الحديقي.
18 - الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي بن محمد المرشكي.
19 - الشيخ هبة الله بن دعويدار.
20 - السيد علي بن أبي طالب السليقي.
21 - الشيخ أبو جعفر بن كمپح أخو الشيخ أبي القاسم المذكور.
22 - الشيخ عبد الرحيم البغدادي المعروف بابن الأخوة.
23 - الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن النيسابوري المقري.
24 - الشيخ محمد بن الحسن والد شيخنا الخواجة نصير الدين الطوسي.
ذكره صاحب " الروضات " ويستبعده الاعتبار إذ الشيخ والد الخواجة في طبقة تلامذة المترجم، ويحتمل قويا أن يكون هو الشيخ محمد بن الحسن بن محمد الطوسي المكنى بأبي نصر المتوفى كما في شذرات الذهب - 540 والله العالم.

ويروي عن شيخنا القطب جمع من أعلام الطائفة منهم :
1 - الشيخ أحمد بن علي بن عبد الجبار الطبرسي القاضي.
2 - الشيخ نصير الدين راشد بن إبراهيم البحراني.
3 - الشيخ بابويه سعد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن بابويه.
/ صفحة 382 /
4 - ولد المترجم أبو الفرج عماد الدين علي بن قطب الدين الراوندي.
5 - القاضي جمال الدين علي.
6 - الشريف عز الدين أبو الحرث محمد بن الحسن العلوي البغدادي.
7 - الشيخ ابن شهر آشوب محمد بن علي السروي المازندراني.

تآليفه القيمة :
سلوة الحزين (1) المغني في شرح النهاية عشر مجلدات. تفسير القرآن
نهية النهاية منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (2 ) غريب النهاية
قصص الأنبياء المعارج في شرح خطبة من نهج البلاغة. إحكام الأحكام
بيان الانفرادات. الشافية رسالة في الغلسة الثانية. التغريب في التعريب
آيات الأحكام. شرح الكلمات المائة لأمير المؤمنين. الاغراب في الإعراب
زهرة المباحثة. ضياء الشهاب في شرح الشهاب (3 ). تهافت الفلاسفة
كتاب البحر. شجار العصابة في غسل الجناية. جواهر الكلام
النيات في العبادات. فرض من حضره الأداء وعليه القضاء. الخرائج والجرائح
رسالة الفقهاء. رسالة في الناسخ والمنسوخ من القرآن. شرح العوامل
رسالة في الخمس. لباب الأخبار في فضل آية الكرسي. مسألة في الخمس
كتاب المزار. جنا الجنتين في ذكر ولد العسكريين. تحفة العليل
أسباب النزول. أحوال أحاديثنا وإثبات صحتها. أم القرآن
صلاة الآيات. حل المعقود من الجمل والعقود. فقه القرآن (4)
ألقاب المعصومين. التلخيص من فصول الشعراني. الآيات المشكلة
رسالة في العقيقة شرح الذريعة للشريف المرتضى 3 مجلدا نفثة المصدور (5)

**************
(1) للعلامة النوري حول الكتاب كلمة ضافية مفيدة في مستدرك الوسائل 3 ص 326.
(2) عده صاحب الرياض أول شروح نهج البلاغة وقد عرفت خلافه في الجزء الرابع ص 186. كتابنا هذا.
(3) كتاب الشهاب للقاضي القضاعي شرحه المترجم سنة 553.
(4) ألفه سنة 562.
(5) هي منظوماته.
/ صفحة 383 /
خلاصة التفاسير عشر مجلدات. الرايع في الشرايع مجلدان. الإنجاز في شرح الإيجاز شرح ما يجوز وما لا يجوز من النهاية.
الاختلاف الواقع بين شيخنا المفيد وسيدنا المرتضى في مسائل كلامية تعد 95 مسألة.
هذا ما وقفنا عليه من تآليف المترجم وأحسب اتحاد بعض منها مع بعض آخر كالتلخيص من لباب الأخبار، وأم القرآن مع بعض تفاسيره.

خلفه الصالح :
وخلفه أولاد فقهاء أعلام المذهب وهم : الشيخ أبو الفرج عماد الدين علي بن قطب الدين.
فقيه ثقة كما في فهرست الشيخ منتجب الدين، يروي عن والده القطب السعيد وعن جماعة من أعاظم الطائفة منهم : السيد ضياء الدين فضل الله بن علي الراوندي الكاشاني . جمال الدين حسين بن علي أبو الفتوح الرازي المفسر الكبير.
سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي.
أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب " مجمع البيان ".
الشيخ عبد الرحيم بن أحمد البغدادي الشهير بابن الأخوة.
نص على ذلك كله صاحب المعالم في إجازته الكبيرة، ويروي عنه الفقيه الكبير الشيخ أبو طالب نصير الدين عبد الله بن حمزة بن الحسن بن علي بن نصير الطوسي. والشيخ محمد بن جعفر بن أبي البقاء الحلي المعروف بابن نما المطلق .
ترجمه شيخنا الحر العاملي في أمل الآمل مرة تحت عنوان : علي بن قطب الدين أبي الحسين الراوندي.
وأخرى بعنوان : علي بن الإمام قطب الدين سعيد الراوندي وقال في الموضع الأول : يروي عنه الشهيد. ا ه‍.
وهذا اشتباه بين إذ الشيخ علي هذا من أعلام القرن السادس وشيخنا الشهيد ولد سنة 734.
وللشيخ علي هذا ولد عالم ذكره الشيخ منتجب الدين في الفهرست وأطراه بالفضل والعلم ألا وهو : الشيخ أبو الفضايل برهان الدين محمد بن علي بن قطب الدين. وولد المترجم الثاني : الشيخ نصير الدين أبو عبد الله الحسين بن قطب الدين.
/ صفحة 384 /
أحد شهداء أعلام الدين وحملة العلم والفضيلة ترجمناه في كتابنا " شهداء الفضيلة " ص 40 وولده الثالث : الفقيه ظهير الدين أبو الفضل محمد بن قطب الدين، أصفقت المعاجم على الثناء عليه بالإمامة والثقة والعدل.
توفي المترجم القطب السعيد ضحوة يوم الأربعاء الرابع عشر من شوال سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة كما في إجازات البحار ص 15 نقلا عن خط شيخا الشهيد الأول قدس سره وفي لسان الميزان نقلا عن تاريخ الري لابن بابويه : إنه توفي في ثالث عشر شوال. وقبره في الصحن الجديد من الحضرة الفاطمية بقم المشرفة.

55-سبط ابن التعاويذي
/ صفحة 385 /
المولود : 519 المتوفى : 584
يا ســــمي النبــــي يــــا بــــن عـــلي !                             قــــامع الشــــرك، والبــــتــــول الطــهور
أنــــت تســــمو عــــلى البــــرية طــرا                                بمحــــل عــــــــال وبــــيت كبــــيــــــــــــر
عــــنكـم يؤخــــذ الوفــــاء ومنــــكــــم                                 يحتــــذي (1) النــــاس كــــل خــــير وخير
كيــــف أخلفــتني ؟ وما الخــــــلف للـميعاد                       مــــن عــادة الــــمـوالي الصــــدور
أنت يا بن المختار ! أكرم من أن تـــنــظر                             فــــي أمــــر مستفــــاد حــــقــــيـــر 5
أنــــت أوليتــــنيه منــــك ابــــتــــــــداء                                غــــيــــر مــــا مكــــره ولا مجــــبـــــــور
وأخــــو الفـــضل من يساعـــــــد في الـشدة                     لا فــي الــــرحاء والمــــيـــــســــور
أي عــــذر يــــنوب عــــنـك ؟ وما نابك                                 وجه الصــــواب بــــالمــــعـــــذور (2)
ومتــــى مــــا اســــتمر خــــلفك للوغد                              ولــــم تعــــتــــذر عــــن التــــأخــــيـــــــر
صــــرت مــــن جــــملة النــــواصب لا                                  آكــــل غــــيــــر الجــــري والجرجير 10
وتغــــسلت واكتــــحلـــــت ثــــلاثــــــــا                               وطبــــخــــت الحــــبــــوب فــــي عــاشور
وطــــويت الأحــــزان فــــيــــــه ولــــم                                 أبــــد ســــرورا فــــي يــــوم عـــيد الغدير
وتــــبدلت مــن مبــــيتي فــــي مشــهـد                           مــــوسى (3) بجـــامع المنــــصـــــور
وتطــــهــــرت مــــن أنــــاء يــهـودي                                   وفـضلـتـه عــلــــى الخــــنــــزيــــــــر
ورآنــــي أهــــل التـــــشــــيــع فـــــي                              الـكـرخ بتـــامـوسـة وذيــــل قـصــــيـر 15

****************
(1) في مطبوع ديوانه : يجتدي.
(2) في ديوانه المطبوع : وما تارك وجه الصواب بالمعذور.
(3) يعني مشهد الإمام موسى بن جعفر صلوات الله عليهما بالكاظمية
/ صفحة 386 /

زايـــــرا قبـــــر مصعــــب بعد ما كنـت                          أوالـي دفيـن قبـــــر الــــنـــــذور (1)
وتخـــــيرت أن يكـــــون الـزبيدي (2)                           رفـــــيقي فـــــي العـــــرض يـــوم النشور
وتـــــراني فــــي الحشر فاطمة الطهر                      وكـــــفي فـــــي كـــــفـــــــه المبـــــتـــــور
وتكون المسئــــول أنت عن مؤمن ألـقيـته                 غــدا فـــــي سـواء الســـعــــيــــر
هذه الأبيات أخذناها من ديوان المترجم المخطوط (3) كتبها إلى نقيب الكوفة وشريفها المعظم السيد محمد بن مختار العلوي يعاتبه على عدم الوفاء بوعد كان وعده به وهي على وتيرة تترية ابن منير ولهما أشباه ونظائر مر الإيعاز إليها في ج 4 ص 329 - 331.

(الشاعر)
أبو الفتح محمد بن عبيد الله (4) البغدادي يعرف بابن التعاويذي وبسبط ابن التعاويذي وكلاهما نسبة إلى جده لأمه أبي محمد المبارك بن المبارك الجوهري.
المعروف بابن التعاويذي المولود بالكرخ سنة 496، والمتوفى في جمادى الأولى سنة 553 ودفن بمقبرة الشونيزية.
كان المترجم في الصدر من شعراء الشيعة، وفي الطليعة من كتابها الافذاد، يزدهي العراق بشعره المبهج وأدبه المبتلج، كما أن الكتب ضاءت بألق من كلمه، وضاعت بعبق من نشر فمه، وقد أصفقت المعاجم على الثناء عليه وذكر فضله الظاهر ومآثره الجمة، ففي معجم الأدباء ج 7 ص 31 : كان شاعر العراق في وقته وكان كاتبا بديوان الاقطاع ببغداد، واجتمع به العماد الكاتب الاصبهاني لما كان بالعراق وصحبه مدة، فلما انتقل العماد إلى الشام واتصل بالسلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب كان ابن التعاويذي يراسله، فكان بينهما مراسلات ذكر بعضها العماد في الخريدة، وعمي أبو الفتح في آخر عمره سنة 579 وله في ذلك أشعار كثيرة يندب بها بصره وزمان شبابه .

***************
(1) كان قبر مصعب يزار في القرون الأولى كما مر ص 194 من هذا الجزء.
وقبر النذور مر تفصيله في ص - 19.
(2) هو لعين الأمة عبد الرحمن بن ملجم المرادي قاتل أمير المؤمنين عليه السلام.
(3) توجد في مطبوع ديوانه صفحة 214.
(4) في غير واحد من المصادر : عبد الله.
/ صفحة 387 /
ومدح السلطان صلاح الدين بثلاث (1) قصائد أنفذها إليه من بغداد إحداها عارض بها قصيدة أبي منصور علي بن الحسن المعروف بصردر (2) التي أولها : أكذا يجازى ود كل قرين ؟

فقال ابن التعاويذي وأحسن ما شاء :
إن كـــــان ديـــــنك فـي الصبابة ديني                       فقـــــف المـــــطي برملتي يبرين (3)
وألثـــــم ثـــرى لو شارفت بي هضبه                         أيـــــدي المـــــطي لثـــــمتها بجـفوني
وأنشـــــد فــؤادي في الظباء معرضا                          فبغـــــيـــــر غــــزلان الصريم جنوني
ونشـــــيدتي بـــــين الخـــــيام وإنــما                        غـــــالطت عـــــنها بالظـــــباء العــين
لـــــولا العـــدى لم أكن عن ألحاظها                           وقـــــد ودها بجـــــآذر وغـــــصـون 5
لله مـــــا اشتمـــــلت عــــــليه قبابهم                        يـــــوم النـــــوى مـــــن لــؤلؤ مكنون
من كـــــل تائهـــــة عـــــلى أتــرابها                          فـــــي الحـــــسن غانية عن التحسين
خـــــود تـــــري قمر السماء إذا بدت                         ما بـــــين سالفـــــة لهـــــا وجبــــــين
غـــــادين ما لمعــــت بروق ثغورهم                        إلا استهـــــلت بالــدموع شؤوني (4)
إن تنـــــكروا نـــــفس الصـــبا فلأنها                        مـــــرت بزفـــــرة قلبي المحزون 10
وإذا الركـــــائب فــــي المسير تلفتت                     فحنـــــينها لتـــــلفـــــتي وحنـــــينــــي
يا سلــم إن ضاعت عهودي عندكم ؟                      فأنـــــا الـــذي استودعـــت غير أمين
أوعــــدت معــبونا فما أنا في الهوى                      لكـــــم بـــــأول عـــــاشـــــق معــبون
رفـــقا فقد عسف الفراق بمطلق                         العـبرات فـــــي أســـــر الغــــرام رهين
وذكر من القصيدة 32 بيتا (5)

***************
(1) توجد في ديوان المترجم في مدح صلاح الدين يوسف ست قصايد لا ثلث ولعله انفذ منها إليه ثلاثا (2) أبو منصور علي بن الحسن الكاتب الشاعر المتوفى سنة 465 مترجم في عير واحد من المعاجم.
(3) يبرين بالفتح ثم السكون : رمل لا تدرك أطرافه عن يمين مطلع الشمس من حجر اليمامة.
وقيل : إنه من أصقاع البحرين به منبران وهناك الرمل الموصوف بالكثرة.
(4) في مطبوع ديوانه : جفوني.
(5) القصيدة 71 بيتا نظمها سنة 575 ببغداد وأرسلها إلى دمشق. توجد في ديوانه المطبوع ص 420.
/ صفحة 388 /

 ونقتطف مما ذكره من قصيدته الثانية أبياتا من أولها (1):
حتام أرضى في هواك وتغضب                     وإلــــى متى تجني علي وتعتب
ما كـــــان لــي لولا ملالك زلة                       لمـــــا مللت زعـمت أني مذنب
خـذ في أفانين الصدود فإن لي                   قلـــــبا عـــــلى العلات لا يتقلب
أتظنــني أضمرت يوما سلوة ؟                    هيهات عطفك من سلوي أقرب
لي فيــــك نار جوانح ما تنطفي                  شوقـــــا وماء مدامع لا ينضب

ثم ذكر أبياتا من قصيدته الثالثة اللامية وذكر من شعره قوله من قصيدة يندب بصره :
حـــــالان مستـــــنــــي الحــوادث                منـهـما بـــــفجيعـــــتـــــين
إظـــــلام عـــــين فـــــي ضياء                      مـــــن مشيــــب سرمدين (2)
صبـــــح وإمســـــاء مـــــعــــا                        لا خـــــلفة فاعجـــــب لــــذيـن
قد رحــــــــت في الدنيا من                          الــسراء صفـر الـراحـــتـــــيــن
أســــــــــوان لا حــــــــــي ولا                      ميـــــت كـــــهمزة بـــــين بــين

قال الأميني : هذه القصيدة تحتوي 59 بيتا مطلعها الموجود :
أتـــــرى تعــــــود لـــــنا كـــــما                   سلـــــفت لـــــيالي الأبـــــرقين ؟

ويقول فيها :
فـــــأناخ فـــــي آل الـــــرسـول                   مجـــــاهــرا بـــــرزيئــتــــيــــن
بـــــدءا بـــــرزء فـــــي أبـــــي                     حـــــسن وعــــودا في الحسين
الطـــــيـــــبـــــين الطـــــاهرين                   الخـــــيرين الـــــفاضلـــــيــــــن
المدليـــــيـــــن إلـــــى النــــبي                 محـــــمـــــد بقـــــرابـــــتين (3)

***************
(1) القصيدة 81 بيتا نظمها سنة 580 وأنفذها على يد رسوله إلى دمشق.
توجد في ديوانه المطبوع ص 22.
(2) في مطبوع ديوانه :
اظــــلام عـــــين في ضياء            مشيب رأس سرمدين (3)
ذكرت في ديوانه المطبوع ص 435.
/ صفحة 389 /

وذكر الحموي من شعره قوله :
سقـــــاك ســـــار مــن الوسمي هتان                      ولا رقـــــت للغـــــوادي فيــــك أجفان
يـا دار لهـوي وإطرابي ومعهد أتـر ابي                       وللـهــو أوطـــار وأوطـــــان (1)
أعـــــائد لـــــي مـاض من جديد هوى                        أبليـــــته وشبـــــاب فــــيك فينان (2)
إذ الرقـــــيب لـــــنا عـــــين مساعــدة                        والـكاشحون لــنا في الحب أعوان
وإذ جـــــميلة توليـــــني الجميل وعند                        الغـــــانيات وراء الحـــسن إحسان 5
ولي إلى البان من رمل الحمى طرف                         فاليــــوم لا الـــرمل يصبيني ولا البان
ومــــا عسى يدرك المشتاق من وطر                        إذا بـــــكى الربــــع والأحباب قد بانوا
إن المغـــاني معــــان والمنازل أمـوات                       إذا لـم يـكن فـــيـــهن ســــكان
لله كـــــم قـــــمرت لبي بجـــــــــوك                           أقــمار ؟ وكـم غـازلتني فــيك غــزلان ؟
وليلـــــة بـــــات يجـــلو الراح من يده                           فـــــيها أغن خفيف الروح جذلان 10
خال مـــــن الهـــــم فــي خلخاله حرج                        فـــــقلـــــبه فـــــارغ والقـــــلب ملآن
يـــــذكي الجـــــوى بارد من ريقه شبم                       ويوقد الظرف طرف منه وسنان (3)
إن يمس ريــــان من ماء الشباب فلي                         قـــــلب إلـــــى ريقه المعسول ظمآن
بيـــــن الســـــيوف وعــــينيه مشاركة                         من أجـــــلها قـــــيل للأغـماد أجفان
فكـــــيف أصحـو غراما أو أفيق جوى                           وقـــــده ثمـــــل بالتــيه نشوان ؟ 15
أفـــــديه مـــــن غــادر بالعهد غادرني                        ســـــدوده ودمـــــوعـــي فيه غدران
فـــــي خـــــده وثنـــــاياه ومقـــــلتـــــه                    وفـــــي عـــــذاريه للعــــشاق بستان
شقـــــائق وأقـــــاح نبــــته خضل (4)                      ونرجـــس أنا منه الدهر سكران (5)

***************
(1) في ديوانه : وللهو والأطراب أوطاني.
(2) أي غض ناعم.
(3) في ديوانه : ويوقظ الوجد طرف منه وسنان. شبم : شديد البرودة.
(4) شقائق ويقال له : شقائق النعمان : نبت بستاني أحمر. والأقاحي جمع الأقحوان : هو زهر البابونج.
(5) فيه تصحيف وصحيحه : ونرجس عبق غض وريحان. وبعده قوله :
ما زال يمزح كأسي من مراشفه                  بقهــــوة أنا منـــها الدهر سكران
والقصيدة تناهز 77 بيتا نظمها سنة 581 يمدح بها الناصر لدين الله في عيد الفطر توجد في ديوانه ص 412.
/ صفحة 390 /
وكان له راتب في الديوان فلما عمي طلب أن يجعل باسم أولاده ثم كتب هذه القصيدة ورفعها إلى الخليفة الناصر التمس بها تجديد راتب مدة حياته :
خليفة الله أنت بالدين والدنيا                وأمـــــر الاســـــلام مطــــلع   إلخ
ثم قال : وكل شعر أبي الفتح غرر وديوانه كبير يدخل في مجلدين جمعه بنفسه قبل أن يضر، وافتتحه بخطبة لطيفة ورتبه على أربعة أبواب، وما حدث من شعره بعد العمى سماه الزيادات، وهي ملحقة ببعض نسخ ديوانه المتداولة وبعض النسخ خلو منها، وله كتاب سماه " الحجبة والحجاب " في مجلد كبير ونسخه قليلة ولد أبو الفتح ابن التعاويذي في اليوم العاشر من رجب سنة 519 وتوفي في ثاني شوال سنة 583 ببغداد و دفن في مقبرة باب أبرز.
إنتهى ملخصا وفي تاريخ ابن خلكان ج 2 ص 123 : أبو الفتح ابن التعاويذي نسب إلى جده لأمه أبي محمد المبارك لأنه كفله صغيرا ونشأ في حجره، وكان أبو الفتح هذا شاعر وقته لم يكن مثله، جمع شعره بين جزالة الألفاظ وعذوبتها، ورقة المعاني ودقتها، وهو في غاية الحسن والحلاوة، وفيما أعتقده لم يكن قبله بمائتي سنة من يضاهيه ولا يؤاخذني من يقف على هذا الفصل فإن ذلك يختلف بميل الطباع ولله در القائل : وللناس فيما يعشقون مذاهب وكان كاتبا بديوان المقاطعات وعمي في آخر عمره سنة 597 ثم ذكر ما يقرب من كلام نقلناه عن معجم الأدباء، وروى من شعره ما يربو على سبعين بيتا وقال : أوردت هذه المقاطيع من شعره لكونها مستجملة، وأما قصائده المشتملة على النسيب والمدح فإنها في غاية الحسن وصنف كتابا سماه - الحجبة والحجاب - وترجمه العماد الاصبهاني في كتاب [ الخريدة ] وأثنى عليه بقوله : هو شاب فيه فضل وآداب ورياسة وكياسة ومروة و أبوة وفتوة، وجمعني وإياه صدق العقيدة في عقد الصداقة، وقد كملت به أسباب الظرف واللطف واللباقة، وكانت ولادته في العاشر من رجب يوم الجمعة سنة 519 وتوفي في ثاني شوال سنة أربع وقيل : ثلاث.
وثمانين وخمسمائة ببغداد، ودفن في باب أبرز.
وقال ابن النجار : مولده يوم الجمعة ومات يوم السبت 18 شوال.
إنتهى تلخيص ما في تاريخ ابن خلكان.
وذكره أبو الفداء في تاريخه 3 : 80، وابن شحنة في " روض المناظر "، وابن
/ صفحة 391 /
كثير في تاريخه 12 : 329، وصاحب " شذرات الذهب " 4 : 281، ومؤلف " نسمة السحر " ج 2.
ولم أجد خلافا في تاريخ ولادته غير أن عبد الحي أرخه في شذراته بسنة 510 ولم نقف على مصدره.
وترجمه اليافعي في موضعين من " مرآة الجنان " : ج 2 ص 304 و 429، وقال في الموضع الأول : ذكر بعض المؤرخين موته في سنة 553، وذكر بعضهم في سنة أربع وثمانين. ا ه‍. قد عرفت أن سنة 553 هي تاريخ وفاة وجد المترجم له المعروف بابن التعاويذي ورثاه سبطه في وقته واشتبه الأمر على بعض المؤرخين بموت المترجم له ولعله لشهرتهما بابن التعاويذي.
وتوجد ترجمته في تاريخ آداب اللغة العربية وفيه : إنه توفي سنة 538 و أحسبه تصحيف 583.
وقال فريد وجدي في " دائرة المعارف " 6 ص 777 : إنه ولد سنة 516 وتوفي سنة 583 أو 586.
وفي كلا التاريخين تصحيف والواقف على ديوان المترجم جد عليم بتاريخ وفاته إذ قصائده مؤرخة بسني نظمها وأكثرها من سنة سبعين إلى أربع وثمانين، وفيه قصيدته في رثاء جده [ المبارك ] المتوفى سنة 553 وهي مؤرخة بها.
وله قصيدتان مؤرختان بسنة 583 إحداهما في مدح الناصر لدين الله أبي العباس أحمد.
والأخرى في مدح الوزير جلال الدين أبي المظفر عبيد الله بن يونس وتهنئته بالوزارة نظمها في عيد الأضحى من سنة 583، فبعد كون وفاته في شوال من المتسالم عليه لم يبق إشكال في أنه توفي سنة 584 والله العالم.

ومن شعره قوله في رثاء الإمام السبط الشهيد صلوات الله عليه.
أرقـــت للمع برق حاجري (1)                  تألـــــق كاليمـــــاني المشـرفي
أضـــــاء لنـا الأجارع مستطيرا                   سناه وعاد كالنبض الخفي (2)
كـــــأن وميــــــــضه لمع الثنايا                 إذا ابتسمـــــت وإشراق الحلي

****************
(1) حاجري : نسبة إلى حاجر كانت بليدة بالحجاز فاندرست وقد استعملها الشعراء كثيرا في شعرهم، وقد أكثر أبو يحيى عيسى بن سنجر الأربلي المتوفى 632 استعمالها في شعره، فلقب بالحاجري وعرف به ولم يكن منها.

(2) وفي المطبوع من ديوانه :
أضاء لنا الاجارع مسبطرا                  وعـــاد سناه كالبيض الخفي
/ صفحة 392 /
فأذكــــــرني وجــــــوه الغــيد بيضا                       ســــــوالفهــــــا ولــم أك بالنسي 5
وعـــصر خــــــلاعة أحمدت فيه                             الـشبـاب وصحــبة العيش الرخي
وليــــــلي بعــــــد ما مطلت ديوني                       ولا حــالت عــــــن العـــــــهد الوفي
منعــــمــــة شقيت بها ولو لا الهـوى                     ما كنــت ذا بــــــال شــــــقــي
تــــــزيد القــــــلب بـــــلبالا ووجدا                          إذا نظــــــرت بطــــــرف بابــــــلـــي
أتــــــيه صبــــــابة وتـــــتيه حسنا                         فــــــويل للشـــــــجي من الخلي 10
إذا استشفــــــيتها وجـــدي رمتني                      بــــــداء مــــــن لــــــواحظهــا دوي
ولــــــولا حــــــبها لــم يصب قلبي                        ســــــنا بــــــرق تألق في دجي (1)
أجــــاب وقد دعاني الشوق دمعي                      وقــــــدما كنــــــت ذا دمـــــع عصي
وقــــــفت على الديار فما أصاخت                        معــــــالمها لمحتــــــزن بــــــكـــــي
أروي تــــــربها الصــــــادي كأني                         نــــــزحت الــدمع فيها من ركي 15
ولــــــو أكــرمت دمعك يا شؤوني                        بكيــــــت عــــــلى الإمــــام الفاطمي
عــــــلى المقــــتول ظمآنا فجودي                       عــــــلى الظــــــمآن بالجــفن الروي
على نجم الهدى الساري وبحر                              الـعلوم وذروة الشـــــرف العــلي
عــــــلى الحـامي بأطراف العوالي                       حــــــمى الاســــــلام والبطل الكمي
عــــــلى البــــاع الرحيب إذا ألمت                         بــــــه الأزمـات والكف السخي 20
عــــــلى أنــــــدى الأنام يدا ووجها                         وأرجــــــحهم وقـــارا فــــــي الندي
وخــــــير العــــــالمين أبــــــا وأما                           وأطــــــهرهــــــم ثـــرى عرق زكي
لإن دفعـــوه ظــــــلما عن حقوق                           الـخلافة بالوشيـــج الســــــمـهـــــري
فمــــــا دفعــــــوه عـن حسب كريم                       ولا ذادوه عــــــن خــــــلق رضــــي
لقـــــد فصموا عرى الاسلام عودا                          وبــــدءا في الحسين وفي علي 25
ويــــــوم الطــــــف قــــام ليوم بدر                        بأخــــــذ الثــــــار فــــــي آل النــبي
فثــــــنوا بالامــــــام أمــــــا كفاهم                       ضــــــلالا مــا جنوه على الوصي ؟

***************
(1) كذا في ديوانه المخطوط وفي المطبوع : في حبي. الحبي : السحاب الكثيف الذي يدنو من الأرض.
/ صفحة 393 /
رمــــوه عــــن قـلوب قاسيات                           بأطــــراف الأسنــــة والقــسي
وأســـرى مقدما عمر بن سعد                          إليــــه بكــــل شيــــطان غـوي
سفـوك للدمـاء على انتهاك                               المحــارم جـــد مـقــــدام جـــري
أتــــاه بمحنـــقين تجيش غـيظا                        صــــدورهم وجيش كالأتي 30
أطافــــوا محـدقين به وعاجوا                           عــــليه بكــــل طـــرف أعوجي
وكــــل مثــــقف لــدن وعضب                          سريجــــي ودرع ســـابري (1)
فأنحــــوا بالصوارم مسرعات                            عــــلى البــــر النـقي ابن النقي
وجــــوه النــــار مظــلمة أكبت                          عــــلى الوجـه الهلالي الوضي
فـيا لك من إمام ضرجوه الـدم                           القاني بخرصان القني(2) 35
بكتــــه الأرض إجــــلالا وحزنا                            لمصــــرعه وأمــــلاك السمي
وغــــودرت الخــــيام بغير حام                          ينــــاضل دونــــهن ولا ولــــــي
فما عـطف البغاة على الفتاة                           الـحصان ولا على الطفل الصبي
ولا بــــذلوا لخــــائفة أمــــانــا                         ولا سمحــــوا لظــــمـآن بــــري
ولا سفروا لئامــــا عــن حياء                          ولا كــــــرم ولا أنــف حمي 40
وســـاقوا ذود أهل الحق ظلما                      وعــــدوانا إلى الــــورد الــوبي
تــــذودهم الــــرماح كــما يذاد                      الــــركاب عن الموارد بالعصي
وســــاروا بالكرائم من قريش                      سبايا فــــوق أكــــوار المـــطي
فــــيا لله يـــوم نعوه مـــــــاذا و                    عى سـمع الرسول من النعي ؟
ولــــو رام الحــــياة نجـا إليها                        بعزمته نجاء المضرحي(3) 45
ولكن المنــــية تحــــــت ظل                        الـرقـاق البـــيـــض أجدر بالأبي
فيا عــصب الضلالة كيف جزتم                   عــنادا عن صراطـــكم السوي ؟

****************
(1) المثقف : الرمح. ويقال : ثقف الرمح أي قومه وسواه. اللدن : اللين. العضب : السيف القاطع. السريجي : نسبة إلى رجل اسمه سريج كان ماهرا بصنعة السيوف. السابري : درع دقيقة النسج محكمة.
(2) الخرصان ج الخرص : الرمح القصير. السنان. القنى جمع القناة : الرمح أو عوده.
(3) نجا ينجو نجاء : أسرع وسبق. المضرح والمضرحى : الصقر. النسر الطويل الجناح.
/ صفحة 394 /
وكيــف عـــدلتم مولود حجر                              النبوة بالغوي ابن الغوي؟ (1)
فألقيـــــتم وعهـــــدكم قـــريب                        وراء ظــهوركم عهد النبي 50
وأخفـــــيتم نفـــــاقكم إلــى أن                       وثبـــــتم وثبــــة الذئب الضري
وأبـــــديتم حقـــــودكم وعــدتم                        إلى الـــــدين القـــديم الجاهلي
ولولا الضغن ما ملتم على ذي                         الـقرابة للبعـــــيـــد الأجنبي
كـــفى خـــــزيا ضــمانكم لقتل                        الحـــسين جوايز الرفد السني
وبيعـــــكم لأخـــــراكم سفــاها                       بمبرود من الدنيا البري (2) 55
وحسبـــــكم غـــدا بأبيه خصما                        إذا عــــرف السقيم من البري
صليتـــــم حـــــزبه بغـــيا فأنتم                        لنـــــار الله أولـــــى بالـــصلي
وحـــــرمتم عـــليه الماء لؤما                            وأسقينا إلى الخلق الدني (3)
وأوردتـــــم جــيـــادكم                                      وأظميتموه شـــــربتم غـير الـهــني
وفـــــي صفـــــين عــاندتم أباه                       وأعرضتم عن الحق الجلي 60
وخـــــادعتم إمـــــامكم خـداعا                         أتيـــــتم فـــــيه بــــالأمر الفري
إمامـــــا كـان ينصف بالقضايا                           ويأخـــــذ للضعـــيف من القوي
وأنكـــرتم حديث الشمس ردت                        لـــــه وطـويتم خبر الطوي (4)
فجـــــوزيتم لبغـــــضكم عـــليا                        عــذاب الخلد في الدرك القصي
سأهـــــدي للأئمة من سلامي                      وغـــــر مدائحي أزكى هدي 65
ســـــلاما اتبـــع الوسمي منه                       عــلى تلك المشاهد بالولي (5)

****************
(1) هذا البيت حرفته يد الطبع عن ديوانه.
(2) في نسخة أخرى صحيحة :
وبيعتكم لأخزاكم سفاها * بمنـــزور من الدنيا بكي
المنزور من النزر : أي القليل. بكي : القليل. يقال : أيد بكاء : أي قليلة العطاء.
(3) في نسخة : واسفافا إلى الخلق الدني. وفى ديوانه المطبوع : واشفاقا.
(4) الطوي والطوية : البئر المطوية. أشار بهذا البيت إلى حديث رد الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام وقد أسلفناه وكلمات الأعلام حوله في الجزء الثالث ص 126 - 141. وإلى حديث انحداره عليه السلام بئرا بعيدة القمر ليلة البدر وقد مر في الجزء الثالث ص 395 وقد ذكره الإمام أحمد في المناقب.
(5) الوسمي : أول مطر الربيع. ؟ والولي : المطر بعد المطر.
/ صفحة 395 /
وأكـــــسو عـــــاتق الأيـام منها                           حـــــباير كالـــــرداء العـــبقري
حـــــسانا لا أريـــــد بهــــــن إلا                           مسائـــــة كـــــل بــــاغ خارجي
يضـــــوع لهـــا إذا نشرت أريج                            كنشر لطائم المسك الزكي (1)
كأنفـــــاس النسيــــم سرى بليل                      يهـــــز ذوائـــــب الورد الجني
لطيـــــبة والبقـــــيع وكـــربلاء                            وســـــامراء تغدو والغري 70
وزوراء العراق وأرض طوس                                سقـــاهــــا الغيث من بلد قصي
فحـي الله مـــــن وارتــه تلك                              القـباب البــيض من حبر تقي
وأسبل ثوب رحمـــــه دراكـــــا                           عـــــليها بالغـــــدو وبالعــــشي
فذخـــــري للمعـــــاد ولاء قـوم                          بهـــم عرف السعيد من الشقي
كفـــــاني عـــــلمهم أنـــي معاد                      عـــدوهم موال للولي (2) 75

***************
(1) لطائم جمع اللطيمة : نافجة المسك.
(2) هذه القصيدة ذكر منها صاحب نسمة السحر 45 بيتا، ونحن أخذناها من ديوانه المخطوط.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page