• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سورة إبراهيم

(وفيها تسع آيات)
1. (وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ) / 23.
2. (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً (إلى) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها) / 24-25.
3. (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) / 27.
4. (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ (إلى) فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) / 28-30.
5. (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً) / 35.
6. (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) / 37.
(وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) إبراهيم/ 23.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني علي بن موسى بن إسحاق (بإسناده المذكور) عن ابن عباس قال: (ما في القرآن آية: (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) إلاّ وعليٌّ أميرها وشريفها، وما من أصحاب محمد رجل إلاّ وقد عاتبه الله، وما ذكر علياً إلاّ بخير)(1).
(أقول) هذه الرواية هي غير الروايات الواردة في (يا أيها الذين آمنو) فتلك خطاب للمؤمنين أمراً ونهياً، أو وعظاً، أو نحوها، وهذه توصف المؤمنين بأنّهم عملوا الصالحات، ثم ذكر فضيلة من فضائل المؤمنين، أو درجة من درجاتهم، أو مدحهم بشيء (ولا مانع) من ورود كليهما في علي بن أبي طالب، بعد ورود الخبر المسند بكليهما فتنبّه (أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّه) إبراهيم/ 24-25.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي (بإسناده المذكور) عن سلام الخثعمي قال: دخلت على أبي جعفر، محمد بن علي فقلت: يا ابن رسول الله، قول الله تعالى: (أصلها ثابت وفرعها في السماء).
قال: يا سلام، الشجرة محمد، والفرع علي أمير المؤمنين، والثمر الحسن والحسين، والغصن فاطمة، وشعب ذلك الغصن الأئمّة من ولد فاطمة، والورق شيعتنا ومحبّونا أهل البيت، فإذا مات من شيعتنا رجل تناثر من الشجرة ورقة، فإذا ولد لمحبينا مولود اخضرّ مكان تلك الورقة ورقة.
فقلت: يا ابن رسول الله قول الله تعالى: (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّه) ما يعني؟
قال (عليه السلام): يعني الأئمّة تفتي شيعتهم في الحلال والحرام في كلِّ حجٍّ وعمرة(2).
(أقول) ذكر الحج والعمرة لعلّه باعتبار أنّ الأئمّة (عليهم السلام) غالباً كانوا في الحجاز، وكانت الشيعة الذين هم في غير الحجاز كالعراق، وإيران، وغيرهما يأتون الأئمّة في مواسم الحج والعمرة، ويسألونهم أحكام الدين ومسائل الحرام والحلال.
وفي حديث عاصم بن حمزة، عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): (شجرة أنا أصلها وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرها والشيعة ورقها فهل يخرج من الطيب إلاّ الطيب؟)(3).
وأخرج نحواً منه بعبارات متغايرة في بعض ألفاظها، متّحدة في مفادها العديد من المحدِّث ين والمؤرخين: (مثل) الحاكم النيسابوري في مستدركه(4).
وابن الأثير، في أسد الغابة(5).
وابن حجر العسقلاني، في تهذيب التهذيب(6).
وعبد الرؤوف المناوي، في فيض القدير(7) وآخرون.
(يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ) إبراهيم/ 27.
روى العلاّمة البحراني، عن تفسير الحبري، عن ابن عباس في قوله تعالى: (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) قال: بولاية علي بن أبي طالب(8).
(أقول) القول الثابت في الدنيا والآخرة، هو ولاية علي بن أبي طالب، من كانت عنده ولايته كان ثابت الإيمان في الدنيا، فلا يخرج عنها بلا إيمان، وثابت الإيمان في الآخرة، فلا يتلجلج لسانه عند الحساب.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ * وَجَعَلُوا للهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النّار) إبراهيم/ 28-30 علي هو يكفي فجّار قريش
روى السّيوطي (الشافعي) في تفسيره (الدّر المنثور) عند تفسير قوله تعالى: (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْر) الآيات.
روى بإسناده عن أبي الطفيل: إنّ ابن الكوّا سأل علياً من (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْر)؟
قال (رضي الله عنه): هم الفجار من قريش كفيتهم يوم بدر(9).
(أقول) باعتبار أنّ هؤلاء الفجار قد كفا علي (عليه السلام) شرّهم، ولم يدعهم يوصلوا الشر بالإسلام كانت هذه الآيات تسجيلاً في فضائل علي أمير المؤمنين.
(وَإِذْ قالَ إبراهيم رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنامَ) إبراهيم/ 35.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو نصر، عبد الرحمن بن علي بن محمد البزاز من أصل سماعه (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): (أنا دعوة أبي إبراهيم).
قلنا: يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم.
قال (صلى الله عليه وسلّم): (أوحى الله عزّ وجلّ إلى إبراهيم (إنّي جاعلك للناس إماماً) فاستخف إبراهيم الفرح فقال: يا رب ومن ذريتي أئمة مثلي، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: أنْ يا إبراهيم إنّي لا أعطيك عهداً لا أفي لك به (قال) يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به؟ (قال) لا أعطي (العهد) لظالم من ذريتك (قال) ومن الظالم من ولدي الذي لا يناله عهدك؟ (قال) من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماماً أبداً ولا يصلح أنْ يكون إماماً (قال إبراهيم):
(وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنامَ  رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النّاس).
قال النبي (صلى الله عليه وسلّم): فانتهت الدعوة إليّ وإلى علي، لم يسجد أحد منّا لصنم قط، فاتخذني الله نبياً وعلياً وصي(10).
(فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاس تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) إبراهيم/ 37.
روى العلاّمة السيّد هاشم البحراني، عن محمد بن إبراهيم العمّاني في (الغيبة) من طريق النصاب (بإسناده المذكور) عن حيفا، مولى عبد الرحمن بن عوف، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: فد على رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أهل اليمن، فقال النبي (صلى الله عليه وسلّم): جاءكم أهل اليمن يبسون بسيساً، فلمّا دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) قال: قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، (إلى أنْ قال) فقالوا: يا رسول الله ومن وصيّك؟
(إلى أنْ قال): فقال النبي (صلى الله عليه وسلّم): (هو الذي جعله (الله) آية للمتوسمين، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، عرفتم أنّه وصيي كما عرفتم أنّي نبيكم، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه قلوبكم فإنّه هو، لأن الله عزّ وجلّ يقول في كتابه: (فاجعل أفئدة من النّاس تهوي إليهم) (يعني) إليه وإلى ذريته.
ثم قال (جابر بن عبد الله): فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين، وأبو غرة الخولي في الخولانيين، وظبيان وعثمان بن قيس وعرثة الدوسي في الدوسيين، ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف، وتصفحوا الوجوه، وأخذوا بيد الأصلع البطين وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال النبي (صلى الله عليه وسلّم): أنتم نخبة الله حين عرفتم وصيّ رسول الله قبل أنْ تعرفوه.
فبم عرفتم أنّه هو؟ فرفعوا أصواتهم يبكون وقالوا: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) نظرنا إلى القوم فلم نبخس، ولمّا رأيناه وجفّت قلوبنا، ثم أطمأنّت نفوسنا، فانجاست أكبادنا وهملت أعيننا، وتبلجت صدورنا، حتى كأنّه لنا أب، ونحن عنده بنون(11).
(أقول): قوله (صلى الله عليه وسلّم): (يعني إليه وإلى ذريته) أي: إلى إبراهيم وإلى ذريته، وإلى إسماعيل وإلى ذريته، وعلي بن أبي طالب من تلك الذرية والرسول (صلى الله عليه وسلّم) بعلمه بتأويل القرآن وبطون القرآن: يعلم أنَّ علياً مشمول لهذه الآية الكريمة.
قول جابر (فأخذوا بيد الأصلع البطين) هذان وصفان لعلي بن أبي طالب عرف بهما، فقد وردت في عديد الروايات التعبير عن علي (بالأصلع) و (البطين) كما في رواية الأعرابي الذي سأل عمر بن الخطاب عن مسألة فوجهه عمر إلى أمير المؤمنين وقال له: (عليك بالأصلع فاسأله)، وكما في قول أهل الكوفة بعضهم لبعض، حينما برز إليهم الإمام السبط الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام): (هذا ابن الأنزع البطين) وغير ذلك.
و (البطين) كما فسره بعض العلماء هو عريض البطن الذين لبطنه امتداد من تحت الثدي إلى أسفل من السرة، وهذا النوع من البطن علاّمة الشجاعة والبطولة كما قيل وليس معناه الكبير البطن البارز البطن لأنّه مضافاً إلى مناقضته للشجاعة والعمل الكثير، ليس مدحاً.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page