• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فصل

ثم يقال لهذا الخصم أ ليس النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أقام بمكة ثلاثة عشر سنة يدعو الناس إلى الله تعالى ولا يرى سل السيف ولا الجهاد ويصبر على التكذيب له والشتم والضرب وصنوف الأذى حتى انتهى أمره إلى أن ألقوا على ظهره صلى الله عليه وآله وسلم وهو راكع السلى وكانوا يرضخون قدميه بالأحجار ويلقاه السفيه من أهل مكة فيشتمه في وجهه ويحثو فيه التراب ويضيق عليه أحيانا ويبلغ أعداؤه في الأذى بضروب النكال وعذبوا أصحابه أنواع العذاب وفتنوا كثيرا منهم حتى رجعوا عن الإسلام وكان المسلمون يسألونه الإذن لهم في سل السيف ومباينة الأعداء فيمنعهم عن ذلك ويكفهم ويأمرهم بالصبر على الأذى. وروي أن عمر بن الخطاب لما أظهر الإسلام سل سيفه بمكة وقال لا يعبد الله سرا فزجره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك وقال له عبد الرحمن بن عوف الزهري لو تركنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأخذ كل رجل بيده رجلين إلى جنب رجل منهم فقتله فنهاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عما قال.
ولم يزل ذلك حاله إلى أن طلب من النجاشي وهو ملك الحبشة أن يخفر أصحابه من قريش ثم أخرجهم إليه واستتر عليه وآله السلام خائفا على دمه في الشعب ثلاث سنين ثم هرب من مكة بعد موت عمه أبي طالب مستخفيا بهربه وأقام في الغار ثلاثة أيام ثم هاجر عليه وآله السلام إلى المدينة ورأى النهي منه للقيام واستنفر أصحابه وهم يومئذ ثلاثمائة وبضعة عشر ولقي بهم ألف رجل من أهل بدر ورفع التقية عن نفسه إذ ذاك. ثم حضر المدينة متوجها إلى العمرة فبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان على الموت ثم بدا له عليه السلام فصالح قريشا ورجع عن العمرة ونحر هديه في مكانه وبدا له من القتال وكتب بينه وبين قريش كتابا سألوه فيه محو بسم الله الرحمن الرحيم فأجابهم إلى ذلك ودعوا إلى محو اسمه من النبوة في الكتاب لاطلاعهم إلى ذلك فاقترحوا عليه أن يرد رجلا مسلما إليهم حتى يرجع إلى الكفر أو يتركوه فأجابهم إلى ذلك هذا وقد ظهر عليهم في الحرب فإذا قال الخصم بلى ولا بد من ذلك إن كان من أهل العلم والمعرفة بالأخبار. قيل له فلم لم يقاتل بمكة وما باله صبر على الأذى ولم منع أصحابه عن الجهاد وقد بذلوا أنفسهم في نصرة الإسلام وما الذي اضطره إلى الاستجارة بالنجاشي وإخراج أصحابه من مكة إلى بلاد الحبشة خوفا على دمائهم من الأعداء وما الذي دعاه إلى القتال حين خذله أصحابه وتثاقلوا عليه فقاتل بهم مع قلة عددهم وكيف لم يقاتل بالحديبية مع كثرة أنصاره وبيعتهم له على الموت وما وجه اختلاف أفعاله في هذه الأحوال فما كان في ذلك جوابكم فهو جوابنا في ظهور السلف من آباء صاحب الزمان واستتاره وغيبته فلا تجدون من ذلك مهربا.
والحمد لله المستعان وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما كثيرا.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page