الفصل الثانی
المقال الأول: رسالة التشیع فی عصر الغیبة الکبری
تبین لحد الآن إنّ استیعاب الإنسان المختار یمکن أن یبلغ درجة یستطیع معها باختیاره و انتخابه أن یذیب إرادته فی إرادة الله، و یبقی إلی جانب فناء ذاته قائماً و موجوداً بذات الحق تعالی، فیبلغ مقام العبودیة التی هی «جوهرة کنهها الربوبیة». و هکذا سیمسک بیده إدارة المجموعة الکونیة و المجتمعات الإنسانیة و یحقق الوعد الإلهی المحتوم بحکومة الصالحین و المتقین علی الأرض.
من جهة أخری، فإن المساعی المتظافرة و المتنامیة للشیعة علی مر التاریخ بقیادة الإمام المنتظر4 طوت مراحل تکاملیة صعبة إلی أن وقفت اخیراً لتشکیل حکومة شیعیة فی بلد حساس یعترف أکبر الخبراء و الاستراتیجیین فی العالم أنّه یقع فی أهم مناطق العالم من الناحیة العسکریة. ان رسالة الشیعة فی عصر الغیبة یجب أن تصاغ عبر الجهاد العظیم بالاستفادة من الامکانات و القدرات المتاحة الیوم للتشیع.
إنّ سرّ النجاح فی هذا الجهاد العظیم هو استلهام الروایات المتعلقة بالظهور لتدوین و صیاغة مجموعة الخطوات و الأنشطة الشیعیة بنحو جامع و منظم. من هنا فإن أهداف التشیع فی التمهید لظهور الحجة و تکوین حضارة و حکومة إسلامیة عالمیة، یجب أن تتحدّد علی ثلاثة صعد:
الف) الصعید الثقافی.
ب) الصعید الإنسانی.
ج) الصعید البرمجی.
المقال الأول: الأهداف العامة للتشیع فی التمهید للظهور
نعتقد ان الأهداف العامة للتشیع فی التمهید للظهور علی الصعد المختلفة هی:
الف) الصعید الثقافی: نشر و تعمیق ثقافة إنتظار الحجة (أرواحنا له الفداء) علی مستوی العالم.
ب) الصعید الإنسانی: إعداد و تربیة أصحاب المهدی4 و لا سیما صحابته الـ 313 الخلّص.
ج) الصعید البرمجی: إعداد او إنتاج برمجیات الحکومة الإسلامیة العالمیة.