• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل السادس عشرشفاعة النبي(ص)يوم القيامة بيد أهل بيته(عليهم السلام)

الفصل السادس عشر
شفاعة النبي
(ص)يوم القيامة بيد أهل بيته(عليهم السلام)

تقدم في الفصول السابقة من السنيين عن أويس القرني أنه يشفع لمثل ربيعة ومضر وتميم .
وعرفت أن أويساً ما كان إلا شيعياً مخلصاً لأهل البيت(عليهم السلام)، وأنه بايع أمير المؤمنين(ع)على بذل مهجته دونه ، واستشهد تحت رايته في صفين .
وإذا كان أويس صاحب هذه الشفاعة الكبيرة ، فكيف تكون شفاعة علي الذي فداه بنفسه ؟!
ثم كيف لا تكون لأهل البيت(عليهم السلام)شفاعةٌ مميزة، وقد نصت الأحاديث الصحيحة على أن الجنة والشفاعة محرمةٌ على مبغضيهم وظالميهم، كما عرفت !
إن الذين يستكثرون الشفاعة على أهل البيت(عليهم السلام)، إنما يقفلون أعينهم عمداً عن المقام المميز الذي ثبت لهم بالأحاديث الصحيحة في مصادر الجميع.. أو يحسدون أهل بيت نبيهم على ما فضلهم به ربهم ، صلى الله عليه وعليهم .
ثم اعجب لهؤلاء المستكثرين للشفاعة على أهل بيت نبيهم ، وهم يعلمون أن جدهم رسول الله(ص)هو رئيس المحشر يوم القيامة ، وصاحب الشفاعة الكبرى فيه وصاحب حوض الكوثر.. وذلك ملكٌ عظيم يحتاج إلى من يديره ، وينفذ فيه أوامر النبي وتوجيهاته.. فمن يكون هؤلاء المنفذون غير أهل بيته الأطهار ، ومعهم ملائكة الله تعالى ؟!
وفيما يلي نورد أحاديث تدل على مقامهم وشفاعتهم من مصادر الطرفين:

علي(ع)صاحب لواء النبي(ص)يوم القيامة
روت بعض صحاح إخواننا أحاديث لواء الحمد ، وهو لواء رئاسة المحشر ، الذي يعطيه الله لرسوله يوم القيامة .
ولكن هذا اللواء بقي في الصحاح بلا أحد يحمله !
والسبب في ذلك أن حامله علي(ع)، وأحاديثه تضمنت فضائل له ، وتعريضاً بالصحابة ، وهي أمورٌ لا يتحملها الخلفاء ، فتركها رواة الخلافة !!

ماذا روت الصحاح عن رئاسة المحشر ولواء الحمد ؟
أما البخاري فلم يرو أن النبي(ص)سيد ولد آدم يوم المحشر ، ولا أنه يعطى لواء الحمد ، ولا أنه يكون أول شافع !
فالبخاري قلد كعب الأحبار الذي زعم أن الشافع الأول هو ابراهيم أو اسحاق ، كما بينا ذلك في المجلد الثالث !
ولذا أعطى مقام الشفاعة الأول لأنبياء اليهود ، وأبقي المحشر بلا رئيس ولا لواء ! ولعل أمر المحشر عنده يحتاج إلى سقيفة قرشية لإختيار رئيس له !!

وأما مسلم فقد روى في صحيحه: 7/59
عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص): أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع .
ونحوه في ابن ماجة: 2 /1440 ، وأبي داود: 2/407

وأما الترمذي فروى حديث لواء الحمد في: 4/294:
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله (ص): أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وبيدي لواء الحمد ولا فخر ، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ، ولا فخر .
ورواه بصيغ أخرى في: 4/370 ، وفي: 5/245 و247 و248
أما أحاديث أن علياً حامل لواء المحشر ، وأنه الساقي على حوض النبي(ص)، فقد صارت من نصيب المصادر البعيدة عن رقابة الخلافة !
ولابأس بذلك ، لأن بعض هذه المصادر أقدم من الصحاح الستة ، وكل مصنفيها محترمون موثقون عند السنيين ، وبعضهم شيوخ أصحاب الصحاح !
وقد أورد الأميني في الغدير: 2/321 ، عدداً من هذه الأحاديث ، وذكر فيها لواء الحمد والسقاية على الحوض معاً.. ونحن نورد ما فيه ذكر اللواء ، مما ذكره في الغدير ، وغيره:
ففي مناقب الصحابة لاحمد بن حنبل/661
حدثنا محمد بن هشام بن البختري ، ثنا الحسين بن عبيد الله العجلي ، ثنا الفضيل بن الإستثناء، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ’: أعطيت في علي خمساً هن أحب إلي من الدنيا وما فيها:
أما واحدة: فهو تكأتي إلى بين يدي ، حتى يفرغ من الحساب .
وأما الثانية: فلواء الحمد بيده ، آدم عليه السلام ومن ولد تحته .
وأما الثالثة: فواقفٌ على عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي .
وأما الرابعة: فساتر عورتي ومسلمي إلى ربي .
وأما الخامسة: فلست أخشى عليه أن يرجع زانياً بعد إحصان أو كافراً بعد إيمان .
ورواه أبو نعيم في الحلية: 10 ص211 والطبري المؤرخ في الرياض النضرة 2/203 ورواه في كنز العمال 6/403
وفي مناقب الخوارزمي/203: عن علي قال قال رسول الله(ص): ياعلي؟ سألت ربي عز وجل فيك خمس خصال فأعطاني: أما الأولى: فإني سألت ربي: أن تنشق عني الأرض وانفض التراب عن رأسي وأنت معي ، فأعطاني .
وأما الثانية: فسألته أن يوقفني عند كفة الميزان وأنت معي ، فأعطاني .
وأما الثالثة: فسألته أن يجعلك حامل لوائي وهو لواء الله الأكبر ، عليه المفلحون والفائزون بالجنة ، فأعطاني .
وأما الرابعة: فسألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي فأعطاني .
وأما الخامسة: فسألت ربي أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني. فالحمد لله الذي من به علي. انتهى .
ورواه في فرائد السمطين في الباب الثامن عشر ، وفي كنز العمال 6/402.
وفي الدر المنثور: 6/379
أخرج ابن مردويه عن علي قال: قال لي رسول الله(ص): ألم تسمع قول الله: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ، أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب ، تدعون غراً محجلين .
وفي الطبراني الصغير: 2/88
عن عبد الله بن عكيم الجهني قال: قال رسول الله (ص): إن الله عز وجل أوحى إلي في علي بن أبي طالب ثلاثة أشياء ليلة أسرى بي: إنه سيد المؤمنين وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين. انتهى .وروى نحوه الحاكم: 3/138 ، عن أسعد بن زرارة ، وقال: إسناده صحيح .
ومعنى قائد الغر المحجلين: أن علياً (ع) صاحب لواء أهل الجنة .
وفي الطبراني الكبير: 2/247
عن جابر: قالوا يارسول الله ، من يحمل رايتك يوم القيامة ؟
قال: من يحسن أن يحملها إلا من حملها في الدنيا ، علي بن أبي طالب .
وفي فردوس الأخبار: 5/8346
عن أبي بن كعب أن النبي(ص)قال لعلي: يا علي أنت تغسل جثتي، وتؤدي ذمتي وتواريني في حفرتي ، وتفي بذمتي ، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة.
وفي كنز العمال: 13/145
عن ابن عباس قال قال رسول الله(ص)لعلي: أنت أمامي يوم القيامة فيدفع إلي لواء الحمد فأدفعه إليك، وأنت تذود الناس عن حوضي ( ابن عساكر ، وقال: فيه أبو حذيفة إسحاق بن بشر ، ضعيف) انتهى. ورواه في إحقاق الحق: 6/179 ، عن أرجح المطالب/662 ، ط. لاهور .
وفي إحقاق الحق: 27/199
عن كتاب التبر المذاب لاحمد الحافي الشافعي/81:
قال الواقدي وهشام بن محمد: لما رآهم الحسين مصرين على قتله ، أخذ المصحف ونشره ، ونادى: بيني وبينكم كتاب الله وسنة جدي رسول الله(ص)، بم تستحلون دمي ؟ألست ابن بنت نبيكم ؟ألم يبلغكم قول جدي في وفي أخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة ؟! . . . فبم تستحلون دمي وجدي الذائد على الحوض يذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الشارد عن الماء ، ولواء الحمد بيد أبي يوم القيامة . . . الخ.
وفي كنز العمال: 11/625 وج 13/129
عن الخطيب والرافعي عن علي قال قال رسول الله (ص):
سألت الله يا علي فيك خمساً ، فمنعني واحدة وأعطاني أربعاً: سألت الله أن يجمع عليك أمتي فأبى علي ، وأعطاني فيك أنك أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي ، ومعك لواء الحمد أنت تحمله بين يدي تسبق به الأولين والآخرين ، وأعطاني فيك أنك ولي المؤمنين بعدي .
وروى في كنز العمال:13/152 ، حديثين في الموضوع جاء في أولهما:
أن تسقي أمتي من حوضي ، وأن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة ، فأعطاني .
وذكر أن ابن الجوزي والذهبي ضعفا هذا الحديث بعبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه ، وقال: ولم أقف لهذا الرجل على ترجمة ، وللحديث الأخير شاهدٌ من حديث ابن عباس، إلا أن ابن الجوزي أورده في الموضوعات ، وللحديث الأول شاهد. انتهى .
فقد مال إلى تصحيح الحديثين بشواهدهما، وهو أمر متفق عليه في علم الحديث وكم من حديث ضعيف عندهم صححوه بشواهده .
ولكنه لم يذكر شواهدهما ! ومن عادة المعتدلين السنيين أنهم لا يحبون أن يفتحوا نقاشاً صريحاً مع المتعصبين .
والأحاديث التي أوردناها من مصادرهم كافية للشهادة لهما ، وفيها صحيحٌ سالم بشهادتهم !!
ويفهم من كلام صاحب كنز العمال أيضاً أنه لا يأخذ بتضعيفات ابن الجوزي والذهبي لأحاديث فضائل أهل البيت (عليهم السلام) .

أما مصادرنا فقد تواترت فيها أحاديث أن لواء الحمد يكون بيد علي(عليه السلام):
ففي أمالي الصدوق/61
عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال قال رسول الله(ص):
يا علي أنت أخي ووزيري ، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، وأنت صاحب حوضي ، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني .
وفي بشارة المصطفى للطبري الشيعي/125
بسنده عن الحسين بن علي قال قال رسول الله(ص): يا علي أنت المظلوم بعدي ، فويل لمن قاتلك وطوبى لمن قاتل معك . . .
يا علي أنت أول من تنشق عنه الأرض معي ، وأنت أول من يبعث معي ، وأنت أول من يجوز الصراط معي . . .
وأنت أول من يرد حوضي ، تسقي منه أولياءك وتذود عنه أعداءك .
وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود تشفع لمحبنا فيهم .
وأنت أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي لواء الحمد ، وهو سبعون شقة ، الشقة منه أوسع من الشمس والقمر .
وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة، أصلها في دارك وأغصانها في دور شيعتك ومحبيك. انتهى. وروى نحوه في 220

علي(ع)آمر السقاية على حوض النبي’يوم القيامة
حوض النبي(ص)أو حوض الكوثر ، قضيةٌ كبيرة يوم القيامة.. فهو عين الحياة في أرض المحشر ، يصب ماؤها من نهرين من أنهار الجنة ، وكل الخلائق يحتاجون إلى الشرب منه ، لأنه لا يمكن لاحد أن يدخل الجنة إلا بأن يشرب منه ! ففي كنز العمال: 14 /420: ما أنتم بجزء من مائة ألف جزء ممن يرد على الحوض-حم ، د ، ك ، عن زيد بن أرقم. انتهى .
والشربة منه تروي الإنسان رياً أبدياً ، فلا يظمأ بعدها أبداً.. ويبدو أنها تؤثر على التركيب الفيزيائي لبدن الإنسان ، فتجعله صالحاً للحياة في الجنة .
وقد خص الله به سيد المرسلين(ص)، وجعل أمره بيده ويد أهل بيته الطاهرين ، فلا يشرب أحد منه إلا ببطاقة منهم !!
كما أن أحاديث حوض الكوثر قضيةٌ كبيرة أيضاً في مصادر المسلمين !
ونشكر الله أنها بقيت في الصحاح ولم تحذف منها !لانها كانت مهددة بالنسيان والحذف !! بسبب أن النبي(ص)في آخر سنة من عمره الشريف ركز على العقيدة بالحوض ، خاصة في خطب حجة الوداع ، وربطه بوصيته بالقرآن وأهل بيته الطاهرين ، وأكد على أن من لا يطيع وصيته فيهم يمنعه الله تعالى من ورود الحوض والشرب منه ، وبالتالي من دخول الجنة .
وأخبر(ص)أن أكثر أصحابه سوف يطردون عن الحوض ، ولا يسمح لهم بالشرب منه !!!
فأحاديث الحوض تتضمن إذن: بيان مقام أهل البيت الطاهرين ، والأمر باتباعهم، وأنهم ومحبيهم الواردون على الحوض ، والساقون عليه..
كما تتضمن ذم مبغضيهم ومخالفيهم ، وأنهم مطرودون عن الحوض ، ممنوعون من الورود عليه والشرب منه ، حتى لو كانوا صحابة !!

محاولات الأمويين التكذيب بأحاديث الحوض
من الطبيعي أن ينزعج المنافقون والحاسدون لبني هاشم من هذا التأكيد النبوي ، ولا بد أنهم كانوا يسخرون من عقيدة ( حوض محمد وأهل بيته ) .
ولا نحتاج إلى تتبع سخريتهم في زمن النبي(ص)، ولكنا نراها ظاهرة عند ورثتهم من الحكام الكبار في العهد الأموي ، مثل عبيد الله بن زياد ، الذي كان الحاكم المطلق للعراق وايران وما وراءها !!
ويبدو أنه كان يعمل لحذف عقيدة الحوض من الإسلام.. ولكن المؤمنين وقفوا في وجهه !
فقد ذكر الحاكم في المستدرك: 1/75
أن أبا سبرة بن سلمة الهذلي سمع ابن زياد يسأل عن الحوض حوض محمد ! فقال: ما أراه حقاً ! بعد ما سأل أبا برزة الاسلمي ، والبراء بن عازب ، وعائذ بن عمرو، قال: ما أصدق هؤلاء !! الخ .
وقال في: 1/78:
عن أنس قال دخلت على عبيد الله بن زياد وهم يتراجعون في ذكر الحوض ، قال فقال جاءكم أنس ، قال يا أنس ما تقول في الحوض ؟
قال قلت: ما حسبت أني أعيش حتى أرى مثلكم يمترون في الحوض !
لقد تركت بعدي عجائز ما تصلي واحدة منهن صلاة إلا سألت ربها أن يوردها حوض محمد(ص) !!
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وله عن حميد شاهد صحيح على شرطهما... انتهى . وروى نحوه أبو يعلى في مسنده: 6/96
وروى البيهقي في الإعتقاد والهداية/84: عن أبي حمزة قال: دخل أبو برزة على عبيد الله بن زياد فقال: إن محمدكم هذا لدحداح !!!
فقال: ما كنت أراني أن أعيش في قوم يعدون صحبة محمد(ص)عاراً !
قالوا: إن الأمير إنما دعاك ليسألك عن الحوض ! فقال: عن أي باله: قال: أحقٌ هو:
قال: نعم ، فمن كذب به فلا سقاه الله منه !! انتهى .
وقد يدافع النواصب عن هذه الروايات بأنها تتحدث عن حالة شخصية في ابن زياد ، وليس عن اتجاه عند الخلافة الأموية وأنصارها .
ولكنه يجد أنها اتجاه وليست حالة شخصية ! فهذا عمر بن عبد العزيز ، وهو في مطلع القرن الثاني ، أراد أن يتثبت من صحة أحاديث الحوض ! أو يقنع بها بني أمية وأجواءهم في العاصمة ! أو يواصل ما عمله الأمويون . . فأرسل إلى المدينة في إحضار صحابي كبير السن ، لكي يسمع منه مباشرة حديث الحوض !!
فقد روى البيهقي في شعب الإيمان: 8/243
عن شعبة ، أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا أبو عتبة ، عن محمد بن المهاجر ، عن عباس بن سالم اللخمي ، أن ابن عبد العزيز بعث إلى أبي سلام الحبشي ، وحمل على البريد حتى قدم عليه فقال: إني بعثت إليك أشافهك حديث ثوبان في الحوض !
فقال أبو سلام: سمعت ثوبان يقول سمعت رسول الله(ص)يقول: حوضي من عدن أبين إلى عمان البلقاء ، أكوازه مثل عدد نجوم السماء ، ماؤه أحلى من العسل ، أشد بياضاً من اللبن ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً ، أول من يرد علي فقراء أمتي .
فقال عمر: يا رسول الله من هم ؟قال: هم الشعث الرؤوس ، الدنس الثياب الذين لا ينكحون المتنعمات ، ولا تفتح لهم أبواب السدد .
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/355
أبو سلام ممطور الحبشئ ، ثم الدمشقي ، الأسود الأعرج... استقدمه عمر بن عبد العزيز في خلافته إليه على البريد ، ليشافهه بما سمع من ثوبان في حوض النبي (ص)، فقال له: شققت علي. فاعتذر إليه عمر وأكرمه. توفي سنة نيف ومئة .

ندم أئمة المذاهب على تدوين أحاديث الحوض !!
بل يدل النص التالي على أن حساسية الدولة من أحاديث الحوض امتدت إلى زمن العباسيين ، بسبب أن هذه الأحاديث تتضمن ذم الصحابة !!
فقد أعلن الإمام مالك ندمه على تدوين حديث الحوض في كتابه الموطأ ! الذي دونه بأمر المنصور العباسي ليكون الكتاب الرسمي الإلزامي للمسلمين !
وكان الإمام الشافعي يظهر تأسفه أيضاً لتدوين مالك لهذه الأحاديث ، ولو كانت صحيحة !!
قال الصديق المغربي في فتح الملك العلي/151
حكي عن مالك أنه قال: ما ندمت على حديث أدخلته في الموطأ إلا هذا الحديث !! وعن الشافعي أنه قال: ما علمنا في كتاب مالك حديثاً فيه إزراء على الصحابة إلا حديث الحوض ، ووددنا أنه لم يذكره !! انتهى .
ويناسب هنا أن نتوسع قليلاث في سبب ندم الإمام مالك والشافعي:
فقد طلب العباسيون عندما كانوا يخططون لثورتهم من الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)

أن يتحالفوا معهم للاطاحة ببني أمية ، فلم يستجب لهم الإمام جعفر الصادق(عليه السلام)

، بينما استجاب لهم الحسنيون وتحالفوا معهم ، وعينوا لحركتهم إماماً حسنياً ، وبدؤوا فعاليتهم ضد الأمويين في الحجاز والعراق وخراسان ، بشعار: يالثارات الحسين ، والدعوة إلى الخليفة المرضي من آل محمد ، والبراءة من غاصبي حقهم من الشيخين والأمويين بعدهم !!
وما أن حققت ثورتهم انتصارات حاسمة على يد أبي مسلم الخراساني ، حتى اختلفوا مع حلفائهم الحسنيين ، ونشبت بينهم معارك ضارية في الحجاز والعراق، انتصر فيها العباسيون وتفردوا بالحكم..
وهنا بدأ العباسيون بتغيير استراتيجيتهم الفكرية التي أخذوا البيعة عليها من الناس، فاستثنوا الشيخين أبا بكر وعمر من البراءة واللعن ، وحصروه ببني أمية بمن فيهم عثمان !
ويدل ندم مالك على وجود ذم الصحابة في كتابه ، على أنه ألفه قبل أن يتبلور التحول في خط الخلافة العباسية ، ويعدلوا عن البراءة من الشيخين إلى تبني ولايتهما والتأكيد عليها . .
ذلك أن العباسيين كانوا سياسيين ولم يكونوا علماء ، وكانت المرجعية الدينية للمعارضة في الأئمة من أولاد علي×.. فأراد العباسيون أن يتبنوا مرجعية دينية، غير أموية وغير علوية ، فاختار أبو جعفر المنصور الإمام مالك ، وطلب منه أن يؤلف كتاباً سهلاً ممهداً موطأً ، لينشره في بلاد المسلمين ويلزمهم به ، فألف له الموطأ ووضع فيه حديث الحوض الذي يذم الصحابة لأنه ينسجم مع خطهم الفكري ، ونشرت الخلافة الكتاب ، وأصدر المنصور قراره الذي ذهب مثلاً ( لا يفتين أحد ومالك في المدينة ) .
ولكن ندم مالك ، والشافعي ، والخلافة العباسية لم ينفع ، لأن حديث الحوض دخل في كتاب الخلافة الرسمي ، وصار شاهداً لأحاديث الحوض الأخرى التي سمعها الناس ورووها ودونوها !
بل صار ندمهم شاهداً تاريخياً قوياً على صحة صدور هذه الأحاديث النبوية الخطيرة ، وتأكيد خط أهل البيت (عليهم السلام)

ومكانتهم في الإسلام!
وإذا لاحظنا أن البخاري ومسلماً قد ألفا صحيحيهما في عصر المتوكل العباسي وبعده ، وأن بغض المتوكل لعلي وأهل البيت النبوي كان مشهوراً.. فينبغي أن نشكرهما لأنهما رويا شيئاً من حديث الحوض الذي فيه إزراء على الصحابة حسب تعبير الشافعي ، ولا نكلفهما أن يرويا أن علياً(عليه السلام)

هو الساقي على حوض النبي(ص)وأنه يذود عنه الكفار والصحابة المطرودين !

والنتيجة للمتأمل في أحاديث حوض الكوثر

أن موقف السلطة الأموية والعباسية لم يمنع من روايتها ، ولكنه سبب أن يقلل الرواة منها ويتحاشوا ما كان شديداً على الصحابة !!
وقد رأيت أن البخاري ومسلماً لم يرويا حديث أنس مع ابن زياد ، وغيره مما هو صحيح على شرطهما !!
وبذلك يصح أن تقدر أن ما روته مصادرهم من أحاديث طرد الصحابة الخائنين عن الحوض ، ليس إلا جزءاً قليلاً منها !
على أن عدداً من المصادر بدلت كلمة أصحابي بكلمة: أمتي ، أو بكلمة: الناس ! وتحاشت صحاحهم رواية الأحاديث التي تربط حوض الكوثر بأهل البيت النبوي ومحبيهم، وتجعلهم المؤمنين المقبولين ، والغر المحجلين ، الذين يوافون النبي على حوضه ، ويردون منه ويدخلون الجنة !!

نماذج من أحاديث الحوض والصحابة المطرودين
في البخاري: 7/207
عن عبد الله بن عمرو قال النبي(ص): حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منها فلا يظمأ أبداً.
وفي البخاري: 8/86
عن أسماء عن النبي(ص)قال: أنا على حوضي أنتظر من يرد علي ، فيؤخذ بناس من دوني فأقول أمتي ! فيقول: لا تدري مشوا على القهقرى. انتهى .
وفي البخاري: 2/975
عن ابن المسيب أن النبي(ص)قال: يرد عليَّ الحوض رجالٌ من أصحابي فيحلؤون عنه! فأقول: يارب أصحابي ؟! فيقول: فإنه لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى .
وفي مسلم: 1/150
عن أبي هريره قال: قال رسول الله(ص): ترد عليَّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه .قالوا يا نبي الله أتعرفنا ؟
قال: نعم تردون عليَّ غراً محجلين من آثار الوضوء. وليصد عني طائفةٌ منكم فلا يصلون ، فأقول يارب هؤلاء من أصحابي ؟! فيجيبني ملكٌ فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك ؟ ! !
وفي مسلم: 7/70
عن أبي هريره أن النبي (ص) قال: لاذودن عن حوضي رجالاً كما تذاد الغريبة من الإبل . ورواه أحمد في: 2/298 ، ورواه في المسند الجامع-تحقيق د. عواد: 3/343 و5/135 و18 /471 ، والبيهقي في البعث والنشور/125 ، ومجمع الزوائد: 10/665
وروى مسلم: 2/369 ، وأحمد: 5/390: عن عمار بن ياسر قال: أخبرني حذيفة عن النبي (ص) قال: في أصحابي اثنا عشر منافقاً ، منهم ثمانيةٌ لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ! انتهى .
وقد اهتم ابن حجر بحكم أحواض الإبل التي في الحديث فقال في فتح الباري: 5/33: وقوله لأذودن.. أي لاطردن ، ومناسبته الترجمة من ذكره(ص)أن صاحب الحوض يطرد إبل غيره عن حوضه ، ولم ينكر ذلك ، فيدل على الجواز. انتهى .

وروى ابن أبي شيبة في المصنف: 15/109
عن حذيفة قال: المنافقون الذين فيكم اليوم شرٌ من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله’!
قال الراوي هو شقيق ، قلت: يا أبا عبد الله وكيف ذاك ؟!
قال: إن أولئك كانوا يسرون نفاقهم ، وإن هؤلاء أعلنوه !!
وقال المفيد في الافصاح/50
وقال(ص): أيها الناس ، بينا أنا على الحوض إذ مُر بكم زمراً ، فتفرق بكم الطرق فأناديكم: ألا هلموا إلى الطريق ، فيناديني مناد من ورائي: إنهم بدلوا بعدك ، فأقول: ألا سحقاً ، ألا سحقاً (1) .
وقال(ص): ما بال أقوام يقولون: إن رحم رسول الله(ص)لا تنفع يوم القيامة ، بلى والله إن رحمي لموصولةٌ في الدنيا والآخرة ، وإني أيها الناس فرطكم على الحوض ، فإذا جئتم قال الرجل منكم يارسول الله أنا فلانٌ بن فلان ، وقال الآخر: أنا فلانٌ بن فلان، فأقول: أما النسب فقد عرفته ، ولكنكم أحدثتم بعدي فارتددتم القهقرى (2) .
وقال(ص)، وقد ذكر عنده الدجال:
أنا لفتنة بعضكم أخوف مني لفتنة الدجال (3) .
وقال (ص): إن من أصحابي من لا يراني بعد أن يفارقني (4) .
في أحاديث من هذا الجنس يطول شرحها ، وأمرها في الكتب عند أصحاب الحديث أشهر من أن يحتاج فيه إلى برهان .
على أن كتاب الله عز وجل شاهد بما ذكرناه ، ولو لم يأت حديث فيه لكفى في بيان ما وصفناه .
قال الله سبحانه وتعالى: وما محمدٌ إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم؟! ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين .
فأخبر تعالى عن ردتهم بعد نبيه(ص)على القطع والثبات !
وقال في هامشه:
(1) مسند أحمد 6: 297 ، ومسند أبي يعلى: 11/387 )
(2) مسند أحمد 3: 18 و 62 قطعة منه
(3) كنز العمال: 14/322/28812
(4) مسند أحمد: 6/307
وفي فردوس الأخبار: 3/444
عن أنس بن مالك عن النبي (ص) قال: ليرفعن أناسٌ من أصحابي وأنا على الحوض ، فإذا عاينوني عرفتهم وأنا على الحوض ، قد ذبلت شفاههم فاختلجوا دوني .
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله: من أحب علياً وأطاعه في دار الدنيا ورد على حوضي غداً ، وكان معي في درجتي في الجنة .
ومن أبعض علياً في دار الدنيا وعصاه ، لم أره ولم يرني يوم القيامة ، واختلج دوني وأخذ به ذات الشمال إلى النار. انتهى .

أسس تدوين أحاديث القيامة عند علماء الخلافة

ونصل من أحاديث الحوض إلى قضية أوسع تتعلق بموضوعنا ، وهي أحاديث مقام النبي(ص)يوم القيامة..
فإن المتأمل فيها في مصادر إخواننا السنيين يصل إلى قناعة بأن أحاديثها كانت تتضمن أن أهل بيته معه في المحشر والجنة ، بدليل بقاء ذكرهم وتسميتهم في عدد منها ! وأنها كانت تتضمن بيان المصير الأسود لأكثر الصحابة !
وقد رأيت أنهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا من الأحاديث التي تنص على أنه لا يرد منهم الحوض ولا ينجو إلا مثل همل النعم !
وهمل النعم هي النعاج المفردة الخارجة عن القطيع ! وهو يعني أن أكثرية قطيع الصحابة لا ينجو !!
وبهذا نعرف الصعوبة في المهمة التي عهدت بهاالخلافة القرشية إلى علماء الحديث ، أو تبرعوا هم بها ، بتدوين صحاح ترضى عنها وتتبنى نشرها !!
فلا بد أنهم وقفوا طويلاً أمام مشكلة تدوين أحاديث القيامة والآخرة ، لأنها تعطي أهل البيت مقاماً إلى جنب رسول الله(ص).. ولأنها تذم الصحابة وتخبر عن هلاك أكثرهم !!
ولا شك أن الذين ألفوا بعد مالك بن أنس واجهوا نفس مشكلته ، وخافوا أن يقعوا في نفس ( مزلق ) التشيع الذي وقع فيه !!
لذا رأوا أنهم مجبرون على إتباع الأسس التالية:
أولاً: أن يختاروا الأحاديث التي ليس فيها ذكر لأهل بيت النبي(ص)وهي قليلة جداً جداً !
ثانياً: أن يجردوا الأحاديث من ذكر مقام أهل البيت النبوي مهما أمكن !
ثالثاً: أن يستبدلوا أسماء أهل البيت والكلمات التي استعملها النبي(ص)في التعبير عنهم بكلمات عن الأمة والصحابة .
رابعاً: أن يتحاشوا الأحاديث التي فيها ذم الصحابة ، أو يحذفوا منها الذم أو يوجهوه إلى آخرين .
خامساً: أن يدونوا الأحاديث الموضوعة في فضل الصحابة ، خاصة الخلفاء الثلاثة ، لكي تقابل الأحاديث في فضائل أهل البيت النبوي !!

وتفصيل هذا الموضوع يخرجنا عن بحثنا ، فنكتفي بذكر نماذج صغيرة:
فقد روى الخطيب في تاريخ بغداد 9/453
عن ابن عباس قال: سمعت النبي(ص)وهو آخذٌ بيد علي يقول: هذا أول من يصافحني يوم القيامة .
وفي الإستيعاب: 4/169
عن أبي ليلى الغفاري قال: سمعت رسول الله(ص)يقول: ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من يراني ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين .
ورواه ابن حجر في الإصابة: 4/170 ، وضعفه بدون حجة ، وكذا فعل ابن كثير في البداية: 7/348 .
وفي سنن ابن ماجه: 1/44
عن عباد بن عبد الله قال: قال علي(رض): أنا عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب ! صليت قبل الناس سبع سنين. هذا حديث صحيح.
ورواه العزيزي في السراج المنير: 2/402 ، وقال البوصيري في الزوائد: صحيحٌ على شرط الشيخين ، وتكلم فيه بعضهم لأجل عباد ، لكن تابعته عليه معاذة العدوية .
وفي كنز العمال: 11/616
إن هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين ـ قاله لعلي. ( الطبراني عن سلمان وأبي ذر معاً ، والبيهقي، وابن سعد ، عن حذيفة. انتهى .
وقال في هامشه: أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ( 9/102 ) وقال رواه الطبراني والبزار ، وفيه عمر بن سعيد المصري وهو ضعيف. انتهى .
وكلام هذا المهمش ليس دقيقاً ، لأن رواية كنز العمال عن ثلاثة: سلمان وأبي ذر وحذيفة. ورواية الطبراني والبزار التي ضعفها الهيثمي بعمر بن سعيد المصري إنما هي عن أبي ذر وحده ، وبالتالي فهو لم يضعف رواية سلمان وأبي ذر معاً ، ولا رواية حذيفة التي نقلها صاحب كنز العمال عن البيهقي ، وعن طبقات ابن سعد !
واليك ما قاله في مجمع الزوائد: 9/102:
وعن أبي ذر وسلمان قالا: أخذ النبي(ص)بيد علي فقال:إن هذا أول من آمن بي، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين.
رواه الطبرانى والبزار عن أبي ذر وحده وقال فيه: أنت أول من آمن بي ، وقال فيه: والمال يعسوب الكفار. وفيه عمرو بن سعيد المصري وهو ضعيف. انتهى .
ومهما يكن ، فإن بعض طرق الحديث صحيحةٌ على مبانيهم بدون حاجة إلى شواهد، وبعضها صحيحةٌ بشواهدها. ولكنهم لا يبحثون أسانيده وأسانيد شواهده، ويضعفونه ويحكمون عليه بأنه منكر ، لأنه يتضمن شهادة من النبي(ص)بصفات مهمة لعلي(ع)، وهي أمر منكر يضر بالخلافة القرشية !!
بل الأحوط عند بعض علماء الخلافة أن يعارضوه بأحاديث تشهد بأن الصفات التي وردت فيه قد ثبتت لخلفاء قريش ، وليس لعلي !!
ونترك لقب الصديق والفاروق فعلاً ، ونذكر ما رووه حول: أول من تنشق عنه الأرض مع النبي في يوم المحشر ، وأول من يصافح النبي(ص)، لأنهما من صلب موضوعنا .
أما الأول:
فقد روى الحاكم في المستدرك: 2/465 ، وصححه:عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله(ص): أنا أول من تنشق الأرض عنه ، ثم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي ، ثم أنتظر أهل مكة !!
وتلا عبد الله بن عمر: يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً ذلك حشر علينا يسير !
ورواه أيضاً في: 3/68 ، وصححه .ورواه في كنز العمال: 11/403
وروى نحوه في/426 و433 ( عن الترمذي، وحسنه ، وأبي عروبة في الاوائل ، والطبراني الكبير ، وابن عساكر ، وأبي نعيم في فضائل الصحابة ، عن ابن عمر. وبآخر عن ابن عساكر ، عن أبي هريرة. انتهى .
وتلاحظ في هذه الأحاديث أنها تعطي الأولية في الحشر ودخول الجنة لأبي بكر وعمر ، ثم لأهل البقيع ، ثم للقرشيين في مكة !
كما يوجد عندهم حديث آخر يميلون إلى قبوله، رواه في كنز العمال: 13/233 عن علي ! قال قال رسول الله (ص):
أنا أول من تنشق الأرض عنه ولا فخر ، فيعطيني الله من الكرامة ما لم يعطنيمن قبل . ثم ينادي مناد: يا محمد قرب الخلفاء ، فأقول: ومن الخلفاء ؟!
فيقول جل جلاله: عبد الله أبو بكر الصديق ، فأول من تنشق الأرض عنه بعدي أبو بكر ، ويقف بين يدي الله فيحاسب حساباً يسيراً ، ويكسى حلتين خضراوين ، ثم يوقف أمام العرش . ثم ينادي مناد: أين عمر بن الخطاب ؟ فيجئ وأوداجه تشخب دماً فأقول: عمر ! من فعل هذا بك !؟ فيقول: مولى المغيرة بن شعبة ، فيوقف بين يدي الله فيحاسب حساباً يسيراً ، ثم يكسى حلتين خضراوين ، ثم يوقف أمام العرش . ثم يؤتى بعثمان بن عفان وأوداجه تشخب دماً ، فأقول: عثمان ! من فعل بك هذا !؟ فيقول: فلانٌ وفلان ، فيوقف بين يدي الله فيحاسب حساباً يسيراً ، ثم يكسى حلتين خضراوين ، ثم يوقف أمام العرش .
ثم يؤتى بعلي وأوداجه تشخب دماً فأقول: علي ! من فعل بك هذا ؟!
فيقول: عبد الرحمن بن ملجم ، فيوقف بين يدي الله فيحاسب حساباً يسيراً ، ثم يكسى حلتين خضراوين ، ثم يوقف أمام العرش مع أصحابه.
الزوزني ، وفيه علي بن صالح ، قال الذهبي: لا يعرف ، وله خبرٌ باطل ، وقال في اللسان ذكره ابن حبان في الثقات وقال: روى عنه أهل العراق ، مستقيم الحديث. انتهى .
وهكذا عالج رواة الخلافة أولية علي التي رواها عن النبي(ص) ! فوضعوا حديثاً على لسان علي نفسه ! يجعل الأولية لخلفاء قريش بالترتيب، ويجعل علياً الرابع !!
وإذا كلمتهم في السند تراهم يعرضون عن بحث أسانيد الأحاديث التي فيها فضائل علي، ويعملون المستحيل لتصحيح الأحاديث التي فيها فضائل غيره ، ويمدح ابن حبان واضع الحديث بأنه مستقيم الحديث ، أي أن أحاديثه في مدح الخلفاء والأمراء وعمالهم !

وأما حديث أن أول من يصافحه النبي يوم القيامة علي.. فقد وجدوا له معالجة أخرى ، فإذا كان علي أول شخص يستقبله الرسول(ص)ويصافحه يوم القيامة ، فإن عمر أول شخص يستقبله الله تعالى يوم القيامة ويصافحه !! ويرحب به ، ويدخله الجنة !!
فقد روى ابن ماجة في صحيحه: 1/39
حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي ، أنبأنا داود بن عطاء المديني ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي بن كعب ، قال: قال رسول الله(ص): أول من يصافحه الحق عمر ، وأول من يسلم عليه ، وأول من يأخذ بيده فيدخله الجنة .
ورواه في كنز العمال: 1/578 ـ هـ ، ك ـ عن أبي. انتهى .
وقد جاءت روايتهم فاقعةً إلى حد أن الذهبي الذي يحب التجسيم ويحب عمر ، لم يستطع الدفاع عنها !
وكذلك الألباني ، حيث ضعفها على مضض في ضعيفته برقم 22485 .

نتيجة كلية

والنتيجة الأكيدة عند المتأمل في هذه الأحاديث من مصادر الفريقين:
أن علياً وأهل بيت النبي(ص)لهم دورٌ كبير في الشفاعة مع النبي يوم القيامة.. بل إن كل مؤمن مقبول له شفاعة يوم القيامة بحسبه ، ولما كان أهل بيت النبي ’سادة المؤمنين ، فشفاعتهم أكبر وأعظم .
أما الصحابة فتدل أحاديث القيامة على أن أكثرهم يكونون مشغولين إلى آخر نفس في معالجة مشكلتهم وتخليص أنفسهم ! !

أحاديث أن علياً هو الساقي على الحوض والذائد عنه

تقدم في الفصل الخامس عشر تحت عنوان: علي ميزان الإسلام والكفر ، حديث الإمام الحسن السبط×، وقد صححه الحاكم وغيره، وفيه:
( فقال له الحسن: أما والله لئن وردت عليه الحوض ، وما أراك ترده ، لتجدنه مشمر الإزار على ساق، يذود عنه رايات المنافقين ذود غريبة الإبل! قول الصادق المصدوق ، وقد خاب من افترى ) .
كما تقدمت بعض أحاديثه في حمل لواء المحشر عن أحمد وغيره .
وفي مناقب الصحابة لاحمد/667
وفيما كتب إلينا ( عبد الله بن غنام ) يذكر أن عباد بن يعقوب حدثهم ، نا علي بن عابس ، عن عبد الله عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي ، قال اشتكى أبو الأسود الفالج فنعت له ثعلب فطلبناها في خرب البصرة ، فبينا أنا أطوف إذا أنا برجل يصلي فأشار إلي فأتيته فقال: من أنت ؟ فقلت أبو حرب بن أبي الأسود ، فقال: أقرئ أباك السلام وقل له عبد الله بن فلان يقرأ عليك السلام ويقول لك: أشهد أني سمعت علياً يقول: لاذودن بيدي هاتين القصيرتين عن حوض رسول الله رايات الكفار والمنافقين ، كما تذاد غريبة الابل عن حياضها. انتهى .
وفي تاريخ المدينة لابن شبة: 1/37
حدثنا محمد بن بكار قال ، حدثنا أبو معشر ، عن حرام بن عثمان ( عن أبي ) عتيق ، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: أخرج رسول الله(ص)أناساً من المسجد وقال: لا ترقدوا في مسجدي هذا. قال: فخرج الناس ، وخرج علي (رض) ، فقال: لعلي (رض) إرجع فقد أحل لك فيه ما أحل لي ، كأني بك تذودهم على الحوض ، وفي يدك عصا عوسج .
وفي مجمع الزوائد: 9/173
وعن أبي هريرة أن علي بن أبى طالب (رض) قال: يا رسول الله ، أيما أحب اليك أنا أم فاطمة ؟
قال: فاطمة أحب إليَّ منك ، وأنت أعز عليَّ منها. وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس ، وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء ، وإني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة ، إخوانآ على سرر متقابلين ، أنت معي وشيعتك في الجنة. ثم قرأ رسول الله (ص): إخواناً على سرر متقابلين ، لا ينظر أحد في قفا صاحبه.
رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه سلمى بن عقبة ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات. ورواه في تفسير الميزان: 12/176 ، عن تفسير البرهان عن الحافظ أبي نعيم عن رجاله عن أبي هريرة..

وفي مجمع الزوائد: 9/135
عن أبي سعيد قال قال رسول الله (ص): يا علي معك يوم القيامة عصا من عصى الجنة تذود بها المنافقين عن حوضي. رواه الطبرانى في الأوسط وفيه سلام بسليمان المدايني وزيد العمي ، وهما ضعيفان وقد وثقا ، وبقية رجالهما ثقات .
وعن عبد الله بن إجاره بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو على المنبر يقول: أنا أذود عن حوض رسول الله(ص)بيدي هاتين القصيرتين الكفار والمنافقين كما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم. رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه محمد ابن قدامة الجوهري ، وهو ضعيف .
وعن علي بن أبي طالب قال قال لي رسول الله (ص): ألا ترضى يا علي إذا جمع الله النبيين في صعيد واحد ، حفاة عراة مشاة قد قطع أعناقهم العطش فكان أول من يُدعى ابراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ، ثم يقوم عن يمين العرش ، ثم يفجر مثعب من الجنة إلى حوضي ، وحوضي أبعد مما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة ، فأشرب وأتوضأ وأكسى ثوبين أبيضين ، ثم أقوم عن يمين العرش، ثم تدعى فتشرب وتتوضأ وتكسى ثوبين أبيضين ، فتقوم معي، ولا أدعى إلى خير إلا دعيت له.
رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه عمران بن ميثم ، وهو كذاب .
وفي مجمع الزوائد: 10/366
وعن أبي هريرة وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله(ص): علي بن أبى طالب صاحب حوضي يوم القيامة ، فيه أكوابٌ كعدد نجوم السماء ، وسعة حوضي ما بين الجابية إلى صنعاء. رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه ضعفاء وثقوا .
وفي الغدير:1/321: ( أخرج الطبراني بإسناد رجاله ثقات عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي (ص): يا علي معك يوم القيامة عصا من عصي الجنة ، تذود بها المنافقين عن الحوض. (الذخاير/91 ، الرياض: 2/211 ، مجمع الزوائد: 9/135 ، الصواعق/104. انتهى. وهو في الطبراني الصغير: 2/89 ، وفردوس الأخبار: 5 /317/408 ، وفي طبعة أخرى من الصواعق/174
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: 1/265:
أخبرنا أبو الحسن السلمي ، أنبأنا عبد العزيز التميمي ، أنبأنا علي بن موسى ابن الحسين ، أنبأنا أبو سليمان بن زير ، أنبأنا محمد بن يوسف الهروي ، أنبأنا محمد بن النعمان بن بشير ، أنبأنا أحمد بن الحسين بن جعفر الهاشمي اللهبي ، حدثني عبد العزيز بن محمد ، عن حرام بن عثمان ، عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر بن عبد الله عن أبيهما جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
جاءنا رسول الله(ص)ونحن مضطجعون في المسجد ، وفي يده عسيب رطب فضربنا ، وقال: أترقدون في المسجد ، إنه لا يرقد فيه أحد.
فأجفلنا وأجفل معنا علي بن أبي طالب ، فقال رسول الله (ص):يا علي إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي ، ياعلي ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة .
والذي نفسي بيده إنك لتذودن عن حوضي يوم القيامة رجالاً كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصى من عوسج ، كأني أنظر مقامك من حوضي .
قال ( و ) أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم الشحامي قالا: أنبأنا محمد بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو سعيد محمد بن بشر ، أنبأنا محمد بن ادريس ، أنبأنا سويد بن سعد ، أنبأنا حفص بن ميسرة ، عن حزام بن عثمان ، عن ابن جابر ـ أراه عن جابر ـ قال: جاء رسول الله’ونحن مضطجعون في المسجد، فضربنا بعصف في يده فقال: أترقدون في المسجد إنه لا يرقد فيه .
فأجفلنا فأجفل علي ، فقال رسول الله (ص): تعال يا علي إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة، والذي نفسي بيده إنك لذواد عن حوضي يوم القيامة ، تذود كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصى لك من عوسج، كأني أنظر إلى مقامك من حوضي. انتهى. ونقله عنه في إحقاق الحق: 17/374 ، ورواه الخوارزمي في مناقبه/65
وفي الروض الأنف: 2/146:من طريق جابر بن عبد الله أن رسول الله(ص) قال لعلي: والذي نفسي بيده إنك لذائد عن حوضي يوم القيامة ، تذود عنه كفار الأمم كما تذاد الإبل الضالة عن الماء .
وقال السهيلي: إلا أن هذا الحديث يرويه حرام بن عثمان عن جابر عن النبي. وقد سئل مالك عنه فقال: ليس بثقة ، وأغلظ فيه الشافعي. انتهى .
وكذلك ضعفه في تهذيب التهذيب: 4/283 .
ولا بد أن مالكاً سئل عنه ، بعد أن ندم على تدوين حديث الحوض في موطئه!
وسواء صح ما نقلوه عن الشافعي في راوي الحديث حرام بن عثمان أم لا ، فإن الذين ضعفوا هذا الحديث قد تعصبوا ضد أهل البيت ، ودلسوا أيضاً !
ذلك أن القاعدة عند العلماء: أنهم إذا ضعفوا طريقاً لحديث مروي من طرق أخرى صحيحة ، أن ينبهوا إلى ذلك، ويذكروا أن له طرقاً أخرى ليس فيها حرام! خاصة أنه حديثٌ مشهورٌ من رواية أهل البيت واحتجاجاتهم من زمن علي والحسنين (عليهم السلام) ، وكذلك في احتجاج شيعتهم ومحاوراتهم من القرن الأول نثراً وشعراً .
وقد نقلته مصادر السنيين بأسانيد صحيحة عن علي ، وعن الحسن السبط (عليهم السلام)، وقد تقدم في الفصل الخامس عشر تحت عنوان: علي×ميزان الإسلام والكفر والإيمان والنفاق ، فراجع .
وكذا روته مصادرهم فيما روت من خطب الإمام الحسين(عليه السلام)ومحاوراته لجيش يزيد في كربلاء..
ولذلك يعتبر علماء الجرح والتعديل مثل هذا العمل تدليساً ، يقصد منه إيهام القارئ بضعف متن هذا الحديث وأسانيده الأخرى !!

وأخيراً ، فقد روت مصادر السنيين حديثاً غير مفهوم ، ورد فيه أن النبي(ص) يذود عن الحوض لأهل اليمن ! ففي المسند الجامع ـ تحقيق الدكتور عواد: 3/343 ـ ح 2062 ـ 48: عن ثوبان ، أن نبي الله(ص)قال: إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم. فسئل عن عرضه ؟ فقال: من مقامي إلى عمان .
وسئل عن شرابه ؟ فقال: أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، يغث فيه ميزابان يحدانه من الجنة ، أحدهما من ذهب ، والآخر من ورق. انتهى .

وقد وجدنا حديثاً صححه في مجمع الزوائد، وهو يعطي ضوءا على هذا الحديث المبهم ، ويدل على أنه نصه كان يرتبط بأهل البيت(عليهم السلام)، فصار لأهل اليمن !!
قال في مجمع الزوائد: 10/366: وعن ثوبان قال قال رسول الله (ص): حوضي أذود عنه الناس لأهل بيتي إني لأضربهم بعصاي هذه حتى ترفض .
قلت: فذكر الحديث وهو في الصحيح غير قوله ( لأهل بيتي ) .
رواه البزار بإسنادين ، ورجال أحدهما رجال الصحيح. انتهى .
ومعنى ذلك أن إحدى روايتي البزاز التي فيها ( لأهل بيتي ) صحيحة ، ولعل أصل الحديث أذود عنه أنا وأهل بيتي ، أو أذود من خالف أهل بيتي..

من أحاديث الحوض في مصادرنا:

أما مصادرنا فلا مشكلة لها مع أحاديث حوض الكوثر ولا مع غيرها ، لذلك تجد أحاديثه صحيحة ومتواترة في مصادرنا ، وهي من حججنا على إمامة أهل البيت النبوي الطاهرين(عليهم السلام)..
قال الصدوق في كتاب الإعتقادات/43
إعتقادنا في الحوض: أنه حق ، وأن عرضه مابين أيلة وصنعاء ، وهو للنبي(ص). الساقي عليه يوم القيامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، يسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه ، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا.
وقال النبي(ص): ليختلجن قوم من أصحابي دوني وأنا على الحوض ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأنادي ياربي أصحابي أصحابي ، فيقال لي: إنك لاتدري ما أحدثوا بعدك !

وروى في كتاب الخصال/624 ، عن علي(عليه السلام):
أنا مع رسول الله(ص)، ومعي عترتي وسبطي على الحوض ، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا، فإن لكل أهل بيت نجيب ولنا شفاعة، ولأهل مودتنا شفاعة، فتنافسوا في لقائنا على الحوض ، فإنا نذود عنه أعداءنا ونسقي منه أحباءنا وأولياءنا ، ومن شرب منه شربةً لم يظمأ بعدها أبدا .
حوضنا مترعٌ فيه مثعبان ينصبان من الجنة أحدهما من تسنيم ، والآخر من معين ، على حافتيه الزعفران ، وحصاه اللؤلؤ والياقوت ، وهو الكوثر .
ورواه في تفسير فرات الكوفي/366 ، وتفسير نور الثقلين: 5/511
وفي تفسير فرات /172 ، من رواية يخبر بها النبي ابنته الصديقة فاطمة الزهراء (س)بما سيحدث لها ولاولادها من بعده ، ويعلمها الصبر على أمر الله تعالى ، قال:
يا فاطمة بنت محمد . . . أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة .
أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه ، ويذود عنه أعداءه .
أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار ، يأمر النار فتطيعه يخرج منها من يشاء ويترك من يشاء .
أما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك والى ما تأمرين به ، وينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله !
فما ترين الله صانع بقاتل ولدك وقاتليك ؟ ! !

وقد أوردنا في معجم أحاديث الإمام المهدي: 3 /153
عن تفسير العياشي: 1/14 ، والكافي: 1 /62:
عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال قلت لأمير المؤمنين(ع): إني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئاً من تفسير القرآن وأحاديث عن نبي الله(ص)غير ما في أيدي الناس ، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله(ص)أنتم تخالفونهم فيها ، وتزعمون أن ذلك كله باطل ، أفترى الناس يكذبون على رسول الله(ص)متعمدين؟ ويفسرون القرآن بآرائهم ؟
قال: فأقبل عليَّ فقال: قد سألت فافهم الجواب .
إن في أيدي الناس حقاً وباطلاً ، وصدقاً وكذباً ، وناسخاً ومنسوخاً ، وعاماً وخاصاً ، ومحكماً ومتشابهاً ، وحفظاً ووهماً ، وقد كذب على رسول الله(ص)على عهده حتى قام خطيباً فقال: أيها الناس قد كثرت علي الكذابة ، فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوء مقعده من النار ! ثم كذب عليه من بعده !
وإنما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس:
رجلٌ منافقٌ يظهر الإيمان ، متصنع بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله(ص)متعمداً ، فلو علم الناس أنه منافقٌ كذاب ، لم يقبلوا منه ولم يصدقوه ، ولكنهم قالوا هذا قد صحب رسول الله’ورآه وسمع منه ، وأخذوا عنه ، وهم لا يعرفون حاله ، وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم فقال عز وجل: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ، وإن يقولوا تسمع لقولهم.
ثم بقوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان فولوهم الأعمال ، وحملوهم على رقاب الناس ، وأكلوا بهم الدنيا !
وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله ، فهذا أحد الأربعة .
ورجلٌ سمع من رسول الله شيئاً لم يحمله على وجهه ووهم فيه ، ولم يتعمد كذباً فهو في يده ، يقول به ويعمل به ويرويه فيقول: أنا سمعته من رسول الله ’فلو علم المسلمون أنه وهم لم يقبلوه ولو علم هو أنه وهم لرفضه .
ورجلٌ ثالثٌ سمع من رسول الله’ شيئاً أمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم ، أو سمعه ينهى عن شئ ثم أمر به وهو لا يعلم ، فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ ، ولو علم أنه منسوخ لرفضه ، ولم علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه .
وآخرُ رابعٌ لم يكذب على رسول الله(ص)، مبغض للكذب خوفاً من الله وتعظيماً لرسول الله(ص) ، لم ينسه ، بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سمع لم يزد فيه ولم ينقص منه ، وعلم الناسخ من المنسوخ ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ فإن أمر النبي(ص)مثل القرآن ناسخ ومنسوخ ]وخاص وعام[ ومحكم ومتشابه قد كان يكون من رسول الله(ص)الكلام له وجهان: كلامٌ عام وكلامٌ خاص ، مثل القرآن ، وقال الله عز وجل في كتابه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا .
فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله(ص). وليس كل أصحاب رسول الله(ص)كان يسأله عن الشئ فيفهم ! وكان منهم من يسأله ولا يستفهمه حتى أن كانوا ليحبون أن يجيئ الأعرابي والطارئ فيسأل رسول الله (ص)حتى يسمعوا .
وقد كنت أدخل على رسول الله(ص)كل يوم دخلةً وكل ليلة دخلةً فيخليني فيها أدور معه حيث دار ، وقد علم أصحاب رسول الله(ص)أنه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري ، فربما كان في بيتي يأتيني رسول الله(ص)أكثر ذلك في بيتي ، وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني وأقام عني نسائه ، فلا يبقى عنده غيري ، وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني فاطمة ، ولا أحدٌ من بنيَّ ، وكنت إذا سألته أجابني ، وإذا سكت عنه وفنيت مسائلي ابتدأني ، فما نزلت على رسول الله(ص)آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي ، وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وخاصها وعامها ، ودعا الله أن يعطيني فهمها وحفظها ، فما نسيت آيةً من كتاب الله ولا علماً أملاه علي وكتبته، منذ دعا الله لي بما دعا ، وما ترك شيئاً علمه الله من حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي كان أو يكون ولا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصية إلا علمنيه وحفظته ، فلم أنس حرفاً واحداً ، ثم وضع يده على صدري ودعا الله لي أن يملا قلبي علماً وفهماً وحكماً ونوراً ، فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس شيئاً ولم يفتني شئ لم أكتبه ، أفتتخوف علي النسيان فيما بعد؟
فقال: لا ، لست أتخوف عليك النسيان والجهل. وقد أخبرني ربي أنه قد استجاب لي فيك ، وفي شركائك الذين يكونون من بعدك .
فقلت: يا رسول الله ومن شركائي من بعدي ؟
قال: الذين قرنهم الله بنفسه وبي .
فقال: الأوصياء مني إلى أن يردوا علي الحوض ، كلهم هاد مهتد لا يضرهم من خذلهم ، هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه ، بهم تنصر أمتي وبهم يمطرون ، وبهم يدفع عنهم ، وبهم استجاب دعاءهم .
فقلت: يا رسول الله سمهم لي فقال: ابني هذا ، ووضع يده على رأس الحسن ، ثم ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين ، ثم ابنٌ له يقال له علي ، وسيولد في حياتك فاقرأه مني السلام ، ثم تكملة اثني عشر من ولد محمد .
فقلت له: بأبي أنت وأمي فسمهم لي ، فسماهم رجلاً رجلاً فيهم والله يا أخا بني هلال مهدي أمة محمد(ص)الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، والله إني لاعرف من يبايعه بين الركن والمقام ، وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم !! انتهى .
ويوجد قسم منه في نهج البلاغة-شرح صبحي الصالح ، خطبة 210 ، وشرح محمد عبده:/214. وروى ابن الجوزي قسماً منه في تذكرة الخواص /143 ، مرسلاً عن كميل بن زياد. ورواه النعماني/75 ، والطبري الشيعي في المسترشد /29 ، والصدوق في كمال الدين: 1 /284 ، والخصال: 1 /255 ، والحراني في تحف العقول/193 ، والطبرسي في الاحتجاج: 1 /264 ، وابن ميثم البحراني في شرح النهج: 4 /19 ، والعاملي في إثبات الهداة:1 /664 ، والمجلسي في البحار: 2 /228 ، و: 36/273 و 276 ، و: 9/98


أهل البيت(عليهم السلام)وشيعتهم على الحوض
في مقاتل الطالبيين/ 43
حدثني محمد بن الحسين الأشناني وعلي بن العباس المقانعي قالا: حدثنا عباد بن يعقوب قال: أخبرنا عمرو بن ثابت ، عن الحسن بن حكم ، عن عدي بن ثابت ، عن سفيان بن أبي ليلى ، وحدثني محمد بن أحمد أبو عبيد قال: حدثنا الفضل بن الحسن المصري قال: حدثنا محمد بن عمرويه قال: حدثنا مكي بن إبراهيم ، قال حدثنا السري بن إسماعيل ، عن الشعبي ، عن سفيان بن أبي ليلى دخل حديث بعضهم في حديث بعض ، وأكثر اللفظ لابي عبيدة قال: أتيت الحسن بن علي حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط فقلت:
السلام عليك يا مذل المؤمنين !
فقال عليك السلام يا سفيان ، إنزل .
فنزلت فعقلت راحلتي ثم أتيته فجلست إليه ، فقال: كيف قلت ياسفيان ؟
فقلت: السلام عليك يا مذل رقاب المؤمنين .
فقال: ما جر هذا منك إلينا ؟
فقلت: أنت والله-بأبي أنت وأمي ـ أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلمت الأمر إلى اللعين بن اللعين بن آكلة الاكباد ، ومعك مائة ألف كلهم يموت دونك ، وقد جمع الله لك أمر الناس .
فقال: يا سفيان ، إنا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا به ، وإني سمعت علياً يقول سمعت رسول الله(ص)يقول: لا تذهب الليالي والأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم ضخم البلعوم يأكل ولا يشبع ، لا ينظر الله إليه ولا يموت حتى لا يكون له في السماء عاذرٌ ولا في الأرض ناصر ، وإنه لمعاوية ، وإني عرفت أن الله بالغ أمره .
ثم أذن المؤذن فقمنا على حالب يحلب ناقة ، فتناول الاناء فشرب قائماً ثم سقاني ، فخرجنا نمشي إلى المسجد ، فقال لي: ما جاءنا بك ياسفيان ؟
قلت: حبكم والذي بعث محمداً بالهدى ودين الحق .
قال: فأبشر يا سفيان فإني سمعت علياً يقول: سمعت رسول الله(ص)
يقول: يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين، يعني السبابتين ، ولو شئت لقلت هاتين يعني السبابة والوسطى ، إحداهما تفضل على الأخرى .
أبشر يا سفيان فإن الدنيا تسع البر والفاجر ، حتى يبعث الله إمام الحق من آل محمد(ص) .
هذا لفظ أبي عبيد وقال ( وفي حديث محمد بن الحسين وعلي بن العباس بعض هذا الكلام موقوفاً ، عن الحسن غير مرفوع إلى النبي(ص)، إلا في ذكر معاوية فقط ).
ورواه ابن طاووس في الملاحم والفتن/109 ، ملخصاً عن الفتن للسليلي ...
ورواه ابن أبي الحديد: 16 /44 ، عن أبي الفرج بسنديه بتقديم وتأخير ، وفي سنده محمد بن أحمد بن عبيد بدل محمد بن أحمد أبو عبيد. والبصري بدل المصري. وابن عمرو بدل محمد بن عمرويه ، والأشنانداني بدل الأشناني .
ورواه في البحار: 44 /59 ، وفي العوالم: 16 /178 ، عن ابن أبي الحديد بسنديه .

شعر حوض الكوثر في مصادر الحديث والأدب

تعتبر مجموعة شعر الكوثر التي نقلتها مصادر الحديث والادب ، من الأدلة العلمية المهمة على صحة أحاديث أن الساقي على الحوض والذائد عنه هو علي (ع). وأول شعر نقله الرواة من ذلك رجز أمير المؤمنين في حرب صفين:
ففي مناقب آل أبي طالب: 1/219
أنه×عندما دعي إلى المبارزة في صفين قال مرتجزاً:
أنا عليٌّ صاحب الصمصامه        وصاحب الحوض لدى القيامة
أخو  نبي  الله   ذي العلامة        قد   قال   إذ   عممني  العمامة
أنت  أخي ومعدن الكرامه        ومن له من بعدي الإمامه. انتهى .

كما روت كتب التاريخ والحديث والعقائد أبياتاً للامام الحسين(ع)، جاءت ضمن خطبته التاريخة في كربلاء ، ذكر فيها الحوض.. كما في الإحتجاج: 2 /26 وتفسير نور الثقلين: 3/565 ، وغيرهما ، منها:
أنا  ابن  أباة  الضيم من  آل هاشم        كفاني  بهذا  مفخراً  حين أفخر
وجدي رسول الله أكرم من مشى        ونحن سراج الله في الخلق نزهر
ونحن   أمان   الله   للناس   كلهم        نطول  بهذا   في   الأنام   ونجهر
ونحن  ولاة الحوض نسقي محبنا        بكأس  رسول  الله  ما ليس ينكر
وشيعتنا   في   الحشر   أكرم شيعة        ومبغضنا   يـوم   القيام،ة   يخسر

وفي بشارة المصطفى/112
أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحسيني الجرجاني القاضي ، قدم علينا من بغداد، قال: حدثني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد المحمدي النقيب قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عباس الجوهري قال ، حدثنا أحمد بن زياد الهمداني قال: رأيت صبياً صغيراً يكون سباعياً أو ثمانياً بالمدينة ، على ساكنها أفضل السلام ، ينشد:
لنحن  على الحوض ذواده    نذود   وتسعـد    وراده
وما   فاز   من   فاز   إلا بنا    وما خاب من حبنا زاده
ومن   سرنا  نال منا السرور    ومن  ساءنا  ساء ميلاده
ومن   كان    ظالمنا   حقنا    فإن    القيامـة    ميعـاده

فقلت يا فتى لمن هذه الأبيات ؟
فقال: لمنشدها .
فقلت: من الفتى ؟
فقال علويٌّ فاطميٌّ ، إيهاً عنك. انتهى .
ونسب في رشفة الصادي/192 ، هذه الأبيات إلى الإمام محمد الباقر(ع) .
وقد ترجم الأميني في الغدير: 2 ، لعدد من شعراء الغدير الذين ذكروا الحوض ، نذكر بعضهم:
فمن أقدمهم سفيان بن مصعب العبدي الكوفي:
وهو من شعراء أهل البيت(ع)في القرن الثاني ، وقد مدحه الإمام الصادق(ع) واستنشده شعره في رثاء الإمام الحسين(ع) . . قال العبدي من قصيدة طويلة:
هل  في  سؤالك رسم المنزل الخرب    برءٌ  لقلبك  من  داء   الهوى  الوصب
أم    حره   يوم   وشك  البين   يبرده    ما استحدثته النوى من دمعك السرب
يا رائد الحي حسب الحي ما ضمنت    له   المدامع   من   ماء   ومن   عشب


لهفي  لما استودعت تلك القباب وما    حجبن   من   قضب   عنا  ومن كثب
لاشرقـن   بدمعـي   إن   نـأت   بهـم    دارٌ  ولم أقض ما في النفس من إرب
ما  هز  عطفي  من  شوق  إلى وطني    ولا  اعتراني  من   وجد   ومن  طرب
مثل    اشتياقي    من    بعد   ومنتزح    الى   الغري   وما   فيه   من   الحسب
يا   راكباً   جسرةً   تطوي   مناسمها    ملاءة    البيد    بالتقريـب    والجنـب
تثني   الريـاح   إذا   مـرت   بغايتهـا    حسرى  الطلائح  بالغيطان  والخـرب
بلغ   سلامي   قبراً   بالغري    حـوى    أوفى  البرية  من  عجم  ومن  عـرب
يا  صاحب  الكوثر الرقراق   زاخره    ذود  النواصب  عن   سلساله   العذب
قارعت   منهم   كماة   في   هـواك    بما  جردت من خاطر أو مقول ذرب
حتى   لقد   وسمت   كلما   جباهم    خواطري   بمضاء   الشعر   والخطب

وقال أيضاً في مدح علي(ع):
أنت عين الاله والجنب من فرط فيه يصلى لظى مذموما
أنت فلك النجاة فينا وما زلت صراطاً إلى الهدى مستقيما
وعليك الورود تسقي من الحو ض ومن شئت ينثني محروما
وإليك الجواز تدخل من شئت جناناً ومن تشاء جحيما


وقال الأميني في الغدير: 2/296
في مقتضب الاثر عن أحمد بن زياد الهمداني قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثني أبي عن الحسن بن علي سجاده ، عن أبان بن عمر ختن آل ميثم قال: كنت عند أبي عبدالله(ع)فدخل عليه سفيان بن مصعب العبدي قال: جعلني الله فداك ما تقول في قوله تعالى ذكره:
وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلاً بسيماهم ؟
قال: هم الأوصياء من آل محمد الإثني عشر، لايعرف الله إلا من عرفهم وعرفوه.
قال: فما الأعراف جعلت فداك ؟
قال: كثائب من مسك ، عليها رسول الله والأوصياء يعرفون كلاً بسيماهم .
فقال سفيان: أفلا أقول في ذلك شيئاً ؟
فقال من قصيدة:
أيا  ربعهم  هل  فيك  لي اليوم مربع    وهل لليال كن لي فيك مرجع
ومنها:
وأنتم  ولاة  الحشر  والنشر والجزا        وأنتم   ليوم   المفزع   الهول   مفـزع
وأنتم  على الاعراف وهي كثائب        من   المسك   رياها   بكم    يتضـوع
ثمانيـة   بالعـرش    إذ    يحملونـه        ومن بعدهم في الأرض هادون أربع

وروى أبو الفرج في الاغاني 7/22، عن أبي داود المسترق سليمان بن سفيان: أن السيد والعبدي اجتمعا فأنشد السيد:
إني  أدين بما دان الوصي به    يوم الخريبة من قتل المحلينا
وبالذي دان يوم النهروان به    وشاركت كفه كفي  بصفينا

فقال له العبدي: أخطأت ، لو شاركت كفك كفه كنت مثله ، ولكن قل: تابعت كفه كفي ، لتكون تابعاً لا شريكاً .
فكان السيد بعد ذلك يقول: أنا أشعر الناس إلا العبدي .

ومن شعراء الكوثر السيد الحميري ، المتوفى 173:
وهو اسماعيل بن محمد بن يزيد بن وداع الحميري ، الملقب بالسيد .
قال عنه المرزباني: لم يسمع أن أحداً عمل شعراً جيداً وأكثر غير السيد .
وروى عن عبد الله بن إسحاق الهاشمي قال: جمعت للسيد ألفي قصيدة وظننت أنه ما بقي علي شئ ، فكنت لا أزال أرى من ينشدني ما ليس عندي ، فكتبت حتى ضجرت ، ثم تركت .
وقال: سئل أبو عبيدة من أشعر المولدين ؟ قال: السيد وبشار .
ونقل عن الحسين بن الضحاك أنه قال: ذاكرني مروان بن أبي حفصة أمر السيد بعد موته ، وأنا أحفظ الناس بشعر بشار والسيد ، فأنشدته قصيدته المذهبة التي أولها:
أين التطرب بالولاء وبالهوى    أالى  الكواذب من بروق الخلب ؟ !
أالى   أمية   أم  إلى شيع التي    جاءت على الجمل الخدب الشوقب
حتى أتى على آخرها ، فقال لي مروان:
ما سمعت قط شعرا أكثر معاني وألخص منه ، وعدد ما فيه من الفصاحة. وكان يقول لكل بيت منها: سبحان الله ، ما أعجب هذا الكلام !
وروى عن التوزي أنه قال: لو أن شعراً يستحق أن لاينشد إلا في المساجد لحسنه لكان هذا ، ولو خطب به خاطب على المنبر في يوم الجمعة لاتى حسناً ، ولحاز أجراً .
ووقف السيد على بشار وهو ينشد الشعر فأقبل عليه وقال:
أيها  المادح    العباد    ليعطى        إن   لله   ما    بأيـدي   العبـاد
فأسأل   الله   ما   طلبت إليهم        وارج   نفع   المنزل    العواد
لا تقل في الجواد ما ليس فيه        وتسمي البخيل باسم الجواد

قال بشار: من هذا ؟ فعرفه .
ولعل أشهر قصائد السيد الحميري على الإطلاق ، التي مطلعها:
لام  عمرو  باللوى  مربع        طامسـةٌ   أعلامهـا    بلقــع
تروع عنها الطير وحشية        والوحش من خيفته تفزع

ومنها:
غدا يلاقي المصطفى حيدرٌ    ورايـة     الحمـد    لـه    ترفـع
مولى    له    الجنة   مأمورةٌ    والنـار   مـن   إجلالـه    تفـزع
إمام   صـدق   ولـه   شيعـةٌ    يرووا من الحوض ولم يمنعوا
يذب  عنه  ابن  أبي  طالب    ذَبَّك    جَـرْبى    إبـلٍ    تشـرع
إذا  دنوا  منه  لكي  يشربوا    قيل   لهم   تباً   لكم   فارجعوا
هذا  لمن  والى  بني أحمد    ولـم    يكـن    غيرهـم    يتبـع
بذاك  جاء  الوحي من ربنا    يا   شيعة   الحق   فلا   تجزعوا

وله أيضاً:
ولقد    عجبت    لقائل    لي   مرة        علامة فهم من الفقهاء
سماك   قومك   سيداً   صدقوا  به        أنت    الموفق    سيد    الشعـراء
ما  أنت  حين  تخص  آل  محمد        بالمدح   منك   وشاعر   بسـواء
مدح الملوك ذوي الغني لعطائهم        والمدح   منك  لهم  بغير  عطاء
فابشر    فإنك    فايزٌ   في   حبهم        لو   قد   وردت   عليهم  بجزاء
ما   يعـدل   الدنيا   جميعاً   كلهـا        من حوض أحمد شربة من ماء

وله أيضاً:
أؤمل   في   حبه   شربةً        من  الحوض  تجمع  أمناً  وريا
إذا ما وردنا غداً حوضه        فأدنى   السعيد    وذاد    الشقيا
متى  يدن مولاه منه يقل        رد الحوض واشرب هنيئاً مريا
وإن   يدن   منه  عدو له        يذده    علـي    مكانـاً    قصيـا

وله أيضاً:
فإنك تلقاه لدى الحوض قائماً    مع المصطفى بالجسر جسر جهنم
يجيران  من والاهما في حياته    الى الروح والظل الظليل  المكرم

وله قصيدة مطلعها:
هلا وقفت على المكان المعشب        بين الطويلع فاللوى من كبكب
ومنها:
إنا   ندين    بحب    آل    محمد        ديناً   ومن   يحببهـم   يستوجـب
منا   المودة   والولاء   ومن   يرد        بـدلا   بآل   محمـد   لا   يحبـب
ومتى يمت يرد الجحيم ولا  يرد        حوض الرسول وإن يرده يضرب
ضرب   المحاذر   أن  تعر ركابه        بالسوط   سالفة   البعير   الأجرب

وله القصيدة المذهبة ، ومنها:
لمن   طللٌ   كالوشم   لم   يتكلم    ونؤيٌ وآثار كترقيش معجم ؟
ألا أيها العاني الذي ليس في الأذى    ولا اللوم عندي في علي بمحجم
ستأتيك مني في علي مـــــــــــقالة    تسوؤك فاستأخر لها أو تقدم
علي له عندى على من يعـــــــــيبه    من الناس نصر باليدين وبالفم
متى ما يرد عندي معاديه عـــــــيبه    يجد ناصراً من دونه غير مفحم
علي أحب الناس إلا محـــــــــمداً    إليَّ فدعني من ملامك أولم
علي وصي المصطفى وابن عــــمه    وأول من صلى ووحد فاعلم
علي هو الهادي الإمام الـــــــذي به    أنار لنا من ديننا كل مظلم
علي ولي الحوض والذائد الـــــذي    يذبب عن أرجاءه كل مجرم

علي قسيم النار من قوله لـــــــــها :     ذري ذا وهذا فاشربي منه واطعمي
خذي بالشوى ممن يصيبك منهـم        ولا تقربي من كان حزبي
فتظلمى علي غداً يدعا فيكسوه ربه    ويدنيه حقاً من رفيق مكرم
فإن كنت منه يوم يدنيه راغماً    وتبدي الرضا عنه من الان فارغم
فإنك تلقاه لدى الحوض قائماً    مع المصطفى الهادي النبي المعظم
يجيزان من والاهما في حياته    الى الروح والظل الضليل المكمم
علي أمير المؤمنين وحقه    من الله مفروض على كل مسلم
لان رسول الله أوصى بحقه    وأشركه في كل فئٍ ومغنم

وله أيضاً في تفسير قوله تعالى ( وأنذر عشيرتك الاقربين ) :
بأبي أنت وأمـــي        يا أمير المؤمـــــنينا
بأبي أنت وأمـــي        وبرهطي أجمــــعينا
وبأهلي وبمــــالي        وبناتــــي والبـــــنينا
وفدتك النفس مني        يا إمـــــام المــــتقينا
وأمين الله والـــــوا        رث علم الأولـــــينا
ووصي المصطـفى        أحمد خير المرسلينا
وولي الحوض والذا    ئد عنه المحـــــدثينا
أنت أولى الناس بالناس     وخـــــير الناس دينا
كنت في الدنيا أخاه    يوم يدعو الاقــربينا
ليجيبوه إلى اللــه         فكانوا أربعـــــــــينا

بين  عم  وابن عم        حوله كانوا عـــرينا
فورثت  العلم منه        والكتاب المــستبينا
طبت كهلاً وغلاماً        ورضيعاً وجــــــنينا
ولدى الميثاق طيناً        يوم كان الخلق طينا
كنت مأموناً وجيهاً        عند ذي العرش مكينا
في حجاب النور حياً    طــــــيباً للطاهـــــرينا

ومن شعراء الكوثر الصاحب بن عباد ، وله:
قالت فمن بعده تُصفي الولاء له    قلت الوصي الذي أربى على رجل
قالت فمن قاتل الأقوام إذ نكثوا    فقلت تفسيره في وقعة الجمل
قال فمن حارب الارجاس إذ قسطوا    فقلت صفين تبدي صفحة العمل
قالت فمن قارع الانجاس إذ  مرقوا    فقلت معناه يوم النهروان جلي
قالت فمن صاحب الحوض الشريف غدا    فقلت من بيته في أشرف الحلل
قالت فمن ذا لواء الحمد يحمله    فقلت من لم يكن في الروع بالوجل
قالت أكل الذي قد قلت في  رجل    فقلت كل الذي قد قلت في رجل
قالت فمن هو هذا الفرد سم لنا    فقلت ذاك أمير المؤمنين علي




ومنهم الملك الصالح طلائع بن رزيك ، وله:
أنا من شيعة الإمام علي    حرب أعدائه وسلم الولي
أنا من شيعة الإمام الذي ما    مال في عمره لفعل دني
أنا عبد لصاحب الحوض ساقي    من توالى فيه بكأس روي
أنا عبد لمن أبان لنا المشكل    فارتاض كل صعب أبي
والذي كبَّرت ملائكة الله له    عند صرعة العامري
الإمام الذي تخيره الله    بلا مرية أخاً للنبي
قسماً ما وقاه بالنفس لما    بات في الفرش عنه غير علي
ولعمري إذ حل في يوم خم    لم يكن موصياً لغير الوصي


ومنهم سعيد بن أحمد النيلي المؤدب ، قال كما في الغدير: 4/ 395:
دع يا سعيد هواك  واستمسك  بمن    تسعد بهم وتزاح من آثامه
بمحـــمد وبحــــــيدر وبفاطم    وبولدهم عقد الولا بتمامه
قــــوم يســــر وليهــم في بعثه    ويعض ظالمهم على إبهامه
ونــــرى ولــي ولـــيهم وكتابه    بيمينه والنور من قدامه
يسقيه من حوض النبي محــمد    كأساً بها يشفى غليل أوامه
بيدي أمير المؤمنين وحسب من    يسقى به كأساً بكف إمامه
ذاك الذي لولاه ما اتضحت لنا    سبل الهدى في غوره وشامه
عبد  الاله وغــيره من جـــهله    ما زال معتكفاً على أصنامه

ما آصفٌ يوماً وشــمعون الصفا    مع يوشع في العلم مثل غلامه


ومنهم ابن العرندس الحلي:
ذكره في في الغدير: 7/14 ، ومن شعره:
طوايا نظامي في الزمان لها نشر    يعطرها من طيب ذكراكم نشر
قصائد ما خابت لهن مقاصدٌ    بواطنها حمد ظواهرها شكر
مطالعها تحكي النجوم طوالعاً    فأخلاقها زهرٌ وأنوارها زهر
عرائس تجلي حين تجلي قلوبنا    أكاليلها در وتيجانها تبر
حسان لها حسان بالفضل شاهد    على وجهها تبر يزان بها التبر
فيا ساكني أرض  الطفوف  عليكم    سلام محب ما له عنكم صبر
نشرت دواوين الثنا بعد طيها وفي    كل طرس من مديحي لكم سطر
فطابق شعري فيكم دمع ناظري    فمبيض ذا نظم ومحمر ذا نثر
وقفت على الدارالتي كنتم بها    فمغناكم من بعد معناكم فقر

وقد درست منها  الدروس  وطالما    بهادرس العلم الإلهي والذكر
وسالت عليها من دموعي  سحائب    الى أن تروى البان بالدمع والسدر
فراق فراق الروح لي بعد بعدكم    ودار برسم الدار في خاطري الفكر
وقد أقلعت عنها السحاب ولم يجد    ولا در من بعد الحسين لها در
إمام الهدى سبط النبوة والد    الأئمة رب النهي مولى له الأمر
إمام أبوه المرتضى علم الهدى    وصي رسول الله والصنو والصهر
وفيه رسول الله  قال  وقوله    صحيحٌ صريح ليس في ذلك نكر
حُبي بثلاث ما أفاد  بمثلها    وليٌّ فمن زيد هناك ومن عمرو
له تربةٌ فيها الشفاء وقبةٌ    يجاب بها الداعي إذا مسه الضر
وذريةٌ درية منه تسعةٌ    أئمة حق لا ثمان ولا عشر
أيقتل ظمآنآ حسينٌ بكربلا    وفي كل عضو من أنامله بحر
ووالده الساقي على الحوض في غد    وفاطمة ماء الفرات لها مهر
فيالك مقتولاً بكته السما دماً    فمغبر وجه الأرض بالدم محمر
ملابسه في الحرب حمرٌ  من  الدما    وهن غداة الحشر من سندس خضر
ولهفي لزين العابدين وقد سرى    أسيراً عليلاً لا يفك له أسر
وآل رسول الله تسبى نسائهم    ومن حولهن الستر يهتك والخدر
سبايا بأكوار المطايا حواسراً    يلا حظهن العبد في الناس والحر
فويلُ يزيد من عذاب جهنم    إذا أقبلت في الحشر فاطمة الطهر
تنادي وأبصار الانام شواخصٌ    وفي كل قلب من مهابتها ذعر
وتشكو إلى الله العلي وصوتها    علي ومولانا علي لها ظهر
فلا ينطق الطاغي يزيد بما جنى    وأنى له عذر ومن شأنه الغدر




وفي مناقب آل ابي طالب: 3/28
وقال ابن الحجاج:
أنا مولى لمن  لواء  الحمد    على عاتقه يوم النشور .
إلى آخر ما رووه من شعر حوض الكوثر ، وهو يؤكد أن أحاديث النبي(ص)في أن علياً هو آمر السقاية عليه كانت من خصائصه المعروفة .


علي(ع)قسيم الله بين الجنة والنار

قال القاضي عياض في الشفا: 1/294
( وأخبر النبي ) . . . وما ينال أهل بيته وتقتيلهم وتشريدهم ، وقتل علي ، وأن أشقاها الذي يخضب هذه من هذه ، أي لحيته من رأسه ، وأنه قسيم النار، يدخل أولياؤه الجنة ، وأعداءه النار . . .

وقال الكنجي الشافعي في كفاية الطالب/72
فإن قيل: هذا سندٌ ضعيف :
قلت: قال محمد بن منصور الطوسي: كنا عند أحمد بن حنبل ، فقال له رجل:
ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن علياً قال: أنا قسيم النار ؟
فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث ؟! أليس روينا أن النبي (ص) قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ؟
قلنا: بلى .
قال: فأين المنافق ؟
قلنا: في النار .
قال: فعلي قسيم النار !!
ونقل هذه الحكاية عن أحمد ، في إحقاق الحق: 17/209 ، عن مجمع الاداب للبخاري الفوطي: 3 ق/1/594 ط. بغداد .
ونقلها في: 30/402 ، عن مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ، للصفوري/167 ط. دار ابن كثير ، دمشق وبيروت ، تحقيق محمد خير المقداد ونقلها في: 4/259 ، عن طبقات الحنابلة لابي يعلى: 1/320 طبع القاهرة .
وروى الحديث في صحيفة الإمام الرضا/115 ، من عدة مصادر ، بعدة أسانيد، عن الإمام الرضا×عن آبائه ، عن النبي’قا: يا علي إنك قسيم النار والجنة، وإنك تقرع باب الجنة فتدخلها بلا حساب .
وقال في هامشه:
أخرجه محب الدين الطبري في الرياض النضرة: 2/160 وص 211. وذخائر العقبى: 61 .
وابن المغازلي في المناقب: 7 6 ح 97 ، عنه ابن طاووس في الطرائف: 76 ح 100. وعنه البحار: 39/209 ح 31 .
وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة: 84 من طريق ابن المغازلي ، عن ابن مسعود وفيه: وتدخلها أحباءك. وفي/303 وص 257 عن علي .
ورواه الخوارزمي في مناقبه: 209 .
والحمويني في فرائد السمطين: 1/142 ح 105

وقال في إحقاق الحق: 7/172
حديث حذيفة رواه القوم: منهم العلامة الأمر تسري في أرجح المطالب/32 ط. لاهور ، روى من طريق الديلمي وابن المغازلي والقاضي عياض عن حذيفة قال: قال رسول الله عليه’: يا علي أنت قسيم النار والجنة ، وأنت تقرع باب الجنة وتدخلها أحباءك بغير حساب .


وفي الصواعق المحرقة لابن حجر/126
عن علي الرضا أنه (ص) قال له: أنت قسيم الجنة والنار في يوم القيامة ، تقول النار: هذا لي وهذا لك . .
وفي فردوس الأخبار: 3/90 ، عن حذيفة: علي قسيم النار .

وفي بغية الطلب لابن العديم: 1/289
قال الأعمش: وإنما يعني بقوله أنا قسيم النار: أن من كان معي فهو على الحق .
ورواه في إحقاق الحق: 20/251 ، عن مخطوطة كتاب ( آل محمد ) لحسام الدين المردي الحنفي صفحة 32 ، عن أبي سعيد الخدري .
وأورد في إحقاق الحق: 4/259 ، و: 30/402 ، أسماء عدد من المؤلفين السنيين الذين رووا الحديث أو ذكروه في مؤلفاتهم ، منهم:
أحمد بن أبي عبيد العبدي الهروي في كتابه الغريبين/307 في مادة القاف مع السين مخطوط .
وابن المغازلي في كتابه مناقب أمير المؤمنين-مخطوط ، قال: قال قال رسول الله ’لعلي×: إنك قسيم الجنة والنار ، وأنت تقرع باب الجنة وتدخلها بغير حساب .
والخوارزمي في المناقب/234 ط. تبريز .
وأبو يعلى الحنبلي في طبقات الحنابلة: 1/320 ط. القاهرة ، ذكر حكاية أحمد المتقدمة .
وابن الأثير في نهاية اللغة: 3/284 ، قال: في حديث علي: أنا قسيم النار .
والحموينى في فرائد السمطين ، قال:
أخبرنا الشيخ شرف الدين احمد بن عبد الله بن احمد بن محمد بن الحسن بن عساكر سماعاً عليه قال: أخبرتنا زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمان الشعري الجرجاني إجازة ، أنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، نبأ أبي أحمد بن عامر بن سليمان ، نبأ أبوالحسن علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى بن جعفر بن محمد ، حدثني أبي علي بن أبي طالب قال: قال النبي (ص): يا علي إنك قسيم النار ، وإنك تقرع باب الجنة فتدخلها بغير حساب .
وقال: أنبأني أبو الفضل بن أبي العباس مودود بن محمود عبد الله بن محمود الحنفي(رض)قال أنا أبو جعفر عمر بن محمد بن معمر بن طرزة الدارمي قال: أنا أبو القاسم بن أبي عبد الرحمان بن أبي نصر المستملي الشحامي إجازة قال: أنبأ أبو بكر بن الحسين الحافظ قال: أنا أبو الحسين بن الفضل القطامي قال: أنا عبد الله بن جعفر قال: ثنا يعقوب: قال حدثنى يحيى بن عبد الحميد قال: ثنا علي بن معمر عن موسى بن طريف ، عن عباية ، عن علي قال: أنا قسيم النار ، إذا كان يوم القيامة قلت هذا لك وهذا لي .
وابن كثير في البداية والنهاية/355: 7 ط. مصر، قال: لفظ عبد الله بن أحمد يعقوب بن سفيان: ثنا يحيى بن عبدالحميد ، ثنا علي بن مسهر ، عن الأعمش، عن موسى بن طريف ، عن عباية ، عن علي قال: أنا قسيم النار ، إذا كان يوم القيامة ، قلت هذا لك ، وهذا لي .
والعسقلاني في لسان الميزان: 3/247 و 248 ط. حيدر آباد الدكن ، و: 6 ص113
والمتقي الهندي في منتخب كنز العمال ( المطبوع بهامش المسند: 5/52 ط القديم بمصر ) قال: عن علي قال: أنا قسيم النار .
والصديقي في مجمع بحار الأنوار ( 3/144 ط نول كشور ) قال: وفي الحديث: عليٌّ قسيم النار .
والكشفي الترمذي في المناقب المرتضوية/91 ط. بمبئى ، عن سنن الدارقطني والصواعق المحرقة لابن حجر المكي .
والمناوي في كنوز الحقايق/98 ، ط. بولاق بمصر ، قال: قال رسول الله (ص): علي قسيم النار .
والبدخشي في مفتاح النجا/46 مخطوط ، قال: وأخرج الدارقطني عن علي كرم الله وجهه قال: قال رسول الله (ص): يا علي أنت قسيم النار يوم القيامة .
والزبيدى في تاج العروس: 2/25 ط. القاهرة ، ذكر قول علي (رض): أنا قسيم النار .
والقندوزي في ينابيع المودة/84 ط إسلامبول ، قال:
وفي جواهر العقدين: قد أخرج الدارقطني ، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة الكناني أن علياً قال حديثاً طويلاً في الشورى ، وفيه أنه قال لأهل الشورى: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله’: أنت قسيم النار والجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا .
وفي صفحة 85:
وفي المناقب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، وفيه ( يا علي لو أن رجلاً أحبك وأولادك في الله ، لحشره الله معك ومع أولادك. وأنتم معي في الدرجات العلى ، وأنت قسيم الجنة والنار ، تدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار .
والصفوري ، في مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة/167 ط . دار ابن كثير ، دمشق وبيروت .
والعدوي الحمراوي في مشارق الأنوار/122 ط. مصر ، عن جواهر العقدين أن المأمون قال لعلي الرضا . . . انتهى .

وقال في هامش مناقب أمير المؤمنين (ع): 2/527
وروى ابن قتيبة في آخر غريب كلام أمير المؤمنين(ع)من كتاب غريب الحديث: 2/150 ، ط 1 ، قال: وقول علي: أنا قسيم النار ، يرويه عبد الله بن داود ، عن الأعمش ، عن موسى بن طريف .
قال ابن قتيبة: أراد علي أن الناس فريقان: فريق معي فهم على هدى ، وفريق عليَّ فهم على ضلال كالخوارج. فأنا قسيم النار ، معناه: نصف الناس في الجنة معي ، ونصف في النار. وقسيم: في معنى مقاسم مثل جليس وأكيل وشريب .
وليلاحظ مادة قسم من الغريبين والنهاية والفائق ولسان العرب .
وروى المرشد بالله يحيى بن الحسن الشجري في فضائل علي(ع)كمافي ترتيب أماليه/134 ، ط. مصر ، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ المقرئ المعروف بابن العلاء بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن ميثم قال: أخبرنا أبو أحمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عبدالله ، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه: الحسين بن علي(ع) قال: قال لي أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع): أنا قسيم النار. فقال عمار بن ياسر: إنما عنى بذلك أن كل من معي فهو على الحق ، وكل من مع معاوية على الباطل ضالاً مضلاً . . .
ثم قال المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ ابن الكوفي بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني المقرئ قال: حدثنا أبوالحسين عمر بن الحسن القاضي الأشناني قال: حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي قال: حدثني محمد بن منصور الطوسي قال: كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبدالله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن علياً(ع)قال: أنا قسيم النار ؟
فقال أحمد: وما تنكر من ذا ؟! أليس روينا أن النبي(ص)قال لعلي(ع): لا يحبك إلا مؤمن ولا ببغضك إلا منافق ؟! . . . وانظر الحكاية 7 و 9 من خاتمة أربعين منتجب الدين. وهذا رواه أيضاً ابن القاضي أبي يعلى الحنفي في كتاب طبقات الحنابلة: 1 ،/320. وقريباً منه رواه أيضاً ابن عساكر في الحديث: 775 من ترجمة علي من تاريخ دمشق: 2/253 ط 2 ، وفيما قبله وما بعده شواهد جمة للمقام .

ونقل في إحقاق الحق: 20/251
عن كتاب ( آل محمد ) لحسام الدين المردي الحنفي صفحة 32 ، والنسخة مصورة من مكتبة العلامة المحقق السيد الأشكورى ، قال:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(ص):إذا سألتم الله عز وجل فاسألوه لي الوسيلة ، فسئل عنها فقال: درجة في الجنة ، وهي ألف مرقاة ما بين المرقاء إلى المرقاة يسير الفرس الجواد شهراً ، مرقاة زبرجد إلى مرقاة لؤلؤ ، إلى مرقاة يلنجوج ، إلى مرقاة نور ، وهكذا من أنواع الجواهر ، فهي في بين النبيين كالقمر بين الكواكب ، فينادي المنادي: هذه درجة محمد خاتم الأنبياء ، وأنا يومئذ متزي بريطة من نور على رأسي تاج الرسالة واكليل الكرامة، وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه لا اله إلا الله، محمد رسول الله ، علي ولي الله ، وأولياء علي المفحلون الفائزون بالله .
حتى أصعد أعلى منها وعلي أسفل مني بدرجة وبيده لوائي ، فلا يبقى يومئذ رسول ونبي ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن ، إلا رفعوا أعينهم ينظرون الينا ويقولون: طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله ، فينادي المنادي يسمع نداءه جميع جميع الخلائق: هذا حبيب الله محمد ، وهذا ولي الله علي .
فيأتي رضوان خازن الجنة فيقول: أمرني ربي أن آتيك بمفاتيح الجنة فأدفعها إليك يا رسول الله ، فأقبلها أنا فأدفعها إلى أخي علي .
ثم يأتي مالك خازن النار فيقول: أمرني ربي ان آتيك بمقاليد النار فأدفعهما اليك يا رسول الله ، فأقبلها أنا فأدفعهما إلى أخي علي .
فيقف علي على غمرة جنهم ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها واشتد حرها ، فتنادي جهنم: يا علي ذرني فقد أطفأ نورك لهبي ، فيقول لها علي: ذري هذا وليي ، وخذي هذا عدوي ، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من رق أحدكم لصاحبه ، ولذلك كان علي قسيم النار والجنة. انتهى .
وقد قوى ابن أبي الحديد المعتزلي حديث قسيم الجنة والنار في شرح نهج البلاغة:10 جزء 19/139 ، وفي: 5 جزء 9/165: وقال ( وهو ما يطابق الأخبار ) .
وأخيراً: فإن مما يؤيد صحة حديث ( علي قسيم النار والجنة ) أن مخالفيه وضعوا حديثاً بأن أبا بكر قسيم الجنة والنار ، وقد شهد محبو أبي بكر بأنه موضوع ، فلابد أن يكون الدافع لوضعه أن يقابلوا به حديثاً معروفاً يحتج به الشيعة . .
قال ابن حبان في المجروحين: 1/145
أحمد بن الحسن بن القاسم شيخ كوفي: يضع الحديث على الثقات.. روى عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص): إذا كان يوم القيامة نادى مناد من تحت العرش: ألا هاتوا أصحاب محمد (ص) فيؤتى بأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب (رض) قال فيقال لأبي بكر: قف على باب الجنه فأدخل من شئت برحمة الله ، وادرأ من شئت بعلم الله.. إلخ.
ثم قال ابن حبان: الحديث موضوع لا أصل له. انتهى .

حديث: قسيم النار والجنة ، في مصادرنا

التعبير الأصلي في مصادرنا عن هذه الصفة لعلي(ع)أنه ( قسيم الله بين الجنة والنار ) ، وقد ورد هذا التعبير في الكافي 1/196 ، عن الإمام الصادق(ع)، قال:
وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كثيرا ما يقول: أنا قسيم الله بين الجنة والنار، وأنا الفاروق الأكبر وأنا صاحب العصا والميسم . . . الخ.

وفي الكافي: 1/98
وقال أمير المؤمنين(ع): أنا قسيم الله بن الجنة والنار ، لا يدخلها داخلٌ إلا على حد قسمي ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا الإمام لمن بعدي ، والمؤدي عمن كان قبلي ، لا يتقدمني أحدٌ إلا أحمد’. انتهى .
ونحوه في علل الشرائع: 1/164 ، وفي بصائر الدرجات/414

وقد جعله الصدوق عنواناً في علل الشرائع: 1/161 ، فقال:
قسيم الله بين الجنة والنار:
حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا أبو العباس القطان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا عبد الله بن داهر قال: حدثنا أبي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر قال:
قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق: لم صار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قسيم الجنة والنار ؟
قال: لأن حبه إيمان وبغضه كفر ، وإنما خلقت الجنة لأهل الإيمان ، وخلقت النار لأهل الكفر ، فهو×قسيم الجنة والنار ، لهذه العلة فالجنة لا يدخلها إلا أهل محبته ، والنار لا يدخلها إلا أهل بغضه .
قال المفضل: فقلت يابن رسول الله فالأنبياء والاوصياء ((ع) كانوا يحبونه وأعداؤهم كانوا يبغضونه ؟
قال: نعم .
قلت: فكيف ذلك ؟
قال: أما علمت أن النبي’قال يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، ما يرجع حتى يفتح الله على يديه ، فدفع الراية إلى علي ففتح الله تعالى على يديه .
قلت: بلى .
قال: أما علمت أن رسول الله’لما أتي بالطائر المشوي قال: اللهم إئتني بأحب خلقك اليك وإليَّ ، يأكل معي من هذاالطائر ، وعنى به علياً ؟
قلت: بلى .
قال: فهل يجوز أن لا يحب أنبياء الله ورسله وأوصياؤهم(^) رجلاً يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله .
فقلت له: لا .
قال: فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أممهم لايحبون حبيب الله وحبيب رسوله وأنبيائه(ع) ؟
قلت: لا .
قال: فقد ثبت أن أعدائهم والمخالفين لهم كانوا لهم ولجميع أهل محبتهم مبغضين .
قلت: نعم .
قال: فلا يدخل الجنة إلا من أحبه من الأولين والآخرين ، ولا يدخل النار إلا من أبغضه من الأولين والآخرين ، فهو إذن قسيم الجنة والنار .
قال المفضل بن عمر: فقلت له يابن رسول الله فرجت عني فرج الله عنك ، فزدني مما علمك الله .
قال: سل يا مفضل .
فقلت له: يابن رسول الله فعلي بن أبي طالب(عليه السلام)يدخل محبه الجنةومبغضه النار؟ أو رضوان ومالك ؟
فقال: يا مفضل أما علمت أن الله تبارك وتعالى بعث رسول(ص)وهو روح إلى الأنبياء (ع)، وهم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام ؟
قال: أما علمت أنه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته واتباع أمره ، ووعدهم الجنة على ذلك ، وأوعد من خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار ؟
قلت: بلى .
قال: أفليس النبي(ص)ضامناً لما وعد وأوعد عن ربه عز وجل ؟
قلت: بلى .
قال: أوليس علي بن أبي طالب خليفته وإمام أمته ؟
قلت: بلى .
قال: أو ليس رضوان ومالك من جملة الملائكة والمستغفرين لشيعته الناجين بمحبته ؟
قلت: بلى .
قال: فعلي ابن أبي طالب إذن قسيم الجنة والنار عن رسول الله(ص)، ورضوان ومالك صادران عن أمره ، بأمر الله تبارك وتعالى .
يا مفضل خذ هذا ، فإنه من مخزون العلم ومكنونه ، لا تخرجه إلا إلى أهله .

وفي كفاية الأثر/151
أخبرنا القاضي المعافا بن زكريا ، قال حدثنا علي بن عتبة ، قال حدثني الحسين بن علوان ، عن أبي علي الخراساني ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن علي(ع)قال قال رسول الله(ص):
أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي، والخليفة على الأحياء من أمتي ، حربك حربي وسلمك سلمي ، أنت الإمام أبو الأئمة الأحد عشر من صلبك ، أئمة مطهرون معصومون ، ومنهم المهدي الذي يملا الدنيا قسطاً وعدلاً ، فالويل لمبغضكم .
يا على لو أن رجلاً أحب في الله حجراً لحشره الله معه ، وإن محبيك وشيعتك ومحبي أولادك الأئمة بعدك يحشرون معك ، وأنت معي في الدرجات العلى ، وأنت قسيم الجنة والنار ، تدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار .

وفي مناقب آل أبي طالب: 2/9
قال الزمخشري في الفايق: معنى قول علي أنا قسيم النار ، أي مقاسمها ومساهمها يعني أن القوم على شطرين مهتدون وضالون ، فكأنه قاسم النار إياهم فشطر لها وشطر معه في الجنة .
ولقد صنف محمد بن سعيد كتاب: من روى في علي أنه قسيم النار .

وفي إحقاق الحق: 17/164
عن العدوي الحمراوي في مشارق الأنوار/122 ط. مصر ، عن جواهر العقدين أن المأمون قال لعلي الرضا: بأي وجه جدك علي بن أبي طالب قسيم الجنة والنار ؟
فقال: يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك ، عن آبائه، عن عبد الله بن عباس أنه قال سمعت رسول الله(ص)يقول: حب علي إيمان وبغضه كفر .
فقال: بلى .
قال الرضا: فقسمة الجنة والنار إذاً كان على حبه وبغضه .
فقال المأمون: لا أبقاني بعدك يا أبا الحسن ، أشهد أنك وارث علم رسول الله(ص).
قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: فلما رجع الرضا إلى بيته قلت له: يا بن رسول الله ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين .
فقال: يا أبا الصلت ما أجبته إلا من حيث هو ، ولقد سمعت أبي يحدث عن أبيه ، عن علي (رض) ، قال: قال لي رسول الله (ص): أنت قسيم الجنة والنار ، فيوم القيامة ، تقول للنار هذا لي ، وهذا لك. انتهى .
وراجع أيضاً: بصائر الدرجات/414 ، والخصال/96 ، والاحتجاج: 1/189 و406 ، وإعلام الورى /187 ، ومناقب آل ابي طالب: 2/6 ، ومناقب أمير المؤمنين(ع): 2/ 462 ، والأربعين حديثآ للمنتجب الرازي/87

حديث قسيم الجنة والنار في الشعر
في مناقب آل أبي طالب: 2/9
قال السيد ( الحميري ):
ذاك  قسيم  النار من قيله        خذي عدوي وذري ناصري
ذاك علي بن أبي طالب        صهر النبي المصطفى الطاهر

وله أيضاً:
علي   قسيم   النار   من  قيله ذري        ذا   وهذا   فاشربي   منه  واطعمي
خذي بالشوى ممن يصيبك  منهم        ولا تقربي من كان حزبي فتظلمي

وله أيضاً:
قسيم النار هذا لك وذا        لي ذريه إنه لي ذو وداد
يقاسمها فينصفها فترضى        مقاسمة المعادل غير عاد
كما انتقد الدراهم صيرفي    ينقي الزايفات من الجياد

وقال العوني:
يسوق الظالمين إلى جحيم    فويلٌ للظلوم الناصبي
يقول لها خذي هذا فهذا    عدوي في البلاء على الشقي
وخلي من يواليني فهذا        رفيقي في الجنان وذا وليي

وقال غيره:
وإني لارجو ياإلهي سلامةً    بعفوك من نار تلظى همومها
أبا حسن لو كان حبك مدخلي    جهنم كان الفوز عندي جحيمها
وكيف يخاف النار من هو موقنٌ    بأن أمير المؤمنين قسيمها

وقال الزاهي:
يا سيدي يابن أبي  طالب    يا عصمة المعتف والجار
لا تجعلن النار لي مسكناً    يا قاسم الجنة والنار

وقال غيره:
علي حــــــبه جــــنة    قسيم النار والجنة
وصي المصطفى حقاً    إمام الانس والجنة

وفي مناقب آل ابي طالب: 3/28
وقال الناشئ:
فما لابن أبي طالب     المفضال من ند
هو الحامل في الحشر    بكفيه لوا الحمد
قسيم النار والجـــــنة    بين الند والضد

وفي ديوان دعبل الخراعي/126
قسيم الجــــــحيم فهذا له        وهذا لها باعتدال القسيم
يذود عن الحوض أعداءه    فكم من لعين طريد وكم
فمن ناكثين ومن قاسطين        ومن مارقين ومن مجترم


علي أول الواردين على النبي عند حوض الكوثر
وردت أحاديث تنص على أن علياً(ع)أول وارد على رسول الله على حوضه يوم القيامة، وقد تعرض لها الأميني&في الغدير: 3/220 ، وما بعدها ، ونكتفي بذكر نماذج منها ، قال:
قال’: أولكم وارداً وروداً عليَّ الحوض: أولكم إسلاماً ، علي بن أبي طالب. أخرجه الحاكم في المستدرك 3/136 ، وصححه ، والخطيب البغدادي في تاريخه: 2/81 ، ويوجد في الإستيعاب 2/457 ، وشرح ابن أبي الحديد 3/258 وفي لفظ: أول هذه الأمة وروداً على الحوض أولها إسلاماً علي بن أبي طالب 2 ـ السيرة الحلبية 1/285 ـ سيرة زيني دحلان 1/188 ، هامش الحلبية .
وفي لفظ: أول الناس وروداً عليَّ الحوض أولهم إسلاماً علي بن أبي طالب ـ مناقب الفقيه ابن المغازلي ، مناقب الخوارزمي. انتهى .

وفي مناقب أمير المؤمنين (ع): 1/280
محمد بن سليمان ، عن محمد بن منصور ، عن الحكم بن سليمان ، عن أبي زكريا السمسار ، عن محمد بن عبيد الله بن علي ، عن أبيه عن جده ، عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله’يقول: أولكم وروداً علي الحوض أولكم إسلاماً علي بن أبي طالب. انتهى .
ورواه في كنز العمال: 11/616 ، وقال عنه ( ك. ولم يصححه ، والخطيب-عن سليمان ). انتهى .
وليس من عادة العمال عندما ينقل حديثاً أن يقول ( رواه فلانٌ ولم يصححه ) ولكنهم يستعملون هذا التعبير للتبرؤ من تبني الحديث .
وبذلك أراد صاحب كنز العمال أن يبعد عن نفسه تهمة التشيع! لأن هذا الحديث يجعل علياً أول من أسلم وليس أبا بكر ! وأول من يرد المحشر والحوض، وليس عمر !
وفي مجمع الزوائد: 9/102
وعن سلمان قال أول هذه الأمة وروداً على نبيها(ص)أولها اسلاماً علي بن أبي طالب (رض). رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وعن ابن عباس قال: أول من أسلم علي (رض). رواه الطبراني ، وفيه عثمان الجزري ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح .

وفي كنز العمال: 11/601
السبَّق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب يس والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب ( طب ، وابن مردويه ، عن ابن عباس ) .
الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صاحب آل يس ، وعلي بن أبي طالب. ( ابن النجار ، عن ابن عباس ) .

وفي مجمع الزوائد: 9/102
عن ابن عباس عن النبي’قال: السبَّق ثلاثة ، السابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين ، والسابق إلى محمد(ص)علي بن أبي طالب (رض) .
رواه الطبراني وفيه حسين بن حسن الاشقر ، وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح .



لا يعبر إنسان الصراط إلا بجواز من علي(ع)
في تاريخ بغداد: 10/357
عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله(ص)يقول: إن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحدٌ إلا بجواز من علي بن أبي طالب .

وفي تاريخ بغداد: 3/161
وفي حديث ابن عباس قال: قلت للنبي(ص): يارسول الله للنار جواز ؟
قال: نعم .
قلت: وما هو ؟
قال: حب علي بن أبي طالب .

وفي الصواعق المحرقة لابن حجر/195
عن أبي بكر بن أبي قحافة سمعت رسول الله(ص)يقول: لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز .

عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة حب علي(ع)

في تاريخ بغداد: 4/410
عن أنس قال: والله الذي لا إله إلا هو لسمعت رسول الله(ص)يقول: عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب .

وفي المعجم الكبير للطبراني: 11/83
عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص): لا تزول قدماً عبد يوم القيامة حتى يسأل . . . وعن حبنا أهل البيت .

وفي الفضائل/114
وروى أنس بن مالك قال سمعت أذناي أن رسول الله(ص) يقول في علي بن أبي طالب×: عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة حب علي .


من هو المخاطب بقوله تعالى: ألقيا في جهنم كل كفار عنيد
قال الله تعالى:
وَنُفِخَ فِى الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ لَقَدْ كُنْتَ فِى غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ أَلَّذِى جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِى الْعَذَابِ الشَّدِيدِ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِى ضَلالٍ بَعِيدٍ قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَىَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ . ق 20 ـ 29
والسؤال هنا: من هما المخاطبان بقوله تعالى ( ألقيا ) المأموران بإلقاء الكفارين العنيدين في جهنم ؟
وقد أجاب أكثر المفسرين بأن المأمور بذلك هو القرين وهو واحدٌ !
لكن الأمر جاء بصيغة المثنى للتأكيد !!!

قال الطبري في تفسيره: 27 /103 ( فأخرج الأمر للقرين وهو بلفظ واحد مخرج الإثنين ، وفي ذلك وجهان من التأويل: أحدهما أن يكون القرين بمعنى الإثنين . . . والثاني أن يكون كما قال بعض أهل العربية وهو أن العرب تأمر الواحد والجماعة بما تأمر به الإثنين. انتهى .
وقال الراازي في تفسيره: 27/165
ثم يقال للسائق أو للشهيد: أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ فيكون هو أمراً لواحد ، وفيه وجهان: أحدهما أنه ثنى تكرار الأمر كما يقال ألق ألق ، وثانيهما عادة العرب ذلك. انتهى .
وذكر شبيهاً به بعض مفسرينا ، كما في التبيان: 9/366 ، وإملاء ما من به الرحمن: 2 /242 !ولكن لا يمكن قبول هذا الرأي:
أولاً ، لأنه يخالف مصداقية النص القرآني الدقيقة دائماً ، خاصة أنه تعالى كرر التثنية فقال (فألقياه في العذاب الشديد). فما ذكره الطبري والرازي وغيرهما ، مضافاً إلى تهافته ، لا يمكن قبوله .
وثانياً: أن الظاهر من الآيات أن القرين ملقى في جهنم أيضاً ، وأن تخاصمه مع صاحبه داخل جهنم، فكيف يكون مقرباً عند الله تعالى ، ومأموراً بإلقاء الكفارين فيها ؟!
فلم يبق وجه للتثنية إلا أن يكون المخاطبان هما السائق والشهيد .
ولكن يرد عليه: أن الالقاء في النار عملٌ آخر غير السوق للمحشر والشهادة في الحساب. وأن المشهد في الآيات لشخصين: شخص كفار عنيد مناع للخير ، وقرينه قرين السوء . . الخ. وهي تتناسب مع أمر اثنين بإلقائهما في جهنم !
وهذا يقوي ما ورد في مصادرنا وبعض المصادر السنية من أن المأمورين في الآية هما محمد(ص)وعلي(ع).

وقال في هامش مناقب أمير المؤمنين(ع): 2/527
في مناقب علي المطبوع في خاتمة مناقب ابن المغازلي/427 ط 1 ، قال: حدثناأبو الأغر أحمد بن جعفر الملطي قدم علينا في سنة سبع وعشرين وثلاث مائة قال: حدثنا محمد بن الليث الجوهري قال: حدثنا محمد بن الطفيل قال: حدثنا شريك بن عبدالله قال: كنت عند الأعمش وهو عليل فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى فقالوا: يا أبا محمد إنك في آخر أيام الدنيا وأول أيام الآخرة ، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث فتب إلى الله منها ! !
فقال الأعمش: أسندوني أسندوني. فأسند فقال:
حدثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(ص): إذا كان يوم القيامة قال الله تبارك وتعالى لي ولعلي: ألقيا في النار من أبغضكما ، وأدخلا في الجنة من أحبكما ، فذلك قوله تعالى: أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ. فقال أبو حنيفة للقوم: قوموا لا يجئ بشئ أشد من هذا.
ورواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية ( 23 ) من سورة ( ق ) من شواهد التنزيل بسنده عن الكلابي، وبسند آخر، ثم قال: ورواه أيضاً الحماني عن شريك: حدثنيه أبو الحسن المصباحي ، حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن واصل ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان ، حدثنا يعقوب بن إسحاق من ولد عباد بن العوام ، حدثنا يحيى بن عبدالحميد ، عن شريك ، عن الأعمش قال: حدثنا أبو المتوكل الناجي: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله’: إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لمحمد وعلي: أدخلا الجنة من أحبكما ، وأدخلا النار من أبغضكما ، فيجلس علي على شفير جهنم فيقول لها: هذا لي وهذا لك ! وهو قوله: أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ . ثم رواه بأسانيد أخر . . .
ورواه أيضاً الطوسي في الحديث: 9 ـ 11 من أماليه: 1/296 ط 3 ، قال: قال أبومحمد الفحام: حدثني أبوالطيب محمد بن الفرحان الدوري قال: حدثنا محمد بن علي بن فرات الدهان ، قال: حدثنا سفيان بن وكيع ، عن أبيه عن الأعمش: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(ص)يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعلي بن أبي طالب: أدخلا الجنة من أحبكما وأدخلا النار من أبغضكما. وذلك قوله تعالى: أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ .
وقريباً منه رواه بسند آخر في الحديث ( 32 ) من المجلس 13 ، من: 1/378 ورواه أيضاً بسنده عن أبي المفضل الشيباني في الحديث: ( 7 ) من المجلس: (12 ) من أماليه: 2/639 ط. بيروت ، قال: قال أبوالمفضل: حدثنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة قال: حدثنا عبيد بن الهيثم بن عبيد الله الأنماطي البغدادي بحلب قال: حدثني الحسن بن سعيد النخعي ابن عم لشريك ، قال: حدثني شريك بن عبدالله القاضي قال: حضرت الأعمش في علتة التي قبض فيها ، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبوحنيفة فسألوه عن حاله فذكر ضعفا شديداً ، وذكر ما يتخوف من خطيئاته وأدركته ذمة فبكى .
فأقبل عليه أبو حنيفة فقال: يا أبا محمد اتق الله وانظر لنفسك ، فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة ، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها كان خيراً لك .
قال الأعمش: مثل ماذا يا نعمان ؟
قال: مثل حديث عباية: أنا قسيم النار !
قال: أو لمثلي تقول هذا يا يهودي ؟!
أقعدوني سندوني أقعدوني! حدثني ـ والذي مصيري إليه ـ موسى بن طريف ولم أر أسدياً كان خيراً منه ، قال: سمعت عباية بن ربعي إمام الحي قال: سمعت علياً أمير المؤمنين(ع)يقول: أنا قسيم النار ، أقول هذا وليي دعيه وهذا عدوي خذيه.
وحدثني أبو المتوكل الناجي علي بن داوود . . . عن أبي سعيد الخدري (رض) قال: قال رسول الله(ص): إذا كان يوم القيامة يأمر الله عز وجل فأقعد أنا وعلي على الصراط ، ويقال لنا: أدخلا الجنة من آمن بي وأحبكما ، وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما .
ثم قال أبو سعيد: قال رسول الله(ص): ما آمن بالله من لم يؤمن بي ، ولم يؤمن بي من لم يتول ـ أو قال: لم يحب ـ علياً ، وتلا: أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ. قال: فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه وقال: قوموا بنا لا يجيبنا أبو محمد بأطم من هذا .
قال الحسن بن سعيد: قال لي شريك بن عبدا الله: فما أمسى يعني الأعمش حتى فارق الدنيا&.
وقريبا منه رواه أيضاً الشيخ السديد السعيد المفيد أبوسعيد محمد بن أحمد بن الحسين الخزاعي جد الشيخ أبي الفتوح الرازي في الحديث ( 14 ) من أربعينه قال: وعن محمد بن تميم الواسطي ، عن الحماني عن شريك قال: كنت عند سليمان الأعمش في مرصه...
ورواه أيضاً في الحديث العاشر منه بسند آخر وزيادة ، ومثله رواه ابن المغازلي في الحديث ( 97 ) من مناقب علي/67. انتهى .
وروى فرات هذا المعنى في تفسيره بعدة طرق ، قال في/439:
حدثني علي بن محمد الزهري معنعناً عن صباح المزني قال: كنا نأتي الحسن بن صالح وكان يقرأ القرآن ، فإذا فرغ من القرآن سأله أصحاب المسائل حتى إذا فرغوا قام إليه شابٌ فقال له: قول الله تعالى في كتابه: أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ؟ فنكت نكتة في الأرض طويلاً ، ثم قال: عن العنيد تسألني؟ قال: لا ، أسألك عن ( ألقيا ) قال: فمكث الحسن ساعة ينكت في الأرض ثم قال: إذا كان يوم القيامة يقوم رسول الله(ص)وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب على شفير جهنم ، فلا يمر به أحدٌ من شيعته إلا قال: هذا لي وهذا لك ).
ورواه في تفسير القمي: 2/324 ، بسنده عن فرات .

وفي تفسير فرات/437
عن جعفر عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال قال النبي(ص): إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود وهو واف لي به ، إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر له ألف درجة ، لا كمراقيكم ، فأصعد حتى أعلو فوقه فيأتيني جبرئيل بلواء الحمد فيضعه في يدي ويقول: يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى، فأقول لعلي: إصعد ، فيكون أسفل مني بدرجة، فأضع لواء الحمد في يده .
ثم يأتي رضوان بمفاتيح الجنة فيقول: يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى ، فيضعها في يدي فأضعها في حجر علي بن أبي طالب .
ثم يأتي مالك خازن النار فيقول: يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى ، هذه مفاتيح النار، أدخل عدوك وعدو ذريتك وعدو أمتك النار ، فآخذها وأضعها في حجر علي بن أبي طالب .
فالنار والجنة يومئذ أسمع لي ولعلي من العروس لزوجها ، فهو قول الله تبارك وتعالى في كتابه: أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ. ألق يا محمد ويا علي عدوكما في النار ثم أقوم فأثني على الله ثناء لم يثن عليه أحد قبلي ، ثم أثني على الملائكة المقربين ، ثم أثني على الأنبياء والمرسلين ، ثم أثني على الأمم الصالحين ، ثم أجلس فيثني الله عليَّ ، ويثني عليَّ ملائكته ، ويثني عليَّ أنبياؤه ورسله ، وتثني عليَّ الأمم الصالحة .
ثم ينادي مناد من بطنان العرش: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها ، فتمر فاطمة بنتي عليها ريطتان خضراوان حولها سبعون ألف حوراء ، فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائماً والحسين نائماً مقطوع الرأس فتقول للحسن: من هذا ؟ فيقول هذا أخي ، إن أمة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه ، فيأتيها النداء من عند الله: يا بنت حبيبي إني إنما أريتك ما فعلت به أمة أبيك لأني ادخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه إني جعلت لتعزيتك بمصيبتك فيه أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخلي الجنة أنت وذريتك وشيعتك ، ومن أولاكم معروفاً ممن ليس هو من شيعتك ، قبل أن أنظر في محاسبة العباد !
فتدخل فاطمة ابنتي الجنة وذريتها وشيعتها ومن أولاها معروفاً ممن ليس هو من شيعتها ، فهو قول الله تعالى في كتابه: لا يحزنهم الفزع الأكبر . . .

وفي تفسير فرات الكوفي/438
عن جعفر بن محمد(ص) قال: إذا كان يوم القيامة نصب منبر يعلو المنابر فيتطاول الخلائق لذلك المنبر ، إذ طلع رجل عليه حلتان خضراوان ، متزر بواحدة مترد بأخرى ، فيمر بالملائكة فيقولون هذا منا ، فيجوزهم ، ثم يمر بالشهداء فيقولون هذا منا ، فيجوزهم ، ويمر بالنبيين فيقولون هذا منا ، فيجوزهم حتى يصعد المنبر .
ثم يجئ رجل آخر عليه حلتان خضراوان متزر بواحدة مترد بأخرى فيمر بالشهداء فيقولون هذا منا ، فيجوزهم ثم يمر بالنبيين فيقولون هذا منا ، فيجوزهم ويمر بالملائكة فيقولون هذا منا ، فيجوزهم حتى يصعد المنبر .
ثم يغيبان ما شاء الله ، ثم يطلعان فيعرفان: محمد’وعلي .
وعن يسار النبي ملكٌ وعن يمينه ملكٌ ، فيقول الملك الذي عن يمينه: يا معشر الخلائق أنا رضوان خازن الجنان ، أمرني الله بطاعته ، وطاعة محمد ، وطاعة علي بن أبي طالب. وهو قول الله تعالى: أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ، يامحمد ويا علي.
ويقول الملك الذي عن يساره: يا معشر الخلائق أنا خازن جهنم ، أمرني الله بطاعته ، وطاعة محمد ، وعلي !

وفي تأويل الآيات لشرف الدين: 2/609
تأويله: ما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده ، عن رجاله ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي عبدالله×في قوله عز وجل: وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ.
قال: السائق: أمير المؤمنين(عليه السلام)، والشهيد: رسول الله(ص). ويؤيد هذا التأويل: قوله تعالى لهما: أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ .
بيان ذلك ما ذكره أبو علي الطبرسي قال: روى أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن الأعمش قال: حدثنا أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(ص): إذا كان يوم القيامة يقول الله لي ولعلي: ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا الجنة من أحبكما ، وذلك قوله تعالى: أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ .
وذكر الشيخ في أماليه . . . إلى آخر ما تقدم .
ويؤيده: ما روي بحذف الإسناد عن محمد بن حمران قال: سألت أبا عبدالله(عليه السلام)عن قوله عز وجل: أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ؟ فقال:
إذا كان يوم القيامة وقف محمد وعلي صلوات الله عليهما وآلهما على الصراط ، فلا يجوز عليه إلا من كان معه براءة .
قلت: وما براءة ؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ولده(عليهم السلام) .
وينادي مناد: يا محمد يا علي: القيا في جهنم كل كفار بنبوتك عنيد لعلي بن ابي طالب وولده (عليهم السلام).
وذكر في هامشه من مصادره: تفسير البرهان: 4 /222 ح 2 ، عن الحسن بن أبي الحسن الديلمى. وشواهد التنزيل: 2/190 ح 896 ومجمع البيان 9/147 ، وعنه البحار: 36/75 ونور الثقلين: 5/113 ح 35 عنه البرهان: 4/227 ح 4 والبحار: 7/338 ح 26 و: 39/253 ح 23 و: 68/117 ح 43 ، عن أمالي الطوسي: 1/378. انتهى .
وفي شواهد التنزيل للحسكاني: 2/265
عن علي (عليه السلام) في قوله تعالى (أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ . . . ) قال قال لي رسول الله(ص): إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد ، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ، فيقول لي ولك: قوما فألقيا من أبغضكما وخالفكما في النار .

شفاعة علي والأئمة من ذريته(عليهم السلام)
في كنز العمال: 13/156
عن علي قال: قال رسول الله (ص): إن أول خلق الله يكسى يوم القيامة أبي إبراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقام عن يمين العرش ، ثم أدعى فأكسى ثوبين أخضرين ثم أقام عن يسار العرش ، ثم تدعى أنت يا علي فتكسى ثوبين أخضرين ثم تقام عن يميني، أفما ترضى أن تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وأن تشفع إذا شفعت. الدارقطني في العلل، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: تفرد به ميسرة بن حبيب النهدي والحكم بن ظهير عنه ، والحكم كذاب .
قلت: الحكم روى له الترمذي ، وقال فيه البخاري: منكر الحديث ، وروى عنه القدماء سفيان الثوري ومالك ، وك فصحح له ، وقد تابع ميسرة عن المنهال عمران بن ميثم ، وهو الحديث الذي قبله. انتهى .
ويلاحظ أن المتقي الهندي رد على ابن الجوزي ! ووثق الراويين اللذين تعلل بهما ابن الجوزي لتضعيف الحديث ، ثم ذكر له متابعا وبذلك يقول لابن الجوزي: إذا أصريت على تضعيفه فهو حسن أو صحيح بمتابعه !
ويقصد بالحديث الذي قبله رقم 36481 ، وهو من مسند علي قال:
قال لي رسول الله (ص): ألا ترضى يا علي إذا جمع الله الناس في صعيد واحد حفاة عراة مشاة قد قطع أعناقهم العطش ، فكان أول من يدعى إبراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقوم عن يمين العرش ، ثم يفجر لي مثعب من الجنة إلى حوضي ، وحوضي أعرض مما بين بصرى وصنعاء فيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة ، فأشرب وأتوضأ وأكسى ثوبين أبيضين ، ثم أقوم عن يمين العرش ، ثم تدعى فتشرب وتتوضأ وتكسى ثوبين أبيضين ، فتقوم معي ، ولا أدعى لخير إلا دعيت إليه ؟ قلت: بلى .
( ابن شاهين في السنة ، طس وأبو نعيم في فضائل الصحابة ، أبو الحسن الميثمي: هذا حديث لا يصح وآفته عمران بن ميثم ، وقال عق: عمران بن ميثم من كبار الرافضة يروي أحاديث سوء كذب ) انتهى .
ويدل جعل المتقي الهندي لهذا الحديث متابعا ومؤيدا للحديث السابق ، يدل على أنه لم يتأثر بما قالوه عن عمران بن ميثم ، أو أن المؤيد عنده يتسع ليشمل محتمل الصحة بمطلق الإحتمال .
وفي شرح الأخبار: 2/201 ، من حديث عن ابن عباس مع الشامي الناصبي:
فقال لها رسول الله(ص): يا أم سلمة ، اسمعي واحفظي واشهدي ، هذا أخي في الدنيا ، وقريني في الآخرة .
يا أم سلمة ، اسمعي واحفظي واشهدي ، هذا علي عيبة علمي ، والباب الذي أوتى من قبله ، والوصي على الأحياء من أهل بيتي ، وهو معي في السنام الأعلى، صاحب لوائي ، والذائد عن حوضي ، وصاحب شفاعتي .
يا أم سلمة ، إسمعي واحفظي واشهدي ، إن الله عز وجل دافع إلي يوم القيامة لواءين: لواء الحمد ولواء الشفاعة ، ولواء الشفاعة بيدي ، ولواء الحمد بيد علي ، وهو واقفٌ على حوضي ، لا يسقى من حوضي من شتمه أو شتم أهل بيته ، ولا من قتله ولا من قتل أهل بيته .
فقال له الشامي: حسبك يابن عباس رحمك الله ، فرجت عني كربتي وأحييتني وأحييت معي خلقاً ، فأحياك الله الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة. أشهد الله وأشهدك ومن حضر أن علياً مولاي ومولى كل مسلم .
ثم انصرف إلى الشام فأعلم الذين أرسلوه بما كان من ابن عباس ، فرجع معه خلق من أهل الشام عن سب علي(ع).
وفي تفسير فرات الكوفي/116
عن جعفر بن محمد ، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله(ص):
يا علي ، إن فيك مثل من عيسى بن مريم قال الله تعالى: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا .
يا علي ، إنه لا يموت رجل يفتري على عيسى حتى يؤمن به قبل موته ، ويقول فيه الحق حيث لا ينفعه ذلك شيئاً ، وإنك على مثله لا يموت عدوك حتى يراك عند الموت فتكون عليه غيظاً وحزناً حتى يقر بالحق من أمرك ، ويقول فيك الحق ويقر بولايتك حيث لا ينفعه ذلك شيئاً ، وأما وليك فإنه يراك عند الموت ، فتكون له شفيعاً ومبشراً وقرة عين .

وفي بشارة المصطفى/125
أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه في خانقانه بالري ، في شهر ربيع الأول سنة عشرة وخمسمائة ، وأخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد وأبو عبد الله محمد بن شهريار الخازن ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد الطوسي&قال حدثنا الشيخ المفيد محمد بن محمد ، قال حدثني أبوبكر محمد بن عمر الجعابي ، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال حدثنا أبو حاتم ، قال حدثنا محمد بن الفرات ، قال حدثنا حنان بن سدير ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(ع)قال: ما ثبت الله تعالى حب علي في قلب أحد فزلت له قدم إلا ثبت الله له قدما أخرى .
أخبرنا والدي أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه(رض)وعمار بن ياسر وولده أبو القاسم سعد بن عمار رحمهم الله جميعاً عن إبراهيم بن نصر الجرجاني ، عن السيد الزاهد محمد بن حمزة الحسينى رحمهم الله ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن بابويه رحمهم الله ، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة ، قال حدثنا اسماعيل بن رزين بن أخي دعبل الخزاعي ، عن أبيه ، قال حدثني علي بن موسى الرضا ، قال حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، قال حدثني أبى الحسين بن علي قال: قال رسول الله(ص): يا علي ، أنت المظلوم بعدي فويلٌ لمن قاتلك ، وطوبى لمن قاتل معك .
يا علي أنت الذي تنطق بكلامي ، وتتكلم بلساني بعدي ، فويلٌ لمن رد عليك وطوبى لمن قبل كلامك .
يا علي ، أنت سيد هذه الأمة بعدي ، وأنت إمامها وخليفتي عليها ، ومن فارقك فارقني يوم القيامة ، ومن كان معك كان معي يوم القيامة .
يا علي ، أنت أول من آمن بي وصدقني ، وأول من أعانني على أمري وجاهد معي عدوي وأنت أول من صلى معي والناس يومئذ في غفلة الجهالة .
يا علي ، أنت أول من تنشق عنه الأرض معي ، وأنت أول من يبعث معي ، وأنت أول من يجوز الصراط معي ، وإن ربي جل جلاله أقسم بعزته لا يجوز عقبة الصراط إلا من كان له براءة بولايتك وولاية الأئمة من ولدك .
وأنت أول من يرد حوضي ، تسقي منه أولياءك وتذود عنه أعداءك .
وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود ، تشفع لمحبنا فيهم .
وأنت أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي لواء الحمد ، وهو سبعون شقة الشقة منه أوسع من الشمس والقمر .
وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة ، أصلها في دارك ، وأغصانها في دور شيعتك ومحبيك .
أحاديث في شفاعة الأئمة من أهل بيت النبي’
في المحاسن 1/183
عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله×عن قول الله تبارك وتعالى: لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَابًا .
قال: نحن والله المأذون لهم في ذلك اليوم ، والقائلون صواباً .
قلت: جعلت فداك ، وما تقولون إذا تكلمتم ؟
قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا ، ونشفع لشيعتنا ، فلا يردنا ربنا .
وبإسناده قال: قلت لابي عبد الله(ع): قوله: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم. من هم ؟
قال: نحن أولئك الشافعون .
وروى الاخير في تفسير العياشي: 1/136 ، وفي تفسير نور الثقلين: 1/258 ورواه في البحار:8/41 ، عن المحاسن .
وفي بحار الأنوار: 7/335
جاء في روايات أصحابنا رضي الله عنهم مرفوعاً إلى النبي(ص)أنه قال: إني أشفع يوم القيامة فأشفع ، ويشفع علي فيشفع ، ويشفع أهل بيتي فيشفعون ، وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع في أربعين من إخوانه ، كل قد استوجبوا النار .
وفي بصائر الدرجات/496
حدثنا أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر(ع)عن قول الله: وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ؟ قال: أنزلت في هذه الأمة ، والرجال هم الأئمة من آل محمد .
قلت: فالأعراف ؟
قال: صراط بين الجنة والنار ، فمن شفع له الأئمة منا من المؤمنين المذنبين نجا ، ومن لم يشفعوا له هوى .
وفي كفاية الاثر/194
حدثني علي بن الحسن ، قال حدثني هارون بن موسى ، قال حدثني أبوعبد الله الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني ، قال حدثنا أبوعمر أحمد بن علي الفيدي ، قال حدثنا سعد بن مسروق ، قال حدثنا عبد الكريم بن هلال المكي ، عن أبي الطفيل ، عن أبي ذر (رض) ، قال سمعت فاطمة(س)

تقول: سألت أبي(ع)عن قول الله تبارك وتعالى: وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ ، قال: هم الأئمة بعدي علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين ، هم رجال الأعراف ، لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم ويعرفونه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وينكرونه ، لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم .
وفي تأويل الآيات: 1/55
وقوله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِى نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَ لا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَ لا هُمْ يُنصَرُونَ .
قال الإمام (ع): قال الله عز وجل: وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِى نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا :
أي لا تدفع عنها عذابا قد استحقته عند النزع .
ولا يقبل منها شفاعة: من يشفع لها بتأخير الموت عنها .
ولا يؤخذ منها عدل: أي ولا يقبل منها فداء مكانه ، يموت الفداء ويترك هو .
قال الصادق(ع): وهذا اليوم يوم الموت فإن الشفاعة والفداء لا تغني منه ، فأما يوم القيامة فإنا وأهلنا نجزي عن شيعتنا كل جزاء ، ليكونن على الأعراف بين الجنة والنار محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، والطيبون من آلهم ، فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات، فمن كان منهم مقصراً في بعض شدائدها فنبعث عليهم خيار شيعتنا كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار ونظائرهم في العصر الذي يليهم ، ثم في كل عصر إلى يوم القيامة . . فينقضون عليهم كالبزاة والصقور يتناولونهم ، كما تتناول الصقور صيودها ، ثم يزفون إلى الجنة زفاً .
وإنا لنبعث على آخرين من محبينا من خيار شيعتنا كالحمام فيلتقطونهم من العرصات ، كما يلتقط الطير الحب ، وينقلونهم إلى الجنان بحضرتنا. انتهى .
وقد يسأل: كيف يكون أصحاب الاعراف هم النبي والأئمة(ع)، مع أنه تعالى قال عنهم ( لم يدخلوها وهم يطمعون ) !
والجواب: أن ضمير ( لم يدخلوها ) لا يعود عليهم ، بل على أصحاب الحجاب الذين يعرفونهم بسيماهم ، فراجع الآيات 44 ، وما بعدها من سورة الأعراف، وما ورد في تفسيرها .
وفي تفسير فرات الكوفي/116
عن أبي جعفر(ع) قال: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا: فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ . وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ، وذلك حين باها الله بفضلنا وبفضل شيعتنا حتى إنا لنشفع ويشفعون.
قال: فلما رأى ذلك من ليس منهم قالوا فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ . وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ . .
وفي المحاسن: 1/184
عن عمر بن عبد العزيز ، عن مفضل أو غيره ، عن أبي عبد الله(ع)في قول الله: فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ . وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ؟
قال: الشافعون الأئمة ، والصديق من المؤمنين .
ورواه في تفسير نور الثقلين: 4/61
وفي الكافي: 8/101
محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن عمر بن أبان ، عن عبد الحميد الوابشئ ، عن أبي جعفر(ع)قال: قلت له: إن لنا جاراً ينتهك المحارم كلها حتى إنه ليترك الصلاة فضلاً عن غيرها:
فقال: سبحان الله !! وأعظم ذلك !
ألا أخبركم بمن هو شرٌّ منه ؟
قلت: بلى .
قال: الناصب لنا شرٌ منه، أما إنه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلا مسحت الملائكة ظهره وغفر له ذنوبه كلها إلا أن يجئ بذنب يخرجه من الإيمان ، وإن الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب ، وإن المؤمن ليشفع لجاره وماله حسنة ، فيقول: يارب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه ، فيقول الله تبارك وتعالى:
أنا ربك وأنا أحق من كافى عنك ، فيدخله الجنة وماله من حسنة !
وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنساناً فعند ذلك يقول أهل النار: فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ . وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ . .
وفي تفسير نور الثقلين: 4/60
عن تفسير على بن ابراهيم: حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله وأبي جعفر (ع) أنهما قالا: والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك: فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ . وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ . فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ أَلْمُؤْمِنِينَ .
قال: من المهتدين ، قال: لأن الإيمان قد لزمهم بالإقرار .
ورواه في بحار الأنوار: 8/36 ، وقال:
بيان: أي ليس المراد بالإيمان هنا الإسلام ، بل الاهتداء إلى الأئمة (عليهم السلام) وولايتهم أو ليس المراد الإيمان الظاهري .


وفي المحاسن: 1/61
عن ليث بن أبي سليمان ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحسن بن علي (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله(ص): الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقى الله وهو يودنا أهل البيت دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله إلا بمعرفة حقنا. انتهى.
ورواه في شرح الأخبار 3/487 ، وقد تقدمت روايته عن الطبراني ومجمع الزوائد ، وأن ولايتهم (عليهم السلام) شرط لقبول الأعمال .
وفي تأويل الآيات: 2/349
وروي عن الصادق(عليه السلام)في قوله (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ) قال(عليه السلام): إذا حشر الله الناس في صعيد واحد أجل الله أشياعنا أن يناقشهم في الحساب ، فنقول: إلهنا هؤلاء شيعتنا ، فيقول الله تعالى: قد جعلت أمرهم إليكم ، وقد شفعتكم فيهم وغفرت لمسيئهم ، أدخلوهم الجنة بغير حساب. انتهى .
ولا بد أن يكون المقصود بهؤلاء: النوع المقبول من شيعتهم وأوليائهم(عليهم السلام) .
وفي أمالي المفيد/48
قال ، أخبرني أبو حفص عمر بن محمد قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد قال: حدثنا عيسى بن مهران قال: حدثنا مخول قال: حدثنا الربيع بن المنذر ، عن أبيه قال: سمعت الحسن بن علي (عليهم السلام) يقول: إن أبا بكر وعمر عمدا إلى هذا الأمر وهو لنا كله فأخذاه دوننا ، وجعلا لنا فيه سهماً كسهم الجدة ، أما والله لتهمنهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا .
وفي بحار الأنوار: 8/36
وعن الحسن عن رسول الله’قال: يقول: الرجل من أهل الجنة يوم القيامة: أي رب عبدك فلانٌ سقاني شربة من ماء في الدنيا فشفعني فيه ، فيقول: إذهب فأخرجة من النار ، فيذهب فيتجسس في النار حتى يخرجه منها .
علل الشرائع: أبي عن محمد العطار ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن أحمد بن مدين ، عن محمد بن عمار ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: شيعتنا من نور الله خلقوا وإليه يعودون ، والله إنكم لملحقون بنا يوم القيامة ، وإنا لنشفع فنشفع ، ووالله إنكم لتشفعون فتشفعون ، وما من رجل منكم إلا وسترفع له نارٌ عن شماله وجنةٌ عن يمينه فيدخل أحباءه الجنة ، وأعداءه النار .
وفي بصائر الدرجات/62
حدثنا عباد بن سليمان عن ابيه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله تبارك و تعالى انتجبنا لنفسه ، فجعلنا صفوته من خلقه ، وأمناؤه على وحيه ، وخزانه في أرضه ، وموضع سره ، وعيبة علمه ، ثم أعطانا الشفاعة ، فنحن أذنه السامعة ، وعينه الناظرة ولسانه الناطق بإذنه ، وأمناؤه على ما أنزل من عذر ونذر وحجة .

أحاديث في شفاعة فاطمة الزهراء(س)
في مسائل علي بن جعفر/345
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني قال: حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: حدثنا محمد بن سهل قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين قال: حدثني علي بن جعفر بن محمد ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن جده علي بن أبي طالب ، عن النبي (ص)قال:
إذا كان يوم القيامة نادى مناد: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى تمر فاطمة بنت محمد ، فتكون أول من يكسى ، وتستقبلها من الفردوس إثنا عشر ألف حوراء ، وخمسون ألف ملك ، علي نجائب من الياقوت، أجنحتها وأزمتها اللؤلؤ الرطب ، ركبها من زبرجد ، عليها رحل من الدر ، على كل رحل نمرقة من سندس حتى يجوزوا بها الصراط ، ويأتوا بها الفردوس ، فيتباشر بمجيئها أهل الجنان. فتجلس على كرسي من نور ويجلسون حولها، وهي جنة الفردوس التي سقفها عرش الرحمان ، وفيها قصران ، قصر أبيض وقصر أصفر من لؤلؤة على عرق واحد ، في القصر الأبيض سبعون ألف دار ، مساكن محمد وآل محمد .
وفي القصر الأصفر سبعون ألف دار ، مساكن إبراهيم وآل إبراهيم .
ثم يبعث الله ملكاً لها لم يبعث لأحد قبلها ولا يبعث لاحد بعدها، فيقول: إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: سليني. فتقول: هو السلام ، ومنه السلام ، قد أتم علي نعمته ، وهنأني كرامته ، وأباحني جنته ، وفضلني على سائر خلقه ، أسأله ولدي وذريتي ، ومن ودهم بعدي وحفظهم في. فيوحي الله إلى ذلك الملك من غير أن يزول من مكانه ، أخبرها أني قد شفعتها في ولدها وذريتها ومن ودهم فيها وحفظهم بعدها ، فتقول: الحمد لله الذي أذهب عني الحزن ، وأقر عيني ، فيقر الله بذلك عين محمد(ص).
ورواه في تأويل الآيات: 2/ 179 ، عن الإمام الصادق(ع)، وقال في آخره: كان أبي إذا ذكر هذاالحديث تلا هذه الآية: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَئٍْ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ .
وفي علل الشرائع: 1/179
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل&قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت أبا جعفر(ع)يقول: لفاطمة÷وقفةٌ على باب جهنم ، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر ، فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار ، فتقرأ فاطمة بين عينيه محباً فتقول: إلهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ، ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد. فيقول الله عز وجل: صدقت يا فاطمة إني سميتك فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار ، ووعدي الحق ، وأنا لا أخلف الميعاد ، وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فأشفعك ، وليتبين لملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك مني ، ومكانتك عندي ، فمن قرأت بين عينيه مؤمناً فخذي بيده وأدخليه الجنة. انتهى .
ورواه في البحار: 8/51

وفي تفسير فرات/116
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)قال: قال جابر لابي جعفر(ع): جعلت فداك يا بن رسول الله حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة÷إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك .
قال أبو جعفر: حدثني أبي ، عن جدي عن رسول الله(ص)قال: إذا كان يوم القيامة نصب للأنبياء والرسل منابر من نور ، فيكون منبري أعلى منابرهم يوم القيامة ، ثم يقول الله: يا محمد أخطب ، فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأنبياء والرسل بمثلها .
ثم ينصب للأوصياء منابر من نور ، وينصب لوصيي علي بن أبي طالب في أوساطهم منبر من نور، فيكون منبره أعلى منابرهم ، ثم يقول الله: يا علي أخطب، فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأوصياء بمثلها .
ثم ينصب لأولاد الأنبياء والمرسلين منابر من نور ، فيكون لإبني وسبطي وريحانتي أيام حياتي منبران من نور ، ثم يقال لهما: أخطبا ، فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الأنبياء والمرسلين بمثلهما .
ثم ينادي المنادي وهو جبرئيل(ع):
أين فاطمة بنت محمد ؟
أين خديجة بنت خويلد ؟
أين مريم بنت عمران ؟
أين آسية بنت مزاحم ؟
أين أم كلثوم أم يحيى بن زكريا ؟
فيقمن ، فيقول الله تبارك وتعالى: يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم ؟
فيقول محمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة: لله الواحد القهار .
فيقول الله جل جلاله: يا أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة. يا أهل الجمع طأطئوا الرؤوس وغضوا الأبصار ، فإن هذه فاطمة تسير إلى الجنة .
فيأتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين ، خطامها من اللؤلؤ المحقق الرطب ، عليها رحلٌ من المرجان، فتناخ بين يديها فتركبها فيبعث إليها مائة ألف ملك فيصيروا على يمينها ، ويبعث إليها مائة ألف ملك يحملونها على أجنحتهم حتى يصيروها على باب الجنة ، فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله: يا بنت حبيبي ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي ؟
فتقول: يا رب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم. فيقول الله تعالى يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حبٌّ لك أو لاحد من ذريتك خذي فأدخليه الجنة .
قال أبو جعفر: والله يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الردي ، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة، يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا يقول الله: يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي ؟
فيقولون: يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم ، فيقول الله:
يا أحبائي إرجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة ، أنظروا من أطعمكم لحب فاطمة، أنظروا من كساكم لحب فاطمة، أنظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة، أنظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة.. خذوا بيده وأدخلوه الجنة .
قال أبو جعفر: والله لا يبقي في الناس إلا شاكٌّ أو كافرٌ أو منافق .
فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله تعالى: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم. فيقولون: فلو أن لناكرة فنكون من المؤمنين .
قال أبو جعفر: هيهات هيهات ، منعوا ماطلبوا ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) .
وفي مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان: 2/589
حدثنا أبو أحمد قال: أخبرنا عبدالله بن عبد الصمد ، عن عبد الله بن سوار ، عن عباس بن خليفة، عن سليمان الأعمش قال قال: بعث أبو جعفر أمير المؤمنين إلي فأتاني رسوله في جوف الليل فبقيت متفكراً فيما بيني وبين نفسي ، فقلت عسى أن يكون بعث إلي أبو جعفر في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي فلعلي إن صدقته صلبني .
قال: فكتبت وصيتي ولبست كفني ودخلت عليه ، فإذا عنده عمرو بن عبيد فحمدت الله على ذلك ، فقال لي أبو جعفر يا سليمان أدن مني ، قال فدنوت منه فاشتم رائحة الحنوط ، فقال لي: والله يا سليمان لتصدقني أو لأصلبنك !
قال قلت: حاجتك يا أمير المؤمنين .
قال: ما لي أراك محنطاً ؟
قال قلت: أتاني رسولك أن أجب ، فبقيت متفكراً فيما بيني وبين نفسي ، فقلت:
عسى أن يكون بعث إلي أبو جعفر في هذه الساعة يسألني عن فضائل علي ، فلعلي إن صدقته صلبني !!
قال فاستوى جالساً وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فقال: يا سليمان أسألك بالله كم من حديث ترويه في فضائل علي ؟
قلت: ألفي حديث أو يزيد .
قال لي: والله لأحدثنك حديثين ينسيان كل حديث ترويه في فضل علي !
قال: قلت حدثني .
قال: نعم ، أيام كنت هارباً من بني مروان أدور البلاد وأتقرب إلى الناس بحب علي وفضله وكانوا يطعموني ، حتى وردت بلاد الشام وأنا في كساء خلق ما علي غيره ، قال: فنودي للصلاة وسمعت الإقامة ، فدخلت المسجد وفي نفسي أن أكلم الناس ليطعموني ، فلما سلم الإمام إذا رجل عن يميني معه صبيان فقلت: من الصبيان من الشيخ ؟
قال: أنا جدهما وليس في هذه المدينة رجل يحب علياً غيري ، ولذلك سميت أحدهما حسناً والآخر حسيناً ، قال: فقمت إليه فقال: يا شيخ ما تشاء ؟
قال قلت: هل لك في حديث أقر به عينك ؟
قال: إن أقررت عيني أقررت عينك .
قال قلت: حدثني أبي عن جدي قال: كنا مع رسول الله(ص)ذات يوم قعدوا إذ أقبلت فاطمة وهي تبكي بكاء شديداً فقال لها النبي(ص): ما يبكيك ؟
قالت: يا أبتاه خرج الحسن والحسين ولا أدري أين أقاما البارحة ؟
فقال لها النبي(ص): يا فاطمة لا تبكي فو الله إن الذي خلقهما هو ألطف بهما منك ، ثم رفع طرفه إلى السماء ، ثم قال: اللهم إن كانا أخذا براً أو ركبا بحراً فاحفظهما وسلمهما .
فإذا بجبرئيل قد هبط على النبي(ص)فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول: إنك لا تحزن لهما ولا تغتم لهما ، فإنهما فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة ، وأبواهما خير منهما ، وهما نائمان بحضيرة بني النجار ، قد وكل الله بهما ملكاً يحفظهما .
فقام رسول الله(ص)فرحاً مع أصحابه حتى أتى حضيرة بني النجار ، فإذا الحسن معانق الحسين ، وإذا ذلك الملك الموكل بهما باسط أحد جناحيه تحتهما والآخر قد جللهما به ، فانكب عليهما النبي’فقبلهما ، حتى انتبها من نومهما فحملهما النبي(ص) ، وهو يقول:والله لابينن فيكما كما بين فيكما الله .
فقال له أبو بكر: يا رسول الله ناولني أحد الصبيين أخفف عنك .
فقال النبي: يا أبا بكر نعم الحامل حاملهما ونعم المحمولان هما ، وأبوهما خيرٌ منهما .
فقال عمر: يا رسول الله ناولني أحد الصبيين أخفف عنك.
فقال: يا عمر نعم الحامل حاملهما ، ونعم الراكبان هما ، وأبوهما خيرٌ منهما .
فأتى بهما النبي(ص)إلى المسجد فقال: يا بلال هلم إلي الناس فنادى منادي رسول الله في المدينة ، فاجتمع الناس إلى رسول الله ، فقام على قدميه فقال:
يا معشر الناس ، ألا أدلكم على خير الناس جداً وجدة ؟ قالوا: بلى يا رسول الله .
قال: الحسن والحسين جدهما رسول الله ، وجدتهما خديجة ابنة خويلد سيدة نساء أهل الجنة .
ثم قال: أيها الناس ، ألا أدلكم على خير الناس أباً وأماً ؟
قالوا: بلى يا رسول الله .
قال: عليكم بالحسن والحسين ، أبوهما شاب يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، وأمهما فاطمة ابنة رسول الله .
يا معشر الناس ، ألا أدلكم على خير الناس عماً وعمة ؟
قالوا: بلى يا رسول الله .
قال: عليكم بالحسن والحسين ، عمهما جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة مع الملائكة ، وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب .
ثم قال: يا معشر الناس ، ألا أدلكم على خير الناس خالاً وخالة ؟
قالوا: بلى يا رسول الله .
قال: عليكم بالحسن والحسين ، فخالهما القاسم بن رسول الله ، وخالتهما زينب ابنة رسول الله .
ثم قال: إن الحسن والحسين في الجنة ، وأباهما في الجنة ، وأمهما في الجنة وعمهما في الجنة ، وعمتهما في الجنة ، وخالهما في الجنة ، وخالتهما في الجنة .
اللهم إنك تعلم أنه من يحبهما أنه معهما. اللهم إنك تعلم أنه من يبغضهما أنه في النار. فلما قلت ذلك للشيخ ، قال: من أنت يا فتى ؟ قلت: من أهل الكوفة.
قال: عربيٌّ أم مولى ؟ قلت: عربي. قال: أنت تحدث بهذا الحديث ، وأنت في هذا الكساء ؟!قال: فكساني حلة وحملني على بغلته .
قال: فبعتهما في ذلك الزمان بمائة دينار .
ثم قال: يا فتى أقررت عيني ، والله لارشدنك إلى شاب يقر عينك .
قال: قلت نعم أرشدني .
قال: فقال نعم ههنا رجلان أحدهما إمام والآخر مؤذن ، فأما الإمام فهو يحب علياً منذ خرج من بطن أمه ، وأما الآخر فقد كان يبغض علياً وهو اليوم يحب علياً .
قال: فأخذ بيدي وأتى بي باب الإمام ، فإذا شابٌ صبيح الوجه قد خرج علي فعرف الحلة وعرف البلغة وقال: والله يا أخي ما كساك فلان حلته ، ولا حملك على بغلته ، إلا أنك تحب الله ورسوله وتحب علياً ، فحدثني في علي .
فقلت: نعم حدثني والدي عن أبيه عن جده قال:
كنا مع رسول الله(ص)ذات يوم إذ أقبلت فاطمة وهي حاملة الحسن والحسين على كتفيها وهي تبكي بكاء شديداً ، فقال لها رسول الله(ص): يا فاطمة ما يبكيك ؟
قالت: يا رسول الله عيرتني نساء قريش أن أباك زوجك معدماً لا مال له !
فقال لها رسول الله: يا فاطمة لا تبكي ، فو الله ما زوجتك حتى زوجك الله وشهد على ذلك جبرئيل وإسرافيل. ثم اختار من أهل الدنيا فاختار من الخلق أباك فبعثه نبيا ، ثم اختار من أهل الدنيا فاختار من الخلق علياً فجعله وصياً .
يا فاطمة لا تبكي ، فإني زوجتك أشجع الناس قلباً ، وأعلم الناس علماً ، وأسمح الناس كفاً ، وأقدم الناس إسلاماً .
يا فاطمة لا تبكي ، ابناه سيدا شباب أهل الجنة ، كان اسمهما مكتوبك في التوراة شبراً وشبيراً ومشبراً .
( وفي مناقب الخوارزمي: ثم إن الله عز وجل أطلع إلى أهل الأرض فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبياً ، ثم أطلع إلى الأرض ثانية فاختار من الخلائق علياً ، فزوجك الله إياه واتخذته وصياً ، فعلي مني وأنا منه ، فعلي أشجع الناس قلبآ وأعلم الناس علماً وأحلم الناس حلماً وأقدم الناس سلماً وأسمحهم كفاً وأحسنهم خلقاً.
يا فاطمة ، إني آخذ لواء الحمد ومفاتيح الجنة بيدي ، ثم أدفعها إلى علي ، فيكون آدم ومن ولده تحت لوائه .
يا فاطمة ، إني مقيم غداً علياً على حوضي ، يسقي من عرف من أمتي ، والحسن والحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين ، وقد سبق اسمهما في توراة موسى ، وكان اسمهما في التوراة شبراً وشبيراً ، سماهما الله الحسن والحسين لكرامة محمد على الله ولكرامتهما عليه ) .
يا فاطمة ، ألا ترين أني إذا دعيت إلى رب العالمين دعي علي معي ، وإذا شفعني الله في المقام المحمود شفع علي معي .
يا فاطمة إذا كان يوم القيامة كسي أبوك حلتين ، وعلي حلتين ، وينادي المنادي في ذلك اليوم: يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي .
يا فاطمة لا تبكي ، علي وشيعته غداً هم الفائزون في الجنة
وقال في هامشه:
1100 ـ والحديث رواه الخوارزمي في أول الفصل ( 19 ) من كتابه مناقب علي ×بسند آخر عن الأعمش ، وبزيادات في متن الحديث .
وقد رواه بعدة أسانيد ابن المغازلي الشافعي في الحديث ( 188 ) من كتابه مناقب علي(ع)صفحة 143 ، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر الصيرفي البغدادي(رض)قدم علينا واسطاً ، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسبن سليمان ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبدالله العكبري ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن عتاب العبدي ، حدثنا عمر بن شبة بن عبيدة النميري قال: حدثني المدائني قال: وجه المنصور إلى الأعمش يدعوه . . .
قال: وحدثنا محمد بن الحسن ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبدالله العكبري ، حدثنا عبدالله بن عتاب بن محمد ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش قال: أرسل إلى المنصور . . .
وحدثنا محمد بن الحسن ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله العكبري ، حدثنا عبد الله بن عتاب بن محمد العبدي ، حدثنا أحمد بن علي العمي ، حدثنا إبراهيم بن الحكم قال: حدثني سليمان بن سالم قال: حدثني الاعمش قال: بعث إلي أبو جعفر المنصور . .
أقول: ورواه أيضاً شيخ الشيعة وصدوق الشريعة محمد بن علي بن الحسين بأسانيد أربعة في المجلس ( 67 ) من أماليه/352 ، قال:
وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلينا من إصبهان قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة ست وثمانين ومائتين قال: حدثنا الوليد بن الفضل العنزي قال: حدثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش.
أقول: وهذا هو السند الثالث من أسانيد الشيخ الصدوق ، ومن أحب أن يطلع على جميع أسانيده ، ولفظ الحديث فليراجع الأمالي فإنه منشور كثير الوجود ، وإنما أخترنا هذا السند لاجل وقوع الحافظ الطبراني فيه وعلو مقامه في الحفظ غير خفي .
ورواه أبو القاسم الطبري في بشارة المصطفى/114
والمحب الطبري ملخصاً في ذخائر العقبى/130
والحمويني في فرائد السمطين 2/90 ح 406
والخزاعي أبو بكر في أربعينه ح 25
ولاحظ البحار: 37/88 .

نماذج من أحاديث شفاعة النبي وآله(ص)
لزوار مشاهدهم المشرفة
من الثابت في سيرة المؤمنين في كل الأديان ، من عهد أبينا آدم(ع)إلى ظهور الإسلام ، احترام قبور أنبيائهم وأوصيائهم وأوليائهم ، وتشييدها وزيارتها .
بل إن ذلك سيرة عقلائية عند كل الأمم والشعوب ، فتراهم يحترمون قبور موتاهم ، خاصة المهمين العزيزين عندهم .
وكان ذلك من عادات العرب أيضاً ، وكانت الإستجارة بالقبر العزيز على القبيلة وسيلة مهمة للعفو عمن استجار به أو تحقيق طلبه .
ولكن في أيام وفاة النبي(ص)والإختلاف الذي وقع بين صحابته وأهل بيته على خلافته ، ادعى بعض الصحابة أنه(ص)أوصى أن لا يبنى على قبره ، ولا يصلى عند قبره ، ولا يجتمع المسلمون عند قبره . . الخ .
وقد اهتمت دولة الخلافة بترويج هذه الأحاديث ، وتشددت في تنفيذها .
ونحن نعتقد أنها أحاديث غير صحيحة ، وأن الدافع لوضعها كان خوف أهل الخلافة الجديدة من أن تستجير المعارضة خاصة أهل بيت النبي بقبره(ص) ويعلنوا مرابطتهم عنده ، ومطالبتهم بإرجاع الخلافة إليهم !!
وغرضنا هنا أن نلفت إلى أن تأكيد الأئمة من أهل البيت^على زيارة قبر النبي (ص)وقبورهم الشريفة ، كان استمراراً لسنة الله تعالى في الأنبياء والأوصياء السابقين ، كما كان رداً لمقولة السلطة التي عملت لتكريسها على أنها جزءٌ من الدين !
وفيما يلي نماذج من الأحاديث الشريفة ، اقتصرنا منها على ما تضمن شمول شفاعة النبي وأهل بيته الطاهرين(ع)لمن زار قبورهم الطاهرة .

ـ ففي علل الشرائع: 2/460:
حدثنا أبي (رض) قال: حدثنا سعد بن عبد الله ، عن عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن ابراهيم بن أبي حجر الأسلمي ، عن أبي عبدالله(ع)قال قال رسول الله(ص): من أتى مكة حاجاً ولم يزرني إلى المدينة جفاني ، ومن جفاني جفوته يوم القيامة ، ومن جاءني زائراً وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة .
قال مصنف هذا الكتاب: العلة في زيارة النبي(ص)أن من حج ولم يزره فقد جفاه ، وزيارة الأئمة تجري مجرى زيارته ، بما قد روي عن الصادق ، وذكرهم في هذا الباب .

ـ وفي الكافي: 4/567:
أبو علي الأشعري ، عن عبد الله بن موسى ، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت الرضا(ع)يقول: إن لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته ، وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء: زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه ، كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة .
ـ ورواه في علل الشرائع: 2/459 ، وتهذيب الأحكام: 6/ 78 و93 ، والفقيه: 2 /577 ، والمقنعة/474

الشفاعة لمن زار قبر أمير المؤمنين(ع)
ـ في تهذيب الأحكام: 6/107:
وعنه عن محمد بن علي بن الفضل قال: أخبرني الحسين بن محمد بن الفرزدق قال: حدثنا علي بن موسى بن الأحول قال: حدثنا محمد بن أبي السري إملاءً قال: حدثني عبد الله بن محمد البلوي قال: حدثنا عمارة بن زيد عن أبي عامر الساجي واعظ أهل الحجاز قال: أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمد(ع)فقلت له: يابن رسول الله ، ما لمن زار قبره ؟ يعني أمير المؤمنين ، وعمر تربته ؟
قال: يا أبا عامر ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده الحسين بن علي ، عن علي ، أن النبي’قال له: والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن بها .
قلت: يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها ؟
فقال لي: يا أبا الحسن ، إن الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنة ، وعرصة من عرصاتها ، وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده تحن اليكم ، وتحتمل المذلة والأذى فيكم ، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرباً منهم إلى الله ، مودة منهم لرسوله. أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي والواردون حوضي ، وهم زواري غداً في الجنة .
يا علي ، من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس.
ومن زار قبوركم عدل ذلك له ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام ، وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه ، فأبشر وبشر أولياءك ومحبيك من النعيم وقرة العين بما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
ولكن حثالةً من الناس يعيرون زوار قبوركم بزيارتكم ، كما تعير الزانية بزناها !
أولئك شرار أمتي ، لا نالتهم شفاعتي ولا يردون حوضي .

ـ وفي علل الشرائع: 2/585:
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه&قال: حدثنا علي بن ابراهيم عن عثمان بن عيسي عن أبي الجارود رفعه فيما يروى إلى علي صلوات الله عليه قال: إن ابراهيم صلى الله عليه مر ببانقيا فكان يزلزل بها ، فبات بها فأصبح القوم ولم يزلزل بهم، فقالوا ما هذا وليس حدث ؟!
قالوا: نزل هاهنا شيخٌ ومعه غلامٌ له .
قال فأتوه فقالوا له: يا هذا إنه كان يزلزل بنا كل ليلة ، ولم يزلزل بنا هذه الليلة فبت عندنا، فبات فلم يزلزل بهم ، فقالوا: أقم عندنا ونحن نجري عليك ماأحببت.
قال: لا ، ولكن تبيعوني هذاالظهر ، ولا يزلزل بكم .
فقالوا: فهو لك .
قال: لا آخذه إلا بالشراء ، فقالوا: فخذه ما شئت فاشتراه بسبع نعاج وأربعة أحمرة فلذلك سمي بانقيا ، لأن النعاج بالنبطية نقيا .
قال: فقال له غلامه يا خليل الرحمن ما تصنع بهذا الظهر ليس فيه زرع ولاضرع؟!
فقال له: أسكت ، فإن الله تعالى يحشر من هذا الظهر سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ، يشفع الرجل منهم لكذا وكذا. انتهى .
وبانقيا كما ذكره اللغويون هي أول العراق من جهة الحجاز ، وهي منطقة النجف وأبي صخير الفعلية ، وقد تشمل كربلاء .

الشفاعة لمن زار قبر الإمام الحسين(ع)
في الكافي: 4/582:
محمد بن يحيى ، وغيره ، عن محمد بن أحمد ، ومحمد بن الحسين جميعاً ، عن موسى بن عمر ، عن غسان البصري ، عن معاوية بن وهب ، وعلي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا ، عن ابراهيم بن عقبة ، عن معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبد الله×فقيل لي: أدخل فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته فجلست حتى قضى صلاته ، فسمعته وهو يناجي ربه ويقول: يا من خصنا بالكرامة وخصنا بالوصية ، ووعدنا الشفاعة ، وأعطانا علم ما مضى وما بقي ، وجعل أفئدة من الناس تهوي الينا ، اغفر لي ولإخواني ، ولزوار قبر أبي الحسين(ع) .

ـ و في تهذيب الأحكام: 6/108:
أحمد بن محمد الكوفي قال: أخبرني المنذر بن محمد عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: كنت عند أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد(ع)، فدخل رجل من أهل طوس فقال: يا بن رسول الله ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (ع) ؟ فقال له: يا طوسي من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (ع) وهو يعلم أنه إمام من قبل الله عز وجل مفترض الطاعة على العباد، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وقبل شفاعته في خمسين مذنباً ، ولم يسأل الله عز وجل حاجة عند قبره إلا قضاها له .
قال: فدخل موسى بن جعفر وهو صبي فأجلسه على فخذه ، وأقبل يقبل ما بين عينيه ، ثم التفت الي وقال: يا طوسي إنه الإمام والخليفة والحجة بعدي ، سيخرج من صلبه رجلٌ يكون رضاً لله عز وجل في سمائه ولعباده في أرضه ، يقتل في أرضكم بالسم ظلماً وعدواناً، ويدفن بها غريباً ، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أنه امام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عز وجل ، كان كمن زار رسول الله(ص).

الشفاعة لمن زار قبر الإمام الرضا(ع)

ـ في من لا يحضره الفقيه: 2/584
وروى الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا(ع)، أنه قال له رجلٌ من أهل خراسان: يا ابن رسول الله رأيت رسول الله(ص)في المنام كأنه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي ، واستحفظتم وديعتي ، وغيب في ثراكم نجمي ؟
فقال له الرضا(ع): أنا المدفون في أرضكم ، أنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله عز وجل من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنا شفعاؤه نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والانس ، ولقد حدثني أبي عن جدي عن أبيه×أن رسول الله’قال: من رآني في منامه فقد رآني ، لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ولا في صورة أحد من أوصيائي ، ولا في صورة واحد من شيعتهم ، وإن الرؤيا الصادقة جزءٌ من سبعين جزء من النبوة .

ـ وفي من لا يحضره الفقيه: 2/583
وروى البزنطي عن الرضا(ع) قال: ما زارني أحد من أوليائي عارفاً بحقي ، إلا شفعت فيه يوم القيامة. ورواه في وسائل الشيعة: 10/ 434

ـ وفي تهذيب الأحكام: 6/108:
أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا أنه قال: إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمانٌ تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوجٌ ينزل من السماء وفوجٌ يصعد إلى أن ينفخ في الصور ، فقيل له: يا بن رسول الله ، وأية بقعة هذه ؟
قال: هي أرض طوس ، وهي والله روضة من رياض الجنة. من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله’، وكتب الله له ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة .
ورواه في من لايحضره الفقيه: 2/585 ، وفي وسائل الشيعة: 10/445

ختام في بعض قواعد الشفاعة وأحكامها
نصيحة المسلم بأن لا يحتاج إلى الشفاعة


وردت أحاديث تنصح المسلم بأن يكون تقياً في سلوكه ، ويتوب إلى ربه من سيآته في الدنيا ، حتى يكون من أهل الجنة ، ولا يحتاج إلى شفاعة لغفران ذنوبه يوم القيامة .

ـ ففي نهج البلاغة: 4/87:
371 ـ وقال (ع): لاشرف أعلى من الإسلام ، ولا عز أعز من التقوى ، ولا معقل أحصن من الورع ، ولا شفيع أنجح من التوبة .

ـ وفي من لا يحضره الفقيه: 3/574:
وقال الصادق(ع): شفاعتنا لأهل الكبائر من شيعتنا ، وأما التائبون فإن الله عز وجل يقول: مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ .

النهي عن الإتكال على الشفاعة
ـ في الكافي: 8/405:
وإياكم ومعاصي الله أن تركبوها ، فإنه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الإساءة إلى نفسه ، وليس بين الإحسان والإساءة منزلة ، فلأهل الإحسان عند ربهم الجنة ، ولأهل الإساءة عند ربهم النار ، فاعلموا بطاعة الله واجتنبوا معاصيه ، واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئاً ، لا ملكٌ مقرب ولا نبيٌّ مرسل ، ولا من دون ذلك ، فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله ، فليطلب إلى الله أن يرضى عنه .
واعلموا أن أحداً من خلق الله لم يصب رضا الله إلا بطاعته ، وطاعة رسوله ، وطاعة ولاة أمره من آله ، ولم ينكر لهم فضلاً ، عظم ولا صغر .

وفي الكافي: 6/400:
علي بن ابراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن العطار ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله(ع)قال: قال رسول الله(ص): لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته ، ولا يرد عليَّ الحوض ، لا والله ! لا ينال شفاعتي من شرب المسكر، ولا يرد عليَّ الحوض ، لا والله !
أحمد بن محمد ، عن محمد بن اسماعيل ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي الحسن(ع)قال: إنه لما احتضر أبي (ع)قال لي: يا بني إنه لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة ، ولا يرد علينا الحوض من أدمن هذه الأشربة .
فقلت: يا أبَه ، وأي الأشربة ؟
فقال: كل مسكر. ورواهما في تهذيب الأحكام: 9/106
وفي علل الشرائع: 2/356:
أبي&قال: حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن حديد وعبد الرحمان بن أبي نجران ، عن حماد بن عيسى الجهني ، عن حريز بن عبد الله السجستاني ، عن زرارة ، عن أبي جعفر(ع)قال:
لا تستخقن بالبول ولا تتهاون به ، ولا بصلاتك ، فإن رسول الله(رض)قال عند موته: ليس مني من استخف بصلاته ، لا يرد علي الحوض ، لا والله ، ليس مني من شرب مسكراً لا يرد علي الحوض ، لا والله. ورواه في المحاسن: 1 /79

ـ وفي الكافي: 5/469:
محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة ، عن أبي شبل قال قلت لابي عبدالله ×: رجلٌ مسلم ابتلي ففجر بجارية أخيه فما توبته ؟
قال: يأتيه فيخبره ويسأله أن يجعله من ذلك في حل ، ولا يعود .
قال: قلت: فإن لم يجعله من ذلك في حل ؟
قال: قد لقي الله عز وجل وهو زان خائن .
قال: قلت: فالنار مصيره ؟
قال: شفاعة محمد(ص) وشفاعتنا تحيط بذنوبكم يا معشر الشيعة ، فلا تعودون وتتكلون على شفاعتنا ، فوالله ما ينال شفاعتنا إذا ركب هذا حتى يصيبه ألم العذاب ويرى هول جهنم. ورواه في الفقيه: 4/39

ـ وفي الصحيفة السجادية: 1 /324:
وسألتك مسألة الحقير الذليل، البائس الفقير ، الخائف المستجير ، ومع ذلك خيفةً وتضرعاً وتعوذاً وتلوذاً، لا مستطيلاً بتكبر المتكبرين ، ولا متعالياً بدالة المطيعين ، ولا مستطيلاً بشفاعة الشافعين ، وأنا بعد أقل الاقلين وأذل الأذلين ، ومثل الذرة...

ـ وفي مستدرك الوسائل: 11/174:
ـ جامع الأخبار: عن أمير المؤمنين(ع)أنه قال: المؤمن يكون صادقاً في الدنيا ، واعي القلب ، حافظ الحدود ، وعاء العلم ، كامل العقل ، مأوى الكرم ، سليم القلب ، ثابت الحلم ، عاطف اليقين ، باذل المال ، مفتوح الباب للإحسان، لطيف اللسان ، كثير التبسم ، دائم الحزن ، كثير التفكر ، قليل النوم ، قليل الضحك ، طيب الطبع ، مميت الطمع ، قاتل الهوى ، زاهداً في الدنيا ، راغباً في الآخرة ، يحب الضيف ، ويكرم اليتيم ، ويلطف الصغير ، ويرفق الكبير ، ويعطي السائل ، ويعود المريض ، ويشيع الجنائز ، ويعرف حرمة القرآن ، ويناجي الرب ، ويبكي على الذنوب ، آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر، أكله بالجوع ، وشربه بالعطش، وحركته بالأدب ، وكلامه بالنصيحة ، وموعظته بالرفق ، ولا يخاف إلا الله ، ولايرجو إلا اياه ، ولا يشغل إلا بالثناء والحمد ، ولايتهاون ، ولا يتكبر ، ولا يفتخر بمال الدنيا، مشغولٌ بعيوب نفسه ، فارغٌ عن عيوب غيره ، الصلاة قرة عينه، والصيام حرفته وهمته ، والصدق عادته ، والشكر مركبه ، والعقل قائده ، والتقوى زاده ، والدنيا حانوته ، والصبر منزله ، والليل والنهار رأس ماله ، والجنة مأواه ، والقرآن حديثه ، ومحمد(ص)شفيعه ، والله جل ذكره مؤنسه .

أمل العاصين بشفاعة النبي وآله(ص)
ـ في الصحيفة السجادية: 1 /350
اللهم فصل على محمد وآل محمد ، ولا تخيب اليوم ذلك من رجائي ، ويا من لا يحفيه سائل ولا ينقصه نائل ، فاني لم آتك ثقة مني بعمل صالح قدمته ، ولا شفاعة مخلوق رجوته ، إلا شفاعة محمد وأهل بيته ، عليه وعليهم سلامك . . .

ـ وفي الإعتقادات للصدوق/47:
قال النبي(ص): لا يدخل رجل الجنة بعمله ، إلا برحمة الله عز وجل .

ـ وفي بحار الأنوار: 8/362
ـ العيون: فيما كتب الرضا(ع)للمأمون من محض الإسلام: إن الله لا يدخل النار مؤمنا وقد وعده الجنة ، ولا يخرج من النار كافراً وقد أوعده النار والخلود فيها ، ومذنبو أهل التوحيد يدخلون النار ويخرجون منها ، والشفاعة جائزةٌ لهم .
وهو في عيون أخبار الرضا 7: 268 ، وفي الخصال: 2/154

ـ وفي تأويل الآيات: 2/68:
الشيخ(رض)في أماليه ، عن أبي محمد الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه قال: دخل سماعة بن مهران على الصادق(ع)فقال له: يا سماعة من شر الناس عند الناس ؟
قال: نحن يا بن رسول الله !
قال: فغضب حتى احمرت وجنتاه ، ثم استوى جالساً وكان متكئاً ، فقال:
يا سماعة من شر الناس عند الناس ؟
فقلت: والله ما كذبتك يابن رسول الله ، نحن شر الناس عند الناس ، لأنهم سمونا كفاراً ورافضة .
فنظر الي ثم قال: كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنة ، وسيق بهم إلى النار فينظرون إليكم فيقولون: ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار ؟
يا سماعة بن مهران ، إنه من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنخلصه ، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال ، والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال ، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال ، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد ، فتنافسوا في الدرجات ، وأكمدوا أعداءكم بالورع. انتهى .
ولا بد أن يكون مقصود الإمام الباقر×محبي أهل البيت المؤمنين المقبولين عند الله تعالى .

ـ وفي تأويل الآيات: 2/155:
وروى الشيخ أبو جعفر الطوسي قدس الله روحه عن رجاله ، عن زيد بن يونس الشحام ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر(رض)قال: قلت لابي الحسن(رض): الرجل من مواليكم عاقٌ يشرب الخمر ، ويرتكب الموبق من الذنب نتبرأ منه ؟
فقال: تبرؤوا من فعله ، ولا تتبرؤوا من خيره ، وابغضوا عمله .
فقلت: يتسع لنا أن نقول: فاسقٌ فاجر ؟
فقال: لا ، الفاسق الفاجر الكافر الجاحد لنا ولأوليائنا، أبى الله أن يكون ولينا فاسقاً فاجراً وإن عمل ما عمل ، ولكنكم قولوا: فاسق العمل فاجر العمل مؤمن النفس ، خبيث الفعل طيب الروح والبدن.
لا والله لا يخرج ولينا من الدنيا إلا والله ورسوله ونحن عنه راضون ، يحشره الله على ما فيه من الذنوب ، مبيضاً وجهه ، مستورة عورته ، آمنة روعته ، لا خوف عليه ولا حزن. وذلك أنه لا يخرج من الدنيا حتى يصفى من الذنوب ، إما بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض ، وأدنى ما يصنع بولينا أن يريه الله رؤيا مهولة فيصبح حزيناً لما رآه ، فيكون ذلك كفارةً له. أو خوفاً يرد عليه من أهل دولة الباطل ، أو يشدد عليه عند الموت ، فيلقى الله عز وجل طاهراً من الذنوب ، آمنة روعتة بمحمد وأمير المؤمنين ، صلوات الله عليهما .
ثم يكون أمامه أحد الأمرين: رحمة الله الواسعة التي هي أوسع من أهل الأرض جميعاً ، أو شفاعة محمد وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، إن أخطأته رحمة الله أدركته شفاعة نبيه وأمير المؤمنين ، فعندها تصيبه رحمة الله الواسعة ، وكان أحق بها وأهلها ، وله إحسانها وفضلها. انتهى .ورواه في أصل زيد الزراد/51
ولا بد أن يكون المقصود بوليهم المؤمن المقبول عند الله تعالى .

ـ وفي بحار الأنوار: 8/362:
تذييل: اعلم أن الذي يقتضيه الجمع بين الآيات والأخبار أن الكافر المنكر لضروري من ضروريات دين الإسلام مخلدٌ في النار ، لا يخفف عنه العذاب إلا المستضعف الناقص في عقله ، أو الذي لم يتم عليه الحجة ، ولم يقصر في الفحص والنظر ، فإنه يحتمل أن يكون من المرجون لأمر الله، كما سيأتي تحقيقه في كتاب الإيمان والكفر . وأما غير الشيعة الإمامية من المخالفين وسائر فرق الشيعة ممن لم ينكر شيئاً من ضروريات دين الإسلام فهم فرقتان :
إحداهما ، المتعصبون المعاندون منهم ممن قد تمت عليهم الحجة فهم في النار خالدون .
والأخرى ، المستضعفون منهم وهم الضعفاء العقول مثل النساء العاجزات والبله وأمثالهم ، ومن لم يتم عليه الحجة ممن يموت في زمان الفترة ، أو كان في موضع لم يأت إليه خبر الحجة ، فهم المرجون لأمر الله ، إما يعذبهم وإما يتوب عليهم ، فيرجى لهم النجاة من النار .
وأما أصحاب الكبائر من الإمامية فلا خلاف بين الإمامية في أنهم لا يخلدون في النار ، وأما أنهم هل يدخلون النار أم لا ؟ فالأخبار مختلفة فيهم اختلافاً كثيراً .
ومقتضى الجمع بينها أنه يحتمل دخولهم النار ، وأنهم غير داخلين في الأخبار التي وردت أن الشيعة والمؤمن لا يدخل النار ، لأنه قد ورد في أخبار أخر أن الشيعة من شايع علياً في أعماله ، وأن الإيمان مركبٌ من القول والعمل .
لكن الأخبار الكثيرة دلت على أن الشفاعة تلحقهم قبل دخول النار ، وفي هذا التبهيم حكم لا يخفى بعضها على أولي الأبصار .

الأولى بشفاعة النبي وآله(ص)
ـ في مستدرك الوسائل: 8/442:
وبهذا الإسناد: عن علي بن أبي طالب قال: قيل يا رسول الله ما أفضل حال أعطي للرجل ؟
قال: الخلق الحسن ، إن أدناكم مني وأوجبكم عليَّ شفاعة: أصدقكم حديثاً ، وأعظمكم أمانة ، وأحسنكم خلقاً ، وأقربكم من الناس .
ورواه في صفحة 454 ، وفي 11/171

ـ وفي تفسير نور الثقلين: 1/77:
في كتاب الخصال عن أبي عبد الله((ع)قال: ثلاثٌ من كن فيه استكمل خصال الإيمان: من صبر على الظلم وكظم غيظه ، واحتسب وعفى وغفر ، كان ممن يدخله الله تعالى الجنة بغير حساب ، ويشفعه في مثل ربيعة ومضر .
ـ وفي المقنعة/267:
وقال’: إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجلٌ نصر ذريتي ، ورجلٌ بذل ماله لذريتي عند الضيق ، ورجلٌ أحب ذريتي بالقلب واللسان ، ورجلٌ سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا وشردوا .

ـ وفي فردوس الأخبار للديلمي: 5/107 ح 7327
أنس بن مالك: وعدني ربي عز وجل في أهل بيتي: من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ ، أن لا يعذبهم .

ـ وفي فردوس الأخبار: 1/54 ح 28:
عبد الله بن عمر: أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي ثم الأقرب فالأقرب ثم الأنصار . ثم من آمن بي واتبعني من اليمن ، ثم سائر العرب والأعاجم . ومن أشفع له أولاً أفضل .

وفي الطبراني الكبير: 12/421
عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص): أول من أشفع له يوم القيامة أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب من قريش، ثم الأنصار ثم من أمن بي واتبعني من اليمن ، ثم سائر العرب ، ثم الأعاجم ، وأول من أشفع له أولوا الفضل .
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/381

ـ وفي مجمع الزوائد ج10/380:
باب في أول من يشفع لهم: عن ابن عمر قال قال رسول الله (ص): أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب من قريش والأنصار ، ثم آمن بي واتبعني من أهل اليمن ، ثم من سائر العرب ، ثم الأعاجم . وأول من أشفع له أولو الفضل. رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم .

الدعاء للنبي(ص)باعطائه الشفاعة
ـ في الكافي: 3/187:
علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن رجل ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله(ع)قال: تقول: أشهد أن لا اله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وتقبل شفاعته ، وبيض وجهه ، وأكثر تبعه .

وفي الصحيفة السجادية 1/291:
اللهم اجعل محمداً أول شافع وأول مشفع ، وأول قائل ، وأنجح سائل.
اللهم صل على محمد وآل محمد سيد المرسلين وإمام المتقين وأفضل العالمين وخير الناطقين ، وقائد الغر المحجلين ، ورسول رب العالمين.
اللهم أحسن عنا جزاءه ، وعظم حباءه وأكرم مثواه وتقبل شفاعته في أمته وفي من سواهم من الأمم ، واجعلنا ممن تشفعه فيه ، واجعلنا برحمتك ممن يرد حوضه يوم القيامة .

ـ وفي تهذيب الأحكام: 6/100:
وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ، ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة ، والمكان المحمود والمقام المعلوم عند الله عز وجل ، والجاه العظيم ، والشأن الكبير والشفاعة المقبولة .
ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا.
يا ولي الله إن بيني وبين الله عز وجل ذنوباً لا يأتي عليها إلا رضاكم ، فبحق من ائتمنكم على سره ، واسترعاكم أمر خلقه ، وقرن طاعتكم بطاعته ، لما استوهبتم ذنوبي ، وكنتم شفعائي ، فإني لكم مطيع .
من أطاعكم فقد أطاع الله ، ومن عصاكم فقد عصى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله .
اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب اليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي ، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك ، أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم ، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنك أرحم الراحمين .
الدعاء بطلب الشفاعة لوالديه وأقاربه
ـ في الصحيفة السجادية 1/347:
اللهم رب هذه الأمكنة الشريفة ، ورب كل حرم ومشعر عظمت قدره وشرفته . . . واغفر لي ولوالدي ولمن ولدني من المسلمين ، وارحمهما كما ربياني صغيراً ، واجزهما عني خير الجزاء ، وعرفهما بدعائي لهما ما يقر أعينهما ، فإنهما قد سبقاني إلى الغاية ، وخلفتني بعدهما ، فشفعني في نفسي وفيهما ، وفي جميع أسلافي من المؤمنين والمؤمنات ، في هذا اليوم يا أرحم الراحمين. انتهى .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page