• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الباب الثاني و الأربعون : في حسن الخلق و ثوابه

 

الباب الثاني و الأربعون في حسن الخلق و ثوابه
قال الله تعالى لنبيه وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم مادحا له بذلك و كفى بذلك مدحا له و قيل سبب نزول هذه الآية أنه قد كان (ص) قد لبس بردا نجرانيا ذا حاشية قوية فبينما هو يمشي إذ جذبه أعرابي من خلفه فجرت في عنقه فقال له أعطني عطائي يا محمد فالتفت إليه مبتسما و أمر له بعطائه فنزل قوله تعالى وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم فمدحه الله بهذه مدحة لم يمدح بها أحد من خلقه و سئل النبي (ص) أي المؤمنين أفضلهم إيمانا فقال أحسنهم خلقا و قال الصادق (ع) أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا و قال إن الصبر و الصدق و الحلم و حسن الخلق من أخلاق الأنبياء و ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة شيء أفضل من حسن الخلق .
و قال رسول الله (ص) إن الخلق الحسن يذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد و إن الخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل و قال إن حسن الخلق يثبت المودة و حسن البشر يذهب بالسخيمة و من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة فاستنزلوا الرزق بالصدقة و إياكم أن يمنع أحدكم من ذي حق حقه فينفق مثله في معصيته و قال إن حسن الخلق يبلغ درجة الصائم و القائم و قال (ع) إن الله يعطي العبد على حسن خلقه من الثواب كما يعطي المجاهد في سبيل الله و قال الرفيق يمن و الخرق شؤم و قال أقربكم مني غدا في الموقف أصدقكم للحديث و أداكم للأمانة و أوفاكم بالعهد و أحسنكم خلقا و قال يا بني عبد المطلب أفشوا السلام و صلوا الأرحام و أطعموا الطعام و أطيبوا الكلام تدخلوا الجنة بسلام و قال أبو حمزة الثمالي قال علي بن الحسين إن أحبكم إلى الله أحسنكم خلقا و أعظمكم عملا و أشدكم فيما عند الله رغبة و أبعدكم من عذاب الله أشدكم حشمة و أكرمكم عند الله أتقاكم و قال الصادق (ع) لجراح المدائني أ لا أحدثكم بمكارم الأخلاق قال بلى فقال الصفح عن الناس و مواساة الرجل أخاه في الله و ذكر الله كثيرا و قال رسول الله (ص) أحلم الناس الذين إذا غضبوا عفوا و أصبرهم أكظمهم للغيظ و أغناهم أرضاهم بما قسم الله و أحبهم إلى الله أكثرهم ذكرا و أعدلهم من أعطى الحق من نفسه و أحب للمسلمين ما تحب لنفسك و اكره لهم ما تكره لنفسك و قال الحسن بن عطية قال أبو الحسن( ع )مكارم الأخلاق عشرة فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنها تكون في الرجل و لا تكون في ولده و تكون في ولده و لا تكون فيه تكون في العبد و لا تكون في الحر صدق الحديث و أداء الأمانة و صلة الرحم و إقراء الضيف و إعطاء السائل و المكافأة على الصنائع و التذمم للجار و الصاحب و رأسهن الحياء و كثرة الذكر و قال أبو عبد الله (ع) من صدق لسانه زكى عمله و من حسنت نيته زيد في رزقه و من حسن بره في أهل بيته مد في عمره و قال (ع) لا تغزوا بصلاتهم و صيامهم فإن الرجل ربما لهج بالصلاة و الصيام حتى لو تركهما استوحش لذلك و لكن اختبروهم عند صدق الحديث و أداء الأمانة و صلة الأرحام و البر بالإخوان و قيل للأحنف بن قيس ممن تعلمت الحلم فقال من قيس بن عاصم المنقري قال كان عنده ضيف فجاءت جاريته بشواء في سفود فوقع على ابن له فمات من ساعته فدهشت الجارية فقال لها لا روع و لا خوف و لا جزع عليك و أنت حرة لوجه الله و قال النبي (ص) إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه و حسن الخلق و عنه (ع) ثلاثة لا تعرف إلا في ثلاثة لا يعرف الحليم إلا في الغضب و لا الشجاع إلا في الحرب و لا الأخ إلا عند الحاجة و تبع الأحنف رجل يشتمه في طريقه فلما قرب من داره قال له يا هذا إن كان بقي في نفسك شيء فقله قبل أن يسمعك خدمي و قومي فيقتلوك و دعا علي بن الحسين (ع) عبدا له فلم يجبه مرات فقال له ما منعك من جوابي فقال أمنت عقوبتك فقال امض فأنت حر لوجه الله تعالى و من حسن الخلق أن العبد يعطي الناس من نفسه ما يحبه أن يعطوه من أنفسهم و هو أيضا احتمال ما يقع من جفاء الناس و احتمالهم من غير ضجر و لا حرد و قال موسى (ع) في مناجاته أسألك يا رب أن لا يقال في ما ليس في فقال يا موسى ما فعلت هذا لنفسي فكيف لك و الخلق الحسن احتمال المكروه مع بسط الوجه و تبسم السن و سئل رسول الله (ص) عن الشؤم فقال سوء الخلق و قيل له يا رسول الله ادع الله على المشركين ليهلكهم الله فقال إنما بعثت رحمة لا عذابا و قال رجل للرضا (ع) ما حد حسن الخلق فقال إن تعطي الناس من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله فقال ما حد التوكل فقال إن لا تخاف مع الله أحدا فقال أحب أن أعرف كيف أنا عندك فقال انظر كيف أنا عندك و قال المتوكل لعلي بن محمد الهادي (ع) كلاما يعاتبه و يلومه فيه فقال له لا تطلب الصفو ممن كدرت عليه و لا الوفاء ممن صرفت سوء ظنك إليه فإنما قلب غيرك لك كقلبك له و قال (ع) لا يكمل المؤمن إيمانه حتى تكون فيه ثلاث خصال خصلة من ربه و خصلة من نبيه و خصلة من إمامه فأما التي من ربه فكتمان السر فإنه قال تعالى فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُول و أما التي من نبيه فإنه قال له خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ و أما التي من إمامه فالصبر في البأساء و الضراء فإن الله تعالى يقول وَ الصّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرّاءِ و من حسن الخلق أن يكون الرجل كثير الحياء قليل الأذى صدوق اللسان قليل الكذب كثير العمل قليل الزلل وقورا صبورا رضيا شكورا رفيقا عفيفا شفيقا لا نمام و لا غياب و لا مغتاب و لا عجول و لا حسود و لا بخيل يحب في الله و يبغض في الله و يعطي في الله و يمنع في الله و يرضى في الله و يسخط في الله و يحسن و يبكي كما أن المنافق يسيء و يضحك و قال النبي (ص) إن أقرب الناس إلى الله تعالى يوم القيامة من طال جوعه و عطشه و حزنه في الدنيا فهم الأتقياء الأنقياء الأحفياء الذين إذا شهدوا لم يعرفوا و إذا غابوا لم يفقدوا تعرفهم بقاع الأرض و تحف بهم ملائكة السماء تنعم الناس بالدنيا و تنعموا بذكر الله افترش الناس الفرش و افترشوا هم الجباة و الركب و سعوا الناس بأخلاقهم تبكي الأرض عليهم لفقدهم و يسخط الله على بلد ليس فيها منهم أحد لم يتكالبوا على الدنيا تكالب الكلاب على الجيف شعثا غبرا يراهم الناس فيظنون أن بهم داء أو قد خولطوا أو ذهبت عقولهم و ما ذهبت بل نظروا إلى أهوال الآخرة فزال حب الدنيا عن قلوبهم عقلوا حيث ذهبت عقول الناس فكونوا أمثالهم و قال أبو عبد الله (ع) مكارم الدنيا و الآخرة أن تصل من قطعك و تعطي من حرمك و تعفو عمن ظلمك


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page