• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الباب الخامس و الأربعون: في ولاية الله تعالى

 

الباب الخامس و الأربعون في ولاية الله تعالى
قال الله تعالى أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ و ولاية الله معرفته و معرفة نبيه و معرفة الأئمة من أهل بيته (ع) و موالاتهم و موالاة كافة أولياء الله و معاداة أعداء الله و أعداء رسوله و أعداء أهل بيته و التبري من كل من لم يدن الله بدين الإسلام و أعظم عرى الإيمان الموالاة في الله و المعاداة في الله و لا طريق إلى ذلك إلا بعد المعرفة لهم و إذا لم يعرف أولياء الله فيواليهم و أعداء الله فيعاديهم لا يأمن من أن يعادي لله وليا أو يوالي لله عدوا فيخرج بذلك عن طريق الولاية بل عن الإيمان و ما من شيء من ذلك إلا و عليه دلالة من كتاب الله عز و جل و سنة نبيه (ص) و شرح ذلك مذكور في كتب العلم و ينبغي على العاقل الالتزام بعرى الإيمان و التحلي بحلية أهل الولاية فمن أراد ذلك فليلزم لسانه الذكر و قلبه الفكر و يعتزل الدنيا و يجالس الصالحين من أهل العلم و يتبع آثار الصالحين و يقتدي بهداهم من الرفض للدنيا و يقنع من العيش بما حضر و يتقرب إلى الله بصالح المقربات من صلاة النوافل و البر للإخوان و قضاء حوائجهم و صلتهم و الإيثار على نفسه بما يقدر عليه و صيام الأوقات المندوب إليها و صيانة بطنه من الحرام و
لسانه عن فضول الكلام و ليعلم أن الله يتولاه كما تولاه فإنه تعالى قال وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ فحينئذ لا يكله إلى نفسه بل يتولى عنايته و حوائجه و قال سبحانه فليأذن بحرب مني من أذى عبدي المؤمن أو أخاف لي وليا و قال سبحانه ما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته و عن أبي عبد الله (ع) قال إذا كان يوم القيامة ينادي المنادي المؤذون لأوليائي فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم فيقال هؤلاء الذين آذوا المؤمنين و نصبوا لهم العداوة و عاندوهم و عنفوهم في دينهم ثم يؤمر بهم إلى جهنم و قال (ع) من حقر مؤمنا لم يزل الله عز و جل حاقرا له حتى يرجع من محقرته إياه و قال أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا مما يحتاج إليه و هو قادر عليه من عنده أو من عند غيره أقامه الله يوم القيامة مسودا وجهه مزرقة عيناه و مغلولة يداه إلى عنقه فيقال هذا الخائن الذي خان الله عز و جل و رسوله فيؤمر به إلى النار و عن أبي عبد الله (ع) من رد أخاه المؤمن عن حاجة و هو يقدر على قضائها سلط الله عليه ثعبانا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة و قال (ع) من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله عز و جل يوم لا ظل إلا ظله و قال (ع) من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمسمائة عام حتى يسيل عرقه أودية و ينادي مناد من عند الله عز و جل هذا الظالم الذي حبس عن الله عز و جل حقه قال فيوبخ أربعين يوما و يؤمر به إلى النار و عن أبي عبد الله (ع) قال من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه و لم يصبه فهو في النار و من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه فهو مع فرعون و آل فرعون في النار و من أعان على مؤمن بخطر كلمة لقي الله عز و جل يوم القيامة مكتوب بين عينيه هذا آيس من رحمة الله عز و جل و قال (ع) من علامات شرك الشيطان الذي لا شك فيه أن يكون الرجل فحاشا لا يبالي ما قال و لا ما قيل فيه فإنه لعب به و بإسناده إلى رسول الله (ص) إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذي قليل الحياء لا يبالي بما قال و لا ما قيل فيه و قال رسول الله (ص) من شر عبيد الله من يكره مجالسته لفحشه و قال الصادق (ع) من خاف الناس لسانه فهو في النار و بإسناده عن رسول الله (ص) قال أشر الناس يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء شرهم و ينبغي للمؤمن أن تكون فيه ثمان خصال وقور عند الهزاهز صبور على البلاء شكور عند الرخاء قانع بما رزقه الله لا يظلم الأعداء و يتحامل الأصدقاء بدنه منه في تعب و الناس منه في راحة و الولي كل الولي من توالت أقواله و أفعاله على موافقة الكتاب و السنة و من كان هكذا تولى الله سيئاته باللطف في كل أموره و حرسه في غيبته و حضوره و حفظه في أهله و ولده و ولد ولده و في جيرانه فإنه جاء في الحديث النبوي إن الله يحفظ الرجل في ولده و ولد ولده و دويرات حوله و جاء في تأويل قوله تعالى وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً إنه كان بينهما و بين أبيهما الصالح سبعة أجداد و قيل سبعين جدا و الولي ريحانة الله في الأرض يشمها المؤمنون و يشتاق إليها الصالحون و علامة الولي ثلاثة أشياء شغله بالله و همه لله و فراره إلى الله و إذا أراد الله أن يوالي عبدا فتح على لسانه ذكره و على قلبه فكره فإذا تلذذ بالذكر فتح له باب القرب ثم فتح عليه باب الأنس به و الوحشة من خلقه فأجلسه على كرسي الولاية و عامله بأسباب العناية و أورثه دار الكرامة و كشف عن قلبه و بصره الغشاوة و العماية فأصبح ينظر و ربنا الله و رفع إليه حسن الرزق و خوف العدو و من حيث يحل التوكل في قلبه و الرضا بقسمه و لهذا قال الله تعالى أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ و أمن من أهوال يوم القيامة و نار جهنم .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page