• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الانتباه الى الاستثناءات



الانتباه الى الاستثناءات :
هناك موضوع آخر مهم جداً لمعرفة الذنب وهو موضوع معرفة ( الاستثناءات ) وكما يقولون : « ما من عام الاّ وقد خصّ » إنّ اقتراف كثير من الذنوب حتى الذنوب الكبيرة جائز في بعض الاحيان وواجب في الاحيان الاخرى . فمثلاً : القسم الكاذب يعد من الذنوب الكبيرة ، فاذا كان فيه نجاة حياة المسلم من يدي الظالم ، فذلك القسم واجب ، او مثلاً : الكذب حرام ، ولكن طبق الاحاديث الواردة يجوز الكذب في ثلاث موارد .
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« كل كذب مسؤول عنه صاحبه يوماً إلاّ في ثلاثة : رجل كائد في حربه فهو موضوع عنه ، أو رجل أصلح بين اثنين يلقىهذا بغير ما يلقى به هذا ، يريد بذلك الاصلاح بينهما ، أو رجل وعد أهله شيئاً وهو لا يريد أن يتمّ لهم » .

الغيبة واستثناءاتها :
إنّ الموضوع الآخر الاكثر اهمية حول معرفة الذنب . هو موضوع معرفة ما يستثنى في جواز غيبة . الغيبة معناها : ذكر عيب المسلم في غيابه . وتعتبر من الذنوب الكبيرة التي نهى الاسلام عنها في كثير من الآيات والروايات . فالغيبة تعني ذكر العيب الخفي في غياب الشخص ، ولكن ذكر العيوب الظاهرة لا تعتبر غيبة . وطبيعي ان اشاعة عيوب المسلم من باب الذم والتشهير به حرام وغير جائز (1) .
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه » (2) .
وفي الآية 13 من سورة الحجرات نقرأ قوله تعالى :
( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ) .
ونذكر هنا روايتين عن المساوي ، التي يخلفها ذلك الذنب

العظيم ، وهو الغيبة :
1ـ قال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « الغيبة أسرع في دين الرجل من الأكلة في جوفه » (3) .
2 ـ اوحى الله سبحانه وتعالى الى موسى ( عليه السلام ) .
« من مات تائباً من الغيبة فهو آخر من يدخل الجنة ، ومن مات مصرّاً عليها فهو اول من يدخل النار » (4) .
مع كل هذه التحذيرات من الغيبة التي هي ذنب كبير وكل هذه النواهي عن ارتكابها ، ولكن في بعض الموارد نرى أنّ الغيبة جائزة بل تصل الى حد الوجوب .
يذكر العالم الكبير والاستاذ المعظم الشيخ مرتضى الانصاري في كتاب المكاسب ما يلي :
اعلم انه كلما كان المرخص في ذكر المساوىء غرض صحيح لا يمكن التوصل اليه الاّ بها جازت ، وعلى هذا فموارد الاستثناء لا تنحصر في عدد منها (5) :
1 ـ اذا كان المغتاب متجاهراً بالفسق : فان من لا يبالي بظهور فسقه بين الناس لا يكره ذكره بالفسق .
2 ـ تظلم المظلوم واظهار ما فعل به الظالم وان كان متستراً به .
3 ـ الاستفتاء بان يقول للمفتي : ظلمنتي فلان في حقي فكيف طريقي في الخلاص ؟ هذا اذا كان الاستفتاء موقوفاً على ذكر الظالم بالخصوص والاّ فلا يجوز .
4 ـ قصد ردع المغتاب عن المنكر الذي يفعله فانه اولى من ستر المنكر عليه .
5 ـ قصد منع مادة فساد المغتاب عن الناس كما في المبتدع الذي يخاف من اضلاله الناس .
6 ـ جرح الشهود فانّ الاجماع دل على جوازه ، ولان مصلحة عدم الحكم بشهادة الفساق اولى من الستر على الفاسق .
7 ـ دفع الضرر عن المغتاب .
8 ـ ذكر الشخص بعيبه الذي صار بمنزلة الصفة المميزة التي لا يعرف الا بها كالاعمش والاعرج والاشتر والاحول ونحوها .
9 ـ القدح في مقالة باطلة وان دل على نقصان قائلها اذا توقف حفظ الحق وابطال الباطل عليه .
وجاء في القرآن الكريم الآية 148 من سورة النساء :
( لا يحبّ الله الجهر بالسّوء من القول الاّ من ظلم ) .
وعلى هذا الاساس نرى ان بعض الذنوب وعلى قاعدة تفضيل ( الأهم على المهم ) فيها استثناءات ذكرها الفقهاء ويجب معرفة هذه الموارد حتى يميز الانسان العمل الصالح من الطالح . ولا انسى انه في زمان النظام السابق قال احد الاشخاص : « ما دامت الغيبة حراماً فلماذا تستغيبون الشاه ؟ » إنّ مثل هذه الاعتراضات دليل على عدم معرفة الامور المستثناة من الغيبة .

الانتباه الى جميع القيم :
إنّ احد الامور اللازمة الذكر حول معرفة الذنب . هو غفلتنا في بعض الاحيان عن الذنوب الواقعة تحت تأثير القيم الكبيرة والكثيرة الاهمية . فالمسلم الذي يعرف الذنب يجب عليه ان يكون فطناً في جميع الاحوال ، ولا يدع ايّ منفذ لاقتراف الذنب . وحول هذا الأمر نأتي بهاتين القصتين :
1 ـ قال انس : استشهد غلام منا يوم أحد فمسحت أمه التراب عن وجههت وقالت : هنيئاً لك الجنة يا بني ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : وما يدريك ؟ « فلعلّه تكلّم فيما لا يعنيه ، وبخل بما لا ينقصه » (1) .
2 ـ ومثل هذا المطلب في مسألة أم « سعد بن معاذ » (2) .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لام سعد : « يا ام سعد مه ، لا تجزمي على ربك فان سعداً قد أصابته ضمّة » .
« نعم انه كان في خلقه مع اهله سوء » .
____________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 342 ( باب الكذب الحديث 18 ) .
(2) اصول الكافي ج 2 ( باب الغيبة الحديث 7 ) .
(3) اصول الكافي ج 2 ص 356 .
(4) المحجة البيضاء ج 5 ص 252 .
(5) نقل نصاً في كتاب المكاسب ص 45 ـ 46 .
(6) المحجة البيضاء ج 5 ص 200 .
(7) بحار الانوار ط القديمة ج 6 ص 696 ـ قاموس الرجال ج 4 ص 341 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page