• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

القسم الخامس: الآثار السلبية التي يخلفها الذنب

القسم الخامس
الآثار السلبية التي يخلفها الذنب
التوبة والتطهير وجبران الذنب

الآثار السلبية التي يخلفها الذنب :
من المسلّمات في الدين والعلم والتجربة ان اعمال الانسان الحسنة والسيئة لها نتائج دنيوية واخروية . كزارع البذور فلو زرع احد بذر الورد لجنى ثماوه ورداً ، وزارع الشوك لا يجني الاّ شوكاً .
وبعبارة اخرى لكل عمل رد عمل رد فعل معاكس كالذي يضرب الكرة على الارض فترجع الكرة اليه ، ويجب الانتباه ايضاً الى ان جزاء العمل يراه في الدنيا والاخرة . ولكن نسبة الجزاء في الدنيا الى جزاء الاخرة قليل . وكذلك فان اعمال الانسان تاتي عليه بصور مختلفة ويجب ان لا نستبعد ان المصائب المختلفة التي تصيب الانسان في الدنيا أحياناً تكون جزاءً لعمل ما واحياناً امتحان الله سبحانه للانسان ولاجل ارتقائه سلم التكامل ، وله ثواب اضافي ومضاعف ، وفي ( الاية 155 )
من سورة البقرة اشارة الى هذا المطلب .
( ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع .... ) .
وهناك روايات كثيرة تدل على ذلك ، فمن جملتها قول الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« إنّ أشدّ الناس بلاءً الانبياء ثم الذين يلونهم ثمّ الامثل فالامثل » (1) .

الآثار الدنيوية للذنب في نظر القرآن الكريم :
وردت في القرآن الكريم عشرات الآيات في الآثار والنتائج التي يخلفها الذنب ونذكر هنا عدة نماذج :
1 ـ في الآية 59 من سورة البقرة :
( فأنزلنا على الّذين ظلموا رجزاً من السّماء بما كانوا يفسقون ) .
2 ـ في الآية 49 من سورة المائدة :
( يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم ) .
3 ـ في الآية 6 من سورة الانعام :
( .... فأهلكناهم بذنوبهم ) .
4 ـ في الآية 96 من سورة الأعراف :
( ..... فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) .
5 ـ في الآية 25 من سورة نوح :
( ممّا خطيئاتهم أغرقوا ) .
6 ـ في الآية 14 من سورة الشمس :
( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها ) .
7 ـ في الآية 11 من سورة الرعد :
( إنّ الله لا يغيّر ما بقومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم ) .
8 ـ في الآية 14 من سورة المطففين :
( كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) .
9 ـ في الآية 30 من سورة الشورى : ( وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثيرٍ ) .
قال امير المؤمنين ( عليه السلام ) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :« خير آية في كتاب الله هذه الآية » .
ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « يا علي ! ما من خدش عودٍ ولا نكبة قدمٍ الاّ بذنب » (2) .
بعض الآيات حول آثار الذنب في الآخرة :
1 ـ ( ومن جاء بالسّيئة فكبّت وجوههم في النّار هل تجزون إلاّ ما كنتم تعملون ) . ( النمل / 90 )
2 ـ وفي الآية 23 من سورة الجن :
( ومن يعص الله ورسوله فانّ له نار جهنّم خالدين فيها أبداً ) .
3 ـ في الآية ( 11 ـ 16 ) من سورة المعارج :
( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته الّتي تؤيه ومن في الأرض جميعاً ثمّ ينجيه كلاّ إنّها لظى نزّاعةً للشّوى ) .
4 ـ الآية 104 من سورة المؤمنون :
( تلفح وجوههم النّار وهم فيها كالحون ) .

احباط الاعمال الحسنة :
أحد الآثار السيئة التي يخلفها الذنب هو احباط الاعمال الحسنة . ومعناه أن المذنبين اذا عملوا عملاً صالحاً فانه لا نتيجة ولا جزاء له . وقد وردت كلمة ( الاحباط ) ستة عشر مرة في القرآن الكريم . وبهذا نحصل على نتيجة بان الذنوب الكبيرة مثل الكفر ، الشرك ، تكذيب الآيات الالهية وانكار المعاد ، الارتداد ، مخالفة الانبياء ، كل هذه الامور تحبط الاعمال .
فعلى سبيل المثال : اذا رفع شخص حجارة عن طريق المارة لئلا يصاب احد بضرر ( فان هذا العمل حسن ) ولكن لو ان نفس هذا الرجل القى الصخرة في مكان قريب وضيق على المارة ففي هذه الحالة يكون قد ارتكب ذنباً كبيراً وهو ( خراب الطريق ) . اذن فان عمله الحسن رفع الصخرة عن الطريق لا اعتبار له ولا اثر له وقد احبطه بعمله السيء الآخر . وعلى هذا الاساس فان الذنوب الكبيرة تحبط الاعمال الحسنة . كما تكبر ابليس ولم يسجد لأمر الله سبحانه ( في مسألة السجود لآدم ) فقد احبط « ستة آلاف سنة من العبادة » (3) التي عبد بها ابليس الله سبحانه وتعالى . فيجب الانتباه الى ان الانسان المذنب لا يستطيع ان يغتر باعماله الحسنة ، اذ سرعان ما تحبط بسبب الذنوب التي يرتكبها .

الآثار المعنوية الرديئة التي يخلفها الذنب :
إنّ تكرار الذنب والاستمرار عليه يؤدي الى ظلمة القلب ومسخ الانسان عن انسانيته وتحوليه الى حيوانٍ يملك الصفات الحيوانية كلها ، ويكون مقترفاً للذنوب الكبيرة . فعلى سبيل المثال : ان المذنب اذا شرب الخمر لاول وهلة تراه يتردد ويتعذب وجدانه لانه مسلم ، ولكن في الوهلة الثانية يكون الشرب ابسط بكثير من الوهلة الاولى وهكذا الى ان يعتاد عليه . نعم الاستمرار على ارتكاب الذنب يجعل المذنب يقترف الذنوب الكبيرة بكل سهولة .
في الآية 108 من سورة النحل نقرأ :
( أولئك الّذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون ) .
وفي الآية 5 من سورة الصف نقرأ :
( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) .
وفي الآية 10 من سورة الروم نقرأ :
( ثمّ كان عاقبة الّذين أساؤوا السؤأى أن كذّبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن ) .
ونرى كثيراً في التاريخ ان الطواغيت الذين استمروا على اقتراف الذنوب قد تجاوزوا حد الكفر والانكار والتنكيل بالأنبياء والاستهزاء بهم ، وكل هذه الآثار السيئة قد خلفها الذنب ، وعلى العكس فالاستمرار على الاعمال الصالحة يعطي للقلب صفاءاً ويعطي نورانية للروح . وحول هذا الموضوع نأتي بالروايات التالية :
1 ـ قال الامام الصادق ( عليه السلام ) قال ابي ( عليه السلام ) :
« ما من شيء أفسد للقلب من خطيئةٍ ، إنّ القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله » (4) .
2 ـ وقال الامام الكاظم ( عليه السلام ) :
« أذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء فان تاب إنمحت وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبداً » (5) .
وقال امير المؤمنين علي ( عليه السلام ) :
« ما جفّت الدموع إلاّ لقسوة القلوب ، وما قست القلوب الاّ لكثرة الذنوب » (6) .
وقال الامام الباقر ( عليه السلام ) :
« وما من نكبةٍ تصيب العبد إلاّ بذنبٍ » (7) .

الآثار المختلفة للذنب :
نتج عن تحقيق الروايات السابقة ان الذنوب المختلفة لها آثار مختلفة ، نذكر منها .
1 ـ قساوة القلب وجفاف الدموع .
2 ـ سلب النعمة :

قال الامام الصادق ( عليه السلام ) : ان أبي ( عليه السلام ) كان يقول دائماً :
« إن الله قضى قضاءً حتماً الا ينعم على العبد بنعمةٍ فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنباً يستحق بذلك النقمة » (8) .
3 ـ منع استجابة الدعاء .
« قال الامام الباقر ( عليه السلام ) : « ان العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها الى اجل قريب أو الى وقت بطيء ، فيذنب العبد ذنباً فيقول الله تبارك وتعالى للملك : لا تقض حاجته واحرمه إياها ، فانه
تعرض لسخطي واستوجب الحرمان منّي » (9) .
4 ـ الالحاد والانكار :
قال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« فان المعاصي تستولي الخذلان على صاحبها حتى توقعه في ردّ ولاية وصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ودفع نبوة نبي الله ، ولا تزال أيضاً بذلك حتى توقعه في دفع توحيد الله والالحاد في دين الله » (10) .
5 ـ قطع الرزق :
قال الامام الباقر ( عليه السلام ) : « إنّ الرجل يذنب الذّنب فيدرأ عنه الرزق » (11) .
6 ـ الحرمان من صلاة اللّيل :
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) : « الرجل يذنب الذّنب فيحرم صلاة اللّيل » (12) .
7 ـ عدم الأمن من البلاء :
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « ولا يأمن البيات من عمل السيئات » (13) .
8 ـ انقطاع المطر . 9 ـ خراب البيت . 10 ـ الوقوف الطويل يوم
القيامة . 11 ـ الغضب واللعنة الالهية . 12 ـ المصائب الثقيلة. 13 ـ الندم . 14 ـ الخزي والفضيحة. 15 ـ نقصان العمر . 16 ـ الزلزلة . 17 ـ الفقر العام . 18 ـ الحزن . 19 ـ المرض . 20 ـ تسلط الاشرار
.... وغيرها من الآثار المختلفة للذنوب التي تلحق بالبشر (14) .
وحول هذا الموضوع روايات كثيرة جداً ولاجل الاختصار نأتي بخمسٍ منها لنتم الموضوع .
أ ـ قال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« من تهاون بصلاته ابتلاه الله بخمس عشرة خصلة ، يرفع الله البركة من عمره ومن رزقه ، ويمحو الله تعالى سيماء الصالحين من وجهه ، وكل عمل يعمله لا يؤجر عليه ، ولا يرفع دعائه الى السماء ، وليس له حظ في دعاء الصالحين ، ويموت ذليلاً وجائعاً وعطشاناً ، ويوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره ويضيّق عليه قبره ، وتكون الظلمة في قبره ، ويوكل الله به ملكاً يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون اليه ، ويحاسب حساباً شديداً ، ولا ينظر الله اليه ولا يزكيه وله عذاب اليم » (15) .
ب ـ قال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للامام علي ( عليه السلام ) :
« للزاني ست خصال ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة ، أما التي في الدنيا فيذهب بنور الوجه ويورث الفقر ويعجل الفناء ، وأما التي في الآخرة فسخط الرب وسوء الحساب والخلود في النار » (16) .
ج ـ صور عشرة اصناف من المذنبين يوم القيامة :
قال معاذ بن جبل : كنا في منزل ابي ايوب الانصاري في حضور رسول الله ( صلى الله عليه آله وسلم ) فسأل ابو ايوب الانصاري الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن معنى هذه الآية :
( يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً ) ( النبأ ـ 20 ) .
فقال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « يا معاذ سألت عن عظيم من الأمر ثم أرسل عينيه ثم قال : يحشر عشرة أصناف من امتي أشتاتاً قد ميّزهم الله من المسلمين وبدّل صورهم بعضهم على صورة القردة وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم منكسون ارجلهم من فوق وجوههم من تحت يسحبون عليها وبعضهم عمي يترددون وبعضهم صم بكم لا يعقلون وبعضهم يمضغون السنتهم فيسيل القيح من افواههم لعاباً يتقذرهم اهل الجمع وبعضهم مقطعة أيديهم وارجلهم وبعضهم مصلبون على جذوع من نار وبعضهم اشد نتناً من الجيف وبعضهم يلبسون جبايا سابغة من قطران لازقة بجلودهم .... » (17) .
د ـ قال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« من ولي عشرة فلم يعدل فيهم ، جاء يوم القيامة ويداه ورجلاه ورأسه في ثقب فأسٍ » (18) .
هـ ـ قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« من سوّد إسمه في ديوان ولد فلان حشره الله يوم القيامة خنزيراً » (19) .
د ـ قال الامام الباقر ( عليه السلام ) : وجدنا في كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« اذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجاة واذا طفف الميزان والمكيال اخذهم الله بالسنين والنقص ، واذا منعوا الزكاة منعت الارض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن كلها واذا جاروا في الاحكام تعاونوا على الظلم والعدوان ، واذا نقضوا العهد سلّط الله عليهم عدوهم ، واذا قطعوا الارحام جعلت الاموال في أيدي الاشرار واذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم يتّبعوا الاخيار من أهل بيتي سلّط الله عليهم شرارهم فيدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم » (20) .
____________
(1) اصول الكافي ج 2 ص 252 .
(2) مجمع البيان ونفس المطلب ذكر عن الامام الصادق ( عليه السلام ) في الكافي ج 2 ص 269 .
(3) جاء في نهج البلاغة الخطبة 192 ( .... إذ حبط عمله الطويل .... ) .
(4) اصول الكافي ج 2 ص 268 .
(5) بحار الانوار ج 73 ص 327 ـ ميزان الحكمة ج 3 ص 464 .
(6) اصول الكافي ج 2 ص 271 .
(7) نفس المصدر السابق ص 269 .
(8) اصول الكافي ج 2 ص 273 .
(9) نفس المصدر : ص 217 بحار ج 73 ، ص 329 .
(10) بحار الانوار : ج 73 ، ص 360 .
(11) اصول الكافي : ج 2 ، ص 271 .
(12) اصول الكافي : ج 2 ، ص 272 .
(13) اصول الكافي : ج 2 ، ص 269 .
(14) اصول الكافي ج 2 ص 272 الى 275 و 445 و 446 .
(15) سفينة البحار ج 2 ص 43 ـ 44 .
(16) عقاب الاعمال للشيخ الصدوق ص 311 وسفينة البحار ج 2 ص 44 .
(17) مجمع البيان 10 ص 423 .
(18) عقاب الأموال للصدوق ص 260 .
(19) مجمع البيان ج 1 ص 594 .
(20) وسائل الشيعة ج 11 ص 513 .
---


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page