• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المبحث الاَول أهل البيت في اللغة والاصطلاح

أولاً : أهل البيت في اللغة والعرف :
يحددّ المفهوم اللغوي لكلمة أهل بما يضاف إليها ، فأهل القرى : سكانها ، وأهل الشيء : صاحبه ، و أهل الكتاب : أتباعه أو قرّاؤه ، وكذلك أهل التوراة و أهل الانجيل ، وقد ورد بعض هذه الاَلفاظ في القرآن الكريم(1).
و أهل الرجل : عشيرته وذوو قرباه (2)، وأخصّ الناس به (3)، و من يجمعه و إياهم نسب أو دين (4).
قال تعالى ( وأمُر أهلَكَ بِالصَّلاةِ ) (5) أي ذوي قرباك ومن يرتبط بك في النسب .
و قال تعالى ( يا نُوحُ إنَّهُ ليسَ مِن أهلِكَ ) (6) مشيراً إلى ابنه ، و هو من أهله من حيث النسب ، لكنه تعالى أراد أنه ليس من أهل دينك وملتك و السائرين على منهجك .
وأهل بيت الرجل : ذوو قرباه و من يجمعه و إياهم نسب (7)، وأطلقت في الكتاب الكريم على أولاد إبراهيم عليه السلام وأولاد أولاده ، قال تعالى : (رحمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ عَليكُم أهلَ البيتِ إنَّهُ حَميدٌ مجيدٌ ) (8).
وصار «أهل البيت» متعارفاً بين المسلمين في آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم (9)، تبعاً للنصوص ، و هم كما في حديث الكساء و غيره : محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والاِمام علي و الزهراء و الحسن و الحسين  عليهم السلام ، و الذين نزلت فيهم آية التطهير ( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً) (10)..
ويطلق عليهم آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو عترته أيضاً ، والآل مقلوب عن الاَهل(11) ، فيقال : آل الله وآل رسوله ، أي أولياؤه ، أصلها أهل ، ثم اُبدلت الهاء همزة ، فصارت في التقدير أأل ، فلمّا توالت الهمزتان أبدلوا الثانية ألفاً (12).
والعترة هم أهل البيت عليهم السلام ، صرّح به ابن منظور ، مستدلاً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، و عترتي أهل بيتي »قال : فجعل العترة أهل البيت عليهم السلام (13).
وثمة فرق بين أهل الرجل وأهل بيت الرجل ، فقد عُبّر في اللغة مجازاً بأهل الرجل عن امرأته ، قال الزبيدي في تاج العروس : (ومن المجاز : الاَهل للرجل زوجته) (14).
أما أهل بيت الرجل : فهم من يجمعه وإياهم نسب ، وتُعورِف في اُسرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم (15).
ثانيا : أهل البيت في اصطلاح الكتاب و السُنّة :
ولـ «أهل البيت» في لسان الكتاب والسُنّة معنى خاص ، فالمراد من أهل البيت هم : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والاِمام علي ، وفاطمة الزهراء ، و سيدا شباب أهل الجنة الحسن و الحسين عليهم السلام ، ويلحق بهم الذرية الطاهرة ، و هم الاَئمة التسعة المعصومون من ولد الاِمام الحسين عليهم السلام ، و هؤلاء هم أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم و أخصّهم به من حيث العلم ، و أعرفهم بدينه ، و أعلمهم بسنته  ونهجه .
وهناك جملة وافرة من الروايات الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الطرفين المصرّحة بأسمائهم (16)، زيادة على تواتر نصوص سابقهم على إمامة لاحقهم عند الامامية ، وهذا ما ينطبق تمام الانطباق على ما جاء في الصحيحين ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن الاَئمة اثنا عشر و كلهم من قريش (17). وقد اختصّ عنوان أهل البيت بهم دون غيرهم ، مهما كان قربه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، سواء بذلك نساؤه أو أتباعه أو ذوو قرباه ، و هذا ما نطق به القرآن الكريم ، وما ذكرته السُنّة النبوية المطهّرة ، و ما نقله الصحابة و التابعون ورواة الحديث .
جاء عن أم سلمة أنه عندما نزلت ( إنَّما يُريدُ اللهُ ليُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تطهيراً ) قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين ، فقال : « هؤلاء أهل بيتي» (18).
وعن عائشة قالت : كان أحبّ الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ تعني الاِمام عليّاً عليه السلام ـ لقد رأيته و قد أدخله تحت ثوبه ، وفاطمة وحسناً وحسيناً، ثم قال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي» (19).
وعن الاِمام علي عليه السلام أنّه عندما نزلت آية التطهير قال : « فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي هذه الاية نزلت فيك وفي سبطيَّ وا لاَئمة من ولدك» (20).
هذا بالاضافة إلى أن المراد من البيت في لفظة (أهل البيت) ليس المسكن ، و إنما المراد هو بيت الرسالة أي البيت النبوي ، و أهل البيت عليهم السلام هم الذين تربّوا ودرجوا في أحضان الرسالة ، ونشأوا في بيت الطهارة والعلم ، و عرفوا كل صغيرة وكبيرة ، وأحاطوا بكل شاردة وواردة ، لذلك تجد أنهم قد أجابوا على كل مسألة و معضلة وجّهت إليهم وفي كل مجالات الدين وعلومه ، ولا تجد ذلك عند غيرهم مهما بلغ في العلم والمعرفة .
روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، عندما قرأ قوله تعالى : ( في بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيها اسمُهُ ) (21)سُئل : أي بيوت هذه ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : «بيوت الاَنبياء » ، قال أبو بكر : يا رسول الله ، هذا البيت منها ؟ ـ يعني بيت علي و فاطمة ـ قال صلى الله عليه وآله وسلم : « نعم ، من أفاضلها» (22).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : « نحن بيت النبوّة ، ومعدن الحكمة ، أمان لاَهل الاَرض ، ونجاة لمن     طلب» (23).
وقال الاِمام الحسين عليه السلام : « إنّا أهل بيت النبوّة» (24).
_______________________
1) راجع الاَنباء بما في كلمات القرآن من أضواء | محمد جعفر الكرباسي : 241 ـ 242 ، منشورات الوفاق ـ النجف الاَشرف .
2) القاموس المحيط | مجدالدين الفيروزآبادي 1 : 331 ـ مادة أهل ـ ، مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
3) لسان العرب | ابن منظور 11 : 28 ـ 29 ـ مادة أهل ـ ، أدب الحوزة ـ قم .
4) مفردات الراغب : 29 ـ أهل ـ ، المكتبة المرتضوية .
5) سورة طه : 20 | 132 .
6) سورة هود : 11 | 46 .
7) مفردات الراغب : 29 ـ أهل ـ .
8) سورة هود : 11 | 73 .
9) مفردات الراغب : 64 ـ بيت ـ .
10) سورة الاحزاب : 33 | 33 ، راجع : صحيح مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة 4 : 1883 | 2424 . )وسنن الترمذي ـ كتاب التفسير 5 : 351 | 3205 و مصابيح السُنّة | البغوي 4 : 183 | 4796. وجامع الاصول 9 : 155| 6702 و6703 و6705 . ومسند أحمد 4: 107 . ومستدرك الحاكم 2 : 416 و3 : 147 ـ 148 .
11) مفردات الراغب : 30 ـ آل ـ .
12) لسان العرب 11 : 28 ـ 29 ـ أهل ـ .
13) لسان العرب 9 : 34 ـ عتر ـ .
14) تاج العروس من جواهر القاموس | محمد مرتضى الزبيدي 7 : 217 ـ أهل ـ ، المطبعة الخيرية ـ مصر ط1 .
15) مفردات الراغب : 29 ـ أهل ـ .
16) اُنظر ينابيع المودة | القندوزي الحنفي 3 : 281 | 1 ، دار الاُسوة ط1 .
17) صحيح البخاري 9 : 147| 79 باب الاستخلاف ، عالم الكتب ـ بيروت ط5 . وصحيح مسلم 4 : 1883 .
18) المستدرك على الصحيحين 3 : 158 | 4705 . والسنن الكبرى | البيهقي 7 : 63 .
19) ترجمة الاِمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق 2 : 163 ـ 164 | 642 . وشواهد التنزيل لقواعد التفضيل | الحاكم الحسكاني 2 : 61 | 682 ـ 684 ، مجمع احياء الثقافة الاِسلامية ط1. وعمدة عيون صحاح الاَخبار في مناقب إمام الاَبرار | ابن البطريق : 40 | 23 ، مؤسسة النشر الاِسلامي ـ قم .
20) كفاية الاَثر في النصّ على الاَئمة الاثني عشر | أبو القاسم الخزاز الرازي : 156 ، مؤسسة النشر الاِسلامي ـ قم .
21) سورة النور : 24 | 36 .
22) الدر المنثور 5 : 50 . وروح المعاني | الالوسي 18 : 174 . وشواهد التنزيل 1 : 567 ـ 568 .
23) نثر الدرر 1 : 310 .
24) مقتل الاِمام الحسين | الخوارزمي 1 : 184 ، مكتبة المفيد ـ قم . واللهوف في قتلى الطفوف | ابن طاووس : 10 ، مكتبة الداوري ـ قم .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page