لم يقتصر رواة حديث الكساء على روايته وحسب ، بل صرّح كثير منهم بصحته و عدم ترقي الشك إليه ، كأحمد بن حنبل في مسنده ، و الحاكم النيسابوري في المستدرك ، والذهبي في تلخيص المستدرك ، و البيهقي في السنن و غيرهم .
وصرّح بعض العلماء بقوله : أجمع المفسرون ، وروى الجمهور (1).
و ممن صرّح بصحة الحديث ابن تيمية المعروف بعدائه السافر لاَهل البيت عليهم السلام و محاولاته في طمس فضائلهم و مناقبهم ، قال في حديث الكساء : (و أما حديث الكساء فهو صحيح ، رواه أحمد والترمذي من حديث أم سلمة ، ورواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة) (2).
وقال بعد أن ذكر طائفة من الروايات التي تؤكد على أن الآية خاصة في أهل البيت عليهم السلام : (و لما بيّن سبحانه أنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته و يطهرهم تطهيراً ، دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاَقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصاً به ، و هم : علي وفاطمة رضي الله عنهما و سيدا شباب أهل الجنة ، جمع الله لهم بين أن قضى لهم بالتطهير و بين أن قضى لهم بكمال دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) (3).
و قال الذهبي في حديث الكساء : (وصحَّ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جلَّل فاطمة وزوجها وأبنيهما بكساء ، و قال : « اللهمَّ هؤلاء أهل بيتي ، اللهمَّ فاذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيراً» ) (4).
_______________________________
1) رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم | ابن تيمية تعليق أبي تراب الظاهري : 22 ، دار القبلة للثقافة الاِسلامية ـ السعودية ط1 .
2) سير أعلام النبلاء | الذهبي 2 : 122 .
3) راجع نهج الحق : 173 .
4) منهاج السُنّة 3 : 4 و4 : 20 .
صحة الحديث
- الزيارات: 37737