الباب الثاني في ذكر الصحة وحفظها وما يتعلق بها
 فصل في خصال يستغنى بها عن الطب

172 - قال النبي صلى الله عليه وآله: اياكم والبطنة فانها مفسدة للبدن، ومورثة للسقم ومكسلة للعبادة (1) (2).
173 - وقال الاصبغ بن نباتة: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول لابنه الحسن عليه السلام: يا بنى الا أعلمك أربع كلمات تستغنى بها عن الطب؟ فقال: بلى يا أبت. قال عليه السلام: لا تجلس على الطعام الا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام الا وأنت تشتهيه، وجود المضغ، وإذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء، وإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب (2).
 174 - وسئل فقيل: ان في القرآن كل علم الا الطب؟ فقال عليه السلام: أما ان في القرآن لاية تجمع الطب كله (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) (3).
 175 - وعن عامر الشعبى قال: قال زر بن حبيش رضى الله عنهما: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أربع كلمات في الطب لو قالها بقراط أو جالينوس لقدم أمامها مائة ورقة ثم زينها بهذه الكلمات وهى (قوله:) (4) توقوا البرد في أوله وتلقوه في آخره فانه يفعل في الابدان كفعله في الاشجار، أوله يحرق، وآخره يورق (5). وروى: توقوا الهواء (6).
 176 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام: من أراد البقاء ولا بقاء فليباكر الغذاء وليؤخر العشاء وليقل غشيان النساء، وليخفف الرداء، قيل وما خفة الرداء يا ولى الله؟ قال عليه السلام الدين. وفى رواية: من أراد النساء ولا نساء (5).
177 - وعن النبي صلى الله عليه وآله من غمس في أول السنة في الماء احدى وعشرين مرة لم يصبه في تلك السنة مرض الا مرض الموت.
 178 - وقال صلى الله عليه وآله: أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة، ولا تناموا عليها فتقسوا قلوبكم (7).
 179 - وقال صلى الله عليه وآله: صوموا تصحوا (8).
 180 - وقال صلى الله عليه وآله: سافروا تصحوا وتغنموا (9).
 181 - وقال زين العابدين عليه السلام: حجوا واعتمروا تصح أجسامكم وتتسع أرزاقكم، ويصلح ايامنكم، وتكفوا مؤونة الناس ومؤونة عيالكم (10).
 182 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: قيام الليل مصحة للبدن (11).
 183 - وعن النبي صلى الله عليه وآله: عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم وان قيام الليل قربة الى الله، وتكفير السيئات، ومنهاة عن الاثم، ومطردة الداء عن الجسد (12).
 184 - وقال أبو عبد الله عليه السلام: صلاة الليل تحسن والوجه، وتحسن الخلق، وتطيب (الريح وتدر) (13) الرزق وتقضى الدين، وتذهب بالهم، وتجلو البصر. عليكم بصلاة الليل فانها سنة نبيكم، ومطردة الداء عن أجسادكم (14).
 185 - وروى أن الرجل إذا قام يصلى أصبح طيب النفس، وإذا نام حتى يصبح، اصبح ثقيلا موصما (15).
 186 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: المعدة بيت الادواء، والحمية رأس الدواء، وعود كل بدن ما اعتاد، لاصحة مع النهم، ولا مرض أضنى من قلة العقل (16).
 187 - وروى: من قل طعامه صح بدنه وصفا قلبه، ومن كثر طعامه سقم بدنه وقسا قلبه (17).
 188 - وعن الصادق عليه السلام قال: أوحى الله تعالى الى موسى بن عمران عليه السلام: تدرى لم انخبتك من خلقي واصطفيتك بكلامي (18)؟ قال: لا، يا رب فأوحى الله عزوجل إليه انى اطلعت الى الارض فلم أعلم لى عليها أشد تواضعا منك، فخر موسى ساجدا وعفر خديه في التراب تذللا منه ربه تعالى، فأوحى الله إليه ان ارفع رأسك وامر يدك في موضع سجودك، وامسح بهما (19) وجهك وما نالتا من بدنك (20) فانى اؤمنك من كل داء وسقم (21).
 189 - وروى عنهم عليهم السلام: قلم أظفارك، وابدأ بخنصرك من يدك اليسرى واختم بخنصرك من يدك اليمنى، وجز (22) شاربك حين تريد وقل: (بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله) فانه من فعل ذلك كتب الله له بكل قلامة وجزازة عتق رقبة ولم يمرض الا المرض الذى يموت فيه (23).
 190 - قال أبو عبد الله عليه السلام: تقليم الاظفار يوم الجمعة يؤمن الجذام والبرص والعمى فان لم تحتج فحكها حكا (24).
 191 - وقال النبي صلى الله عليه وآله ما من مسلم يعمر في الاسلام أربعين سنة الا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء: الجذام، والبرص، والجنون (25).
 192 - وروى عنه شرب الماء من الكوز العام آمن من البرص والجذام (26).
 193 - وقال الصادق عليه السلام: الكحلة عند النوم أمان من الماء (27).
 194 - وقال: ان الرجل إذا صام زالت عيناه من مكانهما، فإذا أفطر على الحلو عادتا الى مكانهما (28).
 195 - وقال عليه السلام: الافطار على الماء يغسل ذنوب القلب (29).
 196 - وقال: من تطيب بطيب اول النهار وهو صائم (لم) (30) يفقد عقله (31).
197 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس ان أدركتموها فتعوذوا بالله منهن: لم تظهر الفاحشة في يوم قط (حتى) (32) يعلنوها الا ظهر فيهم الطاعون والاوجاع التى لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان الا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة الا منعوا المطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله صلى الله عليه وآله الا سلط الله عليهم عدوهم واخذوا بعض ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله سبحانه الا جعل بأسهم بينهم (33).
 198 - وقال صلى الله عليه وآله: إذا اجتمع للطعام أربع كمل: ان يكون حلالا، وان تكثر عليه الايدى، وان يفتتح بأسم الله، ويختتم بحمد الله (34).
 199 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أتخمت قط. قيل له: ولم يا ولى الله؟ قال: ما رفعت لقمة الى فمى الا ذكرت اسم الله سبحانه عليها (35).
 200 - وقال الصادق عليه السلام: الاستلقاء بعد الشبع يسمن البدن، ويمرئ الطعام، ويسل الداء (36).
 201 - وقال: غسل الرأس بالخطمى أمان من الصداع، وبراءة من الفقر وطهور (للرأس) (37) من الحزازة (38).
202 - وروى: لا تأكل ما قد عرفت مضرته، ولا تؤثر هواك على راحة بدنك، والحمية هو الاقتصاد في كل شئ، وأصل الطب: الازم، وهو (ضبط) (39) الشفتين والرفق باليدين والداء الدوى ادخال الطعام على الطعام. واجتنب الدواء ما لزمتك الصحة، فإذا احسست بحركة الداء فأحزمه (40) بما يردعه قبل استعجاله (41).
 203 - وقال الباقر عليه السلام: عجبا لمن يحتمى من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمى من الذنوب مخافة النار (42).

________________________________________

(1) في البحار: (عن العبادة). (2) عنه البحار: 66 / 338 صدر ح 35 وج 62 / 266 ح 41.
(2) عنه البحار: 62 / 267 ح 42، وأحرجه في البحار: 80 / 190 ح 46 عنه وعن الخصال: 1 / 228 ح 67، وأخرجه في البحار: 66 / 415 ح 15 والوسائل: 16 / 409 ح 8 عن الخصال.
(3) أخرج ذيله في البحار: 62 / 267 ذ ح 42 عنه، والاية: من سورة الاعراف.
(4) ما بين المعقوفين زيادة من البحار.
(5) عنه البحار: 62 / 267 ح 43، وأخرجه في البحار.
(6) عنه البحار: 62 / 267 ح 43، وأخرجه في البحار: 66 / 341 ح 1 عن عيون أخبار الرضا: 2 / 37 ح 112 وعن صحيفة الرضا ص 13 وعن أمالى الطوسى: 2 / 279 ح 2 وفى البحار: 103 / 286 ح 14 عن عيون أخبار الرضا وحديث 15 عن أمالى الطوسى وفى الوسائل: 3 / 381 ح 5 عن الفقيه: 3 / 555 ح 4902 وقطعة منه في الوسائل 17 / 14 ح 18 عن عيون أخبار الرضا وأخرجه في البحار: 62 / 262 ح 19 عن طب الائمة ص 45 وص 266 ح 35 عن دعائم الاسلام: 2 / 144 ح 507 ورواه في تنبيه الخواطر: 2 / 80 نحوه.
(7) عنه البحار: 62 / 267 ح 44، وج 66 / 412 ح 9 والمستدرك: 2 / 341 ب 76 ح 7.
(8) عنه البحار: 62 / 267 ح 45، وج 96 / 255 ضمن ح 33.
(9) عنه البحار: 62 / 267 ح 46.
(10) عنه البحار: 62 / 267 ح 47.
(11) عنه البحار: 62 / 267 ح 48، وج 87 / 155 صدر ح 38 والمستدرك: 1 / 467 ح 14 وأخرجه في البحار: 83 / 126 ذ ح 75 عن التهذيب: 2 / 121 ح 255 وعن ثواب الاعمال ص 64 ح 6، وأخرجه في البحار: 87 / 144 ذ ح 17 عن الخصال: 2 / 612 وثواب الاعمال والمحاسن: 1 / 53 ح 79 وأحرجه في الوسائل: 5 / 271 صدر ح 14 عن التهذيب وثواب الاعمال والخصال والمحاسن.
(12) عنه البحار: 62 / 267 ح 49 وج 87 / 155 ضمن ح 38 والمستدرك: 1 / 467 ح 15 وأخرجه في الوسائل: 5 / 271 ح 10 عن التهذيب: 2 / 120 ح 221 والفقيه 1 / 472 ح 1363 وعلل الشرائع: 2 / 362 ب 84 ح 1 وثواب الاعمال ص 63 ح 2 وفى البحار: 87 / 419 صدر ح 25 عن الثواب وعلل الشرائع نحوه عن الصادق عليه السلام.
(13) ما بين المعقوفين أثبتناه من البحار.
(14) عنه البحار: 87 / 153 ملحق ح 31 ذكر صدره وعن ثواب الاعمال ص 64 ح 8 وفى الوسائل: 5 / 272 ح 17 عن التهذيب: 2 / 121 ح 229 وعن ثواب الاعمال وذيله في البحار: 87 / 155 ضمن ح 38 عنه، وذيله متحد مع ح 183 فراجع تخريجاته هناك.
(15) عنه البحار: 62 / 268 ح 51.
(16) عنه البحار: 62 / 268 ح 52 وترك فقرات منه، والمستدرك: 3 / 126 ذ ح 10 وقطعة منه في المستدرك: 3 / 83 ب 4 ح 1.
(17) عنه البحار: 66 / 338 ذ ح 35 وج 62 / 268 ح 53 والمستدرك: 3 / 81 ب 1 ح 7 وذيله في المستدرك: 2 / 341 ب 76 ذ ح 7.
(18) في نسخة - أ -: الكلام.
(19) في البحار: بها... نالته.
(20) في نسختي الاصل: من يديك.
(21) عنه البحار: 62 / 268 ح 54، وأخرجه في البحار: 86 / 199 ح 7 عنه وعن أمالى الطوسى: 1 / 166 ح 27، وفى البحار: 13 / 7 ح 6 والوسائل: 4 / 1077 ح 3 والجواهر السنية ص 67 عن أمالى الطوسى وفى آخره زيادة (وآفة وعاهة).
(22) في البحار: خذ.
(23) عنه البحار: 62 / 268 ح 55 والمستدرك: 1 / 60 ب 54 ح 2 وفى البحار: 76 / 121 ح 9 عنه وعن ثواب الاعمال ص 42 ذ ح 7 وفى الوسائل: 5 / 53 ح 3 عن ثواب الاعمال وعن الخصال: 2 / 391 ح 87 وترك الفقرة الاخيرة منه.
(24) عنه البحار: 62 / 268 ح 56 وج 76 / 125 ح 15.
(25) عنه البحار: 62 / 269 ح 57.
(26) عنه البحار: 62 / 269 ح 58 وج 66 / 472 ح 53 والمستدرك: 3 / 123 ب 103 ح 3.
(27) عنه البحار: 62 / 151 صدر ح 24، أخرجه في البحار: 76 / 94 ح 5 عنه وعن ثواب الاعمال ص 40 ح 3، وفى الوسائل: 1 / 413 عن ثواب الاعمال.
(28) عنه البحار: 62 / 151 ذ ح 24 وج 255 96 / ذ ح 33.
(29) عنه البحار: 96 / 294 صدر ح 20، وفى الوسائل: 7 / 113 ح 5 عن الكافي: 4 / 152 ح 3 وعن ثواب الاعمال: 104 ح 1 وفى البحار: 96 / 314 ح 13 عن ثواب الاعمال.
(30) ما بين المعقوفين من البحار.
(31) عنه البحار: 96 / 294 ذ ح 20، وفى ص 290 ح 9 عن ثواب الاعمال ص 77 ح 1، وأخرجه في الوسائل: 7 / 67 ح 16 عن الفقيه: 2 / 114 ح 1881 وعن ثواب الاعمال.
(32) ما بين المعقوفين من نسخة - ب - والبحار.
(33) عنه البحار: 73 / 377 ذ ح 14 والمستدرك: 2 / 461 ح 8.
(34) عنه البحار: 66 / 421 ضمن ح 9.
(35) عنه البحار: 66 / 421 ضمن ح 9 والمستدرك: 3 / 83 ب 4 ح 2.
(36) عنه البحار: 66 / 421 ضمن ح 9 والمستدرك: 3 / 96 ب 66 ح 1.
(37) ما بين المعقوفين من البحار وفى الاصل: الرأس.
(38) أخرجه في البحار: 76 / 68 ح 1 والوسائل: 1 / 384 ح 4 عن ثواب الاعمال ص 36 ح 1.
(39) في نسخة - أ -: ضم، وفى المستدرك: أكمل الطب اللازم (أزم) بفتح الألف وسكون الزاء: الامساك، الحمية.
(40) في البحار: فاحرقه.
(41) عنه البحار: 62 / 269 ح 59 والمستدرك: 3 / 126 ب 109 ح 11.
(42) عنه البحار: 62 / 269 ح 60.

أضف تعليق