• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ماذا لو بكت السماء دماً على غير الحسين بن علي؟!

  

  (علاء حيدر المرعبي)
لو بكت السماء دماً على غير الحسين بن علي لأصبح هذا الإنسان رمزاً من رموز الإنسانية، ولأصبحت إنشودة يتغنى بها المنشودون، و ترنيمة يترنم بها المترنمون.. ولأصبح أتباع هذا الشخص لا يرضون بأقل من ان يكون صاحبهم نبي أو أبن نبي.. ولكن كل هذا يكون في غير شخص الإمام ابا عبد الله الحسين(عليه السلام).. ولأولت إلى تآويل عدة.. و فسرت بتفاسير مختلفة، حتى لا تعطي هذا الأمر العظيم حقه..
حتى و إن إضيفت إلى هذه الكرامة الربانية، بكاء الشجر والمدر والبحار والصخر.. أو حتى عندما يسجل هذه الواقعة المئات من أصحاب السير والتاريخ، و يؤكد عليها العلماء والباحثين المسلمين، أو غير المسلمين حينما يدونوها في سجلات الموسوعة البريطانية، و تبقى بعض هذه الكرامات باقية ما بقي الدهر، و شعلة تضيء درب الطالبين للحقيقة التي لا يحجبها حاجب و إن سعى المبطلون..
قلبنا صفحات التاريخ، و بحثنا في طيات الكتب عن هذه الكرامة الباقية لنستقصي حقيقتها، و نعرف ما سجلته دفاتر الأيام، فكان لنا هذه الوقفة:
ما قاله أمير المؤمنين في هذه الواقعة عن الحسن بن الحكم النخعي، عن رجل، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) و هو يقول في الرحبة، و هو يتلو هذه الآية: (فما بكت عليهم السماء والأرض و ما كانوا منظرين)، و خرج عليه الحسين من بعض أبواب المسجد، فقال: اما ان هذا سيقتل وتبكي عليه السماء والأرض.
و عن إبراهيم النخعي، قال: خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) فجلس في المسجد و اجتمع أصحابه حوله، وجاء الحسين (عليه السلام) حتى قام بين يديه، فوضع يده على رأسه فقال: يا بني ان الله عبر أقواما بالقرآن، فقال: (فما بكت عليهم السماء والأرض و ما كانوا منظرين)، وأيم الله ليقتلنك بعدي ثم تبكيك السماء والأرض.
ما روته كتب التاريخ
قال السيوطي في الدار المنثور 6: 31: اخرج ابن أبي حاتم عن عبيد المكتب عن إبراهيم قال : ما بكت السماء منذ كانت الدنيا الا على اثنين ( قيل لعبيد : أليس السماء والأرض تبكي على المؤمن ، قال : ذاك مقامه وحيث يصعد عمله ، قال : و تدري ما بكاء السماء ، قال : لا ، قال : تحمر و تصير وردة كالدهان ) ان يحيى بن زكريا لما قتل احمرت السماء و قطرت دما و ان حسين بن علي يوم قتل احمرت السماء ، و اخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن زياد عنه قال : لما قتل الحسين احمرت آفاق السماء أربعة أشهر.
وجاء في جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج 25 - ص 160 ما نصه: حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال : ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن الحكم بن ظهير، عن السدي قال: لما قتل الحسين بن علي رضوان الله عليهما بكت السماء عليه، و بكاؤها حمرتها. و نقل أيضاً عن السدي قوله: لما قتل الحسين بن علي رضوان الله عليهما بكت السماء عليه، و بكاؤها حمرتها.
المصادر الأخرى التي ذكرت الحادثة
نرى أمثال هذه الروايات جاءت في كتب عديدة من كتب التاريخ، منها: كتاب أنساب الأشراف للبلاذري 279هـ(انظر فصل ترجمة الإمام الحسين من نفس الكتاب)، تاريخ اليعقوبي 284هـ: 2/246 دار صادر بيروت (تحول التراب إلى دم)، المعجم الكبير للطبراني، 36هـ دار إحياء التراث بيروت (بكاء الأرض 112/3) حزب 2834، الحاكم النيسابوري في المستدرك (قارورة الدم) مستدرك الصحيحين 4/397، معرفة الصحابة لابن نعيم 329هـ (بكاء السماء). تاريخ ابن عساكر الشافعي الدمشقي 571هـ (بكاء السماء) ص243، تهذيب التهذيب لابن مجد العسقلاني 2/352 دار صادر، الكامل في التاريخ لابن الأثير 4/90 و93 دار صادر، ذخائر العقبى ص145، الصواعق المحرقة لابن مجد ص194، مجمع الزوائد على خطأ الهيثمي 9/196، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص207، الخصائص الكبرى للسيوطي 2/214، ينابيع المودة للقندوزي 2/154 دار الاعلمي بيروت، العقد الفريد 3/371، دلائل النبوة للبيهقي 6/470 دار الكتب العلمية ط1، تذكرة الخواص لابن الجوزي ص245 طبع مقدمة أهل البيت بيروت1981، تاريخ الاسلام للذهبي ط1 ج5 ص15 دار الكتاب العربي 1990، الوافي بالوفيات ج12/ ص427 دار صادر، الاتحاف للشبراوي ص41، العمدة لابن البطريق: 405 ج8837 و تفسير الثعلبي سورة الدخان آية 29.
بكاء السماء دما على اثنين
اكدت الروايات من كتب الفريقين ان السماء لم تمطر دما على الأرض منذ ان خلق الله تعالى الكون إلى على اثنين هما نبي الله يحيى بن زكريا والإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، إذ جاء في تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج 10 - ص 3289، ما نصه: عن عبيد المكتب عن إبراهيم رضي الله عنه قال: ما بكت السماء منذ كانت الدنيا، الا على اثنين قيل لعبيد: أليس السماء والأرض تبكي على المؤمن؟ قال: ذاك مقامه وحيث يصعد عمله. قال: وتدري ما بكاء السماء؟ قال: لا. قال: تحمر وتصير وردة كالدهان، ان يحيى بن زكريا لما قتل، احمرت السماء و قطرت دما. و ان حسين بن علي يوم قتل احمرت السماء.
وجاء عن ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام) قوله: عن ابن سيرين قال: لم تبك السماء على احد بعد يحيى بن زكريا إلا على الحسين بن علي.
السماء تبكي دماً في بريطانيا سنة 61 هجري
لقد دونت حادثة بكاء السماء في كتب التاريخ البريطانية التي ذكرت أنه في سنة 685م الموافقة لسنة 61هـ أمطرت السماء دماً في بريطانيا حتى حولت الحليب (اللبن) والزبدة إلى دم، وكانت هذه الحادثة غريبة لهم، وقد دونها المؤرخ غارمونسواني في موسوعة التاريخية The anglosaxon chronicle.
و عند حساب السنة التي ولد النبي(صلى الله عليه وآله) فيها التي هي سنة 571م، و اضافة اربعين سنة لها التي بُعث بها برسالة الإسلام، و إضافة السنوات التي بقى بها في مكة البالغة 12 سنة، لتصبح ما يقابلها في التاريخ الميلادي سنة 624م. و بحساب سنة استشهاد الإمام الحسين في سنة 61 هـ يكون الناتج كالتالي: (624+61)= 685م.
شجرة تبكي دماً منذ 300 عام كل سنة في عاشوراء
في احدى القرى النائية من محافظة قزوين الإيرانية هرب أيام الخلافة العباسية أحد احفاد الإمام الكاظم(عليه السلام) واسمه السيد علي الأصغر، إلى أحد البساتين في تلك القرية التي هي قرية زرأباد. اختفى السيد علي الأصغر في بستان القرية و بجوار شجرة كبيرة، ولكن ما لبث أن طارده جلاوزة بني العباس و قتلوه أمام هذه الشجرة، و دفن هناك. و الآن هناك مرقد باسمه في تلك البقعة، و هذه الشجرة لا تقل شهرة و أهمية عن مرقد السيد علي الأصغر، فهذه الشجرة تبكي دماً كل ليلة عاشوراء، و حتى ظهر يوم العاشر من كل سنة.
هذه الشجرة اسمها (جنار خونبار) (و هي من فصيلة الأشجار المعمرة كالصفصاف والكاليبتوز). و أشتهر أمر هذه الشجرة منذ 300 سنة أيام الدولة الصفوية، فكلف الشاه حسين الصفوي جملة من العلماء والمحققين لدراسة هذا الموضوع و تبين هذه الحقيقة. و بالفعل توجه مجموعة من العلماء وكان من جملتهم الميرزا قوام الدين القزويني الذي ألف كتاباً حول معجزة الشجرة سنة 1150 هـ ويروي فيه مشاهدته لهذه الحادثة بنفسه، و توالى العلماء عبر مر السنين يؤلفون العديد من الكتب حول مشاهداتهم لهذه الشجرة المعجزة التي تبكي الحسين كل عاشوراء. و ما زال الناس يتوافدون كل ليلة عاشوراء لرؤية هذه المعجزة الإلهية والكرامة للإمام الحسين الذي بكى عليه كل من في الوجود.
المصدر : المرعبية


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page