• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المجلس الثّامن والتّسعون


المجلس الثّامن والتّسعون
قال الله تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنّاسِ وَأَمْناً وَاتّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى وَعَهِدْنَا إلى‏ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أنْ طَهّرَا بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرّكّعِ السّجُودِ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتّعُهُ قَلِيلاً ثُمّ أَضْطَرّهُ إلى‏ عَذَابِ النّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبّنَا تَقَبّلْ مِنّا إِنّكَ أَنْتَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ )(1) .
فبنى إبراهيم (عليه السّلام) البيت ونقل إسماعيل (عليه السّلام) الحجر من ذي طوى , فقال إبراهيم (عليه السّلام) لمّا فَرِغَ من بناء البيت : ( رَبّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً ) .
روي عن الامام الصّادق (عليه السّلام) : (( مَن دخل الحرم مستجيراً به فهو آمن من سخط الله عزّ وجل ، ومَن دخله من الوحش والطّير كان آمناً من أنْ يُهاج أو يؤذى حتّى يخرج من الحرم ؛ وذلك قوله تعالى : وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنّاسِ وَأَمْناً )) . بأنْ حكم أنّ مَن عاذ به والتجأ إليه لا يخاف على نفسه ما دام فيه . وكان العرب لا يتعرّضون لمن فيه فهو آمن على نفسه وماله , وإنْ كانوا يخطفون النّاس من حوله ، وكان قبل الإسلام يرى الرّجل قاتل أبيه في الحرم فلا يتعرض له .
ألا قاتل الله بني اُميّة فإنّهم ما راعوا حُرمة الله , فأخافوا سبط رسول الله وريحانته الحسين وهو في الحرم ؛ وذلك لمّا أنفذ يزيد عمرو بن سعيد بن العاص من المدينة إلى مكّة في عسكرٍ عظيم , وولاه أمر الموسم وأمره على الحاج كلهم , وأوصاه بقبض الحسين (عليه السّلام) سرّاً وإنْ لم يتمكن منه يقتله غيلة .
 ثُمّ إنّ يزيد دسّ له مع الحاج في تلك السّنة ثلاثين رَجُلاً من شياطين بني اُميّة , وأمرهم بقتل الحسين (عليه السّلام) على أيّ حال اتّفق , فلمّا علم الحسين (عليه السّلام) بذلك , عزم على التّوجه إلى العِراق ، وكان قد أحرم بالحجّ , فطاف بالبيت وسعى بين الصّفى والمروة وقصّر من شعره وأحلّ من إحرام الحجّ وجعلها عُمرة مُفردة ؛ لأنّه لم يتمكّن من إتمام الحجّ مخافة أنْ يُقبض عليه , وجاءهُ محمّد بن الحنفيّة في الليلة التّي أراد الحسين (عليه السّلام) الخروج في صبيحتها عن مكّة , فقال له : يا أخي ، إنّ أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك , وقد خفت أنْ يكون حالك كحال مَن مضى , فإنْ رأيت أنْ تُقيم فإنّك أعزّ مَن بالحرم وأمنعه . فقال : (( يا أخي ، قد خفتُ أنْ يغتالني يزيد بن مُعاوية في الحرم , فأكون الذي يُستباح به حُرمة هذا البيت )) . فقال له ابن الحنفيّة : فإنْ خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البر ؛ فإنّك أمنع النّاس به ولا يقدر عليك أحد . فقال : (( أنظر فيما قُلت )) .
فلمّا كان السّحر ارتحل الحسين (عليه السّلام) , فبلغ ذلك ابن الحنفيّة فأخذ بزمام ناقته ، وقد ركبها , فقال : يا أخي ، ألم تعدني النّظر فيما سألتُك ؟ قال : (( بلى )) . قال : فما حداك على الخروج عاجلاً ؟ قال : (( أتاني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعد ما فارقتُك , فقال : يا حُسين اخرج ، فإنّ الله شاء أنْ يراك قتيلاً )) . فقال محمّد بن الحنفيّة : إنّا لله وإنّا اليه راجعون , فما معنى حملُك هؤلاء النّسوة معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال ؟ فقال : (( إنّ الله شاء أنْ يراهُن سبايا )) ؛ ولذلك كتب ابن عباس إلى يزيد بعد قتل الحسين (عليه السّلام) : وما أنسَ من الأشياء فلست بناسٍ اطرداك حُسيناً من حرم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى حرم الله , وتسييرك إليه الرّجال لقتله في الحرم , فما زلت بذلك وعلى ذلك حتّى أشخصته من مكّة إلى العراق , فخرج خائفاً يترقّب , فزلزلت به خيلك ؛ عداوة منك لله ولرسوله ولأهل بيته الّذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً .
وقد انجلى عن مكّة وهو ابنها  وبه تشرّفت الحطيمُ وزمزمُ
لم يدرِ أيـن يريح بدن ركابهِ  فكأنّما المـأوى عليه مُحرّمُ
وما اكتفى يزيد بهذا كُلّه , بل إنّه هتك حرمة الله تعالى في الحرم , وهدم الكعبة المشرّفة أيام حربه مع ابن الزّبير على يد الحُصين بن نمير , فنصب على الكعبة العرادات والمجانيق , وفرض على أصحابه عشرة آلاف صخرة كُلّ يوم يرمون بها الكعبة حتّى هدمها ؛ بغياً منه وعتوّاً على الله تعالى حتّى أخذه الله أخذ عزيز مُقتدر .
ألا يـا بـن هندٍ لا سقى الله تربةً  ثـويت بمثواها ولا اخضرّ عودُها
أتـسلبُ أثـوابَ الـخلافة هـاشماً  وتـطردُها عـنها وأنـت طريدُها
وما أنْ أرى يشفي الجرى غير دولةٍ  تُدين لها في الشّرق والغرب صيدُها
ـــــــــــــــــــــ
(1) سورة البّقرة / 125 ـ 127 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page