• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المجلس التّاسع والعشرون بعد المئة

 

المجلس التّاسع والعشرون بعد المئة
لمّا كانت غزاة تبوك ظهر من أقوال المنافقين وأفعالهم ما لم يظهر في غيرها ، منها : أنّه تخلّف عن النّبي (صلّى الله عليه وآله) كثير من المنافقين ، ونزلت فيهم آيات كثيرة مثل قوله تعالى : ( لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاتّبَعُوكَ وَلكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشّقّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ )(1) . وقوله تعالى : ( لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلّبُوا لَكَ الاُمور حَتّى‏ جَاءَ الْحَقّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ * وَمِنْهُم مَن يَقُولُ ائْذَن لِي وَلاَ تَفْتِنّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنّ جَهَنّمَ لَُمحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ )(2) . وقوله تعالى : ( فَرِحَ الْمُخَلّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ ) إلى قوله ( وَقَالُوا لاَتَنْفِرُوا فِي الْحَرّ قُلْ نَارُ جَهَنّمَ أَشَدّ حَرّاً )(3) . إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التّي في سورة براءة .
ومنها ، قولهم أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إنّما خلّف عليّاً (عليه السّلام) على المدينة استثقالاً له ، فكذّبهم الله تعالى على لسان نبيه (صلّى الله عليه وآله) , فقال له : (( إنّ المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك ؛ أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي ؟ )) .
 ومنها
: أنّها ضلّت ناقة النّبي (صلّى الله عليه وآله) , فقال بعض المنافقين : إنّ محمّداً يخبركم الخبر من السّماء ، ولا يدري أين ناقته ! فقال : (( إنّي والله , لا أعلم إلاّ ما علّمني الله عزّ وجل , وهي في الوادي في شعب كذا قد حبستها شجرة بزمامها )) . فوجدوها كما قال (صلّى الله عليه وآله) .
وقدم رسول الله المدينة , وكان إذا قدم من سفر استُقبل بالحسن والحسين (عليهما السّلام) , وحفّ به المسلمون حتّى يدخل على فاطمة (عليها السّلام) ويقعدون بالباب , فإذا خرج , مشوا معه حتّى يدخل منزله فيتفرّقون عنه .
بأبي أنت واُمّي يا رسول الله ! كنت إذا قدمت من سفر استقبلك المسلمون بولديك الحسنين (عليهما السّلام) ؛ وما ذاك إلاّ لعلم المسلمين بأنّ ولديك الحسنين (عليهما السّلام) أحبّ الخلق إليك وأشرفهم منزلة عند الله , وكنت أوّل مَن تبدأ بزيارته بضعتك فاطمة الزّهراء (عليها السّلام) ؛ لأنّها أحب النّاس إليك وأعزّهم عليك .
اُخبرك يا رسول الله بما جرى بعدك على بضعتك الزّهراء وريحانتيك الحسنين
(عليهم السّلام) ؟ أمّا بضعتك الزّهراء (عليها السّلام) ، فلم تزل بعدك ناحلة الجسم ، معصبة الرّأس ، حزينة كئيبة باكية حتّى تأذّى ببكائها أهل المدينة , فبنى لها علي (عليه السّلام) بيتاً في البقيع يُسمّى بيت الأحزان , فكانت تخرج إليه وتقضي وطرها من البكاء حتّى لحقت بربّها ؛ وأمّا ولدك الحسن (عليه السّلام) ، فجرّعوه الغصص حتّى جرحوه في فخذه بمعول في ساباط المدائن حينما كان متوجّهاً إلى حرب معاوية , وكاتبوا عدوّه سرّاً وخلّوه حتّى اضطرّ أنْ يُصالح معاوية ؛ حفظاً لدمه وابقاء على شيعته ، وكانت عاقبة أمره أنْ مات شهيداً بالسّم حتّى تقيّأ كبده قطعة قطعة .
وأمّا ولدك الحسين (عليه السّلام) ، فغصبوه حقّه وأخافوه حتّى خرج من حرمك خائفاً يترقّب إلى حرم الله , ثُمّ من حرم الله إلى الكوفة , وجهّز ابن زياد إليه الجيوش بأمر يزيد , فأحاطوا به ومنعوه التوجّه في بلاد الله العريضة , ومنعوه من شرب الماء هو وعياله وأطفاله حتّى قتلوه عطشان غريباً وحيداً فريداً لا ناصر له ولا مُعين , وليتهم اكتفوا بذلك ! لا والله , لم يكتفوا بهذا حتّى أمر ابن سعد ـ تنفيذا لأمر ابن زياد ـ أنْ يُداس بدنه الشّريف بحوافر الخيل , وحمل رأسه ورؤوس أصحابه على الرّماح وطاف بها في البلدان , وساق بناتك ونساء أولادك كما تُساق السّبايا من كربلاء إلى الكوفة , ومن الكوفة إلى يزيد بالشّام .
تتهادى بهـا النّيـاقُ بلا حا  مٍ ولا عينُ كافلٍ تـرعاهَا
لابن مرجانة الدّعيِّ وطوراً  لابن هندٍ تُهدى بذلِّ سباهَا
ـــــــــــــــــــــــ
(1) سورة التوبة / 42 .
(2) سورة التوبة / 48 ـ 49 .
(3) سورة التوبة / 81 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page