6 ـ طول الغيبة
... اما طول العمر وامتداد الحياة مئات من السنين فليس من المستحيلات بل روى المؤرخون وقوع ذلك كثيراً في تاريخ البشرية، فآدم عليه السلام عمّر ألف سنة، ولقمان عمّر ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، وسلمان عمّر طويلاً في الأرض، وادعى بعض المؤرخين أنه عاصر المسيح وأدرك الإسلام... إلى كثير وكثير ممن عمّر مئات السنين خبرهم المؤرخون وبخاصة السجستاني الذي جمع أخبارهم في كتاب (المعمرون)....
واما القرآن فهو أصدق قيلاً... وقد قال أن نوحاً لبث في قومه يدعوهم (950) عاماً والله أعلم كم عاش قبل الدعوة وبعد الطوفان، وأن يونس بقي في بطن الحوت مدة طويلة من الزمن ولولا فضل الله عليه لبقي في بطنه الى يوم القيامة (فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون)، ومعنى هذا اللبث بقاؤه حياً الى يوم القيامة وبقاء الحوت حياً معه خلال هذه الآماد المتمادية، وإن أهل الكهف (لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً)، ولا نعلم كم عاشوا قبل دخولهم الكهف وبعد خروجهم منه، وان (الذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال: أنى يحيى هذه الله بعد موتها فاماته الله مائة عام...)، ولعل بقاء الطعام والشراب مائة عام دون أن يفسد أعجب من طول عمر الانسان وأغرب، هذا كله بالاضافة الى ما تناقله مؤلفوا السير ورجال الحديث وتلقوه بالقبول من حياة الخضر من قبل زمان موسى عليه السلام وإلى آخر الزمان... وموضوع غيبة المهدي من هذا القبيل بالضبط ولابد لنا من القول باستمرار حياته جرياً مع تلك النصوص وتصديقاً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.(آل ياسين ـ اصول الدين: 416 ـ 419).
6 ـ طول الغيبة
- الزيارات: 792