8ـ طول العمر
لا تعجب من غيبة القائم عليه السلام وطولها وطول عمره صلوات الله عليه بعد ما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأوصياء بعده بذلك في أخبار تكاد تبلغ حدّ التواتر مع امكان ذلك ووقوع مثله... من الأنبياء والأولياء فان كثيراً منهم كانت لهم غيبات طويلة واعمار مديدة وكذلك كانت كثير من الملوك السالفة ـ وقد ذكر طرفاً من ذلك شيخنا الصدوق في كمال الدين... وقد صح عن النبي انه قال: (كلما كان في الامم السالفة يكون في هذه الامة مثله حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة، وقد نطق القرآن بطول عمر نوح (ثم ذكر روايات في عمر الأنبياء)، وأيضاً فان عيسى والخضر من أولياء الله باقيان الى الآن باتفاق اكثر الامة كذلك إبليس والدجال، واما عيسى وإبليس فبنص الكتاب والسنة في غير موضع، وإما الخضر والدجال فبالنصوص المستفيضة من النبي والأئمة.
اما الخضر فقد قال ابن جرير الطبري: الخضر والياس باقيان يسيران في الارض (ثم كر حديثاً من صحيح مسلم يدل على بقاء الدجال والخضر)، واما الدجال فقد روى الصدوق باسناده عن طرق العامة عن ابن عمر....(الفيض ـ علم اليقين 2: 797 ـ 803).
ولا استبعاد في طول عمره عليه السلام كما قالوا فانه أمر ممكن والله على كل شيء قدير، وقد اتفق ذلك للأولياء والأشقياء كالخضر والياس وعيسى والدجال وغيرهم، فلا استبعاد في وقوع ذلك له عليه السلام فوجب القول به عقلاً ونقلاً.(السيد شبر ـ حق اليقين 1: 270).
واما استبعاد من استبعد منهم ذلك لطول عمره الشريف فما يمنع من ذلك الا جاهل بالله وبقدرته وبأخبار نبينا وعترته أو عارف ويعاند بالجحود... فكيف يستبعد بطول الأعمار؟ وقد تواتر كثير من الأخبار بطول عمر جماعة من الأنبياء وغيرهم من المعمرين، وهذا الخضر باق على طول السنين... وكيف يستبعد طول عمره الشريف من يصدق بالقرآن وقد تضمنت قصة أصحاب الكهف أعجب من هذا.....(السيد بن طاووس ـ الطرائف 1: 268).