10ـ طول عمره
شبهة:
تعلق الخصوم بانتقاض العادة في دعوى طول عمره، وبقائه على تكامل أدواته منذ ولد على قول الإمامية في سني عشر الستين والمائتين والى يومنا هذا، وهو سنة أحد عشر وأربعمائة، وفي حملهم في بقائه وحاله وصفته التي يدعونها له بخلاف حكم العادات، وانه يدل على فساد معتقدهم فيه. (الشيخ المفيد ـ الفصول العشرة ـ ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/ 91 و 47).
نقول: إن طول العمر وإن خرج عما نعهده نحن الآن من أحوال البشر، فليس بخارج عن عادات سلفت لشركائه في البشرية وامثالهم في الانسانية.
وما جرت به عادة في بعض الأزمان لم يمتنع وجوده في غيرها، وكان حكم مستقبلها كحكم ماضيها على البيان، ولو لم تجر عادة بذلك جملةً لكانت الادلة على أن الله تعالى قادر على فعل ذلك تُبطل توهم المخالفين للحق فساد القول به وتكذبهم في دعواهم.
وقد أطبق العلماء من أهل الملل وغيرهم أن آدم ابا البشر عليه السلام عمّر نحو الألف لم يتغير له خلق، ولا انتقل من طفولية إلى شبيبة، ولا عنها إلى هرم، ولا عن قوّة إلى عجز ولا عن علم إلى جهل، وأنه لم يزل على صورة واحدة إلى أن قبضه الله عزوجل.
والقرآن مع ذلك ناطق ببقاء نوح نبي الله في قومه تسعمائة سنة وخمسين سنة للانذار لهم خاصة... وأن الشيب لم يحدث في البشر قبل حدوثه في ابراهيم الخليل عليه السلام.
والاخبار متناصرة بامتداد ايام المعمرين من العرب والعجم والهند واصناف البشر واحوالهم... وقد اثبت اسماء جماعة منهم في كتابي المعروف بـ (الايضاح في الامامة) (راجع كتاب المعمرون: 1 ـ 114 كمال الدين 2: 523 ب 46) منهم لقمان بن عاد الكبير عاش على رواية ثلاث آلاف سنة وخمسمائة سنة. ورُبيع بن ضبيع عاش ثلاثمائة سنة واربعين سنة، والمستوغر بن ربيعة بن كعب عاش 333 سنة واكثم بن صيفي الاسدي عاش 380 سنة و....
ويذكر الفرس أن قدماء ملوكها زادت في الطول من الأعمار من جملتهم من عاش الفي وخمسمائة سنة، واكثر أهل العلم يقولون بان سلمان الفارسي رأى المسيح وادرك النبي وعاش بعده...(الشيخ المفيد / الفصول العشرة / ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/ 91 ـ 103).