67 ـ الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
س ـ كيف يكون اماماً وهو غائب وما الفائدة المترقبة منه في غيبته؟
ج ـ اما النقض، فان التركيز على هذا السؤال يعرب عن عدم التعرف على اولياء الله، وانهم بين ظاهر قائم بالامور، ومختف قائم بها من دون أن يعرفه الناس.
إن كتاب الله العزيز يعرفنا على وجود نوعين من الائمة والاولياء والقادة للامة.
ولي غائب مستور، لا يعرفه حتى نبي زمانه، كما يخبر سبحانه عن مصاحب موسى عليه السلام بقوله:
(فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً، قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمن مما عُلمت رشدا){الكهف: 65 ـ 66}.
وولي ظاهر باسط اليد، تعرفه الامة وتقتدي به.
فالقرآن اذن يدل على أن الولي ربما يكون غائباً، ولكنه مع ذلك لا يعيش في غفلة عن أمته، بل يتصرف في مصالحها ويرعى شؤونها، من دون أن يعرفه ابناء الامة.
فعلى ضوء الكتاب الكريم يصح لنا أن نقول بأن الولي اما ولي حاضر مشاهد أو غائب محجوب، والى ذلك يشير الامام علي عليه السلام في كلامه لكميل بن زياد النخعي: (اللهم بلى، لا تخلوا الارض من قائم لله بحجة، إما ظاهراً مشهوراً، او خائفاً مغموراً لئلا تبطل حجج الله وبيناته).(جعفر سبحاني، الالهيات: 4/142، الحديث في نهج البلاغة بتعليقات محمد عبده 4/37 قصار الحكم الرقم 147).