4 ـ لزوم امامته والانتفاع به
ان اولياء امام الزمان عليه السلام وشيعته ومعتقدي امامته ينتفعون به في حال غيبته النفع الذي نقول انه لابد في التكليف منه، لانهم مع علمهم بوجوده بينهم وقطعهم على وجوب طاعته عليهم ولزومها لهم لابد من ان يهابوه ويخافوه في ارتكاب القبائح ويخشوا تأديبه وانتقامه ومؤاخذته وسطوته، فيكثر منهم فعل الواجب ويقل ارتكاب القبيح، أو يكون ذلك اقرب واليق وهذه جهة الحاجة العقلية الى الامام.
{فلو قيل: كيف يخاف منه ويرهب مع عدم العلم بمكانه؟ قلنا:}... وقد علمنا ان اولياء الامام وإن لم يعرفوا شخصه ويميزوه بعينه فانهم يحققون وجوده ويتيقنون انه معهم بينهم ولا يشكون في ذلك ولا يرتابون به، لانهم إن لم يكونوا على هذه الصفة لحقوا بالاعداء وخرجوا عن منزلة الاولياء، وما فيهم الا من يعتقد ان الامام بحيث لا تخفى عليه أخباره ولا تغيب عنه سرائره فضلاً عن ظواهره، وانه يجوز ان يعرف ما يقع منهم من قبيح وحسن فلا يأمنون أن يقدموا على القبائح فيؤدبهم عليها، ومن الذي يمتنع منهم إن ظهر له الامام واظهر له معجزة يعلم بها انه امام الزمان واراد تقويمه وتأديبه واقامة حدّ عليه ان يبذل ذلك من نفسه، ويستسلم لما يفعله امامه به وهو يعتقد امامته وفرض طاعته.
وهل حاله مع شيعته غائباً الاّ كحاله ظاهراً فيما ذكرناه خاصة، وفي وجوب طاعته والتحرز من معصيته والتزام مراقبته وتجنب مخالفته، وليس الحذر من السطوة والاشفاق من النقمة بموقوفين على معرفة العين وتمييز الشخص والقطع على مكانه بعينه، فان كثيراً من رعية الامام الظاهر لا يعرفون عينه ولا يميزون شخصه، وفي كثير من الاحوال لا يعرفون مكان حلوله، وهم خائفون متى فعلوا قبيحاً ان يؤدبهم ويقومهم وينتفعون بهذه الرهبة حتى يكفوا عن كثير من القبائح او يكونوا اقرب الى الانكفاف.
واذا كان الامر على ما أوضحناه فقد سقط عنا السؤال المتضمن لـ: ان الامام اذا لم يظهر لاعدائه لخوفه منهم فألاّ ظهر لاوليائه...؟لانا قد بينا انهم بامامهم عليه السلام مع الغيبة منتفعون، وان الغيبة لا تنافي الانتفاع الذي تمس الحاجة اليه في التكليف، وبينا انه ليس من شرط الانتفاع الظهور والبروز وبرئنا من عهدة هذا السؤال القوي الذي يعتقد مخالفونا انه لا جواب عنه.(المرتضى ـ المقنع: 74 ـ 76).
4 ـ لزوم امامته والانتفاع به
- الزيارات: 1114