وفي هذه المنطقة حوصرت قافلة سيّدنا الحسين، ولم يسمح له بالعودة إلى المدينة المنورة.
وفي يوم السابع من المحرم منع جيش يزيد سيّدنا الحسين وأُسرته وأصحابه من الاقتراب من نهر الفرات، ليموتوا عطشاً. وكان منظر الأطفال وهم يصيحون: العطش! مؤثراً.
وفي المساء وبينما كان الأطفال يبكون ويطلبون الماء، أمر سيّدنا الحسين أخاه العباس، أن يتوجّه إلى نهر الفرات، وأن يملأ عشرين قربة بالماء. امتطى العباس جواده ومعه ثلاثون من الفرسان، وعشرون من المشاة، كانت مهمّة المشاة ملء القرب بالماء، وكانت مهمّة الفرسان الدفاع عنهم، وصدّ هجمات العدو.
اشترك عليّ الأكبر في هذه المهمة، كان يسير إلى جانب عمّه العباس.
وتقدّم الأبطال باتّجاه الشواطئ. كان عمر بن سعد قد نشر أربعة آلاف جندي على الشريعة؛ وهي الشاطئ المناسب لارتياد النهر.
صاح عمرو بن الحجاج:
- من أنتم؟!.
أجاب نافع بن هلال، وكان من فرسان الإمام الأبطال:
- جئنا لنشرب من هذا الماء، الذي منعتموه عنّا.
قال عمرو بن الحجاج:
- اشربوا هنيئاً، ولا تحملوا إلى الحسين وآله منه!.
هتف نافع:
- لا والله لا نشرب منه قطرة والحسين وآله وصحبه عطاشى!.
والتفت نافع إلى حاملي القرب:
- املأوا أسقيتكم.
وهنا شنّ جنود يزيد هجوماً فتصدّى لهم فرسان الإمام، ودارت معركة قرب الشاطئ، انتهت بانتصار أصحاب الإمام الذين عادوا إلى المعسكر، ومعهم القرب المليئة بالماء.
وفي تلك الليلة فرح الاطفال؛ لأنهم شربوا الماء بعد ساعات طويلة من العطش.
الحصار
- الزيارات: 1394