صهل الفرس قبل أن ينطلق إلى آلاف الأعداء.. أعداء الإسلام والإنسانية.. كانت السهام تنهال كالمطر، وكان عليّ الأكبر ينطلق هو الآخر كالسهم باتجاه العدو. ودارت معركة ضارية. فارس واحد يقاتل آلاف الفرسان، والأعداء يتساقطون تحت ضرباته المدمّرة.
استمرت المعركة ساعات، وشعر علي بالعطش الشديد. جفّ حلقه، واصبح قلبه كالجمر، فعاد ليستريح.
عاد علي إلى والده، كان والده ينظر إليه، وعيناه تفيضان حبّاً وشوقاً.
قفز علي من فوق جواده، واتّجه إلى والده ليعانقه مرّة أخرى.
قال علي وهو يعانق أباه العظيم.
- لقد أجهدني العطش يا أبي، فجئت لأستريح.
بكى سيّدنا الحسين من أجل ولده.. ليست لديه قطرة ماء يسقي بها ولده العطشان؛ والفرات يحاصره الأعداء كالذئاب.
قال الأب وهو يبكي:
- اصبر يا ولدي الحبيب… بعد قليل ستلقى جدّك المصطفى.. وسوف يسقيك من ينابيع الجنّة.
الهجوم الأول
- الزيارات: 1337