• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

في أيّ يوم وُلدَ رسُولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله ؟

في أيّ يوم وُلدَ رسُولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله ؟
لقد اتّفق عامّة كُتّاب السيرة على أن ولادة النبيِّ الكريم كانت في عام الفيل سنة 570 ميلادية.
لأنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم رحل الى ربه عام (632) ميلادية عن (62)
أو (63) عاماً، وعلى هذا الأساس تكون ولادته المباركة قد وقعت في سنة (570) ميلادية تقريباً.
كما أنّ اكثر المحدثين والمؤرخين يتفقون على أنه صلّى اللّه عليه وآله ولدَ في شهر ربيع الأول.
انما وقع الخلاف في يوم ميلاده، والمشهور بين محدثي الشيعة أنه كان يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول بعد طلوع الفجر.
والمشهور بين أهل السنة أنه صلّى اللّه عليه وآله وُلد في يوم الاثنين الثاني عشر من ذلك الشهر(1).
أيُّ هذين القولين هو الصحيح ؟
ان من المؤسف جداً أن يعاني التقويم الدقيق لميلاد رسول الإسلام العظيم صلّى اللّه عليه وآله ووفاته بل مواليد ووفيات اكثر قادتنا وائمتنا لمثل هذا الارتباك، وان لا تكون اوقاتها وتواريخها محددةً معلومة على وجه التحقيق واليقين !.
ولقد تسبب هذا الارتباك في أن لا تستند اكثر احتفالاتنا ومآتمنا إلى تاريخ قطعي، في حين نجد أن علماء الإسلام كانوا يهتمون - عادة - بتسجيل الوقائع التي حدثت على مدار القرون الإسلامية في نظم خاص وعناية كبيرة، ولكننا لا ندري ما الذي منع من تسجيل مواليد هذه الشخصيات العظيمة ووفياتهم على نحو دقيق، وصورة قطعية ؟!
على أن مثل هذه المشكلة يمكن حلها بدرجة كبيرة بالرجوع إلى أهل البيت عليهم السّلام، فان أي مؤرخ لو أراد أن يكتب عن حياة شخصيّة من الشخصيات وأراد أن يُلمّ بكل تفاصيلها ودقائقها لم يسمح لنفسه بان يفعل ذلك من دون ان يراجع ابناء او اقرباء تلك الشخصية التي يزمع ترجمتها والكتابة عنها.
ولقد مضى رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وخلّف من بعده ذرية وقربى وهم الذين يطلق عليهم اهل البيت.
واهل بيته يقولون : لو كان صحيحاً وحقاً ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أبونا وجدنا، وقد نشأنا في بيته وترعرعنا في حجره فاننا نقول انه قد ولد يوم كذا وتوفي يوم كذا فهل يبقى بعد ذلك مجال لأن نتجاهل قولهم ورأيهم، ونختار ما يقوله الآخرون من الأبعدين، وقديماً قالوا : أهل البيت ادرى بما في البيت ؟ (2).
فترَةُ الحمل :
المعروفُ أن النورَ النبويّ الشريف استقر في رحم آمنة - الطاهر في أيام التشريق وهي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة(3)، ولكن هذا الامر لا ينسجم مع الرأي المشهور بين عامة المؤرخين من كون ولادة النبيّ الاكرم صلّى اللّه عليه وآله في شهر ربيع الأول، اذ في هذه الصورة يجب ان نعتبر مدة حمل «آمنة» به صلّى اللّه عليه وآله إما ثلاثة أشهر واما سنة وثلاثة اشهر، وكلا الامرين خارجان عن الموازين العادية في الحمل، كما أنه لم يعدّهُ احدٌ من خصائص النبيّ صلّى اللّه عليه وآله(4).
ولقد عالج المحققُ الكبير الشهيد الثاني (911 - 966 هجري) هذا الإشكال بالنحو التالي إذ قال :
إن ذلك مبنيّ على النسيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، وقد نهى اللّه تعالى عنه، وقال : «إنّما النسيءُ زيادةٌ في الكُفر».
وتوضيح هذا هو أن أبناء «إسماعيل» كانوا تبعاً لاسلافهم يؤدون مناسك الحج في شهر ذي الحجة، ولكنهم رأوا - في ما بعد - أن يحجّوا في كل شهر عامين
يعني ان يحجوا في ذي الحجة عامين وفي المحرم عامين وفي صفر عامين وهكذا.
وهذا يعني أن الحج يعود كل اربعة وعشرين سنة في موضعه الطبيعي (اي شهر ذي الحجة).
وقد جرى العربُ المشركون على هذه الطريقة حتى صادفت أيامُ الحج شهر ذي الحجّة في السنة العاشرة من الهجرة النبوية فحج النبيّ صلّى اللّه عليه وآله في تلك السنة حجة الوداع، فنهى في خطبة له عن هذه الفعلة (التي تسمى بالنسيء بمعنى تأخير الحج عن موضعه وموعده) فقال : «ألا وإنّ الزّمان قد استدار كهيئته يوم خلق السّماواتِ والأرض السّنة إثنا عشر شهراً، مِنها أربعةٌ حرُم! : ثلاثٌ متوالياتٌ : ذو القعدة وذو الحجة، ومحرّم، ورجب الذي بين جمادى وشعبان»(5).
وقد أراد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بذلك أن الأشهر الحرم رجعت الى مواضعها، وعاد الحجُّ الى ذي الحجة وبطل النسيء.
ونزل في هذه المناسبة قولُ اللّه تعالى : (إنّما النسيء زيادةٌ في الكُفر يُضلُّ به الّذين كفرُوا يُحلُّونه عاماً ويحرِّمونه عاماً)(6).
من هنا تنتقل أيامُ التشريق كل سنتين من مواضعها، على ما عرفت، وحينئذٍ لا منافاة بين القول بأن نور النبيّ انتقل إلى رحم اُمه «آمنة بنت وهب» في أيام التشريق، وبين ما اجمع عليه عامة المؤرخين من أنه وُلد في شهر ربيع الأول. وانما تكون المنافاة بين هذين الامرين إذا كان المراد من أيام التشريق هو اليومُ الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة خاصة، ولكن قلنا أن ايام التشريق كانت تنتقل من شهر الى آخر باستمرار، فيلزم أن يكون عام حمل اُمّه به، وعام ولادته أيام الحج الواقعة في شهر جمادى الاولى، وحيث أنه صلّى اللّه عليه وآله وُلد في شهر ربيع الأول فتكون مدة حمل «آمنة» به عشرة أشهر تقريباً.




______________________________
(1) مجمع البيان : ج 5 ص 29.
(2) التوبة : 37.
(3) وقد ذكر المقريزي في «الامتاع» ص 3 جميع الاقوال في يوم ميلاد النبي وشهره وعامه، فراجع.
(4) ومن هنا لا بد من الاعتراف بان ما ينقله ويكتبه الامامية من تفاصيل تتعلق بحياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هي أقرب من غيرها الى الحقيقة لأنها مأخوذة عن اقربائه وابنائه عليهم السّلام.
(5) الكافي : ج 1 ص 439 أبواب التاريخ باب مولد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ووفاته.
(6) قد ذكر الطريحي فقط في مجمع البحرين في مادة شرق قولاً بهذا لم يُسم قائله.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page