• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الأول :الجهل.. والعلم

الجهل والجفاء:
لا ريب في أن «الخوارج» كانوا يعانون من الجهل الذريع، ومن السفاهة القاتلة ما يفوق حد الوصف. وكانوا في الأكثر اعراباً جفاةً، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق ونذكر من شواهد ذلك ما يلي:
1 ـ إن أبا حمزة حينما دخل المدينة في سنة130ه. «بلغه: أن أهل المدينة يعيبون أصحابه، لحداثة أسنانهم، وخفة أحلامهم»(1) فقام خطيباً في أهل المدينة، فكان مما قال: «يا أهل المدينة، بلغني أنكم قلتم، تتنقصون أصحابي: شباب أحداث، وأعراب جفاة، ويلكم إلخ..»(2).
2 ـ وعن علي (عليه السلام): «.. وأنتم معاشر أخفاء (صغار خ. ل) الهام، سفهاء الأحلام»(3).
وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أيضاً قوله: «يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام»(4).
ومن المضحك: أنهم قد رووا عكس ذلك أيضاً عن النبي (صلى الله عليه وآله): فقد روي أنه جاءته صدقة بني تميم، فقال: هذه صدقة قومي، وسمعته يقول: «ضخم الهام، رجح الأحلام، وأشد على الرجال في آخر الزمان»(5).
ولاريب في أن هذا الحديث فيه تحريف ووضع، وأخلق به أن يكون قد وضع من قبل «الخوارج»، الذين عرف عنهم: أنهم إذا احبوا أمراً صيروه حديثاً، كما سنرى.
ومن الواضح: ان بني تميم ليسوا هم قوم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا ميزة لهم من حيث القرابة عن غيرهم من سائر قبائل العرب..
كما أن اللافت هنا هو: أن أكثر «الخوارج» الأولين قد كانوا من بني تميم، فوضعت هذه الرواية على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) في مدحهم!!
ويلاحظ: أنها قد جاءت على نسق العبارة المروية عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وعن علي (عليه السلام) في ذمهم، وهي الرواية المتقدمة.
3 ـ قال رجل من أصحاب أمير المؤمنين لعبد الله بن وهب الراسبي، زعيم خوارج النهروان: «أنت ـ والله ـ ما فهمت في دين الله ساعة قط. وما زلت جلفاً جافياً مذ كنت»(6).
4 ـ قال الحسن البصري: «العامل على غير علم كالسالك على غير طريق. والعامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح، فاطلبوا العلم طلباً لا تضروا بالعبادة، واطلبوا العبادة طلباً لا تضروا بالعلم، فإن قوماً طلبوا العبادة، وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد. ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا»(7). يريد بذلك «الخوارج».
5 ـ وحينما أرسل علي بن عبد الله بن العباس دعاته، وصف لهم البلاد، فكان مما قاله لهم: «.. وأما الجزيرة فحرورية مارقة، وأعراب كاعلاج، ومسلمون أخلاقهم كأخلاق النصارى»(8).
ونظير ذلك ورد عن الأصمعي أيضاً، فراجع(9).
6 ـ وما أحسن ما وصفهم به رئيس معتزلة بغداد، بشر بن المعتمر، حيث ذكر خلوهم من العلم والفهم، وذكر حرقوص بن زهير، أحد زعمائهم، المقتول في النهروان، فقال:
ما كان من أسلافهم أبو الحسن    ولا ابن عباس ولا أهل السنن
غر مصابيح الدجى مناجب    أولئك الأعلام لا الأعارب
كمثل حرقوص، ومن حرقوص؟    فقعة قاع حولها قصيص
ليس من الحنظل يشتار العسل    ولا من البحور يصطاد الورل
هيهات ما سافلة كعالية    ما معدن الحكمة أهل البادية(10)
الفقعة: الرخو من الكمأة. والقصيص: شجر تنبت الكمأة في أصلها.
7 ـ وقال لهم عمر بن عبد العزيز: «فاتقوا الله، فأنتم جهال، تقبلون من الناس ما رد عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتردون عليهم ما قبل، ويأمن عندكم من خاف، ويخاف عندكم من امن عنده، وشهد إلخ..»(11).
8 ـ وفي حرب شيبان الخارجي مع مروان يقول النص التاريخي: «فصبر معه جماعة من الأعراب، فلحقوا بأهاليهم»(12).
9 ـ وقال الحسن البصري في كلام له عن العلم، ويشير به إلى «الخوارج»: «إن قوماً طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد، ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا»(13).
وقد أشار عدد من المؤلفين والمؤرخين إلى ما كان عليه «الخوارج» من البداوة والجهل والجفاء، فراجع..(14).
قصم ظهري اثنان:
وهؤلاء هم الجهال المتنسكون، الذين قال عنهم أمير المؤمنين (عليه السلام): «قصم ظهري اثنان عالم متهتك، وجاهل متنسك»(15).
وقد ابتلى بهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد كانت الضربة التي تلقاها (صلوات الله وسلامه عليه) من هؤلاء الجهال المتنسكين، الذين كانوا يرون أنفسهم أعلم من باب مدينة علم النبي (صلى الله عليه وآله)، أشد وأقوى من كل الضربات، فلو أنهم لم يقفوا ذلك الموقف البغيض في صفين وبعدها، وتركوا الأمور تجري على حسب ما يريده (عليه السلام)، لتغير وجه التاريخ، ولربما كان قد عم الإسلام العالم، ولم يكن قد بقي ثمة مبرر لمهادنة الإمام الحسن (عليه السلام) لمعاوية، ثم استشهاده، ولا كان ثمة أثرٍ لفاجعة كربلاء، ولا لغير ذلك من مصائب ورزايا تعرضت لها الأمة الإسلامية، والبشرية جمعاء، حيث إنها لم تكن لتوجد من الأساس.
نعم.. لقد كان هذا الجهل المركب، واعتقادهم أنهم أعلم من أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومعه تظاهرهم بالنسك والزهد، من أشد المصائب وأنكاها.. قال ابن الجوزي:
«.. وقد كانت الخوارج تتعبد، إلا أن اعتقادهم: أنهم أعلم من علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وهذا مرض صعب»(16).
وقال: «.. ولا أعجب من اقتناع هؤلاء بعلمهم، واعتقادهم أنهم أعلم من علي (رضي الله عنه)»(17).
«الخوارج».. يرجعون إلى تلامذة علي (عليه السلام):
وبعد.. فإن الكل كانوا يعرفون: أن أهل البيت (عليهم السلام) هم معدن العلم، وموضع الرسالة.. والكل يعلم ايضاً اختصاص ابن عباس بعلي أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومشاركته له في حروبه، [حتى حروب النهروان ضد الخوارج] ودفاعه عن قضاياه، وكونه علوياً بكل ما لهذه الكلمة من معنى، وقد أحس «الخوارج» بحاجتهم إلى الإلمام بشيء من الأحكام، إذ لم يعد جائزاً لهم هذا الاستغراق في ظلمات الجهل حتى بأبده البديهيات، وهم يدعون: أنهم يحاربون الأمويين بدوافع دينية، فلم يجدوا أمامهم سوى ذلك الذي كرهوه، وحاربوه، وشيعته وأولياءه فلجأوا إليهم في ذلك، ولذلك نلاحظ أن نجدة الحروري الخارجي كان يسأل ابن عباس عن مسائل أشكلت عليه، ويعتمد على إجابته فيها..
فقد روى يزيد بن هرمز، قال: كتب نجدة بن عامر إلى ابن عباس يسأله عن أشياء، فشهدت ابن عباس حين قرأ كتابه، وحين كتب جوابه، فقال ابن عباس: لولا أرده عن شر يقع فيه، ما كتبت إليه، ولا نعمة عين.
قال: فكتب إليه:
إنك تسألني عن سهم ذوي القربى الذي ذكر الله عز وجل من هم؟ وإنا كنا نرى قرابة رسول الله هم، فأبى ذلك علينا قومنا.
وساله عن اليتيم متى ينقضي يتمه، وأنه إذا بلغ النكاح، وأونس منه رشد دفع ماله، وقد انقضى يتمه.
وسأله هل كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقتل من صبيان المشركين أحداً، فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقتل منهم أحداً. وأنت فلا تقتل، إلا أن تكون تعلم ما علم الخضر من الغلام الذي قتله.
وسأله عن المرأة والعبد، هل كان لهما سهم معلوم إذا حضروا الباس، وأنه لم يكن لهم سهم معلوم، إلا أن يجزن من غنائم المسلمين(18).
وحسب نص البلاذري عن عبد الله بن هرمز قال: كنت كاتب عبد الله بن عباس إلى نجدة، وكتب إليه يسأله عن النساء، هل كنّ يحضرن الحرب مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ وهل كان يضرب لهن بسهم؟! وهل كان للعبد في المغنم سهم؟ ومتى كان يضرب للصبي؟ ويسأله عن سهم ذوي القربى.
فكتب إليه: أن النساء كن يحضرن الحرب مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيرضخ لهن بسهم، وأنه لا سهم للعبد في المغنم. وانه كان لا يضرب للصبي بسهم حتى يحتلم. وأن عمر بن الخطاب عرض عليه أن يزوج من سهم ذوي القربى أيمنا، ويقضي عن غارمنا، فأبينا إلا أن يسلمه إلينا، وأبى ذلك علينا(19).
وروى أبو الفرج الأصفهاني بسنده عن عمر الركاء قال: «بينما ابن عباس في المسجد الحرام، وعنده نافع بن الأزرق، وناس من «الخوارج»، يسألونه، إذ أقبل عمر بن أبي ربيعة في ثوبين مصبوغين مورّدين، أو ممصّرين حتى دخل وجلس، فأقبل عليه ابن عباس، فقال: أنشدنا، فأنشده:
أمن آل نعمٍ أنت غادٍ فمبكر    غداة غدٍ أو رائح فمهجر
حتى أتى على آخرها. فأقبل عليه نافع بن الأزرق، فقال: الله يا ابن عباس، إنا نضرب إليك أكباد الإبل من أقاصي البلاد نسألك عن الحلال والحرام، فتتثاقل عنا، ويأتيك مترف من مترفي قريش، فينشدك: إلخ..»(20).
قال المبرد: «وكان نافع بن الأزرق ينتجع عبد الله بن العباس، فيسأله، فله عنه مسائل من القرآن وغيره، قد رجع إليه في تفسيرها، فقبله وانتحله، ثم غلبت عليه الشقوة»(21).
ثم ذكر المبرد شطراً من تلك المسائل، فراجع.
وروي: أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس في آية (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)? فقال ابن عباس:
هو الذي لا كفؤ له، أي لا ينظر إلى النار برحمته. وأهل الجنة ينظرون إليه في ثوابه، وكرامته ورحمته، ولا يرونه بأبصارهم(22).
وروى الزبيريون: أن نافعاً قال له: ما رأيت أروى منك قط. فقال: ابن عباس: ما رأيت أروى من عمر، ولا أعلم من علي(23).
ولعله إنما ذكر له عمر ليرضيه بذلك، وإلا، فإن عمر، لم يكن معروفاً بالرواية فضلاً عن أن يكون أروى الناس.
رواية «الخوارج» عن مسلمة أهل الكتاب:
وقد ذكر الحارثي الإباضي: أن مسلم بن أبي كريمة، المتوفى في خلافة ابي جعفر المنصور سنة 135هـ، وثبت وجوده عام ثمانية وخمسين للهجرة(24). قال: «من لم يكن له أستاذ من الصحابة، فليس هو على شيء من الدين، وقد منّ الله علينا بعبد الله بن عباس بن عبد المطلب عم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن سلام، وهم الراسخون في العلم. وعلى آثارهم اقتفينا، وبقولهم اقتدينا، وعلى سيرتهم اعتمدنا وعلى منهاجهم سلكنا»(25).
فهو يجعل عبد الله بن سلام من الراسخين في العلم، الذين اقتفى «الخوارج» آثارهم.
مع أن الراسخين في العلم هم خصوص الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)، وحتى ابن عباس فإنه ليس منهم.
____________
(1) الأغاني ج20 ص105 والعقود الفضية ص209 وراجع ص215.
(2) الكامل في التاريخ ج5 ص390 وتاريخ الأمم والملوك ج6 ص59 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص115 وراجع ص119 وج2 ص267 والأغاني ـ ط ساسي ج20 ص104و105و107 ونهج البلاغة ج1 ص83 والعقود الفضية ص207 والعقد الفريد ج4 ص144 والبيان والتبيين ج2 ص124، ولم يذكر: أنهم عيروه بأصحابه شباب إلخ..
(3) تاريخ الطبري ج4 ص63 والكامل في التاريخ ج3 ص344 والمصنف للصنعاني ج10 ص157 ومنحة المعبود ج2 ص185 ومسند الطيالسي ص24 والفصول المهمة لابن الصباغ ص92 ونهج البلاغة بشرح محمد عبده، الخطبة رقم 35 وبهج الصباغة ج3 ص110 عن الطبري ـ والموفقيات ص327 ونور الأبصار ص102.
(4) خصائص الإمام علي (عليه السلام) للنسائي ص140 وسنن أبي داود ج4 ص244 والسنن الكبرى ج8 ص170 ومستدرك الوسائل ج2 ص148 ومسند أحمد ج4 ص357 والبداية والنهاية ج7 ص290.
(5) البرصان والعرجان ص309 وقال في هامشه: أنظر صحيح مسلم 1957.
(6) الفتوح لابن أعثم ج4 ص126.
(7) جامع بيان العلم ج1 ص165.
(8) معجم البلدان لياقوت ج2 ص352 وأحسن التقاسيم ص293 وعيون الأخبار لابن قتيبة ج1 ص204 والسيادة العربية، والشيعة والإسرائيليات ص93 والحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ج1 ص102.
(9) روض الأخيار ص67، والعقد الفريد ج6 ص248.
(10) الحيوان للجاحظ ج6 ص455.
(11) العيون والحدائق ص46 ومروج الذهب ج3 ص192.
(12) المصدر السابق ص162.
(13) جامع بيان العلم ج 1 ص165.
(14) راجع: تاريخ ابن خلدون ج3 ص165 وفجر الإسلام ص259و361 وضحى الإسلام ج3 ص332 وبعدها وتاريخ المذاهب الإسلامية ص68/69 والخوارج في الإسلام لعمر أبي النصر ص18 وقضايا في التاريخ الإسلامي ص37 عن تاريخ الأمم والملوك ج5 ص516.
(15) البحار ج2 ص111و106 وج1 ص208 وميزان الحكمة ج6 ص509.
(16) تلبيس إبليس ـ ص93.
(17) تلبيس إبليس ص95.
(18) مسند أحمد ج1 ص248/249 وج4 ص83 ومجمع الزوائد ج5 ص341 وسنن النسائي ج2 ص179 والخراج لأبي يوسف ص24 ـ 25 والأموال لأبي عبيد ص463 وجامع البيان ج15 ص6 وأحكام القرآن للجصاص ص62و60 والسنن الكبرى ج6 ص342و343 وسنن أبي داود بيان مواضع الخمس وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص212 ولسان الميزان ج6 ص148..
(19) الأغاني ج1 ص34/35 والكامل في الأدب ج3 ص228و229.
(20) أنساب الأشراف ج1 ص517.
(21) الكامل في الأدب ج3 ص222.
(22) الإباضية عقيدة ومذهباً ص105 عن الجامع الصحيح [للربيع بن حبيب] ج3 ص27 رقم 855.
(23) الكامل للمبرد ج3 ص230.
(24) راجع: العقود الفضية ص139.
(25) العقود الفضية ص140.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page