• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

توظيف المعجزة والكرامة في الهداية والارشاد :

الحدث المعجز إنّما يجريه الله سبحانه وتعالى على يد أنبيائه ورسله أو أوصيائهم؛ للتدليل على أن النبي المرسل أو الوصي المختار مرتبط بالسماء بشكل أو بآخر ، وأن المعجزة ـ وهي أمر خارق للعادة الطبيعية ـ هي تأييد لدعوى النبي بأنّه ينطق عن السماء ، وأن ما يأتي به من تعاليم إنّما تصدر عن الله تبارك وتعالى؛ وتأييد لدعوى الوصي أو الاِمام المعصوم أيضاً بأنّه يتصل بالنبوة التي هي بدورها من مختصات السماء .
ولقد وظّف أئمة أهل البيت عليهم السلام المعاجز والكرامات التي كانت تجري على أيديهم في استقطاب أفراد الاُمّة حول محور الاِمامة ، ثم إرشادهم وهدايتهم نحو المسار الصحيح .
ومن ذلك ، الخبر الذي يبيّن بجلاء توظيف الاِمام عليه السلام للمعجزة في هداية الناس إلى طريق الحق ، وإلفات نظرهم إلى عظيم منزلة أئمة أهل البيت عليهم السلام عند الله سبحانه . فقد جاء عن علي بن خالد ، قال : كنت بالعسكر ، فبلغني أنّ هناك رجلاً محبوساً أُتي به من ناحية الشام مكبولاً ، وقالوا : إنّه تنبأ (1) .
قال : فأتيت الباب وداريت البوّابين حتى وصلت إليه ، فإذا رجل له فهم وعقل ، فقلت له : يا هذا ما قصتك ؟
فقال : إنّي كنت رجلاً بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال إنّه نُصب فيه رأس الحسين عليه السلام فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبلٌ على المحراب أذكر الله تعالى إذ رأيت شخصاً بين يديّ ، فنظرت إليه . فقال لي : قم ، فقمت معه فمشى بي قليلاً فإذا أنا في مسجد الكوفة ، قال : فصلّى فصلّيت معه ثم انصرف وانصرفت معه ، فمشى قليلاً فإذا نحن بمسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فسلّم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصلّى وصلّيت معه ، ثم خرج وخرجت معه فمشى قليلاً فإذا أنا بمكّة ، فطاف بالبيت وطفت معه ، ثم خرج فمشى قليلاً فإذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد الله تعالى فيه بالشام ، وغاب الشخص عن عيني ، فبقيت متعجِّباً حولاً مما رأيت .
فلما كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به ، ودعاني فأجبته ، ففعل كما فعل في العام الماضي ، فلمّا أراد مفارقتي بالشام قلت له : سألتك بحقّ الذي أقدرك على ما رأيت منك إلاّ أخبرتني من أنت ؟
فقال : « أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر » .
فحدّثتُ من كان يصير إليّ بخبره ، فرقي ذلك إلى محمد بن عبدالملك الزيّات ، فبعث إليّ فأخذني وكبلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبست كما ترى ، وادُّعي عليَّ المحال .
فقلت له : فأرفع عنك قصة إلى محمد بن عبدالملك الزيّات .
فقال : إفعل .
فكتبت عنه قصة شرحت أمره فيها ورفعتها إلى محمد بن عبدالملكالزيّات ، فوقّع في ظهرها : قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ومن الكوفة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة وردَّك من مكة إلى الشام ، أن يخرجك من حبسك هذا .
قال علي بن خالد : فغمني ذلك من أمره ورققت له وانصرفت محزوناً عليه ، فلما كان من الغد باكرت الحبس لاَعلمه بالحال وآمره بالصبر والعزاء ، فوجدت الجند وأصحاب الحرس وأصحاب السجن وخلقاً عظيماً من الناس يهرعون ، فسألت عن حالهم فقيل لي : المحمول من الشام المتنبىَ افتقد البارحة من الحبس ، فلا يُدرى أخُسِفت به الاَرض أو اختطفته الطير !
وكان هذا الرجل ـ أعني علي بن خالد ـ زيدياً ، فقال بالاِمامة لمّا رأى ذلك وحسُنَ اعتقاده (2) .
وروي عن القاسم بن المحسن (3) ، قال : كنت فيما بين مكّة والمدينة فمرَّ بي أعرابي ضعيف الحال ، فسألني شيئاً فرحمته وأخرجت له رغيفاً فناولته إياه ، فلما مضى عني هبّت ريح شديدة ـ زوبعة ـ فذهبت بعمامتي من رأسي ، فلم أرها كيف ذهبت ؟ وأين مرّت ؟ فلما دخلت على أبي جعفر بن الرضا عليه السلام ، فقال لي : « يا قاسم ! ذهبت عمامتك في الطريق ؟ » .
قلت : نعم .
قال : « يا غلام أخرج إليه عمامته » ، فأخرج إليَّ عمامتي بعينها ، قلت:
يابن رسول الله ! كيف صارت إليك ؟
قال : « تصدقت على الاَعرابي ، فشكر الله لك ، وردّ عمامتك ، وان الله لا يضيع أجر المحسنين » (4) .
ونقل الإربلي عن القاسم بن عبدالرحمن ـ وكان زيدياً ـ قال : خرجت إلى بغداد فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يتعاودون ويتشرّفون ويقفون قلت : ما هذا ؟ فقالوا : ابن الرضا ، ابن الرضا .
فقلت : والله لأنظرنّ إليه ، فطلع على بغل ـ أو بغلة ـ فقلت : لعن الله أصحاب الاِمامة حيث يقولون إنّ الله افترض طاعة هذا .
فعدل إليَّ وقال : « يا قاسم بن عبدالرحمن ( أبَشَراً منّا واحداً نتّبِعُهُ إنّا إذاً لفي ضلالٍ وسُعرٍ ) (5) » .
فقلت في نفسي : ساحر والله .
فعدل إليَّ فقال : « ( أأُلقي الذكرُ عَلَيهِ من بَينِنا بل هو كذّابٌ أشرٌ ) » (6) .
قال : فانصرفت وقلت بالاِمامة ، وشهدت أنه حجة الله على خلقه واعتقدت (7) .
____________
1) تنبأ أي ادّعى النبوة .
2) الاِرشاد 2 : 289 ـ 291 . وراجع : دلائل الاِمامة : 205 | 366 . وإعلام الورى : 347 . وكشف الغمة 3 : 149 .
3) الظاهر أنّه : القاسم بن الحسن البزنطي ، إذ لا وجود للقاسم بن المحسن في كتب الرجال .
4) كشف الغمة 3 : 159 ـ 160 .
5) سورة القمر : 54 | 24 .
6) سورة القمر : 54 | 25 .
7) كشف الغمة 3 : 150 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page