عبدالرحمن بن أبي ليلى من طرقنا (1) .
ومن اقتدى بهم هُدي إلى صراط مستقيم ، ولم يهب الله محبّتهم لعبد إلاّ أدخله الله الجنّة ، كما في حديث جابر من طرق العامّة (2) .
(1) ـ مصابيح جمع مصباح ـ وهو في اللغة بمعنى السراج الثاقب المضيء ، ويكنّى به عن كل ما يهتدى به .
والدُجى جمع الدُجْيَة بضمّ الدال أي الظلمة ، يقال : ليل دَجِيّ وليل داج أي مظلم .
والأئمّة الأطهار (عليهم السلام) مصابيح الدجى ، وسُرُج الهداية في الدنيا ، وهادون للخلق من ظلمة الشرك والكفر ، والضلالة والجهل ، إلى نور الإيمان والطاعة والمعرفة والعلم .
بل هم المثل الأعلى لمصباح الهدى ، ووسائل النجاة في جميع الظلمات كما تلاحظ ذلك في حديث عبدالعزيز بن مسلم ، عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال فيه :
« الإمام كالشمس الطالعة المجلِّلة بنورها للعالَم وهي في الاُفق ، بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار ، الإمام البدرُ المنير ، والسراج الزاهر ، والنور الساطع ، والنجم الهادي في غياهب الدجى » (3) .
وقد تقدّم في حديث بريد العجلي أنّهم الهادون في قوله تعالى : (وَلِكُلِّ قَوْم هَاد) .
وأفاد في الشموس الطالعة كأنّ قوله (عليه السلام) في الزيارة الشريفة : « ومصابيح الدجى » إشارة إلى قوله تعالى في الكتاب الكريم : (اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاة فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَة الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَة مُّبَارَكَة زَيْتُونَة لاَّ شَرْقِيَّة وَلاَ غَرْبِيَّة يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُور يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الاَْمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْء عَلِيمٌ) (4) (5) .
فقد فسّرت بأهل بيت العصمة سلام الله عليهم كما تلاحظ ذلك في مثل :
حديث صالح بن سهل الهمداني قال :
قال أبو عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزّوجلّ : (اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاة) (6) ، فاطمة (عليها السلام) .
(فِيهَا مِصْبَاحٌ) : الحسن (عليه السلام) .
(الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَة) : الحسين (عليه السلام) .
(الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) : فاطمة كوكب درّي بين نساء أهل الدنيا .
(يُوقَدُ مِن شَجَرَة مُّبَارَكَة) : إبراهيم (عليه السلام) .
(زَيْتُونَة لاَّ شَرْقِيَّة وَلاَ غَرْبِيَّة) : لا يهوديّة ، ولا نصرانيّة .
(يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ) : يكاد العلم ينفجر بها . (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ) .
(نُورٌ عَلَى نُور) : إمام منها بعد إمام .
____________
(1) الكافي : ج1 ص181 ح6 .
(2) ينابيع المودّة : ص62 ، عنه إحقاق الحقّ : ج4 ص59 .
(3) الكافي : ج1 ص200 ح1 .
(4) سورة النور : الآية 35 .
(5) الشموس الطالعة : ص157 .
(6) سورة النور : الآية 35 .
أهل البيت (عليهم السلام) هم المصابيح المنيرة في الظلمات الداجية
- الزيارات: 1429