• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

وحباهم الله تعالى بالولاية التكوينية والتشريعية التي فيهم

وَذَلَّ كُلُّ شَيْء لَكُمْ
أنزلهم في بيت من داره قريب من المطبخ ، ثمّ حمل إليهم المال والثياب والجواهر والأشربة والخدم ، ثمّ استدعاهم وقال : مَن ربّكم ؟
    فقالوا : ما نعرف ربّاً وما سمعنا بهذه الكلمة ، فخلع عليهم ، ثمّ قال للترجمان : قل لهم : إنّ لي عدوّاً في هذه الحجرة فادخلوا إليه وقطّعوه ، فدخلوا بأسلحتهم على الكاظم (عليه السلام) والرشيد ينظر ماذا يفعلون .
    فلمّا رأوه رموا أسلحتهم وخرّوا له سجّداً فجعل موسى (عليه السلام) يمرّ يده على رؤوسهم وهم منكّسون وهو يخاطبهم بألسنتهم .
    فلمّا رأى الرشيد ذلك غشي عليه وصاح بالترجمان أخرجهم فأخرجهم يمشون القهقري إجلالا لموسى (عليه السلام) ثمّ ركبوا خيولهم وأخذوا الأموال ومضوا » (1) .
    (1) ـ ذلّ : مأخوذ من الذِّل بكسر الذال بمعنى اللين والإنقياد والسهولة ضدّ الصعوبة ، كما وأنّ الذُّل بضمّ الذال بمعنى الخفّة والهوان ضدّ العزّة .
    فكلمة ذَلَّ بمعنى انقاد ولانَ وسَهُل ، كما في قوله تعالى : (وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلا) (2) .
    وهذا الإنقياد هو غاية الخضوع ، يقال لكلّ مطيع من الناس ذليل ، ومن غير الناس ذلول (3) .
    فالمعنى : انقاد وخضع كلّ شيء في العالم لكم بقدرة الله تعالى .
    وهذه هي الولاية التكوينية الثابتة بقدرة الله تعالى وإرادته لأهل البيت (عليهم السلام) .
    فإنّ كلّ شيء في الكون خاضع ومنقاد وتابع لهم ، ويمكنهم التصرّف بولايتهم في جميع أشياء ، الكون والتكوين .
    وهذا مضافاً إلى ولايتهم التشريعية الثابتة لهم بنصب الله تعالى ، وهي إمامتهم وأولويتهم بالأمر وهدايتهم وإرشادهم مع وجوب إطاعتهم ، الثابتة بأدلّة الإمامة من الكتاب والسنّة والعقل والإعجاز .
    كما ثبتت ولايتهم التكوينية بالأدلّة المتظافرة المتقدّمة في فقرة : « والسادة الولاة » .
    ونضيف هنا بياناً أنّ من الأدلّة عليها :
    1 / الاقتران في آية الولاية في سورة المائدة / الآية 55 (4) .
    2 / حديث طارق بن شهاب الذي جاء فيه : « خلقهم الله من نور عظمته ، وولاّهم أمر مملكته ، فهم سرّ الله المخزون وأولياؤه المقرّبون ، وأمره بين الكاف والنون » (5) .
    3 / تصرّفاتهم الإعجازية في الكون والمكان والكائنات ، ممّا تلاحظها في كتاب الثاقب في المناقب .
    فهم (عليهم السلام) أولياء الكون ، وكلّ شيء خاضع لهم بالتكوين ، بالقدرة الإلهية ، والإرادة الربّانية .
وَاَشْرَقَتِ الاَْرْضُ بِنُورِكُمْ  وَفازَ الْفائِزُونَ بِوِلايَتِكُمْ  بِكُمْ يُسْلَكُ اِلَى الرِّضْوانِ
    (1) ـ أي أشرقت الأرض بنور وجودكم ، فإنّه لولاهم (عليهم السلام) لما وجدت ولا ثبتت أرض ولا غيرها من سائر الموجودات . كما أشرقت القلوب بنور هدايتكم .
    وتلاحظ بيان ذلك في فقرة : « ونوره وبرهانه » .
    قال الله تعالى : (وَأَشْرَقَتِ الاَْرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا) (6) وجاء تفسيرها بنور الإمام (عليه السلام) كما في حديث علي بن إبراهيم (7) .
    (2) ـ الفوز : هو النجاة والظفر بالخير .
    أي نجى وظفر الناجون بولايتكم أهل البيت ، وباعتقاد إمامتكم ، ومتابعتكم فإنّ شيعتكم هم الفائزون كما تظافر به الحديث من الفريقين .
    وتلاحظ بيان ذلك ودليله في فقرة « وفاز من تمسّك بكم » .
    وكذلك فقرة « من اتّبعكم فالجنّة مأواه » .
    (3) ـ أي بكم أهل البيت عليكم السلام لا بغيركم يسلك إلى جنان الله تعالى ورضوانه فإنّكم حجج الله وخلفاؤه والوسيلة إليه ، فاتّباعكم إطاعة لله ، وموجب لرضوانه .
    إشارة إلى قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْن وَرِضْوَانٌ مِّن اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (8) .
   وفي حديث تفسيره عن الإمام الهادي (عليه السلام) قال : « إذا صار أهل الجنّة
وَعَلى مَنْ جَحَدَ وِلايَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمنِ
في الجنّة ودخل ولي الله جنّاته ومساكنه ، واتّكى كلّ مؤمن منهم على أريكته ، حفّته زوجاته وخدّامه ، وتهدّلت عليه الثمار ، وتفجّرت حوله العيون ، وجرت من تحته الأنهار ، وبُسطت له الزرابي ، وصُفّفت له النمارق ، وأتته الخدّام بما شاءت شهوته من قبل أن يسألهم ذلك .
    قال : وتخرج عليهم الحور العين من الجنان ، فيمكثون بذلك ما شاء الله ، ثمّ أنّ الجبّار يشرف عليهم ، فيقول لهم : أوليائي وأهل طاعتي وسكّان جنّتي في جواري ، ألا هل اُنبّئكم بخير ممّا أنتم فيه ؟
    فيقولون : ربّنا ، وأيّ شيء خير ممّا نحن فيه ؟ نحن فيما اشتهت أنفسنا ولذّت أعيننا من النعم في جوار الكريم .
    قال : فيعود عليهم بالقول .
    فيقولون : ربّنا نعم ، فأتنا بخير ممّا نحن فيه .
    فيقول لهم تبارك وتعالى : رضاي عنكم ومحبّتي لكم خير وأعظم ممّا أنتم فيه .
    قال : فيقولون : نعم ، ياربّنا رضاك ومحبّتك لنا خير لنا وأطيب لأنفسنا .
    ثمّ قرأ علي بن الحسين (عليهما السلام) هذه الآية : (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ـ إلى قوله ـ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) » (9) .
    (1) ـ أي على من جحد وأنكر ولايتكم وإمامتكم وخلافتكم ووجوب طاعتكم غضب الله الرحمن أي سخطه وعذابه وعقابه .
_____________
(1) جلاء العيون : ج3 ص71 .
(2) سورة الإنسان : الآية 14 .
(3) مجمع البحرين : ص474 .
(4) كنز الدقائق : ج4 ص144 .
(5) بحار الأنوار : ج25 ص169 ب4 ح38 .
(6) سورة الزمر : الآية 69 .
(7) كنز الدقائق : ج11 ص338 .
(8) سورة التوبة : الآية 72 .
(9) كنز الدقائق : ج5 ص498 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page