• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

كريم أوصاف أهل البيت (عليهم السلام) في جميع ما يخصّهم .. كلامهم وأمرهم ووصيّتهم وفعلهم وعادتهم وسجيّتهم وقولهم ورأيهم وكل ما فيهم

وَاَصْدَقَ وَعْدَكُمْ  كَلامُكُمْ نُورٌ
    أي ما أوفى عهدكم الذي عاهدتم به الله تعالى ، كما تقدّم في فقرة : « ووكّدتم ميثاقه » وكذلك ما أوفى عهودكم مع الناس .
    حيث إنّ الوفاء بالعهد من شيمة الصادقين ، وأمثل الصادقين هم الأئمّة الطاهرون .
    (1) ـ أي وما أصدق وعدكم ، والوعد في الخير .
    وقد صدقهم الله تعالى وعده ، وهو أصدق الصادقين .
    كما صدقوا هم في وعدهم مع الناس .
    حيث إنّهم أهل آية الصادقين . وقد تقدّم بيانه ودليله في فقرة « الصادقون » .
    (2) ـ النور : هو الضوء المنتشر ، والكيفية الظاهرة بنفسها المُظهرة لغيرها .
    وُصف به كلام أهل البيت (عليهم السلام) لأنّه علمٌ وهداية نَوَّر القلوب ، ونوّر العالَم ، فكان كلامهم نوراً في نفسه ، ومنوّراً بالهداية لغيره ، ومجلّياً مذهِباً للعمى والظلمة عن الناس .
    وذلك لما يلي :
    أوّلا : أنّهم مخلوقون من نور عظمة الله تعالى فكانوا بشراً نورانيين ، ومن الواضح أنّ كلامهم شعاع منهم ، ولا يشعّ من النور إلاّ النور .
    وتلاحظ خلقتهم النورية في حديث الإمام الصادق (عليه السلام) (1) .
    وحديث أمير المؤمنين (عليه السلام) (2) .
    وتفصيل البيان والدليل مرّ في فقرة « خلقكم الله أنواراً » .
    ثانياً : أنّهم (عليهم السلام) نور الله عزّوجلّ ، ومظاهر نوره في السماوات والأرض ، ينوّر الله بهم قلوب المؤمنين ، فكان كلامهم نوراً .
    وتلاحظ حديث ذلك في مجامعنا (3) ومضى البيان والدليل في فقرة « ونوره » .
    وقد ورد في زيارة الإمام الحجّة (عليه السلام) : « السلام عليك يانور الله الذي يهتدي به المهتدون » (4) .
    ثالثاً : أنّ كلامهم (عليهم السلام) مأخوذ من كلام الله تعالى وقرآنه الذي هو نور منزّل على الرسول ، فيكون كلامهم نوراً أيضاً ، بتبعية الجزء للكل والفرع للأصل .
    ففي حديث هشام بن سالم وحمّاد بن عثمان وغيره قالوا : سمعنا أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : « حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) قول الله عزّوجلّ » (5) .
    ويدلّ على نوريّة كلام الله تعالى قوله عزّ إسمه : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَكُم بُرْهَانٌ مِّنْ رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً) (6) .
    وقد برهن الدليل الوجداني حسّاً على نورانية كلام الله تعالى في وقائع عديدة مثل قضية محمّد كاظم الكريمي الساروقي رحمه الله تعالى .
    وحاصل قضيّته كما حكى هو أنّه : كان يسكن هذا المؤمن البالغ من العمر (70) سنة في قرية ساروق التابعة لبلدة أراك ، وفي عصر إحدى أيّام الخميس يذهب إلى زيارة حرم بعض أولاد المعصومين (عليهم السلام) (امامزاده باقر وجعفر) فيرى هناك سيّدين جليلين ، يقولان له : إقرأ هذه الكتيبة القرآنية المكتوبة في أطراف الحرم .
    فيجيب : أنا لا أعرف القراءة والكتابة .
    فيقولان له : إقرأ ما تتمكّن من القراءة .
    فيلتفت الساروقي وتطرأ عليه حالة خاصّة ، يسقط فيها على الأرض في ذلك الحرم إلى عصر يوم غد حين يأتي أهل القرية لزيارة الحرم ، فيفيقونه من حالته .
    ومباشرةً يرى الساروقي نفسه حافظاً لجميع القرآن الكريم ويشير إلى الكتيبة الموجودة في الحرم ويقول : إنّها سورة الجمعة فيقرأها ، ويقرأ جميع السور القرآنية بنحو الحفظ وبشكل صحيح . بل يمكنه قراءة كلّ سورة بالعكس من الآخر إلى الأوّل ، ويعرف كلّ آية من كلّ سورة .
    وكان يميّز في كلّ كتاب الآية القرآنية عن غيرها وسُئل عن ذلك .
    فقال : إنّي أرى الآية القرآنية نوراً ومنيرة ، فاُميّزها عن غيرها (7) .
    وبرهن الوجدان أيضاً على نورانية كلام أهل البيت (عليهم السلام) في مثل مكاشفة العالم الجليل الميرزا مهدي الأصفهاني أعلى الله مقامه الشريف ، فيما حكاه عنه بعض تلامذته بما حاصله :
    أفاد الميرزا (قدس سره) : إنّي حيث عرفت أنّ طريق القرآن الكريم والأحاديث الشريفة مختلف مع طريق الفلسفة اليونانية والتصوّف العرفاني ، وعلمت أنّ أكبر عالم واُستاذ لهداية الاُمّة إلى حقيقة المعرفة في زماننا هو بقيّة الله الحجّة بن الحسن المهدي (عليه السلام) التجئت إليه وتضرّعت له وتوسّلت به في مواضع عديدة ، في مسجد السهلة وغيره ، للهداية إلى المعرفة الحقّة .
    فتشرّفت يوماً عند النبيَّين هود وصالح في وادي السلام في النجف الأشرف بخدمة الإمام المنتظر سلام الله عليه ، وقرّت عيني به ، رأيته واقفاً وعلى صدره المبارك ورقةٌ مزيّنة الأطراف بماء الذهب ، وقد كتب في وسطها سطر واحد بخطّ نوريّ أخضر : « طلب المعارف من غيرنا أهل البيت مساوق لإنكارنا » .
    وكتب تحته بخطّ أنعم امضاؤه الشريف :
    « وقد أقامني الله وأنا الحجّة بن الحسن » .
    فأحسست في نفسي نوراً من المعرفة ، وتجسّم في نظري فساد الفلسفة ومخالفتها لمعارف الإسلام (8) .
    وأضاف السيّد شبّر في تفسير : « كلامكم نور » إنّ لكلامهم امتياز عن غيره كامتياز النور عن الظلمة ، فإنّ كلامهم دون كلام الخالق وفوق كلام
وَاَمْرُكُمْ رُشْدٌ
المخلوق .
    ثمّ قال (قدس سره) : (وما ترى في كثير من الروايات من عدم سلاسة الألفاظ وجزالة المعاني والتكرار ونحو ذلك فإمّا لأنّه نقل بالمعنى ، أو لأنّهم يكلّمون الناس على قدر عقولهم وأفهامهم) (9) .
    وأهل البيت (عليهم السلام) اُمراء الكلام منهم نشبت عروقه ، وعليهم تهدّلت أغصانه ، وهم ورثة رسول الله تعالى الذي كلامه وحي الله ، وهم بمنزلة الرسول في خصائصهم (10) .
    (1) ـ الرُشد : هي الهداية مع إصابة الحقّ (11) . ويكون في الاُمور الدنيوية والاُخروية (12) . وهي الاستقامة في طريق الحقّ ، مع تصلّب فيه (13) .
    ومن أسماء الله تعالى : (الرشيد) أي الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم أي هداهم ودلّهم .
    ومن أوصاف الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) : (الراشدون) أي الهادون إلى طريق الحقّ والصواب .
    ومعنى « أمركم رشد » : أنّ ما أمرتم به أنتم يكون مصيباً للحقّ ، وموجباً للهداية ، ومؤدّياً إلى الإستقامة في طريق الحقّ .
    فإنّهم (عليهم السلام) لا يأمرون إلاّ بأمر الله تعالى ، ولا يكون ذلك إلاّ صلاحاً للعباد في الدنيا والمعاد .
    والدليل على ذلك :
    1 / أنّهم (عليهم السلام) مع الحقّ والحقّ معهم ولن يفترقا إلى يوم القرار .
    فلا يكون أمرهم إلاّ بما هو حقّ ورشد وصواب كما نصّت على ذلك الأحاديث المتواترة بين الفريقين (14) .
    2 / أنّهم (عليهم السلام) هم الأئمّة الراشدون كما نصّ على ذلك الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) (15) فتكون أوامرهم راشدة .
    وبذلك تعرف أنّ أهل البيت (عليهم السلام) هم الراشدون بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لملازمة الحقّ معهم ، وعصمتهم ، والتنصيص على راشديتهم .
    ولا يتّصف بالرشد غيرهم ممّن ادّعى لهم ذلك ، لما تلاحظه من الجهل والزلل الصادر منهم ، ممّا سُجّلت في مصادر نفس العامّة .
    وليحكم بعدها ذوو الانصاف والسداد هل تجتمع هذه الاُمور مع الرشاد ؟!
    مثل ما في :
    1 ـ حديث ابن سعد في طبقاته : لمّا بويع أبو بكر قام خطيباً (فقال :) أمّا بعد فإنّي ولّيت هذا الأمر وأنا له كاره (إلى أن قال :) وإنّما أنا بشر ولست بخير من أحد منكم فراعوني ، فإذا رأيتموني استقمت فاتّبعوني ، وإن رأيتموني زغت فقوّموني .
    واعلموا أنّ لي شيطاناً يعتريني فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني (الخطبة) روى هذا الحديث ابن جرير الطبري في تاريخه ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ، والهيثمي في المجمع ، والهندي في كنز العمّال (16) .
    2 ـ حديث ابن حجر في كتابه فتح الباري : أنّه عقد أبو طلحة زيد بن سهل مجلس خمر في بيته ودعا عشرة أشخاص من المسلمين ، فشربوا وسكروا ، حتّى أنّ أبا بكر أنشد أشعاراً في رثاء قتلى المشركين في بدر !! وهم :
    1 ـ أبو بكر بن أبي قحافة 2 ـ عمر بن الخطّاب 3 ـ أبو عبيدة الجرّاح 4 ـ اُبيّ ابن كعب 5 ـ سهل بن بيضاء 6 ـ أبو أيّوب الأنصاري 7 ـ أبو طلحة « صاحب البيت » 8 ـ أبو دجانة سمّاك بن خرشة 9 ـ أبو بكر بن شغوب 10 ـ أنس بن مالك ، وكان عمره يومذاك (17) سنة ، فكان يدور في المجلس بأواني الخمر ويسقيهم .
    وروى البيهقي في سننه عن أنس أنّه قال : وكنت أصغرهم سنّاً وكنت الساقي في ذلك المجلس !
    وروى هذا الحديث البخاري في صحيحه ، في تفسير الآية الكريمة : (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُم مُّنتَهُونَ) (18)
    ومسلم في صحيحه في كتاب الأطعمة والأشربة / باب تحريم الخمر .
    والإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج3 / 181 و227 .
    وابن كثير في تفسيره ج2 / 93 و94 .
    وجلال الدين السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور ج2 / 321 .
    والطبري في تفسيره ج7 / 24 .
    وابن حجر العسقلاني في الإصابة ج4 / 22 ـ وفي فتح الباري ج10/30 .
    وبدر الدين الحنفي في عمدة القاري ج10 / 84 .
    والبيهقي في سننه 286 و290 (19) .
    3 ـ حديث الأبشيهي قال ما نصّه : قد أنزل الله تعالى في الخمر ثلاث آيات الاُولى : قوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) (20) الآية فكان من المسلمين من شارب ومن تارك ، إلى أن شرب رجل فدخل في الصلاة فهجر ، فنزل قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) (21) .
    فشربها من شربها من المسلمين وتركها من تركها ، حتّى شربها عمر فأخذ بلحى بعير وشجّ به رأس عبدالرحمن بن عوف ، ثمّ قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود بن يعفر ويقول :
ألا من مبلغ الرحمن عنّي فقل لله يمنعني شرابي         بأني تاركٌ شهر الصيام وقل لله يمنعني طعامي
    فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخرج مغضباً يجرّ رداءه ، فرفع شيئاً كان في يده فضربه به .
    فقال : أعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله .
    فأنزل الله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُم مُّنتَهُونَ) .
    فقال عمر : انتهينا انتهينا (22) .
    4 ـ حديث جرأة عثمان على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإيذاءه له فيما حكي عن الحميدي في الجمع بين الصحيحين أنّه قال السدي في تفسير قوله تعالى : (وَلاَ أَن تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً) (23) أنّه لمّا توفّي أبو سلمة ، وعبدالله بن حذافة وتزوّج النبي (صلى الله عليه وآله) امرأتيهما : اُمّ سلمة وحفصة .
    قال طلحة وعثمان : أينكح محمّد نساءنا إذا متنا ولا تنكح نساؤه إذا مات ؟! والله لو قد مات لقد أجلبنا على نسائه بالسهام ، وكان طلحة يريد عائشة ، وعثمان يريد اُمّ سلمة .
    فأنزل الله تعالى : (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوا
وَبِكُمْ اَخْرَجَنَا اللّهُ مِنَ الذُّلِّ  وَفَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الْكُرُوبِ  وَاَنْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الْهَلَكاتِ وَمِنَ النّارِ
سوابغ النعمة ، وقد تقدّم بيانه ودليله في فقرة : « وأولياء النعم » .
    ونعمهم الجميلة لا تستقصى فلا يمكن أن تحصى .
    (1) ـ أي بسببكم ووجودكم وإمامتكم أخرجنا الله تعالى من ذلّ الكفر والشرك إلى عزّ الإسلام والإيمان ، ومن ذلّ الجهل إلى عزّ العلم ، ومن ذلّ العذاب الدنيوي والاُخروي إلى عزّ الأمن والأمان كما يأتي بيانه .
    وفي نسخة الكفعمي هنا زيادة : « وأطلق عنّا رهائن الغلّ » .
    (2) ـ الكرب : هو الغمّ الشديد الذي يأخذ بالنفس .
    أي وبكم فرّج الله تعالى عنّا شدائد الغموم التي كانت تأخذ بالنفس ، وتنتج من الكفر والظلم والخوف كما يأتي بيانه أيضاً في الفقرة الآتية .
    (3) ـ شفا : على وزن نوى هو طرف الشيء وجانبه .
    وجُرُف بضمّتين ، وقد يسكّن الراء تخفيفاً هو : ما جرفته السيول وأكلته من الأرض .
    وفي نسخة الكفعمي : « ومن عذاب النار » .
    أي وبكم أنقذنا الله تعالى وخلّصنا ونجّانا من جانب مسيل المهالك ومن عذاب النار ، حيث كنّا مشرفين على مسالك الكفر والضلال ومخاطر النيران والتبعات ، فهدانا الله ببركتكم ، ونجّانا بهدايتكم .
    فبرسول الله وأمير المؤمنين وأهل البيت الطاهرين (عليهم السلام) أخرجنا الله تعالى وأخرج آباءنا من الذلّ ، وفرّج عنّا غمرات الكروب ، وأنقذنا من المهالك والنار ، وجعل لنا وسام الشرف والعزّة ، وقد قال تعالى : (وَللهِِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (24) .
    وأتمّ برهان وبيان لهذه الفقرات الثلاثة المتقدّمة خطبة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) حيث جاء فيها :
    « ... وكنتم على شفا حفرة من النار ، مذقة الشارب (25) ونُهزة الطامع (26) وقبسة العجلان ، وموطىء الأقدام (27) ، تشربون الطَرَق (28) ، وتقتاتون القدّ (29) ، أذلّة خاسئين ، تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم .
    فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمّد (صلى الله عليه وآله) ، بعد اللتيا والتي ، وبعد أن مني ببهم (7) الرجال ، وذؤبان العرب ، ومردة أهل الكتاب .
    كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ، أو نجم قرن الشيطان (30) أو فغرت فاغرة من المشركين (31) قذف أخاه في لهواتها (32) ، فلا ينكفىء حتّى يطأ جناحها بأخمصه (33) ويخمد لهبها بسيفه ، مكدوداً في ذات الله ، مجتهداً في أمر الله قريباً من رسول الله ، سيّداً في أولياء الله ، مشمّراً ناصحاً ، مجدّاً ، كادحاً ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، وأنتم في رفاهية من العيش ، وادعون (34) فاكهون (35) ... » (36) .
    ودونك شواهد وجدانية على تحقّق العزّ والفوز بأهل البيت (عليهم السلام) وعلى رأسهم سيّد العترة أمير المؤمنين (عليه السلام) في السيرة الغرّاء والجهود العصماء التي بذلوها سلام الله عليهم في سبيل الدين وأهله ، ولإنقاذ الناس من الجحيم وذُلّه (37) .
    ففي يوم الخندق لم يبق بيت من بيوت المشركين إلاّ ودخله الوهن ، ولم يبق بيت من المسلمين إلاّ ودخله العزّ (38) .
    وقد أقرّ الصديق والعدوّ بذلك ، بل أجمعت الاُمّة على ذلك .
    قال ابن دأب : (هدم الله عزّوجلّ به بيوت المشركين ونصر به الرسول (صلى الله عليه وآله) واعتزّ به الدين ...
____________
(1) الكافي : ج1 ص389 ح2 .
(2) بحار الأنوار : ج26 ص1 ب13 ح1 .
(3) الكافي : ج1 ص194 ح1 .
(4) بحار الأنوار : ج102 ص215 ب58 .
(5) وسائل الشيعة : ج18 ص58 ح26 .
(6) سورة النساء : الآية 174 .
(7) داستانهاى شگفت : ص100 .
(8) أبواب الهدى : المقدّمة ص45 .
(9) الأنوار اللامعة : ص190 .
(10) بحار الأنوار : ج27 ص50 ب18 ح2 .
(11) مجمع البحرين : ص205 .
(12) المفردات : ص196 .
(13) القاموس : ج1 ص294 .
(14) غاية المرام : ص539 من الخاصّة في (10) طرق ومن العامّة في (15) طريقاً ، وتلاحظها بالتفصيل في بحار الأنوار : ج38 ص26 ، إحقاق الحقّ : ج4 ص27 ، وج9 ص479
(15) غاية المرام : ص205 ح48 .
(16) السبعة من السلف : ص9 .
(17) سورة المائدة : الآية 91 .
(18) ليالي پيشاور : ص656 .
(19) سورة البقرة : الآية 219 .
(20) سورة المائدة : الآية 43 .
(21) المستطرف : ج2 ص229 .
(22) سورة الأحزاب : الآية 53 .
(23) سورة المنافقين : الآية 8 .
(24) مذقة الشارب : شربته .
(25) نهزة الطامع : بالضمّ ـ الفرصة ، أي الفرصة التي ينتهزها الطامع .
(26) قبسة العجلان : مثل في الاستعجال . وموطىء الأقدام : مثل مشهور في المغلوبية والمذلّة .
(27) الطرق : بالفتح ماء السماء الذي تبول به الإبل وتبعر فيه .
(28) القد : ـ بكسر القاف وتشديد الدال ـ سير يُقد من جلد غير مدبوغ ، وفي البحار : وتقتاثون الورق .
(29) بهم الرجال : شجعانهم .
(30) نجم : ظهر ، وقرن الشيطان اُمّته وتابعوه .
(31) فغر فاه : أي فتحه ، والفاغرة من المشركين : الطائفة منهم .
(32) قذف : رمى ، واللهوات بالتحريك : ـ جمع لهات ـ : وهي اللحمة في أقصى شفة الفمّ .
(33) لا يتكفىء : لا يرجع ، والأخمص ما لا يصيب الأرض من باطن القدم ، وفي البحار : حتّى يطأ صماخها بأخمصه .
(34) وادعون : ساكنون .
(35) فاكهون : ناعمون .
(36) الاحتجاج : ج1 ص135 ، بحار الأنوار : ج29 ص224 ، وتلاحظ الشرح في كتاب فاطمة الزهراء : ص423 ، وبهجة قلب المصطفى : ص337 ، وسوگنامه فدك : ص523
(37) بحار الأنوار : ج41 ص59 ب106 الأحاديث .
(38) لاحظ الإمام علي من المهد إلى اللحد : ص79 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page