وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِيْنَ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنا
هذه الزيارة المباركة .
وقد عرفت أنّ جميعها كانت فضائل سامية ، مستندة إلى أدلّة شافية ، مأخوذة من كتاب الله الكريم وأحاديث رسوله العظيم وأهل بيته المعصومين سلام الله عليهم أجمعين ، مع دليل العقل والوجدان الذي هو بيانٌ عيان .
إيماناً بالعترة وصاحب الولاية المطلقة ، الذي أنزل الله تعالى خلافته ، وأمر نبيّه بتبليغ إمامته في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (1) .
(1) ـ أي اتّبعنا الرسول فيما أمَرَنا به من ذلك .
(2) ـ أي اكتبنا مع المؤمنين الشاهدين الذين آمنوا بذلك عن شهود وحضور ، أو مع أئمّتنا الشاهدين (عليهم السلام) الذين هم شهداء الله على خلقه .
وهذا دعاءٌ بأن يجعلنا الله تعالى مع أهل الإيمان والمؤمنين .
كما أنّ الفقرة الآتية دعاء بأن يثبّتنا الله تعالى على هذا الإيمان ، ولا يجعلنا مع المنحرفين .
(3) ـ الزيغ : هو الميل عن الحقّ ، وفي الدعاء : « لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني » أي لا تمله عن الإيمان ، أي لا تسلبني التوفيق ، بل ثبّتني على الاهتداء الذي
وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً اِنَّكَ اَنْتَ الوَهّابُ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولا
منحتني (1) .
فالمعنى : هو الدعاء بأنّه : ياربّنا لا تمِل قلوبنا إلى الباطل بعد إذ هديتنا إلى الحقّ .
وفي الحديث : عن سماعة قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) : « أكثروا من أن تقولوا : ( رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) (2) ولا تأمنوا الزيغ » (3) .
(1) ـ أي هب لنا رحمة في الدنيا والآخرة ، وإن كنّا غير مستوجبين لذلك وغير مستحقّين لها ، أو رحمة تزلفنا إليك ونفوز بها عندك .
أو توفيقاً للثبات على الحقّ .
(2) ـ الوهّاب : هو المعطي للنعمة ، الذي شأنه الهبة والعطية (4) .
وفسّره الشيخ الصدوق بقوله : (يهب لعباده ما يشاء ، ويمنّ عليهم بما يشاء) (5) .
(3) ـ أي منزّه ربّنا تنزيهاً عمّا لا يليق به .
وسبحان منصوب على المصدرية : لفعل محذوف .
(4) ـ إن : مخفّفة من المثقلة أي أنّه كان وعد ربّنا لمفعولا .
_________
(1) سورة المائدة : الآية 67 .
(2) مجمع البحرين : ص397 .
(3) سورة آل عمران : الآية 8 .
(4) تفسير العياشي : ج1 ص164 ح9 .
(5) مجمع البيان : ج2 ص412 .
(6) كتاب التوحيد : ص214 .
طلب الثبات من الله تعالى على ولاية أهل البيت (عليهم السلام)
- الزيارات: 3851