• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

التوسّل إلى الله تعالى بأهل البيت (عليهم السلام)

 ياوَلِيَّ اللّهِ  اِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللّهِ عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً لا يَأْتِي عَلَيْها اِلاّ رِضاكُمْ
    ووعد ربّنا : أي ما وعده تعالى من إجابة الدعوات ومضاعفة المثوبات .
    لمفعولا : أي كائناً واقعاً لا محالة .
    قال عزّ إسمه : (وَعْدَ اللهِ لاَ يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعَادَ) (1) .
    (1) ـ بعد إبراز الإيمان والتصديق بفضائلهم (عليهم السلام) بقولنا : « ربّنا آمنّا ... » .
    ثمّ السؤال من الله الثبات عليه بقوله : « ربّنا لا تزغ ... » .
    ثمّ طلب الرحمة من الله تعالى التي هي أمل كلّ آمل بقوله : « وهب لنا » .
    هذا توجّه واستشفاع إلى الإمام المعصوم (عليه السلام) لاستيهاب الذنوب لأنّه الوسيلة إلى الله تعالى والوجيه عنده .
    وفي حديث الكفعمي هنا : (ثمّ انكبّ على الضريح فقبّله ، وقل : ياولي الله ...) .
    والمخاطب هنا هو الإمام المزور المقصود بالزيارة .
    أو المراد جميع الأئمّة (عليهم السلام) بشمول جنس الوليّ ، ويؤيّده الإتيان بلفظ الجمع بعد ذلك يعني لفظ رضاكم وما بعده كما يستفاد من والد العلاّمة المجلسي (2) .
    (2) ـ أي لا يمحوها ولا يُذهبها إلاّ رضاكم أهل البيت عنّا وشفاعتكم لنا .
    مأخوذ من قولهم : (أتى عليه أي أهلكه) واهلاك الذنوب محوها .
    وفي نسخة الكفعمي : « إلاّ رضى الله ورضاكم » .
وَكُنْتُمْ شُفَعائِي  فَاِنِّي لَكُمْ مُطِيعٌ  مَنْ اَطاعَكُمْ فَقَدْ اَطاعَ اللّهَ وَمَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصَى اللّهَ وَمَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللّهَ وَمَنْ اَبْغَضَكُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللّهَ
للتأكيد (1) .
    وكيف كان فالجملة متعلَّق القسم ، أي اُقسم عليكم بحقّ الله تعالى أن تطلبوا منه هبة ذنوبي وغفرانها لي
    (1) ـ أي اُقسم عليكم أيضاً أن تكونوا شفعائي إلى الله تعالى في الدنيا والآخرة .
    وهو مقام الاستشفاع والشفاعة ، وقد تقدّم بيانهما في فقرتي : « مستشفع إلى الله عزّوجلّ بكم » و « شفعاء دار البقاء » .
    (2) ـ بيانٌ بأنّ هذا الطلب منهم (عليهم السلام) إنّما هو مع الموالاة لهم التي توجب أمل القبول منهم ببركه ولايتهم ومحبّتهم .
    فإنّي لكم مطيع ، أي مطيع في الجملة وإن صدرت منّي المخالفة أحياناً ، وسوّلت لي نفسي الخطيئة تسويلا .
    أو بمعنى إنّي مقرّ معتقد بوجوب طاعتكم كما احتمله بعض الأعاظم .
    (3) ـ هذا وجه إطاعتهم ، واعتقاد وجوب طاعتهم وموالاتهم .
    أي إنّي لكم مطيع لأنّ الله تعالى أمر بطاعتكم ، وأوجب علينا متابعتكم .
    فإطاعتكم في الحقيقة إطاعة الله تعالى ، ومعصيتكم معصية الله عزّوجلّ .
    وأنتم القربى الذين أمر الله بمودّتكم وجعلكم الحجّة على خلقه ، فمحبّتكم محبّة الله ، والبغض لكم بغض الله تعالى شأنه .
 اَللَّهُمَّ اِنِّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ اَقْرَبَ اِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ الاَْخْيارِ الاَْئِمَّةِ الاَْبْرارِ (3)
    فأهل البيت (عليهم السلام) هم المظاهر الربّانية لطاعة الله وعصيانه ، وحبّه وبغضه ، ومتابعته والمخالفة معه .
    وقد تقدّم بيان ذلك ودليله من الكتاب الكريم وروايات الحجج المعصومين (عليهم السلام) في الفقرات المتقدّمة :
    من قوله : « من والاكم فقد والى الله » .
    إلى قوله : « ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله » .
    (1) ـ هذا آخر المطاف في هذه الزيارة المباركة في التوجّه إلى الله تعالى بأحبّ خلقه إليه وأقربهم منه محمّد وآله الطاهرين سلام الله عليهم لطلب معرفتهم الكاملة ، ثمّ رحمة الله الواسعة ببركة شفاعة العترة الطاهرة (عليهم السلام) .
    وفي حديث الكفعمي هنا : (ثمّ ارفع يديك إلى السماء وقل : اللهمّ ...) .
    والمعنى : إنّي لم أجد أحداً من العالمين أفضل منهم (عليهم السلام) عندك ، ولا أقرب منهم لديك ، لا ملك مقرّب ولا نبي مرسل حتّى أجعلهم شفعائي إليك ، فلهذا اُقدّمهم (عليهم السلام) دون غيرهم ، في طلبتي وحوائجي إليك بشفاعتهم .
    ويكفي في بيان قربهم إلى الله ومنزلتهم عنده حديث الأنوار حيث أفاد ، فروي عنهم أنّهم قالوا : نزّهونا عن الربوبية ، وادفعوا عنّا حظوظ البشرية يعني الحظوظ التي تجوز عليكم ، فلا يقاس بنا أحد من الناس ، فإنّا نحن الأسرار الإلهية المودعة في الهياكل البشرية ، والكلمة الربّانية الناطقة في الأجساد الترابية ، وقولوا بعد ذاك ما استطعتم ، فإنّ البحر لا ينزف ، وعظمة الله لا لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائِي ، فَبِحَقِّهِمُ الَّذِي اَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ (4) اَسْأَلُكَ اَنْ تُدْخِلَنِي فِي جُمْلَةِ الْعارِفِيْنَ بِهِمْ (5) وَبِحَقِّهِمْ (6) وَفِي زُمْرَةِ الْمَرْحُومِيْنَ بِشَفاعَتِهِمْ ، اِنَّكَ اَرْحَمُ الرّاحِمِيْنَ وَصَلّى اللّهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرِينَ وَسَلَّمَ [ تَسْلِيْماً ] كَثِيراً وَحَسْبُنا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (7)
توصف (8) .
    إشارة إلى أنّ ذلك غير واجب لي باستحقاق منّي ، بل هو بفضلك وكرامتك ورحمتك .
    هذا تمام الزيارة المباركة الجامعة .
    ولا يخفى حُسن ذكر الوداع الشريف المذكور بعد هذه الزيارة الشامخة
___________
(1) سورة الزمر : الآية 20 .
(2) الروضة : ج5 ص497 .
(3) الأنوار اللامعة : ص200 .
(4) الأنوار اللامعة : ص205 .
(5) ـ من عدم ردّ شفاعتهم ، واستجابة دعائهم ، بل استجابة دعاء من توسّل واستشفع بهم (عليهم السلام)
    وفي نسخة الكفعمي : « اللهمّ فبحقّهم » .
(6) ـ أي في جملة العارفين بكمال المعرفة بهم أي بإمامتهم .
(7) ـ أي أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بحقّهم علينا مثل : الإقرار بإمامتهم وموالاتهم ، والتسليم لهم ، وإطاعتهم ، ووجوب محبّتهم ومودّتهم ونصرتهم ، والرجوع إليهم ، والتولّي لهم ، والتبرّي من أعدائهم من الحقوق التي هي وظائفنا تجاه أئمّتنا (عليهم السلام) .
(8) ـ أي وأسألك اللهمّ أن تدخلني في جماعة المرحومين بشفاعتهم (عليهم السلام) إنّك أرحم الراحمين .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page