وعلى الداعي أن لا يقنط من رحمة الله ، ولا يستبطىء الاجابة فيترك الدعاء ، لاَنّ ذلك من الآفات التي تمنع ترتّب أثر الدعاء ، وهو بذلك أشبه بالزارع الذي بذر بذراً فجعل يتعاهده ويرعاه ، فلمّا استبطأ كماله وادراكه تركه وأهمله .
عن أبي بصير ، عن الاِمام الصادق عليه السلام أنّه قال : «لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزَّ وجلّ ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء .
قلتُ : كيف يستعجل ؟
قال عليه السلام :يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الاِجابة » (1).
وعليه يجب على الداعي أن يفوّض أمره إلى الله ، واثقاً بربه ، راضياً بقضائه سبحانه ، وأن يحمل تأخر الاجابة على المصلحة والخيرة التي حباها إياه مولاه ، وأن يبسط يد الرجاء معاوداً الدعاء لما فيه من الاَجر الكريم والثواب الجزيل .
جاء في وصية الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام : فلا يقنطك إبطاء إجابته ، فإنّ العطية على قدر النية ، وربما أُخرت عنك الاِجابة ليكون ذلك أعظم لاَجر السائل ، وأجزل لعطاء الآمل ، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأُوتيت خيراً منه عاجلاً أو آجلاً ، أو صرف عنك لما هو خير لك ، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته»(2).
_____________
(1) الكافي 2 : 355 | 8 .
(2) سورة الزمر : 39 | 8 .
22 ـ عدم القنوط :
- الزيارات: 1140