• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

بنو إسرائيل (اليهود)

لقد ذكر القرآن الكريم قصصاً كثيرة لبني إسرائيل، ومن الواضح أنّ مقصود القرآن الكريم هو دعوة المسلمين إلى الاعتبار بتلك الحوادث التاريخية المهمة.
ومن يقرأ القرآن الكريم يجد أنّ بني إسرائيل مرّوا بمراحل عديدة، وخطيرة جداً، يجب على كلّ مسلم أن يدرس تلك المراحل بدقّة، ويعرف السبب والسرّ الذي أوصلهم إلى تلك المراحل.
ونحن هنا نقسّم المراحل التي مرّوا بها، حسب ما نص عليه القرآن الكريم إلى أربع مراحل.
1. مرحلة الذلّ والهوان:
قال تعالى: { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ}(1).
وهناك آيات أُخرى كثيرة بهذا المضمون، شرحت حال بني إسرائيل قبل إرسال موسى (عليه السلام) إليهم، وكيف كانوا في ذلّ وهوان، فقد استعبدهم فرعون، وحقّرهم وأذلّهم، وكل ذلك يشرحه القرآن الكريم، ويشرح كيف أذلهم وسحقهم فرعون وجنوده، فرعون الذي ادّعى أنّه ربّهم الأعلى، وفعل بهم ما فعل، ولم يستطع أحد مقاومته والوقوف أمام ظلمه وطغيانه.
ولكن كيف استطاع بنو إسرائيل التخلّص من هذا البلاء العظيم، هذا ما سنذكره في مرحلتهم الثانية.
2. مرحلة الانتصار والتفضيل:
بعد أن جمع فرعون السحرة من كل حدب وصوب؛ ليواجهوا معجزة موسى (عليه السلام)، كما ورد في القرآن الكريم بقوله تعالى: {قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * وَجَاء السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}(2).
فهؤلاء السحرة مجتمعون لمواجة آية موسى (عليه السلام) (العصا)، ينتظرهم كل النعيم المادي بجميع أشكاله، شريطة أن يقولوا للنّاس إنّ ما عند موسى (عليه السلام) إنّما هو سحر كسحرهم، وينتظرهم كلّ أنواع العذاب، والظلم والقهر إن هم أيّدوا موسى (عليه السلام) وقبلوا قوله بأنّ العصا ليست سحراً، بل هي معجزة من الله وآية منه ـ تعالى ـ.
وهذا الموقف الصعب الذي وقفه السحرة من أصعب المواقف التي عرفها التاريخ البشري، نظراً للظروف التي يعيشها السحرة، وأجواء الاختناق التي كانت تحيط بهم، ولا يحتاج هذا الموقف من ناحية صعوبته إلى توضيح أكثر؛ لوضوحه لمن تدبّر آيات القرآن الكريم التي تتحدّث عن هذا الموضوع؛ إذ يتّضح له إلى أي حدّ كان الموقف صعباً بالنسبة للسحرة، ولكنّ السحرة أمام هذا الموقف الصعب اختاروا رضى الله عزّ وجلّ بعد أن عرفوا أحقيّة موسى (عليه السلام) فيما ادّعاه، وبعد ذلك هدّدهم فرعون بعذابه وناره.
فرعون ذلك الكهنوت الظالم، الذي كان الخوف منه يجري في دماء بني إسرائيل، فهم منذ الولادة لم يعرفوا من فرعون إلاّ الظلم، والسحق والقهر، فهو الذي كان يبقر بطون أمهاتهم ويستحيي نساءهم ويقتل رجالهم، ومنذ ولادة موسى (عليه السلام) إلى أن بُعِث نبياً، وفرعون نفسه هو الحاكم لم يمت في هذه المدّة الطويلة، وهذا يدلّ على طول المدة التي حكم فيها، فالسحرة أمام رجلٍ قد خالط الخوف منه لحمهم ودمهم، فماذا سيكون موقفهم يا ترى؟!
لقد وقف السحرة موقفاً تخشع له الأرض والسماء، موقفاً من أشرف وأعظم المواقف التي عرفها التاريخ، كما يحكي القرآن الكريم ذلك حيث يقول: {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى * قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَالله خَيْرٌ وَأَبْقَى}(3).
هذا الموقف العظيم، هو موقف التسليم لله عزّ وجلّ {َاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ} يعني أنّنا سلّمنا وأسلمنا أمرنا لله ـ تعـالى ـ، وهو خيرٌ وأبقى.
نعم هذه المرحلة هي من أشد المراحل، التي واجهها بنو إسرائيل، ولكنّهم بصبرهم وتحمّلهم وجهادهم خرجوا من هذه المرحلة منتصرين فائزين، وهذه المرحلة التي انتصر فيها بنو إسرائيل تسمى (مرحلة التسليم لله تعالى)، ولكن هناك مراحل أخرى تنتظرهم، فلننظر ماذا يفعلون فيها، هل ينتصرون أم يسقطون، كما سقط إبليس ومن سلك مسلكه؟
وقبل أن نذكر المرحلة الثالثة، لابدّ أن نشير إلى أنّ الله عزّ وجلّ، قد مدح بني إسرائيل وفضّلهم على العالمين; كل ذلك من أجل المرحلة الثانية التي تسمى
(مرحلة التسليم لله) فقد جاءت آيات كثيرة تمجّدهم وتشيد بهم وبعملهم، وتذكر فضلهم ومقامهم كما في قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}(4).
ولقد باء بنو إسرائيل بفضل عظيم، ولكن يا ترى هل يستمر هذا المجد وهذا التفضيل؟ هذا ما نلاحظه في المرحلة الثالثة.
3. مرحلة الانقلاب والانتكاس:
بعد أن فضّل الله بني إسرائيل ـ وذلك بسبب خضوعهم لموسى (عليه السلام) المختار من قبل الله عزّ وجلّ، ابتلاهم الله بنفس ما ابتلى به إبليس وأولاد يعقوب، وغيرهم حيث استمرت الحكمة الإلهية بانتقاء واصطفاء بعض بني إسرائيل على بعض، فقد ورد في الروايات أنّ الله عزّ وجلّ اختار من بني إسرائيل أربعة آلاف نبي، ولكن كما حكى القرآن الكريم عنهم حيث يقول: {... أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ}(5). إن مشكلتهم هي الاستكبار على المختار من قبل الله عزّ وجلّ، وهذه هي مشكلة أكابر المجرمين في كل زمان ومكان، فإنها كانت مشكلة إبليس، حيث استكبر وأبى أن يسجد لآدم (عليه السلام) وقال أنا خير منه، وهي مشكلة أولاد يعقوب، فلم يخضعوا ليوسف إلاّ بعد ما عجزوا عن الإطاحة به، وهي مشكلة أكابر قريش، وغيرهم من أكابر المجرمين الذين يضلّون عوامّ الناس تحت عناوين برّاقة.
فبنو إسرائيل بسبب هذه المشكلة سقطوا إلى أسفل سافلين، وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب على غضب، ووصف حالهم ـ تعالى ـ حيث يقول: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ الله مَن لَّعَنَهُ الله وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}(6).
فيجب على المسلم ان يعتبر ولا يقع فيما وقع فيه بنو إسرائيل من الخطأ الكبير، بل ينبغي عليه الإسراع في التسليم والخضوع للمختارين من قبل الله عزّ وجلّ ولا يستكبر عليهم أبداً، وينبغي عليه أن يصرف كل همّه للبحث، والتعرف على المختارين من قبل الله عزّ وجلّ ويستعين في ذلك بطول الدعاء، وإدامة الإصرار على الله عزّ وجلّ حتى يرشّحه لمقام معرفة المختارين من قبله عزّ وجلّ.
هكذا استمرّ بنو إسرائيل في السقوط، كما سقط إبليس وقابيل وغيرهما من المفسدين، ولكنهم في فترة من الزمان انتبهوا من غفلتهم، وعرفوا سرّ سقوطهم، وهو معارضتهم وعنادهم لخيرة الله عزّ وجلّ وصفوته منهم، وعرفوا أنه لا يمكن أن يصلح لهم شأن إذا لم يسلّموا أمورهم لرجل يختاره الله عزّ وجلّ عليهم وهذا ما سنذكره في المرحلة الرابعة.
4. مرحلة الانتباه ومعرفة سرّ السقوط:
تنبّه بنو إسرائيل لسرّ سقوطهم وذلّهم وسحقهم، وهو معاندتهم لصفوة الله، وعلموا أنّه لن تقوم لهم قائمة، إذا لم يسلموا لمن يختاره الله ولياً وحاكماً عليهم، لذلك لجأوا إلى نبي لهم، وقالوا ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله، وهو ما جاء في قصة طالوت (عليه السلام) في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ الله وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَالله عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ الله قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ الله اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَالله يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(7).
هذه الآيات الكريمات تذكر قصة طالوت (عليه السلام) وتبيّن أن بني إسرائيل عرفوا أنّه لا خلاص لهم من الذل والهوان، إلاّ اللجوء إلى رجل يختاره الله عزّ وجلّ لهم قائداً وإماماً.
وفي هذه الآيات دروس وعبر ومن جملتها:
1. معرفة بني إسرائيل لسرّ الفلاح، وهو التسليم لمن اختاره الله عزّ وجلّ واجتباه.
2. مع معرفتهم اليقينية بذلك إلاّ أنّهم لمّا اختار الله عزّ وجلّ رجلاً منهم وهو طالوت؛ إذا بهم يعترضون على خيرة الله عزّ وجلّ كما اعترض إبليس، وقابيل وأكابر المجرمين، ومن شاكلهم من أعداء الله المعاندين لاختيار الله عزّ وجلّ في كلّ زمان ومكان، وقالوا: نفس الكلمة الشيطانية {نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ} كما قال: إبليس { أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ} وقالوا: {لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ} وقال إبليس: {خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}.
وهكذا دائماً يبدأ النزاع والخلاف، ثم يتحوّل إلى فرق ومذاهب، كل حزب بما لديهم فرحون.
ولكن بني إسرائيل كانوا في ظروف صعبة، أجبرتهم على التسليم لولي الله وخيرته طالوت (عليه السلام) ; مع أنّ نبيهم قد بيّن لهم أنّ مسألة الولاية ـ بأي نوع كانت ـ هي بيد الله يعطي ملكه من يشاء، فلماذا الناس دائماً يريدون أن ينازعوا الله عزّ وجلّ في ملكه؟!
3. بما أنّ بني اسرائيل كانوا غير راضين في أوّل الأمر بولاية طالوت، أراد الله عزّ وجلّ امتحان إيمانهم فابتلاهم ببلاء عظيم، وهو النهر الذي منعهم عن الشرب منه، كما قال تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ الله مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو الله كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ الله وَالله مَعَ الصَّابِرِينَ}(8).
هكذا ابتلاهم الله على يد وليّه؛ ليمحص الذين آمنوا ويمحق الكافرين، ولم يبقَ مع طالوت إلاّ الذين أخلصوا وسلّموا تسليماً، وأكثر من ثبت معه هم أهل الآخرة، الذين يعلمون، ويوقنون أنّهم ملاقوا الله عزّ وجلّ والذين جاؤوا من أجل نيل الشهادة.
هذه الآيات الكريمة تعلمنا دروساً عظيمة نحتاج إليها كثيراً في هذه الحياة، فمنها أن طالوت مع كونه غير نبي حرّم على أتباعه ما أحلّ لهم موسى، وجميع من سبقه من الأنبياء، وهو الماء، بل الأعجب منه أنه أباح لهم غرفة واحدة، وحرّم الغرف الأخرى، والماء واحد والحال واحد، وهذا هو قمة ابتلاء الإيمان والخضوع، فلو فرضنا أنفسنا مكان أصحاب طالوت، هل سنتحمل منه هذا الأمر الذي يبدو كأنه تحكّم واستخفاف بالأتباع مع أنه لم يكن نبياً ولا هو ذو مقام ولا ذو مال في قومه قبل اختياره للقيادة، إنه موقف صعب يحتاج الى درك كبير لمقام المختارين من قبل الله عزّ وجلّ حتى ولو لم يكونوا من الأنبياء، ولا المرسلين، فلو أخذ رجل ـ ثبت لي أنه مختار من قبل الله ـ رمانة وشقها نصفين، ثم قال لي هذا النصف حرام عليك، وهذا حلال، هل عندي استعداد لأن أخضع له في مثل هذا الأمر الذي يبدو وكأنه عبث؟ إذا لم أشعر من نفسي بتقبل هذا الأمر وأمثاله، فيجب علي أن أراجع حساباتي، وأجدد النظر في أمر إيماني بالله عزّ وجلّ، ومن تلك الدروس أيضاً أننا نرى أن بني إسرائيل لمّا سلّموا أمرهم لخيرة الله، وصفوته نالوا العزّ والمجد في الدنيا والآخرة، ولكنهم بعد ما انحرفوا عن تلك الحال، وعادوا إلى عادتهم الخبيثة، وهي محاربة أولياء الله وخيرته، كانت نتيجة عملهم أن سلب الله ـ تعالى ـ منهم شرف النبوة إلى يوم القيامة، وأبدلهم بالعزةِ الذلةَ والهوان والمسكنة إلى يوم القيامة.
فلنعتبر ممّا حدث لبني إسرائيل، وإلاّ نزع الله منّا شرف الإسلام، والدين الحق إلى يوم القيامة، فالله عزّ وجلّ ليس بينه، وبين أحد هوادة.






____________
(1) البقرة: 49.
(2) الأعراف: 111، 112، 113، 114.
(3) طه: 71، 72، 73.
(4) البقرة: 122.
(5) البقرة: 87.
(6) المائدة: 60.
(7) البقرة: 246، 247.
(8) البقرة: 249.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page