• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سبب الاختلاف بين الناس

لقد تبيّن ممّا سبق سرّ نزاع إبليس لآدم (عليه السلام)، وأخوة يوسف لأخيهم، واليهود لأنبيائهم، ولنبينا محمد (صلّى الله عليه وآله)، وقريش للرسول (صلّى الله عليه وآله)، فهل يمكن أن نقول: إنّ هذا السبب هو السبب الأصلي لكل الاختلافات الاساسية على وجه الأرض؟
والجواب: أنّه يمكن تعميم هذه المسألة على جميع الخلافات، وذلك عندما نرى السرد القرآني لهذه الأمثلة الكثيرة التي تبين هذا المطلب، فيلزمنا من ذلك الاعتبار من تلك القصص، وأن نعرف أن قضايا تلك القصص، لو كانت هامشية، لما ذكرت في القرآن الكريم وكرّرت أيضاً.
ومع هذا الوضوح كلّه لم يترك القرآن الكريم التصريح بهذه العلّة وبهذا السبب، وبيّن بإنّ سبب كل نزاع في كل قرية، منذ أن خلق الله الأرض إلى يوم القيامة، هو المنازعة لأجل التسلّط على الأرض، والمنافسة من أجل الحصول على الملك، وعلوّ الكلمة، سواءً كان الوصول الى تلك الاهداف من طريق السعي لنيل المناصب الإلهيـــة ـ مـــن قبــيل النبـــوة والامامة والقيادة الدينية ونزول الوحي و.. و..؛ لأنها أفضل طريق لأن تكون كلمة أصحابها هي العليا ـ أو من غير ذلك.
وقبل أن أسرد الآيات التي تشير إلى ذلك الموضوع، أود أن أُشير إلى مسألة وهي: أنّه لا يعني أن المسائل العقائدية ـ غيرالنبوة والولاية وما هو في هذه الدائرة ـ ليس لها دور في الاختلافات الموجودة لا، بل لها دور، ولكن المهم هو لماذا وجدت هذه الاختلافات العقائدية، بعدما جاءت البينات؟
الجواب: من الواضح ففي بدء ظهور النبوات والرسالات تكون الأمور واضحة، والحجج ساطعة، والناس على بيّنة ووضوح من أمرهم، ولكنه يوجد متكبرون وطغاة يريدون العلو في الأرض، وبما أن الظروف في بداية الأمر لا تسمح لهم بالوصول إلى غاياتهم لذا يلجأون إلى البحث عن المسائل التي ينهى عنا المختار من قبل الله عزّ وجلّ فيقومون بإحيائها وتحريك العوام من أجلها، ومن هناك تبدأ الإثارات ويبدأ اختلاق المسائل الخلافية، لتصبح الأمور معكّرة وغير واضحة، وهنا يصطادون ـ أي أكابر المجرمين ـ في الماء العكر، ويستقطبون ضعاف النفوس بشتى الوسائل، فيصلون إلى أهدافهم المشؤومة، ومن طرقهم وأساليبهم الخبيثة، أنهم يبحثون عن العقائد التي يرتاح لها الناس، فيروجون لها، وينظرون فيما يقوله المختارون من قبل الله عزّ وجلّ، فيجدون بعض المسائل، التي قد لا يستسيغها بعض العوام، فيستفيدون من ذلك، ويبدأون بتشكيك الناس، فيحرمون للناس ما يحب الناس تحريمه، ويحلون لهم ما يحبّون تحليله، فهم عكس المختارين من قبل الله عزّ وجلّ الذين لا يتصرفون في أمر الدين كما يشاؤون، فلذا نرى الناس قليلاً قليلاً يبتعدون عن المختارين من قبل الله عزّ وجلّ ويميلون إلى أعدائهم، ثم بعد ذلك تتكوّن على طول الزمان العقائد المخالفة.
ثم يأتي أناسٌ مغفّلون، فينشغلون عن السبب الواقعي للاختلاف والنزاع، ويفنون أعمارهم في النقاشات العقائدية، كلّما انتهوا من مسألة ظهرت أخرى وهكذا، ولو أن الناس سلّموا لمن اختارهم الله عزّ وجلّ لما بقوا في الاختلافات التي لا تنتهي ولما بقوا في العذاب المهين، فإن الناس لو سلموا الأمر لأهله الذين اختارهم الله عزّ وجلّ لما كان عليهم إلاّ السؤال فقط، ويستلمون الجواب الصافي، الذي لا تشوبه شائبة، ولكن بسبب المعاندين والمتكبرين في الأرض، وأكابر المجرمين حُرم الناس من تلك النعمة، ولذا يجب علينا ان ننتبه، ونحذر ونعتبر مما مضى.
وأمّا الآيات الدالة على أن هذه المشكلة، هي مشكلة أكابر المجرمين في كل زمان ومكان، فقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ الله الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ الله وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ * فَمَن يُرِدِ الله أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ الله الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ}(1).
هذه الآيات واضحة الدلالة، وهي عامة تشمل كل وقت زمان، ولدقة كلام الله عزّ وجلّ ولطافة بيانه لم يقل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أهْلَهَا}، بل قال سبحانه وتعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا}، ليبين لنا أنّ الأكابر، والأعاظم هم الذين يعارضون المختار من قبل الله عزّ وجلّ؛ لأنّهم تعودوا أن تكون كلمتهم هي العليا في مناطقهم فيريدون أن تبقى كلمتهم كذلك، فلهذا يعارضون المختارين من قبل الله عزّ وجلّ، ويستقطبون أصحاب العقول الضعيفة، والنفوس المريضة، إمّا باتخاذ العقائد الموروثة حجة، والتمسك بالعادات القديمة، والدفاع عنها، أو باتباع ما وجدوا عليه آباءهم، أو باختلاق عقائد وأفكار جديدة، تعجب العوام وترضيهم، المهم يبحثون عن أي وسيلة مناسبة لاستقطاب أصحاب العقول الضعيفة، كدفع الأموال لأهل النفوس المريضة، وتحريك الناس ضد المختارين من قبل الله عزّ وجلّ فيؤدي ذلك إمّا إلى قتل أولياء الله، أو إخراجهم من ديارهم بغير حق.
والآيات الكريمات بيّنت حقيقة المعاندين والمتكبرين في الأرض، وسمّتهم أكابر المجرمين، ونقلت الآيات الكريمات ما تقوله قلوبهم ولو لم تقله ألسنتهم، فكلما جاءتهم آية ـ أي حجة واضحة ولا يوجد شيء أوضح من آيات الله عزّ وجلّ يقولون لن نؤمن!
والسؤال: لماذا لن تؤمنوا؟ هل لأنكم تعبدون الأصنام ولا تريدون تركها؟ هل لكم دين وطريقة أخرى؟ هل لكم مذهب خاص بكم؟ هل لكم عادات لا تريدون تركها؟ هل لديكم شبهة عقائدية لم تجدوا لها جواباً؟ كلاّ، كل هذه ذرائع يتوسلون بها لتحريك جمهور الناس، ومشكلتهم الحقيقية شيء آخر، وهو ما نص عليه القرآن الكريم بقوله تعالى: {قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ الله}(2).
هذه هي مشكلتهم الواقعية، ولكن الله ـ تعـــالى ـ يقول لهم إنّه أعلم حيث يجعل رسالته.
فلماذا هؤلاء المجرمون يريدون أن يتحكموا في اختيار الله عزّ وجلّ؟! لماذا يريدون أن تكون كلمتهم هي العليا، حتى أصبحت في نظرهم فوق كلمة الله عزّ وجلّ؟
أليس هذا العمل ظلماً؟! بلى، إنّه أعظم الظلم، فهذا هو محض الشرك، فهؤلاء وأمثالهم اتخذوا أهواءهم آلهة من دون الله، وكثير من الناس يقعون في نفس هذا المطب الخطير، فلولا عناد وحسد إبليس وأكابر المجرمين، ومن سار على نهجهم للمختارين من قبل الله عزّ وجلّ، ما وجدت كل هذه الاختلافات في الدين، ولما وجدت كل هذه الفرق الضالة، والأفكار الإلحادية في العالم، ولذا يعدّ ذلك الحسد والعناد أكبر جريمة عرفها ويعرفها التاريخ؛ لأنه على إثرها تنشأ الجرائم الأخر، من قبيل الكفر بالله ـ جــــــلّ وعــلا ـ وقتل الأنبياء والأولياء وضلال الأمم.
وأولئك المجرمون هم الذين يشكّلون النواة الأولى للاختلاف، والتفرق بين الناس، وإيجاد المذاهب والفرق المتنوعة، فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
قال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ الله النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ...}(3).
هذه الآية الكريمة تبيّن أنه ما اختلف في الكتاب؛ إلاّ الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات، ولماذا يا ترى يختلفون من بعد ما جاءتهم البينات؟
الجواب: {بَغْيًا بَيْنَهُمْ} لا جهلا، ولا لأجل اعتقاد هم صادقون فيه، بل لأجل العناد والتكبّر والسعي من أجل التسلط على الأرض.
وهناك آيات كثيرة بهذا المضمون، نذكر جزءاً منها ونترك الباقي للمتتبع الباحث عن الحق؛ حتى يعرف سرّ الاختلافات بين الناس، الذي هو نتاج لما صنعه ويصنعه أكابر المجرمين في كل مكان وزمان.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ}(4).
وقال تعالى: {فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(5).
وقال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ الله وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء الله مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء الله مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}(6).
وقال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(7).
وقال تعالى: {فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ}(8).
وقال تعالى: {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ الله عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ}(9).
وقال تعالى: {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}(10).
وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ * ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُل لَّوْ شَاء الله مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى الله كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ * وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ الله قُلْ أَتُنَبِّئُونَ الله بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}(11).
وهذه الآيات الكريمة من سورة يونس (عليه السلام) فيها عبر كثيرة للمسلمين.
أولاها: ذكرت الآية الأولى منها سبب هلاك القرون الأولى، وهو الظلم الذي يتمثّل في عدم إطاعتهم للمختارين من قبل الله عزّ وجلّ، فالله
عزّ وجلّ يقول لهم: اتبعوا المرسلين، وأهواؤهم تقول لهم: لا تتبعوا المرسلين؛ حتى يؤتيكم الله مثلما آتى رسله؛ لكي يكون لكم نفس الوجاهة والمكانه التي ينبغي أن تكون لرسل الله عزّ وجلّ وأنتم أحق بالملك منهم، فأطاعوا أهواءهم، فصاروا من المشركين، ثم استحقوا بعد ذلك العذاب المهين.
وثانيها: تذكر الآية الثانية أن الله عزّ وجلّ جعل المسلمين خلائف في الأرض؛ لأن الخطاب لهم، أو لمن كان في ذلك العصر إلى يومنا هذا، أي أن المخاطبين خلائف في الأرض لتلك الأمم السابقة، ونحن ـ أي المخاطبون ـ في حالة اختبار، هل نسلم لمن اختارهم الله عزّ وجلّ، أم نظلم كما ظلمت تلك الأمم السابقة؟
وثالثها: ذكرت الآيات الكريمة موضوعاً مهماً، ألا وهو قول المعاندين: إنّ الأصنام ـ أو آلهتهم سواء أكانت حجارةً أم بشراً ـ هي التي تكون شافعة لهم عند الله، وهذا الاعتقاد هو نوع من أنواع الشرك، لا من حيث أصل الشفاعة، بل من جهة نسبتها لمن لم يجعل الله عزّ وجلّ له شفاعة عنده، أي أنهم بقولهم هذا يفرضون على الله عزّ وجلّ أن تكون شفاعة فلان أو فلان مقبولة عنده، وهو عزّ وجلّ لم يخبرهم بذلك، وهذا تجاوز على الإرادة الإلهية، وهو من الشرك أيضاً.





_____________________
(1) الأنعام: 123، 124، 125.
(2) الأنعام: 124.
(3) البقرة: 213.
(4) البقرة: 159.
(5) البقرة: 209.
(6) البقرة: 253.
(7) آل عمران: 105.
(8) آل عمران: 184.
(9) الأعراف: 101.
(10) التوبة: 70.
(11) يونس: 13، 14، 15، 16، 17، 18.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page