بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيّدنا ومولانا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين، وعلى أصحابه المنتجبين الذين ثبتوا من بعده ولم يغيّروا ولم يبدّلوا وكانوا للّه من الشاكرين، والسلام على أنبياء اللّه أجمعين.
أمّا بعدُ، وخلال السنوات المنصرمة تلقّيت العديد من الرسائل من عدّة مناطق في العالم بخصوص كتابي الثاني "لأكون مع الصادقين" الذي تناولت في أوّله تحليلا للأحداث التي وقعت إبّان وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكذلك تحليلا عقلانيّاً لعقائد الشيعة الإماميّة التي كانت تبدو غريبة على أهل السنّة والجماعة بالخصوص منهم المعاصرين الذين دأبوا على انتقاد الشيعة في كلّ معتقداتهم، وإذا بهم يُفاجأون بأنّ كل ما يعتقده الشيعة الإماميّة إنّما هو حقيقةٌ ثابتةٌ في كتاب اللّه وسنّة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والأغرب من ذلك أنّ كلّ ما يقول به الشيعة له وجودٌ ثابتٌ في صحاح أهل السنّة والجماعة، أو أنّ أحد أئمة المذاهب الأربعة السنّية قد قاله أو عمل به.
وقد لفت نظري بعضهم مشكورين إلى بعض الأخطاء المطبعيّة التي وردت في الكتاب، كما أشار البعض الآخر إلى عدم توافق المصادر المذكورة في صفحاته قد تكون تغيّرتْ في الكتب التي طُبعتْ حديثاً ـ ورغم أنّ الكتاب المذكور طبع عدّة مرّات وتُرجم هو الآخر بعديد اللغات، إلاّ أنّني طلبتُ من مركز الأبحاث العقائدية في مدينة قم المقدّسة بإشراف وإدارة السيد الجليل جواد الشهرستاني والشيخ الفاضل فارس الحسّون(*) أن يولي عنايته، كما أولاها لكتاب "ثمّ اهتديت"، ويخرج كتاب "مع الصادقين" في حلّة جديدة منقّحة ومصحّحة بالتوثيق الذي يليق به لتلبية اقتراح القرّاء الكرام.
فلبّوا طلبي هذا مشكورين، وكان من إنتاجهم هذا العمل الكبير الذي يعجزُ عنه كلّ كاتب ومؤلف، فجزاهم اللّه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وحشرهم في زمرة محمّد وآله الطاهرين صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين.
الفقير لرحمة ربّه محمد التيجاني السماوي
بتاريخ 1 جمادى الأوّل 1424
بسم الله الرحمن الرحيم
{ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّـقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
(التوبة: 119)
____________
*- كتبتُ هذه المقدّمة حينما كان الشيخ فارس الحسّون حيّاً، إلاّ أنه انتقل إلى رحمة اللّه تعالى قبل إكمال هذا العمل، فأخذ أخوه الشيخ محمّد الحسّون على عاتقه إدارة المركز وإكمال أعماله، فقام بمراجعة هذا الكتاب مراجعة علميّة وتهيئته للطبع، فله من اللّه الأجر والثواب ومنّي جزيل الشكر والتقدير "المؤلّف".
مقدّمة المؤلّف للطبعة المحقّقة
- الزيارات: 730