• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

رؤيا الإمام الحُسين (عليه السّلام) في ليلة عاشوراء في وقت السحر

وفي مقتل الخوارزمي قال : فلمَّا كان وقت السحر خفق الحُسين (عليه السّلام) برأسه خفقة ، ثمّ أستيقظ فقال : (( أتعلمون ما رأيت في منامي السّاعة ؟ )) . قالوا : فما رأيت يابن رسول الله ؟! قال : (( رأيت كلاباً قد شدَّت عليَّ لتنهشني ، وفيها كلبٌ أبقع رأيته كأشدّها عليَّ ، وأظن الذي يتولى قتلي رجلاً أبرص من بين هؤلاء القوم ، ثمّ إني رأيت بعد ذلك جدِّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومعه جماعة من أصحابه ، وهو يقول لي : يا بُني ، أنت شهيد آل مُحمّد (صلّى الله عليه وآله) ، وقد استبشر بك أهل السّماوات وأهل الصفيح الأعلى ، فليكن إفطارك عندي الليلة(3) .
عجِّل يا بُني لا تُأخّر ، فهذا ملك نزل من السّماء ليأخذ دمك في قارورة خضراء . فذا ما رأيت ، وقد أزف الأمر ، وأقترب الرحيل من هذه الدنيا ))(1) .
رؤيا ابن عبّاس ، عن عمّار بن عمّار بسند صحيح
روى أحمد بطريقين عن حمّاد بن سلمة ، ورواه الطبراني والخوارزمي ، وابن عساكر والهيثمي ، وابن الأثير والمزّي ، وابن حجر العسقلاني وابن كثير ، والذهبي والمحبّ الطبري ، والزّرندي الحنفي والمناوي ، والبري والقندوزي ، واللفظ لأحمد قال :
1 ـ حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ، ثنا عبد الرحمن ، ثنا حمّاد بن سلمة ، عن عمّار بن أبى عمّار ، عن ابن عبّاس قال : رأيت النّبي (صلّى الله عليه وآله) في المنام بنصف النّهار أشعث أغبر ، معه قارورة فيها دمٌ يلتقطه ، أو يتتبّع فيها شيئاً ، قال : قلتُ : يا رسول الله ، ما هذا ؟! قال : (( دمُ الحُسين (عليه السّلام) وأصحابه لمْ أزل أتتبّعه منذ اليوم )) . قال عمّار : فحفظنا ذلك اليوم ، فوجدناه قُتِلَ ذلك اليوم .
2 ـ حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا عفّان ، ثنا حمّاد هو ابن سلمة ، أنا عمّار ، عن ابن عبّاس قال : رأيت النّبي (صلّى الله عليه وآله) فيما يرى النّائم
نصف النّهار ، وهو قائم أشعث أغبر(1) ، بيده قارورة فيها دم ، فقلتُ : بأبي أنت واُمّي يا رسول الله ! ما هذا ؟! قال : (( هذا دم الحُسين (عليه السّلام) وأصحابه لمْ أزل التقطه منذ اليوم )) . فأحصينا ذلك اليوم ، فوجدوه قُتِلَ في ذلك اليوم(2) .
قال الهيثمي : ورواه أحمد والطبراني ، ورجال أحمد رجال الصحيح(3) .
وقال ابن كثير : تفرّد به أحمد وإسناده قوي(4) .
وصححه الحاكم بطريق آخر عن حمّاد عن عمّار قال : حدّثني أبو بكر مُحمّد بن أحمد بن بالوجيه ، ثنا بشر بن موسى الأسدي ، ثنا الحسن بن موسى الأشيب ، ثنا حمّاد بن سلمة ، عن عمّار بن عمّار ، عن ابن عبّاس (رضي الله عنهما) قال : رأيت النّبي (صلّى الله عليه وآله) فيما يرى النّائم نصف النّهار أشعث أغبر ، معه قارورة فيها دم ، فقلت : يا نبيّ الله ، ما هذا ؟! قال : (( هذا دم الحُسين (عليه السّلام)
وأصحابه ، لمْ أزل التقطه منذ اليوم )) . قال : فاُحصي ذلك اليوم ، فوجدوه قُتِلَ قبل ذلك بيوم . هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولمْ يخرجاه(1) .
رؤيا ابن عبّاس ، عن زيد بن جدعان
روى محدّث الشام ابن عساكر ، وابن كثير ، واللفظ للأوّل قال : أخبرنا أبو مُحمّد بن طاووس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، نا أبو الحُسين بن بشران ، أنا الحُسين بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدُّنيا ، أنا عبد الله بن مُحمّد بن هانئ أبو عبد الرحمن النحوي ، نا معدي بن سلمان ، نا علي بن زيد بن جدعان ، قال : استيقظ ابن عبّاس من نومه فاسترجع ، وقال : قُتِلَ الحُسين والله . فقال له أصحابه : كلاّ يابن عباس ، كلاّ . قال : رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومعه زجاجة من دم ، فقال : (( ألا تعلم ما صنعت اُمّتي من بعدي ؟ قتلوا ابني الحُسين (عليه السّلام) ، وهذا دمُه ودمُ أصحابه أرفعه إلى الله عزّ وجل )) .
قال : فكُتب ذلك اليوم الذي قال فيه وتلك الساعة . قال : فما لبثوا إلاّ أربعة وعشرين يوماً حتّى جاءهم الخبر بالمدينة أنّه قُتِلَ ذلك اليوم وتلك الساعة(2) .
رؤيا اُمِّ سلمة (رضي الله عنها) النّبيَّ (صلّى الله عليه وآله) وعلى رأسه ولحيته التراب . . .
روى الترمذي والذهبي ، وابن حجر والمزّي ، والبخاري والطبراني ، وابن جرير الطبري والزّرندي الحنفي ، واللفظ للأوّل قال :
حدّثنا أبو سعيد الأشج ، أخبرنا أبو خالد الأحمر ، أخبرنا رزين(1) قال : حدّثتني سلمى قالت : دخلت على اُمِّ سلمة وهي تبكي فقلتُ : ما يبكيك ؟! قالت : رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ـ تعني في المنام ـ وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : ما لك يا رسول الله ؟! قال : (( شهدتُ قتل الحُسين (عليه السّلام) آنفاً ))(2) .
وقال الذهبي ، تعليقاً على هذه الرواية : رزين هو ابن حبيب ، وثّقه ابن معين(3) .
وقال المزّي في كلامه عن رزين : وقد وقع لنا عالياً من روايته(4) ، فذكر هذه الرواية .
أقول : ورجاله ثقات(5) .
ورواه الحاكم بطريق آخر قال :
أخبرني أبو القاسم الحسن بن مُحمّد السّكوني بالكوفة ، ثنا مُحمّد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا أبو كريب ، ثنا أبو خالد الأحمر ، حدّثني زريق ، حدّثني سلمان قال : دخلت على اُمِّ سلمة ، وهي تبكي ، فقلتُ : ما يُبكيك ؟! قالت : رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام يبكي ، وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : ما لك يا رسول الله ؟! قال : (( شهدتُ قتلَ الحُسين آنفاً ))(1) .
روى الإسفراييني قال : وعن ابن عبّاس قال : بينما أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخاً عالياً من بيت اُمِّ سلمة ، فخرجت أتوجه بقائدي إلى منزلها ، وقد أقبل أهل المدينة إليها رجالاً ونساء ، فقالت : يا بنات عبد المطلب ، عدّدن وابكينّ معي ؛ فقد قُتِلَ الحُسين (عليه السّلام) ـ والله ـ سيِّدُكنَّ ، وسيّدُ شباب أهل الجنّة . فقلت لها : يا اُمَّ سلمة ، مَنْ هو ؟ فقالت : الحُسين (عليه السّلام) . فقلت لها : ومن أين علمت ؟! قالت : رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام مذعوراً ، فسألته عن ذلك ، فقال :
( قُتِلَ الحُسين (عليه السّلام) وأهل بيته ، والسّاعة فرغت من دفنهم )) . قالت اُمُّ سلمة : فدخلت البيت وأنا لا أكاد أعقل ، ونظرت فإذا تربة الحُسين (عليه السّلام) التي أتى بها جبريل من كربلاء إلى النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، وقال له : إذا صارت مثل الدم ، فاعلم أنّه علامة على قتل الحُسين (عليه السّلام) ؛ وقد نظرتُ إليها فوجدتها دماً عبيطاً(1) .
امرأةٌ صالحة ترى فاطمة الزهراء (عليها السّلام) وفي حجرها رأس الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وأمْرُها بمَن يبلّغ ابن أصدق لينوح على الإمام الحُسين (عليه السّلام)
روى ابن العديم قال : أنبأنا أحمد بن أزهر بن السبّاك ، قال : أخبرنا أبو بكر مُحمّد بن عبد الباقي الأنصاري في كتابه ، عن أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي ، عن أبيه أبي علي قال : حدّثني أبي ، قال : خرج إلينا أبو الحسن الكرخي يوماً ، فقال : تعرفون ببغداد رجلاً يقال له : ابن أصدق ؟ فلم يعرفه من أهل المجلس غيري ، وقلتُ : أعرفه ، فكيف سألت عنه ؟ قال : أيّ شيء يعمل ؟ قال : ينوح على الحُسين بن علي (عليه السّلام) .
قال : فبكى أبو الحسن ، وقال : عندي عجوز تزيّنني من أهل كرخ جدّان ، يغلب على لسانها النبطيّة ، ولا يمكنها أنْ تقيم كلمة عربيّة فضلاً عن أنْ تحفظ شعراً ، وهي من صوالح النساء ، وتكثر من الصلاة والصوم والتهجّد ، وانتبهتْ البارحة في جوف الليل ، ومنامها قريب من منامي ، فصاحت : أبو الحسن أبو الحسن ! قلتُ : ما لك ؟! قالت : الحقني . فجئتها ووجدتها ترعد ، وقلتُ : ما أصابكِ ؟!
قالت : رأيت في منامي ، وقد صلّيت وردي ونمت ، كأنّي في درب من دروب الكرخ ، فيه حجرة محمرّة بالساج ، مبيضّة بالأسفيداج ، مفتوحة الباب ، وعليها نساء وقوف ، فقلت لهن : ما الخبر ؟! فأشاروا إلى داخل الدار ، وإذا امرأة شابّة حسناء بارعة الجمال والكمال ، وعليها ثياب بياض مرويّة ، من فوقها إزار شديد البياض التفَّت به ، وفي حجرها رأس يشخب دماً ، ففزعتُ ، وقالت : (( لا عليك ، أنا فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وهذا رأس الحُسين (عليه السّلام) . . . فقولي لابن أصدق حتّى ينوح :
لَمْ اُمرِّضْـه فأسلـوا    لا ولا كـان مريضـا ))(1)
وانتبهت مذعورة .
قال أبو الحسن : وقالت العجوز : اُمرّظه ( بالظاء ) ؛ لأنّها لا تتمكن من إقامة الضاد ، فسكنت منها إلى أنْ عاودت نومها .
وقال أبو القاسم : ثمّ قال لي : مَع معرفتك بالرجل فقد حمّلتك الأمانة في هذه الرسالة . فقلت : سمعاً وطاعة لأمر سيدة النساء (رضوان الله تعالى عليها) .
قال : وكان هذا في شعبان ، والناس في إذ ذاك يلقون أذىً شديداً وجهداً جهيداً من الحنابلة ، وإذا أرادوا زيارة المشهد بالحائر خرجوا على استتار ومخافة ، فلم أزل أتلطّف في الخروج حتّى تمكّنت منه ، وحصلت في الحائر ليلة النصف من شعبان ، وسألت عن ابن أصدق فُدللت عليه ، ودعوته وحضرني ، فقلت له : إنّ فاطمة تأمرك أنْ تنوح بالقصيدة التي فيها :
لمْ اُمرِّضْه فأسلوا   لا ولا كان مريضا
فانزعج من ذلك ، وقصصت عليه وعلى مَنْ كان معه عندي الحديثَ ، فأجهشوا بالبكاء ، وناح بذلك طول ليلته .
وأوّل القصيدة :
أيُّها العينانِ فيضا    واستهلا لا تغيضا
وهذه الحكاية ذكرها غرس النّعمة أبو الحسن مُحمّد بن هلال بن المحسن بن إبراهيم المعروف بابن الصابئ في كتاب الربيع ، وذكر أنّ أباه الرئيس هلال بن المحسن ذكرها في كتاب المنامات من تأليفه ، وقال : حدّث القاضي أبو علي التنوخي قال : حدّثني أبي ـ يعني أبا القاسم ـ وذكر الحكاية .
أنبأنا بذلك أبو مُحمّد عبد اللطيف بن يوسف بن علي ، عن أبي الفتح مُحمّد بن عبد الباقي بن سلمان ، عن أبي عبد الله الحميدي قال : أخبرنا غرس النّعمة وأبو الحسن الكرخي المذكور ، هو من كبار أصحاب أبي حنيفة ، وله من المصنّفات مختصر الكرخي في الفقه .
وقريب من هذه الحكاية ما قرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين في تاريخه(1) .
أقول : ورجاله ثقات(2) .
رؤيا الشيخ نصر الله أميرَ المؤمنين (عليه السّلام) ، وسؤاله وجوابه
قال ابن العديم ، وابن خلكان ، وعبد الحي الدمشقي ، واللفظ للأوّل قال : وأخبرنا أبو عبد الله مُحمّد بن محمود بن هبة الله بن النّجار عنه ، قال : حدّثني الشيخ نصر الله بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن ـ وكان من الثقاة الأمناء [ عند ] أهل السنّة ـ قال : رأيت في المنام علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ، فقلتُ : يا أمير المؤمنين ، تفتحون مكّة فتقولون : (( مَنْ دخل دار أبي سفيان فهو آمن )) . ثمّ يتمُّ على وَلدكَ الحُسين يوم الطّف ما تَمَّ ؟! فقال لي عليٌّ (عليه السّلام) : (( أما سمعت أبيات الجمّال ابن الصيفي في هذا ؟ )) . فقلتُ : لا . فقال : (( اسمعها منه )) . ثمّ استيقظت فباكرت إلى دار الحيص بيص ، فخرج إليَّ ، فذكرت له الرؤيا ، فشهق وأجهش بالبكاء ، وحلف بالله إنْ كانت خرجت من فمي أو خطّي إلى أحد ، وإنْ كنت نظمتها إلاّ في ليلتي هذه :
مـلكنا فـكان الـعفوُ منَّا سجيةً     فـلمَّا مـلكتُمْ سـال بالدمِ أبطحُ
وحـلًّلتُمُ قـتلََ الاُسارى وطالما     غدونا عن الأسرى نعفُّ ونصفحُ
ولا غـروَ فيما بينَنا من تفاوتٍ      فـكلُّ إنـاءٍ بـالذي فيه ينضحُ
وأخبرنا أبو الطليق معتوق بن أبي السعود البغدادي المُقرئ ، قال : أنشدني الوزير أبو غالب بن الحصين هذه الأبيات للحيص بيص(1) .
أقول : ورجاله ثقات(2) .
تفتحون مكّة فتقولون : (( مَنْ دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومَنْ أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومَنْ دخل المسجد فهو آمن )) . ثمّ يُفعل بولدك الحُسين وأهل بيتك (عليهم السّلام) بالطّف ما فُعل ؟! فتبسّم (أمير المؤمنين) وقال : (( ألمْ تسمع أبيات ابن الصيفي (سعد بن مُحمّد) ؟ )) . قلتُ : لا . قال : (( اسمعها منه فهي الجواب )) .
قال : فطالت ليلتي حتّى برق الفجر ، فجئت باب ابن الصيفي فطرقت بابه فخرج إليَّ حاسراً حافي القدمين ، وقال : ما الذي جاء بك هذه السّاعة ؟! فقصصت عليه قصّتي ، فأجهش بالبكاء ، وقال : والله ، ما قلتُها إلاّ ليلتي هذه ، ولم يسمعها بشر (منِّي . ثمّ أنشدني) :
مـلكنا فـكانَ الـعفّوُ منَّا سجيةً     فـلمَّا مـلكتُم سـال بالدمِ أبطحُ
وحـلًّلتُمُ قـتلََ الاُسارى وطالما     غدونا عن الأسرى نعفُّ ونصفحُ
وحـسبُكمُ هـذا الـتفاوتُ بيننا     فـكلُّ إناءٍ بالذي فيه ينضحُ(1)
رؤيا الشعبي نزولَ الملائكة بحراب تتبع قتلة الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، إسناده حسن
روى الطبراني ، والهيثمي ، واللفظ للأوّل قال : حدّثنا مُحمّد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا سلم بن جنادة ، ثنا أحمد بن بشير ، عن مجالد ، عن الشعبي قال : رأيت في النوم كأنّ رجالاً نزلوا من السّماء معهم حراب يتتبعون قَتَلة الحُسين ، فما لبثت أنْ نزل المختار فقتلهم(2) .
قال الهيثمي : رواه الطبراني ، وإسناده حسن(3) .
رؤيا عامر البجَلي النّبيَّ (صلّى الله عليه وآله) في النوم ، وأخبره بأنَّ الله كاد يسحت أهلَ الأرض بعذاب أليم . . .
روى ابن عساكر ، والمزّي ، واللفظ للأوّل قال : أخبرنا أبو سهل مُحمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا مُحمّد بن هارون ، نا مُحمّد بن إسحاق ، أنا العبّاس بن مُحمّد مولى بني هاشم ، نا يحيى بن أبي بكير ، نا علي ـ ويكنى أبا إسحاق ـ ، عن عامر بن سعد البجلي قال : لمَّا قُتل الحُسين بن علي (عليه السّلام) رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام ، فقال : (( إنْ رأيت البرّاء بن عازب فاقرأه منِّي السّلام ، وأخبره أنّ قَتَلة الحُسين بن علي (عليه السّلام) في النّار ، وإنْ كاد الله أنْ يسحت أهل الأرض منه بعذاب أليم )) .
قال : فأتيت البرّاء فأخبرته ، فقال : صدق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ قال رسول الله (صلّى الله عليه آله) : (( مَنْ رآني في المنام فقد رآني حقّاً ؛ فإنّ الشيطان لا يتصوّر بي ))(1) .
قد روت عنه الصحاح كصحيح البخاري ما رواه البرّاء بن عازب ، قال البخاري في صحيح البخارى 8 / 71 : حدّثنا معلّى بن أسد ، حدّثنا عبد العزيز بن مختار ، حدّثنا ثابت البناني ، عن أنس (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( مَنْ رآني في المنام فقد رآني ؛ فإنّ الشيطان لا يتمثلّ بي ، ورؤيا المؤمن جزء من ستّة وأربعين جزءاً من النّبوة )) .
وقال أيضاً في صحيح البخارى 8 / 72 : حدّثنا خالد بن خلي ، حدّثنا مُحمّد بن حرب ، حدّثني الزبيدي ، عن الزهري ، قال أبو سلمة : قال أبو قتادة (رضي الله عنه) : قال النّبي (صلّى الله عليه وآله) : (( مَنْ رآني فقد رأى الحقَّ )) .
تابعه يونس وابن أخي الزهري ، حدّثنا عبد الله بن يوسف ، حدّثنا الليث ، حدّثني ابن الهاد ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد الخدري ، سمع النّبي (صلّى الله عليه وآله) يقول : (( مَنْ رآني فقد رأى الحقَّ ؛ فإنّ الشيطان لا يتكوّنني )) . باب رؤيا الليل ، رواه سمرة .
رؤيا رجل من قَتَلة الإمام الحُسين (عليه السّلام) النّبيَّ (صلّى الله عليه وآله) في المنام ، فأهوى بيده في عينه فاُعمي ؛ لتكثيره سواد الأعداء
روى ابن عساكر وابن العديم ، وابن الجوزي وابن حجر الهيتمي ، والقندوزي وابن منظور ، وابن المغازلي ، والخطيب البغدادي والحضرمي ، واللفظ للأوّل قال : . . . نا عبد الرحمن بن أبي حمّاد ، عن ثابت بن إسماعيل ، عن أبي النضر الجرمي قال : رأيت رجلاً سمج العمى ، فسألته عن سبب ذهاب بصره ، فقال : كنتُ ممّن حضر عسكر عمر بن سعد ، فلمَّا جاء الليل رقدت ، فرأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام بين يديه طست فيها دمٌ وريشة في الدم ، وهو يُؤتى بأصحاب عمر بن سعد ، فيأخذ الريشة فيخطّ بها بين أعينهم ، فاُتِيَ بي فقلت : يا رسول الله ، والله ، ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم . قال (صلّى الله عليه وآله) : (( أفلم تُكْثِّر عدوَّنا )) . فأدخل إصبعه في الدم السّبابة والوسطى وأهوى بهما إلى عيني ، فأصبحت وقد ذهب بصري(1) .
رؤيا اُخرى لرجل من قَتَلة الإمام الحُسين (عليه السّلام) للنّبيِّ (صلّى الله عليه وآله) ، وعاقبه لتكثيره سواد الأعداء ، وتسعة معه
روى الخوارزمي وابن الجوزي ، وابن حجر الهيتمي والقندوزي ، والبدخشي والحُسيني الشافعي ، والشبلنجي والصبّان والنّبهاني ، واللفظ للأوّل قال : وقال ابن رماح : لقيت رجلاً مكفوفاً قد شهد قتل الحُسين (عليه السّلام) ، فكان الناس يأتونه ويسألونه عن سبب ذهاب بصره ، فقال : إنّي كنتُ شهدت قتله عاشر عشرة ، غير أنّي لمْ أضرب ولمْ أطعن ولمْ أرمِ ، فلمَّا قُتل رجعت إلى منزلي فصلّيت العشاء الآخرة ونمت ، فأتاني آتٍ في منامي وقال لي : أجبْ رسول الله .
فإذا النّبي (صلّى الله عليه وآله) جالس في الصحراء ، حاسراً عن ذراعيه أخذ بحربة ، ونطعٌ بين يديه ، ومَلَكٌ قائم لديه في يده سيف من نار يقتل أصحابي ، فكلَّما ضرب رجلاً منهم ضربة التهبت نفسه ناراً ، فدنوت من النّبي (صلّى الله عليه وآله) وجثوت بين يديه ، وقلت : السلام عليك يا رسول الله ، فلم يرد عليَّ ، ومكث طويلاً مُطرقاً ، ثمّ رفع رأسه وقال لي : (( يا عبد الله ، انتهكتَ حرمتي ، وقتلتَ عترتي ، ولمْ ترعَ حقِّي ، وفعلت وفعلت ؟! )) . فقلتُ له : يا رسول الله ، والله ، ما ضربت سيفاً ولا طعنت رمحاً ولا رميت سهماً . فقال : (( صدقت ، ولكنَّك كثّرت السّواد ، ادنُ منِّي )) . فدنوت منه ، فإذا طست مملوء دماً ، فقال : (( هذا دمُ ولدي الحُسين (عليه السّلام ) )) . فكحلّني منه ، فانتبهت ولا أبصر شيئاً حتّى السّاعة(1) .
ثم قال (الخوارزمي) : وأورد هذا الحديث مجد الأئمّة السرخسكي ، ورواه عن أبي عبد الله الحداد عن الفقيه أبي جعفر الهندواني أنّه قال : يُحكى عن عبد الله بن رماح القاضي . . . وساق الحديث إلى أن قال : وكلمَّا قتلهم عادوا أحياءً ، فيقتلهم مرّة اُخرى .
وقال : (( صدقت ، ولكنْ يا عدوَّ الله لمْ ترعَ حقَّ نبوتي )) . وباقي الحديث يقرب بعضه من بعض في اللفظ والمعنى ، ولقد لقي بنو الحسن والحُسين من عتاة بني العبّاس ما لقي آباؤهم من طغاة بني اُميّة(1) .
رؤيا رجل من قَتَلة الإمام الحُسين (عليه السّلام) النّبيَّ (صلّى الله عليه وآله) . . . حتّى سقاه القطران
روى محدّث الشام ابن عساكر ، والألكائي ، واللفظ للأوّل قال : أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا في كتابيهم ، أنا أبو بكر أحمد بن مُحمّد بن سياوش الكازروني ، نا أبو أحمد عبيد الله بن مُحمّد بن مُحمّد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ ، قال : قُرئ على أبي بكر مُحمّد بن القاسم بن يسار الأنباري النحوي ، وأنا حاضر ، نا أبو بكر موسى بن إسحاق الأنصاري ، نا هارون بن حاتم أبو بشر ، نا عبد الرحمن بن أبي حمّاد ، نا الفضل ابن الزبير ، قال : كنت جالساً عند شخص ، فأقبل رجل فجلس إليه ، رائحته
رائحة القطران ، فقال له : يا هذا ، أتبيع القطران ؟ قال : ما بعته قط . قال : فما هذه الرائحة ؟ قال : كنتُ ممّن شهد عسكر عمر بن سعد ، وكنت أبيعهم أوتاد الحديد ، فلمَّا جَنَّ عليَّ الليل رقدتُ ، فرأيت في نومي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ومعه عليٌّ (عليه السّلام) ، وعليٌّ (عليه السّلام) يسقي القتلى من أصحاب الحُسين (عليه السّلام) ، فقلت له : اسقني . فأبى ، فقلتُ : يا رسول الله ، مره يسقيني . فقال : (( ألستَ ممّن عاون علينا ؟ )) . فقلتُ : يا رسول الله ، والله ، ما ضربتُ بسيفٍ ولا طعنت برمحٍ ولا رميت بسهمٍ ، ولكنِّي كنت أبيعهم أوتاد الحديد . فقال : (( يا علي ، اسقه )) . فناولني قعباً مملوءاً قطراناً ، فشربت منه قطراناً ، ولم أزل أبول القطران أيّاماً ، ثمّ انقطع ذلك البول عنِّي وبقيت الرائحة في جسمي .
فقال له السّدي : يا عبد الله ، كُلْ مِنْ بُرِّ العراق ، واشرب من ماء الفرات ، فما أراك تعاين مُحمّداً (صلّى الله عليه وآله) أبداً(1) .
ورواه الخوارزمي بسند آخر قال : وحدّثنا عين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي (إملاءً) ، حدّثنا الشيخ الإمام أبو يعقوب يوسف بن مُحمّد البلالي ، حدّثنا السيّد الإمام المرتضى أبو الحسن مُحمّد بن مُحمّد الحُسيني الحسني ، أخبرنا الحسن بن مُحمّد الفارسي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن عيسى ، حدّثنا أبو جعفر مُحمّد بن منصور المُرادي المصري ، حدّثنا عيسى ابن زيد بن حسين ، عن أبي خالد ، عن زيد قال : قال الحسن البصري : كان يجالسنا شيخ نصيب منه ريحَ لقطران ، فسألناه عن ذلك ، فقال : إنّي كنتُ في مَنْ منع الحُسين بن علي (عليه السّلام) عن الماء ، فرأيت في منامي كأنّ الناس قد حُشروا ، فعطشت عطشاً شديداً ، فطلبت الماء ، فإذا النّبي وعلي وفاطمة والحسن والحُسين (عليهم السّلام) على الحوض ، فاستسقيت من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فقال : (( اسقوه )) . فلمْ يسقني أحد ، فقال ثانياً فلمْ يسقني أحد ، فقال ثالثاً ، فقيل : يا رسول الله ، إنّه ممّن منع الحُسين (عليه السّلام) الماء . فقال : (( اسقوه قطراناً )) . فأصبحت أبول القطران ، ولا آكل طعاماً إلاّ وجدت منه رائحة القطران ، ولا أذوق شراباً إلاّ صار في فمي قطراناًً(1) .
رؤيا زوجة شمر بن ذي الجوشن (عليه لعائن الله) فاطمةَ وخديجةَ (صلوات الله عليهنّ)
روى العلاّمة الحافي ، أو الخوافي الشافعي قال : قال الواقدي : لمَّا حمل الشمرُ رأسَ الحُسين (عليه السّلام) جعله في مخلاة وذهب به إلى منزله ، فوضعه على التراب ، وجعل عليه إجانة ، فخرجت امرأته فرأت نوراً ساطعاً عند الرأس إلى عنان السّماء ، فجاءت إلى الإجانة فسمعت أنيناً تحتها ، فجاءت إلى شمر فقالت : رأيت كذا وكذا ! فأيُّ شيء تحت الإجانة ؟ قال : رأس خارجي قتلته ، واُريد [ أن ] أذهب به إلى يزيد ليعطيني عليه مالاً كثيراً .
قالت : ومَنْ يكون ؟ قال : الحُسين بن علي (عليه السّلام) . فصاحت وخرّت مغشيّة ، فلمَّا أفاقت قالت : يا شرَّ المجوس ، أما خفت من إله الأرض والسّماء ؟! ثمّ خرجت من عنده باكية ، ورفعت الرأس وقبّلته ووضعته في حجرها ، ودعت نساءً يساعدنها بالبكاء ، وقالت : لعن الله قاتلك .
فلمَّا جنَّ الليل غلب عليها النوم ، فرأت كأنّ الحائط قد انشق نصفين ، وغشي البيت نور ، وجاءت سحابة فإذا فيها امرأتان ، فأخذتا
الرأس وبكتا ، فسألت عنهما فقيل : إنّهما خديجة وفاطمة .
ثمّ رأت رجالاً وفي وسطهم إنسانٌ وجه كالقمر ليلة تمّه ، فسألت عنه ، فقيل : مُحمّد (صلّى الله عليه وآله) ، وعن يمينه حمزة وجعفر وأصحابه ، فبكوا وقبّلوا الرأس ، ثمّ جاءت خديجة وفاطمة إلى امرأة الشمر وقالتا لها : (( تمنّي ما شئتِ ؛ فإنّ لك عندنا منّة ويداً بما فعلت ، فإنْ أردت أن تكوني من رفقائنا في الجنّة فأصلحي أمرك فإنا منتظرون )) .
فانتبهت من النوم ورأس الحُسين (عليه السّلام) في حجرها ، فجاء الشمر لطلب الرأس فلم تدفعه إليه ، وقالت له : يا عدوَّ الله ، طلّقني فإنّك يهودي . والله ، لا أكون معك أبداً . فطلّقها فقالت : والله ، لا أدفع إليك هذا الرأس أو تقتلني ، فضربها ضربة كانت منيتها فيها وعجَّل الله بروحها إلى الجنّة(1) .
رؤيا جارية يزيد . . . وأمره لها بسبِّ الإمام عليٍّ (عليه السّلام) وبنيه حتّى قتلها
روى أبو إسحاق الإسفراييني قال : قال الشهروزي : فبينما نحن واقفون عند يزيد ، وإذا بامرأة لمْ أرَ أحسن منها وهي ترفل في أذيالها ، ولمْ تزل مقبلة حتّى دخلت على يزيد ، وقالت له : ما هذا الرأس ؟ قال : رأس الحُسين . فقالت له : والله ، يعزُّ على جدِّه وأبيه واُمِّه وأهله . والله ، لقد رأيت السّاعة ـ وأنا نائمة ـ كأنّ أبواب السّماء قد فُتِحَتْ ، وهبط منها خمسة ملوكٍ بأيديهم كلاليب من نار ، وهم يقولون : قد أمرنا الله الجبّار بحرق هذه الدار . فالتفت يزيد إليها ، وقال : ويلكِ ! أنت في ملكي ونعمتي وتقولين هذا الكلام ! والله ، لأقتلنَّك شرَّ قتلة .
فقالت : وما الذي ينجّني من ذلك ؟ قال : ترقين المنبر وتسبّين عليًّا وأولاده . فقالت : أفعل ذلك . فأمر بجمع الناس فجُمعت ، وقال لها : قومي ارقي المنبر وافعلي ما أمرتُك به . فقامت على قدميها ورقت المنبر ، وقالت : يا معشر الإنس ، اعلموا أنّ يزيد يأمرني أنْ أسبَّ عليّاً وأولاده ، وهو السّاقي على الحوض ، ولواء الحمد بيده ، وولداه سيِّدا شباب أهل الجنّة .
ألا فاسمعوا(1) ما أقول لكم : ألا لعنة الله ولعنة اللاعنين على يزيد ، وعلى كلِّ ساعٍ في قتل الحُسين (عليه السّلام) ، وصلوات الله على عليٍّ وأولاده وشيعتهم (عليهم السّلام) منذ خلق الله الدُّنيا إلى يوم القيامة ، عليها أَحيا وعليها أموتُ وعليها اُبعثُ إنْ شاء الله . فغضب يزيد من كلامها وقال : مَنْ يكفيني شرَّها ؟ فقال رجل من النصارى : أنا أكفيك شرَّها . فقام وضربها بسيفه فماتت (رحمها الله)(2)
رؤيا حارس رأس الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وما جرى من نزول الأنبياء (عليهم السّلام) ، والملائكة . . .
قال إبراهيم البيهقي : وقُتِلَ الحُسين وجميع مَن معه (رحمهم الله) ، وحُمِلَ رأسُه إلى عبيد الله بن زياد ، فوضِعَ بين يديه على ترس ، فبعث به إلى يزيد ، فأمر بغسله وجعله في حريرة ، وضرب عليه خيمة ووكّل به خمسين رجلاً .
فقال واحد منهم : نمتُ وأنا مفكّر في يزيد وقتله الحُسين (عليه السّلام) ، فبينا أنا كذلك إذ رأيت سحابة خضراء فيها نور قد أضاءت ما بين الخافقين ، وسمعت صهيل الخيل ، ومنادياً ينادي : يا أحمد ، اهبط . فهبط رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومعه جماعة من الأنبياء والملائكة ، فدخل الخيمة وأخذ الرأس ، فجعل يقبّله ويبكي ويضمّه إلى صدره ، ثمّ التفت إلى مَنْ معه فقال : (( انظروا إلى ما كان من اُمّتي في ولدي ، ما بالهم لمْ يحفظوا فيه وصيّتي ، ولمْ يعرفوا حقّي ! لا أنالهم الله شفاعتي )) .
قال : وإذا بعدّة من الملائكة يقولون : يا مُحمّد ، الله تبارك وتعالى يُقرئك السّلام ، وقد أمرنا بأنْ نسمع لك ونطيع ، فمرنا أنْ نقلب البلاد عليهم . فقال (صلّى الله عليه وآله) : (( خلّوا عن اُمّتي ؛ فإنّ لهم بلغةً وأمداً )) . قالوا : يا مُحمّد ، إنّ الله (جلّ ذكره) أمرنا أنْ نقتل هؤلاء النفر . فقال : (( دونكم وما اُمرتم به )) .
قال : فرأيت كلَّ واحد منهم قد رمى كلَّ واحد منّا بحربة ، فقُتِلَ القوم في مضاجعهم غيري ، فإنّي صحت : يا مُحمّد . فقال : (( وأنت مستيقظ ؟ )) . قلتُ : نعم . قال : (( خلّوا عنه ، يعيش فقيراً ويموت مذموماً )) . فلمَّا أصبحت دخلت على يزيد وهو منكسرٌ مهموم ، فحدّثته بما رأيت فقال : امضِ على وجهك ، وتبْ إلى ربِّك(1) .
قال أبو إسحاق الإسفراييني : (ويروى) عن أحمد البابي ، عن الأعمش قال : التجأتُ إلى البيت الحرام ، فبينما أنا أطوف وإذا برجل في الطواف يقول : اللهمَّ ، اغفرْ لي ولا تؤاخذني بفعلي لأنّي مقهور من يزيد . فقلت له : يا عبد الله ، ما لي أراك في مثل هذا المكان تقول هذا الكلام ، وأنت في محلٍّ يغفر الله لمَنْ دخله ، ومَنْ دخله كان آمن ؟!
قال : فقصّتي عجيبة . فقلت : أخبرني بها . فقال : دعني . فقلتُ : اُقسم عليك بالله العظيم أنْ تُخْبرَني . فقال : أقسمتَ عليَّ بقَسم عظيم ، فخذ بيدي . فأخذت بيده فإذا هو أعمى ، ثمّ خرجنا إلى شعب من شعاب مكّة وجلسنا فيه ، فقال لي : أيُّ شعب هذا ؟ فقلت : هذا شعب علي المرتضى (عليه السّلام) . فقال : والله ، ما أجلس في شعب والد رجل كنتُ في قتل ولده . فنهضت وأخذتُ بيده ، وخرجنا إلى الأبطح وجلسنا هناك ، فقال لي : مَنْ أنت ؟ فقلت : أنا سليمان بن مهران الأعمش . فقال لي : اعلم أنّي كنت من أصحاب يزيد ، وكنت من جلسائه ، فلمَّا أتى برأس الحُسين (عليه السّلام) أمر بوضعها في طشت من اللجين فوضعت ، ثمّ وُضعت الطشت بما فيها بين يديه ، فجعل ينكت ثناياه بقضيب كان بيده ، ويقول : اشتفيت فيك وفي أبيك، غير أنّ أباك خرج على أبي بأهل العراق فظفر به، ثمّ إنّ أهل العراق خدعوك وأخرجوك فظفرت بك ، فالحمد لله الذي مكّنّي منك .
ولم يزل على هذا الحال مدّة من الأيام ، فلمَّا عظم ذلك على الناس خشي على نفسه فجمعهم ، وقال : يا قوم ، أتظنون أنّي قتلت الحُسين ؟ فوالله ، ما قتله إلاّ عاملي ابن زياد . ثمّ دعا برأس الحُسين فغسلها وطيّبها وجعلها في صندوق وغلق عليه ، وقال : دعوها في قصري واجعلوا حولها السرادق . وقصد بذلك كف ألسنة الناس عنه ، ثمّ جعل خارج السرادق خمسين رجلاً ووكّلني بهم ، وكان إذا أتى الليل يرسل لهم طعاماً وخمراً ، فيأكل أصحابي ويشربون وأنا لم آكل ولم أشرب ، ثمّ ينامون ولمْ أنم ؛ حزناً على الحُسين (عليه السّلام) . فبينما أنا ذات ليلة قد استلقيت على ظهري ، وأنا متفكّر في ذلك ، وإذا بسحابة عظيمة سمعت فيها دويّاً كدويِّ النحل ، وإذا بخفقان أجنحة الملائكة حتّى نزلوا إلى الأرض ، ورأيت مَلَكاً عظيماً قد نزل وبيده بسطٌ مكللة بالدر والياقوت ففرشها ، ثمّ نزل خمسة ملائكة وبأيديهم كراسي من النور فوضعوها على البسط ، ثمّ نادى منادٍ : انزل يا آدم يا أبا البشر . فإذا برجل من أبهج الرجال وجهاً وأكثرهم هيبة ، وعليه حلّة من حلل الجنّة ، وقد نزل من الهواء ، وأقبل على الرأس وسلَّم عليه ، وقال : عشت سعيداً ، وقُتِلْتَ شهيداً عطشانَ حتّى ألحقك الله بنا . غفر الله لك يا بُني ولا غفر لقاتلك ، والويل له غداً من النّار . ثمّ
جلس على كرسي من تلك الكراسي .
ثم جاءت سحابةٌ اُخرى أعظم من الاُولى ، فسمعت فيها خفقان أجنحة الملائكة حتّى نزلت إلى الأرض ، ثمّ نادى منادٍ : انزل يا نوح يا نبي الله . فنزل وإذا هو رجل تعلوه سمرة ، وهو أحسن الناس هيبة ، وعليه حلّة من حلل الجنّة ، فأقبل حتّى وقف على الرأس ، وقال مقالة آدم (عليه السّلام) وجلس على كرسي من تلك الكراسي . ثمّ جاءت سحابةٌ عظيمة ، فسمعت فيها خفقان أجنحة الملائكة حتّى نزلوا إلى الأرض ، ثمّ نادى منادٍ : انزل يا موسى يا كليم الله . فنزل وأقبل على الرأس ، وقال مقالة نوح (عليه السّلام) ، وجلس على كرسي من تلك الكراسي . ثمّ جاءت سحابةٌ عظيمة ، فسمعت فيها خفقان أجنحة الملائكة حتّى نزلوا إلى الأرض ، ثمّ نادى منادٍ : انزل يا عيسى . فنزل وإذا هو رجل حسن الوجه تعلوه شقرة ، وعليه حلّة من حلل الجنّة ، فأقبل على الرأس ، وقال مقالة موسى ، ثمّ جلس على كرسي من تلك الكراسي . ثمّ جاءت سحابةٌ أعظم من تلك السحائب ، ولها دويٌّ كدويِّ الرعد القاصف ، وسمعت فيها خفقان أجنحة الملائكة حتّى نزلت إلى الأرض ، ثمّ نادى منادٍ : انزل يا أبا القاسم ، يا أوَّل يا آخر ، يا ماحي ياعاقب ، يا حاشر يا طاهر ، يا مزّمل يا مدّثر ، يا طه يا أحمد ، انزل يا مُحمّد . فنزل المصطفى (عليه الصلاة والسّلام) ، وعليه حلل من حلل الجنّة ، وعن يمينه صفٌّ من الملائكة لا يحصيهم إلاّ الله ، وعن يساره عليّ المرتضى ، وولده الحسن ، وفاطمة الزهراء (عليهم السّلام) ، فأقبل النّبيُّ (صلّى الله عليه وآله) على الرأس الشريف وأخذه وضمّه إلى صدره ، وبكى بكاءً شديداً ، وقال : (( يا حبيبي يا حُسين ، عشت سعيداً ، وقُتلت شهيداً عطشان حتّى ألحقك الله بنا . غفر الله لك يا بُني ولا غفر لقاتلك ، والويل له غداً من النّار )) .
ثمّ دفعه إلى عليٍّ المرتضى (عليه السّلام) ، فأخذه وضمّه إلى صدره ، وبكى بكاءً شديداً ، وقال مقالة النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، ثمّ دفعه إلى فاطمة الزهراء (عليها السّلام) ، فأخذته وضمّته إلى صدرها ، وبكت بكاءً شديداً ، وقالت مقالة علي (عليه السّلام) ، ثمّ دفعته إلى الحسن (عليه السّلام) ، فأخذه وضمّه إلى صدره ، وبكى بكاءً شديداً وقال مقالة فاطمة (رضي الله عنهم أجمعين) .
ثمّ إنّ آدم (عليه السّلام) أقبل على النّبي (صلّى الله عليه وآله) وقال له : السّلام عليك أيُّها الولد الصالح ، عظّم الله أجرك ، وقوَّى صبرَك ، وأحسن الله عزاءك . ثمّ أقبل نوح (عليه السّلام) وقال مقالته ، ثمّ أقبل موسى (عليه السّلام) وقال مقالته ، ثمّ أقبل عيسى وقال مقالته ، ثمّ قال لهم النّبي (صلّى الله عليه وآله) : (( يا آدم ، ويا نوح ، ويا موسى ، ويا عيسى ، اشهدوا على ما ترَون من فعل هؤلاء القوم بأولادي )) . ثمّ بكى .
فبينما هو كذلك إذ أقبل الملك الموكّل بالسّماء الدُّنيا ، وقال : السّلام عليك أيُّها النّبي الكريم ، اعلم أنّ الله أمرني بالطاعة لك ؛ فإنْ أمرتني أنْ أهلك القوم جميعاً أطبقت عليهم السّماوات حتّى لا يبقى منهم أحدٌ ؛ جزاءً بما فعلوا . فقال له النّبي (صلّى الله عليه وآله) : (( مهلاً )) . وإذا بملك ثانٍ وبيده حربة عظيمة ، ولها شعبة بالمشرق وشعبة بالمغرب ، وقال : السّلام عليك أيُّها النّبي الكريم ، قد قطّع قلبي بكاؤك ، اعلم أنّي أنا الملك الموكّل بالبحار ، واعلم أنّ الله أمرني بالطاعة لك ؛ فإنْ أمرتني أنْ أهلك هؤلاء القوم أطبقت عليهم البحار ؛ جزاءً بما فعلوا . فقال له : (( مهلاً )) .
وإذا بنور قد ملأ ما بين السّماء والأرض ، وإذا الملائكة قد أحاطت به ، وقالوا : يا مُحمّد ، العليُّ الأعلى يُقرئك السّلام ، ويخصّك بالتحية والإكرام ، ويقول لك : اخفض صوتك ، فقد بكى لبكائك أهل السّماوات ، وقد أرسلنا إليك الله نمتثل أمرك . فقال : (( مِنَ الله بدء السّلام ، وإليه يعود السّلام ، فمَنْ أنتم ؟ )) . فقال أحدهم : إنّي ملك الشمس ، إنْ أمرتني أنْ أحرقهم فعلت . وقال الآخر : أنا ملك الجبال ، إنْ أمرتني أنْ أطبق عليهم الجبال فعلت . فقال لهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( جزاكم الله تعالى خيراً ، دعوهم إنّ لهم موقفاً أكون أنا وإيّاهم فيه بين يدي الله (عزَّ وجل) ، فيحكم بيننا
بالحقِّ وهو أحكم الحاكمين )) . فعند ذلك قال جميع مَنْ حضر من الأنبياء والملائكة : جزاك الله خيراً ـ يا مُحمّد ـ عن اُمّتك ، ما أرحمك بهم وأرأفك عليهم !
وهذا كلّه يا سليمان رأيته بعيني وسمعته باُذني ، وأنا يقضان بحالة الصحة الكاملة ، وما ذكرته لأحد غيرك ، بل أصبحت هارباً من الدُّنيا ، خائفاً وجلاً من الله (عزَّ وجل) لصحبتي ليزيد ، وأنا على البكاء والنحيب حتّى ذهبت عيناي ، وما أدري ما عاقبة أمري ؛ إنْ كان الله تعالى يمنُّ عليَّ من فضله ويغفر لي أمْ يؤاخذني . فعند ذلك بكى سُليمان ، وقال : لعلَّ الله تعالى يمنُّ عليك بفضله . ثمّ مشى معه إلى أنْ أتوا الطواف على حالتهم الاُولى ، وصار الرجل يدعو بدعائه الأوَّل(1) .
رؤيا مَنْ أحسن لرأس الإمام الحُسين (عليه السّلام) . . . وبشارة النّبيِّ (صلّى الله عليه وآله) له
قال الزّرندي الحنفي ، والهيتمي ، واللفظ للأوّل : وروي الحسن البصري أنّ سليمان بن عبد الملك رأى النّبي (صلّى الله عليه وآله) في المنام يلاطفه ويُبشّره ، فلمَّا أصبح سليمان سأل الحسن عن ذلك ، فقال له الحسن : لعلك صنعت إلى أهل بيت النّبي (صلّى الله عليه وآله) معروفاً . قال : نعم ، وجدتُ رأس الحُسين بن علي (عليه السّلام) في خزانة يزيد ، فكسوته خمسة أثواب وصلّيت عليه مع جماعة من أصحابي وقبرته . فقال له الحسن : إنّ رضى النّبي (صلّى الله عليه وآله) عنك بسبب ذلك . فأمر سليمان للحسن بجائزة سنيّة(2) .
رؤيا هند (زوجة الملعون يزيد) نزولَ الملائكة (عليهم السّلام) ، والنّبيِّ (صلّى الله عليه وآله) ، وأهلِ البيت (عليهم السّلام) يُسلّمون على رأس الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وما جرى بينها وبين يزيد (لعنه الله) وفي نور العين قال الإسفراييني : قالت هند زوجة يزيد : لمَّا أخذت مضجعي تلك الليلة رأيتُ في منامي كأنّ أبواب السّماء قد فُتحت ، والملائكة بأجمعهم قد نزلوا ، وهم يدخلون إلى الرأس ويقولون : السّلام عليك يا أبا عبد الله . فبينما أنا كذلك إذ نظرت إلى سحابة قد نزلت من السّماء وفيها رجال [ كُثر ] ، وبينهما رجل قمري اللون ، فأقبل حتّى دنا من رأس الحُسين (عليه السّلام) وانكبّ عليه ، وهو يقول : (( السّلام عليك ، يا ولدي قتلوكَ ومِنْ شرب الماء منعوك ! أتراهم ما عرفوك ؟! أنا جدّك المصطفى ، وهذا أبوك عليّ المرتضى (عليه السّلام) ، وهذا أخوك الحسن (عليه السّلام) ، وهذا عمّك جعفر (عليه السّلام) )) . وهكذا إلى آخرهم ، فعند ذلك ارتعتُ فانتبهتُ من نومي ، وطلبتُ زوجي فوجدته في مكان مظلم ، وعلى وجهه بيديه يلطم ، ويقول : ما لي وللحسين !
فقلت له : اسكت حتّى أخبرك بما رأيت . فسكت ، ثمّ قصصت عليه الرؤيا وهو منكس رأسه ، فلمَّا استتمّت خرج ودعا بعليٍّ وإخوته ، وقال لهم : أيُّهما أحبّ إليكم ؛ المقام عندي ولكم الجائزة ، أمْ المسير إلى مكّة والمدينة ؟
فقالوا : يا يزيد ، نحن فارقنا الحُسين (عليه السّلام) ، وعبيد الله بن زياد لمْ يمكنَّا من البكاء والنحيب . فأمر بإخلاء دارٍ لهم فقعدوا فيها ، وعدّدوا البكاء والنوح ليلاً ونهاراً ، ولمْ يبقَ في دمشق قرشيّة ولا هاشميّة إلاّ وشدّت الأوساط ، وأقاموا على ذلك أسبوعاً .
ثمّ دعاهم وعرض عليهم المسير فأجابوا لذلك ، فعند ذلك قُدّمت لهم المحامل على الجمال ، واُحضرت لهم الرحال ، وذلك بعد أنْ أعطاهم الثياب الفاخرة ، ثمّ أحضر لهم مالاً جزيلاً ، وقال : يا زينب ، خُذي هذا المال عوضاً عن مصيبتكم . فقالت : يا ويلك ! ما أقلّ حياءك وأصلب وجهك ! تقتل أخي وتقول خذوا عوضه مالاً ! فلمَّا أبَتْ دعا بقائدٍ من قوّاده وضمَّ إليه ألف فارس ، وأمره أنْ يسير بهم إلى المدينة أو إلى أيِّ مكان شاؤوا ، وأنْ يقضي لهم جميع ما يلزم ، ثمّ حشا الرأس بالمسك والكافور وسلَّمها لهم ، فأخذوه وساروا إلى كربلاء ، ودفنوها مع الجسد الشريف(1) .
مَنْ رأى في اليقظة الإمامَ الحُسين (عليه السّلام) في مشهد الرأس في مصر
قال الشبلنجي : ومن ذلك أيضاً ما أخبر به العلاّمة الشيخ فتح الدين أبو الفتح الغمري الشافعي : أنّه كان يتردّد إلى الزيارة غالباً ، فجلس يوماً يقرأ الفاتحة ودعاءً ، فلمَّا وصل في الدعاء إلى قوله : واجعل ثواباً مثل ذلك ، فأراد أنْ يقول : في صحائف سيدنا الحُسين (عليه السّلام) ساكن هذا الرمس ، فحصلت له حالة ، فنظر فيها إلى شخص جالس على الضريح وقع عنده أنّه السيّد الحُسين (رضي الله عنه) ، فقال : في صحائف هذا . وأشار بيده إليه ، فلمَّا أتمّ الدعاء ذهب إلى الشيخ الجليل الشيخ عبد الوهاب الشعراني (رضي الله عنه) فأخبره بذلك ، فقال له الشيخ : صدقت ، وأنا وقع لي مثل ذلك . ثمّ ذهب إلى الشيخ كريم الدين الخلوتي (رضي الله عنه) فأخبره بذلك ، فقال الشيخ كريم الدين : صدقت ، وأنا ما زرت هذا المكان إلاّ بإذنٍ من النّبي (صلّى الله عليه وآله)(2) .
رجلٌ عميتْ عينه فرأى النّبي (صلّى الله عليه وآله) . . . حتّى شفي ببركة الإمام الحُسين (عليه السّلام)
قال الشبراوي في ذكر كرامات زيارة الحُسين (عليه السّلام) : إنّ رجلاً يُقال له : شمس الدين القعويني كان ساكناً بالقرب من المشهد ، وكان معلّم الكسوة الشريفة ، حصل له ضرر في عينيه فكُفَّ بصره ، وكان كلّ يوم إذا صلّى الصبح في مشهد الإمام الحُسين (عليه السّلام) يقف على باب الضريح الشريف ويقول : يا سيدي ، أنا جارك قد كُفَّ بصري ، وأطلب من الله بواسطتك أنْ يردَّ عليَّ ولو عيناً واحدة
فبينما هو نائم ذات ليلة إذ رأى جماعة أتوا إلى المشهد الشريف ، فسأل عنهم ، فقيل له : هذا النّبي (صلّى الله عليه وآله) والصحابة معه جاؤوا لزيارة السيّد الحُسين (رضي الله عنه) ، فدخل معهم . ثمّ قال ما كان يقوله في اليقظة ، فالتفت الحُسين (عليه السّلام) إلى جدِّه (صلّى الله عليه وآله) ، وذكر له ذلك على سبيل الشفاعة عنده في الرجل ، فقال النّبي (صلّى الله عليه وآله) للإمام عليٍّ : (( يا علي كحّله )) . فقال : (( سمعاً وطاعة )) .
وأبرز من يده مكحلة ومرود ، وقال له : (( تقدّم حتّى اُكحّلك )) . فتقدّم فلوّث المرود ووضعه في عينه اليمنى ، فأحسّ بحرقان عظيم ، فصرخ صرخة عظيمة فاستيقظ منها ، وهو يجد حرارة الكحل في عينه ، ففُتحت عينه اليمنى فصار ينظر بها إلى أنْ مات ، وهذا الذي كان يطلبه . فاصطنع هذه البسط التي تُفرش في مشهد الإمام الحُسين (عليه السّلام) وكتب عليها وقفاً ، ولم تزل تُفرش حتّى تولّى مصرَ الوزيرُ المعظّم مُحمّد باشا الشريف من طرف حضرة مولانا السّلطان مُحمّد خان (نصره الله) ، فجدّد بُسطاً اُخرى وهي التي تُفرش إلى الآن(1) .
رؤيا رسول فاطمة الزهراء (عليها السّلام) للنائح أحمد المورّق ، وطلبها منه أن يرثي الإمام الحُسين (عليه السّلام) بقصيدة الناشي
ذكره ابن حجر العسقلاني في ترجمة الناشي الصغير ، قال : علي بن عبد الله بن وصيف الناشي الصغير أبو الحسن الحلاّء ( بالمُهملة المفتوحة وتشديد اللام ) ، كان عالماً بالأدب ، قيِّماً في علم الكلام ، شيعيّاً جلداً ، أكثر شعره في مدح أهل البيت (عليهم السّلام) .
روى عن المبرّد وابن المعتز وغيرهما ، وحدّث عنه أبو عبد الله الخالع ، وأبو الحُسين بن فارس ، وأبو بكر بن زرعة الهمداني ، وعبد الواحد بن أحمد العبري ، وعبد السّلام بن الحُسين البصري اللغوي ، وغيرهم ، وكان يذكر أنّه رأى ابن الرومي الشاعر مراراً ولم يأخذ عنه ، وأنّ جدَّه كان عطّاراً ، وأنّه نشأ معه في دكّانه (وكان يُعرف بالحياء) ؛ لأنّه كان يعمل الصفر ويخدمه ، وله فيه صنعة بديعة ، ولقى ثعلباً وتشاغل بالحرفة عن السّماع منه .
قال الخالع : وكان مولده سنة إحدى وسبعين ومئتين ، وكان عالي الطبقة في المجون ، ملازماً لحصبة الأحداث ، لم يتزّوج قط . وذُكِر أنّه دخل على الراضي فقال له : أنت الناشي الرافضي ؟ [ قال ] : بل الشيعي . قال : أيُّ الشيعة ؟ [ قال ] : شيعة بني هشام . قال : هذا خبث حيلة . [ قال ] : مع طهارة مولد . فسمع مدحه وأجازه .
قال : وكان جهوري الصوت ، عمَّر نيفاً وتسعين سنة لم تضطرب أسنانه ، وقد ناظر الرمّاني فقطعه ، فدخل عليهما علي بن كعب الأنصاري المعتزلي فقال : في أيِّ شيء أنتم ؟ قال له الناشي : في ثيابنا . فقال : دع مجونك وقلها عسى أنْ أقدح فيها . قال : كيف تقدح وحرافك رطب ؟!
وسمع جزاراً يقول : أين مَنْ حلف أنْ لا يغبن ؟ فقال له : كأنّك تريد أنّه يحنث .
وقال الخالع : دخل رجل شعث ـ سنة ست وأربعين ـ عليه مرقعة ، معه سطحية وركوة ، ومعه عكاز ، فسلَّم وقال بصوت مرتفع : أنا رسول فاطمة الزهراء .
فقالوا له : مرحباً وأهلاً . فقال : رأيت مولاتنا في النوم ، فقالت لي : (( امضِ إلى بغداد ، واطلب أحمد المورّق الناسخ ، وقل له : نِحْ على ابني بشعر الناشي الذي يقول فيه :
بني أحمدٍ قلبي لكُمْ يتقطَّعُ     بمثلِ مصابي فيكُمُ ليس يُسْمَعُ ))
فسمعه الناشي ـ وكان حٍاضراً ـ فلطم لطماً عظيماً على وجهه ، وتبعه الناس ، فناحوا بهذه القصيدة إلى الظهر ، وجهد بالرجل أنْ يقبل شيئاً فامتنع ، ومن هذه القصيدة قوله :
عَـجِبْتُ لـكم يُفْنون قتلاً مُشِيْعَكُمْ    ويسطو عليكُمْ مَنْ لكُم كان يخضعُ
كـأنّ رسـولَ اللهِ أوصـى بقتلِكُمْ    فأجسامُكمْ مِن كلِّ أرضٍ تُزرَّعُ(1)
وقال الخالع : رأيتُ في النوم عبد العزيز الشطرنجي في النوم ، وكان يكثر زيارة مشهد الحُسين (عليه السّلام) ، فقال لي : اُريد أنْ تقوم فتكتب قصيدة الناشي البائيّة ؛ فإننا قد نحنا بها البارحة في المشهد .
قال : أوّلها :
رجائي بعيدٌ والمماتُ قريبُ     ويُخْطِئُ ظنّي والمنونُ تصيبُ
قال : فقمتُ فتوجهت إلى الناشي ، فقلت له : هات البائيّة(2) حتّى أكتبها . فقال : مِنْ أين علمت ؟
فحدّثته بالمنام ، فبكى وقام فأخرجها لي .
قال ياقوت في معجم الاُدباء : مات الناشئ في صفر سنة خمس وستّين وثلاثمئة ، وأرّخه ابن النجّار عن أبي الصابي وغيره سنة ستّ وستّين ، وأنه مات فجأة(1) .
رؤيا حمزة الزيّات النّبيَّ مُحمّداً (صلّى الله عليه وآله) ، وأباه النّبيَّ إبراهيم (عليه السّلام) يُصلّيان على قبر الإمام الحُسين (عليه السّلام)
روى الشريف أبو المعالي البغدادي قال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن عبد الله الفقيه ، نبأ مُحمّد بن أحمد الحافظ ، نبأ مُحمّد بن عمر الحافظ ، نبأ مُحمّد بن حسين ، نبأ يحيى بن مُحمّد بن بشير ، نبأ أبو بكر بن عيّاش ، عن حمزة الزيّات قال : رأيت النّبي (صلّى الله عليه وآله) في النوم وإبراهيم الخليل (عليه السّلام) يُصلّيان
على قبر الحُسين بن علي(1) .
رؤيا ابن الفرزدق أباه ، وإخباره بأنّ الله غفر له بزيارة الإمام الحُسين (عليه السّلام)
قال ابن العديم : وقال ابن المأمون : حدّثنا أبو بكر مُحمّد بن القاسم الأنباري ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا أبو سعيد الغاضري ، قال : حدّثنا أبو عثمّان المازني ، قال : حدّثنا الأصمعي ، عن أعين بن لبطة بن الفرزدق ، عن أبيه قال : رأيت أبي في النوم بعد موته ، فقلتُ له : ما فعل الله بك ؟ فقال : غفر لي بقصدي الحُسين (عليه السّلام) ، وسلامي عليه(2) .
ــــــــــــــــ
ــــــــــــــــ
1) أقول : وهذا شاهد على أنّ الإمام الحُسين (عليه السّلام) قضى صائماً عطشان .
(2) مقتل الحُسين (عليه السّلام) ـ الخوارزمي 1 / 356 ، وقد تقدّم إخبار النّبي (صلّى الله عليه وآله) بذلك ، في ترجمة الملعون شمر بن ذي الجوشن . قال (عليه السّلام) : (( صدق الله ورسوله ؛ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : كأنّي أنظر إلى كلبٍ أبقع يلغ في دماء أهل بيتي )) . فكان شمرٌ أبرص .
تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر 23 / 190 ، البداية والنهاية ـ ابن كثير 8 / 205 ، مقتل الحُسين (عليه السّلام) ـ الخوارزمي 2 / 41 ، كنز العمال ـ المُتّقي الهندي 31 / 672 ، الخصائص الكبرى ـ السيوطي 2 / 125 ط دار الكتاب العربي .
(3) وفي المطبوع : (أغير) بدل (أغبر) والصحيح ما أثبتناه .
(4) مسند أحمد ـ الإمام أحمد بن حنبل . [ الخبر ] الأوّل في 1 / 242 والخبر الثاني في 1 / 283 ، وبأسنانيد مختلفة عن حمّاد بن سلمة ، المعجم الكبير ـ الطبراني 3 / 110 وأيضاً في 21 / 143 ، مقتل الحُسين (عليه السّلام) ـ الخوارزمي 2 / 107 الفصل الثاني عشر ، تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر 14 / 237 بثلاثة طرق عن حمّاد ، ترجمة الإمام الحُسين (عليه السّلام) ـ ابن عساكر / 387 بثلاثة طرق عن حمّاد ، مجمع الزوائد ـ الهيثمي 9 / 193 ، اُسد الغابة ـ ابن الأثير 2 / 22 ، تهذيب الكمال ـ المزّي 6 / 439 ، تهذيب التهذيب ـ ابن حجر2/ 306 ، الإصابة ـ ابن حجر 2 / 71 ، البداية والنهاية ـ ابن كثير 8 / 218 بطريقين عن حمّاد ، سير أعلام النبلاء ـ الذهبي 3 / 315 ، ذخائر العقبى ـ أحمد بن عبد الله الطبري / 148 ، نظم درر السمطين ـ الزّرندي الحنفي / 217 ، فيض القدير شرح الجامع الصغير ـ المناوي 1 / 265 ، الجوهرة في نسب الإمام علي وآله ـ البري / 46 ، ينابيع المودّة لذوي القربى ـ القندوزي 3 / 13 .
(5) مجمع الزوائد ـ الهيثمي 9 / 193 .
(6) البداية والنهاية ـ ابن كثير 8 / 218 .
(7) المستدرك ـ الحاكم النيسابوري 4/ 397 ، منتخب مسند عبد بن حميد / 234 .
(8) تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر 14 / 237 ، ترجمة الإمام الحُسين (عليه السّلام) ـ ابن عساكر / 387 ، البداية والنهاية ـ ابن كثير 8 / 218 .
(9) وذكر ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 14 / 238 بدله زريق ، وقال : وهو الصواب . أقول : وهو وهمٌ حتّى نبّه على وهمه مَن علّق على كتابه ، ولعلّه أشتبه بمثل سند المستدرك .
(10) سنن الترمذي 5 / 323 ، وقال : هذا حديث غريب . أقول : إنْ كان من جهة الدلالة فلا يُعبأ به بعد تماميّة سنده ، ووجود أمثاله عن ابن عبّاس والبرّاء ، وقد أخرجه الحاكم من طريق زريق ، والبخاري أخرجه بطريقين عن رزين . سير أعلام النبلاء ـ الذهبي 3 / 316 ، تهذيب التهذيب ـ ابن حجر العسقلاني 2 / 307 ، تهذيب الكمال ـ المزّي 9 / 186 ، التاريخ الكبير ـ البخاري 3 / 324 ، المعجم الكبير ـ الطبراني 32 / 373 ، ذخائر العقبى ـ أحمد بن عبد الله الطبري / 148 ، نظم درر السمطين ـ الزّرندي الحنفي / 217 .
(11) سير أعلام النبلاء ـ الذهبي 3 / 316 .
(12) تهذيب الكمال ـ المزّي 9 / 186 .
(13) الأوّل : أبو سعيد الأشج ، قال فيه ابن حجر في تقريب التهذيب 1 / 497 : عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي أبو سعيد الأشج الكوفي ، ثقة من صغار العاشرة ، مات سنة سبع وخمسين ع . وقال فيه الذهبي في تذكرة الحفّاظ 2 / 501 : الأشج الإمام ، شيخ الإسلام ، أبو سعيد عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي الكوفي ، الحافظ ، مُحدّث الكوفة ، وصاحب التفسير والتصانيف ؛ حدّث عن هشيم ، وأبي بكر بن عيّاش ، وعبد الله بن إدريس ، وعقبة بن خالد ، وخلائق . وعنه الجماعة ، وابن خزيمة ، وأبو يعلى ، وزكريا السّاجي ، وعمر البجيرى ، وعبد الرحمن بن ابن حاتم  واُمم سواهم . ذكره أبو حاتم فقال : هو إمام أهل زمانه . وقال مُحمّد بن أحمد بن بلال الشطوى : ما رأيت أحداً أحفظ منه . وقال النّسائي : صدوق ، مات في ربيع الأوّل سنة سبع وخمسين ومئتين ، وقد زاد على التسعين (رحمه الله) .
الثاني : أبو خالد الأحمر ، قال فيه الذهبي في تذكرة الحفّاظ 1 / 272 : أبو خالد الأحمر ، الحافظ الصدوق ، سليمان بن حيان الأزدي الكوفي ، ولد سنة أربع عشرة ومئة . . . وثّقه جماعة . وقال أبو حاتم : صدوق . قلتُ : هو من مشاهير المُحدّثين ، وغيره أثبت منه . مات سنة تسع وثمانين ومئة (رحمه الله تعالى) .
الثالث : رزين بن حبيب الجهني الرمّاني ، ذكرناه ، وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل 3 / 508 : رزين بن حبيب الجهني ، بيّاع الرمّان ، كوفي ، ويُقال : القزاز ، ويُقال : التمّار . . . حدّثنا عبد الرحمن ، أنا علي بن أبي طاهر فيما كتب إليَّ ، قال : نا الأثرم ، قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل سُئل عن رزين بيّاع الرمّان فقال : ثقة .
حدّثنا عبد الرحمن قال : ذكره أبي ، عن إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين أنّه قال : رزين بيّاع الرمّان ثقة . حدّثنا عبد الرحمن قال : سألت أبي عن رزين هذا فقال : صالح الحديث ليس به بأس ، هو أحبّ إليَّ من إسحاق بن خُليد مولى سعيد بن العاص .
وقال المزّي في تهذيب الكمال 9 / 186 ـ وتعرّض لهذا الرواية أيضاً ـ : رزين بن حبيب الجهني ، ويُقال : البكري الكوفي الرمّاني ، ويُقال : التّمار ، ويُقال : البزاز بيّاع الأنماط . . . قال أبو بكر الأثرم ، عن أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : رزين بيّاع الرمّان ثقة . وقال أبو حاتم : صالح الحديث ليس به بأس ، وهو أحبّ إليَّ من إسحاق بن خُليد مولى سعيد بن العاص .
ومنهم مَنْ فرّق بين رزين بيّاع الأنماط ، يروي عن الأصبغ بن نباتة ، ويروي عنه عيسى بن يونس ، وبين رزين بن حبيب الجهني بيّاع الرمّان ، ومنهم من جعلهما واحداً ، فالله أعلم .
روى له الترمذي حديثا واحداً ، وقد وقع لنا عالياً من روايته ، أخبرنا به أبو الحسن بن البخاري ، وإبراهيم بن علي الواسطي ، وأحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروقي ، قالوا : أخبرنا عمر بن كرم الدينوري ببغداد ، قال : أخبرنا عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السّجزي ، قال : أخبرنا مُحمّد بن أبي مسعود الفارسي ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري ، قال : أخبرنا يحيى بن مُحمّد بن صاعد ، قال : حدّثنا أبو سعيد الأشج ، قال : حدّثنا أبو خالد الأحمر ، قال : حدّثني رزين ، قال : حدّثتني سلمى ، قالت : دخلت على اُمّ سلمة (رضوان الله عليها) وهي تبكي فقلت : ما يبكيك ؟!  قالت : رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام ، وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلتُ : ما لك يا رسول الله ؟ قال : (( شهدتُ قتلَ الحُسين آنفاً )) . رواه عن الأشج ، وقال : غريب ، فوافقناه فيه بعلو .
الرابع : سلمى البكريّة ، ذكرها الذهبي في مَن له رواية في الكتب الستّة 2 / 510 : سلمى البكريّة عن عائشة واُمّ سلمة ، وعنها رزين الجهني (ت) .
وقال عنها المزّي في تهذيب الكمال 53 / 196 : سلمى البكريّة ، من بكر بن وائل مولاة لهم ، روت عن عائشة واُمّ سلمة (ت) زوجَي النّبي (صلّى الله عليه وآله) . روى عنها رزين الجهني (ت) ، ويُقال : البكري . روى لها الترمذي ، وقد كتبنا حديثها في ترجمة رزين .
أقول : والذهبي ظاهره قبول روايتها ؛ حيث إنّه لمْ يتعرّض إلاّ لرزين ، وأمّا المزّي جعل رواية رزين عنها بعلو .
(14) مستدرك الحاكم النيسابوري 4 / 19 .
(15) نور العين في مشهد الحُسين (عليه السّلام) ـ أبو إسحاق الإسفراييني / 76 ، وفي ط ص65 .
(16) مناقب آل أبي طالب ـ ابن شهر آشوب 3 / 220 :
أمالي المفيد النيشابوري : إنّ زر النائحة رأت فاطمة (عليها السّلام) فيما يرى النائم أنّها وقعت على قبر الحُسين تبكي ، وأمرتها أنْ تنشد :
أيُّـها الـعينانِ فيضا     واسـتهلاّ لا تَـغِيضا
وابـكيا بالطفِّ مَيْتاً     تَرَكَ الصدرَ رضيضا
لـم اُمـرِّضْه قتيلاً     لا ولا كـان مريضا
(17) بغية الطلب في تاريخ حلب ـ ابن العديم 6 / 2654 ، نشوار المحاضرة / 746 ، وله كتاب اسمه نشوان المحاضرة غير هذا ، للقاضي التنوخي ـ نسخة برنامج الموسوعة الشعريّة .
(18) الأوّل : الكرخي ، قال فيه الذهبي في 15 / 426 :
 الكرخي ، الشيخ الإمام الزاهد ، مفتي العراق ، شيخ الحنفيّة ، أبو الحسن عبيد الله بن الحُسين بن دلال البغدادي الكرخي الفقيه . سمع إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ومُحمّد بن عبد الله الحضرمي ، وطائفة . حدّث عنه أبو عمر بن حيويه ، وأبو حفص بن شاهين ، والقاضي عبد الله بن الأكفاني ، والعلاّمة أبو بكر أحمد بن علي الرازي الحنفي ، وأبو القاسم علي بن مُحمّد التنوخي ، وآخرون .
انتهت إليه رئاسة المذهب ، وانتشرت تلامذته في البلاد ، واشتهر اسمه وبَعُدَ صيتُه ، وكان من العلماء العبّاد ذا تهجّد وأوراد وتألّه ، وصبر على الفقر والحاجة وزهد تام ، ووقع في النفوس .
ومن كبار تلامذته أبو بكر الرازي المذكور . وعاش ثمانين سنة .
الثاني : أبو القاسم علي بن مُحمّد التنوخي
ونذكر ما جاء فيه ، وفي ابنه المحسن ، وفي حفيده أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي جملة ، قال القنوجي في أبجد العلوم 3 / 84 : القاضي التنوخي أبو علي المحسن بن أبي القاسم علي بن مُحمّد صاحب كتاب الفرج بعد الشدّة ، وله ديوان شعر جيد أكبر من ديوان أبيه ، وكتاب نشوان المحاضرة ، وكتاب المستجاد من فعلات الأجواد ، نزل بغداد وأقام بها ، وحدّث إلى حين وفاته .
كان سماعه صحيحاً ، وكان أديباً شاعراً إخبارياً ، تقلّد القضاء والأعمال من قبل الإمام المطيع لله ، ولد بالبصرة وتوفي ببغداد ، ذكره وأباه الثعالبي ، ثمّ قال في حقّه : هلال ذلك القمر ، وغصن هاتيك الشجر ، والشاهد العدل بمجد أبيه وفضله ، والفرع المشيد لأصله ، النائب عنه في حياته ، والقائم مقامه بعد وفاته .
وأمّا ولده أبو القاسم علي بن المحسن فكان أيضاً أديباً فاضلاً له شعر ، صحب أبا العلاء المعرّي وأخذ عنه كثيراً ، وهم أهل بيت كلّهم فضلاء أدباء ظرفاء . ولد في منتصف شعبان سنة خمس وستّين وثلاثمئة بالبصرة ، وتوفي مستهل المُحرّم يوم الأحد سنة سبع وأربعين وأربعمئة ، انتهى .
قال فيه البغدادي في تاريخه 12 / 77 : . . . وكان يعرف الكلام في الاُصول على مذاهب المعتزلة ، ويعرف النجوم وأحكامها معرفة ثاقبة ، ويقول الشعر الجيّد ، وله ديوان مجموع أنشدناه علي بن المحسن ، عن أبيه ، عنه .
ولي القضاء بالأهواز وسائر كورها ، وتقلّد قضاء ايذج وجند حمص من قِبل المطيع لله ، وحدّث ببغداد فروى عنه من أهلها أبو حفص بن الآجري ، وأبو القاسم بن الثلاّج .
أخبرنا التنوخي ، حدّثنا عمر بن أحمد بن مُحمّد بن هارون المقرئ ، حدّثنا أبو القاسم علي بن  مُحمّد بن أبي الفهم التنوخي قاضي الأهواز قراءة عليه ، وأقرّ به شيخاً حافظاً ثبتاً .
وذكر ابن حجر ما ذكره الخطيب في لسان الميزان 4 / 256 ، وفي ط 5 / 87 ـ 88 قال : قال الخطيب : كان يعرف الكلام في الاُصول على مذهب المعتزلة ، ويعرف النجوم وأحكامها معرفة ثاقبة ، ويقول الشعر الجيّد ، وله ديوان سمعناه من حفيده ، عن أبيه . ولي قضاء الأهواز وغيرها ، روى عنه ابنه أبو علي المحسن ، وأبو حفص بن الآجري ، وقال : إنّه شيخ حافظ .
وقال فيه الذهبي في سير أعلام النبلاء 15 / 499 : التنوخي القاضي العلاّمة أبو القاسم علي بن مُحمّد بن أبي الفهم التنوخي الحنفي ، مولده بأنطاكية ، سمع أحمد بن خليد . . . والحسن بن أحمد بن حبيب صاحب مسدّد ، وعمر بن أبي غيلان ، وكان معتزلياً مناظراً ، مُنجّماً شاعراً أديباً ، ولي قضاء الأهواز ، حدّث عنه ابنه المحسن ، وأبو حفص الآجري ، وأبو القاسم بن الثلاّج ، وكان أحد الأذكياء حفظ ستمئة بيتٍ في يوم وليلة ، وله تصانيف ، وكان المُطيع قد همّ بتوليته قضاء القضاة ، ولمّا توفّي بالبصرة وفّى عنه المهلّبي خمسين ألف درهم دَيناً ، وقال ابنه : كان يحفظ للطائيّين ستمئة قصيدة ، ويحفظ من النحو واللغة شيئاً عظيماً ، ومن العقليات ، ويجيب في أزيد من عشرين ألف حديث .
أقول : وكونه من أهل الغناء وشراب النّبيذ ليس بغريب في رجال أهل الخلاف ؛ إذ لا أثر له عندهم ، وما أكثرهم !
الثالث : أبو علي المحسن بن علي التنوخي : قال فيه الذهبي في سير أعلام النبلاء 16 / 524 : التنوخي القاضي العلاّمة ، أبو علي المحسن بن علي بن مُحمّد بن أبي الفهم التنوخي البصري الأديب ، صاحب التصانيف . ولد بالبصرة ـ على ما قال ـ في سنة سبع وعشرين وثلاثمئة ، وأوّل سماعه في سنة ثلاث وثلاثين .
سمع أبا العبّاس الأثرم ، وأبا بكر الصولي ، وابن داسة ، وواهب بن مُحمّد صاحب نصر الجهضمي . روى عنه ولده أبو القاسم علي ، وكان إخبارياً متفنناً ، شاعراً نديماً ، ولي قضاء رامهرمز ، وعسكر مكرم ، وغير ذلك .
قال الخطيب : كان سماعه صحيحاً ، توفّي في المُحرّم سنة أربع وثمانين وثلاثمئة ، بعد أبيه باثنتين وأربعين سنة ، وأوّل مَن استعمله على القضاء القاضي أبو السّائب عتبة بن عبد الله ، وذلك في سنة تسع وأربعين وثلاثمئة وله اثنتان وعشرون سنة ، وله كتاب (الفرج بعد الشدّة) ، وكتاب (النشوار) وغير ذلك . عاش سبعاً وخمسين سنة .
 الرابع : أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي : قال فيه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 12 / 115 : علي بن المحسن بن علي بن مُحمّد بن أبي الفهم أبو القاسم التنوخي ، وقد ذكر نسب جدّه علي بن مُحمّد على الاستقصاء ، وذكر لنا أنّ تنوخ ـ الذين ينتسبون إليه ـ اسم لعدّة قبائل ، اجتمعوا قديماً بالبحرين وتحالفوا على التآزر والتناصر ، وأقاموا هناك فسُمّوا تنوخاً .
سمع أبا القاسم عبد الله بن إبراهيم الزينبي ، وعليَّ بن مُحمّد بن سعيد الرزّاز ، وأبا الحسن بن كيسان ، وأبا سعيد الحرفي ، وإسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان ، وأبا عبد الله العسكري ، وعبيد الله بن مُحمّد الحوشبي ، وإبراهيم بن أحمد الخرقي ، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي ، وخلقاً كثيراً من طبقتهم ، وممّن بعدهم كتبتُ عنه وسمعته ، يقول : ولدت بالبصرة في النصف من شعبان سنة خمس وستّين وثلاثمئة ، وأوّل سماعي في شعبان من سنة سبعين وثلاثمئة ، وكان قد قُبِلَتْ شهادتُه ، ثمّ الحكّام في حداثته ، ولم يزل على ذلك مقبولاً إلى آخر عمره .
كان متحفّظاً في الشهادة ، محتاطاً صدوقاً في الحديث ، وتقلّد قضاء نواحٍ عدّة ، منها المدائن وأعمالها ، ودرزنجان والبردان وقرميسين ، ومات في ليلة الإثنين الثاني من المحرّم سنة سبع وأربعين وأربعمئة ، ودُفن يوم الإثنين في داره بدرب التل ، وصُلّيت على جنازته .
الخامس : أبو بكر مُحمّد بن عبد الباقي الأنصاري قاضي مارستان ، قال فيه الذهبي في سير أعلام النبلاء 20 / 23 : قاضي المارستان الشيخ الإمام ، العالم المتفنن ، الفرضي العدل ، مسند العصر ، القاضي أبو بكر مُحمّد بن عبد الباقي بن مُحمّد بن عبد الله بن مُحمّد بن عبد الرحمن بن الربيع بن ثابت بن وهب بن مشجعة بن الحارث بن عبد الله بن شاعر النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، وأحد الثلاثة الذين خلفوا كعب بن مالك بن عمرو بن القين الخزرجي السلمي الأنصاري البغدادي النصري ، من محلّة النصرية . . . إلخ .
وفي سير أعلام النبلاء 23 / 25 أيضاً ، قال : قال ابن الجوزي فيه : . . . وكان ثقة فهماً ، ثبتاً حُجّة ومتفنناً . . . إلخ .
وقال فيه ملا علي القاري في شرح مسند أبي حنيفة / 10 : مسند له ، جمعه الشيخ الإمام الثقة العدل أبو بكر مُحمّد بن عبد الباقي بن مُحمّد الأنصاري (رحمه الله تعالى) .
السادس : أحمد بن أزهر ، قال فيه ابن ماكولا في إكمال الكمال 4 / 245 : . . . أبو مُحمّد أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب السبّاك ، سمع عبد الوهاب الأنماطي ، وأبا المعالي أحمد بن مُحمّد  ابن أحمد بن الحُسين المذاري ، وأبا القاسم أحمد بن عبد الباقي بن قفرجل ، وأبا حفص عمر بن عبد الله الحربي المقري ، وله إجازة من القاضي أبي بكر والقزّاز وغيرهما ، وسماعه صحيح وإجازاته ، توفّي ليلة الجمعة ثامن شوال من سنة اثنتي عشرة وستمئة ، ودُفن من الغد .
السابع : ابن العديم ، قال فيه إليان سركيس في معجم المطبوعات العربية 1 / 171 : ابن العديم ( 588 ـ 660 ) كمال الدين أبو حفص ، (أو) أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله ، الشهير بابن العديم الحلبي ، والمعروف بابن أبي جرادة ؛ من أعيان أهل حلب وأفاضلهم ، وبيت أبي جرادة بيت مشهور من أهل حلب ؛ اُدباء شعراء فقهاء ، يتوارثون الفضل كابراً عن كابر ، وتالياً عن غابر .
سمع من أبيه ، ومن عمّه ، ومن جماعة كثيرة بدمشق وحلب والقدس ، والحجاز والعراق ، انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة ، وكان مُحدّثاً فاضلاً ، حافظاً مؤرّخاً ، له تصانيفٌ رائقة ، منها تاريخ حلب ـ أدركته المنيّة قبل إكمال تبييضه ـ وله كتاب الدراري ، صنّفه للملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيّوب ، وقدّمه له يوم ولد ولده الملك العزيز ، وكان قد قدم مصر لمّا جفل الناس من التتر ، ثمّ عاد بعد خراب حلب ، فلمّا نظر ما فعله التتر من خراب حلب وقتل أهلها بعد تلك العمارة ، قال في ذاك قصيدة طويلة أوّلها :
هو الدهرُ ما تبنيه كفُّك يهدمُ      وإنْ رُمتَ إنصافاً لديهِ فتُظلَمُ
ثمّ عاد إلى القاهرة ومات بها ، ودُفن بالقرافة .
وذكر فيه ابن نقطة ، كما في هامش إكمال الكمال لابن ماكولا 2 / 73 : وأبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحلبي العدل ، سمع الحديث بها من جماعة ، وسمع معنا بدمشق من القاضي أبي القاسم الحرستاني وغيره ، وكان مليح الخطِّ ، حَسَن القراءة ، كريمَ الأخلاق ، ثقة فاضلاً .
(19) بغية الطلب في تاريخ حلب 6 / 2656 و 9 / 4266 ، وفيات الأعيان ـ ابن خلكان 2 / 364 ، شذرات الذهب ـ عبد الحي الدمشقي 2 / 247 ، جواهر المطالب ـ ابن الدمشقي الباعوني 2 / 314 عن ابن خلّكان ، وذكر خلاصة عبقات الأنوار ـ السيّد حامد النقوي 8 / 392 ، مرآة الجنان ـ حوادث / 574 ، ريحانة الألباء 1 / 414 ـ 415 ، خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر .
(20) الأوّل : نصر الله بن مجلي ، قال عنه ابن خلكان في وفيات الأعيان 2 / 364 عندما نقل هذه الرؤية قال : إنّه من ثقات أهل السنّة ، وما قاله ابن العديم هنا : وكان من الثقاة الاُمناء .
الثاني : مُحمّد بن محمود بن الحسن ، قال فيه ابن كثير في البداية والنهاية 31 / 197 : ابن النّجار الحافظ ، صاحب التاريخ ، مُحمّد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن بن النّجار ، أبو عبد الله البغدادي الحافظ الكبير ، سمع الكثير ، ورحل شرقاً وغرباً . ولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمئة . . . وكانت وفاته يوم الثلاثاء الخامس من شعبان من هذه السنة ، وله من العمر خمس وسبعون سنة ، وصُلّي عليه بالمدرسة النظاميّة ، وشهد جنازته خلق كثير ، وكان  يُنادى حول جنازته : هذا حافظ حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، الذي كان ينفي الكذب عنه . ولم يترك وارثاً ، وكانت تركتُه عشرين ديناراً وثياب بدنه وأوصى أنْ يتصدّق بها ، ووقف خزانتين من الكتب بالنظاميّة تساوي ألف دينار ، فأمضى ذلك الخليفة المستعصم ، وقد أثنى عليه الناس ورثوه بمراثٍ كثيرة ، سردها ابن السّاعي في آخر ترجمته ، انتهى .
راجع ما ذكر في حقّه من المدح في طبقات الحفّاظ 2 / 502 ، شذرات الذهب 3 / 126 ، طبقات الشافعيّة 2 / 124 ، العبر في أخبار مَن غبر 5 / 180 . وفي طبقات المُحدّثين 1 / 203 قال عنه : الحافظ الكبير .
الثالث : ابن العديم صاحب بغية الطلب في تاريخ حلب ، ذكرنا ترجمته في المرأة الصالحة التي رأت فاطمة الزهراء (عليها السّلام) ، وهي الرواية السابقة .
وأمّا صاحب الأبيات وهو الحيص بيص ، فقد قال فيه الذهبي في سير أعلام النبلاء 21 / 61 : الحيص بيص ، الشاعر المشهور ، الأمير شهاب الدين أبو الفوارس سعد بن مُحمّد بن سعد بن صيفي التميمي ، الأديب الفقيه الشافعي ، سمع من أبي طالب الزينبي ، وأبي المجد مُحمّد بن جهور ، روى عنه القاضي بهاء الدين بن شدّاد ، ومُحمّد بن المني ، وله ديوان وترسّل وبلاغة ، وباعٌ في اللغة ، ويدٌ في المناظرة ، وكان يتحدّث بالعربية ، ويلبس زي العرب . مات في شعبان سنة أربع وسبعين وخمسمئة .
(21) جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (عليه السّلام) ـ ابن الدمشقي 2 / 313 .
(22) المعجم الكبير ـ الطبراني 3 / 113 ، مجمع الزوائد ـ الهيثمي 9 / 196 ، وتقدّم في عقاب قتلة الحُسين (عليه السّلام) .
(23) مجمع الزوائد ـ الهيثمي 9 / 196 .
(24) تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر 14 / 258 ، ترجمة الإمام الحُسين (عليه السّلام) ـ ابن عساكر / 445 ، تهذيب الكمال ـ المزّي 6 / 446 ، وتقدّم في عقاب قتلة الحُسين (عليه السّلام) .
وقد روت عنه الصحاح كصحيح البخاري ما رواه البرّاء بن عازب ، قال البخاري في صحيح البخارى 8 / 71 : حدّثنا معلّى بن أسد ، حدّثنا عبد العزيز بن مختار ، حدّثنا ثابت البناني ، عن أنس (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( مَنْ رآني في المنام فقد رآني ؛ فإنّ الشيطان لا يتمثلّ بي ، ورؤيا المؤمن جزء من ستّة وأربعين جزءاً من النّبوة )) .
وقال أيضاً في صحيح البخارى 8 / 72 : حدّثنا خالد بن خلي ، حدّثنا مُحمّد بن حرب ، حدّثني الزبيدي ، عن الزهري ، قال أبو سلمة : قال أبو قتادة (رضي الله عنه) : قال النّبي (صلّى الله عليه وآله) : (( مَنْ رآني فقد رأى الحقَّ )) .
تابعه يونس وابن أخي الزهري ، حدّثنا عبد الله بن يوسف ، حدّثنا الليث ، حدّثني ابن الهاد ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد الخدري ، سمع النّبي (صلّى الله عليه وآله) يقول : (( مَنْ رآني فقد رأى الحقَّ ؛ فإنّ الشيطان لا يتكوّنني )) . باب رؤيا الليل ، رواه سمرة .
(25) تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر 14 / 259 ، ترجمة الإمام الحُسين ـ ابن عساكر / 448 ، بغية الطلب في تاريخ حلب ـ ابن العديم 6 / 2642 ، تذكرة الخواصّ ـ ابن الجوزي / 281 ، الصواعق المحرقة ـ ابن حجر الهيتمي / 297 ط دار الكتب العلميّة ، ينابيع المودّة ـ القندوزي 3 / 24 ، وذكره جماعة من القوم : منهم العلاّمة ابن منظور الإفريقي في (مختصر تاريخ مدينة دمشق 7 / 152 ط دمشق) إحقاق الحقِّ 27 / 340 ، ومنهم العلاّمة ابن المغازلي في (المناقب / 405 ط الإسلاميّة بطهران ) إحقاق الحقِّ 19 / 388 ، ومنهم العلاّمة الشيخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي في (تلخيص المتشابه في الرسم ط دمشق ) إحقاق الحقِّ 27 / 345 ، ومنهم العلاّمة الحضرمي في (رشفة الصادي / 291 ط الغري) إحقاق الحقِّ 11 / 554 .
(26) مقتل الحُسين (عليه السّلام) ـ الخوارزمي 2 / 117 ـ 118 ، تذكرة الخواصّ / 291 من إحقاق الحقِّ 11 / 552 ، الصواعق المحرقة ـ ابن حجر الهيتمي / 296 ـ 297 موجزاً ، ط دار الكتب العلميّة ، ينابيع المودّة ـ القندوزي 3 / 23 موجزاً ، وذكره جماعة من القوم ، منهم العلاّمة المحدّث الحافظ الميرزا مُحمّد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي ، المتوفّى أوائل القرن الثاني عشر في كتابه (مفتاح النجا في مناقب آل العبا / 151 المخطوط) إحقاق الحقِّ 19 / 384 ، ومنهم العلاّمة الشيخ أحمد بن مُحمّد بن أحمد الحافي [ الخوافي ] الحُسيني الشافعي في (التبر المذاب / 99 نسخة مكتبتنا العامة بقم) إحقاق الحقِّ ـ السيّد المرعشي 27 / 344 ،  ومنهم العلاّمة سبط ابن الجوزي في (التذكرة / 291 ط الغري) إحقاق الحقِّ 11 / 552 ، ومنهم العلاّمة السيّد مؤمن الحُسيني الشبلنجي في (نور الأبصار / 123 ط مصر) إحقاق الحقِّ 11 / 552 ، ومنهم العلاّمة الشيخ مُحمّد الصبّان في (إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار / 192 الطبع المذكور) إحقاق الحقِّ 11 / 552 ، ومنهم العلاّمة يوسف بن إسماعيل النّبهاني المتولّد 1265 ، والمتوفّى 1350 هـ في (جامع كرامات الأولياء 1 / 131 ط مصطفى البابي وشركاه بمصر) إحقاق الحقِّ 33 / 638 .
(27) مقتل الحُسين (عليه السّلام) ـ الخوارزمي 2 / 118 .
(28) تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر 14 / 258 ، كرامات الأولياء ـ هبة الله الطبري الألكائي 1 / 138 ـ 139 ، ترجمة الإمام الحُسين / 447 ، مقتل الخوارزمي بسند آخر عن الحسن البصري في الفصل الثاني عشر 2 / 116 ـ 117 .
(29) مقتل الحُسين (عليه السّلام) ـ الخوارزمي ، في الفصل الثاني عشر 2 / 117 .
(30) التبر المذاب ـ العلاّمة الحافي أو الخوافي الشافعي / 101 نقلاً عن إحقاق الحقِّ ـ للسيد المرعشي 27 / 342 .
(31) وفي نسخة : بدون ( ألا ) .
(32) نور العين في مشهد الحُسين ـ الإسفراييني / 66 ـ 67 ، وفي ط ص 57 .
(33) المحاسن والمساوئ ـ إبراهيم البيهقي / 127 ، نسخة برنامج الموسوعة الشعريّة .
(34) نور العين في مشهد الحُسين (عليه السلام) ـ أبو إسحاق الإسفراييني / 77 ـ 81 .
(35) نظم درر السمطين ـ الزّرندي الحنفي / 226 ، الصواعق المحرقة ـ الهيتمي / 199 .
(36) نور العين في مشهد الحُسين (عليه السّلام) ـ أبو إسحاق الإسفراييني / 72 .
(37) نور الأبصار ـ للشبلنجي / 124 ط مصر نقلاً عن إحقاق الحقِّ ، وفي ط ص271 .
(38) الإتحاف بحبِّ الأشراف ـ الشبراوي / 84 ، مطبعة أمير ـ قم .
(39) وفي ط : فأجسامكم في كلِّ أرض تُوزّعُ . قال العلاّمة الشيخ الأميني (قُدّس سرّه) في الغدير 4 / 31 : ومن هذه القصيدة ، وهي بضعة عشر بيتاً أوَّل هذه القصيدة :
بـني أحـمدٍ قـلبي لـكم يتقطَّعُ     بـمثلِ مـصابي فيكُمُ ليس يُسْمَعُ
فما بقعةٌ في الأرضِ شرقاً ومغرباً      ولـيس لـكُمْ فيها قتيلٌ ومَصْرَعُ
ظُـلِـمْتم وُقـتّلتُمْ وقُـسِّمَ فـيئُكُمْ     وضاقتْ بكم أرضٌ فلم يحمِ موضعُ
جسومٌ على البوغاءِ تُرمى وأرؤسٌ     عـلى أرؤسِ اللّدنِ الذوابلِ تُرْفَعُ
تَـوَارون لـم تـأوِ فراشاً جنوبُكُمْ     ويُـسْلِمُني طـيبُ الهجوعِ فأهجعُ
(40) الغدير ـ الشيخ الأميني 4 / 31 : . . .
رجائي بعيدٌ والمماتُ قريبُ      ويُخْطِئُ ظنّي والمنونُ تصيبُ
 وقال الشيخ الأميني (قُدّس سرّه) : ومن البائيّة في المديح قوله :
اُناسٌ علوا أعلى المعالي مِنْ العُلا     فليس لهم في الفاضلين ضريبُ
إذا انتسبوا جازوا التناهي لمجدِهمْ     فـما لَـهُمُ فـي الـعالمينَ نسيبُ
هُـمُ الـبحرُ أضحى دُرُّه وعبابُهُ      فـليس لـه مـن منتفيهِ رسوبُ
تـسيرُ بـه فُـلْكُ النجاةِ وماؤُها      لـشرابهِ عـذبُ الـمذاقِ شروبُ
هو البحرُ يُغني مَنْ غدا في جوارِهِ     وسـاحلُه سـهلُ الـمجالِ رحيبُ
هُـمُ سـببٌ بـينَ الـعبادِ وربِّهم    مـحبُّهُمُ فـي الحشرِ ليس يخيبُ
حـووا علمَ ما قد كان أو هو كائنٌ     وكـلُّ رشـادٍ يـحتويه طـلوبُ
وقـد حـفظوا كلَّ العلومِ بأسرِها     وكـلّ بـديعٍ يـحتويه غـيوبُ
هُـمُ حـسناتُ الـعالمين بفضلِهِمْ    وهـم لـلأعادي في المعادِ ذنوبُ
وجمع العلاّمة السّماوي شعر الناشي في أهل البيت (عليهم السّلام) يربو على ثلاثمئة بيتاً .
(41) لسان الميزان ـ ابن حجر 4 / 238 ـ 239 .
(42) عيون الأخبار في مناقب الأخيار ـ الشريف أبو المعالي المرتضى الحُسيني البغدادي / 50 نسخة مكتبة الفاتيكان نقلاً عن إحقاق الحقِّ 27 / 430 .
(43) بغية الطلب في تاريخ حلب ـ ابن العديم 6 / 2614 ، وذكر الرواية السّابقة على هذا إلى ابن المأمون بهذا السند ، قال : أنبأنا أبو علي الحسن بن هبة الله بن الحسن بن علي الدوامي ، قال : أخبرنا القاضي مُحمّد بن عمر بن يوسف الأرموي ، قال : أخبرنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون . . .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page