من عرف إمـامـه ثم مـات قبل أن يرى هذا الأمـر ".." كان له من الأجـر كمن كان مع القائـم في فسطاطه.
رواه الشيخ الطوسي في “ الغيبة / 277 “
هل نعرف إمامنا وحجة الله علينا ؟
وهل تكفي المعرفة الإجمالية الباهتة ؟
حقا، لماذا نجد أكثر أوساطنا لا تعيش حقيقة وجوده المبارك بل لا يكاد يذكر اسمه إلا في منتصف شعبان وعند تعداد أسماء الأئمة المعصومين عليهم السلام؟
وحتى من يتصور منا أنه يعرفه، سيجد عندما يرجع إلى الروايات والتفاصيل التي ذكرها العلماء، أنه لا يعرفه سلام الله عليه ما يكفي.
والحديث هنا - طبعاً- عما يمكننا من معرفته عليه السلام.
ولقد حققت ثورة الإسلام المظفرة في ايران تقدماً جيداً في مجال ربط الأمة بوصي المصطفى الحبيب، الإمام المنتظر، إلا أننا رغم ذلك ما زلنا بحاجة ماسة إلى معرفته ونقل الإحساس بوجوده المبارك من رحلة التصور إلى التصديق الجازم الحار الذي لا ينفك عن العمل.
وتحتل معرفة الإمام مرتبة هامة من وجهة نظر الإسلام تدل على ذلك أحاديث كثيرة منها :
من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.(1)
وقد ورد في حديث الإمام الصادق عليه السلام أن ندعو في عصر الغيبة بدعاء جاء فيه :
" أللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ".(2)
والميتة الجاهلية الواردة في الحديث الأول، سببها الضلال عن الدين الوارد في الحديث الثاني.
وقد روى أمير المؤمنين عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في قوله تعالى :
{ يوم ندعو كل أناس بإمامهم } : يدعى كل أناس بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم.(3)
____________
(1) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق / 412 ومنتخب الأثر / 15 نقلاً عن الحميدي قال : أخرجه في الجمع بين الصحيحين وأخرج الحاكم مشابهاً له في معناه وهو قوله عليه الصلاة والسلام : “ من مات وليس عليه إمام فإن موته موتة جاهلية “ .
(2) كمال الدين 342 / 343 .
(3) منتخب الأثر، نقلاً عن الدر المنثور للسيوطي، وغيره .
1- معرفــة الإمــــام
- الزيارات: 814